الجماعات الاسلاميةالدراسات البحثيةالمتخصصة

أثر الارهاب الالكترونى على تغير مفهوم القوة فى العلاقات الدولية دراسة حالة: تنظيم “الدولة الاسلامية”

اعداد الباحثة : ريهام عبدالرحمن رشاد العباسى – المركز الديمقراطي العربي
المشرف: د/دلال محمود

أثر الارهاب الالكترونى على تغير مفهوم القوة فى العلاقات الدولية (2001-2015)  دراسة حالة: تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام(داعش)
اولاً: المقدمة
لقد شهد العالم ثورة غيرت مجرى التاريخ وهى الثورة الصناعية، ويشهد العالم الآن ثورة ولكنها من نوع جديد، ثورة تعتمد على المعلومات والمعرفة، ألا وهى الثورة التكنولوجية، تلك الثورة لم يتم استخدامها فى الأعمال السلمية فقط، ولكن تم استخدامها بشكل سلبى يضر بالبشرية بأكملها، لقد تم التزاوج بين التكنولوجيا والارهاب، وظهر مصطلح الارهاب الالكترونى بعد الطفرة الكبيرة فى استخدام التكنولوجيا وانتشارها بشكل كبير مما دعا أكثر من 30 دولة حول العالم للتوقيع على “الاتفاقية الدولية الأولى لمكافحة الإجرام عبر الانترنت ” فى بودابست عام 2001، والذى يعتبر وبحق من أخطر أنواع الجرائم والارهاب والذى يؤدى الى خسائر فادحة من كل النواحى الاقتصادية والعسكرية والبشرية.

الارهاب الالكترونى نوع جديد من أنواع القوة، فالقوة لم تعد مقتصرة على القوة الصلبة والتى تتمثل فى القوة العسكرية والاقتصادية، والتى تحتكرها الدول بشكل عام، وليس كل الدول وانما الدول الكبرى، وانما هذا النوع لم يعد يقتصر على الدول فقط وانما كل من له القدرة على امتلاك المعرفة التكنولوجية والقدرة على استخدامها وتوظيفها لتحقيق أهدافه، سواء أكان دولة أوأفراد أو فاعلين من غير الدول، ومن ثم انتهاء عصر احتكار القوة.

يستخدم الفاعلين من غير الدول والأفراد هذا النوع الجديد من القوة لأغراض هجومية مثل اختراق مواقع الكترونية، اختراق شبكات معلومات، التجسس الالكترونى، نشر فيروسات تدمر أجهزة الدولة، فنجد على سبيل المثال “جوليان أسانج”صاحب موقع ويكليكس والذى استطاع تسريب عدد كبير من برقيات الخارجية الأمريكية والذى أضعف صورة الولايات المتحدة الأمريكية. ليس هذا فقط، فالأخطر من ذلك هو استخدام الجماعات الارهابية للفضاء الالكترونى للتخطيط وتنفيذ عملياتهم الارهابية فى مختلف دول العالم.

الجماعات الارهابية أصبح لها انتشار كبير على الانترنت، لها الاف الصفحات والمواقع والتى تستخدمها فى استقطاب الشباب من مختلف دول العالم، كما تستخدمها فى الترويج لأهدافها وللدعايه الخاصه بها، فتنظيم القاعدة على سبيل المثال له العديد من المواقع الالكترونية والصحف الالكترونية والتى تصدر بلغات مختلفة، ومؤخراً ظهور تنظيم الدولة الاسلامية” داعش” والذى يستخدم الفضاء الالكترونى بشكل واسع ، له العديد من المواقع الالكترونية والصحف والتى تصدر بلغات مختلفة ويستخدمها للترويج له، حيث يقوم بنشر الأعمال الارهابية التى يرتكبها والمصورة بتقنية عالية الجودة تشبه أفلام هوليود، كذلك الترويج لنمط حياة الأفراد فى المناطق التى يسيطر عليها التنظيم، وترويج وتضخيم لقوتهم لتشكيل صورة ذهنية عنهم بأنهم الأقوى والأخطر عالمياً. وتتمثل خطورة الارهاب الالكترونى بشكل كبير فى سهولته بمعنى القدرة على القبام بالهجمات الارهابية من المنزل، وتعدد أشكاله وتنوع أساليبه وأدواته وقدرته الهائلة على التخريب والتدمير وتوفير قدر كبير من الأمان والسلامة للارهابيين.

ثانياً: المشكلة البحثية
لقد أصبح للفضاء الالكترونى أهمية كبيرة فى النظام الدولى والتأثير على طبيعة ذلك النظام بعد تزايد الاعتماد على التكنولوجيا، وساعد الفضاء الالكترونى على انتهاء احتكار القوة بالمعنى التقليدى والمتمثلة فى القوة الصلبة، وظهور نوع جديد من القوة وهى القوة الالكترونية أو الافتراضية وأصبحت تلك القوة فى متناول كل من يمتلك المعرفة التكنولوجية وله القدرة على استخدامها لتحقيق أهدافه، ولا يتم استخدامها بشكل سلمى فقط وانما تستخدمها الجماعات الارهابية لتنفيذ هجماتها ويستخدمها ايضا الأفراد والفاعلين من غير الدول لاختراق شبكات معلومات أو التجسس وغيره من الأغراض الهجومية.

مما سبق فان التساؤل الرئيسى يدور حول” ما هو تأثير الارهاب الالكترونى على تغير مفهوم القوة فى العلاقات الدولية؟

التساؤلات الفرعية:
1- ما هو مفهوم الارهاب الالكترونى؟
2- ما هى خصائص الارهاب الالكترونى؟
3- ما هى أدوات واليات الارهاب والالكترونى؟
4- ما هى أنواع القوة فى العلاقات الدولية؟
5- ما هى العلاقة بين الارهاب الالكترونى والقوة وتغيرها فى العلاقات الدولية؟
6- كيفية استخدام تنظيم داعش للارهاب الالكترونى؟
7- هل يعتبر الارهاب الالكترونى نمط جديد من استخدام القوة؟

ثالثاً: أهمية الدراسة
أهمية الدراسة
الأهمية العلمية
نحن نعيش الان فى ظل الثورة التكنولوجية والتى لم تكن تأثيراتها ايجابية فقط ولكن كان لها اثار سلبية حيث تم التزاوج بين الارهاب والفضاء الالكترونى وظهور مفهوم الارهاب الالكترونى بوضوح وخاصة بعد احداث سبتمبر 2001 ومن هنا تأتى الأهمية العلمية للدراسة حيث انها توضح مفهوم الارهاب الالكترونى وتتناول القضايا المتعلقة بذلك المفهوم وتوضيح خصائص واشكال واليات االارهاب الالكترونى، وكذلك علاقة كل ذلك بتغيير مفهوم القوة فى النظام الدولى وظهور القوة الالكترونية وانتهاء عصر احتكار القوة.

الاهمية العملية
بعد أن عرضت الدراسة للمفاهيم النظرية المتعلقة بالفضاء الالكترونى والارهاب الالكترونى وخطورة ذلك الارهاب باعتباره هو ارهاب المستقبل ومن ثم لابد للدول المختلفة تنسيق جهودها لمكافحة ذلك النوع من الارهاب، وتلك الدراسة تلفت نظر صناع القرار الى خطورة تلك القضية وضرورة التعامل معها بجدية واتخاذ الخطوات اللازمة لمواجهة ذلك الارهاب والذى يهدد الانسانية بأكملها ولا يقتصر فقط على أفراد أو دول بعينها

رابعاً: الدراسات السابقة
هناك العديد من الدراسات التى تناولت مفهوم الارهاب الالكترونى وتم تناوله من أبعاد متعددة منها على سبيل المثال: دراسات تهتم بالارهاب الالكترونى ضمن دراسات الأمن الدولى والتعامل معه باعتباره مشابه للاسلحة النووية، وهناك دراسات اخرى تركز على الجانب القانونى وعلاقة ذلك بالقانون الدولى وحقوق الانسان، ودراسات تهتم بالارهاب الالكترونى كقضية عسكرية، ودراسات اخرى تنظر للارهاب الالكترونى باعتباره شكل من أشكال الحرب الغير تقليدية وهى حروب المعلومات، حروب الشبكات والاتصالات والحروب التكنولوجية.

تم التركيز على الدراسات التى تركز على استخدام الجماعات الارهابية للارهاب الالكترونى، والدراسات التى تركز على اثر الارهاب الالكترونى على تغير القوة فى العلاقات الدولية وتاثير الارهاب الالكترونى على النظام الدولى ومنها:
1- عادل عبدالصادق الجخة،(2009)، اثر الارهاب الالكترونى على مبدأ استخدام القوة فى العلاقات الدولية(2001- 2007)،(ماجيستير)، جامعة القاهرة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية
2- عادل عبدالصادق الجخة،(2014)، اثر الفضاء الالكترونى فى تغير طبيعة العلاقات الدولية:دراسة فى النظرية والتطبيق،(دكتوراه)، جامعة القاهرة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
3- نوال قيسى، بعض جرائم الانترنت الموجهة ضد مستخدمى الانترنت،(ماجيستير)، جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، كلية العلوم الاجتماعية.
4- هشام بشير،(يونيو 2014)، الارهاب الالكترونى فى ظل الثورة التكنولوجية وتطبيقاته فى العالم العربى، افاق سياسية.
5- مريم وحيد، حرب الصورة: قراءة فى الرسائل الاعلامية لداعش، السياسة الدولية.
6- ايسر محمد عطية،(2-4/9/2014)، دور الاليات الحديثة للحد من الجرائم المستحدثة: الارهاب الالكترونى وطرق مواجهته،(الجرائم المستحدثة فى ظل المتغيرات والتحولات الاقليمية والدولية
7- البرتو فرنانديز،( اكتوبر 2015)، باقية وتتمدد مواجهة شبكات الدعاية الخاصة بداعش،( مشروع العلاقات الأمريكية مع العالم الاسلامى)،(مركز سياسة الشرق الأوسط فى معهد بروكنجز)
8- شريف اللبان، الاستراتيجية الاعلامية والثقافية لمواجهة تنظيم داعش، يسرى العزباوى، داعش دراسات فى بنية التنظيم، الطبعة الأولى، (35-54)،القاهرة، المركز العربى للبحوث الدراسات
9- ايهاب عبدالحميد خليفه عبدالعال،(2015)، استخدام القوة الالكترونية فى ادارة التفاعلات الدولية: الولايات المتحدة نموذجاً 2001- 2012،(ماجيستير)، جامعة القاهرة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية
10- سماح عبدالصبور عبدالحى،(2013)، القوة الذكية فى السياسة الخارجية: دراسة فى أدوات السياسة الخارجية الايرانية تجاه لبنان منذ 2005،(ماجيستير)، جامعة القاهرة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
11- نوران شفيق على،(2014)، الفضاء الالكترونى وأنماط التفاعلات الدولية: دراسة فى أبعاد الأمن الالكترونى،(ماجيستير)، جامعة القاهرة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
12- محمد الراجى(2015)، أبعاد ايدلوجيا الخطاب الاعلامى لتنظيم الدولة الاسلامية،(مركز الجزيرة للدراسات)، http://studies.aljazeera.net
13- جمال نصار، (ابريل 2015)، ظاهرة الارهاب:محدداته وحقيقة المواجهة والتناقضات الدولية، مركز الجزيرة للدراسات، http://studies.aljazeera.net
14- يمنى سليمان، (12 يناير2016)، القوة الذكية ـ المفهوم والأبعاد: دراسة تأصيلية، مركز البحوث والدراسات السياسية، http://www.eipss-eg.org
15- Ernest Wilson,(march 2008), hard power- soft power- smart power,http://www.jstore.org
16- Joseph nye, (October 2011), my soft power, http://www.jstore.org

خامساً: الاطار المفاهيمى
سوف نتعرض لبعض المفاهيم المهمة الوادرة فى الدراسة ومنها:
مفهوم الفضاء الالكترونى:
الفضاء أو المحتوى والبديل الكونى الذى يمكن الناس من المشاركه فيه، ويصفه” وليام جيبسون” بأنه العالم الرقمى وهو عباره عن شبكات الكمبيوتر والاتصالات الالكترونيه وعبارة عن شبكة كمبيوتر خيالية تحتوى على كم هائل من المعلومات التى يمكن الحصول عليها لتحقيق الثروة والسلطة، حيث تقترب العلاقة بين العالم المادى والعالم الواقعى بحيث يحصل مستخدمو الكمبيوتر على خبرات لا وجود لها يكتسبونها عن طريق هذا الاستخدام فتؤثر المكونات الرقمية على العالم المادى، وأصبحت قوة الكمبيوتر تتزايد مما جعل الناس يرون فى الفضاء الالكترونى أنه عالم موازٍ للواقع الذى نعيش فيه، والفضاء الالكترونى شأنه شأن كلمة الفضاء التقليدية حيث يتألف من أربعة مكونات رئيسية هى المكان والمسافه والحجم والمسار ويتميز الفضاء الالكترونى بغياب الحدود الجغرافية .

مفهوم الارهاب الالكترونى:
هناك العديد من المفاهيم للارهاب الالكترونى حيث أنه لا يوجد اتفاق تام حول تعريف الارهاب بشكل عام ومن ثم عدم وجود مفهوم محدد للارهاب الالكترونى:
تعريف “دينينج”:
يعبر عن التقاء الارهاب وعالم الكمبيوتر وأنه الاستخدام غير المشروع للقوة والتهديدات بضرب أجهزة الكمبيوتر والشبكات والمعلومات المختزنة فيها من أجل ترويع واكراه الحكومات وشعوبها من أجل تحقيق أهداف سياسية واجتماعية، ولكى يعتبر ذلك ارهاب لابد أن يؤدى الى ترويع واكراه الحكومات والأشخاص والممتلكات أو على الأقل التسبب فى الضرر والخوف، وكذلك احداث ضحايا وايذاء بدنى وانفجار وأضرار اقتصادية جسيمة والهجوم على البنية الأساسية واعاقة عمل الخدمات الأساسية.

تعريف وزارة الدفاع الأمريكية:
عمل اجرامى يتم الاعداد له باستخدام الحاسبات ووسائل الاتصالات وينتج عنه عنف وتدمير أو بث الخوف تجاه متلقى الخدمات بما يسبب الارتباك وعدم اليقين وذلك بهدف على الحكومة أو السكان لكى تمثل لأجندة سياسية أو اجتماعية أو فكرية معينة .

مفهوم القوة:
مفهوم القوة من المفاهيم الأساسية فى العلاقات الدولية، ومن ثم فان هناك العديد من التعريفات لمفهوم القوة ومنها:
الفيلسوف الصينى”سان تزو”:
القوة هى القدرة على شن الحروب، حيث ان العمليات العسكرية مهمة للأمم والشعوب وهى أساس الحياة أو الموت.

ميكيافيللى:
يرى ان القوة هى من العناصر الأساسية لقيام الدولة، وان وجود الدولة وبقائها يعتمد بالدرجة الأولى على القوة.
القوة
هى امتلاك القدرة على التأثير فى أطراف آخرى لتحقيق أهداف محددة، ومن ثم فان القوة وفقاً لهذا التعريف لها بعدين وهما: امتلاك مصادر القوة، والقدرة على توظيف هذه المصادر لتحقيق أهداف محددة .

القوة الصلبة:
هو النمط التقليدى للقوة التى عرفت على مدى قرون ممتدة، وتتضمن السيطرة على القوة المادية أى الموارد والقدرات العسكرية والاقتصادية والتى يمكن توظيفها واستخدامها بطرق مختلفة .

القوة الناعمة:
تتمثل فى الأبعاد والتأثيرات الثقافية والإعلامية والدبلوماسية باعتبارها أحد أدوات التأثير الدولى والتى تعتمد على الاقناع والترغيب وطرح جوزيف ناى هذا المفهوم لأول مرة عام 1995، وهى قدرة الدولة على الحصول على ما تريده بالاعتماد على الجاذبية بدلاً من الاكراه .

القوة الافتراضية:
ترتبط القوة الافتراضية بامتلاك المعرفة التكنولوجية والقدرة على استخدامها، وهى القدرة على استخدام الفضاء الالكترونى والمعلومات للتأثير فى الأحداث على النحو الذى يحقق الأهداف المرجوة باستخدام الوسائل والأدوات الالكترونية .

القوة الالكترونية:
وفقا لجوزيف ناى هى مجموعة الموارد المتعلقة بالتحكم والسيطرة على أجهزة الحاسبات والمعلومات والشبكات الالكترونية والبنية التحتية المعلوماتية والمهارات البشرية المدربة للتعامل مع هذه الوسائل، ويرى أن القوة الالكترونية فرضت تحديات على الأطراف الدولية وخاصة الكبرى والتى كانت تحتكر مصادر القوة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وانتقال القوة وانتشارها بين أطراف متعددة سواء كانت دول أو غير دول .

سادسا: منهاجية الدراسة
منهج تحليل المضمون
سوف يتم استخدام منهج تحليل المضمون والذى يعتبر أداة للملاحظة ولكنها ليست ملاحظة مباشرة لسلوك الأفراد والجماعات أو من خلال مقابلتهم والحصول مهم على إجابات معينة، وانما هى ملاحظة غير مباشرة تقتصر على تحليل مضامين المادة الاتصالية للوصول الى استنتاجات صحيحة، وسوف يتم الاعتماد على تحليل المضون الكيفى باعتباره يعطى نتائج ومؤشرات عامة .
سوف اعتمد على منهج تحليل المضمون الكيفى لتحليل الموقع الرسمى لتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) للوقوف على أهم خصائصة والملاحظات العامة عليه وخصائص الرسالة الاتصالية التى يسعى التنظيم الى ايصالها وأهاف هذه الرسالة الاتصالية وتحديد الجمهور المتلقى من أجل الوصول لنتائج عامة بشأن الاستراتيجية الاعلامية لتنظيم الدولة الاسلامية.

سابعا: تقسيم الدراسة:
الفصل الأول:
الارهاب الالكترونى
المبحث الأول: الثورة التكنولوجية والارهاب
المبحث الثانى: ماهية الارهاب الالكترونى واشكالياته
المبحث الثالث: أدوات الارهاب الالكترونى وآلياته

الفصل الثانى:
القوة فى العلاقات الدولية
المبحث الأول: مفهوم القوة وأنواعها
المبحث الثانى: القوة الالكترونية فى العلاقات الدولية
المبحث الثالث :الجماعات الارهابية واستخدام الارهاب الالكترونى

الفصل الثالث:
تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام (دراسة حالة)
المبحث الأول: الاستراتيجية الاعلامية لتنظيم الدولة الاسلامية
المبحث الثانى: الموقع الرسمى لأخبار دولة الخلافة (دراسة حالة)

الفصل الأول:

“الارهاب الالكترونى”

المبحث الأول: الثورة التكنولوجية والارهاب

لقد شهد العالم الثورة الصناعية التى غيرت وجه التاريخ، وتعتبر ظاهرة العولمة أحد التغيرات التى شهدها العالم المعاصر والتى كان من اهم أدواتها الأداة التكنولوجية والتطور الهائل فى وسائل الاتصال ومن ثم تحويل العالم المادى الى عالم افتراضى ورقمى، وأصبحت كافة مجالات الحياة تأخذ طابع رقمى واصبح مجتمع المعرفة مبنى على ثورة المعلومات والمعرفة، ويشهد العالم الآن ثورة من نوع جديد وهى الثورة التكنولوجية وقوامها المعلومات والمعرفة بالأساس، بالطبع هناك العديد من المزايا لهذه الثورة ولكن هذا لا يمنع وجود العديد من الآثار السلبية لتلك الثورة .

لقد فرضت الثورة التكنولوجية العديد من التهديدات والتحديات فى المجالات المختلفة لأنها شملت كافة مجالات الحياة، لقد جعلت التكنولوجيا العالم قرية صغيرة، فالتكنولوجيا تعتبر احدى التطبيقات العلمية وكأى تطبيق فهى سلاح ذو حدين له العديد من المنافع والمنجزات وعلى الجانب الآخر لها العديد من الأضرار بسبب الاستخدام السئ لها، وأصبح من يمتلك التكنولوجيا الآن هو من يملك القوة والسيطرة .

ان الثورة التكنولوجية التى شهدها القرن العشرين والتى أدت الى تغيرات خطيرة فى شتى المجالات والتى تتجاوز أثارهها السلبية آثارها الايجابية لا تعتبر ثورة عادية على الاطلاق باعتبارها فى تطور هائل ومستمر فكل سنة تفوق ما قبلها بأضعاف من الانجازات فى مختلف الميادين وعلى كافة المستويات ومن ثم يتضاعف الانتاج العلمى والمعرفى والتقنى بشكل هائل حتى أصبحنا عاجزين عن متابعة ما يجرى حولنا .

يتم استخدام تكنولوجيا الاتصال والمعلومات للتعبير عن حالات الصراع بل هى أصبحت ساحة للصراع ، كما أنها تستخدم فى حل تلك الصراعات وتسويتها، وتغيرت أساليب الصراع مع ثورة التكنولوجيا والمعلومات وأصبح الصراع التقنى هو الأكثر ظهوراً، وساهم الطابع التكنولوجى فى ايجاد طرق جديدة للصراع بديلة للحرب المباشرة بين الدول، حيث ساهمت الآليات التكنولوجية فى مساعدة المنظمات والدول فى التنسيق بين جهودها والتفاعلات فيما بينها الكترونيا بعيداً عن الاتصال المباشر، وأدت الثورة التكنولوجية الى تغير شكل الحرب وأدواتها والفاعلين فيها مما ساعد على اختلاف درجة التهديد وآثاره وطبيعته ومصادره وظهور حرب الشبكات وحروب الفضاء الالكترونى .

هذه المرحلة تتسم بالاستخدام الكثيف للتكنولوجيا ومن ثم فهى تتسم بتزايد درجات الخطر والتهديد واتساع ساحة المعركة وتنوع وسائلها، وأصبحت شبكة الانترنت أحد معالم ذلك المجتمع الجديد واكثرها تأثيراً وانتشاراً، ومن ثم أصبحت الجريمة العالمية سمة أساسية من سمات عصر المعلومات وأصبحت الجرائم أكثر تعقيداً وانتشرت الجماعات الاجرامية العالمية مستفيدة من آليات وأدوات الثورة التكنولوجية فى الاتصالات وانتقال الأفراد والأفكار، وأصبح الارتباط الوثيق بين التكنولوجيا والأمن لأن الدول أصبحت تعتمد على التكنولوجيا بشكل كبير فى عمليات الاتصالات والخدمات والانتاج ونظراً لاعتماد الدول على أنظمة معلومات أصبح من السهل استهدافها وتدميرها من قبل الارهابيين، فلم يعد الارهاب فقط يهدف الى التأثير على الرأى العام، بل أصبحت البنية التحتية للدول هدف من أهداف الارهاب لتحقيق أهدافه المختلفة .

أصبحنا نعيش فى مجتمع المعلومات وهناك بعض المحددات التى ترتبط بخصوصية مجتمع المعلومات وهى أن المجتمع الشبكى دفع الجماعات المسلحة والتنظيمات الارهابية أن تجعل شبكات التواصل الاجتماعى عنوان لهويتها الالكترونية وتستخدمها لنشر أفكارها ونسقها الفكرى والقيمى، وبالتالى أصبحت بنية المعلومات محل استهداف من قبل التنظيمات الارهابية سواء من خلال الاستهداف المادى المباشر والذى يتمثل فى تدمير البنية التحتية التى تعتمد على النظم المعلوماتية، واستهداف مراكز الارسال، ولكن الأخطر من كل ذلك هو نشر الفيروسات وسرقة المعلومات من قبل القراصنة .

تتمثل المخرجات الأساسية لثورة التكنولوجيا والمعلومات فى الطابع الالكترونى والمعلومات والفضاء الالكترونى، كلمة الفضاء الالكترونى” “cyberمقتبسة من علم cybernetics”” وهو عبارة عن نظرية الاتصالات والتحكم المنظم فى التغذية العكسية التى تعتمد عليها دراسات الاتصالات والتحكم فى الحياة وفى الآليات التى صنعها الانسان. ويتم وصف الفضاء الالكترونى أى فضاء الانترنت ب cyber space”” .

كلمة سايبر صاغها الروائى “ويليام جيبسون” لتعبر عن رؤيته لشبكة حاسوب كونية تربط الناس والآلات ومصادر المعلومات ومن ثم يمكن للانسان أن يتحرك وكأنه يبحر فى فضاء افتراضى، ومن ثم أصبحت “السيبرانية” اسم لعلم الاتصالات والمعلومات والتحكم، واستخدم “جيبسون” مصطلح الفضاء الالكترونى cyber space”” فى كتابه الكلاسيكى عام 1984 .

استخدمت كلمة “cyber space” لتعبر عن الانترنت ثم أصبح المفهوم أكثر اتساعاً وشمولاً ليضم كل الاتصالات والشبكات وقواعد البيانات ومصادر المعلومات، وأصبحت بنية النظم الالكترونية تعنى المكان الذى لا يعتبر جزء من العالم المادى وانما عالم ذو طبيعة افتراضية رقمية الكترونية يعمل من خلال خطوط الهاتف- كابلات الاتصالات، ووصفه جيبسون بأنه “عبارة عن شبكات كمبيوتر واتصالات الكترونية وشبكة كمبيوتر خيالية تحتوى على كم هائل من المعلومات والتى من الممكن الحصول عليها بسهولة” ونتيجة لقوة هذا الفضاء الالكترونى”الواقع الافتراضى” تعامل معه الناس باعتباره عالم موازى للواقع الذى نعيشه .

الفضاء الالكترونى ينطبق عليه ما ينطبق على ظاهرة الفضاء التقليدية والتى تتكون من: المسافة، الحجم، المسار، المكان. ويتميز الفضاء الالكترونى بغياب الحدود الجغرافية، ويتطلب وجود هيكل مادى من أجهزة الكمبيوتر- خطوط الاتصالات، والأهمية الحقيقية للفضاء الالكترونى تتمثل فى القدرة على الاستفادة من الكم الهائل للمعلومات الموجودة داخله والتحكم بها .

الفضاء الالكترونى هو وسيلة ووسيط، فقد يستخدم لشن هجوم أو تنفيذ أعمال عدائية بين الخصوم ، ويتكون الفضاء الالكترونى من مكون مادى يتمثل فى: الأسلاك- المحولات- البنية التحتية المعلوماتية- الكابلات، والمكون الثانى يتمثل فى المحتوى والذى يعكس شكل المعلومات فى الفضاء الالكترونى، والمكون الثالث يتمثل فى عملية التوصيل بين المعلومات والبشر ويرتبط بتصورات الناس وثقافاتهم .

الارهاب ظاهرة عالمية، قديمة حديثة، لا دين له ولا وطن له، تتغير أشكاله وأساليبه بتغير الزمان والمكان ولكنه يظل دائماً مرتبط بالانسان أياً كان عقيدته أو مذهبه الفكرى، لقد أصبح الارهاب واقعنا الأليم الذى نعانى منه كاأفراد ومؤسسات ودول، وتحاول الدول بقدر الامكان أن تعمل على اقتلاع هذه الظاهرة من جذورها، ولقد تعددت وسائل الارهاب وأثبت الارهابيون قدرتهم على استخدام كل وسائل العلم الحديث لتحقيق أهدافهم.على الرغم من أن مفهوم الارهاب مفهوم شائع الاستخدام، الا أنه ليس هناك اتفاق حول مفهوم محدد للارهاب، ظاهرة الارهاب ليست ظاهرة حديثة فهى تعود الى مئات السنين ولكنها أصبحت أكثر انتشاراً ، وتم ممارسة الارهاب عبر الزمن بصور مختلفة ومن قبل أطراف مختلفة أى يمكننا القول أن الارهاب ظاهرة تتطور بتطور المجتمعات وتتطور أشكال الارهاب مع التطور التكنولوجى والعلمى، ومن ثم تعود صعوبة تعريف الارهاب الى اختلاف الثقافات بمعنى أن ما يعتبر ارهاب فى دولة لا يعتبر ارهاب فى دولة آخرى .

الارهاب فى اللغة: الترويع وافتقاد الأمن بمعناه الواسع لتحقيق منافع معينة .
الارهاب دولياً: اعتداء يصل الى حد العمل الاجرامى ولكن المستهدف من هذا الارهاب هو الذى يحدد اذا كان هذا العمل جريمة سياسية أو جريمة ارهابية .

علم الاجتماع السياسي: الارهاب هو كل تصرف أو سلوك بشرى ينزع الى استخدام القوة والاكراه والاستخدام الغير مشروع للسلاح بهدف تحقيق غايات فى شتى المجالات” السياسية- الاقتصادية- الاجتماعية” وقد يطال هذا الارهاب آخرين غير مستهدفين. وفى النهاية قد يكون الارهاب فعل أو رد فعل، وفى الحالتين هو يستهدف أفراد جماعة معينة أو أشخاص بعينهم بهدف ايقاع الرعب والفزع فى نفوسهم .

اتفاقية جنيف 1937 تتحدث عن الارهاب باعتباره نوع واحد وهو الارهاب الفردى الموجه ضد الدولة وحددت جرائم معينة تعتبرها ارهاب وعرفت الارهاب بأنه” الأعمال الاجرامية الموجهه ضد الدولة والتى يكون من شأنها إثارة الفزع والرعب بين الأفراد.
“بريان جنكيز” : الارهاب هو” مجموعة أفعال معينة يقصد بها احداث رعب وخوف”، ولكن مفهوم الارهاب لا يجب أن يتوقف عند الارهاب الذى يمارسه الأفراد وانما لابد من التوسع فى المفهوم حتى نصل الى الارهاب الذى تمارسه الدول .

قانون العقوبات المصرى رقم 97 لسنة 1992: الارهاب هو استخدام القوة أو العنف أو التهديد أو الترويع ويلجأ اليه الجانى تنفيذاً لمشروع اجرامى فردى أو جماعى بهدف الاخلال بالنظام العام وتعويض سلامة المجتمع وأمنه للخطر .

الارهاب هو” استخدام العنف من جانب الأفراد أو الجماعات أو التنظيمات السرية لخلق حالة من الخوف والهلع لدى المدنيين وتساعد على تحقيق أهداف سياسية للارهابيين وتتمثل فى تقويض أسس المجتمع السياسي للدولة ومن دون أن تملك هذه الجماعات الارهابية القدرة على تقديم تصور واضح لمجتمع سياسي بديل، خطورة الارهاب تتمثل ليس فقط فى الضحايا من الأفراد، أو الأضرار المادية والاقتصادية، وانما الأخطر من كل ذلك هو اشاعة حالة من الخوف والرعب فى نفوس الناس وعقولهم” .
أشكال الارهاب

هناك شكلين من أشكال الارهاب وهما: ارهاب الأفراد والجماعات و ارهاب الدولة وهو الشكل الأكثر تنظيماً من أشكال الارهاب وأكثرها تناقض مع مبادئ القانون الدولى ويعد ارهاب الدولة واضحاً فى الارهاب الذى تمارسه اسرائيل بحق الشعب الفلسطينى.

والارهاب له ركنان: الركن المادى ويتمثل فى العنف الموجه لشخص أو مجموعة أشخاص أو ممتلكات أو منشآت. ويتمثل الركن المعنوى فى توافر قصد العنف والتخويف للمستهدفين بذلك العنف وترويعهم .

شهدت ظاهرة الارهاب مراحل تطور مختلفة بدءاً من ارهاب الموجات ذات الطابع القومى المتطرفة فى آوربا مروراً بالارهاب ذات الطابع الأيدلوجى والمرتبط بالحرب الباردة بين المعسكر الشرقى والمعسكر الغربى وأخيراً الارهاب العابر للقوميات والذى يهدف الى ايقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية والمادية لأسباب سياسية أو عقائدية وكانت أحداث 11 سبتمبر 2001 هى ذروة التطور فى هذه الظاهرة، ثم الآن ظهور تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” أخطر التنظيمات الارهابية على الاطلاق .
أسباب الارهاب ودوافعه

دوافع نفسية: سيكولوجية الفرد تلعب دور مهم فى بناء العلاقة بين الفرد والمجتمع وتوضح الدراسات أن الارهابيين تجمع بينهم خصائص مشتركة منها: الطفولة المضطربة، الانطواء على النفس، الانقطاع عن الأصدقاء، علاقات مضطربة مع الأسرة .

دوافع سياسية: فى الغالب يكون دوافع العمل الارهابى دوافع سياسية وتكون هذه الدوافع لعدة أسباب منها: السياسات غير العادلة، تهميش المواطنين، انتهاك الحقوق والحريات، استخدام القوة ضد الدول الضعيفة، ممارسة القمع والعنف، التناقض الشديد بين ما تحض عليه مواثيق النظام الدولى من مبادئ ومن السلوكيات الفعلية، وعدم رد المجتمع الدولى على الانتهاكات .

دوافع اعلامية: بسبب التطور التكنولوجى فى وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعى وقدرتها على نشر الأخبار والوقائع فور حدوثها نجد أن العمل الارهابى يهدف الى لفت أنظار الرأى العام العالمى الى قضاياهم والتعاطف معهم.

دوافع اجتماعية: المجتمع الذى يعيش فيه الارهابيين يدفعهم الى القيام بالعمليات الارهابية وقد تكون دوافعهم اقتصادية، تاريخية، أيدلوجية، اجتماعية، اثنية. كما أن الأسرة المفككة التى يسودها الجهل والمشاكل الأسرية تؤدى الى ضعف الرقابة على الأبناء وبالتالى يسهل استغلالهم من قبل الجماعات الارهابية، انتهاك حقوق الانسان، التعرض الى القهر السلطوى.

دوافع اقتصادية: الفقر له العديد من الآثار السلبية على المجتمع ويولد عدوان ضد المجتمع الذى يعيش فيه الفرد.

دوافع تاريخية: قد تكون الحوادث التاريخية التى حدثت فى فترة زمنية معينة سبب من أسباب ارتكاب الأعمال الارهابية كنوع من أنواع الانتقام.

دوافع اثنية: قد يكون الشعب متعدد الاثنيات وفى حالة ممارسة النظام السياسي للتمييز العنصرى قد يكون سبب من أسباب العنف والارهاب ضد الجماعات الآخرى .

دوافع أيدلوجية: التعصب لمبدأ فكرى أو دينى قد يدفع الى اللجوء الى استعمال العنف وممارسة الارهاب من قبل فئة معينة تحاول فرض مبادئها على المجتمع .

أنواع الارهاب:
– الارهاب النووى
– الارهاب البيولوجى
– الارهاب الالكترونى

المبحث الثانى:
ماهية الارهاب الالكترونى واشكالياته:

لقد ظهر الارتباط بين الانترنت والارهاب بشكل واضح بعد أحداث 11 سبتمبر، وانتقلت المواجهة مع الارهابيين من المواجهة المادية المباشرة الى المواجهة الالكترونية وأصبحنا نعيش الحرب الرقمية” الالكترونية”، واصبحت من أشد الأسلحة فتكاً، ونظراً لأن شبكة الانترنت هى شبكة مفتوحة للجميع فهى لا ترتبط بدولة معينة ولا يقيدها حدود جغرافية أو سياسية، وهناك صعوبة بالغة فى الرقابة عليها، بالاضافة الى سهولة استخدام الارهاب الالكترونى نظراً لأنه لا يتطلب سوى المعرفة لاختراق الحواجز الالكترونية وجهاز حاسوب وشبكة نت .

يتحدث “جاك دريدا” عن الحرب الجديدة التى وقودها الشبكات الالكترونية ويتم فيها استعمال أكثر التكنولوجيات تطوراً، لقد تحول الارهاب الى خطر مجهول ويهدد الجميع لقدرته الفائقة على التدمير، لم يعد الارهاب عن طريق القنابل والتفجيرات وانما أصبح يتم على الصعيد الرقمى بالهجوم الالكترونى واختراق أنظمة المعلومات والتشويش

الارهاب الالكترونى هو احد الاستخدامات الغير سلمية للفضاء الالكترونى، وهو نتيجة لتفاعل العالم المادى مع العالم الافتراضى، وكانت بداية استخدام كلمة “cyber terrorism” فى دراسة ل”بارى كولن” والذى توصل فيها الى أنه من الصعب الوصول الى تعريف محدد لظاهرة الارهاب الالكترونى، وهذا المفهوم يشير الى استخدام الفضاء الالكترونى كأداة لالحاق الضرر بالبنية التحتية سواء كانت” طاقة- مواصلات- خدمات حكومية” أى يشير الى الهجمات التى يستخدم فيها الكمبيوتر ضد الاقتصاد والحكومات. أهداف الارهاب الالكترونى تكون غالباً أهداف سياسية وقد يأتى الارهاب الالكترونى فى صورة: تدمير نظم المعلومات لدى الخصم وافقاده القدرة على الحصول على المعلومات، شل قدرته على التواصل مع أعضائة عن طريق تدمير مواقعه الالكترونية، اختراق شبكات المعلومات الرسمية للوزارات والحكومات بغرض تدميرها أو الحصول على معلومات سرية .

ذكرنا فيما سبق أنه لم يتم التوصل لمفهوم محدد للارهاب وبالتالى لم يتم الوصول الى مفهوم محدد ودقيق للارهاب الالكترونى نظراً لانتشار الحواسب الآلية وتنوع الأهداف والوسائل والأشخاص وسوف نعرض لعدد من المفاهيم كما يلى:
– مركز حماية البنية التحتية القومية الامريكية: الارهاب الالكترونى هو عمل اجرامى يتم التحضير له عن طريق استخدام أجهزة الكمبيوتر والاتصالات السلكية واللاسلكية، ينتج عنه تدمير أو تعطيل الخدمات لبث الخوف بهدف ارباك وزرع الشك لدى السكان وذلك بهدف التأثير على الحكومة أو السكان لخدمة أجندة سياسية أواجتماعية أوايدلوجية .

– الارهاب الالكترونى: هجمات غير مشروعة أو تهديدات بهجمات ضد الحاسبات أو الشبكات أو المعلومات المخزنة الكترونياً من أجل الانتقام أو ابتزاز أو اجبار الحكومات أو الشعوب أو المجتمع الدولى بأسره لتحقيق أهداف سياسية أو دينية .
اشكاليات المفهوم

هناك تداخل بين مفهوم الارهاب الالكترونى وبين عدد من المفاهيم الاخرى سنتعرض لها بايجاز وهى:
الصراع الالكترونى:
اتخذ الصراع الالكترونى أدوات وأشكال جديدة فى عصر الثورة المعلوماتية ومثل الفضاء الالكترونى ساحة لنقل الصراعات من خلاله أو استخدامه كوسيلة من وسائل الصراع، وبالتالى فالصراع الالكترونى هو الذى يمكن أن ينشب فى بيئة الفضاء الالكترونى ويمتد الصراع عبر الفضاء الالكترونى الى شتى المجالات، ويتجاوز الصراع الالكترونى الحدود التقليدية وسيادة الدول وذلك يؤثر على امتداد الصراع ونطاقه ومن ثم تفاقم تداعياته وآثاره.

الجريمة الالكترونية:
تشير الى نشاط غير شرعى من قبل أطراف معينة ويتم ارتكابها عن طريق الشبكات الالكترونية العالمية، أى انها جريمة ترتكب فى بيئة الفضاء الالكترونى (النت- شبكات الكمبيوتر)، وقد تكون الجريمة بمعنى سرقة البرمجيات أو ان يخضع الكمبيوتر للجريمة أو أن يكون الكمبيوتر هو أداة الجريمة.

حرب المعلومات: وتنقسم الى نمطين: نمط هجومى ونمط دفاعى

الهجومى: تقوم به الدولة وأجهزتها المختلفة نظراً لامتلاكها امكانيات ضخمة تؤهلها للقيام بذلك وتستخدم لأهداف سياسية او عسكرية أو الردع بمعنى اظهار الدولة لقدراتها على القيام بذلك وتقوم بتعطيل نظم المعلومات والتجسس وسرقة البرامج الحاسوبية.

الدفاعية: الحد من والوقاية من أعمال التخريب التى تتعرض لها وتختلف وسائل الدفاع باختلاف أنواع التخريب وطبيعة الأضرار التى تتسبب فيها، وتستخدم لأسباب استراتيجية لتحقيق أهداف قومية .

مخاطر الارهاب الالكترونى
خطر الارهاب الالكترونى يتمثل فى سهولة استخدام هذا السلاح بالاضافة الى أثره المدمر، ان الارهاب الالكترونى أصبح وحش يخيف العالم الذى بات مهدداً ومعرضاً لهجمات الارهاب الالكترونى، ونظراً لأن التقنية الحديثة فى تطور مستمر فإن هذه المخاطر تزداد يوماً بعد يوم، أى يمكننا القول أن خطورة الارهاب الالكترونى تزداد بشكل كبير فى الدول المتقدمة والتى تعتمد على الحواسب الآلية والشبكات المعلوماتية فى ادارة بنيتها التحتية، وبالتالى قدرة الجماعات الارهابية على تدمير البنى المعلوماتية واحداث أضرار فائقة .

وتتمثل هذه الأضرار على سبيل المثال فى: شل أنظمة القيادة والسيطرة والاتصالات، قطع شبكة الاتصال بين الوحدات والقيادات المركزية، تعطيل أنظمة الدفاع الجوى، التحكم فى خطوط الملاحة الجوية والبحرية والخطوط البرية، اختراق النظام المصرفى والحاق الأضرار بأعمال البنوك وأسواق المال العالمية ، ويتم استخدام تقنية المعلومات لاصابة المرافق الحيوية ومن ثم فان الأهداف التى تتعرض للتهديد: تخزين المعلومات، عمليات ادخال المعلومات، ارسال واستقبال الرسائل، استهداف البنية التحتية للمعلومات وخاصة فى قطاعات الكهرباء والاتصالات والكمبيوتر والتى تعد وبحق ركائز الأمن القومى الجديد .

خصائص الارهاب الالكترونى
هناك العديد من السمات التى يتسم بها الارهاب الالكترونى وسوف نتعرض لها تفصيلاً فى الأسطر التالية
الارهاب الالكترونى أداة من أدوات ارهاب الدولة، تقوده الدولة من خلال مجموعة أعمال أو سياسات حكومية والتى تستهدف نشر الرعب بين المواطنين، وفرض قيود على استخدام الفضاء الالكترونى واخضاع الأفراد لرغبات الحكومة، وتستخدمه الدوله ضد الدول الآخرى لتحقيق أهداف يصعب عليها تحقيقها بالطرق السلمية أو تستخدمه للقيام بأعمال تخريبية ضد مؤسسات الدول الآخرى ومرافقها، وتستخدمه الدوله فى انتهاك الحرية والخصوصية فى مواجهتها للمعارضين للنظام السياسى ويظهر فى شكل حجب المواقع الالكترونية واعتقال المدونيين.

عدم توافر درجة عالية من اليقين فى نتائج تلك الهجمات، فى الهجمات التقليدية يكون الموقع المستهدف محدد والأضرار من الممكن توقعها كما أنه يمكن اصلاح تلك الأضرار بشكل سريع لأنه يسهل اكتشاف مصادر الخلل على عكس الهجمات الالكترونية.
القدرة على التخفى وتجهيل مصادر المعلومات : تتميز جرائم الارهاب الالكترونى بأنها صعبة الاثبات لاتوجد أدلة مادية واضحة كما هو الحال فى الهجمات التقليدية ويرجع صعوبة اثباتها الى العديد من الأسباب: من يقوم بارتكابها شخص ذو درجة كفاءة عالية، وارتفع درجة الخداع والتضليل، واختلاف الزمان والمكان والقانون المطبق فى الدولة التى ارتكبت فيها.

سهولة التعرض للأخطار
أصبح الكمبيوتر له دور مهم جداً فى الحياة المعاصرة، وأصبح يشكل قاعدة يرتكز عليها عمل العديد من المرافق الهامة” المستشفيات- المطارات- البنوك…”، وبالتالى فى حالة حدوث خلل فى الحواسب الآلية قد يؤدى ذلك الى كوارث، ومن ثم أصبحت الحواسب الآلية مستهدفة بشكل كبير وأصبحت هدف جذاب للجماعات الارهابية، لم نعد بحاجة الى اطلاق الصواريخ والتفجيرات لتدمير مدينة وانما يكفى تعطيل شبكة المواصلات الخاصة بتلك المدينة أو تعطيل الحواسب الالية الخاصة بالبورصة فى تلك المدينة.

الحاسب الالى هو الأداة فى القيام بهجمات الارهاب الالكترونى: تتميز هجمات الارهاب الالكترونى برخص التكلفة، وتحتاج الى شخص ذو كفاءة وخبرة فنية، والهجوم الالكترونى نشاط عابر للحدود ومن ثم فهو نشاط عالمى، ويعتمد على الخداع والتضليل، وهناك صعوبه فى الاحتفاظ الفنى بآثارها ويصعب على المحقق التقليدى التعامل معها، ودوافع الارهاب الالكترونى بالأساس سياسية.

البيئة الهادئة: الارهاب الالكترونى يحدث فى بيئة هادئة لا تحتاج الى القوة والعنف واستعمال الأسلحة ولذلك يطلق عليه الجرائم الناعمة، كل ما يحتاجه هو جهاز حاسب آلى وشبكة انترنت، فنقل بيانات من الحاسب الآلى أو السطو الالكترونى لا تحتاج الى عنف او اطلاق نار .

المبحث الثالث:
أدوات الارهاب الالكترونى وآلياته
يتم استخدام الفضاء الالكترونى فى الارهاب بصورة غير مباشرة عن طريق تسهيل عملية تنفيذ العمل الارهابى من خلال توفير المعلومات والحصول على التمويل ، وكذلك يتم استخدامه لنشر الخوف والفزع والرعب وبث الكراهية، أو عن طريق استخدام أدوات ذات طابع الكترونى فى الصراع ويكون الفضاء الالكترونى هو مسرح ذلك الصراع، هذه الأدوات يصعب الفصل بينها بمعنى أنه قد يتم استخدام كل هذه الأدوات فى عملية واحده ويصعب الفصل بين الأدوات المستخدمة فيها وسوف نتعرض تفصيلا لهذه الأليات كما يلى:

أولاً: اختراق المواقع الالكترونية
يتم اختراق المواقع الالكترونية لتغيير محتوياتها أو سرقة معلومات سرية أو تعطيل الموقع عن العمل والسيطرة عليه بشكل كامل، وبعد نجاح اختراق الموقع يضع المهاجمون رسائل فى الموقع تعلن اختراقه ويكأنه بمثابة رفع راية النصر .

ثانياً: الفيروسات
فيروسات الحاسب الآلى تنتشر بسرعة كبيره عن طريق شبكة الانترنت وذلك يرجع الى عدد الملفات الهائل التى يتم تبادلها بين مستخدمى الشبكة العنكبوتية، وهذه الفيروسات هى عبارة عن برامج تستنسخ نفسها فى الجهاز وعندما تنشط هذه الفيروسات تحدث تغييرات فى البرامج أو فى البيئة التى تعمل فيها ولها أضرار مختلفة تتمثل فى فقد الملفات المخزنة وقد تصل تلك الأضرار الى تحطم نظام التشغيل فى الجهاز.

ثالثاً: الحرب الاعلامية
الفضاء الالكترونى له تأثير هائل على الرأى العام العالمى لأنه يخاطب ملايين المستخدمين للشبكة العنكبوتية من شتى أنحاء العالم بوسائل مختلفة” الصوت- الصورة- النص”، وبالتالى أى جماعة أو منظمة يمكن لها انشاء مواقع الكترونية تروج أفكارها وتنشرها فى مختلف أنحاء العالم.

رابعاً: التجسس الالكترونى
لقد نجحت العديد من الحكومات فى استخدام تقنيات متطورة للتجسس من خلال الشبكة العنكبوتية على الدول أو المنظمات ومراقبة المعلومات التى يتم تداولها حول العالم .

خامساً: التهديد الالكترونى
يوجد العديد من الأساليب التى تستخدم فى التهديد عبر الشبكة العنكبوتية، وتتنوع تلك الأساليب بين تهديدات باغتيال شخصيات سياسية، تهديدات بتفجيرات فى مراكز سياسية أو هيئات حكومية، أو التهديد باطلاق الفيروسات التى من شأنها تدمير أنظمة معلومات بالكامل.

سادساً: القصف الالكترونى
يشير الى الهجوم على شبكة المعلومات عن طريق توجيه مئات الآلاف من الرسائل الالكترونية الى مواقع هذه الشبكات، وبالتالى تسبب ضغط كبير على هذه المواقع، وتفقدها قدرتها على استقبال الرسائل من العملاء، ويؤدى ذلك الى التوقف عن العمل تماماً.

سابعاً: تدمير أنظمة المعلومات
تشير الى محاولة اختراق شبكة المعلومات الخاصة بالشركات العالمية أو بالأفراد بهدف تخريب نقطة الاتصال، وتخليق أنواع جديده من الفيروسات التى تسبب الدمار لأجهزة الكمبيوتر وللمعلومات .

أدوات الهجوم والارهاب الالكترونية
هناك العديد من الأدوات التى تستخدم فى شن هجمات الارهاب الالكترونى ومنها:

فيروسات الكمبيوتر: برامج صغيرة تستخدم لتعطيل شبكات الخدمات والبنى التحتية لهدف ما، ويمكنها شل أو احداث فشل عام فى شبكة الاتصالات فى الدولة المستهدفة والتى من المفترض أن بنتيتها التحتية أو شبكات اتصالاتها تعتمد على الكمبيوتر.
الديدان: هى برامج مستقلة، تتكاثر عن طريق نسخ نفسها عن طريق الشبكات واذا لم تتمكن من تدمير البيانات، فانها تقوم بقطع الاتصالات وتغيير شكلها، وهى غالباً تستهدف الشبكات المالية التى تعتمد على الكمبيوتر مثل البورصات.
أحصنة طروادة: عبارة عن شفرة أو برنامج صغير مختبئ فى برنامج أكبر، هذه الأحصنة تؤدى مهام خفية فعلى سبيل المثال تكون مهمتها اطلاق فيروس أو دودوة، وتقوم بارسال البيانات عن الثغرات الموجوده فى النظام، وارسال كلمات المرور السرية الخاصة بالهدف.

القنابل المنطقية: نوع من أحصنة طروادة يزرعها المبرمج داخل النظام الذى يطوره أو أن تكون برنامج مستقل، وتستخدمه الدول فى شن حروب اليكترونية والتجسس على الدول المعادية لها.

الأبواب الخلفية: ثغرة تترك عن عمد من مصمم النظام للتسلل اليه عند الحاجه، والجدير بالذكر أن الكثير من البرامج والنظم التى تتطورها الولايات المتحدة الأمريكية تحتوى على أبواب خلفية تستخدمها عند الحاجة مما يسمح لها بالتجول الحر داخل نظام أى دولة أجنبية.

الاختناق المرورى الالكترونى: سد وخنق قنوات الاتصالات لدى المستهدف بحيث لا يمكنه تبادل المعلومات، أو استبدال المعلومات وهى فى الطريق بين المرسل والمستقبل بمعلومات مضللة.

الهاكرز: أفراد عاديين لديهم قدرات ومهارات عالية فى استخدام الكمبيوتر لتحقيق أهدافهم أياً كانت سياسية أو غيره ويرغبوا فى اثبات قدرتهم وبالتالى يتم ذلك بطرق غير شرعية .

مراحل هجمات الارهاب الالكترونى
هناك العديد من مراحل تفعيل هجمات الارهاب الالكترونى وهى كالتالى:

  • المرحلة الأولى: تشمل طرق ووسائل الهجوم وتشمل الهجوم بالفيروسات والمساعدة فى حرب المعلومات أو المساعدة فى الهجوم الارهابى أو تعطيل الخدمة وغيرها الكثير من الوسائل.
    المرحلة الثانية: تتمثل تلك المرحلة فى اصابة الهدف وهو البنية التحتية للمعلومات، الحكومات الالكترونية، المصارف المالية، البورصات.
  • المرحلة الثالثة: تشمل التأثير والذى قد يكون له ابعاد داخلية وأبعاد خارجية.
    المرحلة الرابعة: نتائج تلك الهجمات الالكترونية وتداعياتها والتى تشمل انهيار شبكات المعلومات، اصابة المرافق الحيوية، الخسائر المادية والاقتصادية الهائلة والارتباك العام .

الفاعلون فى استخدام هجمات الارهاب الالكترونى

الارهابيين: يلجأ الارهابيين الى استخدام الفضاء الالكترونى فى جمع المعلومات والتجنيد والتخطيط والتنسيق والتمويل، وسيتم تناول ذلك بالتفصيل فى الفصل الثالث، حيث أصبح الارهابيين لديهم قدرة هائلة على استخدام الانترنت وتوظيفه لتحقيق أهدافهم ومن أبرز الجماعات التى استخدمت هذ السلاح هى تنظيم القاعدة ومؤخراً التنظيم الارهابى الأخطر على الاطلاق “تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام” “داعش”.

الدول القومية: بالاضافة الى الجماعات الارهابية تستخدم الدول هجمات الارهاب الالكترونى ضد الدول المعادية لها لتحقيق أهداف معينة، وهناك طرق مختلفه لاستخدام الارهاب الالكترونى من قبل الدولة فقد يتم استخدامه فى مجال الاستخبارات، أو التعاون مع أفراد أو جماعات ارهابية للاضرار بدولة اخرى، واستخدام الدول لهذا النوع أخطر من استخدام الجماعات الارهابية نظراً لامكانيات الدولة الهائلة والتى تتعدى امكانيات الجماعات الارهابية بكثير.

الأفراد المتعاطفون: نظراً للانتشار الهائل لشبكة الانترنت وقدرة الملايين على الدخول لها ومن ثم درجة تأثيرها الهائلة على الرأى العام وبالتالى وجود متعاطفين سواء مع المواقف التى تتخذها الدولة أو تعاطف مع الجماعات الارهابية ومع فكرها وقضاياها .
الجريمة المنظمة: يتم استغلال أليات الارهاب الالكترونى لتحقيق أهداف مادية أو مالية والتعاون مع المنظمات الارهابية لتحقيق أهدافها مقابل الحصول على المال .

الفصل الثانى:

“القوة فى العلاقات الدولية”

المبحث الأول:
مفهوم القوة وأنواعها:

يعد مفهوم القوة أحد المفاهيم المحورية فى العلاقات الدولية والعلوم السياسية بشكل عام ومن أكثر المفاهيم التى يمكننا الاعتماد عليها لكى نفهم التفاعلات الدولية ومواقف الفواعل المختلفة، وكذلك يمكننا من فهم الصراعات الدولية وكيفية تعامل الأطراف فيها اعتماداً على مصادر قوتهم سواء المادية أو المعنوية، ويعد مفهوم القوة من أكثر المفاهيم التى اهتم بها الفلاسفة والمفكرين على مر العصور فى محاولة لتحديد مفهوم القوة وأنماطها وأبعادها المختلفة، والتى تطورت كثيراً بمرور الزمن ما بين القوة الاقتصادية والقوة العسكرية وقوة الاقناع والتأثير وأخيراً التأثر بالثورة التكنولوجية وثورة المعلومات والاتصالات.

لقد تعددت تعريفات القوة، يعرفها الفيلسوف الصينى”سان تزو” فى كتابه “فن الحرب” بأنها القدرة على شن الحروب، وأن العمليات العسكرية مهمة للأمم والشعوب، وهى أساس الحياة والموت وطريق النجاة وأداة الدمار. واعتبر “ميكيافيللى” أن القوة من العناصر الأساسية لقيام الدولة، وأن وجود الدولة يعتمد بالدرجة الأولى على القوة حيث أنها هى المصدر الوحيد لكى تحافظ الدولة على بقائها. ويعرفها “هانز مورجانثو” بأنها القدرة على التأثير فى سلوك الآخرين أو تغييره وفق الاتجاه المرغوب به من ناحية، والقدرة على مقاومة محاولات الآخرين للتأثير فى السلوك من ناحية آخرى، وتعرف القوة بأنها: امتلاك القدرة على التأثير فى الأطراف الآخرى لتحقيق أهداف محددة، ومن ثم فالقوة لها بعدين أساسيين وهما امتلاك مصادر القوة سواء القدرات العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والحضارية والتقنية، ويتمثل البعد الثانى فى القدرة على توظيف هذه المصادر وتحويلها الى طاقة مؤثرة وسلاح فعال وعامل ضغط على سلوك الدول الآخرى لتحقيق الأهداف المطلوبة .

يوجد أنماط مختلفة للقوة ومنها: القوة الصلبة، القوة الناعمة، القوة الذكية، والقوة الافتراضية، فالمفهوم التقليدى للقوة هو “القوة الصلبة” بما يشمل من قوة اقتصادية وعسكرية، وهذا المفهوم تبنته المدرسة الواقعية، ويعتمد على قدرة الدولة على توظيف مواردها الاقتصادية والعسكرية لاجبار خصومها على اتباع ما تريده وتحقيق أهدافها، ومن ناحية آخرى تبنى آخرون مفهوم القوة الناعمة على أنه المقوم الأهم من مقومات القوة، حيث تعتبر القوة الناعمة أحد أهم مكونات القوة التي تستند عليها الفواعل الدولية المختلفة.

وسوف نعرض بالتفصيل أهم انماط القوة كما يلى:
أولاً: القوة الصلبة

هى النمط التقليدى لقوة والتى عرفت منذ قرون طويلة، وتعتمد على الاكراه والاجبار وفقاً للمدرسة الواقعية ورؤيتها للنظام الدولي كونه نظام فوضوى وغير مستقر، وأن الفواعل الدولية بحاجة لامتلاك القوة لحماية مصالحها وتحقيق أهدافها، فالقوة الصلبة تركز بالأساس على الجوانب المادية للقوة وكيف يمكن توظيفها من قبل الفواعل المختلفة لتعظيم منفعتها وتحقيق أهدافها، ولقد ظل مفهوم القوة الصلبة يركز على القوة العسكرية كأساس لها بالاضافة للقوة الاقتصادية والسكان والموارد الطبيعية، وتتمثل القوة العسكرية في القدرات العسكرية للدولة كحجم القوات المسلحة ومدي تفوق أسلحتها وتقدمها التكنولوجي والقوة الاقتصادية تشمل حجم الاقتصاد وحجم الدخل القومي وإجمالي الناتج القومي للدولة .

هناك صور مختلفة واستخدامات شتى للقوة الصلبة ومنها على سبيل المثال وليس الحصر: المنح والمساعدات الاقتصادية التى تقدمها دولة معينة لاغراء دولة آخرى حتى تقوم بتغيير سلوكها بما يتوافق مع مصالح وأهداف الدولة المانحة، كذلك امكانية فرض عقوبات اقتصادية على الدولة وفرض قيود على الاستثمارات وحظر الصادرات لاجبار الدولة على تغيير سلوكها ليتوافق ايضاً مع مصالح الدول الفارضة للعقوبات، كما أن القوة العسكرية لم تعد تقتصر فقط على الصورة التقليدية كما في الحروب والنزاعات بين الدول، ولكن ظهر مفهوم جديد عرف بدبلوماسية الاكراه وهي حالة دفاعية تستخدم القوة العسكرية كقوة ردع أو تهديد في حالة حدوث تهديد للفاعل الدولي، فيستخدم القوة العسكرية بشكل محدد ومقنن بغرض ردع المعتدي أو اقناعه بعدم التعدي وحماية مصالح الدولة والتأكيد على قدرتها على استخدام القوة العسكرية، بسبب العولمة والتطور التكنولوجى الهائل لم تعد القوة العسكرية حكراً على الدول القومية بل أصبحت في متناول أيدي الفواعل من غير الدول والتي أصبحت تمثل تهديدًا للدول القومية والنظام الدولي ككل .

وعلى الرغم من أهمية القوة العسكرية إلا أن العديد من الباحثين قد أشاروا الى تراجع القوة العسكرية كأداة من أدوات القوة في النظام الدولي وذلك لعدة أسباب:

تغير مفهوم الأمن القومي: مفهوم الأمن القومي كان يركز على القوة العسكرية وقدرتها على حماية الدولة، ولكن تغير هذا المفهوم مؤخراً بتغير مصادر تهديدات النظام الدولى، وبالتالى أصبح قصر مفهوم الأمن القومي على القوة العسكرية غير مقبول فهناك العديد من القضايا التي تؤثر على الأمن القومي للدولة منها ما هو سياسي وثقافي واقتصادي وبيئي .
زيادة التكلفة الاقتصادية والبشرية الناتجة عن استخدام القوة العسكرية: لقد تزايدت القوة التدميرية للأسلحة الحديثة، مما دفع الدول الى تجنب استخدام القوة العسكرية لحل النزاعات وأصبحت الحل الأخير التى تلجأ اليه الدول، بالاضافة الى التكلفة المادية الهائلة للقوة العسكرية، كما أن الرأي العام أصبح يرفض بشدة استخدام القوة العسكرية نظراً للتكلفة البشرية الهائلة جراء استخدام القوة العسكرية بالإضافة للخسائر الاقتصادية .

تغير مصادر القوة: يشير جوزيف ناي الى تغير مصادر القوة حيث أصبحت التكنولوجيا والاتصالات والمعلومات مصادر جديدة للقوة، بالاضافة الى تزايد أهمية القوة الاقتصادية والدبلوماسية للدولة فى تحديد قوتها وقدرتها على التأثير في النظام الدولى، وهذه المصادر هى أقل تكلفة .

تغير الفواعل في السياسة العالمية: ظهر فاعلون جدد إلى جانب الدولة القومية وأصبح لهم قوة اقتصادية وسياسية وثقافية وعسكرية، وأصبحت هذه الفواعل لها القدرة على التأثير على الحكومات وعلى النظام الدولى بشكل عام .

ولكن على الرغم من تراجع دور القوة العسكرية إلا أنه لا يمكننا القول بتلاشي دورها كمحدد مهم من محددات القوة، فما زالت القوة العسكرية أحد أهم محددات القوة، ولكنها لم تصبح المصدر الوحيد للقوة مثلما كانت سابقاً، ومن ثم يمكننا الحديث عن ما يعرف ب”القوة الناعمة” .

ثانياً: القوة الناعمة
لقد ظهرت القوة الناعمة بعد الحرب العالمية الثانية، كأداة للسياسة الخارجية قبل أن تتشكل كنظرية في علم السياسة على يد “جوزيف ناي” وكانت لها علاقة مباشرة بازدياد تأثير وسائل الإتصال الجماهيري، واشتداد الصراع الأيديولوجي بين المعسكرين الغربي والشرقي، فالمنظومة الإشتراكية كانت تمتلك قوة معنوية هائلة في تأثيرها وفعاليتها تتمثل في النظرية الماركسية والنظام غير الطبقي والقضاء على الفقر والبطالة، اما النظام الرأسمالي فقد كان يمثل الديمقراطية والرخاء الإقتصادي والحرية الشخصية وهي سمات كانت وما زالت تشكل قوة جذب هائلة للشعوب.

تصاعد مفهوم “القوة الناعمة” بعد نهاية الحرب الباردة، والذي يتمثل في استخدام أدوات الإقناع والجذب وليس الضغط والإكراه في إدارة العلاقات الدولية، كأدوات الدبلوماسية الشعبية وتوظيف الأبعاد الثقافية والتعليمية والإبداعية والمنح الدراسية في إدارة العلاقات، ومن ثم فالقوة الناعمة تتمثل فى الأبعاد والتأثيرات الثقافية والاعلامية والدبلوماسية باعتبارها أحد أدوات التأثير الدولى، وطرح هذا المفهوم لأول مرة “جوزيف ناي” أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد منذ مطلع التسعينيات فى كتابه عن الطبيعة المتغيرة للقوة الأمريكية، وعرف القوة الناعمة بأنها قدرة الدولة على الحصول على ما تريده بالاعتماد على الجاذبية بدلاً من الاكراه، فالقوة الناعمة هى الوجه الثانى للقوة، وبالتالى أصبح بامكان الدولة تحقيق أهدافها من خلال اعجاب الدول الآخرى بنموذجها ومحاولة اتباعه .

ميز ناى بين أنماط مختلفة للقوة الناعمة تتمثل فى: الجاذبية بطريقة سلبية أو ايجابية بين أطراف غير متماثلين فى القوة، والاقناع والتأثير فى معتقدات الآخرين وردود أفعالهم دون التهديد باللجوء الى القوة، وقوة الاقناع تتأثر بشرعية الدولة ومدى وضوح أهدافها، واخيراً وضع جدول أعمال ويعنى تحديد أولويات الدول الآخرى بما يتوافق مع أولويات تلك الدولة ، ومن ثم فالقوة الناعمة تعرف بالـ Co-operative power”” والتي تعني قدرة الدولة على خلق وضع يفرض على الدول الأخرى أن تحدد تفضيلاتها ومصالحها بشكل يتفق مع هذا الإطار الذي تم وضعه .

يعرف”جين لي” القوة الناعمة بأنها القدرة على خلق التفضيلات والصور الذهنية للذات عن طريق المصادر الرمزية والفكرية والتي تؤدي إلى تغيرات سلوكية في أفعال الأخرين.

أنواع القوة الناعمة
يقدم جين لي في نظريته للقوة الناعمة تقسيماً للقوة الناعمة وتحويلها لقوة فعلية يعتمد على الهدف المنشود من استخدام هذه القوة، يقدم جين لى خمس فئات للقوة الناعمة كلها تشترك في عنصر الجاذبية أو وجودها ولكن تختلف من حيث كونها أيجابية أو سلبية ومفهوم الجاذبية له جانبين فلا يقتصر أن تكون الجاذبية من قبل الدولة التي تمارس القوة بل من المستقبل لهذه القوة أو الواقع عليه تأثيرها.

القوة الناعمة وعلاقتها بالقوة الصلبة
القوة الناعمة لا تعمل بمفردها فهي بحاجة للقوة الصلبة، لا يمكن القول بأن هناك فواصل جامدة بينهم بل يتداخلان بشدة ولعل هذا يتضح من خلال الاتجاهين القائمين بتفسير القوة الناعمة

الاتجاه الأول: اتجاه السلوك أو المخرجات
يعتبر ناي من أهم منظري هذا الاتجاه، ويشير إلى أن القوة الناعمة هي القوة التي تعتمد على الجاذبية والإقناع أيًا كانت المصادر التي تعتمد عليها فقد تكون المصادر ملموسة أو غير ملموسة، فالمصادر الملموسة تتمثل فى القوة العسكرية والقوة الاقتصادية والتى قد تستخدم كعامل جذب، وعلى الجانب الآخر مصادر غير ملموسة كالشعارات الوطنية والأخلاق والشرعية والتى قد تسهم في تدعيم القوة الصلبة القائمة على الاكراه والإجبار وزيادة القوة العسكرية، أصحاب هذا الاتجاه يفرقوا بين مصادر القوة وسلوك القوة وأن القوة الناعمة تتحدد بسلوك القوة من حيث كونها قوة جذب وإقناع وقد يستخدم في هذا مصادر ملموسة صلبة أو غير ملموسة.

الاتجاه الثاني اتجاه المصادر
من أهم منظري هذا الاتجاه هو “جين لى” ويفسر القوة الناعمة وفقاً للمصادر الداخلة في خلق هذه القوة، وتقوم هذه النظرية على أن القوة الناعمة قد تكون قوة جذب وإقناع أو قوة إكراه وإجبار ولكن لابد لها أن تعتمد على مصادر غير ملموسة أو مصادر ناعمة للقوة فامتلاك القوة الناعمة يقوم على امتلاك هذه المصادر الناعمة للقوة والقدرة على توظيفها وتحويلها لقوة فعلية أي كان هيئتها جذب أو اكراه .

وبالتالى يمكننا القول بأنه لا يمكن الفصل بين القوة الناعمة والقوة الصلبة بشكل تام فالقوة الناعمة لا تتواجد دون وجود القوة الصلبة ومقدراتها التي تضمن لها الازدهار والقدرة على التأثير. وذلك ينقلنا للحديث عن مفهوم جديد للقوة يدمج بين كلا المفهومين القوة الصلبة والقوة الناعمة وهو مفهوم “القوة الذكية” وسوف نتحدث عنه تفصيلاً فيما يلى.

ثالثاً:القوة الذكية
قدم جوزيف ناي مفهوم القوة الذكية في 2003 كرد فعل على الفكرة السائدة أن القوة الناعمة يمكن ان تعمل وحدها لتحقيق أهداف السياسة الخارجية، وضرورة الانتقال للمعنى الأوسع والحديث عن القوة الناعمة والقوة الصلبة معًا، بحيث أنه لا يمكن الاستغناء عن أي من نوعي القوة، وظهور الفواعل غير الدولية التي استطاعت أن تدمج بين القوتين الناعمة والصلبة .

“ارنست ويلسون” يعرف القوة الذكية بأنها قدرة الفاعلين الدوليين على الجمع بين عناصر القوة الصلبة والقوة الناعمة بطريقة تضمن تحقيق أهداف الفاعلين الدوليين بكفاءة وفعالية. ويضع مجموعة من الشروط حتى يمكننا الحديث عن مايعرف ب”القوة الذكية” وهى كما يلى:

الهدف من ممارسة القوة: فالقوة لا يمكن أن تكون ذكية دون أن يعرف ممارسوها الهدف من استخدامها والشعوب والمناطق المستهدفة من هذه القوة.
الإدراك والفهم الذاتي للأهداف بالاتساق مع القدرات والإمكانيات المتاحة
السياق الإقليمي والدولي الذي سيتم في نطاقه تحقيق الأهداف

الأدوات التي سيتم استخدامها بالاضافة إلى وقت وكيفية توظيفها: القوة الذكية لا تعنى فقط امتلاك المصادر الناعمة والصلبة والجمع بينهما، ولكن القدرة على تحديد الوقت المناسب لاستخدامها.
تحديات استخدام القوة الذكية

يقدم أرنست ويلسون مجموعة من التحديات التي تعوق استخدام القوة الذكية وتحد من قدرتها على النجاح وتحقيق أهدافها وهما: التحدي المؤسسي والتحدي السياسي:
التحدي المؤسسي

يتمثل في الفجوة القائمة بين مؤسسات القوة الصلبة المتمثلة في المؤسسة العسكرية ومؤسسات الأمن التي تعتمد على استخدام الإكراه والإجبار وبين مؤسسات القوة الناعمة، فحجم مؤسسات القوة الصلبة أكبر بكثير من نظرائها للقوة الناعمة من حيث الحجم المؤسسي والرسوخ والثبات وكذلك ميزانية كلاً منهما. كما أن مؤسسات القوة الناعمة تكون خاضعة إلى حد ما لمؤسسات القوة الصلبة كالمؤسسة العسكرية والمخابرات التي قد تحدد ما يفعل او ما لا يفعل على صعيد القوة الناعمة .

التحدي السياسي
القوة الذكية لا تحتاج فقط إلا مؤسسات لكنها ايضاً تحتاج إلى قوة سياسية وإرادة من القيادة لتحقيقها، فغياب التوازن السياسي بين القوة الناعمة والقوة الصلبة تحدي أخر من تحديات القوة الذكية، حيث أن أنصار القوة الصلبة ومؤيديها أكثر قوة وحجمًا وتمثيلًا من أنصار القوة الناعمة، وذلك لا يقتصر فقط على النخب السياسية وانما الجماهير ايضاً .

المبحث الثانى
القوة الالكترونية فى العلاقات الدولية
إن عصر المعلومات الحالي، والذي يطلق عليه أحياناً “الثورة الصناعية الثالثة”، يستند إلى تطورات تكنولوجية سريعة في الحاسبات الآلية والاتصالات والبرمجيات، ومع هبوط تكاليف الحوسبة والاتصالات انخفضت الحواجز، وبالتالي أصبح بوسع الأفراد والمنظمات الخاصة سواء الشركات أو المنظمات غير الحكومية أو الإرهابيين أن يلعبوا دوراً مباشراً في السياسة العالمية، وانتشار المعلومات يعني أن القوة سوف تكون موزعة على نطاق أوسع، وأن الشبكات غير الرسمية سوف تعمل على تقليص احتكار البيروقراطية التقليدية للقوة.

