اللجنة الشعبية لمخيم العروب : الواقع والتحديات
- المركز الديمقراطي العربي
” أن تمكين اللاجئ الفلسطيني داخل المخيم، وتحسين واقعه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي هو شرط أساسي وواجب ووطني”. أحمد أبو خيران” رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم العروب
عند دراسة الثورة الفيتنامية واحتضانها لمنظومة نظم استجابة تيسر عملية حل للمسألة الوطنية والاجتماعية والتي جسدتها بعمليتين متتاليتين، تمثلت الاولى في مرحلة النضال الوطني والثانية في مرحلة البناء الوطني. والتي كانت كنموذج مثالي يتمايز عن باقي الثورات. في كون الحزب الفيتنامي هو ميسر لسلطة الشعب وتطلعات الشعب الفيتنامي، وفي تشكيل لجان اجتماعية شعبية لكافة الفئات الاجتماعية، فقد استطاعت اللجان الاجتماعية داخل حزب التشغيل الفيتنامي خلق منظومة قيم كانت تتغنى بقسم الشرف للعضوية فيه والذي ينص على “احترام الشعب، مساعدة الشعب، الدفاع عن الشعب”.
وبدون استطراد أكثر فان هذا الابداع هو منظومة قامت على اساس تشكيل لجان شعبيه تكون ميسرة لسلطه الشعب، وتناغما مع الحالة الفلسطينية مع أخذ مخيم العروب[1] كنموذج يحاول تجسيد هذه العملية من خلال اللجنة الشعبية الميسرة لاحتياجات اللاجئين فيه( يمكن لنا تعريف اللجنة الشعبية حسب منظمة التحرير الفلسطينية ،2015 بأنها لجنه أهليه غير ربحيه بترخيص من منظمة التحرير الفلسطينية تعمل تحت أجنده مخصصه لها تتناسب ووجودها على الارض وهي تقوم برعاية مصالح اللاجئين وتوثيق العلاقة مع المؤسسات ذات الاختصاص وحل المشكلات لهم وتقديم المساعدات بأنواع مختلفة). فعند دراسة هذه اللجنة ومحاولة ربطها بشرف القسم القائم على احترام ومساعدة الشعب، من خلال دراسة منظومة مشاريعها وأجندتها الموجود علي أرض الواقع، نكون قد ساعدنا أنفسنا لمعرفة دورها في إعادة بلورة وبناء العملية المجتمعية المرتبطة بشكل أساسي في النضال الوطني الذي يعتبره البعض غير مجدي لوجود الاحتلال، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ.
سوف تهدف هذه المقالة إلى تناول اللجنة الشعبية و منظومة مشاريعها (مخيم العروب كحالة دراسية) بهدف معرفة قدرتها علي المساعدة في خلق نظم استجابة في تعزيز عملية البناء الوطني والاجتماعي والثقافي والاقتصادي لأبناء المخيم ، وأيضا تقييم كفاءة مشاريعها الحالية، ومعرفة مدى ملائمة مشاريعها لاحتياجات المخيم، حيث تعتبر هذه المقالة جزء من دراسة علمية اجراها الباحث عام 2017 لمنظومة المشاريع داخل اللجنة الشعبية لمخيم العروب، وتم استخدام الباحث لعدة أدوات علمية للوصول إلى نموذج مأمول يتلاءم مع المعايير الدولية لتقيم وتطوير كفاءة مشاريع اللجنة، حيث صمم استبانة خصيصاُ لجمع البيانات اعتماداً على المعايير الدولية لتقيم المشاريع، ويتم تعريف هذه المعايير حسب الدليل المعرفي لإدارة المشاريع (2004 ) المعهد الأمريكي للمقاييس الدولية . وهي معيار الاستدامة و ( الملاءمة)[2]، معيار الكفاءة و الفاعلية،[3] معيار الأثر[4]، وتم أخذ عينة عشوائية من أعضاء المؤسسات داخل المخيم، وأعضاء اللجنة الشعبية، والقوى الفاعلة ( الفصائل) وأهالي المخيم، وكانت عينة الدراسة (100 عينة) من أفراد مخيم العروب، وتمثلت نتائج تقييم المشاريع اعتماداً على معيار الاستدامة ( الملائمة) بنسبة (71%( وهو يعبر عن مدى ملائمة وارتباط نتائج مشاريع اللجنة باحتياجات وأولويات الفئات المستهدفة، وكان معيار الكفاءة بنسبة ( 77%( وهو يقيس حسن استخدام الموارد البشرية والمالية والمادية في تحقيق النتائج المطلوبة، وبينت الدراسة أن هناك حاجة لمشاريع وخدمات أخرى يجب تغطيتها داخل المخيم بنسبة (73%) متمثلة في إنشاء مركز صحي كبير، ومعيار الأثر الذي يقيس مدى أثر واستمرار المشروع بعد تنفيذه، فكانت نسبة ( 79%( لوجود المتابعة والصيانة المستمرة للمشاريع.
