الزعماء العرب يتمسكون بإقامة دولة فلسطينية وسط قلق من الموقف الأمريكي
-المركز الديمقراطي العربي
أكد الزعماء العرب مجددا يوم الأربعاء تمسكهم بحل الدولتين لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي المستمر منذ عقود في ظل تزايد القلق من موقف الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب.
وأربك ترامب الزعماء العرب والأوروبيين في فبراير شباط عندما لمح إلى انفتاحه على حل للصراع يقوم على دولة واحدة وهو ما يتناقض مع الموقف الذي تبنته الإدارات الأمريكية المتعاقبة والمجتمع الدولي.
وفي وقت لاحق قال ترامب في مقابلة مع رويترز إنه يفضل حل الدولتين لإنهاء الصراع لكنه لم يؤكد التزام بلاده إزاء إقامة دولة فلسطينية وقال إنه “سيرضى بأي شيء يسعد الجانبين”.
ولم يشر الزعماء العرب المشاركين في القمة العربية، المنعقدة بمنطقة البحر الميت في الأردن وتستمر ليوم واحد، إلى ترامب أو إلى تصريحاته الغامضة لكن أبدوا حرصا على تأكيد استمرار تأييدهم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وانتقدوا بشدة التوسع في بناء المستوطنات اليهودية بالأراضي المحتلة.
وقال الملك عبد الله عاهل الأردن إن السلام لن يتحقق في الشرق الأوسط دون إقامة دولة فلسطينية على أساس حل الدولتين.
وتابع في كلمة ألقاها في افتتاح القمة العربية “تستمر إسرائيل في توسيع الاستيطان وفي العمل على تقويض فرص تحقيق السلام. لا سلام ولا استقرار في المنطقة دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية القضية المركزية للشرق الأوسط من خلال حل الدولتين.”
* انتقاد إسرائيل
وتقع منطقة البحر الميت على بعد بضعة كيلومترات فقط من الضفة الغربية المحتلة ويمكن لزائرها رؤية المستوطنات الإسرائيلية بالعين المجردة.
وهذا الأسبوع قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه ملتزم بالعمل مع ترامب لدفع جهود السلام مع الفلسطينيين لكنه امتنع أيضا عن تأكيد التزامه بحل الدولتين.
وانتقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس السياسات الإسرائيلية في كلمته أمام القمة يوم الأربعاء.
وقال عباس إن “الحكومة الإسرائيلية منذ العام 2009 عملت على تقويض حل الدولتين بتسريع وتيرة الاستيطان ومصادرة الأراضي.”
والتقى جيسون جرينبلات مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط بعباس قبل القمة العربية وذلك للمرة الثانية خلال أسبوعين. ودعا ترامب عباس أيضا لزيارة البيت الأبيض.
وقال عباس إن الإدارة الأمريكية لديها “تساؤلات كثيرة ونحن نجاوب حتى تكتمل الصورة في أذهانهم بالتفصيل دون كلل أو ملل بلغة واحدة.”
وأضاف أنه أبلغ المبعوث الأمريكي بتمسك الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة لهم.
وقال الملك عبد الله الذي تتمتع بلاده بالوصاية على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس “سنواصل دورنا في التصدي لأي محاولة لتغيير الوضع القائم وفي الوقوف بوجه محاولات التقسيم الزماني أو المكاني للمسجد الأقصى-الحرم القدسي الشريف.”
وأضاف “أنتم السند والعون للأردن في هذه المسؤولية. فلا بد لنا من العمل يداً واحدة لحماية القدس والتصدي لمحاولات فرض واقع جديد وهو ما سيكون كارثيا على مستقبل المنطقة واستقرارها.”
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنه يؤيد حل الدولتين وأبلغ المشاركين في القمة أن هذا هو “السبيل الوحيد لضمان أن يصبح بمقدور الفلسطينيين والإسرائيليين إدراك طموحاتهم الوطنية والعيش في سلام وأمن وكرامة.”بحسب رويترز”