ازدياد نشاط القوات الأمريكية في العراق مع اقتراب معركة الموصل
-المركز الديمقراطي العربي
انتزعت قوات البشمركة الكردية السيطرة على مساحة من الأرض في شمال العراق من تنظيم الدولة الإسلامية أواخر الشهر الماضي وبعدها بأيام ظهرت قوات أمريكية في المنطقة في أحدث مؤشر على النشاط العسكري الأمريكي المتزايد داخل البلاد.
ولا يزال العسكريون الأمريكيون وعددهم نحو 12 ينتشرون بالمنطقة هذا الأسبوع وقضوا يوم الأربعاء في الإشراف على مهندسين بالجيش العراقي يصلحون جسرا لمساعدة القوات المحلية على عبور نهر الزاب الكبير في إطار زحفهم نحو الموصل معقل المتشددين الذي ترغب بغداد في استعادته هذا العام.
وقال أحد العسكريين الأمريكيين لرويترز وهو يقف على الجسر الواقع على بعد 45 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من الموصل “نتنقل كثيرا وذهبنا لكل أنحاء البلد.”
وقال إن العراقيين يحققون تقدما سريعا في إصلاح الجسر موضحا أن الجنود الأمريكيين سيغادرون المنطقة خلال أيام.
وفي إطار عزوفه عن الدخول في صراع خارجي آخر يصر البيت الأبيض على أنه لن ينشر عسكريين في العراق لكن العدد الحالي للجنود الأمريكيين في العراق يقترب من خمسة آلاف.
والعدد لا يزال يقل كثير عن 170 ألفا نشرتهم الولايات المتحدة في ذروة الاحتلال الذي دام تسع سنين وأطاح بصدام حسين عام 2003 ليفجر تمردا دعمه تنظيم القاعدة وأدخل البلاد في أتون حرب أهلية طائفية.
وسحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما القوات الأمريكية من العراق لكنه أعادهم في 2014 بعد فرار الجيش العراقي أمام سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على ثلث البلاد رغم إنفاق واشنطن مليارات الدولارات على الجيش بين مساعدات وتدريب.
وتشن الولايات المتحدة حملة جوية مكثفة على العراق وهجمات لقوات خاصة سرية ضد المتشددين خلف الخطوط الأمامية.
وتقول واشنطن إن تركيز جنودها في العراق ينصب على التدريب والمشورة وتجهيز القوات المحلية والجيش العراقي والشرطة وقوات البشمركة ومسلحي العشائر السنية الذين يقاتلون الدولة الإسلامية وإن العسكريين الأمريكيين لا يباشرون دورا قتاليا.
وانتشر المستشارون الأمريكيون وغيرهم من دول التحالف الدولي الذي يقاتل الدولة الإسلامية في قواعد عسكرية قليلة لكن مع تقدم الحملة وتحول التركيز إلى الموصل اقترب الأمريكيون أكثر من مواقع القتال.
* هجوم صاروخي
شاهد مراسل لرويترز جنودا من التحالف في مايو أيار خارج قرية حسن شامي بشمال العراق على بعد أميال شرقي خط الجبهة في ذلك الحين. وكانوا يتحدثون الإنجليزية لكن لم تتضح جنسياتهم.
ورغم أن المستشارين العسكريين والجنود الذين يحمونهم لا يضطلعون بمهام قتالية فإن الظروف أثرت في بعض الأحيان على أدوارهم ودفعتهم للاشتباك مع الدولة الإسلامية.
ولم يصدر إعلان بمثل هذه المواجهات سوى ثلاث مرات.
وفي أكتوبر تشرين الأول قتل السرجنت جوشوا ويلر في هجوم بالحويجة حيث قال الجيش إن مستشارين عسكريين أمريكيين اضطروا للقتال عندما تعرض مقاتلون أكراد لإطلاق نار.
وفي أبريل نيسان قتل هجوم صاروخي للدولة الإسلامية السرجنت في مشاة البحرية لويس كاردين في قاعدة أمريكية قرب مخمور استخدمت لحماية مستشارين أمريكيين.
وبعد الحادث بأسابيع قتل العسكري بسلاح البحرية تشارلز كيتنج في قرية تل أسقف حيث قال الجيش إنه استدعي في إطار “قوة رد سريعة” لمساعدة مستشارين تعرضوا لإطلاق نار.
وسعى الجيش الأمريكي -الذي فرض قيودا على دخول وسائل الإعلام لقواعده ولم يعد يقبل بمرافقة صحفيين للجنود كما فعل فترة الاحتلال- لصرف الانتباه عن أنشطته في العراق.
وأدار الجنود الذين رآهم مراسل رويترز ظهورهم أمام الكاميرات سريعا ورفض في الآونة الأخيرة طلب من رويترز لزيارة قاعدة القيارة الجوية التي ترسل إليها وزارة الدفاع الأمريكية المئات من الجنود ضمن مساعدة لتأسيس مركز لوجستي لعملية الموصل.
وضمت قافلة عسكرية كانت متجهة يوم الاثنين إلى القاعدة التي ألحق بها تنظيم الدولة الإسلامية أضرارا جسيمة قبل فرارهم مركبات هندسية معقدة ومركبات نقل مدرعة.المصدر:رويترز