- وصف لبعض مشاريع اللجنة الشعبية لخدمات مخيم العروب المنفذة داخل المخيم:
يسعى الباحث من خلال تحليل ووصف المشاريع إلى معرفة مدى تقاطع هذه المشاريع مع النظام الاحتياجي لأهالي المخيم،(مشاريع البنية التحتية، المشاريع الشبابية، مشروع روضة الأطفال)، ومدى قدرت مخرجاته ومدخلاتها في تحسين الوضع المعيشي لأهالي المخيم، وأيضا يسعى الباحث الاسهام في الوصول إلى منظومة مشاريع تستجيب لاحتياجات المواطنين، ومستندة إلى الواقع الاحتياجي لأهالي المخيم، من خلال الولوج في عملية تطوير مستدامة لمنظومة كفاءة واختيار المشاريع، تضمن احداث عملية تنمية لأهالي المخيم، وتيسير قدرة وصول متوازنة للخدمات العامة، وتعمل لذلك الغرض على تأسيس منظومة مشاريع بمساحة تشاركية وامنه بين مكونات القوى الفاعلية في المخيم، من أجل تحسين الواقع المعيشي لسكان المخيم.
ويعتمد الباحث في هذا الجزء على نهج مبني على الاحتياجات، لدراسة الواقع الخدماتي داخل المخيم، من أجل تعزيز القدرات المحلية لأصحاب القرار لتعزيز كفاءة المشاريع وتمكين أهالي المخيم من العيش داخل منظومة حياة كريمة.
حيث يعتقد الباحث أن ضمان كفاءة واستدامة المشاريع يجب أن يكون ضمن تدخلات مبنية على الاحتياجات الأهالي، بحث تعمل هذه التدخلات على خلق نظم استجابة قادرة على تلبية حاجات أهالي المخيم، وتأسيس شراكات مجتمعية قادرة على قيادة النشاطات التنموية في المخيم، كما وتعمل على تأسيس حالة وعي مساندة لكفاءة المشاريع، قادرة على حماية الأثر والاستدامة والكفاءة فيها.
من خلال ما تم تناوله من مشاريع (مشاريع بنية تحتية، مشاريع شبابية، مشروع روضة الأطفال)[5]، لوحظ وضوح كافي لأهداف المشاريع المنفذة داخل مخيم العروب، ويعزى الباحث الوضوح من خلال مخرجات المشاريع والتي أظهرت إلى ملامسة أنشطة المشاريع لاحتياجات المخيم بشكل أساسي، و اطلاعها بشكل أكبر على ظروفهم واحتياجاتهم الأساسية، وهذا ما نراه في المشاريع الشبابية والرياضية التي حاولت أن تعزز الموروث الثقافي والرياضي داخل المخيم بشكل موازي لما هو عليه الواقع، وذلك من خلال تمويل أنشطة ومؤسسات ذو كفاءة في عملية تطبيق الأنشطة و لوجود كوادر مهنية قادرة على قيادة هذه الأنشطة، مما تسبب في خلق تناغم بين شباب المخيم وهذه المؤسسات والأنشطة قابلها حالة من القبول، وهذا ما أكده الباحث من خلال جمع البيانات والمقابلات من المجتمع المستهدف حيث بينت الاستمارة بأن هناك فعالية وكفاءة في مشاريع للجنة الشعبية لمخيم العروب. وخير مثال على ذلك، نادي شباب العروب الذي تأسس عام 1959 حيث كانت