الصين : هندسة سياسية إقليمية للريادة العالمية

تأليف : د. بن عائشة محمد الأمين

نسخة “pdf”-

الصين هندسة سياسية إقليمية للريادة العالمية

الطبعة الأولى “2021″ –من  كتاب: – الصين: هندسة سياسية إقليمية للريادة العالمية

جميع حقوق الطبع محفوظة #المركز_الديمقراطي_العربي ولا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو اي جزء منه أو تخزينه في نطاق إستعادة المعلومات أو نقله بأي شكل من الأشكال، دون إذن مسبق خطي من الناشر .

تقديم:

جلبت جمهورية الصين الشعبية أنظار العالم ٳليها بسرعة  نموها وانتشار صناعاتها  وغزوها للفضاء وتطور ترسانتها العسكرية ،الأمر الذي جعل لها وزنا معتبرا على الساحة الدولية ،فبعد أن كانت بريطانيا و اليابان في القرون الماضية  والولايات المتحدة الأمريكية في بداية القرن العشرين تجوب أساطيلها المحيط الهندي وتتدخل في سياسات دول جنوب أسيا ،أصبح هناك عملاق ينبغي استشارته أو على أقل تقدير عدم تجاهله خصوصا بعد انهيار الٳتحاد السوفييتي.

يعتبر صعود قوة كبرى جديدة على المسرح العالمي واحد من أحداث قليلة يمكن أن تحمل قدرا من الانتظام أو الفوضى في الحياة الدولية، والصين اليوم هي أهم قوة صاعدة على الصعيد  الإقليمي والعالمي في فترة ما بعد نهاية الحرب الباردة، وإذا كان وزن الصين الاقتصادي المتزايد يمكن ملاحظته بسهولة، فان معدلات النمو الصينية وتأثيرها على ميزان القوى العالمي هو ما يخيف القوى الكبرى في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، وهو أحد أهم الاهتمامات البحثية المطروحة لدى الأوساط الأكاديمية حاليا.

تنبع أهمية دراسة الدور الصيني في النظام الإقليمي لجنوب آسيا، من المكانة المتعاظمة للصين في العلاقات الدولية، التي يرشحها المختصون لاحتلال مركز مؤثر على المستويين الإقليمي و الدولي، و باعتبار هذه الدراسة تهتم بالمكانة الإقليمية للصين، فإنها تتمحور حول تحليل الدور

الإقليمي الصيني بكل ما يرتبط به من مقومات و أهداف و تصورات و إدراك القادة الصينيين لنوعية الدور الذي يمكن أن تضطلع به بلادهم، و نظرا لاتساع العلاقات الإقليمية الصينية لتضم دوائر إقليمية متعددة، كشرق آسيا و جنوب شرق آسيا و آسيا الوسطى، فقد اخترنا النظام الإقليمي لجنوب آسيا لنرصد من خلاله مختلف أبعاد الدور الإقليمي الصيني هناك، من حيث أهمية و تأثيره و مدى ارتباطه بتحقيق الأهداف الحيوية المرتبطة بالمصلحة القومية الصينية، من حيث الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي الصينية، و تحقيق الرفاهية الاقتصادية، وتعزيز مكانة الصين إقليميا ودوليا. كما تأخذ الدراسة أهميتها من الأهمية الاستراتيجية التي يحظى بها النظام الإقليمي لجنوب آسيا،  الذي يضم ثلاث قوى نووية متجاورة و هي   الصين و الهند و باكستان، ولكل من هذه القوى رغبة في لعب أدوار إقليمية مؤثرة، كما أن لها مصالح متضاربة وتاريخ صراعي طويل خاصة بين الهند وباكستان ،و العلاقات النزاعية بين الهند والصين من جهة أخرى ،ناهيك عما يتميز به هذا النظام الإقليمي من موقع استراتيجي جعله منطقة حيوية لمصالح القوى الكبرى خاصة الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا، فالإقليم يربط بين غرب و وسط آسيا من ناحية و جنوب شرق آسيا من ناحية أخرى، و كونه ملتقى لثلاث حضارات إنسانية كبرى هي   الكنفوشيوسية و الهندية و الإسلامية، ويتوفر على فرص استثمارية هائلة تستقطبها السوق الاستهلاكية الواسعة، بسبب الكثافة السكانية الهائلة، و اليد العاملة الرخيصة و المؤهلة.

Dr.Benaicha Mohamed EL Amine

Abstract

The People’s Republic of China  has brought the world’s attention to its rapid growth and spread of its industries, its conquest of space and the development of its military arsenal, which has made it a significant weight on the international arena, after Britain and Japan in past centuries and the United States of America at the beginning of the twentieth century roamed the Indian Ocean and interfered in politics. South Asian countries, there has become a giant that should be consulted or at least not ignored, especially after the collapse of the Soviet Union.

the rise of a new major power on the world stage is one of the few events that can carry a degree of order or chaos in international life, and China today is the most important rising power regionally and globally in the post-Cold War period, and if China’s increasing economic weight can be seen Easily, the Chinese growth rates and their impact on the global balance of power is what frightens the major powers in the world, especially the United States of America and Japan, and it is one of the most important research interests of the academic community today.

• الناشر: المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية