لماذا اربكت تغريدة مانويل فالس النظام الجزائري ؟
كتب : انغير بوبكر
المتتبع للاعلام الجزائري هذا الاسبوع ، سيلاحظ هجوم كاسح للصحافة ووسائل الاعلام الرسمية الجزائرية على رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس ، الذي قام بزيارة للجزائر يومي 9 و10 ابريل 2016. وارجع السياسيون الجزائريون قاموس الاستقلال والتحرر ومواجهة الاستعمار الى التداول الاعلامي بمجرد ان قام رئيس وزراء فرنسا بوضع صورة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة على صفحته في التويتر .
لكن هل ما قام به فالس من نشر صورة للرئيس الجزائري المريض بوتفليقة (عافاه الله) يشكل بالفعل استفزازا للجزائريين ، ام ان النظام الجزائري لم يكن يتوقع ان يكشف رئيس وزراء دولة حليفة المستور في صحة الرئيس؟
سمعنا رد السياسي الجزائري اويحي الذي اعتبر تغريدة رئيس وزراء فرنسا بمثابة حنين فرنسي الى عودة الاستعمار ، كما ان السيدة لويزة حنون بدورها هاجمت الفرنسيين واتهمتهم للاساءة الى الجزائر ورموزها ، كما ان الافلان بدوره صوب مدفعيته الثقيلة نحو فرنسا متهمة اياها بالعمل على استهداف الجزائر وامنه واستقراره .
هؤلاء زمرة السياسيين الجزائريين ومن ورائهم من اجهزة استخباراتية ، لم يستسيغوا ان يعرف الشعب الجزائري حقيقة الوضع الصحي لرئيسهم ، لانهم مستفيدون من الوضع الحالي حيث شغور منصب الرئاسة كان تقليدا جزائريا متواترا.
فالرئيس في الجزائر وتاريخيا ،لم يكن سوى واجهة سياسية ودستورية في الجزائر، اما الحكام الفعليين فهم مختبئون ، مقنعون و غير منصوص عليهم دستوريا. هذا الكلام قاله هذه الايام كذلك رئيس الحكومة الجزائري السابق سيد احمد غزالي على امواج فرانس 24 ، حين سأله الصحفي المحاور عن من يحكم الجزائر ؟
فكانت اجابته شافية واضحة ومقنعة، من يحكم الجزائر اليوم وبالامس لا يوجد بالدستور ، بل هو مخفي وراء المؤسسات يحكم ولا يحاسب، اي ما نسميه باللغة السياسية الجديدة، الدولة العميقة وان كانت هذه التسمية التركية المصدر قديمة نسبيا لدى الاتراك..
لكن ما يحدث في الجزائر اليوم هو تصريف للانتباه، باستغلال احداث مفتعلة للتغطية على وقائع حقيقية ، وابقاء الشعب رهين بروباغاندا اعلامية مغلوطة من اساسها.
كان بالاحرى بسياسي الجزائر ان يمارسوا استقلاليتهم اتجاه فرنسا عندما اختارت فرنسا القيام بتجارب نووية وبيولوجية في الصحراء الجزائرية او عندما سكتت فرنسا على ترحيل الالاف من الاسلاميين وزجهم في معتقلات الصحراء الكبرى ، او عندما قامت لوموند الفرنسية بحملة انتخابية لفائدة الرئيس الحالي بوتفليقة ليفوز بعهدة رئاسية جديدة رغم مرضه وعجزه ، بدل ان تمنع لوموند اليوم وكانال بلوس من مرافقة رئيس وزارء فرنسا الى الجزائر في الزيارة الاخيرة.
كان من واجب استقلالي الجزائر ومنهم اويحي ان يخبر الجزائريين بمن قتل قصدي مرباح ؟ ولماذا سكتت فرنسا عن اغتياله ؟ وعلى لويزة حنون ان تقول للشعب الجزائري وهي ممثلة لحزب العمال الترتسكوي ، اين اغتيل المحامي علي المصيلي ومن قتله ولماذا ؟
هذه الاسئلة اوجهها للسياسيين الجزائريين الذين ارادوا تغليط الراي العام الجزائري بنقاشات استقلالية مغلوطة فيما هدفهم واضح هو استمرار الفساد الحالي ونهب ثروات الجزائر وتفقير شعبه.
الم يعد شكيب خليل الى الجزائر رغم الفضائح المالية والدعاوى القضائية ضده بنهب المالية العمومية ؟
الا يستعد للترشح الى الرئاسيات المقبلة ؟
لماذا استقبلته الصحافة الجزائرية في الاحضان ورافقته الى زيارات الزوايا والتبرك بها وغسل اثامه القديمة في ردهاتها.
اليس حريا بنا كمغاربيين ان نبني اسئلة حقيقية نشغل بها بال شعوبنا بدل البحث عن اصطناع قضايا وهمية نمارس فيها عنترياتنا الاستقلالية المزيفة . هذا المقال ليس دفاعا عن فرنسا وسياساتها المعروفة ، انما الهدف منه تبيان تهافت الدعاوي الاستقلالية المفاجئة للساسة الجزائريين، الذي بنوا امجادهم السياسية بدعم استخباراتي فرنسي بالدرجة الاولى واستثمروا اموالهم بفرنسا وحصلوا على جنسياتها ، واليوم يريدون ان يهاجموا فرنسا الام الحنون للنظام الجزائري.