الجهة المشرفة عليه في بداية الأمر وكالة الغوث الدولية، وبعد ذلك تعرض لإغلاق قسري من قبل الاحتلال الصهيوني، وفي بداية عام 1992 تم اجراء انتخابات ديمقراطية وانتخاب هيئة منتخبة، تم تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية في النادي كان ابرزها إضافة مباني للنادي وبناء طابق إضافي وعمل مشروع صالة رياضية وتجهيز مكتبة عامة لأهالي المخيم، وافتتاح مركز للحاسوب وتم تجهيز جميع الفرق الرياضية واشراكها في منافسات رياضية وطنية، وكان هناك نخبة رياضية على مستوى الوطن، فقد حصل الأستاذ خضر ذياب والذي قد ترأس النادي منذ العام 1994-2013 ، رئيساُ للاتحاد كرة السلة الفلسطيني، واعتماده عضو في المجلس الأعلى للشباب والرياضية، وفي فترة 2017 تم انتخاب الأستاذ خضر ذياب عضو في اللجنة الأولمبية الفلسطينية حتى عام 2021، علما بأن ذياب هو من المؤسسين والفاعلين داخل اللجنة الشعبية لخدمات مخيم العروب، كما انتخب الأستاذ باسم جوابرة عضوا في اتحاد كرة الطائرة الفلسطيني تلاه الأستاذ أسامة جوابرة امينا لسر الاتحاد الفلسطيني لكرة الطائرة لعدة دورات متتالية، وأيضا الأستاذ أحمد جوابرة عضوا في الاتحاد لكرة الطائرة لعدة دورات، كما لان ننسى وصول الناشئين لمراكز عليا في تمثيل المنتخبات الوطنية بكرة الطائرة والقدم وأبرزهم صلاح العسعيس وتيسر أبو سل وزياد جوابرة وأيهم جوابرة وذياب إبراهيم دياب كابتن المنتخب فلسطين لكرة القدم للناشئين، كما مثل حسام كواملة ومحمود أيوب فلسطين في العديد من المحافل الدولية والوطنية لكرة الطاولة وحصولهم على نتائج باهرة في هذه الرياضة، وأيضا حصول سعيد البس على العديد من المراكز على مستوى الوطن والخارج في رياضية كمال الأجسام.
وهنا نجد الدور الريادي والإيجابي للجنة الشعبية (ممثلة في رئيسها الأستاذ أحمد أبو خيران) في رقي نادي شباب العروب ووصوله للعديد من المراكز في المحافل الدولية سواء من جانب تقديم المساعدات المالية والمعنوية (شراء ملابس أو احضار مدربين، او دفع مواصلات اللاعبين وإعطاء منح مالية لإدارة النادي لتنفيذ مشاريعها الرياضية المختلفة)، كما لا ننكر أيضا دورها الريادي في خلق شبكات اجتماعية تعزز من واقع الشراكة الاجتماعية للعمل الدؤوب المثابرة في النهوض بالمستوى الرياضي للمخيم، وهذا كان واضحا في شراكته مع مؤسسة خطوات لتنمية المواهب الرياضية، حيث تم رعاية أكثر من 85 طفل من أطفال المخيم ذكورا وإناثا بوجود نخبة رياضية تمتلك الخبرة والرياضية، ومؤسسة أطباء بلا حدود، وغيرها من المؤسسات التي استهدفت أبناء المخيم.
