جماعة إخوان الأردن تدعو أعضاءها إلى عدم الانضمام لحزب يؤسسه مراقبها الأسبق
-المركز الديمقراطي العربي
دعت جماعة الإخوان المسلمين (الأم) في الأردن، صباح اليوم الأحد، أعضاءها إلى عدم الانتساب لحزب “الشراكة والإنقاذ”، الذي أعلن بعض منتسبي الجماعة نيتهم تأسيسه، الخميس الماضي.
وقال المكتب الإعلامي للجماعة في بيان وصل الأناضول نسخة منه: “تابعت جماعة الإخوان المسلمين ما تداولته وسائل الإعلام حول قيام مجموعة من الشخصيات المقدرة من أعضاء الجماعة بالشراكة مع آخرين بتقديم طلب تأسيس حزب سياسي جديد باسم الشراكة والإنقاذ”.
وأضاف البيان: “لم تتخذ مؤسسات جماعة الإخوان وأطرها التنظيمية قراراً بالموافقة على المشاركة في تأسيس هذا الحزب أو الانضمام إليه”.
وشددت على ضرورة الالتزام بالمؤسسية في الجماعة، والقرارات الصادرة عن مؤسساتها التنظيمية والشورية وعدم انتساب أعضائها إلى هذا الحزب “دون قرار رسمي” منها.
وأوضحت أنه سيتم إحالة قضية الحزب الجديد على الأطر القيادية والتنظيمية المختصة داخل الجماعة لدراستها واتخاذ الإجراءات والقرارات المناسبة بهذا الشأن.
والخميس الماضي، قدم المراقب العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين، سالم الفلاحات، إخطارا أوليا إلى مديرية شؤون الأحزاب في وزارة الشؤن السياسية والبرلمانية الأردنية، لتأسيس حزب سياسي يحمل اسم “الشراكة والإنقاذ”، بمشاركة شخصيات أردنية مستقلة وقيادات من “الإخوان”.
ووصف الفلاحات، في تصريح للأناضول صباح اليوم، بيان الجماعة حول حزبه الجديد بـ”المهني والمتوازن”، باستثناء “تحذير الأفراد من الانضمام إلى الحزب”.
وقال الفلاحات إن “بيان الإخوان المسلمين يتمتع بدرجة كبيرة من الموضوعية، لأنه صحيح أن هذا الحزب (الشراكة والإنقاذ) لا يتبع للجماعة”.
وبيّن أن الحزب المنوي تأسيسه يحمل برنامجا وطنيا ولن يكون مناكفا لجماعة الإخوان ولا لأي حزب آخر، وسيستوعب الراغبين بالعمل الوطني ويحترم اتجاهاتهم الفكرية وخلفياتهم العقائدية وأيديولوجياتهم.
وذكر أن “الحزب يتميز بأنه لا يتبنى أيديولوجية خاصة يتمحور حولها، بحيث يبعد عن صفوفه من يخالفونها كما هو حاصل في الأحزاب الإسلامية والقومية واليسارية وغيرها”.
وعن المراحل التي وصل إليها الحزب الجديد، أشار إلى أنه تم إخطار وزارة التنمية السياسية الأردنية قبل يومين بنية إنشاء الحزب وخطوطه العريضة.
أما بخصوص اسم “الشراكة والإنقاذ” وارتباطه بالمبادرة التي حملت الاسم نفسه على خلفية الانقسامات التي تعرضت لها جماعة الإخوان، نفى الفلاحات ذلك، قائلاً: “الاسم ليس له علاقة بالمبادرة، ولقد كان هناك ستة أسماء مطروحة على الأقل قبل اختيار الاسم الحالي”.
ومبادرة “الشراكة والإنقاذ”، أسسها قياديون تاريخيون في جماعة الإخوان المسلمين بالأردن، في سبتمبر/ أيلول 2015، بهدف حل الأزمات الداخلية التي تعيشها الجماعة.
ووفق الفلاحات فإن أبرز المشاركين في الحزب، الفقيه الدستوري محمد الحموري، وأستاذ الاقتصاد عبد الرزاق بني هاني، والكاتب المعروف حسني جرار، والقيادي في الإخوان عبد الحميد القضاة، إضافة لشخصيات أخرى قدمت استقالتها من حزب “جبهة العمل الإسلامي”، الذراع السياسي لجماعة الإخوان في الأردن.
وفي أغسطس/ آب الماضي، وافقت الجهات الحكومية في المملكة على تأسيس حزب “المؤتمر الوطني”، المنبثق عن “مبادرة زمزم”، التي أطلقتها شخصيات بينها قيادات مفصولة من جماعة الإخوان المسلمين في البلاد.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2013، أعلن ارحيل الغرايبة، ونبيل الكوفحي، المنشقان عن جماعة الإخوان، عن تأسيس “مبادرة زمزم”، بمشاركة نحو 500 شخصية، سعيًا إلى إيجاد “مبادرة مجتمعية توافقية تنهض بالحياة السياسية والاجتماعية وفق رؤية إسلامية وسطية”.
وشهدت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، انشقاق بعض منتسبيها أثناء فترة الربيع العربي، تمخض عنها تشكيل جمعية باسم جمعية الإخوان المسلمين أسسها مراقب عام الجماعة الأسبق عبد المجيد ذنيبات، الأمر الذي اعتبرته الجماعة انقلابًا على شرعيتها، خاصة بعدما منحت الحكومة الأردنية، ممثلة بوزارة التنمية الاجتماعية، الجمعية الجديدة ترخيصًا في آذار/مارس 2015.المصدر:الاناضول