لقد أدت ظاهرة الفضاء الالكترونى الى تحول جزء من العالم من الطابع المادى الى عالم رقمى الكترونى، وأصبح الفضاء الالكترونى مجال جديد للتفاعلات الدولية سواء أكانت تفاعلات صراعية أو تعاونية، وأثر ذلك على تغير طبيعة القوة وبروز تهديدات الفضاء الالكترونى، وأثر بدوره على استراتيجيات الأمن القومى للدول، والسعى الى الاستحواذ على مصادر القوة داخل الفضاء الالكترونى لمنع تعرض بنيتها التحتية والحيوية للخطر، ومن ثم دخل المجال الالكترونى ضمن المحددات الجديدة للقوة وأبعادها الجديدة من حيث طبيعتها وأنماط استخدامها وطبيعة الفاعلين فيها .

يعرف” جوزيف ناى” القوة الالكترونية: هى مجموعة الموارد المتعلقة بالتحكم والسيطرة على أجهزة الحاسبات والمعلومات والشبكات الالكترونية والبنية التحتية المعلوماتية والمهارات البشرية المدربة للتعامل مع هذه الوسائل. ويحاول ناى توضيح الدور الذى يلعبه الانترنت فى تشكيل قدرة الأطراف المؤثرة، وأن العصر الالكترونى منح هذه الأطراف القدرة والقوة ولكنه فى نفس الوقت شكل تحدياً للأطراف التى كانت تحتكر مصادر القوة، وانتقال القوة وانتشارها بين أطراف متعددة سواء دول أو أطراف من غير الدول .

ترتبط القوة الالكترونية بامتلاك المعرفة التكنولوجية والقدرة على استخدامها، وبدلاً من سيطرة النظام الحاكم على القوة ومتغيراتها، اتاح الفضاء الالكترونى للفاعلين الأقل قوة وممارسة وتأثير الفرصة لممارسة دور أكبر مما تتيحه لهم قدراتهم المادية سواء الاقتصادية والعسكرية، وحدد ناى ثلاثة أنواع من الفاعلين يمتلكون القوة الافتراضية وهم: الدولة والفاعلين من غير الدول والأفراد.

الدولة: لديها القدرة على تنفيذ هجمات الكترونية، وتطوير البنية التحتية الالكترونية وممارسة السلطة عليها داخل حدودها.
الفاعلين من غير الدول: يستخدمون القوة الافتراضية لأغراض هجومية بالأساس مثل اختراق المواقع الالكترونية واستهداف أنظمة الاتصالات الدفاعية.

– الأفراد: الذين يمتلكون المعرفة التكنولوجية والقدرة على توظيفها، ويكون هناك صعوبة بالغة فى الكشف عن هويتهم وبالتالى يصعب ملاحقتهم .

خصائص استخدام القوة الالكترونية فى العلاقات الدولية
لعب الفضاء الالكترونى دور فى اعادة تشكيل القوة القومية للدولة على أسس جديدة يلعب البعد الالكترونى دور جوهرى فى تكوين عناصرها وتماسكها واستمراريتها، بالاضافة الى تغيير مقاييس القوة والتى كانت تركز بالأساس على الموارد الطبيعية وحجم السكان والمساحة الجغرافية، وتم اضافة القدرة على الاستحواذ على القوة الالكترونية، وأثر الفضاء الالكترونى فى عناصر القوة القومية من خلال:

تأثير الفضاء الالكترونى على مصادر وأسس وعناصر القوة: يتيح الفضاء الالكترونى من خلال التطور التكنولوجى وتطور الأجهزة والبرمجيات تطوير عناصر القوة ومصادرها ومن ثم القدرة على التحكم والسيطرة على الفضاء الالكترونى.

تأثير الفضاء الالكترونى على قدرات وأدوات القوة
أدت علاقة الفضاء الالكترونى بعمل المنشآت الحيوية سواء كانت منشآت مدنية أو عسكرية الى قابلية تعرضها للهجوم من خلال الفضاء الالكترونى، وشل عمل أنظمتها المعلوماتية، وأدى الفضاء الالكترونى الى تحول فى مفهوم القوة وأصبحت الهجمات الالكترونية تلعب دور أساسى فى تعظيم القوة، وأصبح نمط من أنماط استخدام القوة عن طريق التأثير على عمل مصادر المعلومات واتلافها وأنظمة الاتصالات عن طريق الهجوم الالكترونى بما يؤدى الى شلل هذه الأنظمة وتدمير نظم التشغيل الخاصة بها بما يؤدى الى ارباك عمل البنية التحتية الحيوية.

تأثير الفضاء الالكترونى على طبيعة الفاعلين فى استخدام القوة فى العلاقات الدولية: ساعد الفضاء الالكترونى على تدفق مزيد من الفاعلين الغير دوليين ومن ثم اعادة توزيع القوة بين الدولة وهؤلاء الفاعلين.

تأثير الفضاء الالكترونى فى التقدير الذاتى لقوة الأطراف: تتميز القوة الالكترونية بالطابع المستتر وبخاصة القوة ذات الجانب العسكرى، والقوة الالكترونية قابلة للاختبار عن طريق اجراء مناورات الكترونية تكشف عن الجاهزية والاستعداد واختبار القدرات الدفاعية والهجومية عبر الفضاء الالكترونى.

تراجع البعد العسكرى فى تحديد مفهوم القوة الالكترونية: يعمل الفضاء الالكترونى على انتشار التهديدات غير التقليدية عن طريق ترويج أفكار وقيم ومصالح دولة معينة أو جماعة معينة وتوسيع نفوذها وسيطرتها.

تأثير الفضاء الالكترونى على وسائل القوة فى العلاقات الدولية: التأثير على القوة الصلبة بمعنى التأثير على القوة العسكرية، واستخدام الفيروسات الالكترونية كأسلحة فى شن الهجمات أو سرقة المعلومات، وأيضاً يستخدم كقوة ناعمة فى الحرب النفسية والتأثير على الرأى العام.

تأثير الفضاء الالكترونى على القوة الاقتصادية: لقد تصاعد دور الاقتصاد الرقمى، ونمت التجارة الالكترونية، وأصبح على كل دولة ترغب فى بناء اقتصاد قوى أن تهتم بالاستثمار فى التكنولوجيا، ورفع مستوى التعليم التقنى داخل الدولة.

تأثير الفضاء الالكترونى على القوة الدبلوماسية: أثر الفضاء الالكترونى على الأدوات الاستخباراتية حيث سهل القدرة على جمع المعلومات، والتصنت والتجسس وتسهيل النشاطات السرية فى العلاقات الدولية مثل عملية الاغتيالات وتزايدت العلاقة بين التكنولوجيا والأمن.

تسهيل الفضاء الالكترونى للأعمال غير المشروعة: تسهيل تجارة السلاح والهجرة غير الشرعية وتسهيل تلقى جماعات الجريمة والجماعات الارهابية للتمويل والدعم.

الفضاء الالكترونى وتعظيم دور “الأدوات الرمزية”: لعب دور مهم فى التأثير على أفكار الأطراف الآخرى سواء النخب أو الجماهير، من خلال نشر أفكار معينة تؤثر على الرأى العام

أنماط استخدام القوة الالكترونية فى العلاقات الدولية
أدى الفضاء الالكترونى الى احداث تغيرات فى طبيعة القوة وعناصرها وأنماط استخدامها وفى دور الفاعلين، تتميز القوة الالكترونية بالتحرك فى مسارات متداخلة وتعمل على نقل عملية التأثير والتأثر من والى الفضاء الالكترونى، يتمثل المسار الأول فى انتقال الأحداث من أرض الواقع الى الفضاء الالكترونى اما لتصفية صراعات، أو استخدامه لبث العنف والتحريض والكراهية، ويتمثل المسار الثانى فى انتقال عناصر التهديد من الفضاء الالكترونى الى أرض الواقع عن طريق تأثير ما يتم نشره من معلومات وشائعات وغيره على المجتمع، يتمثل المسار الثالث فى استخدام الفضاء الالكترونى كوسيلة اعلام تنقل كل ما يحدث داخلياً وعالمياً مما يؤدى الى ردود أفعال محلية وعالمية مؤيدة ومعارضة.

النمط الأول: استخدام أسلحة الفضاء الالكترونى كعنصر فى القوة العسكرية
أصبح التفوق فى مجال الفضاء الالكترونى مهم للغاية من أجل تنفيذ عمليات فعالة على الأرض، وقد أوجد الانتشار الهائل للحاسوب فى كل مكان فى العالم عالم افتراضى مثل وسيطاً جديداً للقوة، حيث يمكن للقراصنة السيطرة على الأجهزة وسرقة المعلومات وافسادها وتعطيلها .

النمط الثانى: تحول الفضاء الالكترونى الى وسيط للأعمال العدائية
يمثل الفضاء الالكترونى وسيطاً للقيام بالأنشطة ذات الطابع المدنى والعسكرى، بالاضافة الى دوره فى وسائل الاعلام والاتصالات الدولية والمصارف والمنشآت الحيوية، وبالتالى فان أى هجوم يستهدف الانترنت يفقده القدرة على القيام بوظائفه ومن ثم احداث كم هائل من الخسائر .

النمط الثالث: استخدام القوة الصلبة عبر الفضاء الالكترونى
يستخدم الفضاء الالكترونى فى قطع كابلات الاتصالات، تدمير أنظمة الاتصالات والأقمار الصناعية، واستخدام الفيروسات لتدمير الأنظمة المعلوماتية للمنشآت الحيوية بما يهدد أمن الدولة والمجتمع .

النمط الرابع: استخدام القوة الناعمة عبر الفضاء الالكترونى
يلعب دور مهم فى ادارة العمليات النفسية والتأثير فى الرأى العام وتكوين التحالفات الدولية، ويساعد الاستخبارات فى عملية جمع المعلومات، عن طريق التجسس الالكترونى والاختراق المباشر لشبكات المعلومات .

المبحث الثالث
الجماعات الارهابية واستخدام الارهاب الالكترونى

لقد أدى الفضاء الالكترونى الى تحول الارهاب الى تهديد عالمى الطبع، وأصبح الارهاب جريمة عابرة للحدود القومية من حيث النشاط والخطط والتمويل والأعضاء، وتصاعد نشاط الجماعات الارهابية عبر الفضاء الالكترونى وتعزيز بعدها العالمى وتم استخدام المنجزات التكنولوجية فى ممارسة الارهاب، والتى استطاع الارهابيون من خلالها تحقيق أضرار غير متوقعة وهائلة تتجاوز التهديدات التى تمثلها الدول لبعضها البعض.

استغلت الجماعات الارهابية بكافة أشكالها وأنماطها الفكرية المزايا الالكترونية كعنصر حيوى لدعم وتحقيق أهدافها، وتحولت بعد أن كانت مجموعات قلائل من الأفراد متوزعة جغرافياً الى مجتمع افتراضى غير محدد الأبعاد الكمية وكان ذلك له دور كبير فى تضخيم الصورة الذهنية لقوة وحجم تلك المجموعات، والارهاب هو سلاح الضعيف غير القادر على شن حرب ضد الدولة، ومن ثم يلجأ الى الارهاب فى محاولة منه الى الحاق الأذى بالقوة العظمى وهزيمتها، ويمثل الارهاب وسيلة لتأكيد الهوية وجذب الانتباه .
يمثل الارهاب ظاهرة دائمة التغير، وبالتالى وسائل الارهاب فى تغير مستمر لتتواكب مع التطورات التكنولوجية وتصبح قادرة على تحقيق أهدافها، لقد ظهر التزاوج بين الارهاب والانترنت بشكل أكثر وضوحاً بعد أحداث 11 سبتمبر، ولكنه منذ عام 1999 كانت كل الجماعات الارهابية حاضرة على الانترنت بشكل كبير وبعد عام 2001 كان هناك أكثر من 5 الاف موقع الكترونى وغرف محادثة الكترونية تابعة للجماعات الارهابية وتستخدمها للتأثير على الرأى العام من خلال معركتها الفكرية، أو استخدامها للقيام بأعمال ارهابية مادية عن طريق جمع المعلومات والتنسيق والتنظيم .

أما عن مضمون هذه المواقع، فالجماعات الارهابية تمتلك أكثر من موقع الكترونى وتقدم خدماتها بأكثر من لغة، وتهدف الى التعريف بالتنظيم وتاريخه ومؤسسيه وأبطاله وأنشطته وخلفيته السياسية والفكرية وأهدافه السياسية والأيدلوجيه وأحدث الأخبار، وتخاطب هذه المواقع أنواع مختلفة من الجمهور ومنها:

جمهور المؤيدين الحاليين والمحتملين حيث يقدم لهم الموقع معلومات تفصيلية عن التنظيم، والنوع الثانى هو الرأى العام العالمى وخاصة وسائل الاعلام والصحافة والتى يتم توفير الموقع بلغات مختلفة لتسهيل عملية التواصل معها ومن ثم القدرة على التأثير على الرأى العام العالمى، والنوع الثالث هو الأعداء والتى تهدف التنظيمات الارهابية الى التأثير على معنوياتهم وبث الرعب فى نفوسهم من خلال التهديدات وغيره .

أما بالنسبة للخطاب الذى تستخدمه تلك الجماعات الارهابية فى الدعاية هناك عدة أنواع سنعرض لها باختصار وهى: الخطاب الأول والذى يتمثل فى الادعاء بأن العنف كان هو الخيار الوحيد وأنها اجبرت عليه باعتبارها الطرف الضعيف وأنه الحل الوحيد لتحقيق مطالبها باختصار تضع نفسها موضع الضحية، الخطاب الثانى ويرتبط بمشروعية استخدام العنف ضد العدو باعتبار أعضاء التنظيمات الارهابية مقاتلين من أجل الدين أو الحرية ومضطرين الى استخدام العنف لمواجهة العدو الذى يسحق حريتهم ويروا ان عدوهم هو الارهابى الحقيقى، الخطاب الثالث ويتمثل فى الادعاء بعدم استخدام العنف والترويج الى الحلول السلمية .
جاذبية الفضاء الالكترونى للجماعات الارهابية

الفضاء الالكترونى باعتباره وسيلة اعلام عالمية يتسم بالعديد من المزايا التى تجعله عنصر جاذب للارهاب حيث يتميز بانخفاض التكلفة، وضعف الرقابة وتنوع وسائله وانتشاره وتخطيه للحدود وقدرة الأفراد على التأثير فيه، ومن ثم يستخدم الارهابيون الفضاء الالكترونى فى التأثير على الرأى العام وتجنيد أعضاء جدد من مختلف أنحاء العالم والتمويل، ونشر رسالتهم والوصول الى أكبر عدد ممكن من الجمهور وشن حرب نفسية ضد الأعداء والدعاية.

ومن ثم أصبح الفضاء الالكترونى منبراً للجماعات الارهابية يستخدم فى نشر رسائل الكراهية والعنف والاتصال ببعضهم البعض وبمؤيديهم والمتعاطفين معهم، وشن حرب نفسية ضد الأعداء عن طريق الأفلام المرعبة التى تنشر عن اعدام الرهائن والأسرى ومختلف العمليات الارهابية التى يرتكبونها ضد أعدائهم، ولعب ذلك دوراً كبيراً فى تضخيم الصورة الذهنية عن حجم وقوة تلك المجموعات، وعملية التزاوج بين الارهاب والانترنت مثلت سلاح ذو حدين حيث يتمثل الجانب السلبى فى أنها وسيلة لنشر الرعب من خلال نقلها للعمليات الارهابية، حتى تعمل على اثارة الرأى العام ولفت انتباهه الى وجود ظاهرة الارهاب وان الارهابى صاحب قضية، حيث يقوم الارهابيون بتنفيذ عمليات مثيرة من حيث حجم الخسائر والأسلوب .

طرق استخدام الجماعات الارهابية للفضاء الالكترونى
التعبئة والحشد وتجنيد إرهابيين جدد: تجنيد عناصر جديدة داخل المنظمات الإرهابية يحافظ على بقائها واستمرارها وهم يستغلون تعاطف الآخرين من مستخدمي الانترنت مع قضاياهم، ويجتذبون هؤلاء بعبارات براقة وحماسية من خلال غرف الدردشة الإلكترونية .

إعطاء التعليمات والتلقين الإلكتروني: يمتلئ الانترنت بكم هائل من المواقع التي تحتوي على كتيبات وإرشادات تشرح طرق صنع القنابل، والأسلحة الكيماوية الفتاكة.

التخطيط والتنسيق: تعتبر شبكة الانترنت وسيلة للاتصال بالغة الأهمية بالنسبية للمنظمات الإرهابية، حيث تتيح لهم حرية التنسيق الدقيق لشن هجمات إرهابية محددة، ويستخدم للتخطيط على سواء على المستوى العملياتى أو المعلوماتى.
الحرب النفسية: نشر معلومات مضللة ونشر الرعب والخوف فى نفوس الأفراد عن طريق تصوير الجرائم التى يرتكبونها والعمليات الارهابية التى يقومون بها، وتوثيق العمليات الارهابية وتمجيد مرتكبيها.

التنقيب عن المعلومات: إن شبكة الانترنت في حد ذاتها تعتبر مكتبة الكترونية هائلة الحجم، وتمتلئ بالمعلومات الهامة عن الأهداف المطلوبة التي يسعى الإرهابيون للحصول عليها مثل أماكن المنشآت الحيوية، والمطارات الدولية، ويتم جمع معلومات صغيرة والربط بينها للوصول الى معلومات أكبر.

الاتصالات والترابط: تساعد شبكة الانترنت المنظمات الإرهابية المتفرقة في الاتصال ببعضها البعض والتنسيق فيما بينها، ويرجع ذلك الى انخفاض تكاليف الاتصال الالكترونى مقارنة بالوسائل الأخرى، بالاضافة الى تحول الجماعات الارهابية من المنظمات الهرمية التى تعمل بقيادات صارمة الى تنظيمات فرعية لخلايا شبه مستقلة ليس لها هيئة قيادة تنظيمية واحده .

التمويل: يستخدم الانترنت للحصول على التبرعات باستخدام التحويلات المالية عبر الانترنت، وقد يتم استخدام منظمات عالمية ذات طابع اسانى أو خيرى كمظلة لتوفير التمويل أو العمل تحت غطائها .

الدعاية والاعلان: التعريف بنشاط التنظيمات الارهابية وأهدافها من أجل كسب الرأى العام الى جانبهم وضم أكبر عدد ممكن من الأفراد، وبث معتقداتها وأفكارها بما يهدد أمن المجتمع ككل .

الجزء الثالث :
الفصل الثالث

تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام(دراسة حالة)

المبحث الأول
الاستراتيجية الاعلامية لتنظيم الدولة الاسلامية
ان الحرب الالكترونية فى العالم الافتراضى لا تقل خطورة عن الحرب العسكرية فى ميادين القتال، فهى تسعى للسيطرة على العقول والقلوب فى الوقت الذى تسعى فيه الاخرى الى السيطرة على الأجساد والأراضى، يقول”فوكو” أن الخطاب يجسد الارادة والسلطة والقوة، فتنظيم الدولة الاسلامية لايكتفى بالقوة العسكرية وحدها لبسط نفوذه وسيطرته على الأرض وانما يلجأ الى الدعاية ايضاً وبشكل واسع، وكان الظهور الأول للجهاز الاعلامى للتنظيم بشكل واضح عام 2012، ويعتمد تنظيم داعش على الاعلام ويسميه بالجهاد الاعلامى ضد أمم الكفر كما يرى

مثلما سعى تنظيم الدولة الاسلامية الى بسط سيطرته على أكبر قدر ممكن من المناطق الجغرافية ومد نفوذه الى الدول المجاورة، لم يدخر جهداً فى تسخير امكانياته وقدراته لاستغلال واحتلال الفضاء الالكترونى لممارسة نشاطه الاعلامى ونشر اصدارته المتنوعة ( المجلات- الأفلام الوثائقية- الاصدارات المرئية- وكالات الأنباء- المحطات الاذاعية) وترجمتها الى لغات مختلفة، حيث يعتبر داعش ان الاعلام أداة قتال رئيسة فى معركته مع الأعداء، ومن ثم يقوم بتصوير عملياته كلها بأفضل الطرق ويحول جرائمه الى أفلام وصور ونصوص تكمل بعضها بعض لتصبح حرب نفسية شرسة ضد أعدائه .

ان الهيكل الاعلامى لتنظيم الدولة الاسلامية يعمل على تسويق الحدث بطريقة مؤثرة نجحت فى تخويف البعض وتجنيد البعض الآخر واستمالة المتعاطف مع دولة الخلافة من خلال رسالة اعلامية تصنف الجمهور الى عدة أنواع وهما:

المناصرون وتهدف الرسالة الاعلامية الى ضمان استمرار دعمهم وتأييدهم، والخصوم أى أعداء دولة الخلافة والذين لابد من قتلهم بأبشع الطرق وتحويلهم الى مادة اعلامية توضح قوة التنظيم وبطشه، وأخيراً الرأى العام الذى لابد من ايصال رسالة اليه بأن الدولة الاسلامية تحارب الظلم وتعمل على نشر الحق بغرض تجنيدهم أو على الأقل تحييدهم .

يركز داعش فى استراتيجيته الاعلامية على اتجاهين وهما: بث الرعب والضغط على جمهور معين عبر تقديم صورته المخيفة عن طرق أسلوب الترهيب، والاخرى تقديمه بصورة تعبويه وارشادية وخاصة الى جمهوره فى البيئات التى تمثل حاضنة للتنظيم، وبالتالى الخريطة الاعلامية لداعش تنقسم الى: مساحة مغلقة ويكون الاعلام فيها داخلى أى يخاطب السكان المحليين فى الولايات التى يسيطر عليها التنظيم ويكون من خلال: المساجد- الاصدارات المطبوعة(الكتب- المجلات)- الاذاعة (اذاعة البيان)- البث التلفزيونى( قناة الخلافة)، ومساحة مفتوحة يستخدم فيها الاعلام الخارجى الموجه للعالم وذلك باستخدام وسائل التواصل الاجتماعى، والتى يمكنه من خلالها تجنيد الشباب باعتبارها أداة تفاعلية تسمح بحرية التجول فيها، وتخرج الفرد من حدود الجغرافيا، وتتيح التحديث الفورى للمعلومات .

ان الخطاب الاعلامى الداعشى يهدف الى خلق كتلة من الجمهور ينصهر معهم فى مواقفهم واتجاهاتهم وسلوكهم ومن ثم تنميط وعى الأفراد وقولبته ليتوافق مع النظام القيمى للتنظيم وممارساته ورؤيته للصراع، ومن ثم فان استراتيجية التنظيم للهيمنه على شبكات التواصل الاجتماعى تهدف الى: اختراق المنظومة القيمية والثقافية وتطبيع مرجعيته الفكرية والعقائدية مع المستخدمين، وانتاج خطاب القوة والسلطة، وشن حرب نفسية ضد الأعداء، واستمالة المستخدمين وتجنيد المقاتلين، والهيمنة على المجال العام الالكترونى وتحويل شبكات التواصل الاجتماعى الى عنوان للهوية الالكترونية .

ومن ثم فان الدعاية التى يقوم عليها داعش تقوم على خطاب قوى ومتماسك يرسخ لفكرة الدولة الاسلامية وعودة الخلافة وحتمية هزيمة الغرب، ونقل تكتيكات الجهاد من مجرد كتيبات ارشادية الى اصدارات مرئية ومسموعة والتأصيل الشرعى لمهمة التنظيم ألا وهى اقامة دولة الخلافة .

ويؤكد ما سبق على وعى التنظيمات الارهابية بأهمية الخطاب الاعلامى وحاجته الى الانتشار وليس فقط الى وجود وسائل اعلام لا تمارس أى تأثير فى حالة عدم قدرة المستخدم على الوصول اليها، ومن ثم كانت المنظومة الاعلامية الخاصة بتنظيم الدولة الاسلامية مرتبطة بمواقع التواصل الاجتماعى لتحقيق أهدافه.

يمكننا القول أن تنظيم الدولة الاسلامية حول مواقع التواصل الاجتماعى الى عنوان لهويته الالكترونية ووسيلة للاختراق الأيدلوجى والقيمى الذى يستهدف بالاضافة الى اختراق الموسسات السيادية، الى اختراق المنظومة القيمية والثقافية للأفراد ونشر النسق القيمى للتنظيم واستمالة المستخدمين الى صفوفه وهو ما تسمح به مواقع التواصل الاجتماعى انطلاقاً من فضائها المفتوح الذى يتميز بالتفاعلية والمشاركة ويعطى شعوراً بالحرية والقوة والسلطة .

ان حجم المشاريع والمخرجات الاعلامية التى يصدرها تنظيم الدولة الاسلامية هى مؤشر على قدرة التنظيم على استغلال وتوظيف شبكات التواصل الاجتماعى، والتى لم تصبح فقط عنوان لهويته الالكترونية وانما منصة للسلطة والقوة، وتجعل الخطاب الاعلامى لداعش هو المهيمن والمسيطر، ويمكننا القول أن تنظيم داعش فى استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعى قد تفوق على كل الجماعات الارهابية الآخرى، فنجد أنه فى أغسطس 2014 تم ازالة هيكلها الاعلامى بالكامل من على موقع تويتر، وفى فترة وجيزة نقل التنظيم حساباته الى موقع دياسبورا، وأنشأ التنظيم تواجداً أكثر استقراراً على موقع التواصل الاجتماعى الروسى “فكونتاكتى” .

المبحث الثانى
الموقع الرسمى لأخبار دولة الخلافة (دراسة حالة)
فى دراسة للاستراتيجية الاعلامية لتنظيم الدولة الاسلامية تم اختيار الموقع الرسمى لأخبار دولة الخلافة كدراسة حالة وقد قمت بمتابعة يومية للموقع خلال الفترة من 1-12-2015 وحتى 30-12- 2015، وسوف يتم تناول أهم الخصائص العامة للموقع وأهم الملاحظات عليه ثم نتناول تحليل خطبة لأبو بكر البغدادى .

هذا الموقع تابع لتنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام وهو متاح على شبكة الانترنت ويمكننا الوصول اليه بسهولة فهو متاح لأى شخص يريد الدخول عليه، هذا الموقع على درجه عالية من الجودة والاحترافية، شعار هذا الموقع هو ( شفافية- مصداقية- نقاء- طهارة)، بالاضافة الى علم التنظيم ذو اللون الأسود وكتب عليه الشهادتين.

يوجد العديد من التصنيفات المتاحة على الموقع والتى يمكننا الدخول اليها بسهوله من خلال الموقع فعلى سبيل المثال يمكننا معرفة أخبار الولايات التى يسيطر عليها التنظيم من خلال الدخول على المواقع الرسمية للمكاتب الاعلامية للولايات التى يسيطر عليها التنظيم والمتاحة على الموقع ومنها: ولاية فزان- كركوك- نينوى- الأنبار- الفلوجة –الفرات- القوقاز- البركة- الجنوب- الجزيرة- الجزائر- الحجاز- الخير- الرقة- البركة- برقة- بغداد- حلب- حماة- حمص- حضرموت- خراسان- دمشق- ديالى- دجلة- سيناء- شمال بغداد- صلاح الدين- طرابلس- عدن- غرب افريقيا. ويتم تحديث الأخبار على هذه المواقع يومياً.

من خلال الموقع أيضاً يمكننا الدخول الى المؤسسات الاعلامية الرسمية والغير الرسمية التى تبث أخبار التنظيم بانتظام ومنها: مؤسسة آفاق- الأشهاد- الفرقان- الفرات للاعلام- النصرة الشامية- الوعد- البتار- الثبات- الحياة- الخيال- الصمود- الغريب- جيش أبناء الخلافة- حفيدات عائشة- شهداء اليرموك- شرق أفريقيا- صناعة الرجال- عزة الجهاد- اليقين- ابن تيمية للاعلام- أنصار الخلافة فى غزة- ترجمان الأساورتى.

جيش أبناء الخلافة الالكترونى: أحد المؤسسات الاعلامية غير الرسمية وهو أحد التشكيلات الاعلامية التى تناصر تنظيم الدولة الاسلامية، ويعمل على اختراق المواقع الالكترونية للجهات السيادية ومنها البنتاجون الذى أعلن اختراق حساب القيادة العسكرية الأميريكية للمنطقة الوسطى على موقع تويتر .

ترجمان الأساورتى: أحد المؤسسات الاعلامية الغير رسمية التى تقوم بنشر اصدارات التنظيم بأشكالها المختلفة ويقوم بنشر الاصدارات المرئية بدرجة جودة عالية ويتمتع بالانتشار الواسع .

يوفر الموقع الرسمى لوكالة أعماق والتى تعتبر جزء من البنية التحتية الاعلامية لداعش بل هى جزء مهم منها، باعتبارها أول من ينشر اعلان داعش عن مسئوليته عن الهجمات التى يرتكبها .

يوفر الموقع أيضاً موقع اذاعة البيان: وهى اذاعة رسمية تبث نشرات اخبارية يومية عن التنظيم.
يوفر الموقع أيضا موقع مجلة دابق ومجلة قسطنطينية، وأيضاً يمكننا الدخول الى مكتبة الهمة والتى يتواجد عليها عشرات الكتب التى يصدرها التنظيم.

يوفر الموقع أرشيفات يوجد عليها كل اصدارات التنظيم بأشكالها المختلفة من الفترة من( يناير 2011 وحتى ابريل 2016)، هى أرشيفات شهرية، يتيح الموقع امكانية متابعته عبر البريد الالكترونى، ويتيح خاصية الشكاوى والتعليقات، وامكانية البحث فى الموقع، بلغ عدد زوار الموقع حتى يوم 10 ابريل 2016: 6880963.

الاصدارات التى يرفعها التنظيم يمكن مشاهدتها وتحميلها بجودة متوسطة أو جودة عالية ويتم رفع أكثر من رابط للمشاهدة، حيث أن موقع يوتيوب يقوم بحذف كل اصدارات التنظيم فور رفعها، يوفر الموقع أحدث الاصدارات، والمواضيع الأكثر مشاهدة، وكل فترة يتم تعيين أفضل 10 اصدارات للتنظيم. ومتاح عليه أيضاً السيرة الذاتية لأبو بكر البغدادى(خليفة المسلمين وأمير المؤمنين كما يطلقون عليه).

ان الصورة هى مكون هام وعنصر محورى فى الخطاب الاعلامى الداعشى وقد تكون هى المهيمنة على غيرها من العناصر الآخرى وكل صورة تحمل رسالة معينة وهدف معين يرغب فى توصيلة القائم على هذه الرسالة للمتلقى.

من أهم ملامح تنظيم داعش هو الذاتية الشديدة وذلك يظهر بوضوح فى سلوكيات التنظيم، ويمكن من خلالها تفسير الوحشية والعنف الشديد التى يتسم بها التنظيم، فالذاتية لدى المتطرف تجعل الآخرين المخالفين له فى الرأى غرباء بالنسبة له غرباء على فكره وعلى منطقه وعلى أيدلوجيته حتى وان كانوا ممماثلين له فى الدين والوطن والعرق، ويظهر ذلك فى تعامل التنظيم مع خصومة بأبشع الطرق، نجد أن تسجيلات داعش واصداراته المرئية تريد أن تبعث برسالة انه تنظيم عنيف ووحشى فهو يرغب فى بث الرعب من خلال مشاهد النحر والحرق والاغتيالات وهى رسالة يبعث بها التنظيم يومياً من خلال اصداراته .

ومن هذه الاصدارات على سبيل المثال اقامة الحد على طاغوت من شيوخ الطريقة الرفاعية كما يطلقون عليه، واقامة الحد على ساحر واقامة حد القصاص على رجل قتل ابن عمه. وكذلك الاصدار المرئى لقتل جعفر بن سعيد محافظ عدن و8 من مرافقيه عن طريق تفجير سيارة مفخخة، وكذلك الاصدار المرئى( رسالة الموحدين بعد نسف المرتدين فى تونس) واصدار( قنص الموحدين للرافضة الصفويين)، واصدار مرئى يظهر قوات الأمن العراقية وهى تذبح على يد داعش، وكذلك ذبح عدد من القيادات فى مطار الرقة فى سوريا وذلك يفسر اجتياحه السريع للأراضى وسيطرته عليها بسبب هروب قوات الجيش العراقى من أمامه حين دخل الموصل، وهروب قوات البشمركة الكردية من أمامه حين دخل سنجار وشنغال.

نرى أن احترافية القائمين على استراتيجية داعش الاعلامية تظهر فى وضع عناوين مؤثرة حيث يقوم باقتباس بعض العناوين من القرآن الكريم، أو ربط هذه العناوين بتاريخ الاسلام وبطولاته ومنها على سبيل المثال: “فتربصوا انا معكم متربصون” وهى عنوان كلمة صوتية لأبو بكر البغدادى، “هذا وعد الله “وهو اصدار مرئى يوضح سير المعارك فى جبل مكحول، وكذلك الاصدار المرئى “شفاء الصدور” والذى يوضح حرق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة، واصدار “صليل الصوارم”، “رسائل من أرض الملاحم” وغيرها الكثير.

كل هذه الاصدارات تكون بتقنية وجودة عالية تشبه أفلام السينما العالمية من حيث زوايا الكاميرات والموسيقى التصويرية وبلغات مختلفة بما يدل على أن هذا الاعلام ليس اعلاماً عبثياً.

يعمل داعش على نزع القيمة من الضحية بمعنى أن الآخر عند داعش هو عدو له فلقد وصل التنظيم الى أعلى الدرجات فى شيطنة الآخر ووسع دائرة الآخر حتى أصبح الآخر من المسلمين، فيقوم بتقديم الآخر باعتباره (صليبى- مرتد- كافر- نصيرى- طاغوت) ومن ثم تبرير الوحشية فى التعامل معه ونجد ذلك على سبيل المثال فى ( اصدار مرئى بعنوان:اليكم يا طواغيت جزيرة العرب) و( صولة الأبرار على البيشمركة الكفار)، و (خراسان مقبرة المرتدين).

يقوم تنظيم الدولة الاسلامية بالترويج للجانب المضىء فى الولايات التى يسيطر عليها التنيظم قيقوم بنشر تقارير مصورة واصدارات مرئية تظهر تنظيم الدولة الاسلامية فى صورة الدولة التى تحقق متطلبات الحياة والرفاهية لمواطنيها ومنها على سبيل المثال : تقارير مصورة توضح” توزيع وقود المركبات مجاناً على المسلمين فى الفلوجه”، “اقبال الناس على شراء الملابس الشتوية فى مدينة الموصل”، “تصليح أعمدة الكهرباء فى مدينة هراوة”، “أفران صناعة الحلوى والخبز”، “توزيع الصدقات والزكاة على مستحقيها فى الرقة”، “بناء مسجد الصحابة فى مدينة تل عفر”، “جنى محصول البطاطا فى زوبع” …

وللترويج الى ان التنظيم ليس تنظيم ميلشيوى متخبط يقوم باصدار العديد من التقارير التى توضح عمل المؤسسات ومنها: تقرير مصور يوضح “عمل مكتب الرقابة والتفتيش فى مدينة كبسة”، “عمل الشرطة الاسلامية”، “عمل مركز الحسبة فى مدينة سرت”، تقرير مصور “للعمل داخل المحكمة الشرعية فى سرت”، تقارير مصورة توضح “سير العمل فى المدارس والمستشفيات” وغيرها.

كلمة أبى بكر البغدادى بعنوان ” فتربصوا انا معكم متربصون”
هذه الكلمة صادرة عن مؤسسة الفرقان للانتاج الإعلامى، يتم تقديم البغدادى باعتباره أمير المؤمنين وخليفة المسلمين ويقرن اسمه دائماً بكلمة حفظه الله، ينسب الى قريش باعتباره من نسل النبى صلى الله عليه وسلم ” ابى بكر الحسينى القرشى البغدادى”، يتم الاستشهاد كثيراً بالآيات القرآنية كثيراً وبالسنة النبوية الشريفة وتوظيفها لخدمة أهدافهم وتفسيرهم المتطرف للاسلام ومنها على سبيل المثال ” قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ”، وعنوان الخطبة مشتق من القرآن الكريم فهم يلعبون على وتر الدين دائماً كما أوضحنا من قبل، وتظهر الذاتية الشديدة التى يتسم بهاالتنظيم والتى تستخدم لتفسير الوحشية والعنف التى يتسم بها التنظيم فى( أننا نقاتل- أمرنا- رغبنا- وعدنا- لم يكلفنا- أصابنا- أبشروا- اطمئنوا- دولتكم- قال لكم ربكم- انكم على الحق- يا جنود الدولة الاسلامية…)

يروج داعش لانتاج فهم مغلوط للدين فهو يربط الرسالة المحمدية بالسيف فيقول” الحمد لله القوى المتين.. والصلاة والسلام على من بعث بالسيف رحمة للعالمين” فى اشارة الا أن الاسلام انتشر بحد السيف كما يتم ترويج ذلك، وعلى العكس نجد القرآن الكريم يقول” لا اكراه فى الدين”، “لكم دينكم ولى دين”، ويقول أبى بكر البغدادى أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالقتال وجعله أفضل الطرق للوصول اليه.