حيث كانت فترة الأنشطة متتابعة ومتكاملة لحدا ما، تحاكي الواقع الشبابي في المخيم، وعند النظر إلى مخيم العروب نجد أن هناك نسبة التوظيف داخل هذه المشاريع لأبناء المخيم سواء ذكورا أو اناثا متناسبة مع حجم التمويل، وهذا مؤشر ساعد في تعامل مع نسبة البطالة المتفاقمة داخل المخيم. وعند مراجعة أرشيف اللجنة الشعبية لمخيم العروب 2017، نجد أن هناك مشاريع شبابية تحتضن أبناء المخيم ، وهذا ما نجده في مشروع الدمى التابع لدائرة شؤون اللاجئين وبإشراف اللجنة الشعبية التي مولت جميع أنشطتها داخل المخيم وخارجه، الذي عمل على نقله نوعية في الكم المهارى والإبداعي لأبناء المخيم، حيث يعتبر هذا المشروع الأول على مستوى المخيمات وتم تعميم فكرته لاحقا بعد ما حقق نجاح باهر على المستوى الوطني والعالمي حيث شارك في تنفيذ العديد من ورشات العمل في المخيمات الفلسطينية تحت إشراف الأخت جيهان البدوي مدربة المشروع، وأيضا شاركت في العديد من الورش التدريبة على المستوى العالمي كان اخرها في فرنسا. تماشيا مع هذه المخرجات وأهداف المشاريع الشبابية التي نفذت داخل المخيم من قبل دائرة شؤون اللاجئين واللجنة الشعبية، يتبين بأن الدور الريادي للجنة الشعبية على مستوى احتضان الفئة الشبابية له أثر مبني على الاحتياجات والواقع بشكل ملائم، وهذا ما أكده أيضا الباحث في دراسته العلمية في وجود ملائمة لأنشطة وبرامج اللجنة الشعبية داخل مخيم العروب.
وقد أكد مركز الإحصاء الفلسطيني 2016 أن نسبة الشباب داخل مخيم العروب تتجاوز نسبة 39% من نسبة السكان، إذ تعتبر نسبة الشباب من النسب الأكبر في التركيبة السكانية داخل المخيم، حيث اقتضت هذه النسبة إلى وجود أنشطة شبابية تعزز من دورهم داخل المخيم. والعمل على خلق مساحات امنة وتشاركية تساعدهم في الولوج في عملية تنمية اقتصادية وثقافية وسياسية لمواجهة الظروف التي يعيشها أبناء المخيم. والناتجة عن سياسات تعسفية ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي، حيث تقارب نسبة البطالة داخل مخيم العروب 30%، وبعد الاطلاع على أهداف المشاريع الشبابية لوحظ أنها تسعى لتخفيض نسبة البطالة بين الفئة الشابة، وهذا ما نجده على أرض الواقع، فالمشاريع الشبابية تلامس جميع احتياجات الشباب، حيث توظيف مدربين عدد 10 على مختلف المشاريع الشبابية التابعة للجنة الشعبية من أبناء المخيم، وتم تمويل الأنشطة الشبابية من قبل ميزانية اللجنة الشعبية داخل المخيم.
ويرى الباحث أيضا أن عدم توافر مصدر دخل ثابت لتمويل المصاريف التشغيلية للمؤسسات الشابة التي تم انشائها عبر الحقب الزمنية المختلفة جعلها غير قادرة على الاستمرارية وتحقيق الاستدامة للمشاريع الخاصة بها، وهذا ساعد في خلق فجوة بين أنشطتها واحتياجات الشباب، وجعلها بعضها رهناً لأجندة التمويل الأجنبي.
وفي نفس السياق، يرى الباحث بعد اجراء مقابلات من مدير اللجنة الشعبية لخدمات مخيم العروب( الأستاذ أحمد أبو خيران) وبعد الشخصيات في القوى الفاعلة في المخيم بأن هناك شبكة تواصل بين اللجان الشعبية والمؤسسات والقوى الفاعلة داخل المخيم ، سواء من ناحية تمويل هذه المؤسسات من الجانب المادي او المعنوي، حيث يتم اطلاعهم وإشراكهم بالخطط والأولويات داخل المخيم، وهذا ما نراه في إنشاء مدرسة ثانوية للبنين والبنات داخل مخيم العروب، علما بأن هناك نسب قليلة من مخيمات اللاجئين يوجد بها مدارس ثانوية تحتضن أبنائها، وأيضا مشروع الفنيق التابع للجنة الشعبية حيث سد احتياج أساسي لأهالي المخيم سواء من استخدام القاعات لشتى المناسبات، وهذا ما لم نجده في العديد من مخيمات اللاجئين على مستوى الوطن. ويتمثل هذا الشأن في اشراك القوى الفاعلة داخل المخيم حول الأولويات والخطط المترتب تنفيذها، وهذا ما نجده بشكل واضح في مشروع روضة مخيم العروب، حيث لا يوجد داخل المخيم روضة أطفال ، تتناسب بشكل متوازي في المساحة وعدد المربيات داخلهم، وعند الاطلاع على مشروع الروضة والمساحة القائمة عليها ( من أرشيف اللجنة الشعبية،2017) نجد أن هناك تناغم بين النظام الاحتياجي لأهالي المخيم ومشروع الروضة ( استيعاب أكثر من 400 طفل وطفلة داخل الروضة، وتوظيف ما يقارب 15 موظف ما بين إداري ومعلم، وخدمات عامة)، ونجد أيضا جودة النظام التعليمي الذي سوف تتخذه الروضة الحديثة نهجا لها.
