هل يعيد ترامب النظر في الاتفاقية النووية مع إيران ويتعاون مع أصدقاء أميركا ؟
-المركز الديمقراطي العربي
الجميع كان مخطئاً بشأن التوقعات الانتخابية لترامب، ظناً منا أن فرصه في الفوز قليلة أو منعدمة حيث فاجأ المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب العالم بعد أن ألحق هزيمة غير متوقعة بالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء لينهي ثمانية أعوام من حكم الديمقراطيين ويدفع بالولايات المتحدة إلى طريق جديد غامض.
دعا مدير معهد “ترينجل” للدراسات الأمنية الرئيس الأميركي إلى دفع مصالح الولايات المتحدة قُدُماً بتشجيع الدول الأخرى على التعاون مع أميركا وستكون إدارته بذلك قفزت بقوة نحو الأمام، ما لم تبدأ بالانعزال.
وقال “بيتر فايفر” هو أستاذ العلوم السياسية والسياسة العامة في جامعة ديوك ومدير معهد الدراسات الأمنية وبرنامج ديوك للاستراتيجية الأميركية الكبرى، بمقال نشره في “فورين آفير” إن التعاون مع أصدقاء أميركا سيمنح دونالد ترامب وضعاً أقوى إن رغب في أخذ خطوات جريئة كمواجهة الصين فيما يخص اختلال الميزان التجاري، أو إعادة النظر فيما يخص الاتفاقية النووية مع إيران.
يتساءل “بيتر فايفر” هل من الممكن أننا كنا مخطئين بشأن توقعاتنا عن حكم ترامب؟
ويقول الكتنب في مقال “لا نأسف على حملتنا . لم نعارض ترامب لمجرد توقعنا أنه سيخسر. وإنما عارضنا ترامب لأننا لم نرَ أنه يصلح قائداً أعلى؛ بسبب طباعه، ومعرفته الضحلة بسياسة الأمن القومي، ومواقفه التي نعتقد أنها كانت مضادة لمصالح الولايات المتحدة”.
ويضيف “ظننا أنه سيخسر، وأعددنا أنفسنا للعمل الجاد من أجل إعادة ترسيخ سياسة الجمهوريين بشأن الأمن القومي بينما نبقى على مقاعدنا الرخيصة في المدرجات بين المعارضين الأوفياء”. إلا أننا على غرار الآخرين كنا مخطئين. فترامب، الذي تخطى كل تكهنات الخبراء على مدار 18 شهراً، فعلها ثانية، وفي أكثر الأيام أهمية.
ويتساءل الكاتب :هل يمكن أن نكون مخطئين بشأن تقييمنا لاحتمالية أن يكون ترامب رئيساً جيداً؟
من المؤكد أن ترامب أصبح مرشحاً أفضل منذ الأسبوع الماضي تقريباً، باقياً على المسار الصحيح ومتجنباً تغريدات آخر الليل. لكنه لم يصبح أفضل على مستوى السياسات. فهو لم يشكل فريقاً أقوى لإدارة الأمن القومي. ولم يعدل عن مواقفه السياسية بشأن منع المسلمين، والتجارة، والهجرة، أو بخصوص التهرب من حلفائنا.
لقد فاز في الانتخابات وحسب. ومع أنه إنجاز لا يستهان به، إلا أنه لا يمثل سوى بداية رحلة شاقة نحو الحكم والقيادة الرشيدة.
وها قد أصبح الآن رئيسنا. ومع أنه لا يحظى بدعمنا الكامل، فإنه الآن رئيسنا المنتخب، ومن ثم يحظى بدعمنا المبدئي. نريد أن ينجح كرئيس لأنه عندما ينجح؛ تنجح أميركا.
ما زلنا نعتقد أنه سوف يضطر إلى أن يتغير في بعض الجوانب الجوهرية ليكون رئيساً حقيقياً لجميع الأميركيين. وسيتعين عليه وضع مصلحة البلاد قبل مصلحته الخاصة. وسيتوجب عليه التركيز على تعلم المزيد عن السياسة، والأقل عن صندوق الاقتراع. وسيتعين عليه تشكيل حكومة مؤهلة، وفريق من خبراء الأمن القومي. كما سيكون عليه الاستماع إلى الذين يختلفون معه لمعرفة ما يمكن أن يتعلمه منهم وليس مجرد معرفة كيفية مهاجمتهم.