الخطاب الاعلامى الداعشى يركز على ابراز الفرق بين ( نحن) و(هم) باعتبارهم هم الطائفة المنصورة وأن دولة الخلافة هى عمود فسطاط الايمان ورأس حربة خندقه كما يقول البغدادى وهم مصدر الخير ويحاربون من أجل نشر الحق ورفع الظلم عن المسلمين، فى مقابل ( هم) أى الآخرين الذين لم يبايعوا الدولة الاسلامية باعتبارهم مصدر الشر أو كما يطلق عليهم أمم الكفر وجيوشه.

فى خطاب البغدادى يظهر خاصية أساسية من خصائص الخطاب الاعلامى الداعشى وهى نزع القيمة من الآخرين فهو يصف الآخرين باعتبارهم” أـمم الكفر- الروافض المشركين- الأكراد الملحدين- جيوش الكفر- قطعان الروافض البهائم- المرتدين- أعداء الله” ومن ثم تبرير الوحشية فى التعامل معهم.

يستنكر التحالف الدولى للحرب على داعش ويتساءل عن دين هؤلاء الذين يدعون لأولوية قتال الدولة الاسلامية ودرجة الضلال التى بلغها هؤلاء، ويدعوهم للمجئ لقتال الدولة الاسلامية برياً ويؤكد على أنهم لن يجرأوا على ذلك لأنهم تأدبوا فى أفغانستان والعراق ويتوعدهم بالأهوال التى سوف يرونها من المجاهدين فى الشام والعراق وليبيا وأفغانستان وأفريقيا والصومال والغوطة ودابق ومصر، ويهدد كل من يشارك فى هذا التحالف وأنه سوف يدفع الثمن غالياً، ويتوعد أمريكا وروسيا واليهود والروافض والمرتدين، وحكام الدول العربية الطواغيت كما يطلق عليهم.

الخاتمة:
لقد أصبح الارهاب واقعنا الأليم الذى نعانى منه كأفراد وجماعات ودول، وعلى الرغم من خطورة هذه الظاهرة وانتشارها بشكل هائل والاهتمام الكبير بها من قبل الدول والأفراد الا أنه كان من الصعب الوصول الى تعريف محدد ودقيق للارهاب كونه يختلف من دولة لآخرى فما تعتبره بعض الدول ارهاب لا تعتبره الدول الآخرى هكذا، ومن ثم لم يتمكن الباحثين من التوصل الى تعريف محدد ودقيق للارهاب الالكترونى، ولكن الارهاب الالكترونى هو نوع جديد من أنواع القوة فالقوة لم تعد تقتصر على القوة الصلبة سواء العسكرية أو الاقتصادية والتى كانت محتكرة من قبل الدول ليس كل الدول وانما الدول الكبرى فقط، فظهور القوة الافتراضية أدى الى انهاء احتكار القوى التقليدية للقوة فأصبح كل من لديه معرفة تكنولوجية ولديه قدرة على استخدامها يمتلك القوة والقدرة على التأثير ومن ثم ظهور فواعل آخرى غير الدول فى النظام العالمى.

لقد تحدثنا عن الأشكال المختلفة للارهاب الالكترونى وأدواته وآلياته، وترجع خطورة الارهاب الالكترونى الى سهولة استخدام هذا السلاح بالاضافة الى أثره الكارثى، فالارهاب الالكترونى أصبح وحش يخيف العالم الذى أصبح ومعرضاً لهجمات الارهاب الالكترونى، ونظراً لأن التقنية الحديثة فى تطور مستمر فإن هذه المخاطر تزداد يوماً بعد يوم، وخطورة الارهاب الالكترونى تزداد بشكل كبير فى الدول المتقدمة والتى تعتمد على الحواسب الآلية والشبكات المعلوماتية فى ادارة بنيتها التحتية,

كما أن الارهاب الالكترونى يمثل عنصر جاذب للجماعات الارهابية حيث يتميز بانخفاض التكلفة، وضعف الرقابة وتنوع وسائله وانتشاره وتخطيه للحدود وقدرة الأفراد على التأثير فيه، ومن ثم يستخدم الارهابيون الفضاء الالكترونى فى التأثير على الرأى العام وتجنيد أعضاء جدد من مختلف أنحاء العالم والتمويل، ونشر رسالتهم والوصول الى أكبر عدد ممكن من الجمهور وشن حرب نفسية ضد الأعداء والدعاية للتنظيم.

تحدثنا عن القوة باعتبارها أحد المفاهيم الأساسية فى العلاقات الدولية بشكل عام، وتحدثنا عن الأنواع المختلفة للقوة والتى تتمثل فى القوة الصلبة والقوة الناعمة والقوة الذكية التى تجمع بين القوة الناعمة والقوة الصلبة وأخيراً القوة الافتراضية المرتبطة بظاهرة الفضاء الالكترونى وتحول العالم من الطابع المادى الى الطابع الرقمى، وترتبط القوة الالكترونية بامتلاك المعرفة

التكنولوجية والقدرة على استخدامها وبدلاً من سيطرة الدول القومية على القوة ومتغيراتها، اتاح الفضاء الالكترونى للفاعلين الأقل قوة وممارسة وتأثير الفرصة لممارسة دور أكبر مما تتيحه لهم قدراتهم المادية سواء الاقتصادية والعسكرية، وحدد ناى ثلاثة أنواع من الفاعلين يمتلكون القوة الافتراضية وهم: الدولة والفاعلين من غير الدول والأفراد.
تحدثنا عن الارهاب الالكترونى باعتباره عنصر جاذب للجماعات الارهابية، ومن ثم أصبح الفضاء الالكترونى منبراً لهم يستخدمونه

فى نشر رسائل الكراهية والعنف والاتصال ببعضهم البعض وبمؤيديهم والمتعاطفين معهم، وشن حرب نفسية ضد الأعداء عن طريق الأفلام المرعبة التى تنشر عن اعدام الرهائن والأسرى ومختلف العمليات الارهابية التى يرتكبونها ضد أعدائهم، ولعب ذلك دوراً كبيراً فى تضخيم الصورة الذهنية عن حجم وقوة تلك المجموعات، ومن ثم قدرتها على بسط نفوذها وسيطرتها على أرض الواقع.

وفى اطار دراسة كيفية استخدام الجماعات الارهابية للارهاب الالكترونى لفرض سيطرتها ونشر أفكارها، قمت بدراسة حالة لتنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام(داعش)، والذى اتضحت قدرتها على تطويع الاعلام والاستفادة من ثورة التكنولوجيا والاتصالات، وتوظيف الفضاء الالكترونى على النحو الذى يحقق أهدافها، تقوم داعش باستخدام وسائل التواصل الاجتماعى لتجنيد أعضاء جدد والترويج لأفكارها وبالتالى تضمن استمرار دعم المؤيدين لها، والمتعاطفين مع فكرة دولة الخلافة، ومن ناحية آخرى شن حرب نفسية شرسة ضد خصومها عن طريق نشر صور وفيديوهات الضحايا والأسرى والتى تتعامل معهم بأبشع الطرق، مما يسهل لها الاجتياح السريع للأراضى والسيطرة عليها.

ومن ناحية آخرى تنشر الجانب الناعم من حياتهم، حيث تظهر بمظهر الدولة القائمة على رعاية مواطنيها وتحقيق الرفاهية لهم من خلال نشر تقارير مصورة تعرض للحياة اليومية فى الولايات التى يسيطر عليها داعش، ومن ثم تكوين صورة ذهنية عنها باعتبارها دولة وليست تنظيم ميلشيوى ارهابى متخبط.

الملاحق:
الأخبار التى تم نشرها على الموقع الرسمى لأخبار دولة الخلافة فى الفترة من 1-12-2015 وحتى 30-12-2015
يوم 1-12
النشرة المسائية للأخبار المتفرقة
تقرير مصور يوضح آثار القصف الصليبى الصفوى على مساجد وبيوت المسلمين
تقرير مصور يوضح صولة الموحدين على أوكار المرتدين
تقرير مصور يوضح سير المعارك فى قاطع المزرع
تقرير مصور يوضح عمل مكتب الرقابة والتفتيش
يوم 2-12
هلاك أكثر من 50 من النصيرية فى محيط مدينة القريتين
تقارير الولايات
30 بين قتيل وجريح من مرتدى ال pkk بعملية لجنود الخلافة شمال ولاية البركة
تقرير مصور يوضح عمل مركز الزكاة والصدقات فى بلدة المحلبية
صور منوعة من بلدة المحلبية
تقرير مصور يوضح منطقة الغندورة
استهداف ثكنات الجيش الصقوى بسلاح قناص
تقرير مصور يوضح حرق كمية من السجائر فى منطقة مسلمة
تقرير مصور يوضح جانب مما أفاء به الله على جنود الخلافة من مدينة درنة من مخازن صحوات بو سليم المرتدين
استهداف معسكر المزرعة شرق الفلوجة بقذائف هاون
تقرير مصور يوضح اقامة حد قطع الرأس على ساحر فى مدينة منبج
اصدار مرئى بعنوان ” خسئتم أيها الروس”
تقرير مصور يوضح افتتاح محلات تجارية فى مدينة المحلبية
اصدار بعض الأناشيد الاسلامية ومنها( يا دولة الاسلام نورت الدنيا، يا فوز من نال الشهادة، يخرس لسان الى يسب، يا قاضى الطاغوت…)
يوم 3- 12
عمليتان استشهاديتات تستهدفان ثكنات الجيش الصفوى وميليشياته الرافضة
تقرير مصور يوضح العيادة البيطرية فى الموصل
تقرير مصور يوضح بيع البيض بسعر مدعم
تقرير مصور يوضح صور طبيعية من مدينة الموصل
يوم 4-12
تفجير مرقد شركى فى وادى جول الريدة
اسقاط طائرة لمرتدى البيشمركة فى قاطع العياضية
قنص جندى من جيش الردة فى كمين جنوب الخروبة
تقرير مصور يوضح فصل الشتاء فى مدينة الحجر الأسود
تقرير مصور لورشة لصناعة الأثاث فى مدينة الباب
تقرير مصور يوضح سير المعارك فى الريف الشمالى
يوم 5-12
مقتل 5 فى قصف لطيران التحالف على مدينة الرمادى
تقرير مصور يوضح صيد وبيع الأسماك فى بحيرة الثرثار
صد هجمات الجيش النصيرى على مدينة القريتين
تقرير مصور يوضح اقامة حكم الله على طاغوت
يوم 6-12
تقرير مصور يوضح استهداف الطيران الروسى لبيوت عوام المسلمين فى مدينة الرقة
تقرير مصور يوضح رباط جنود الخلافة فى محاور القتال فى مدينة درنة
قتل جعفر محمد سعيد محافظ عدن و8 من مرافقيه بتفجير سيارة مفخخة
تقرير مصور يوضح تربية الخيول العربية الأصيلة فى ريف الموصل
يوم 7-12
اصدار مرئى بعنوان (فجروا فرنسا)
محاولة فاشلة لصحوات الردة باقتحام قرية الكفرة بدعم طيران التحالف
تقرير مصور يوضح مركز الأمل الصحى
تقرير مصور للمطاعم فى مدينة تل عفر
اصدار مرئى بعنوان (قتل الموحدين ثأراً للمرتدين)
يوم 8-12
تقرير مصور يوضح بيعة مجموعة جديدة من المجاهدين فى الصومال
استهداف ثكنة للجيش الصفوى فى أطراف منطقة الرشاد
تقرير مصور يوضح قصف الطيران الروسى لمستودع للحبوب شمال مدينة الرقة
تقرير مصور يوضح عمل ورش التصنيع والتطوير فى ولاية شمال بغداد
تقرير مصور يوضح اختبار الدورة التأهيلية للائمة والخطباء فى مدينة سرت
تقرير مصور يوضح اعداد الطعام للأخوة المرابطين فى الثغور
تقرير مصور يوضح مكتب العلاقات فى ضيافة عشيرة العبيد
تقرير مصور يوضح صناعة زوارق الصيد
يوم 9-12
اصدار مرئى بعنوان(رسالة الموحدين بعد نسف المرتدين فى تونس)
عمليتان استشهاديتان تحصد العشرات من مرتدى الأكراد والجيش الحر فى الريف الغربى للهول
التصدى لطيران التحالف الصليبى النصيرى فى سماء ولاية البركة
يوم 10-12
استعادة السيطرة على قرية مهين بالكامل
تفجير عبوة ناسفة على كاسحة ألغام لجيش الردة جنوب رفح
تقرير مصور يوضح جنود الخلافة على مشارف بلدة مهين
تصفية حمدان صبح أحمد عملاء جيش الردة
تقرير مصور يوضح اقامة حد القصاص على رجل قتل ابن عمه
يوم 11-12
اصدار مرئى بعنوان (الموعد دابق)
تقرير مصور يوضح الغنائم التى من الله بها على عباده المجاهدين فى تحرير بلدة مهين
تقرير مصور بعنوان(صيادوا الدبابات)
اصدار مرئى بعنوان(فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به)
تقرير مصور يوضح قصف لطيران التحالف الصليبى الصفوى على الرمادى
توبة العشرات من عناصر صحوات الردة والتحاقهم بركب الخلافة
يوم12-12
تقرير مصور بعنوان(استراحة مجاهد فى جبل مكحول)
تقرير مصور يوضح اقبال الناس على شراء الملابس الشتوية فى مدينة الموصل
تقرير مصور بعنوان(حرق المرتدين بقذائف الموحدين)
تقرير مصور يوضح محلات صياغة وبيع الحلى
تقرير مصور للجنة الشرعية لرصد الأهلة والتقويم الهجرى
هلاك 25 من مرتدى الجيش الصفوى أثناء محاولاتهم التقدم جنوبى الرمادى
يوم 13-12
تقرير مصور يوضح ترميم المحلات المتأثرة بالقصف الصليبى الصفوى
اصدار مرئى بعنوان(سير المعارك مع الجيش النصيرى)
تقرير مصور يوضح آثار قصف الطيران الروسى على سوق فى منطقة مسلمة
يوم 14-12
اسقاط طائرة استطلاع للجيش النصيرى
تقرير مصور من معركة السيطرة على قرية الحدث
عملية استشهادية على ثكنة لمرتدى البيشمركة فى قرية هلوم
تقرير مصور يوضح سير وبيع الأسماك فى منطقة مسلمة
يوم 15-12
تقرير مصور يوضح جنى محصول البطاطا فى زوبع
تقرير مصور يوضح المدارس فى زوبع
عمليتان استشهاديتان على تجمع للجيش الصفوى شرقى الرمادى
تقرير مصور يوضح أحد محال التجهيزات العسكرية فى مدينة الطبقة
طيران التحالف الصليبى يستهدف مدينة منبج ب 5 غارات
يوم 16-12
اصدار مرئى بعنوان(اليكم يا طواغيت جزيرة العرب)
اصدار مرئى بعنوان(ولا يفلح الساحر حيث أتى)
اصدار مرئى بعنوان(رسائل الى بلاد الحرمين)
اصدار مرئى بعنوان(صبراً بلاد الحرمين)
اصدار مرئى بعنوان(قل إنى على بينة من ربى)
تقرير مصور يوضح جانب من سير المعارك فى مدينة درنة
يوم 17-12
اصدار مرئى بعنوان( ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين)
اصدار مرئى بعنوان( يا ليت قومى يعلمون)
اصدار مرئى بعنوان( آل سلول لا ولاء ولا براء)
اصدار مرئى بعنوان ( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب)
اصدار مرئى بعنوان ( أرض الجزيرة الأسيرة)
تقرير مصور يوضح رعى الأغنام فى قاطع جزيرة سامراء
يوم 18-12
اصدار مرئى بعنوان ( هم العدو فاحذرهم)
اصدار مرئى بعنوان (رسالة الى أهلنا فى بلاد الحرمين)
اصدار مرئى بعنوان (يا بلاد الوحى صبراً)
اصدار مرئى بعنوان ( الى مهبط الوحى)
اصدار مرئى بعنوان( فارتقبوا انا معكم مرتقبون)
اصدار مرئى بعنوان (الى ما يسمى بالتحالف العسكرى الاسلامى)
يوم 19-12
اصدار مرئى بعنوان ( حصاد العمليات العسكرية لشهر صفر 1437ه)
اصدار صحيفة النبأ الأسبوعية العدد العاشر
تقرير مصور يوضح سير المعارك فى محيط مطار كويرس
اصدار مرئى بعنوان (العمليات العسكرية فى ولاية غرب أفريقيا خلال شهرى محرم وصفر)
يوم 20-12
اصدار مرئى بعنوان ( وان غداً لناظره قريب)
تدشين موقع ” Isdarat” وهو موقع موازى يقتصر على نشر اصدارات دولة الخلافة
تقرير مصور فى دورة لحفظ القرآن الكريم
تقرير مصور يوضح لقاء مكتب العلاقات العامة مع الأطباء فى مدينة منبج
استهداف موكب نائب مدير أمن شمال سيناء
تقرير مصور يوضح صور الطبيعة من ريف حماة الشرقى
يوم 21-12
اصدار مرئى بعنوان (الشرطة الاسلامية فى مدينة سرت)
اصدار مرئى بعنوان( معسكر تدريب جنود الخلافة فى الفلبين)
تقرير مصور من معارك شمال شرق مدينة بيجى
تقرير مصور يوضح مداهمة تاجر مخدرات
يوم 22-12
اصدار مرئى بعنوان( ومن يتولهم منكم فانه منهم)
تقرير مصور يوضح حرق المساجد وممتلكات المسلمين من قبل النصيرية قبل هروبهم من بلدة مهين
تقرير مصور يوضح توزيع المطويات الدعوية على عوام المسلمين فى قرى واقعة فى محيط مطار كويرس
تقرير مصور يوضح آثار القصف الصليبى على حى 17 تموز فى الموصل
تقرير مصور يوضح جولة فى حى الفتح بمدينة الموصل
تقرير مصور يوضح مصادرة كمية من الأدوية منتهية الصلاحية واتلافها فى مدينة سرت
يوم 23-12
تقرير مصور لأرض الرباط فى منطقة البوحياة
دك قاعدة سبايكر الجوية شمال مدينة تكريت
هلاك 12 من الجيش الصفوى شمال الرمادى
السيطرة على حى الصناعة فى مدينة الخير بالكامل ومقتل 35 نصيرياً
باقى الأيام لم يتم نشر أخبار جديدة على الموقع.