علما بأن مخيم العروب لديه موروث علمي يتغنى به دائما في المؤسسات الرسمية والغير رسمية، حيث في كل سنة دراسية يكون من مخيم العروب واحد أو اثنين من العشر الأوائل على مستوى المحافظة من ناحية التحصيل الأكاديمي، وحسب مؤشرات التعليم داخل المخيم، فإن النظام الاحتياجي للمخيم يعتبر التعليم أولوية له، وذلك بناء على ما تم ذكره من معطيات ومؤشرات إيجابية تعليمية داخل المخيم، وهذا ما فسرته الاستبانة في ان هناك حاجة لمشاريع تعليمية لدى السكان، وهذا كله يدل على مدى ملائمة ومناسبة وارتباط مشاريع اللجنة الشعبية مع احتياجات المخيم.
اما بالنسبة للمشاريع البنية التحتية سواء الصرف الصحي او تعبيد الطرق، أكدت من أهميتها وأثرها داخل المخيم، من خلال أنشطتها التطبيقية ذات طابع كفؤ ، سواء كان في توفير كوادر من أصحاب الخبرات لتنفيذ المشروع، او من ناحية المراقبة والتقييم المتواصل في فترة حياة المشروع، وهذا كان واضحا في استيعاب مشاريع البنية التحتية لأكثر من 375 عامل من أهالي المخيم( أرشيف مشاريع اللجنة الشعبية،2017) ، وكانت هذه المشاريع بناء على احتياج أهالي المخيم لشبكة الصرف الصحي بسبب سوء الشبكة القديمة ، واختلاط المياه العادمة مع مياه الصرف الصحي، وأيضا ما نجده داخل هذا المشروع هو وجود معظم الكوادر العاملة في هذا المشروع من داخل المخيم تتولى تنفيذ بالمشروع، وبعد الاطلاع على مخرجات ومدخلات مشاريع البنية التحتية للجنة الشعبية تبين من أهمية المشروع لأهالي المخيم سواء من ناحية توفير فرص عمل أو من ناحية تحسين الوضع الصحي، واستخدام المشروع الأدوات والطرق الفنية المناسبة او استخدام مناهل لتصريف مياه المجاري بشكل الصحيح، بالرغم من وجود بعض المعارضة من قبل الأهالي والقرى المجاورة الا أن مشاريع البنية التحتية تتلاءم بشكل مناسب لاحتياجات أهالي المخيم.
أخيرا، يرى الباحث أن هناك دور إيجابي وريادي للجنة الشعبية في مخيم العروب، وهناك تقاطع بين معظم المشاريع واولويات السكان داخل المخيم، مما ينعكس إيجابيا على الواقع المعيشي لسكان داخل المخيم، ويرى الباحث أن هناك العديد من التوصيات في حال تم الأخذ بها يمكن أن يطور منظومة مشاريع اللجنة الشعبية داخل مخيم العروب، من حيث رفع كفاءة وملائمة وفعالية واستدامة المشاريع المنفذة التي تنفذها اللجان الشعبية ودائرة شؤون اللاجئين في المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، وخصوصاً مخيم العروب الواقع شمال الخليل، واستخدام العروب كنموذج يمكن تعميمه على كافة المخيمات:
توصيات تتعلق باللجنة الشعبية للخدمات:
- العمل على وضع مصفوفة الإطار المنطقي للمشاريع بحيث يراعى تحليل المخاطر الخارجية التي يحتمل مواجهتها أثناء تنفيذ المشاريع، وأن يراعى وضع ترتيبات للتنسيق مع الشركاء، وأن يراعى تحليل الدروس المستفادة من الخبرات السابقة.
- توفير التقييم القبلي والبعدي لجميع مشاريع اللجنة الشعبية لمخيم العروب، وهذا يساعد بشكل رئيسيا على تحقيق أكبر كفاءة وملائمة للمشاريع.
