مقالات

من قصر راشد باشا حسني، ومتحف الشمع، إلى الكبريتاج… هناك الكثير ليقال: انقذوا معالم وآثار حلوان

بقلم: د هبة جمال الدين – مدرس العلوم السياسية- معهد التخطيط القومي- عضو المجلس المصري ييشئون الخارجية

  • المركز الديمقراطي العربي

 

لم تعد حلوان المشتي ومكان الاستشفاء التي كان يصبوا إليه الجميع من الأمراء والبشوات والنبلاء والفنانون فقد فقدت ميزاتها النسبية التي تميزها عن غيرها بفعل التلوث والاكتظاظ السكاني غير المخطط والمدروس.

ولكن كل هذه الأمور ليس من اليسير تداركها ولكن الأمر الجلل الذي يحتاج لوقفة وتدخل لننقذ ما يمكن إنقاذه هو ضياع المعالم الأثرية من قصور ومباني تاريخية ومتاحف فحلوان مدينة تاريخية فرغم ارتباطها باسم الامير عبد العزيز بن مروان لكن بعض اساتذة التاريخ يربطون وجودها بالعصر الفرعوني ورغم ما تحويه من معالم لا أعلم سبب عدم الاهتمام بها هل تراخي، أم تقصير وتواطئ من البعض، ام عدم معرفة وعلم، ام ماذا؟؟؟!!!

هنا وجب على الاشارة لبعض التجاوزات علنا نستطيع انقاذ ما يمكن إنقاذه:

– القصور التاريخية: التي ضمت صور للملك فاروق ذاته حيث كان يشارك في بعض الحفلات التي كانت تقام ببعض قصور حلوان، تعرض الكثير منها للهدم والنهب والتخريب، خاصة بعد ثورة 25 يناير بل أن بعض المسئولين الكبار بحلوان استولى على بعض هذه القصور واستعان ببعض البلطجية من حملة الاسلحة ليتمكن من تخريب القصور ونهب ما تضمه من تحف بل وحول ساحتها لاسواق ومواقف للسيارات ليقوم بجباية الاموال، دون اكتراس بالمال العام ويظهر في التلفاز حينما تتاح له الفرصة ليتشدق بالوطنية وحب الوطن وحماية المال العام. ومن ابرز واخطر هذه الحالات التي تحتاج لانقاذ سريع “قصر راشد باشا حسني” أحد ابرز القادة العسكريين الذين حاربوا مع الزعيم الوطني أحمد عرابي. فما يفعله هذا المسئول هو مكافأة جادة لتاريخ البطل المناضل.

– المباني التاريخية: بعض المباني التاريخية التي لا يستولي عليها هذا المسئول يطمع فيها المقاولين واصحاب النفوس الضعيفة وحينما يقف الحي في وجه الهدم يقوم المقاولين باللعب على اعمدة تلك المباني لتسقط وتهدم كقضاء وقدر دون فعل تدميري من احد، والأمثلة هنا كثيرة حدث ولا حرج.

– المتاحف: حلوان تضم متاحف بديعة أبرزها متحف الشمع الذي يؤصل تاريخ مصر خاصة ثورة يوليو 1952، ولكنه مغلق بسبب عدم توافر مبالغ زهيدة لاستكمال اجراءات السلامة والأمان، وهذا الغلق ممتد منذ ثورة 25 يناير حتى الان. هنا السؤال ألم يحن الوقت لاستكمال تاريخ مصر بمتحف الشمع ليمتد حتى فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي ويكون معلم مهم يزوره ابنائنا خلال الرحلات المدرسية ليشاهدوا فن مهم بسيط له قيمه بدل الرحلات عديمة الفائدة التي تنظمها المدارس لابنائنا.

– المياه الكبريتية: كانت تشتهر حلوان بالمياه الكبريتية للعلاج والاستشفاء كمنطقة عين حلوان، وكبريتاج حلوان ولكن لم يعد لهذه الميزة وجود تقريبا، واذا سلمنا بالتلوث في عين حلوان، يمكننا استعادة واسترجاع كبريتاج حلوان ليعمل من جديد.

أعيدوا الجمال للمدينة التي كانت رائعة الجمال وازيلوا القبح عن عيون الصغار والكبار، ما تحتاجه حلوان رعاية وسلطه قوية للتصدي للمعتدين وحماية اثار وتاريخ مصر ومحاربة الفساد الذي يمارسه بعض المسئولين الكبار المنوط بهم حماية والتعبير عن مصالح ومطالب المواطنين.

وضع حلوان يحركني للتفكير جليا في اوضاع بقية احياء الجمهورية، التي تشترك جميعها بوجود ثروة اثرية ولكن تتعرض للاهمال والنهب بسبب اصحاب النفوس الضعيفة، لذا وجب الحزم مع المتطاولين واعادة الحق لاصحابه.

بالفعل مصر جميلة وتستحق مننا الافضل حمى الله مصر وحمى تراثها وشعبها وحمي رئيسها ليعينه الله على محاربة الفاسدين.

 

 

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى