الشرق الأوسطعاجل

تأثير انتخابات 2019 في اوكرانيا على علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية

اعداد :

  • م.م محمد كريم جبار الخاقاني. وزارة الخارجية العراقية
  • م.م سندس وسام قاسم. جامعة بغداد. كلية العلوم السياسية

-المركز الديمقراطي العربي

تميزت العلاقات الأوكرانية مع الولايات المتحدة قبل عام 2019 بوجود تعاون مشترك بين الدولتين وذلك لوجود نظام مؤيد للغرب بزعامة (بترو بوروشينكو) الذي وصل الى السلطة في يونيو/حزيران عام 2014 والذي كان مستقل حزبياً ومن ابرز قادة الثورة البرتقالية التي حصلت في عام 2004 وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة والفساد المستشري في أوكرانيا, وأيضاً من ابرز الداعمين الى انضمام اوكرانيا لحلف الناتو, فضلاً عن معارضته لضم روسيا شبه جزيرة القرم وهذا مما جعل الولايات المتحدة تعزز وتطور علاقاتها مع أوكرانيا, كما واظهر (بوروشينكو) عزمه في مرات عديده الى قيامه بالإصلاحات السياسية الداخلية في البلاد وذلك من أجل تعزيز علاقته بلاده مع الدول الأوروبية عن طريق ارساء قواعد الديمقراطية في أوكرانيا.

كما وأن الرئيس الأمريكي (ترامب) أكد في اجتماع له مع (بوروشينكو) بأن الهدف من الاجتماع هو طمأنة أوكرانيا بأن الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن أوكرانيا في مواجهة التحديات الخارجية, فضلاً عن تعزيز العلاقات بين الطرفين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

الا ان أوكرانيا لم تستقر وذلك بسبب ضعف النظام في ادارة الدولة, فضلاً عن تراجع العلاقات مع الولايات المتحدة بسبب التدخلات الروسية, ومما أدى ذلك الى تراجع شعبية (بوروشينكو) هو مرور3 سفن بحرية أوكرانية الى المياه الاقليمية الروسية في 25/نوفمبر/2018 متجاهلة مطالب السلطات الروسية أذ ان السفن لم تدرج في جدول المرور متجهة الى جسر القرم الذي يعد منشئاً استراتيجياً روسياً, ومن جانبه اتخذ الجهاز الفيدرالي الروسي الاجراءات بإطلاق قرار تم فيه احتجاز السفن, مما أدى ذلك الى تدهور الوضع الاقتصادي الأوكراني وتأجيج الوضع الداخلي وجعل البلاد تعتمد على المساعدات الاتحاد الأوروبي, أذ فشل (بوروشينكو) في محاربة الفساد مما أدى ذلك الى ارتفاع سعر الغاز وتدني مستوى المعيشة فضلاً عن عجزه عن وقف التدخلات الروسية في شرق البلاد, مما أدت هذه الأمور الى انخفاض شعبية الرئيس الأوكراني (بوروشينكو) لتصل الى ادنى مستوياتها بنسبة 8,9%, مما جعل العلاقات بين الدولتين متراجعة بسبب الأوضاع الداخلية المتدهورة.

وفي 31/مارس 2019 حصلت انتخابات في أوكرانيا أدت الى تغييراً جذرياً في المشهد السياسي الأوكراني اذ تقدم 44 شخصاً بترشيحهم الى الرئاسة قبل أن يصبحوا 39 لاحقاً حاز فيها (بترو بوروشينكو) على 16,4% من الاصوات (ويوليا تيموشينكو زعيمة المعارضة الأوكرانية) 16,6% وحصل (فولوديمير زيلينسكي) 27,7%, ومثل هذا الفوز تغيراً في سياسة أوكرانيا.

وعلى أثر هذه النتائج أدى فوز (زيلينسكي) بداية جديدة في أوكرانيا وعلاقاتها مع الولايات المتحدة الامريكية, أذ حصل في دورة الاقتراع الثانية على فوز كاسح بنسبة 73,2% على منافسه (بوروشينكو) بنسبة 25,3%, ووعد الأوكرانيين بعدم تغير نهجه في اتباع سياسة مؤيدة للغرب مستخدماً شعار “خادم الشعب”, على الرغم من أنه لم يشغل أي منصب سياسي, فقط اقتصر عمله على التمثيل والكتابة وتجسيد شخصية رئيس الجمهورية من مسلسل كوميدي عرض على شاشات التلفاز في أوكرانيا.

من جانبه سارع الرئيس الأمريكي (ترامب) بالاتصال هاتفياً مع الرئيس الأوكراني الجديد وتعهد الرئيس الامريكي بدعم وحدة الاراضي الأوكرانية وتطوير العلاقات بين الدولتين, فضلاً عن تأييد الرئيس الأوكراني بانضمام أوكرانيا الى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي, واسترجاع القرم الى أوكرانيا, أذ صرح (زيلينسكي) في مقر حلف الناتو بعد توليه الرئاسة بأنه سيحافظ على بقاء أوكرانيا على طريق التكامل الأوروبي والأوروبي الاطلسي وانه من بين أهدافة المهمة تنفيذ اصلاحات أمنية وذلك من أجل تقريب البلاد من حلف الناتو, هذا الأمر أدى الى جعل أوكرانيا تتقدم في علاقاتها مع الولايات المتحدة وذلك بسبب وجود نظام مؤيد للغرب, الا أن (زيلينسكي) في الوقت نفسه لا يريد معاداة روسيا لأن ذلك الأمر سيؤدي الى تدهور داخل أوكرانيا, أذ أن الرئيس الأوكراني صرح بأنه مستعد للتفاوض مع روسيا والتعاون معها وذلك من أجل انهاء التدهور في البلاد وتطوير العلاقات بين الدولتين.

كما ويسعى المستثمرون الأجانب الى الحصول على ضمانات بأن يعجل الرئيس الجديد بالإصلاحات اللازمة وذلك لاستمرار تدفق المساعدات الخارجية وجذب الاستثمار الخارجي لتبقى بلاده في برنامج صندوق النقد الدولي, فضلاً عن دعم الولايات المتحدة بالمساعدات اللازمة لأوكرانيا من اجل اتباع سياساتها فيما يتعلق بالانضمام الى الناتو والاتحاد الأوروبي.

على أي حال, فأن الانتخابات الأخير التي حدثت في أوكرانيا جعلت البلاد تتجه أكثر نحو الغرب والانضمام الى مؤسساته, الا ان (زيلينسكي) لا يريد القيام بحرب مع روسيا بل على العكس من سابقه (بوروشينكو) مستعداً للتفاوض مع روسيا بما يخدم مصلحة بلاده, فضلاً عن أن معالم سياسته لم تتوضح الى الآن الى أن الأمر الواضح الى الآن هو تقريب بلاده وتوثيق العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وذلك من أجل جعل أوكرانيا في مطاف الدول المتطورة في المستقبل.

المصادر:

  1. أحمد عبد الحكيم, الممثل زيلينسكي… رئيس أوكرانيا من الشاشة الى القصر, أنديبدنت عربية, 22/4/2019, على الرابط: http://www.indepentarabia.com
  2. رئيس أوكرانيا الجديد… تاريخ صنعته الصدفة! ابريل/2019, على الرابط: http://www.elaph.com
  3. الرئيس الأوكراني يدعو لضم بلاده الى “الأوروبي” و “الناتو”, صحيفة الشرق الأوسط, 18/يوليو/ 2019, على الرابط: http://m.aawsat.com>home>artical
  4. رئيس أوكرانيا الجديد يتعهد بإعادة “القرم” لسيادة بلاده, 18/5/2019, على الرابط: http://www.aa.com.tr
  5. أوكرانيا بعد ثلاثة أعوام: اساس للتفاؤل, مجلة الناتو, 2017, على الرابط: http://www.nato.com
2/5 - (1 صوت واحد)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى