وقفة فخر و إعتزاز و إستلهام العبر في رحاب الذكرى 45 لثورة 6 أكتوبر المجيدة
بقلم : د. فاطمة الزهراء شبيلي – أكاديمية و باحثة – الجزائر
- المركز الديمقراطي العربي
ذكرى سطر فيها الأبطال تاريخا من نار و نور و استعادوا الأرض والكرامة. ،رجال بواسل قدموا أروع البطولات و التضحيات من خطط خداع إستراتيجية ، في حرب مقدسة ، تظافر جهود ،ولاء و إخلاص ، تفاني ، إنتماء ، حب ، روح معنوية و لا أصلب !
شعارهم في ذلك ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ، و النصر أو الإستشهاد ،كان ذلك يوم السبت 10من رمضان الموافق ل 6 أكتوبر73 ….حقق الجيش المصري أروع إنتصار و كانت معجزة بشرية بكل المقاييس ! و إستطاع قهر اللجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر بإرادة و عقيدة عسكرية مصرية قوية ! مليئة بالحب و الإيمان و بالدروس المستفادة التي تثري الآداء و تحسنه ، توفرت شروط مادية و أخرى معنوية تأهيب 80.000 مقاتل ، عنصر المباغتة ،العبور بالقوارب المطاطية و الخشبية في ظرف زمني قياسي ،تخطيط محكم ،إرادة فولاذية في إقتحام خط برليف في 6 ساعات … إنتصار أعاد للأمة العربية هيبتها ،كرامتها،وحدتها بتغلبهم الأول تاريخيا على إسرائيل و من يقف ورائها كحليفتها الأزلية إمريكا و بعض دول الغرب !
بفضل معجزة عسكرية …. و إستراتيجية إعتمدت و دروس في فنون القتال كان لها عميق الأثر في إعادة تعريف مصطلح موازين القوى !؟….مباغتة ثم مهاجمة ! و مدى الرعب و الفزع الذي إنتاب العدو أثناء مهاجمته في مواقع عدة والقضاء عليه و الإستيلاء على عتاده و معداته الحربية و لم يبدي الجيش الذي لا يقهر أي مقاومة تذكر!
وفي ضرف زمني قياسي إستبدل علم إسرائيل لرفرف من جديد علم مصر خفاقا فوق أرضه الزكية . و مثلما أعطى الشعب المصري العظيم بدون تحفظ و لاشرط حين ساند جيشه وقواته المسلحة و بدى واضحا عمق الترابط الروحي و التلاحم بحيث لا نجد بيت مصري بدون شهيد أو معطوب حرب … ها هو اليوم شعب سيناء و عند إستشعاره بالخطر يمد بيده من جديد لجيشه في حرب ثانية ، حرب أشباح ضد عدو لا يعرفه … تحتاج سيناء اليوم لتظافر كل الجهود لتطهير مصر من أخطر فكر إرهابي بتنظيماته المرتزقة و هذا ما طالب به الشباب المصري في ثورته في 30 جوان 2011 حين خرج ليقول لا للإرهاب لا للتطرف لا للإسلام السياسي لا للإخوان .
ويسعى المصريون و جيشهم في عطائهم المستمر لإستكمال البناء من خلال التنمية المستدامة عبر العديد من المشروعات القومية الضخمة .
و تبقى كرامة مصر مستردة لأنها و ببساطة عصية على الإنكسار وسيهزم هذا الفكر كما هزمناه نحن في الجزائر… بقي أن نشير إلى أن هذه التجربة و الملحمة التاريخية و الوطنية الرائدة درست في أكبر الكليات الحربية ….كجزائرية أفتخر و أنا أرى علم بلادي يرفرف في سماء مصر إعترافا بدورها التآزري و التضامني من خلال الدعم المادي و المعنوي لشقيقتها مصر في حربها المقدسة التي أعادت لمصر عزتها و شموخها و للعروبة كرامتها باعتبارها فخر للأمة العربية قاطبة .
و إذا كان من كلمة في الأخير هي ضرورة إستلهام العبر من روح ثورة أكتوبر المجيدة مصنع الرجال ،لتحقيق مزيد من الإنتصارات لترسيخ مفهوم إلتحام الشعب بجيشه ،دون أن تفوتنا تحية عرفان و إحترام لأرواح كل الذين لم ينصفوا تحت أي ظرف أو مسمى و كان لهم الفضل أيضا في كتابة هذا التاريخ المجيد ، و أخص بالذكر القائد العسكري الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان الجيش المصري إبان معركة العبور المجيدة الذي إتخذ من بلدي الجزائر مستقرا له لفترة زمنية معينة …و تبقى التضحيات في لحظات المصير هي التي تصنع تاريخ و عزة و مجد الأمم و أمنها و آمانها .
المجد و الخلود للشهداء الأبرار ….الأستاذة الدكتورة فاطمة الزهراء شبيلي أكاديمية و باحثة وهران الجزائر