وسيتوجب عليه إدراك أن أميركا لا يمكن أن تغدو عظيمة مثلما يحتاج إذا بقينا منقسمين كما نحن الآن. وهذا يعني أنه بحاجة إلى العمل مع قيادة تضم كلا الطرفين -ومعظمهم لم يُرِد أن يكون رئيساً- لإيجاد مساحات من الأهداف المشتركة.
سيحتاج إلى أن يبدأ في مد يده لأولئك القادة الجمهوريين والمحافظين الذين عارضوه وأخذ خطوات بناءة لتوحيد الحزب، ثم توحيد البلاد. وعلى الرغم من أنه لم يُظهر أي حنكة سياسية في الماضي، فإننا نأمل أن يكون على قدر الحدث، وقدر واجب وشرف المنصب.
يختم الكاتب بفكرتين نهائيتين حول السياسة الخارجية والأمن الوطني:
أولاً: يجب على الرئيس ترامب أن يبدأ مباشرة في حملة لكسب ثقة واحترام الجمهور الذي تجاهله تماماً حتى الآن: الزعماء الأجانب وشعوبهم. إنهم لا يملكون حق التصويت في انتخاباتنا، لكن نتائجها تؤثر بقوة على حياتهم. كان غالبيتهم شديدي القلق بشأن ما يمكن أن تعنيه إدارة ترامب، وهو ما سيمثل حافزاً لهم للتحوط من الولايات المتحدة حمايةً لأنفسهم من أسوأ مخاوفهم المحتملة التي قد يقوم بها ترامب. سيكون من الحكمة أن يتواصل مع حلفائنا لطمأنتهم، ويتحدث مع خصومنا بهدوءٍ حازمٍ ليردعهم. حان وقت التخلص من الشعارات الانتخابية التي انتقصت من قدر حلفائنا.
يمكن لترامب أن يدفع المصالح الأميركية قُدُماً إذا شجع دولاً أخرى على التعاون معنا، نطلب من الرئيس المنتخب أن يجعل التواصل مع حلفائنا في الناتو، واليابان، وكوريا الجنوبية، وإسرائيل على رأس أولوياته. تحتاج البلاد والرؤساء لأصدقاء، وستبدأ إدارة ترامب بداية قوية ما لم تبدأ بالانعزال. وفعل ذلك سيمنح ترامب وضعاً أقوى إن رغب في أخذ خطوات جريئة كمواجهة الصين فيما يخص اختلال الميزان التجاري، أو إعادة النظر فيما يخص الاتفاقية النووية مع إيران.
ثانياً: يجب على ترامب أن يزيد من قوة فريق سياساته الخارجية والأمن القومي. بعض أفضل الأشخاص في الجناح الجمهوري ليسوا مؤيدين لترامب مثلنا، لذلك لا يوضعون في الاعتبار. ولكن لحسن حظ هذا البلد، فبعض أفضل المتخصصين كانوا على أهبة الاستعداد لتأدية واجبهم وهم متاحون لذلك. لذلك، نرجو أن تكون دائرة ترامب الداخلية مليئة بأهل الخبرة والكفاءة، لا مجرد ذوي الولاء المتحمس، ونأمل أن يلبي أصدقاؤنا النداء.
وخلال مراحل مختلفة في السنوات الأخيرة، وبالتأكيد خلال حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية، بدا كما لو أن الولايات المتحدة قد تحولت إلى الاهتمام بالداخل.
فقد تم إعفاء العديد من محللي السياسة الخارجية في أعقاب نتائج المسح الأخيرة التي أجراها “مجلس شيكاغو للشؤون العالمية” عن الرأي العام الأمريكي، والتي وجدت، على عكس هذه الرواية عن سياسة الإنعزال السياسي الزاحف، أن غالبية كبيرة تعتقد أن الولايات المتحدة ما زالت أقوى دولة في العالم، وينبغي أن تمارس القيادة العالمية.
ويقول “مايكل سينغ” هو زميل “لين سوينغ” الأقدم والمدير الإداري في معهد واشنطن في مقال نشر على مدونة “ثينك تانك” على موقع الـ “وول ستريت جورنال”
يشير الكثير من الحديث عن الزعامة العالمية للولايات المتحدة إلى ما يُطلِق عليه خبراء السياسة الخارجية بـ “التفوق الأمريكي.” والتفوق لا يعني الهيمنة، كما لا يعني ضمناً أن بإمكان الولايات المتحدة أن تفعل كل ما يحلو لها عالمياً. انه ينبع من دور الولايات المتحدة في الشؤون العالمية كونها أكبر نوعياً من ذلك الذي تتمتع بها القوى العالمية الأخرى.
وببساطة، ينشأ التفوق الأمريكي من أربعة عوامل ذات صلة: قوة الولايات المتحدة، وقوة دول أخرى، والنظام الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة، واستعداد الولايات المتحدة للقيادة. وفي أي من هذه التدابير، تأثر التفوق الأمريكي في السنوات الأخيرة.
إن قوة الدول في العلاقات الدولية تعتمد بشكل كبير على حجم اقتصادها وقوة جيشها. وهناك أسباب تدعو الأمريكيين إلى القلق في كلتا الحالتين. فقد تعافى الاقتصاد الأمريكي ببطء من الركود الأخير، مع نمو “الناتج المحلي الإجمالي” بمعدل أدنى بكثير من المعايير السابقة. وقد جادل العديد من المحللين العسكريين بأن الاستعداد العسكري للولايات المتحدة ما زال متخلفاً نتيجة للإحْتِبَاس (أو تخفيض النفقات) والأخطاء الأخرى (على الرغم من أن البعض يعتقد أن هذا القلق مبالغاً فيه).
وفي الوقت نفسه، فإن قوة الدول الأخرى والتهديد الذي تشكله آخذة في الازدياد. وفي حين غالباً ما يتم المبالغة في تقدير المكانة الاقتصادية للصين، إلا أن اقتصادها ينافس الآن اقتصاد الولايات المتحدة.
فيتم تحديث الجيش الصيني، وفي بعض النواحي يمكن مقارنته بالجيش الأمريكي. واقتصاد روسيا لم يعد يتهاوى من العقوبات وانخفاض أسعار النفط؛ بيد، طوّرت موسكو أيضاً قواتها العسكرية. ويعني ذلك أنه في حين أن القوة الأمريكية غير آخذة في الإنخفاض، إلا أن الميزة النسبية للولايات المتحدة على الآخرين آخذة في التقلص. كما أن رغبة الدول من أوروبا إلى آسيا في تحدي الوضع الراهن آخذة في الارتفاع.
وينبثق التفوق الأمريكي أيضاً من كوْن الولايات المتحدة الدولة الرائدة في النظام الديموقراطي الذي يعتمد اقتصاديات السوق الحر في عالم تسيطر عليه هذه الدول. إن الدولة التي كان نظامها السياسي أو الاقتصادي يختلف اختلافاً جوهرياً، حتى لو كانت قوية، تجد أن طريقها إلى التفوق يواجه [بعض] التحديات.
ومع ذلك، هناك دلائل تشير إلى أن النظام الليبرالي الذي تقوده الولايات المتحدة يتعرض للضغط. ويواجه انتشار الديمقراطية حالة من الركود منذ عام 2006، كما أن الاتفاقات التجارية قد تعثرت، والتجارة نفسها قد توقفت عن الارتفاع.
وحيث تعثر النظام الدولي الليبرالي، ازدادت التحديات: من الضم الروسي لشبه جزيرة القرم، إلى قيام الصين ببناء جزيرة وتحديها لمحكمة لاهاي فيما يتعلق ببحر الصين الجنوبي. ولم تساعد الولايات المتحدة وحلفاؤها في الغالب، بتمجيدها معايير كتلك التي تعارض استخدام الأسلحة الكيميائية ولكن تهمل تطبيقها، أو بتحديث المؤسسات الرئيسية وتعزيزها مثل “صندوق النقد الدولي” والأمم المتحدة، ناهيك عن النظام الليبرالي على نحو واسع.المصدر:صحف +وكالات