- ضرورة الاستمرار في تدريب الطاقم العامل في إدارة المشاريع على تقييم المشاريع وأن ترصد المنظمة جزءا من موازنة المشاريع للتقييم.
توصيات تتعلق باللجان الشعبية للخدمات وبالتعاون مع القوى الفاعلة والمجتمع المحلي:
- تعزيز الشراكة بين المجتمع المحلي والقوى الفاعلة داخل المخيم في بلورة ودراسة الاحتياجات بطريقة علمية وتوسعية من خلال عمل ملفات خاصة تقوم بدراسة الاحتياجات الأساسية لسكان المخيم بتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي وخصوصاُ وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين داخل المخيم، وهذا يساعد على وضع الأولويات لتنفيذ المشاريع التي تتقاطع مع السلم الاجتياجي لأهالي المخيم.
- اطلاع الشركاء والقوى الفاعلة في كافة مراحل المشروع وأخذ رأيهم من عملية التخطيط والمتابعة والتشغيل.
- عقد اجتماعات دورية بشكل دوري لاختيار المشاريع التي تتلاءم مع احتياجات السكان، بحيث يمكن تشكيل لجنة مشتركة من كافة المؤسسات والقوى الفاعلة لمتابعة عملية اختيار المشاريع، وأن تتم العملية ضمن المسؤولية المجتمعية لكافة عناصر القوى داخل المخيم في عملية اختيار المشاريع.
توصيات تتعلق بدائرة شؤون اللاجئين:
- العمل على زيادة ميزانية تمويل المشاريع المنفذة داخل المخيم بما يتناسب مع حجم الاحتياجات للسكان في المخيم، وأن تعزز دائرة شؤون اللاجئين من المشاريع التي تخلق مردود مادي ثابت للجنة الشعبية مثل البيوت البلاستكية أو صالات الأفراح، بحيث يمكنها من عملية سد العجز المادي في حال تم تقليص الموازنة أو في حالة الطوارئ.
- استخدام الموارد المحلية البشرية والمادية من داخل المخيم حتى تنعكس الفائدة من المشاريع على سكان المخيم من عاملين وأصحاب خبرات وهذا من شأنه أن يقلل من نسب البطالة المرتفعة داخل المخيم، وضمان تكافؤ الفرص للمستفيدين.
- العمل على زيادة تنفيذ مشاريع إنتاجية ومشاريع مدرة للدخل داخل المخيم، مثل مشاريع السباكة والاعمال اليدوية كالنجارة وغيرها من الحرف.
- اجراء عملية تقييم لكل مشروع يتم تنفيذه واستخلاص العبر وتعميم الفائدة داخل المخيم وباقي المخيمات.
- جذب المزيد من المانحين لتمويل المشاريع التي تنفذها دائرة شؤون اللاجئين في مخيمات اللاجئين بناء على دراسة الاحتياجات والاولويات في المخيمات، وتعزيز الشراكة المؤسساتية مع المؤسسات الدولية التي تهتم بتمويل قطاع الفئات المهمشة والتي منها المخيمات.
[1] تأسس مخيم العروب عام 1949م من قبل وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في منطقة تدعى وادي الصقيع على بعد 15 كم إلى الجنوب من مدينة بيت لحم، ويقع على يسار الشارع الرئيسي بيت لحم – الخليل، بلغت مساحة المخيم 347، ويزيد عدد لاجئين المخيم عن 14000 نسمة وتنحدر أصول سكانه من 35 قرية.
[2] معيار الاستدامة: يقيس مدى استمرارية وديمومة مشاريع اللجنة الشعبية بعد تنفيذها ضمن بعد تنفيذها، واستمرار المشروع في تغطية نفقاته التشغيلية
[3] معيار الكفاءة والفاعلية: وهو يقيس حسن استخدام الموارد البشرية والمالية والمادية والعمليات والتكنولوجيا والوقت في تحقيق النتائج المطلوبة
[4] معيار الأثر: وهو يقيس مدى تحقيق الهدف العام لمشاريع اللجنة الشعبية على مستوى المستفيدين والمجتمع بشكل عام على المدى البعيد
[5] أرشيف المشاريع المنفذة في اللجنة الشعبية،2017.