قائمة المراجع
أولاً: الرسائل العلمية

1) أسامة محمود محمد عبدالجواد، (2013)، الارهاب فى العلاقات الأمريكية المصرية2001- 2008، (ماجيستير)، جامعة القاهرة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
2) ايهاب عبدالحميد خليفه عبدالعال،(2015)، استخدام القوة الالكترونية فى ادارة التفاعلات الدولية: الولايات المتحدة نموذجاً 2001- 2012،(ماجيستير)، جامعة القاهرة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية
3) سماح عبدالصبور عبدالحى،(2013)، القوة الذكية فى السياسة الخارجية: دراسة فى أدوات السياسة الخارجية الايرانية تجاه لبنان منذ 2005،(ماجيستير)، جامعة القاهرة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية
4) عادل عبدالصادق الجخة،(2009)، اثر الارهاب الالكترونى على مبدأ استخدام القوة فى العلاقات الدولية(2001- 2007)،(ماجيستير)، جامعة القاهرة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
5) عادل عبدالصادق الجخة،(2014)، اثر الفضاء الالكترونى فى تغير طبيعة العلاقات الدولية: دراسة فى النظرية والتطبيق،(دكتوراه)، جامعة القاهرة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
6) نوال قيسى، بعض جرائم الانترنت الموجهة ضد مستخدمى الانترنت،(ماجيستير)، جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، كلية العلوم الاجتماعية.
7) نوران شفيق على،(2014)، الفضاء الالكترونى وأنماط التفاعلات الدولية: دراسة فى أبعاد الأمن الالكترونى،(ماجيستير)، جامعة القاهرة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
ثانياً: الكتب
8) جاسم محمد، مكافحة الارهاب: الاستراتيجيات والسياسات فى مواجهة المقاتلين الأجانب والدعاية الجهادية.
9) شريف اللبان، الاستراتيجية الاعلامية والثقافية لمواجهة تنظيم داعش، يسرى العزباوى، داعش دراسات فى بنية التنظيم، الطبعة الأولى، القاهرة، المركز العربى للبحوث الدراسات
10) عادل عبدالصادق الجخه،(2009)، الارهاب الالكترونى والقوة فى العلاقات الدولية: نمط جديد وتحديات مختلفة،(الطبعة الأولى)، القاهرة، مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام.
11) عبد الغفار رشاد القصبى،(2004)، مناهج البحث فى علم السياسة،(الطبعة الثانية)،(143-161)، القاهرة، مكتبة الآداب
12) نورهان الشيخ، (2014)، نظرية السياسة الخارجية، القاهرة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية

ثالثاً: الدوريات العلمية
13) ابراهيم العثيمين،(18-9-2015)، داعش البروباجندا الاعلامية وتكوين الصورة الذهنية، اليوم،http://www.alyaum.com
14) احمد ابراهيم محمود، (2002)، ظاهرة الارهاب الدولى، السياسة الدولية، العدد 147
15) احمد ابراهيم محمود،(2002)، أمريكا والارهاب:عالم جديد، الشكل الرئيسى للصراع، السياسة الدولية، العدد 147
16) احمد أبوالوفا، (2005)، ظاهرة الارهاب الدولى، السياسة الدولية
17) احمد الاحمد، التجنيد الالكترونى الوسيلة الجديدة لداعش لاستهداف الشباب السعودى والتنظيم ينقل التخطيط والتنسيق للعمليات الارهابية الى مواقع التواصل الاجتماعى، الرياض،http://www.alriyadh.com
18) احمد الخطاط، (يناير 2016)، داعش: اشكالية الانتصار الاعلامى بغير أدوات،http://www.azzaman.com
19) احمد محمد صالح،(يونية 2004)، الارهاب ووسائل الاعلام، الحوار المتمدن،http://www.ahewar.org
20) الارهاب الالكترونى- مفهومه- وسائل مكافحته، شبكة ضياء للمؤتمرات والدراسات،http://www.diae.net
21) الارهاب الالكترونى والشبكة العنكبوتية، (20-5-2015)،جريدة العالم نيوز،http://www.worldnews.com
22) أسماء عبدالعزيز الحسين،أسباب الارهاب والعنف والتطرف، موقع حملة السكينة،http://www.steptoe.com
23) ايهاب شوقى، الارهاب الالكترونى وجرائمه، شبكة الأخبار العربية،http://www.anntv.tv.news
24) تشارلز ليستر- سميحة الشافعى، نزاع الجهاديين: هل تتغلب الدولة الاسلامية على القاعدة، مركز بروكنجز، http://www.brooking.edu
25) تشارلز ليستر،(1-2016)، التنافس الجهادى: الدولة الاسلامية تتحدى تنظيم القاعدة، مركز بروكنجز الدوحة، http://www.brookings/doha.edu
26) تشارلز ليستر،(ديسمبر 2014)، تحديد معالم الدولة الاسلامية، مركز بروكنجز الدوحة،http://www.brookings/doha.edu
27) تنظيم الدولة الاسلامية: النشأة والأفكار، مركز صناعة الفكر للدراسات والأبحاث،http://www.fikercenter.com/…/p/political_analys…/view/a6zaxn
28) تنظيم داعش- نشأته ومسيرنه واستراتيجيته فى سوريا، المركز الديمقراطى العربى،http://www.democratic.de
29) جمال زرن، (5 أغسطس 2015)، الاستراتيجية الاعلامية العربية لمكافحة الارهاب:غموض الرؤية وقصور المقاربة، مركز الجزيرة للدراسات، http://studies.aljazeera.net
30) جمال نصار، (ابريل 2015)، ظاهرة الارهاب:محدداته وحقيقة المواجهة والتناقضات الدولية، مركز الجزيرة للدراسات، http://studies.aljazeera.net
31) جودت هوشيار، (18-7-2013)، جوزيف ناى ونظرية القوة الناعمة، مركز الحوار المتمدن،http://www.ahewar.org
32) حارث حسن،(سبتمبر 2015)، السياسة الأمريكية تجاه تنظيم داعش، سياسات عربية، العدد 16.
33) حسن أبو هنية،(22-2-2015) البناء الهيكلى لتنظيم الدولة الاسلامية، شبكة الجزيرة،http://studies.aljazeera.net/…/…/11/2014112363816513973.html
34) حسن أبو هنية،(يناير 2015)، الآلة الاعلامية لتنظيم الدولة الاسلامية، عربى 21،http://www.webcache.google.com
35) حسين سعد الغافرى، الارهاب الالكترونى، http://www.ita.gov.eg
36) خطاب الكراهية لجذب الشباب على حمزة المصطفى، عبدالعزيز الحيص،(اغسطس 2014)، سيكولوجيا داعش، منتدى العلاقات العربية والدولية، www.fairforum.org

رابعاً: المواقع الالكترونية
37) رياض منصور،(25-5-2015)، داعش يعتمد الشبكة العنكبوتية، http://www.almadina.com
38) زهير الخويلدى،(16يناير 2015)، فلسفة جاك دريدا فى مواجهة عولمة الارهاب، الحوار المتمدن،http://www.ahewar.org .
39) سوسن شاكر مجيد، (يونيه 2012)، الارهاب: مفهومه- اسبابه- توصيات للحد منه، الحوار المتمدن،http://www.ahewar.org
40) الشباب يقعون فى فخ التجنيد الالكترونى،(2015)، http://www.elshahed.com
41) شريف اللبان، الاستراتيجية الاعلامية والثقافية لمواجهة تنظيم داعش، يسرى العزباوى، داعش دراسات فى بنية التنظيم، الطبعة الأولى، القاهرة، المركز العربى للبحوث الدراسات.
42) شيريهان نشأت المنيرى،( 11-4-2015)، مستقبل الارهاب الالكترونى:تحديات وأساليب المواجهة، السياسة الدولية.
43) عادل عبدالصادق، (مارس 2011)، الفضاء الالكترونى والرأى العام:التأثير والتأثر، المركز العربى لأبحاث الفضاء الالكترونى، www.accr.com
44) عبدالحميد أبو زرة، (13-4-2016)، الصورة والرمز فى اعلام داعش، البينة،http://www.albainah.net/Index.aspx…
45) عبدالرحمن عبدالله السند، وسائل الارهاب الالكترونى:حكمها فى الاسلام وطرق مكافحتها، موقع حملة السكينة، http://www.steptoe.com
46) عزت السيد أحمد، (ابريل 2013)، الثورة التكنولوجية وأثرها فى تغير القيم،http://www.damascusuniversity.edu
47) على الطالقانى،(14-1-2015)، مراكز الارهاب الالكترونى،العراق اليوم،http://www.newsaliraq.com
48) على بكر، هل تغيرت سمات الجهاديين فى الشرق الأوسط، http://www.siyassa.org
49) عمالقة الإنترنت متهمون بخدمة الجهاديين، (30-11-2014)، الشرق، http://www.al-sharq.com/news/details/289627#.VOB0c2f9mUk
50) فهمى طارق، (26-6-2014)، الارهاب”داعش” والحروب الاعلامية، الحوار المتمدن،http://www.ahewar.org
51) فيصل الياسرى،(2015)، الارهاب والفضاء الالكترونى، كتابات، http://www.kitabat.com
52) كاظم الموسوى،(يناير 2015)، اعلام داعش أو من يخدمه، الوطن، http://alwatan.com
53) كمال النيص، (يوليو 2011)، ظاهرة الارهاب:المفهوم- الأسباب- الدوافع، الحوار المتمدن،http://www.ahewar.org
54) لينا الخطيب، (29-6-2015)، استراتيجية تنظيم الدولة الاسلامية: باقية وتتمدد، مركز كارنيجى للشرق الأوسط، http://carnegie-mec.org/publications/?fa=60542
55) مالك الأحمد، (مارس 2016)، اعلام داعش. رؤية تحليلية، http://www.alomah.com
56) ماهى أسباب السيطرة على أدمغة الشباب وتغلغل الأفكار المتطرفة بينهم، المركز الديمقراطى العربى،http://www.democratic.de
57) محمد الألفى،(4-12-2014)، الارهاب الالكترونى من التدمير الى المواجهة، الأهرام،www.aitmag.ahram.org.eg
58) محمد الراجى(2015)، أبعاد ايدلوجيا الخطاب الاعلامى لتنظيم الدولة الاسلامية،(مركز الجزيرة للدراسات)، http://studies.aljazeera.net
59) محمد الشافعى، داعش دولة من القرن السابع وعلى خطى القاعدة فى الانكماش، الشرق الأوسط،http://archive.aawsat.com
60) محمد الغنيم، داعش: التعبئة والتجنيد يبدان من تويتر، الرياض، http://www.alriyadh.com
61) محمد عزالدين، ثورة التكنولوجيا وتكنولوجيا الثورات، http://minbaralhurriyya.org
62) محمود حربى، (7-12-2015)، داعش:ارهاب عابر للحدود والجنسيات، القبس،http://www.alqabas.com
63) مريم وحيد، (13-4-2016)، حرب الصورة: قراءة فى الرسائل الاعلامية لداعش، مركز الروابط للدراسات السياسية والاستراتيجية، http://rawabetcenter.com/archives/16386
64) مصطفى علوى، (2015)، قضايا دولية معاصرة،(ص99)، القاهرة، الزعيم للنشر
65) معتز الخطيب، (23-11-2014)، تنظيم الدولة الاسلامية:البنية الفكرية وتعقيدات الواقع، شبكة الجزيرة الاعلامية، http://studies.aljazeera.net/…/…/11/2014112355523312655.html
66) مفهوم القوة الناعمة فى العلاقات الدولية، (16-7-2015)، الباحثون السوريون، www.syr-res.com
67) موقع أخبار دولة الخلافة، https://akhbardawlatalislam3.wordpress.com
68) هجمات باريس تؤكد تحولاً في استراتيجية “داعش” الإرهابية، تيار المستقبل،http://www.almustaqbal.org/content/30145
69) هديل معايطة، داعش بارعون فى استخدام الانترنت وأساليب التعقب الأمنى الالكترونى،http://www.aldustor.com
70) هشام بشير،(يونيو 2014)، الارهاب الالكترونى فى ظل الثورة التكنولوجية وتطبيقاته فى العالم العربى، افاق سياسية، العدد السادس.
71) هيام الدهبى،(2-3-2015)،الارهاب الالكترونى والقوة فى العلاقات الدولية، الحياة،http://www.alhayat.com
72) ياسر عبدالعزيز،(فبراير 2015)، استراتيجية داعش الاعلامية،http://www.almasryalyoum.com
73) ياسمين العطوانى، ( 7-12-2015)، ظاهرة الارهاب الالكترونى، الصباح،http://www.alsabah.com
74) يحيى اليحياوى، (22يناير 2014)، الانترنت كفضاء للحروب الافتراضية القادمة، مركز الجزيرة للدراسات، http://studied.aljazeera.net
75) يمنى سليمان، (12 يناير2016)، القوة الذكية ـ المفهوم والأبعاد: دراسة تأصيلية، مركز البحوث والدراسات السياسية، http://www.eipss-eg.org

خامساً: أبحاث المؤتمرات
76) ايسر محمد عطية،(2-4/9/2014)، دور الاليات الحديثة للحد من الجرائم المستحدثة: الارهاب الالكترونى وطرق مواجهته،(الجرائم المستحدثة فى ظل المتغيرات والتحولات الاقليمية والدولية)،( عمان، كلية العلوم الاستراتيجية).
77) البرتو فرنانديز،( اكتوبر 2015)، باقية وتتمدد مواجهة شبكات الدعاية الخاصة بداعش،( مشروع العلاقات الأمريكية مع العالم الاسلامى)،(مركز سياسة الشرق الأوسط فى معهد بروكنجز)
78) سعد عطوة الزنط، ( 15، 16/12/2010)، الارهاب الالكترونى واعادة صياغة استراتيجيات الأمن القومى،( الجرائم المستحدثة- كيفية اثباتها ومواجهتها)،( المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية).

ثانياً: المراجع باللغة الانجليزية
Websites
1) Berger j.m, how to terrorists recruit online and how to stop it,http://as.els-cdn.com
2) Blatchford clive, computer hacking, myth or menace, http://as.els-cdn.com
3) Buhler pierre, (10-12-2010),wikileaky power, www.project-syndicate.org
4) Burden kit- lye barlow- plamer craole, cyber crime: anew breed of criminal, http://as.els-cdn.com
5) Choen fred, simulating cyber attacks, defences and consequences,http://as.els-cdn.com
6) Choen fred, terrorism and cyber space, http://as.els-cdn.com
7) Choen jared, digital counterinsurgency: how to marginalize the Islamic state online, http://www.foreignaffairs.com
8) Dawn berni, cyber terrorism virtual for who, http://as.els-cdn.com
9) Farah pandith, (17-11-2015), terrorism: Islamic state dominates the digital battlefield, http://www.bloombergview.com
10) Fernandez alberto, four ways to counter isis propaganda more effectively, http://as.els-cdn.com
11) Ford Richard- Gordon sarah, cyber terrorism, http://as.els-cdn.com
12) Gogolin greg, the digital crime tsunami, www.elsevier.com
13) Gostev aleks, cyber threat evolution: the year ahead, http://as.els-cdn.com
14) Kim won- teong ok.ran, the dark side of the internet: attacks, costs, and response, www.elsevier.com
15) Kirk Jessica- kirk megan- goodman Seymour, cyber space as amedium for terrorists, www.sciencedirect.com
16) Lewis james, (12-2002), assessing the risks of cyber terrorism- cyber war and other cyber threats, center for strategic and international studies.
17) Maccants will, warrick joby,(12-11-2015), the rise of isis: remaining and expanding, http://www.washinatonistitute.org
18) Mathieu gorge, cyber terrorism: hype or reality, http://as.els-cdn.com
19) Mccants William, can the united state counter isis propaganda,http://www.brookings.edu
20) Nye joseph, (10-2011), my soft power, http://www.jstore.org
21) Nye joseph, (2004) soft power: the means to success in world politics,http://www.jstore.org
22) Nye joseph, (2009), is military power becoming obseolete,www.project-syndicate.org
23) Nye joseph, (2-2-2011), the reality of virtual power, www.project-syndicate.org
24) Nye joseph, (4-1990), soft power, http://www.jstore.org
25) Nye joseph, (5-2-2015), the future of force, www.project-syndicate.org
26) Nye joseph, (7-2009), get smart: combining hard and soft power,http://www.jstore.org
27) Nye joseph, (9-3-2016), soft power and the struggle against terrorism,www.project-syndicate.org
28) Nye joseph, American power in the twenty first century, www.project-syndicate.org
29) Nye joseph, has economic power replaced military, www.project-syndicate.org
30) Nye joseph, recovering America smart power, www.project-syndicate.org
31) Nye joseph,(11-3-2016), the soft power of the united nation,www.project-syndicate.org
32) Patten chris, soft power and hard batons, www.project-syndicate.org
33) Raiv costin, cyber threat evolution: the past year, http://as.els-cdn.com
34) Singer beter, the cyber terror bogeyman, http://wwww.brookings.edu
35)Singer.p.w-brooking.emerson (11-12-2015), terror in twitter,http://www.popsci.com
36) Taliharm maria anna, cyber terrorism: in theory or in practice,http://www.tmmm.tsk.tr/publication
37) Tones Andrew, cyber terrorism: fast or fiction, http://as.els-cdn.com
38) Warren.m.g- furnell.s.m, computer hacking and cyber terrorism: the real threats in the new millennium, http://as.els-cdn.com
39) Wilson ernest, (3-2008), hard power- soft power- smart power,http://www.jstore.org
40) Wood Graeme, (14-11-2015), isil: who is calling the shots,http://www.politico.com
41) Zoog tune, Jacobson Michael, terrorist financing on the internet,http://www.washinatoninstitute.org

3.7/5 - (3 أصوات)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى