الدراسات البحثيةالمتخصصة

تداعيات الأزمة الأوكرانية – الروسية على الدول العربية : دراسة حالة السعودية 2014-2022

اعداد : تسنيم محمد السيد سلامة  , محمد عبد الحميد علي عبد الحميد , ملك أحمد عبد الرازق , ندا سامح السيد سلامة , نوران السيد السيد نصار – اشراف : د. الشيماء عبد السلام إبراهيم – كلية السياسة والاقتصاد – جامعة بني سويف – مصر

  • المركز الديمقراطي العربي

 

المُستخلص:  

تتناول الدراسة الأزمة الأوكرانية الروسية باعتبارها أزمة دولية لها تبعاتها على العالم بعدما تواترت الأحداث بين مد وجذر إلى حد دخول روسيا في أوكرانيا لتضع حداً للاستفزاز الغربي الذي طالما أرهقها اقترابه من حدودها.

كشفت الأزمة الأوكرانية الروسية، عن تطورات جديدة في سياق العلاقات الدولية، أقل ما يمكن وصفها بالمرحلة الثانية من المنافسة الحقيقية بين الشرق والغرب.

وتحاول الدراسة تقديم صورة للأزمة الروسية الأوكرانية متتبعاً إياها منذ إرهاصتها الأولى ليبين أسباب الأزمة والتطور التاريخي للأزمة بينهم وأيضا تم تحليل تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على الدول العربية وبصفة خاصة التداعيات على المملكة العربية السعودية في الفترة من (2014- 2022).

تعد الأزمة من أهم أحداث القرن الواحد والعشرين وجذبت اهتمام الدول العربية، وذلك بسبب تداعيات الحرب المتعددة على هذه الدول، منها التداعيات الاقتصادية والسياسية، وغيرها من التداعيات…إلخ، كما تناولت الدراسة أيضاً تأثير الأزمة على دول مجلس التعاون الخليجي.

Abstract

The study deals with the Ukrainian-Russian crisis as an international crisis that has repercussions for the world, after the events went back and forth to the extent that Russia entered Ukraine to put an end to the Western provocation, which has long been exhausted by its approach to its borders.

The Ukrainian-Russian crisis revealed new developments in the context of international relations, which can at least be described as the second phase of real competition between East and West.

The study attempts to present a picture of the Russian-Ukrainian crisis, following it since its first outbreak, to show the causes of the crisis and the historical development of the crisis between them. Also, the repercussions of the Russian-Ukrainian crisis on the Arab countries, especially the repercussions on the Kingdom of Saudi Arabia, were analyzed in the period (2014-2022).

The crisis is one of the most important events of the twenty-first century and has attracted the attention of the Arab countries, due to the multiple repercussions of the war on these countries, including economic and political repercussions, and other repercussions…etc. The study also dealt with the impact of the crisis on the GCC countries.

مقدمة:

تُعد العلاقات الدولية تفاعلات ثنائية الأوجه، وتتضمن نمطين إما علاقات تعاونية أو علاقات صراعية، فالعلاقات بين الدول تتميز بالتغير المستمر، حيث تتسم العلاقات الروسية الأوكرانية تاريخيًا بقدر كبير من التعقيد، خاصةً بعد الحرب الباردة، فقد كانت الدولتان مكونين رئيسين من الاتحاد السوفيتي السابق، كما تشتركان في روابط لغوية وعرقية، وتُعد أوكرانيا ثاني أقوى جهورية سوفيتية بعد روسيا، إذ كانت لها أهمية استراتيجية واقتصادية وثقافية، ومنذ انفصالها عن الاتحاد السوفيتي تنافست كل من روسيا والغرب؛ لتحقيق نفوذ أكبر في البلاد من أجل الحفاظ على ميزان القوى في المنطقة لمصالحهما، وكان من الصعب على روسيا التعامل مع أوكرانيا المجاورة لها على اعتبار أنها دولة مستقلة تمامًا.[1]

وقد اتجهت أنظار دول الاتحاد السوفيتي بعد تفككه بما فيها روسيا نحو الغرب، وذلك أملًا في تحقيق النجاح الذي فشلت في تحقيقه التجربة الاشتراكية، والتي دامت لسبعة عقود من الزمن، والرغبة في إيجاد تكتلات إقليمية دولية، في حين استمرت رغبة بعض الدول في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ومنهم أوكرانيا، وذلك أدى إلى نشوء تقاطعات بينهما، حيث تفاقمت هذه التقاطعات لدرجة الأزمة.[2]

بدأت جذور الأزمة الأوكرانية الروسية مع التدخل الروسي في جورجيا عام 2008م، لترجمة الفكرة الروسية للتحول لدولة عظمى، ثم جاء التدخل لضم شبه جزيرة القرم عام 2014م، ودعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا، حيث كانت بداية الأزمة في أوكرانيا في ديسمبر 2013م على شكل احتجاجات، وذلك لرفض الرئيس فيكتو يانكوفيتش توقيع اتفاقية التجارة الحرة والشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وأدى ذلك إلى إطاحته، ولذلك سعى القادة الروس إلى إعادة بسط نفوذ موسكو على أوكرانيا، حيث قامت موسكو بضم شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا في أواخر فبراير حتى بداية مارس 2014م.[3]

ازدادت حدة الأزمة الأوكرانية الروسية عندما علمت روسيا برغبة أوكرانيا في الانضمام لحلف شمال الأطلسي، وهو ما يمثل خطورة على أمنها واقتصادها، بسبب تشاركية الحدود بين البلدين، ويمكن تبرير سبب القلق الروسي من انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي في الفصل الخامس من اتفاقية الناتو الذي ينص على أنه “في حالة أي هجوم يتعرض له عضو في الحلف يعتبر هجوم على الحلف بأكمله”، بمعنى أن أي هجوم روسي على أوكرانيا سيضع روسيا في مواجهة 27 دولة على رأسها الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وبريطانيا ([4]).

وقد تصاعدت الأزمة الأوكرانية الروسية بعد اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتن باستقلال منطقتي دونيتسك ولوهانسك عن كييف (العاصمة الأوكرانية) في 22 فبراير 2022، ونشر قوات في الإقليمين الانفصاليين والحشد العسكري على الحدود الشرقية، ومن هنا بدأت الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي كان لها تأثيرٌ كبير على العالم بأكمله في كافة المجالات ([5]).

تمتد تداعيات الأزمة الأوكرانية الروسية على المنطقة الأوروبية ومنطقة الشرق الأوسط، وذلك باعتبار أن أطراف الصراع ترتبط بمصالح حيوية بدول هذه المنطقة، وبالأخص دول مجلس التعاون الخليجي، باعتبارها دول منتجة للغاز والنفط ومنهم المملكة العربية السعودية، حيث عادت هذه الأزمة بالنفع على المملكة العربية السعودية من حيث مكانتها الدولية؛ لأنها من أهم الدول المنتجة للبترول في منطقة الوطن العربي.

ويلاحظ تسارع الأحداث في أعقاب اتجاه روسيا لغزو أوكرانيا في 24 من فبراير 2022، إذ فرضت التحركات الأوروبية وردود الفعل الدولية والإقليمية الكثير من الآثار والتداعيات التي لم تقف عند حدود القارة الأوروبية؛ بل تجاوزتها للعالم بأسره، حيث دخل النظام الدولي في إطار عملية تغيير تحمل الكثير من التكهنات حول مستقبل الاستقرار ومصائر الشعوب وكيف سيصبح شكل العالم والقوى المهيمنة على العلاقات الدولية مع نهاية الأزمة في ظل الاستقطاب المتصاعد واتجاه العديد من الدول إلى تغيير سياساتها الدفاعية بالتخلي عن حيادها العسكري ومحاولة الانضمام إلى حلف شمال الأطلنطي، كما زادت دول مثل ألمانيا من ميزانياتها العسكرية في تحول تاريخي لسياستها، فضلًا عن الآثار التي تتركها الحرب الروسية الأوكرانية على مستقبل حلفاء روسيا ([6]).

أولًا: المشكلة البحثية وتساؤلات الدراسة:

أدى القرار الروسي بالنزاع مع أوكرانيا إلى إحداث اضطرابات في البيئة الدولية في كافة المجالات، وتتمثل المشكلة البحثية موضوع الدراسة حول محاولة معرفة جذور العلاقة الروسية الأوكرانية ودوافع الغزو الروسي على أوكرانيا وأثر ذلك على الدول العربية وبالأخص على المملكة العربية السعودية، ومن ثم، يدور التساؤل الرئيسي على:

  • ما تداعيات الأزمة الأوكرانية الروسية على المملكة العربية السعودية في الفترة 2014- 2022؟

ويتفرع من هذا التساؤل الرئيسي عدة تساؤلات فرعية منها:

  • ما طبيعة الأزمة الأوكرانية الروسية في الفترة (2014- 2022)؟
  • ما تأثير الأزمة الأوكرانية الروسية على الدول العربية في الفترة (2014- 2022)؟
  • ما أبعاد الأزمة الأوكرانية الروسية على المملكة العربية السعودية في الفترة (2014- 2022)؟

ثانيًا: هدف الدراسة:

يتمثل هدف الدراسة في معرفة السياق التاريخي والدوافع التي أدت إلى الأزمة الأوكرانية الروسية في الفترة (2014- 2022)، ومعرفة تأثير هذه الأزمة على الدول العربية بصفة عامة والمملكة العربية السعودية بصفة خاصة، والنتائج التي ترتب على تلك الأزمة.

ثالثًا: أهمية الدراسة:

تتمثل أهمية الدراسة في الأهمية العملية والأهمية العلمية على النحو التالي:

  • الأهمية العلمية النظرية:

تتمثل أهمية الدراسة العلمية في معرفة أسباب الأزمة الأوكرانية الروسية والدوافع التي أدت إلى ذلك الغزو والنتائج التي ترتبت على ذلك، والمساهمة في إثراء الحقل المعرفي والأكاديمي عن موضوع يعد من المواضيع المهمة الموجودة الآن وأحدثت عدة تطورات على الساحة الدولية، ومحاولة التعرف على مستقبل هذه الأزمة.

  • الأهمية العملية التطبيقية:

تتمثل في أنها تتناول السياق التاريخي للأزمة الأوكرانية الروسية، وتأثير تلك الأزمة على الساحة الدولة، وتأثيرها أيضًا على الدول العربية بما فيهم المملكة العربية السعودية، وتحديد مستقبل تلك السياسات.

رابعًا: حدود الدراسة:

تحتوي حدود الدراسة على الإطار الزماني، والإطار المكاني، والإطار الموضوع ويتمثل فيما يلي:

  • الإطار الزماني: تتبلور أحداث هذه الدراسة بين عامي 2014- 2022

تم اختيار عام 2014م؛ لأن تم في هذا العام محاولة روسيا في ضم شبه جزيرة القرم.

تم اختيار عام 2022م؛ لأن الأحداث مازالت مستمرة حتى الآن.

  • الإطار المكاني: شملت الدراسة على ثلاث دول هم: أوكرانيا، روسيا، والمملكة العربية السعودية

تم اختيار أوكرانيا لأنها الدولة التي تم الاعتداء عليها وحدثت فيها الحرب.

تم اختيار دولة روسيا لأنها هي التي قامت بالاعتداء على أوكرانيا.

تم اختيار المملكة العربية السعودية لمعرفة تأثير الحرب عليها.

  • الإطار الموضوعي: ركزت الدراسة على موضوع من المواضيع المهمة على الساحة الدولية، حيث تدور حول الغزو الروسي لأوكرانيا والذي مازال مستمرًا حتى الآن لما يحدثه من تداعيات على دول العالم.

خامسًا: الدراسات السابقة:

تم تقسيم الدراسات السابقة إلى ثلاثة محاور:

المحور الأول: دراسات تناولت الأزمة الروسية الأوكرانية:

يتضمن هذا المحور عدة دراسات تتمثل فيما يلي:

 الدراسة الأولى: روسيا وأوكرانيا وحلف الناتو ([7]):

تتحدث الدراسة عن جذور الأزمة الروسية الأوكرانية، والأسباب التي دفعت روسيا في الهجوم على أوكرانيا، حيث رأت أن ذلك يسبب خطر وتهديد على أمن المنطقة، وكان عليها التصدي لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي؛ لاعتبارها أن أوكرانيا تابعة لجمهوريتها.

الدراسة الثانية: الإشكالية القانونية للحرب الروسية الأوكرانية ([8]):

تحاول هذه الدراسة تناول الإشكاليات القانونية التي تثيرها الحرب الروسية على أوكرانيا من منظور القانون الدولي، التكييف القانوني للغزو الروسي لأوكرانيا ومدى مشروعيته، وكيف يمكن للدولة تكييف أحداث على أنها تهديدات لأمنها القومي، تبيح لها التدخل العسكري في إقليم دولة أخرى، كما حصل في شبه جزيرة القرم، حيث تضم أغلبية ناطقة بالروسية عام 2014م، وما هي الجهات القضائية الموكول إليها النظر في قضايا متعلقة بأوكرانيا.

الدراسة الثالثة: انعكاسات الأزمة الأوكرانية على العلاقات الروسية الغربية ([9]):

تتناول الدراسة الأزمة الدولية، والأبعاد السياسية والاقتصادية للحرب الروسية الأوكرانية والأهمية الاستراتيجية لأوكرانيا بالنسبة لروسيا، وانعكاسات هذه الأزمة على العلاقات الروسية الغربية، وتتحدث عن الجهود الدولية لحل الأزمة (اتفاقية منسيك الأولى والثانية)، ومستقبل العلاقات الروسية مع الغرب على ضوء الأزمة.

المحور الثاني: دراسات تتعلق بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الشرق الأوسط:

يشمل هذا المحور بعض الدراسات منها:

الدراسة الأولى: تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على الشرق الأوسط ([10]):

تناولت الدراسة موقف الدول العربية من الغزو الروسي حيث كان موقفًا محايدًا، وتحدثت عن سياسات الطاقة والأمن الغذائي، وتحدثت أيضًا عن تأثير النزاع في أوكرانيا على الدول العربية.

الدراسة الثانية: الهجوم الروسي على أوكرانيا وتداعياته على الخليج وإيران ([11]):

تناولت الأزمة الأوكرانية في التحولات الجيوسياسية الدولية وأنه لا يتوقف تأثير الأزمة على شرق أوروبا؛ بل له تداعيات على الشرق الأوسط وعوامل صعودها، كما أوضحت الدراسة أن هناك تداعيات اقتصادية سيعاني منها الاقتصاد العالمي في الوقت الراهن من ضعف النمو الاقتصادي وارتفاع حاد في التضخم، حيث تفاقمت التطورات منذ مطلع عام 2020م، بوقوع الاجتياح الروسي الشامل للأراضي الأوكرانية في أواخر فبراير 2022، كما تضمنت القوة الفاعلة فيها، وتداعياتها على كل من الشرق الأوسط وإيران ودول مجلس التعاون الخليجي.

سادسًا: الإطار المفاهيمي:

تحتوي الدراسة على مفاهيم رئيسية وأخرى مرتبطة وأخرى مختلطة، تتمثل المفاهيم الرئيسية في الأزمة الدولية، وتتمثل المفاهيم المرتبطة في النزاع الدولي، والأمن الدولي، والمناورات العسكرية، والتدخل، والمصلحة الوطنية، كما تتمثل المفاهيم المختلطة في الحرب، والصراع الدولي.

  • المفاهيم الرئيسية للدراسة:

وتتضمن مفهوم رئيسي واحد وهو: الأزمة الدولية.

  • مفهوم الأزمة الدولية: نقطة تحول مفاجئة في العلاقات بين الدول، تتضمن تهديدًا مباشرًا للقيم والمصالح العليا لمختلف الفواعل، مما يفرض على صانع القرار اتخاذ مواقف سريعة وفعالة في قترة ضيقة ([12]).
  • المفاهيم المرتبطة للدراسة:

وتتضمن مفاهيم أساسية مثل: النزاع الدولي، الامن الدولي، المناورات العسكرية، التدخل، المصلحة الوطنية.

  • مفهوم النزاع الدولي:

الخلاف الذي ينشأ بين دولتين على موضوع قانوني أو حادث معين بسبب تعارض وجهات نظرهما القانونية أو مصالحهما سواء الاقتصادية أو السياسة أو العسكرية ([13]).

  • مفهوم الأمن الدولي:

كل التهديدات المنتجة لعدم الاستقرار بين الدول وداخل الدول ([14]).

  • مفهوم المناورات العسكرية:

مجموعة من التمارين التي يقوم بها إحدى التشكيلات التابعة للقوات المسلحة منفردة أو بتنسيق مع باقي القطاعات والجيوش الأجنبية الصديقة، وتحمل المناورات أسماء ليست سرية وإنما رمزية تعرف بها ([15]).

  • مفهوم التدخل:

هي ممارسات خارجية تؤثر في الشؤون الداخلية لدول ذات سيادة، ويكون تدخل بالقوة العسكرية ([16]).

هـ) مفهوم المصلحة الوطنية:

مصلحة الدولة ككل بوصفها كيانًا مستقلًا، وهي منفصلة عن مصالح المناطق أو المجموعات الفرعية وكذلك عن دول أخرى أو المجموعات المتعددة القومية ([17]).

  • المفاهيم المختلطة للدراسة:

تتضمن مفاهيم مختلطة منها: الحرب، الصراع الدولي.

  • مفهوم الحرب:

صراع مسلح بين طرفين مسلحين يستعمل كل فريق جميع ما لديه من وسائل الدمار للدفاع عن مصالحه وحقوقه أو لفرض إرادته على الغير ([18]).

  • مفهوم الصراع الدولي:

المنازعات والحروب الإقليمية الموجودة في العالم ([19]).

سابعًا: الإطار المنهجي:

تحتوي الدراسة على منهج المصلحة الوطنية:

منهج المصلحة الوطنية: هو جزء من المنهج الواقعي في دراسة العلاقات الدولية، ويعد مورجانثو أحد رواد ذلك المنهج، يعد أداة التحليل الرئيسية لدى أتباع منهج الواقعية السياسية، كما أن المصلحة والقوة وجهان لعملة واحدة، كما أن الدول تستند في سلوكها الدولي إلى الرشد والعقلانية وهي في سبيلها إلى تحقيق مصالحها، تمثل فكرة المصلحة القومية الموجه الدائم لسلوك وسياسات الدول عبر الزمان والمكان، غير أن مضمون هذه المصلحة يتأثر بالإطار السياسي والثقافي السائد في المجتمع.

تهدف السياسة الدولية بوجه عام إلى تحقيق ثلاثة أنواع من الأهداف كالحفاظ على القوة، وزيادة القوة، وإظهار القوة، ومن ثم سياسات الدول المعبرة عن هذه الأهداف تكون عادةً واحدة من ثلاث: الإبقاء على الوضع الراهن، التوسع الاستعماري، الهيبة.

يمكن تطبيق هذا المنهج من خلال دراساتنا للأزمة الأوكرانية الروسية من خلال أن روسيا وظفت هذا المنهج من خلال التدخل في أوكرانيا للحفاظ على مصالحها الحيوية، واستعادة هيبتها الدولية.

ثامنًا: تقسيم الدراسة

تنقسم الدراسة إلى ثلاثة فصول، وكل فصل يحتوي على مبحثين:

الفصل الأول: طبيعة الأزمة الأوكرانية الروسية في الفترة (2014- 2022)

  • المبحث الأول: السياق التاريخي للأزمة الأوكرانية الروسية
  • المبحث الثاني: المواقف الدولية من الأزمة الأوكرانية الروسية في الفترة (2014- 2022)
  • الفصل الثاني: تأثير الأزمة الأوكرانية الروسية على الدول العربية في الفترة (2014- 2022)
  • المبحث الأول: تأثير الأزمة الأوكرانية الروسية على الدول العربية في شمال أفريقيا في الفترة (2014- 2022)
  • المبحث الثاني: تأثير الأزمة الأوكرانية الروسية على الدول العربية في آسيا في الفترة (2014- 2022)
  • الفصل الثالث: أبعاد الأزمة الأوكرانية الروسية على المملكة العربية السعودية في الفترة (2014- 2022)
  • المبحث الأول: الأثر الاقتصادي للأزمة الأوكرانية الروسية على المملكة العربية السعودية في الفترة (2014- 2022)
  • المبحث الثاني: الأثر السياسي للأزمة الأوكرانية الروسية على المملكة العربية السعودية في الفترة (2014- 2022)

الفصل الأول

طبيعة الأزمة الأوكرانية الروسية في الفترة (2014- 2022)

مُقدمة:

دخل العالم في مدار جديد غير الذي كان فيه منذ انتهاء الحرب الباردة، وبشكلٍ ما سعت روسيا ومن قبلها الصين إلى عمل نوع من المراجعة للنظام الدولي مرةً أخرى، حيث أن هناك تحدٍ روسي للنظام العالمي دار من قبل ولم يعد مقبول الآن، بالإضافة إلى وجود تحدٍ صيني يتمثل في إمكانية منافسة الصين للولايات المتحدة الأمريكية، حيث تعتبر المراجعة الحالية للنظام الدولي بها نوع من اختيار القوة، كما أن القوى الدولية تفكر حاليًا في تشكيل جديد قائم على التنافس التعاوني.

يربط بين كل من روسيا وأوكرانيا خلفية ثقافية تمتد لمئات السنين، كما تشتركان في روابط لغوية وعرقية، وتعد أوكرانيا ثاني أكبر جمهورية سوفيتية بعد روسيا، حيث تسعى روسيا لربط علاقات اقتصادية متينة ومهمة، وفي نفس الوقت لاستعادة مكانتها العالمية، إذ أن أوكرانيا لها أهمية استراتيجية واقتصادية وثقافية، ومنذ انفصالها عن الاتحاد السوفيتي تنافست كل من روسيا والغرب لتحقيق نفوذ أكبر في البلاد من أجل الحفاظ على ميزان القوى في المنطقة لمصالحها.

يتناول هذا الفصل مبحثين رئيسيين وهما:

المبحث الأول والمعنون (السياق التاريخي للأزمة الأوكرانية الروسية).

والمبحث الثاني والمعنون (المواقف الدولية من الأزمة الأوكرانية الروسية في الفترة 2014- 2022).

المبحث الأول

السياق التاريخي للأزمة الروسية الأوكرانية

تمهيد:

تشترك أوكرانيا وروسيا في مئات السنين من الروابط الثقافية واللغوية والعائلية، منذ كانا جزءًا من الاتحاد السوفيتي السابق، وتعد أوكرانيا ثاني أقوى جمهورية سوفيتية بعد روسيا، وكانت ذات أهمية استراتيجية واقتصادية وثقافية، ومنذ انفصال أوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي، تنافست كل من روسيا والغرب من أجل نفوذ أكبر في البلاد من أجل الحفاظ على ميزان القوى في المنطقة لصالحهما، وبالنسبة للكثيرين في روسيا وفي الأجزاء الروسية الأخلاقية من أوكرانيا، يعتبر التراث المشترك للدول قضية عاطفية تم استغلالها لأغراض انتخابية وعسكرية.

يتناول المبحث ثلاثة محاور رئيسة هما:

المحور الأول: النظام السياسي الأوكراني والسياق التاريخي للأزمة الأوكرانية الروسية

المحور الثاني: الثورات البرتقالية الأوكرانية

المحور الثالث: أزمة القرم 2014

المحور الأول: النظام السياسي الأوكراني والسياق التاريخي للأزمة الأوكرانية الروسية:

يرجع نشوء دولة أوكرانيا إلى القرن التاسع ميلادي، إذ تأسست على أيدي السلاف الشرقيين واتخذوا من مدينة كييف عاصمة لهم؛ لكنها عادت لتتفكك في القرن الثاني عشر، وتتقاسمها عدد من الدول المجاورة، وفي القرن التاسع عشر خضع الجزء الأكبر منها إلى الإمبراطورية الروسية، وبقيت أجزاء منها تحت السيطرة النمساوية والهنغارية، وبعد استقلالها على أثر الحرب العالمية الأولى أصبحت في 30 يناير 1922 من مؤسسي الإتحاد السوفياتي، ثم من مؤسسي منظمة الأمم المتحدة في عام 1945، وبعد تفكك الاتحاد السوفياتي أعلنت أوكرانيا استقلالها وبسطت سيادتها على شبه جزيرة القرم التي كانت قد ألحقت بها قانونيًا.

أولًا: سمات وخصائص الدولة الأوكرانية:

تقع أوكرانيا جنوب غرب القسم الأوروبي من الاتحاد الروسي وتحدها من الشمال جمهورية بيلاروسيا ومن الشمال الشرقي والشرق جمهورية روسيا الاتحادية ومن الجنوب البحر الأسود وبحر آزوف ومن الجنوب الغربي جمهورية مولدوفا ورومانيا والمجر ومن الغرب سلوفاكيا وبولندا.

يربط موقع أوكرانيا بين الشرق والغرب، وتحديداً بين روسيا الاتحادية والغرب، مما يجعلها في حالة جذب وصراع بين روسيا والغرب حول موقعها حيث تقع موانئها على البحر الأسود وبحر آزوف هما البوابات الجنوبية المؤدية إلى البحار الدافئة وأوروبا الغربية في جميع القارات.

تبلغ مساحة أوكرانيا (603.700) كيلومتر، ويبلغ طول الشريط الساحلي فيها (2782) كيلومترًا، حيث يتم تصنيفها في المرتبة الرابعة والأربعين على مستوى العالم من حيث المساحة ([20]).

وفي ظل هذه المساحة يتشكل الواقع الجغرافي لأوكرانيا من عدة أشكال جغرافية ففيها السهول الخصبة والسهوب والهضاب كما توجد بها جبال الكاربات في الغرب، والذي يعد جبل “هولا هو فرلا” الأعلى قمة، إذ تصل إلى 2061 متر إلى جانب الجبال الموجودة في شبه جزيرة القدم في أقصى الجنوب على طول الساحل وتتكون أساسا من صخور كلسية.

أما فيما يتعلق بمناخ أوكرانيا فيعد مناخا قاريا معتدلا مع وجود مناخ البحر الأبيض المتوسط على ساحل القرم. ويتباين سقوط الأمطار فيها إذ يرتفع في الغرب والشمال وينخفض في الشرق قالداي في جمهورية روسيا الاتحادية.

تتشكل أوكرانيا كدولة موحدة من أربعة وعشرين محافظة، أما بالنسبة للمياه، يعد نهر الدنيير من أهم الجاري المائية في أوكرانيا وأطولها إذ يبلغ طوله 2285 كم.

ثانياً: النظام السياسي في أوكرانيا:

مع ظهور ملامح تفكك الإتحاد السوفياتي بدأت الأوضاع السياسية في أوكرانيا التي تعتبر تابعة للاتحاد السوفياتي بالتغيير ففي 1990 أعلن البرلمان سيادة دولة أوكرانيا، أعلنت أوكرانيا استقلالها وجرى في 1 ديسمبر 1931 استفتاء شعبي اختار من خلاله الشعب الاستقلال وتم انتخاب ليونيد (كرافتشوك أول رئيس للدولة الأوكرانية الحديثة).

تعتبر أوكرانيا من حيث نظام الدولة دولة موحدة تقوم مبادئ الوحدة وعدم القابلية للانقسام وحرمة وسلامة أراضيها الوطنية، وأوكرانيا دولة ديمقراطية مستقلة تخضع لمبدأ سيادة القانون، وقد أنشأت على أساس ممارسة شعبها لحقه السيادي في تقرير المصير، وجميع السلطات في أوكرانيا مملوكة للشعب والشعب هو المصدر الوحيد للسلطات التي يمارسها بصورة مباشرة عن طريق الاستفتاءات وعن طريق شبكة من الهيئات الحكومية.

يعد النظام السياسي في أوكرانيا نظاما مختلطا نصف رئاسي ونصف برلماني مع فصل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية. وبالنسبة لماهية السلطات المكونة للنظام السياسي في أوكرانيا فهي:

  1. السلطة التنفيذية:

تتكون السلطة التنفيذية من رئيس الدولة ورئيس الحكومة والحكومة فرئيس الدولة هو رئيس الجمهورية في أوكرانيا، كما ينص على ذلك الدستور الأوكراني وهو الذي يضمن السيادة الوطنية، وتبلغ مدة ولاية الرئيس خمس سنوات ولا يمكن تجديد الولاية للرئيس لأكثر من مرتين رئيس الحكومة أو مجلس الوزراء يمثل السلطة التنفيذية العليا ويتم اقتراح مرشح لمنصب رئيس الوزراء من قبل التحالف البرلماني الرئيس، وتستند أعمال رئيس الحكومة على الدستور والقوانين والأوامر الرئاسية، وتعد الحكومة في أوكرانيا مسؤولة أمام البرلمان.

يوجد إلى جانب مجلس الوزراء المجلس الوطني للأمن والدفاع والذي تم إنشاؤه سنة 1992 ويسمى مجلس الأمن الوطني ويسعى لتطوير سياسة الأمن الوطني تجاه القضايا المحلية والدولية ([21]).

  1. السلطة التشريعية:

تتكون السلطة التشريعية في أوكرانيا من مجلس واحد هو المجلس الأعلى ويتألف من أربعمائة وخمسين مقعد وتجري بموجب قانون الانتخاب الجديد انتخاب نصف أعضاء المجلس الأعلى على أساس التمثيل للأحزاب، ونصف أعضاء المجلس الأعلى الآخر للأعضاء المنتخبين من كل مقاطعة، وتبلغ مدة عضوية جميع الأعضاء خمس سنوات.

3.السلطة القضائية:

نظام السلطة القضائية في أوكرانيا وإجراءاتها أو الإجراءات القضائية تتم بواسطة المحكمة الدستورية ومحاكم الاختصاصات العامة، وتمثل المحكمة العليا في أوكرانيا سلطة عليا لنظام المحاكم ذات الاختصاصات العامة، أما المحكمة الدستورية في أوكرانيا فهي وحدة منفصلة ولها الاستقلالية عن محاكم الاختصاصات العامة.

ثالثاً: الأهمية الجيوسياسية لأوكرانيا:

تحظى أوكرانيا بأهمية استراتيجية ناتجة عن موقعها الجغرافي المتميز وتوافر الموارد الطبيعية في أراضيها إلى جانب وجود التنوع الديمغرافي تقع أوكرانيا في منطقة استراتيجية مهمة فهي تصنف ضمن الدول العازلة أي الدول التي تعزل بين قارتين، فهي ضمن حزمة الدول التي تقع بين روسيا وأوروبا، وتتكون من مشهد جغرافي يجعله محط جذب خارجي بالإضافة إلى الكثافة السكانية ([22]).

  1. الأهمية الجيوسياسية لأوكرانيا بالنسبة إلى روسيا:

إن أوكرانيا مساحتها الكبيرة وتضاريسها المميزة وإطلالها على المياه الدافئة، جعلت النظرة الروسية إليها ثابتة حيث تعتبرها الحديقة الخلفية لها ومنه لأوكرانيا أهمية إستراتيجية لروسيا، وهي جزء من حزام الأمان الجغرافي، كما أنها حاجز طبيعي بين الغرب وروسيا بالإضافة إلى أنها أقرب الطرق من روسيا إلى البلقان والبحر الأبيض المتوسط التي تعد المياه الدافئة لأسطول البحر الأسود الروسي.

كذلك فنسبة الطاقة التي تسوقها روسيا لأوروبا عبر أوكرانيا تبلغ 80%، كما أن تراجع مخزونات الطاقة في الشرق الأوسط وحاجة الاقتصاد الغربي إلى مزيد من إمدادات الطاقة مستقبلًا، جعل روسيا تعمل بأقصى جهد للحفاظ على أوكرانيا كمعبر لأنابيب الطاقة، فخاصة أن روسيا تريد وضع يدها على نقط بحر قزوين وتوريده نحو أوروبا وقطع الطريق على المشروع الأوروبي التركي.

رابعاً: جذور الأزمة الأوكرانية:

ترجع جذور الأزمة الأوكرانية الأولى بسبب اشتعال الاحتجاجات في أوكرانيا ضد الرئيس فيكتور يانكوفيتش بعد توقيعه لاتفاق مع موسكو الذي يجعلها تمنح أوكرانيا 15 مليار دولار، ويخفض سعر الغاز الذي تُسلمها إياه بمعدل الثلث وهو مستوى تفضيلي لجمهوريات الاتحاد السوفيتي في السابقة التي تعتبرها شريكتها إلا أن المشهد الأوكراني في حقيقته يرجع إلى خلفية أبعد من ذلك.

انطلقت الثورة البرتغالية في 2004، نتيجة عملية تزوير انتخابي ذكر أن نظام الرئيس اليونيد” “كوتشما” كان قد قام بها من أجل أن يوصل مرشحه فيكتور يانكوفيتش” الموالي لروسيا الاتحادية إلى منصب الرئاسة في أوكرانيا ليعلن فوزه على مرشح المعارضة “فيكتور يوشينكو” المدعوم من الغرب مما أدى إلى غضب المعارضة التي دعت إلى الاتحاد السوفيتي، وتسعى الأطراف إلى تحقيق أهدافها دون الوصول إلى المواجهة العسكرية فكانت كييف عاصمة أوكرانيا مركز تحركات المتظاهرين بسبب الصراع على السلطة، وتجاذبات بين الطرفين وهما الطرف الأول رئيس الجمهورية فكتور يوشينكو” وخليفته زعيم كتلة المعارضة البرلمانية والتي تمثل الأقلية بوليا” تيموشنكو”، والطرف الثاني وهو رئيس الوزراء فيكتور يانكوفيتش” وخلفاؤه الذين يمثلون زعماء الكتلة الأغلبية البرلمانية ([23]).

انطلقت الثورة البرتغالية لمواجهة طبقة فاسدة من رجال الأعمال وقرصنة أموال البلاد في شكل قروض من البنوك الوطنية ثم التهرب من السداد فضلا عن هيمنة فئة قليلة من الأثرياء على قطاع المناجم ومصانع الصلب. وفي مطلع عام 2005 تمكن مئات الآلاف من المتظاهرين سلميًا في الثورة البرتغالية من تغيير نظام الحكم في أوكرانيا، إلا أن زعيم الثورة البرتغالية “فيكتور يوشينكو الذي تسلم البلاد عقب الثورة وبعد خمس سنوات من الوعود فشل في تحقيق العديد من تلك الوعود.

  1. عجز الحكومة البرتغالية عن مواجهة الفساد.
  2. انهيار ثقة الشعب في حكومته، ففي الوقت الذي أرجع فيه شركاء الرئيس الأوكراني فشل الثورة إلى ضعف شخصية الرئيس، اتهم يوشينكو من جانبه شريكته رئيسة وزراء بلاده “يوليا تيموشنكو ” سبب الفشل الاقتصادي في السنوات الخمس الأخيرة، وذلك بعد أن اتهمتها سلفا بخيانة مبادئ الثورة تحولت فجأة إلى التصالح مع روسيا.
  3. الإفلاس الإيديولوجي، فمن المعروف أن الثورة البرتغالية اشتعلت كي لا يصل إلى مقعد الرئيس يانكوفيتش المعروف في الإعلام الغربي ابن روسيا البار لكن زعيم الثورة البرتغالية اضطر إلى قبوله مرة أخرى رئيسا لوزراء البلاد نتيجة سطوته وهيمنته البرلمانية. الصراف الدعاة الرسميين احتضان الثورة، فالاتحاد الأوروبي لم يمارس سوى دور ناعم وحلف الناتو وجد خسائر أوكرانيا اليه في الوقت الحاضر أعلى من الأرباح المتوقعة في ظل التوتر روسيا، أما الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت أول من بارك الثورة البرتغالية ودعم اشتعالها موقعها المتأزم في أفغانستان والعراق، واندلعت بالفعل الأزمة السياسية في أوكرانيا في 2007 مع إعلان أحد عشر نائبا من الكتلتين البرلمانيتين المعارضتين انتقالهم من الموالاة للرئيس “يوشينكو” إلى صف الأغلبية البرلمانية بزعامة فيكتور يانكوفيتش” وتوافق مع الأزمة بين كتلتين متعارضتين في البرلمان هناك رأي يرى أن الأزمة السياسية هي نتائج تعارض مصالح رجال الأعمال المؤيدين “ليوليا تيموشكون” مع مسيرة الخصخصة التي بدأتها الحكومة وبين الفريق الآخر.

ومع انقسام التكتلات داخل البرلمان الأوكراني بين المؤيدة لروسيا الاتحادية وأخرى مؤيدة للغرب وفوز الكتلة المؤيدة للغرب فقد تفاقمت الأزمة في بداية عام 2009 عندما رفعت روسيا أسعار الغاز الطبيعي وأوقفت إمداداتها منه عن أوكرانيا والتي تزامنت مع آثار الأزمة المالية العالمية والذي عزز من الإدراك الفعلي بالتأثير الذي يمكن أن تمارسه روسيا الاتحادية.

دخلت أوكرانيا في عام 2010 مرحلة تحول جديدة من خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت فيها والتي لم يحصل فيها فيكتور يوشينكو ” قائد الثورة البرتغالية الأعلى نسبة 5.4% من الأصوات في الجولة الأولى اما “يوليا تيموشنكو” فقد تخلقت على زعيم المعارضة فيكتور يانكوفيتش بفارق %11 من الأصوات وبعدها خسرت أمامه في الجولة الأخيرة التي فاز بها يانكوفيتش وحينها عادت العلاقات الروسية الأوكرانية إلى التقارب السابق وعادت اللغة الروسية كلغة رسمية في أوكرانيا.

المحور الثاني: الثورات البرتقالية الأوكرانية:

تعد الثورات البرتقالية التي اندلعت في أوكرانيا في عامي 2004 و2014 ثورات سلمية خرجت كل منهما لأسباب مختلفة، ولكن كلاهما كان حافزًا للدخول الروسي في أوكرانيا، حيث خرجت ثورة 2004 احتجاجًا على الفساد والتزوير الانتخابي في نتائج انتخاب المرشحين فيكتور يانكوفيتش-الموالي لروسيا- وفيكتور يوشينكو-الموالي للغرب-عام 2004 لصالح فيكتور يانكوفيتش، وأخدت اللون البرتقالي شعاراً لها، لأنه كان شعار المرشح يوشينكو اثناء حملته الانتخابية وتدل الثورة الملونة على أنها ثورات سلمية، وخرجت ثورة 2014 بسبب مماطلة الرئيس يانكوفيتش في التوقيع على اتفاقية الشراكة التجارية مع الاتحاد الأوروبي وسنشرح كلًا منهما بالتفصيل كالتالي:

أولًا: الثورة البرتقالية الأولى في أوكرانيا عام 2004م:

خرجت الثورة البرتقالية الأولى في أوكرانيا عام 2004 في العاصمة الأوكرانية (كييف)، بسبب انتشار الفساد وتزوير الانتخابات الرئاسية الأوكرانية عام 2004 لصالح المرشح فيكتور يانكوفيتش الموالي لروسيا على حساب المرشح فيكتور يوشينكو الموالي للغرب، كانت تهدف الثورة البرتقالية الأولى إلى القضاء على الفساد، والتخلص من تبعية أوكرانيا لروسيا، وإعادة الانتخابات بنزاهة.

انطلقت الثورة البرتقالية تحديدًا في 22 نوفمبر 2004، نتيجة عملية تزوير انتخابي، ذكر إن نظام الرئيس ليونيد كوتشما كان قد قام بها من أجل أن يوصل مرشحه فيكتور يانكوفيتش الموالي لروسيا الاتحادية إلى منصب الرئاسة في أوكرانيا في ظل تنافس وتناحر شديدين، ليعلن فوزه على مرشح المعارضة فيكتور يوشينكو الموالي للغرب قبل ظهور النتائج الرسمية ([24]).

أدى التزوير في الانتخابات إلى غضب المعارضة التي دعت للتظاهر، إذ انتشرت ادعاءات بأن الانتخابات شابها الفساد بشكل واسع مع إحداث ترهيب للناخبين وفساد انتخابي مباشر، فكانت كييف عاصمة أوكرانيا مركز تحركات المتظاهرين.

وقد شهدت مرحلة الثورة البرتقالية تحركات سياسية توزعت بين التظاهرات الشعبية والمفاوضات بين النظام والمعارضة وإقرارات وتعديلات على الدستور من قبل المحكمة العليا بالتنسيق مع البرلمان، وأصدرت المحكمة قرار بإلغاء نتائج الانتخابات السابقة للتشكك في نزاهتها تحت ضغط من المعارضة وإجراء جولة الإعادة بين المرشحين المتنافسين يانكوفيتش ويوشينكو وانتهت بفوز فيكتور يوشينكو بمنصب رئيس أوكرانيا في 25 ديسمبر 2004 ([25]).

كانت من أهم نتائج الثورة تحقيق هدف إعادة الانتخابات، وتولي يوشينكو الحكم، وتوتر العلاقات الأوكرانية الروسية بسبب تولي سلطة معادية لروسيا موالية للغرب حكم أوكرانيا.

ثانيًا: الأوضاع ما بعد الثورة:

لم تحقق الثورة البرتقالية الأوكرانية عام 2004 إلا هدف إعادة الانتخابات الرئاسية، حيث استمرت الصراعات السياسية ولم تحقق الثورة البرتقالية باقي أهدافها التي جاءت من أجلها والتي تقضي بإصلاح النظام والقضاء على الفساد وتبددت آمال الأوكرانيون بتحقيق الرئيس الجديد لمصاحهم، وكان انتقال السلطة الذي احتفت به وسائل الإعلام الغربية ليس إلا صراع نخبوي بين قادة الثورة البرتقالية، وبدأت الاتهامات بالفساد وعادت السلطة تدريجيًا إلى النخبة القديمة التي قامت الثورة للإطاحة بهم بتحالفها مع الرئيس فيكتور يوشينكو مستغلة ما تمتلكه من النفوذ والقوة الاقتصادية، وقد أدرك الشعب الأوكراني عدم تحقيق السياسات التي كان ينتظرها من الحكومة لتحقيق مصالحه، ودخلت أوكرانيا في وضع اقتصادي صعب جدًا، إذ وصل حجم دينها في عام 2008 ما يقارب الستة عشر مليار دولار وظلت عاجزة عن تسديد القروض المستحقة لها ([26]).

  • الأوضاع السياسية بعد الثورة البرتقالية الأوكرانية الأولى 2004:

لم تتقبل روسيا الاتحادية الثورة البرتقالية في أوكرانيا بكل تفاصيلها ومتطلباتها وأهدافها، لأنها وجدت فيها تجاوزًا على نفوذها وخطرًا فعليًا على سيطرتها فيما تعده ضمن مجالها الحيوي، فبدأت بعد فوز فيكتور يوشينكو الموالي للغرب بمنصب رئيس جمهورية أوكرانيا بالتخطيط لتغيير الأوضاع بالشكل الذي يحقق مصالحها في أوكرانيا ([27]).

أدى رفض روسيا الاتحادية للثورة البرتقالية في أوكرانيا ونتائجها إلى تردي العلاقات الروسية – الأوكرانية، وذلك نتيجة سياسات الرئيس الأوكراني فيكتور يوشينكو المعادية لروسيا الاتحادية منها تزويد جورجيا بالأسلحة والسعي للانضمام لعضوية حلف شمال الأطلسي على خلاف إرادة الشعب الأوكراني، وإن القيادة الأوكرانية تعمل على إعاقة عمل أسطول البحر الأسود في ميناء سيفاستوبول الأوكراني، بالإضافة إلى الخلاف الأوكراني- الروسي حول تسعير الغاز الذي يصل إلى أوكرانيا من روسيا الاتحادية.

مع وجود التوتر في العلاقات الأوكرانية – الروسية، إلا إن البرلمان الأوكراني أثناء مدة رئاسة الرئيس (فيكتور يوشينكو) كان يقوده ائتلاف الأغلبية البرلمانية الموالي لروسيا الاتحادية بزعامة رئيس الوزراء (فيكتور يانكوفيتش)، الأمر الذي قاد فيكتور يوشينكو وبعد أكثر من عامين على قيام الثورة البرتقالية وبعد عام تقريبًا على الانتخابات التشريعية إلى حل البرلمان، مما أدى إلى زج أوكرانيا من جديد في أزمة سياسية نتيجة رفض الأغلبية البرلمانية بزعامة رئيس الوزراء فيكتور يانكوفيتش الذي أعلن إنه سيتحدى القرار الرئاسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة إذا لم يتراجع فيكتور يوشينكو عن قراره، إلا إن الرئيس فيكتور يوشينكو سار في قرار حل البرلمان الذي تسيطر عليه الأحزاب الموالية لروسيا الاتحادية محددًا يوم 27 مايو 2007، لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة، وأدى ذلك إلى خروج المتظاهرين من الطرفين ودعوة القيادية في الثورة البرتقالية (يوليا تيموشنكو) إلى التحرك في وجه حكومة فيكتور يانكوفيتش) ([28]).

دخلت أوكرانيا في عام 2010 مرحلة تحول جديدة من خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت فيها وكانت بين ثلاثة مرشحين هم فيكتور يوشينكو قائد الثورة البرتقالية وليوليا تيموشنكو التي كانت في تلك المرحلة تتولى رئاسة الوزراء وفيكتور يانكوفيتش زعيم المعارضة وحزب الأقاليم الموالي لروسيا الاتحادية، وخسر فيها فيكتور يوشينكو ولم يحصل إلا على نسبة 5.4% من الأصوات وأقيمت الجولة الثانية بين كلاً من فيتكور يانكوفيتش وليوليا تيموشنكو وانتهت بفوز فيكتور يانكوفيتش ([29]).

عادت العلاقات الأوكرانية- الروسية مع فوز فيكتور يانكوفيتش إلى التقارب السابق، وأعلنت أوكرانيا في ذلك الوقت وعلى وفق مطالب روسيا الاتحادية بإنهاء المساعي للحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي لتكون أوكرانيا دولة محايدة، مع عدم إبعاد الأسطول العسكري البحري الروسي خارج المياه الإقليمية الأوكرانية في البحر الأسود وان تعود اللغة الروسية كلغة رسمية في أوكرانيا، وأكد الرئيس الروسي السابق ديمتري ميد فيديف للرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانكوفيتش على أهمية إنهاء المرحلة التي اعتبرتها روسيا الاتحادية قاتمة في العلاقات الروسية الأوكرانية السابقة ([30]).

انعكست آثار التحول في أوكرانيا على علاقاتها مع روسيا الاتحادية، ووقعت القيادة الأوكرانية الجديدة اتفاقية تمديد بقاء الأسطول الروسي في ميناء سيفاستوبول في جزيرة القرم على البحر الأسود لمدة خمسة وعشرون عامًا وبقائه إلى عام 2042، وتصديقها في البرلمان بعد أن كانت حكومة الرئيس فيكتور يوشينكو لا ترغب في تمديد اتفاقية إيجار روسيا الاتحادية استخدام الميناء العسكري الأوكراني إلى أكثر من عام 2017، والهدف من تلك الاتفاقية تزويد روسيا الاتحادية لأوكرانيا بالغاز الطبيعي بأسعار مخفضة، وذلك من خلال تخفيض سعر الغاز الطبيعي بمقدار مائة دولار.

وقع الرئيسان الروسي السابق ديمتري ميد فيديف والأوكراني السابق فيكتور يانكوفيتش على اتفاقية إيجار روسيا الاتحادية استخدام الميناء العسكري الأوكراني بعد القمة الروسية الأوكرانية في مدينة خاركوف الأوكرانية، وقد وفرت هذه الاتفاقية لأوكرانيا مكاسب اقتصادية نتيجة توفير أوكرانيا للمبالغ والأموال الناتجة عن تخفيض سعر الغاز الطبيعي واستثمارها في خطط اقتصادية أخرى إلى جانب حصولها على بدل الإيجار للقاعدة البحرية من روسيا الاتحادية، والذي يبلغ حوالي 99 مليون دولار سنويًا مضافًا لها خمسة عشر مليون دولار سنويًا مقابل الخدمات التي يقدمها الأوكرانيون إلى البحارة الروس، كما وتقدم روسيا الاتحادية مبالغ تقدر بمليون دولار لتطوير البنية التحتية الاجتماعية في ميناء سيفاستوبول الأوكراني ([31]).

  • الأوضاع الاقتصادية بعد الثورة البرتقالية الأوكرانية الأولى 2004:

اندلعت بالفعل الأزمة السياسية في أوكرانيا في 23 مارس 2007، ومع انقسام التكتلات داخل البرلمان الأوكراني بين كتلة مؤيدة من روسيا الاتحادية وأخرى مؤيدة من الغرب وفوز رئيس الكتلة المؤيدة للغرب، فقد تفاقمت الأزمة في بداية عام 2009 في أوكرانيا، عندما رفعت روسيا الاتحادية أسعار الغاز الطبيعي وأوقفت إمداداتها منه عن أوكرانيا، وقد ترافقت هذه الأزمة وآثارها على أوكرانيا مع آثار الأزمة المالية العالمية، حتى إن آثارها أي أزمة الغاز الطبيعي إلى الدول الأوروبية التي يصلها الغاز عن طريق أوكرانيا التي تعد المركز الرئيس لنقل الاحتياجات الأوروبية التي تصل إلى 40% – أي الاستهلاك السنوي الأوروبي من الغاز الطبيعي الذي يأتي من روسيا الاتحادية، وقد عزز ذلك من الإدراك الفعلي بالتأثير الذي يمكن أن تمارسه روسيا الاتحادية.

ثالثًا: الثورة البرتقالية الأوكرانية الثانية عام 2014:

اندلعت الثورة البرتقالية الأوكرانية الثانية عام 2014 بالعاصمة الأوكرانية (كييف)، بسبب تأجيل ومماطلة الرئيس الأوكراني فيكتور يانكوفيتش التوقيع على اتفاقية الشراكة التجارية مع الاتحاد الأوروبي.

كان ميل وتحالف الرئيس الأوكراني (فيكتور يانكوفيتش) مع روسيا الاتحادية ورغبته في توثيق روابط وعلاقات أوكرانيا وتعاملها مع روسيا الاتحادية بشكل مغاير تمامًا لعلاقاته مع الغرب والاتحاد الأوروبي، فكانت بداية الأزمة في أوكرانيا عندما اندلعت الاحتجاجات ضد حكومة الرئيس (فيكتور يانكوفيتش) نتيجة تأجيله وإيقافه استعدادات التوقيع على اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي، حيث كانت حكومة يانكوفيتش تتفاوض على اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي منذ عام 2012 ([32]).

كانت في حال توقيع أوكرانيا على اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي، ستفتح الحدود أمام البضائع وتخفيف قيود السفر، كان هكذا اتفاق تجاري شامل مع الاتحاد الأوروبي سيؤثر على الاتفاقيات التجارية الأوكرانية مع روسيا، بكونها أكبر شريك تجاري لأوكرانيا في ذلك الوقت، اعتقد يانكوفيتش أنه يمكن معالجة التعقيدات، وقال أنه يعتزم دخول الاتفاقية؛ لكنه استمر بالتأجيل، فُسر هذا الأمر على أنه محاولة للتراجع عن توقيع هذه الاتفاقية، وأدى إلى موجة من الاحتجاجات باتت تُعرف بحركة (الميدان الأوروبي)، وقد قال الرئيس فيكتور يانكوفيتش إن روسيا الاتحادية قامت بالضغط عليه وكانت وراء قرار تأجيله التوقيع على الاتفاقية ([33]).

نتج عن ذلك القرار خروج المتظاهرين الأوكرانيين الذين يمثلون المعارضة في وسط العاصمة كييف، إلى جانب خروج التظاهرات في مدن أخرى في أوكرانيا معبرين عن سخطهم من سياسات وقرارات الحكومة وعازمين على إرغام السلطة الحاكمة على الاستقالة والرحيل وتحقيق التقارب الذي يريدونه مع الاتحاد الأوروبي، أي إن احتجاج المتظاهرين كان ضد سياسة الرئيس فيكتور يانكوفيتش التي قرر فيها التخلي عن الشراكة السياسية مع الاتحاد الأوروبي وتحقيق الاتحاد والتقارب مع روسيا الاتحادية، وقد تفاقمت الاحتجاجات والتظاهرات، إذ وجد المتظاهرون فيها الفرصة لتحقيق أهداف الثورة البرتقالية وتحقيق المزيد من الإصلاحات السياسية.

أصبحت الاشتباكات بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب عنيفة، وأسفرت عن سقوط قتلى وصلت أعدادهم لما يقارب 130 شخص، من بينهم 18 ضابط شرطة، ونتيجة لذلك وبعد شهرين على الاحتجاجات قرر رئيس الوزراء الأوكراني مكيولا آزاروف تقديم استقالته من منصبه وفي الوقت ذاته ألغى البرلمان الأوكراني مجموعة من التشريعات التي كان قد أقرها قبل أسبوعين تقريبًا ([34]).

وكانت أحد أسباب الأزمة الداخلية تلك القوانين المتعلقة بتشديد قواعد تنظيم المظاهرات، فكانت استقالة رئيس الوزراء تبريراً بفسح المجال لإيجاد حل سياسي وتسوية سلمية للأزمة خشية منه من تحول أو تحديد الأزمة للتنمية الاقتصادية وتهديد مصالح المواطنين والمجتمع الأوكراني، وقد توصل الرئيس الأوكراني فيكتور يانكوفيتش إلى توقيع اتفاق مع زعماء المعارضة وبوساطة أوروبية لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد نص على إجراء انتخابات مبكرة في شهر ديسمبر تهديد وتشكيل حكومة انتقالية وتعديل الدستور الذي سيتضمن تقليص صلاحيات الرئيس، وبناءً على الاتفاق البرلمان الأوكراني الصالح استبدال الدستور الحالي بدستور عام 2014 السابق، الذي أوصى بتشكيل حكومة ائتلاف وطني خلال عشرة أيام، كما صوت نواب المعارضة في البرلمان على إلغاء قوانين حكومة فيكتور يانكوفيتش الصارمة لمكافحة الإرهاب وعودة قوات الأمن إلى أماكنها.

قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على المسؤولين الأوكرانيين الضالعين بأعمال العنف، وقد نددت روسيا الاتحادية بالمعارضة الأوكرانية وحذرتها من تهديد سيادة البلد، وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين قد دعيا إلى وضع الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الحكومة والمعارضة في أوكرانيا موضع التنفيذ سريعًا، وقد أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن روسيا الاتحادية تريد أن تكون جزء من عملية التنفيذ في أوكرانيا وضرورة تحقيق الاستقرار فيها.

على الرغم من الاتفاق، فإن الحدث الفاصل والناتج عن الاحتجاجات الشعبية هو مغادرة الرئيس الأوكراني (فيكتور يانكوفيتش) قصر الرئاسة إلى جهة مجهولة، فمع ازدياد التوترات أصبح من المتعذر الدفاع عن سلامة الرئيس الشخصية في 22 فبراير فرّ من كييف مع تصريح مستشارته (هانا هيرمان) إنه يتواجد في مدينة (خاركوف) شرقي أوكرانيا وإنه سيعود إلى كييف، وكذلك تصريحه هو بأنه لن يستقيل، فأصبح المقر الرئاسي بأيدي المتظاهرين، وبعدما لم يعد فيكتور يانكوفيتش يمارس مهامه كرئيس للبلاد أجرى البرلمان الأوكراني تصويت على قرار يحدد يوم 25 مايو 2014 موعدًا لانتخابات رئاسية مبكرة.

أعلن الجيش الأوكراني بأنه لن يتدخل بالأزمة السياسية الداخلية، إذ صوت البرلمان الأوكراني ب 328 صوت من أصل 447 صوت على عزل الرئيس فيكتور يانكوفيتش لاتهامه بالتقصير في أداء مهامه[35]، وقال يانكوفيتش أن هذا التصويت ليس شرعيًا ومن الممكن أن يكون بالإكراه، وطلب المساعدة من الاتحاد الروسي. اعتبرت روسيا أن إطاحة يانكوفيتش عبارة عن انقلاب غير شرعي، ولم تعترف بالحكومة المؤقتة التي اتخذها المحتجون. قامت مظاهرات حاشدة ضد الثورة موالية لروسيا في المناطق الشرقية والجنوبية من أوكرانيا، إذ تلقى يانكوفيتش هناك دعمًا قويًا في الانتخابات الرئاسية لعام 2010.

قرر البرلمان الإفراج عن زعيمة الثورة البرتقالية لوليا تيموشنكو بعد أن قضت ثلاث سنوات في السجن عن حكم سياسي في عام 2011 بالحبس لمدة سبع سنوات، وأعلنت بعد خروجها من السجن إنها مترشح للانتخابات الرئاسية، كما صوت البرلمان على تعيين مسؤولين جدد نائب عام ووزير للدفاع ورئيس أجهزة أمن الدولة، وتم تعيين رئيس جديد للبرلمان وهو (أولكسندر هم تورتشينوف) مساعد (يوليا تيموشنكو) بدلاً من (فلاديمير ريباك)، كما ترددت الأنباء عن مغادرة العديد من وزراء الحكومة إلى خارج أوكرانيا.

تم تشكيل حكومة مؤقتة بقيادة أرسيني ياتسينيوك أقدمت على توقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، أصبح ( بترو بوروشنكو) رئيسًا لأوكرانيا بعد نصر ساحق في الانتخابات الرئاسية المبكرة غير المقررة لعام 2014، أعادت الحكومة الجديدة تعديلات الدستور الأوكراني لعام 2004 والتي أُلغيت بشكل مثير للجدل واعتُبرت غير دستورية عام 2010، وبدأوا بعملية تطهير واسعة النطاق للموظفين المدنيين الذين كان لهم علاقة بالنظام المخلوع، كما أُلغي القانون المتعلق باللغات الإقليمية، الذي سمح للمناطق الأوكرانية التي تحوي أقليات ثقافية كبيرة باستخدام لغاتهم الخاصة في إداراتهم المحلية.[36]

نتج عن الثورة البرتقالية الأوكرانية الثانية عام 2014، إقالة الرئيس فيكتور يانكوفيتش من منصبه، الإفراج عن زعيمه المعارضة يوليا تيموشنكو، توقيع اتفاقية الاتحاد الأوروبي التجارية، إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، تولي بترو بوروشنكو رئاسة أوكرانيا، وتوتر العلاقات بين روسيا وأوكرانيا.

قامت مظاهرات حاشدة ضد الثورة موالية لروسيا في المناطق الشرقية والجنوبية من أوكرانيا ردًا على مظاهرات المعارضة عام 2014 المؤيدة للتقارب مع الغرب، إذ تلقى يانكوفيتش هناك دعمًا قويًا في الانتخابات الرئاسية لعام 2010، وتصاعدت هذه التظاهرات ووصلت إلى إجراء استفتاء القرم عام 2014، والتدخل العسكري الروسي، وتأسيس دول بحكم الأمر الواقع ومستقلة في دونيتسك ولوهانسك ([37]).

المحور الثالث: أزمة القرم 2014:

لم تكن أزمة القرم وليدة أحداث آنية أو متغيرات مفاجئة؛ بل إن أحداثها أظهرت استمرارية متلازمة بين الماضي والحاضر في تلك البقعة المهمة التي كانت ولا تزال مجال للصراع والتنافس على المستويين الإقليمي والدولي تحرك عوامل چيوبولتيكية واستراتيجية مهمة.

أولاً: الأهمية الاستراتيجية لشبه جزيرة القرم:

تكتسب شبة جزيرة القرم أهميتها الاستراتيجية من وجودها في البحر الأسود على مقربة مضيقي البوسفور والدردنيل الذين يربطانه بالبحر الأبيض المتوسط من جهة والقوقاز من جهة أخرى، كانت القرم جزء من الدولة العثمانية وكان معظم سكانها من الأصول التركية، حيث أن بعد ضعف الدولة العثمانية بدأ يظهر تواجد الإمبراطورية الروسية في المنطقة واحتلت الجزيرة عام 1783، ثم قام جوزيف ستالين بالتهجير عام 1944، ووزعت أراضيهم على العمال القادمين من روسيا ليعظم وجود الروس في الإقليم،  كما أن تسمية القرم هي كلمة تركية تعني القلعة أو الحصن وتعتبر شبة جزيرة القرم حتى عام 1954 جزء من روسيا .

حيث يشكل الروس من سكانها حوالي 50% والأكران 30% والباقي من التتار المسلمين، وتتمتع بموقع استراتيجي هام وبها عديد من الثروات الطبيعية وتتمثل في البترول، الفحم الحجري، الغاز الطبيعي، النحاس، الحديد، الرصاص والثروات الزراعية، وتحتل شبة جزيرة القرم أهمية كبيرة لأمن روسيا الاستراتيجي كونها تحتوي على ميناء سيفاستوبول الذي يضم أكبر أسطول بحري روسي ورمز للقوة البحرية الروسية، كما تشكل قاعدة للانطلاق إلى المياه الدافئة في البحر المتوسط والتي كانت تشكل هاجسًا للحكام الروس على مر التاريخ، كما أنها تؤمن التواصل مع القاعدة الروسية في ميناء طرطوس([38]) .

ثانيًا: بداية أزمة القرم:

أصبحت شبه جزيرة القرم أوائل عام 2014 محور أخطر أزمة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة، وذلك بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني المنتخب والموالي لروسيا “يانكوفيتش” في احتجاجات شابها العنف في العاصمة كييف.

كان من أهم أسبابها معارضة حركة يورو ميدان، بالإضافة إلى ذلك معارضة الحكومة الوطنية بعد الثورة، وإلغاء قانون اللغات التي تحمي لغات الأقليات.

فر يانكوفيتش في فبراير/شباط عام 2014 من كييف بعد أشهر من الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بحكومته، وعقب ذلك أن قامت قوات موالية لروسيا بالسيطرة على شبه جزيرة القرم وكانت المظاهرات المؤيدة لروسيا شائعة في جميع أنحاء شبه جزيرة القرم، ولكن كانت المظاهرات التي نظمها تتار القرم مرئية بنفس القدر، والذين دعموا بشكل كبير استمرار الارتباط بأوكرانيا.

تم إجراء استفتاء شعبي حول وضع شبه جزيرة القرم في 16 مارس/آذار من عام 2014، على الرغم من أن الحكومة المؤقتة في كييف وصفت الاقتراع بأنه غير دستوري، ودعا زعماء تتار القرم إلى مقاطعة التصويت، وكانت النتيجة 97 في المئة لصالح الانضمام إلى روسيا على الرغم من الإبلاغ عن العديد من المخالفات (. ([39]

ولم تعترف كييف بالاستفتاء، ووقع بوتين في 18 مارس /آذار معاهدة دمج شبه جزيرة القرم في الاتحاد، وتحركت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على الفور لفرض عقوبات على قائمة ضمت كبار المسؤولين الروس وأعضاء حكومة القرم المعلنة من جانب واحد، ولم يعترف سوى عدد قليل من البلدان بشرعية الضم الروسي، وأكدت الأمم المتحدة مرارًا أن شبه جزيرة القرم لا تزال جزءا لا يتجزأ من أوكرانيا، وتم تصنيف روسيا في نظر القانون الدولي على أنها تتمتع بأي مطالب قانونية في شبه الجزيرة “قوة محتلة” في شبه جزيرة القرم (([40].

ثالثًا: نتائج أزمة القرم:

كان هناك العديد من النتائج التي ترتبت على أزمة القرم:

  • القوات الروسية الملثمة تغزو وتسيطر على مواقع القرم الرئيسية، بما في ذلك المطارات والقواعد العسكرية، بناء على أوامر من الرئيس بوتين.
  • رئيس البحرية الأوكرانية، الأدميرال بيريزوفسكي، تبعها في وقت لاحق نصف قوات الجيش الأوكراني المتمركزة في المنطقة.
  • القوات الروسية تسيطر على المجلس الأعلى (برلمان القرم)، تم حل مجلس وزراء القرم ومن ثم تنصيب رئيس وزراء جديد مؤيد لروسيا.
  • يعلن المجلس الأعلى الجديد أن جمهورية القرم كيان مستقل ويتمتع بالحكم الذاتي، ثم يجري استفتاء بشأن مركز شبه جزيرة القرم يوم 16 مارس، حيث صوّت الأغلبية لصالح انضمام القرم إلى الاتحاد الروسي.
  • توقيع معاهدة بين جمهورية القرم والاتحاد الروسي في الكرملين في 18 مارس من أجل الشروع رسميًا في انضمام شبه جزيرة القرم إلى الاتحاد الروسي.
  • طرد القوات المسلحة الأوكرانية من قواعدها في 19 مارس من قبل متظاهرين من القرم والقوات الروسية، تُعلن أوكرانيا لاحقًا انسحاب قواتها بشكل كامل من القرم.
  • تعليق عضوية روسيا في مجموعة الثماني وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على روسيا ([41]). 

رابعًا: تأثير أزمة القرم على العلاقات الروسية الأوكرانية على المستوى الداخلي:

من الممكن رصد بعض من تلك الآثار الكبيرة والخطيرة في مستويات عدة داخلية وخارجية، سياسية واقتصادية وامتداد ذلك التأثير على علاقة روسيا بالغرب وتتمثل تلك الآثار في:

عادت أوكرانيا سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم واضطرارها لسحب قواتها منها بعد استيلاء القوات الروسية على كل المواضع العسكرية في شبة الجزيرة، كما أن تسببت أزمة القرم بإغلاق ملف دخول أوكرانيا إلى الاتحاد الأوراسي، وانقلاب بوصلة العلاقة بين روسيا والغرب من الحديث عن أوروبا  الكبرى إلى التنافر وتقلص عدد الدول المشاركة في الاتحاد الأوراسي إلى خمسة، وعاد ما يشبه أجواء الحرب الباردة إلى الظهور وتبادل الاتهامات وحتى عسكرة الحدود بين روسيا وأوروبا، وبعد أن كان الاتحاد الأوراسي يسير بخطى واثقة واتجه بقوة نحو إطار مشترك لمختلف الجوانب الاقتصادية تسببت الأزمة الأوكرانية في تراجع ذلك الحماس، إذ سبب التدخل العسكري في القرم الكثير من المخاوف في روسيا البيضاء وكازاخستان اللتين تحتوي كل منهما على أقلية روسية، ولذلك تحاول روسيا تعزيز نفوذها وزيادة عددها([42]) .

لقد أدى الإنفاق على التسلح في أوكرانيا، وذلك لمواجهة حالات التمرد في القرم والانفصالين الموالين لروسيا في الشرق الأوكراني وقلقها من التهديدات الروسية الي تراجع وضعها الاقتصادي وزيادة معاناة الأوكرانيين من مشكلات وأزمة اقتصادية خانقة في الوقت الذي يرتفع انفاقها على عقود التسليح مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية عده فقد هبط قيمة العملة الأوكرانية مقابل قيمة الدولار الأمريكي من عام 2016.

تخوف أوكرانيا من التهديد الروسي إذ صرح الرئيس الأوكراني بيترو بوروشنكو بأن روسيا لا تزال تمثل التهديد العسكري الأكبر لبلاده، والعقوبات التي اتخذتها روسيا ضد أوكرانيا وجاء في هذا السياق إعلان شركة نفتوغاز الأوكرانية عدم تجديد عقدها مع شركة غازبروم والتي تقوم بنقله من روسيا إلى أوكرانيا بعد أن ألغت روسيا الخصومات التي كانت تضعها على صادراتها للشتاء.

وقد شهد الجانب السياسي تدهورًا كبيرًا في العلاقة بين الطرفين فقد طالبت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوكراني بقطع العلاقات الدبلوماسية مع موسكو إلا أن الرئيس الأوكراني رفض المقترح، وأكد على ضرورة الإبقاء باتفاقيات مينسك وحذر بعض المتبعين للشأن الأوكراني من الانسياق نحو مزيد من التصعيد ضد روسيا ([43]).

خامساً: تأثير أزمة القرم على المستوى الخارجي:

هناك عدة نقاط خاصة بالمستوى الخارجي منها:

  1. طرد روسيا من مجموعة دول الثماني التي تضم الدول الصناعية الكبرى في العالم، كما أن الولايات المتحدة شهدت استقالة وزير دفاعها الذي عد نجاح روسيا في إعادة منطقة القرم إلى أحضانها.
  2. تهديد الاتحاد الأوروبي بتعليق مفاوضاته مع روسيا لتحرير تأشيرات الدخول المواطنين الروس.
  3. تعليق بريطانيا تعاونها العسكري مع روسيا حيث ألغت تدريبات بحرية بمشاركة فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وكذلك، مشاريع لزيارة سفن حربية بريطانية إلى روسيا
  4. إعلان حلف شمال الاطلنطي تعزيز دفاعاته في شرق أوروبا، كما قامت كل من فرنسا وبريطانيا بنشر مقاتلات لتعزيز الدوريات الجوية لحلف شمال الاطلنطي فوق منطقة البلطيق.
  5. ردت موسكو بشكل مباشر على العلاقات الاقتصادية الغربية بمقاطعتها الخاصة للبضائع الغربية واستخدام ورقة لتهديدات متبادلة، إذ هدد الرئيس بوتين بأن موسكو يمكن أن تلجأ إلى طريقة جديدة في حسابات الغاز مع أوكرانيا.

وصول العلاقة مع تركيا إلى أشد حالات التوتر وتهديدات موسكو لأنقرة بعد قيام الأخيرة بإسقاط طائرة السوخوي 24 الروسية، والذي أيده السفير الأوكراني لدى أنقرة، مما فتح الباب أمام العدوين لموسكو أوكرانيا وتركيا لتطوير العلاقة بينهما ومزيد من التعاون في المجالات الاقتصادية والتصنيعية العسكرية، وردًا علي العقوبات الروسية الأوكرانية لأوكرانيا أعلن وزير السياسات الزراعية والغذائية الأوكراني أوليسكي أن بلاده مستعدة لسد أي فجوة غذائية في السوق التركية، وقد ازدادت وتيرة دعم تركيا لتتار القرم الأمر الذي جعل بعض خبراء السياسة يحذرون من تسرع أوكرانيا وانسياقها نحو دعم تتار القرم، إذ سيدفع ذلك روسيا الي حزب العمال الكردستاني فضلا عن دعم الانفصاليين في منطق دونيتسك شرق أوكرانيا في الوقت الذي تغرق فيه أوكرانيا في أزماتها ([44]).

المبحث الثاني

المواقف الدولية من الأزمة الأوكرانية الروسية في الفترة (2014-2022)

تـمهيـد:

شهدت العلاقات الدولية تطورًا في القانون الدولي المعاصر، حيث ظهرت معاملات دولية تمس الشؤون الداخلية للدول وهذا ما يعرف بالتدخل الدولي، ويختلف التدخل من تدخل إلى آخر؛ لكن أغلب التدخلات كانت عسكرية والتي تتناقض مع مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومبدأ عدم استخدام القوة في العلاقات الدولية، ولكن التدخل العسكري يبقى استثناءً وفقًا للمتطلبات القانون للقيام به.

يتناول المبحث محورين أساسيين هما:

المحور الأول: أبعاد الأزمة الأوكرانية الروسية في الفترة (2014- 2022)

المحور الثاني: دور القانون الدولي والقوى الدولية حول الأزمة الأوكرانية الروسية في الفترة (2014- 2022)

المحور الأول: أبعاد الأزمة الروسية الأوكرانية في الفترة (2014- 2022):

تحتل أوكرانيا موقعًا حساسًا بين روسيا وأعضاء حلف شمال الأطلسي، إذ تعد الدولة الفاصلة الأكبر بينهما، حيث يستهدف استمرار عمليات الإدماج والشراكة الأوروبية والأطلسية تقليص نفوذ روسيا في تلك المنطقة وإحكام السيطرة عليها، بينما روسيا يقلقها نفوذ الغرب إلى جوارها، فلا تستطيع أن تترك أوكرانيا لتصبح جزءًا من منظومته الأمنية والاقتصادية، حيث تعتبر أوكرانيا ضمن منطقة المصالح المتميزة والحصن الاستراتيجي الذي يعزلها عن الغرب وحلفاؤه.

تُعد الأزمة الأوكرانية الروسية من أبرز الأزمات الجيوسياسية المعقدة التي تواجه أوروبا بعد الحرب الباردة، لسعي كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي لمحاصرة روسيا جغرافيًا عن طريق جمهورياتها السابقة، ورغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في استعادة نفوذه ومكانته، حيث يقصد من السيطرة على أوكرانيا حماية مصالح روسيا الحيوية، في الوقت الذي يسعى الغرب لاحتواء أوكرانيا عن طريق التوسع الأورو- أطلسي.

أولًا: الأبعاد السياسية للأزمة الأوكرانية الروسية في الفترة (2014- 2022):

تعتبر أوكرانيا منطقة استراتيجية مهمة بالنسبة لأمن روسيا القومي، وتنبع أهمية أوكرانيا بالنسبة لروسيا في أنها تعطيها القدرة على مد النفوذ السياسي والاقتصادي والعسكري إلى دول شرق أوروبا والبحر الأسود والقوقاز.

سعى قادة الغرب مع انهيار الاتحاد السوفيتي إلى توسيع حلف الناتو ناحية الشرق، فقاموا بضم كل من المجر والتشيك وبولندا، كما توسع الناتو أيضًا ليضم كل من إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، وهذه الدول تقع على الحدود الروسية الغربية مباشرةً، وكانت أوكرانيا من بين الدول التي سعى الناتو لضمها لما لها من موقع حيوي بالنسبة لروسيا وللأمن القومي الروسي، وذلك سيشكل ضعف دفاعي للعاصمة الروسية ([45]).

يرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الهيكل الأمني قبل الاجتياح الروسي لأوكرانيا غير مقبول وخطير بالنسبة لروسيا، لأنه يظهر سلسلة من العلاقات العسكرية والسياسية والاقتصادية القوية بين أوكرانيا والغرب، كما ترمز عضوية أوكرانيا المحتملة في الناتو إلى معضلة أمنية كبرى يتصورها بوتين على حدوده الغربية ([46]).

لذلك لم يجد بوتين سبيل من الخيارات غير القسرية لوقف اندماج أوكرانيا في المؤسسات الغربية؛ ولجأ إلى استخدام القوى العسكرية لإجبار الغرب على تقليل التزامه تجاه أوكرانيا بما في ذلك من ضم شبه جزيرة القرم واحتلال إقليم دونباس والقضاء على قدرة الدولة الأوكرانية على عرقلة روسيا ([47]).

أما تصعيد الأمور في أوكرانيا في عام 2020، كان نتيجة إدراك روسيا أن البيئة الدولية الحالية مواتية تمامًا لتحركها، حيث مثلت التطورات السياسية داخل أوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وروسيا فرصة قد لا يتم تعويضها بالنسبة لموسكو للتحرك، حيث بالنسبة لأوكرانيا فهي بلد متفككة من الداخل مما تعانيه من أزمات اقتصادية صعبة، وتناحر بين النخب السياسية فيها، ويضاف إلى ذلك أنها محاطة بحلفاء روسيا بالإضافة لروسيا نفسها ([48]).

أما على الصعيد الغربي، فأوروبا تعاني أزمات عديدة تمثلت في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأزمة اللاجئين، بالإضافة إلى أزمة الطاقة التي تعصف بأوروبا في شتاء قارس، والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي خلفها وباء كوفيد- 19، كما أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان والاضطرابات الداخلية في الولايات المتحدة الأمريكية هي علامات ضعف، وكذلك تحدي الصين وسط عدم قدرتها على استعادة قوة تحالفاتها كما كانت في السابق، ولذلك فإن التصعيد الروسي في الوقت الراهن لا ينبع من فراغ، وإنما توجد عوامل أسهمت في تعزيزه كما عرضنا سابقًا، بالإضافة إلى تحسن الوضع الاقتصادي لروسيا وتمتعها في السنوات الأخيرة باستقرار سياسي تمثل في الدعم الشعبي بتولي بوتين زمام القيادة.

بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحويل تهديداته إلى أفعال بعد نقل قواته العسكرية إلى أوكرانيا لشن عملية عسكرية في فبراير 2022، وهو ما تم بالفعل في صباح يوم الخميس 24 فبراير من العام 2022، خصوصًا بعد اعترافه باستقلال منطقتي دونيتسك ولوهانسك عن أوكرانيا، كما قام بنشر قوات في الإقليمين الانفصاليين، والحشد العسكري على الحدود الشرقية لأوكرانيا ([49]).

قامت روسيا بنشر قوات في الإقليمين الانفصاليين والحشد العسكري على الحدود الشرقية لأوكرانيا الذي يرى فيه الغرب تمهيدًا لاجتياح لهذا البلد، عندما انهار الاتحاد السوفيتي السابق، احتفظت روسيا بأكبر احتياطيات الغاز في العالم؛ لكن أوكرانيا ورثت خطوط الأنابيب واختلف البلدان على هذا الإرث، “نورد ستريم 2” هو مشروع خط أنابيب جديد لنقل الغاز الطبيعي بطول 1200 كيلو متر، حيث يمتد من غربي روسيا إلى ألمانيا تحت بحر البلطيق ([50]).

ونرى على الصعيد المعلوماتي (الإلكتروني والنفسي)، كثفت روسيا العمليات السيبرانية الهجومية ضد مواقع الحكومة الأوكرانية، وجنود الخطوط الأمامية الأوكرانية في 23 فبراير 2022، وتم تنفيذ هجمات إلكترونية روسية لشل السيطرة السيبرانية الأوكرانية في وزارتي الدفاع والخارجية الأوكرانية، وضد مجلس الوزراء والبرلمان وجهاز الأمن الفيدرالي والبنوك ([51]).

أكد الرئيس الأوكراني زلينسكي استعداد بلاده للحوار مع روسيا، وإعلان الاتحاد الأوروبي فرض المزيد من العقوبات على مسؤولين روس، وكذلك نقلت وسائل الإعلام مثل رويترز عن الرئيس الأمريكي بايدن، بأن الولايات المتحدة وحلفاؤها سيردون على موسكو بطريقة موحدة وحاسمة، وقال: إنه سيوجه خطابًا للأمريكيين بشأن العقوبات التي ستواجهها روسيا، ورأى بايدن أن بوتين اختار حربًا مع سبق الإصرار ستؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح وإلى معاناة بشرية ([52]).

ثانيًا: الأبعاد الاقتصادية للأزمة الأوكرانية الروسية:

أدى الصراع الأوكراني الروسي إلى ظهور أزمات عالمية في الطاقة والغذاء، وأسفر نقص إمدادات الطاقة عن ارتفاع الأسعار، وزيادة معدلات التضخم المصحوب بركود كبير في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك؛ كان النظام العالمي يشهد تغيرات ضخمة حتى قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا؛ حيث عملت روسيا على تعزيز وجودها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويبدو أن تنامي الاقتصاد الصيني دفع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى التحول شرقًا.

على الجانب الآخر، أدى استقلال الولايات المتحدة في قطاع الطاقة بسبب ثورة النفط الصخري، وضعف حضورها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى خلق فراغ؛ لكن حاول اللاعبون الآخرون ملأه بسرعة، وربما أثر ذلك في تقليص العلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج.

وقبل اندلاع الصراع، بدأت تتلاشى التداعيات الناجمة عن الوباء، وكان من المقرر أن يتعافى النمو الاقتصادي العالمي في عام 2023، ويعود إلى مستويات ما قبل الجائحة، وشهد العديد من الاقتصادات انتعاشه قوية، وتزايد الطلب على الطاقة والأغذية والأسمدة، متجاوزًا العرض -أحيانًا- ما أدى إلى ارتفاع الأسعار، ومع ذلك، كان أثر الصراع الروسي الأوكراني ملحوظًا في الاقتصاد العالمي، وحذر الاقتصاديون من أزمة مالية عالمية جديدة، بحسب التقرير الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

  • بالنسبة للتضخم العالمي:

يهدد الغزو الروسي لأوكرانيا بتحفيز المزيد من التضخم العالمي خلال 2023، من خلال زيادة أسعار السلع الأساسية بصورة إضافية، ويأتي ذلك بسبب ثقل البلدين وبالأخص روسيا في سوق التصدير لعدد من السلع الأساسية المهمة وفي مقدمتها مصادر الطاقة، حيث تتبادل روسيا مع المملكة العربية السعودية، ترتيب أكبر مُصدر للنفط من عام لآخر، علاوة على ذلك فإن روسيا هي أيضًا أكبر مُصدري الغاز الطبيعي في العالم، وثالث أكبر مُصدر للفحم حول العالم ([53]).

  • بالنسبة للسلع الغذائية والنفط:

يتضح على صعيد السلع الغذائية، أن روسيا وأوكرانيا هما خامس أكبر مُصدري القمح عالميًا على التوالي، كما يعد البلدين أيضًا ضمن أكبر خمسة مُصدرين للحبوب عالميًا، وكذلك فإن روسيا هي أكبر مُصدري الأسمدة عالميًا، ومن كبار مُصدري معادن هامة في مقدمتها الألومنيوم والنيكل، كما ستؤدي الحرب بصورة مباشرة إلى اضطراب الصادرات الأوكرانية، وبالأخص من الحبوب، فإن التأثير على الصادرات الروسية بمختلف أنواعها سيتم من بوابة العقوبات، وقد أدت المخاوف من هذه الاضطرابات المختلفة إلى ارتفاع أسعار النفط وتخطيها حاجز الـ 100 دولار للبرميل، لأول مرة من عام 2014، وعليه فقد ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي ([54]).

  • بالنسبة لأسعار الفائدة:

يشمل أيضًا رفع أسعار الفائدة في الاقتصاديات الغنية، وفي الولايات المتحدة على وجه الخصوص وهو ما حدث في شهر مايو 2022، عندما أعلن البنك المركزي الأمريكي رفع الفائدة 75% وهي الأعلى منذ عام 1994، وهو ما أدى إلى خروج رؤوس الأموال الأجنبية من الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، نحو السوق الأمريكي، بما هدد باندلاع أزمات ديون سيادية في عدد من الاقتصادات الفقيرة والنامية.[55]

وبخلاف التضخم العالمي، فإن التداعيات الاقتصادية للغزو الروسي قد تكون أكثر حدة وخطورة على الاقتصادين الروسي والأوروبي، من بوابة العقوبات التي بدأت بالفعل تتوالى على الاقتصاد الروسي، وكذلك من رد الفعل الروسي نحوها، فقدت أقرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا حزمة من العقوبات على روسيا تضمنت بطبيعة الحال العقوبات التقليدية من تجميد أصول أفراد ومؤسسات روسية، ولكن شملت العقوبات تصعيداً قوياً من خلال إجرائين يستهدفان عجل جزء من النظام المالي الروسي عن الاقتصاد العالمي، فقد تم إخراج بنوك روسية مختارة من منظومةSWIFT  البنكية الدولية، وهو ما يعني حجبها عن تلقي معلومات وتعقب المعاملات البنكية الدولية.

ويعد القرار الذي اتخذه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بربط قيمة الروبل بالذهب وإعلان بيع النفط والغاز الروسي إما بالذهب أو الروبل بدلًا من الدولار أو اليورو من العوامل التي ساهمت في استيعاب الاقتصاد الروسي لصدمة العقوبات التي فرضتها القوى الغربية على روسيا مما أدى إلى ارتفاع سعر الروبل مقابل الدولار واليورو.

أما على الجانب الآخر، فإن تدهور الأوضاع المعيشية في البلدان الديمقراطية في أوروبا والولايات المتحدة، جراء العقوبات على روسيا، من خلال التضخم ونقص السلع وتوقف إمدادات الطاقة وغيرها، يهدد بتغيير الأنظمة الحاكمة والسياسات في هذه البلدان عبر الانتخابات تحت ضغط المعاناة الاقتصادية لمواطنيها.

تعتمد أوكرانيا في استهلاكها من الطاقة والوقود على روسيا، وقد أصبح مستقبل تطور قطاع الطاقة مهددًا في ضوء الأزمة السياسية والأمنية والاقتصادية التي تعانيها أوكرانيا، حيث أن التنمية المستدامة لاقتصاد أوكرانيا تعتمد على استيراد موارد الطاقة، أي النفط والغاز بالدرجة الأولى من الخارج، حيث أن يشكل الغاز الطبيعي الجزء الأكبر من احتياطيات الطاقة في أوكرانيا بنسبة تبلغ حوالي 40%؛ لكن إنتاج البلاد لا يغطي إلا حوالي ثلث الاستهلاك المحلي من الغاز الطبيعي، وإذا تم ضخ استثمارات ملائمة، فإن أوكرانيا ستكون قادرة على تلبية احتياجاتها من الغاز الطبيعي اعتمادًا على مواردها الذاتية، وبالتالي لن تبقى مجبرة على الاستمرار في اعتمادها على استيراد الغاز، كما تمثل سيطرة روسيا على أوكرانيا مهددًا ليس فقط لأمن الطاقة في أوروبا، بل وايضًا أمنها الغذائي، فضلًا عن التهديد الأمني والاستراتيجي لأوروبا من خلال موسكو في تأمين الطاقة التي تصل إلى الغرب من خلالها ([56]).

المحور الثاني: دور القانون الدولي والقوى الدولية حول الأزمة الأوكرانية الروسية:

نتج عن الغزو الروسي لأوكرانيا ردود أفعال العديد من دول العالم، كما تم فرض عقوبات عليها نتيجة انتهاكها لقواعد القانون الدولي بسبب عدم اتخاذ هذه القواعد في الحسبان.

أولًا: دور القانون الدولي للأزمة الأوكرانية الروسية:

أظهرت الأزمة الروسية الأوكرانية تجاهل القانون الدولي، وخطورة تصرفات روسيا التي تعبر عن انتهاكات للقانون الدولي، حيث لجأت روسيا إلى استخدام القوة العسكرية لحماية ما تعتقد أنه حق لها، وتعني بذلك حقها في المحافظة على أمنها القومي، وتستند أوكرانيا إلى القانون الدولي لتبرير حقها في انتهاج سياسة خارجية مستقلة، وبالتالي في طلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

  • مظاهر التجاهل للقانون الدولي:

أصبح القانون الدولي على مفترق طرق، فمن المعتاد أن تستشهد به الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي، عندما يكون في صالحها وتتجاهله عندما ترى أنه مصدر إزعاج لها، حيث أن تصرفات روسيا متعارضة مع القانون الدولي.

وفقًا لميثاق الأمم المتحدة، فإن مبدأ عدم استخدام القوة أو التهديد باستخدامها يخضع لاستثنائيين هما: إذن من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أو ضمن مفهوم الدفاع الشرعي، ويتضح لنا أن روسيا لم تستند إلى تفويض من مجلس الأمن لاستخدام القوة ضد أوكرانيا، وقامت بتقديم عدة مبررات لاستخدامها القوة وإخراجها في صورة مشروع، منها أنها تقوم بحماية أمنها القومي، حيث أن دخول أوكرانيا لحلف الناتو يمثل خطورة وتهديد لأمن روسيا القومي.

احتوى الخطاب السياسي الغربي الذي رافق الأزمة لمفاهيم القانون الدولي والسيادة وانتهاك المعاهدات والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والديمقراطية، وهي القيم والمبادئ والمفاهيم التي لا تحظى مثل هذا الاحترام وهذه الأهمية في أغلب الحالات التي يكون فيها الغرب والولايات المتحدة الأمريكية هم الفاعلون والقائمون بانتهاك هذه المبادئ ([57]).

يتضح لنا أن إصرار الرئيس الأوكراني زلينسكي على طلب انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي كان السبب المباشر في اندلاع هذه الحرب، ويستند إلى حق بلاده الكامل في ممارسة السيادة على كامل الأرض الأوكرانية، وفي رسم سياستها الخارجية بشكل مستقل، وحقها في اختيار حلفائها على الصعيد الدولي دون تدخل من جانب أي أطراف أجانب، أما الرئيس الروسي بوتين يرفض هذا المبدأ تمامًا، فيرى أن انضمام أوكرانيا لحلف الناتو يمثل تهديد لأمن بلاده.

نجد أن موقف الرئيس الأوكراني يستند إلى قواعد ثابتة ومتفق عليها في القانون الدولي يتسق تمامًا مع ميثاق الأمم المتحدة، بينما يستند الرئيس الروسي إلى منطق القوة، التي استخدمها فعلًا أو التهديد باستخدامها، خروجًا عن قواعد القانون الدولي وخرقًا لميثاق الأمم المتحدة، كما أن تؤدي الحرب إلى قطع العلاقات السلمية بين الدول المتحاربة ([58]).

  • المبادئ العامة المنتهكة من الجانب الروسي:
  • انتهاك مبدأ عدم التدخل: حيث يحظر القانون الدولي تدخل أية دولة في الشؤون الداخلية لدولة أخرى، إذ كل دولة لها الحرية في اختيار نظامها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وتم الإشارة إلى هذا المبدأ في المادة الثانية في الفقرة السابعة منه ([59]).
  • انتهاك مبدأ حظر استخدام القوة العسكرية: المادة الثانية الفقرة 4 من ميثاق الأمم المتحدة التي تحظر استخدام القوة على المستوى الدولي، حيث نصت هذه المادة على ضرورة الامتناع عن استخدام القوة أو التهديد باستخدامها ضد سيادة الدولة بأية طريقة تتنافى مع أهداف الأمم المتحدة المتمثلة في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، فالنص حرم كل ال أشكال التي يمكن أن تتخذها القوة المستعملة من خلال عبارة “ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة وبجه آخر يتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة” ([60]).

ثانيًا: المواقف الدولية للأزمة الأوكرانية الروسية:

لا أحد يريد حربًا عالمية ثالثة، ولا يزال هذا هو الاتجاه العام في مواقف معلنة في واشنطن وعواصم أوروبية منذ بدأ هجوم القوات الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير 2022، كما أن عبارة الحرب العالمية في حد ذاتها مخيفة وتنذر بأهوال حربين أكل كل منها الأخضر واليابس في أوروبا ([61]).

حيث أن الصراع الروسي الأوكراني يمس مصالح العديد من الدول، ليس فقط الدول المجاورة؛ بل أنه ليشمل الدول الأوروبية وصولًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ بل يكاد يؤثر على دول العالم أجمع، واستجابت كل دول العالم والمنظمات الدولية وجماعات المجتمع المدني للأزمة بين روسيا وأوكرانيا بعد شن الهجوم الروسي في العام الماضي، وسنعرض لأهم ردود الأفعال الدولية على النحو التالي:

  • موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الأزمة الأوكرانية الروسية:

كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد صرحت على لسان رئيسها جو بايدن بأنها لن تدخل عسكريًا داخل أوكرانيا؛ بل وقد طلب من المواطنين الأمريكيين المقيمين في أوكرانيا بالرحيل فورًا قبل اندلاع الأزمة، وأكد أنه لن يرسل جندي أمريكي واحد إلى الأراضي الأوكرانية، واكتفى بايدن بفرض عقوبات على روسيا واتخاذ إجراءات لتقوية الحلفاء في شرق أوروبا، وشدد بايدن مع ذلك ” إننا نريد توجيه رسالة واضحة مفاداها أن الولايات المتحدة الأمريكية ستدافع مع حلفائها عن كل شبر من أراضي الناتو مع الالتزام بتعهداتنا أمام الحلف” ([62]).

وقامت الولايات المتحدة الأمريكية في يوم 22 فبراير من 2022، بفرض عقوبات على بنك التنمية الروسي، والبنك التجاري الروسي ([63])، بهدف إجبار الإدارة الروسية على التراجع عن اتخاذ قرار دخول أوكرانيا، ومع إعلان روسيا عن عمليتها العسكرية، صرح بايدن بأنه سيعاقب اثنان من أكبر البنوك الروسية وهو سبير بنك (الذي يتم من خلاله دفع نصف الأجور والمعاشات)، وفي تي بي بنك، الذي تعتمد عليهم المؤسسات الروسية الكبرى في احتياجاتها من الدولار والعملات الأجنبية، هذا علاوة على منعهم من الوصول والتعامل مع الأسواق المالية الغربية أي قامت الإدارة الأمريكية بعزلهم عن النظام المالي الغربي، وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤدي لشلل مؤقت في النظام المالي في روسيا ([64]).

  • موقف الدول الأوروبية من الأزمة الأوكرانية الروسية:

على الرغم من أن الدول الأوروبية أعلنت دعمها لأوكرانيا، إلا أنه بعد العملية الروسية وجدت نفسها وحيدة وسط المحيط بحاجة لطوق النجاة، بلا رد من الدول الأوروبية وهو ما دفع الرئيس الأوكراني لاتهام الغرب بعد مساندتهم لبلاده بالشكل الكافي تجاه الهجوم الروسي، مطالبًا الغرب بالرد لتثبت أن الهجوم الروسي يعتبر ضد كل أوروبا ([65]).

رفضت ألمانيا في البداية تقديم مساعدات عسكرية بطريقة مباشرة لكييف، ولكنها بعد ذلك تتحرك وتسلم ألف قاذفة صواريخ مضادة للدبابات، و500 صاروخ أرض جو من طراز سيتنغر و9 مدافع هاوتزر، لتنضم إليها قائمة دول أوروبية كانت سباقة في تقديم الدعم اللوجيستي والعسكري لأوكرانيا، وبالنسبة لفرنسا فإنها قد صرحت بأنها ستزيد من دعمها للجيش الأوكراني بتسليمها مزيدا من المعدات العسكرية، وهذا على جانب بلجيكا التي قررت دعم القوات الأوكرانية بـ 2000 رشاش ([66]).

وهذا لا يعني بالضرورة أن تقف الدول الغربية مكتوفة الأيدي من الناحية العسكرية، فقد قاموا بنشر قوات في دول حلف الناتو القريبة جغرافيا من أوكرانيا وهذا بمثابة درع يمنع التمدد الروسي في أوروبا الشرقية.

  • موقف الأمم المتحدة من الأزمة الأوكرانية الروسية:

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة لإدانة محاولات روسيا ضم أربع مناطق من أوكرانيا، وأيد القرار 143 دولة، بينما امتنعت 35 دولة عن التصويت بما في ذلك الصين والهند وكذلك روسيا، ورفضت أربع دول التصويت وهي بيلاروسيا وكوريا الشمالية وسوريا ونيكاراغوا ([67]).

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن التصويت يبعث رسالة واضحة إلى موسكو، وقال: “مخاطر هذا الصراع واضحة للجميع، وقد أرسل العالم رسالة واضحة ردًا على ذلك أنه لا يمكن لروسيا محو دولة ذات سيادة من الخريطة”.

وقالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، إن روسيا فشلت في ساحة المعركة وفي الأمم المتحدة، مضيفة أن الدول قد اتحدت للدفاع عن ميثاق المنظمة الدولية، وقالت “روسيا عزلت نفسها لكن روسيا وحدها يمكنها وقف المعاناة، حان وقت إنهاء الحرب“. 

الفصل الثاني

تأثير الأزمة الأوكرانية الروسية على الدول العربية في الفترة (2014- 2022)

مُقدمة:

توجد العديد من التحديات التي تواجه عالمنا العربي، ومن أبرز هذه التحديات هلي المتعلقة بالأمن الغذائي، والذي برز مؤخرًا كإحدى القضايا الاستراتيجية، حيث يشكل هذا الأمر معضلة أساسية خاصةً في ظل الصراعات السياسية والعسكرية التي يشهدها العالم، والتي عملت على تأرجح في العلاقات الدولية.

أثرت الأزمة الروسية الأوكرانية على المصالح الحيوية لكثير من الدول العربية كبقية دول العالم، خاصةً فيما يتعلق بقضية الأمن الغذائي وأمن الطاقة، حيث يعتمد عدد من الدول العربية على واردات القمح من روسيا وأوكرانيا، حيث يحتلان عالميًا المرتبتين الأولى والخامسة على التوالي في صادرات القمح العالمية.

تخوفت كثير من الدول العربية من توقف واردات القمح إليها نتيجة استمرار العملية العسكرية الروسية داخل أوكرانيا والعقوبات التي فرضت على موسكو، ومن جانب آخر كانت الدول العربية لديها تخوف من ارتفاع الأسعار الذي يشهده النفط والغاز الطبيعي نتيجة تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية.

يركز هذا الفصل على مبحثين أساسيين هما:

المبحث الأول والمعنون بــ (تداعيات الأزمة الأوكرانية الروسية على الدول العربية في شمال أفريقيا في الفترة (2014- 2022).

المبحث الثاني والمعنون بــ (تداعيات الأزمة الأوكرانية الروسية على الدول العربية في آسيا في الفترة (2014- 2022). 

المبحث الأول

تأثير الأزمة الأوكرانية الروسية على الدول العربية في شمال أفريقيا

في الفترة (2014- 2022)

تمهيد:

لا تقتصر الآثار الكارثية للأزمة الأوكرانية الروسية على دولة دون الأخرى؛ بل امتدت آثارها لتشمل معظم دول العالم، وأشار أحد تقارير صندوق النقد الدولي “بأن الاقتصاد العالمي بأكمله سيشعر بآثار تباطؤ النمو وزيادة سرعة التضخم، وسوف تتدفق هذه الآثار من خلال: أولًا: ارتفاع أسعار السلع الأولية كالغذاء والطاقة وسيدفع التضخم نحو مزيد من الارتفاع، ثانيًا: الانقطاعات في التجارة وسلاسل الإمداد وتحويلات العاملين في الخارج، وسوف يكون هناك طفرة تاريخية في تدفقات اللاجئين.

كان هناك تداعيات اقتصادية للأزمة الروسية الأوكرانية على المنطقة العربية، حيث يعد القمح وحديد التسليح أهم سلعتين تستوردهما الدول العربية من روسيا وأوكرانيا، وتقوم بعض الدول العربية بتصدير بعض الفواكه والموالح والخضراوات إلى روسيا وأوكرانيا، كما يمثل السلاح الروسي أهم السلع التي تستوردها الدول العربية خاصة في السنوات الماضية.

تعتمد بعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل مفرط على استيراد الغذاء والطاقة، مما يجعلها هشة أمام الصدمات الاقتصادية نتيجة الأزمة الأوكرانية، إذ أن بعض الدول تشتري كميات كبيرة من القمح من أوكرانيا وروسيا، والبعض مثل دول الخليج تمتلك احتياطيات كبيرة، وهناك دول أخرى مثل: لبنان لا تمتلك أية احتياطيات، وسوف نتناول في هذا المبحث تداعيات الأزمة على دول شمال أفريقيا.

يتناول هذ        ا المبحث محورين أساسيين هما:

المحور الأول: تداعيات الأزمة الأوكرانية الروسية على مصر في الفترة (2014- 2022)

المحور الثاني: تداعيات الأزمة الأوكرانية الروسية على الجزائر في الفترة (2014- 2022)

المحور الأول: تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على مصر في الفترة (2014- 2022):

تصنف مصر على أنها واحدة من أهم دول منطقة الشرق الأوسط عامة والعربية خاصة، بسبب تأثيرها الإقليمي في عملية الاستقرار الأمني الاستراتيجي الذي منحتها عوامل متعددة، من أبرزها العمق التاريخي، وموقعها الجغرافي، ونشاطها الاقتصادي، ودورها في التفاعلات الإقليمية والدولية، وفاعلية مؤسستها العسكرية ودورها المؤثر في صناعة السياسات الداخلية والخارجية، مما يؤدي كل ذلك إلى سعي الدول لإقامة علاقات مع مصر، خاصةً الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، حيث تتصارعان على النفوذ في منطقة الشرق الأوسط، مما جعل مصر تؤثر وتتأثر بأي أزمة سياسية واقتصادية وعسكرية في النظام الدولي.

أولًا: التداعيات الاقتصادية للأزمة الروسية الأوكرانية على مصر في الفترة (2014- 2022):

بلغ متوسط قيمة واردات مصر من الاتحاد الروسي وأوكرانيا 5.8 مليار دولار خلال الفترة (2016- 2020) بنسبة 8.1% من إجمالي الواردات خلال نفس الفترة، وتأتي الحبوب على رأس قائمة المنتجات التي تستوردها مصر من الدولتين، إذ تمثل 65% من الواردات من روسيا و75% من الواردات من أوكرانيا، يليه الخشب والحديد، يأتي القمح على رأس قائمة الحبوب التي تستوردها مصر من روسيا وأوكرانيا، حيث تستورد مصر 80% من وارداتها من القمح من روسيا وأوكرانيا في المتوسط خلال الفترة (2016- 2020)، حيث تعتبر مصر من أكبر مستورد للقمح في العالم وذلك خلال الفترة (2016- 2020) طبقًا لبيانات خريطة التجارة الدولية Trade map ([68]).

شكل رقم (1) يوضح: أهم المنتجات التي تستوردها مصر من الاتحاد الروسي عام 2020

المصدر: موقع التجارة الدولية على الانترنت ([69]).

تأتي مصر على رأس الدول العربية في التبادل التجاري مع أوكرانيا، كما تعد مصر أكبر مستورد ومستهلك للقمح في العالم، إذ تستهلك مصر سنويًا حوالي 20 مليون طن من القمح، تنتج محليًا 8 مليون فقط وتستورد 12 مليون طن من الخارج، تستورد مصر من روسيا وحدها 8 مليون طن من القمح، ومن أوكرانيا تستورد 2.2مليون طن، ويعد البلدان هما الأكثر إنتاجية والأفضل سعرًا في العالم، وكذلك يشكلان معًا أكثر من 80٪ من حجم واردات القمح لمصر ([70]).

  • التبادل التجاري بين مصر وروسيا:

بلغت التجارة الثنائية بين مصر وروسيا 6.2 مليار دولار عام 2019، من بينها 5.7 مليار دولار قيمة الصادرات الروسية إلى مصر، وقد زادت روسيا بشكل كبير من صادراتها لمصر من وسائل النقل البري بقيمة بلغت 74 مليون دولار، والمعدات الكهربائية ب 39 مليون دولار، بينما زادت مصر من صادراتها إلى روسيا بشكل كبير من الفاكهة والخضراوات الطازجة والمصنعة بقيمة 13 مليون دولار، فضلًا عن الاستثمار السياحي في علاقات البلدين، حيث باتت مصر ومنتجعاتها على البحر الأحمر وجهة لملايين السياح الروس ([71]).

تعمل الشركات الروسية الكبرى من أمثلة روس نفط ولوك أويل ولادا في السوق المصرية باستثمارات تتخطى 7.4 مليار دولار، ويحرص الجانبان المصري والروسي على استكمال كافة الإجراءات المتعلقة بإنشاء المنطقة الصناعية الروسية وربطها بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والتي من المتوقع أن تجذب استثمارات روسية تفوق 7 مليارات دولار، وتوفر نحو 35 ألف فرصة عمل جديدة ([72]).

  • التبادلات التجارية بين مصر وأوكرانيا:

شهدت العلاقات المصرية الأوكرانية تطورًا كبيرًا خلال السنوات الماضية، ولا سيما في أعقاب لقاء الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والأوكراني فلاديمير زلينسكي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2019، حيث انعكست جهود التنسيق والتعاون بصورة إيجابية على حجم التبادل التجاري، واستطاعت مصر أن تحقق نموًا في حجم صادراتها إلى أوكرانيا بنسبة 47%، لا سيما بعد تداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي ([73]).

بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وأوكرانيا نحو 1.6 مليار دولار خلال عام 2020 بزيادة 47% عن العام السابق عليه، تتمثل أهم واردات مصر من أوكرانيا في الحديد والصلب والفولاذ ومنتجاتهم والذرة والقمح وزيت عباد الشمس وفول الصويا والتبغ وعربات نقل الديزل واليوريا والأبقار، بينما صدرت مصر منتجات إلى أوكرانيا خلال الفترة نحو 63.4 مليون دولار، من أبرزها الخضراوات والفاكهة والأدوية والملابس الجاهزة والزجاج والصابون ([74]).

تشكل تجارة أوكرانيا مع مصر الجانب الأكبر في تجارتها مع الدول العربية، ففي عام 2020 وحسب البيانات الأوكرانية، كانت قيمة تجارتها مع مصر 1.7 مليار دولار وبالمركز الثاني مع السعودية بقيمة 812 مليون دولار، ومع العراق 600 مليون دولار ومع المغرب 465 مليون دولار، لتحقق فائضًا تجاريًا مع كل الدول العربية ما عدا عجز محدود مع سوريا ([75]).

  • تداعيات الأزمة الأوكرانية الروسية على مصر من ناحية السلع الأساسية:

كان للأزمة الأوكرانية الروسية تأثير مباشر على مصر من عدة نواحي بفعل تعددية علاقة مصر مع روسيا وأوكرانيا، بالنسبة للقمح ارتفع سعره بعد اندلاع هذه الحرب بمقدار من 600 مليون دولار إلى 1.5 مليار دولار، لتصل إلى 3.9 مليار دولار، وإن دعم الخبز سوف يرتفع بمبلغ يصل إلى 763 مليون دولار، وعلى مصر أن تبحث عن مصادر بديلة، والبديل قد يكون فرنسا أو استراليا أو الولايات المتحدة الأمريكية حسب تقارير مختصين ([76]).

  • تداعيات الأزمة الأوكرانية الروسية على مصر على الجانب السياحي:

نرى على الجانب السياحي، يأتي إلى مصر من بلدي روسيا وأوكرانيا 4.5 مليون سائح يمثلان 50% من السائحين الذين يصلون لمنتجعات الغردقة وشرم الشيخ سنويًا، حيث سعت مصر إلى تحقيق أكثر من 13 مليار دولار من أموال السياحة التي حققتها في 2021، ولكن في ظل هذه الأزمة يتم إلغاء الحجوزات من البلدين.

تجدر الإشارة إلى أن أفواج السياح الأوكران هي من أنقذت شرم الشيخ والغردقة طوال الفترة من عام 2017 حتى 2022، عندما توقف السائحون الروس عن المجيء بعد حادث تحطم الطائرة الروسية فوق سيناء في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، فنرى أن الكثير من الرحلات السياحية الأوكرانية المتوجهة إلى مصر قد تأثرت سلبًا بالأزمة الروسية الأوكرانية، حيث كانت نسبة السياح القادمون من روسيا وأوكرانيا تشكل نحو ثلث أعداد السياح القادمون إلى مصر، مما يعني أن الركود في القطاع السياحي المصري شيء لا يمكن تفاديه، والذي سيؤثر بالمقابل على معدلات تشغيل الكثير من المرافق والمنتجعات السياحية، وكان لإلغاء الكثير من رحلات الطيران الروسية المتجهة إلى مصر أثر سلبي على القطاع السياحي، حيث تصل هذه الآثار إلى ما يقارب من 60% ([77]).

ج- تداعيات الأزمة الأوكرانية الروسية على مصر على النفط:

يعد ارتفاع أسعار النفط عالميًا بفعل الأزمة الأوكرانية الروسية من أبرز التداعيات على الاقتصاد المصري بشكل عام، والتي قدرت سعر برميل النفط في موازنتها خلال العام المالي 2021/ 2022 عند مستوى 61 دولار، في حين يتجاوز حاليًا 100 دولار للبرميل، وارتفاع أسعار النفط عالميًا سيؤدي إلى عجز في الموازنة العامة للدولة المصرية.

ثانيًا: التداعيات العسكرية والسياسية للأزمة الأوكرانية الروسية على مصر في الفترة (2014- 2022):

تتسم العلاقات المصرية الروسية بدرجة عالية من الأهمية، حيث يمكن تصنيفها من العلاقات ذات طبيعة استراتيجية، حيث تنظر القاهرة إلى روسيا كشريك سياسي وأمني وتنموي، حيث تعد مصر أكبر شريك تجاري لروسيا في الشرق الأوسط وأفريقيا.

  • التداعيات العسكرية للأزمة الأوكرانية الروسية على مصر:

يعتبر التعاون العسكري بين مصر وروسيا عنصر أساسي في العلاقات المتنامية بينهما، حيث أن في عام 2014 وقعت عدة صفقات عسكرية لشراء أسلحة روسية وطائرات مقاتلة وطائرات مروحية هجومية وأنظمة دفاع جوي، كما أن روسيا سوف تقوم ببناء أول محطة للطاقة النووية في مصر والتي تقدر تكلفتها بنحو 25 مليار دولار ([78]).

تعتبر لمصر مصالح كبرى مع طرفي الصراع الذي يمثلهما روسيا من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى؛ لكن المصلحة الكبرى لمصر بلا شك تتركز مع الجانب الأمريكي، حيث تعتبره حليفًا استراتيجيًا لا يمكن الاستغناء عنه، لا سيما مع حصول مصر على معونة عسكرية أميركية سنوية تقدر ب 1.3 مليار دولار، كما أن تسليح الجيش المصري أصبح في العقود الأخيرة في معظمه أميركي الصنع ([79]).

  • التداعيات السياسية للأزمة الأوكرانية الروسية على مصر:

اتخذت مصر موقفًا من شأنه المحافظة على مصالحها مع الطرفين، فعلى الرغم من أن مصر صوتت لصالح قرار جمعية الأمم المتحدة المرتبط بانسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، إلا أنها قامت بإصدار بيان يتعلق بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا واصفة هذه العقوبات على أنها منهج وطريقة خارج إطار آليات النظام الدولي، ودعت للنظر في حلول دبلوماسية، وهذا يوضح أن المصالح هي التي تحكم في عالم السياسة، فهناك عدة مصالح لمصر مع أطراف النزاع المباشرة والغير مباشرة.

تجمع بين كل من مصر والولايات المتحدة الأمريكية مصالح استراتيجية، حيث تمد أميركا مصر بمعونات عسكرية وتعتبرها شريك مهم في الشرق الأوسط، وتأمل مصر في أن تصبح مركز لتصدير الغاز لدول الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا، أما فيما يتعلق بالقمح، فمصر أكبر مستورد للقمح على مستوى العالم، وبالتالي فإنها بحاجة لإبقاء علاقات جيدة ومستقرة مع كل من روسيا وأوكرانيا.

المحور الثاني: تداعيات الأزمة الأوكرانية الروسية على الجزائر في الفترة (2014- 2022):

رغم أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا بعيدة عن الجزائر جغرافيًا، إلا أن لها آثارًا إيجابية وسلبية عليها كما على مختلف دول العالم.

أولًا: التداعيات الاقتصادية والطاقوية للأزمة الأوكرانية الروسية على الجزائر في الفترة (2014- 2022):

يترتب على الصراع الأوكراني الروسي عددًا من التداعيات، حيث يلاحظ أن الجزائر قد استفادت من الصراع الروسي الأوكراني:

  • تعزيز المكاسب الاقتصادية: تسبب في ارتفاع أسعار النفط والغاز إلى مستويات قياسية، وهو ما يضمن حصول الجزائر على المزيد من المكاسب المالية التي يحتاج إليها اقتصادها الوطني الذي يعاني مشكلات اقتصادية داخلية تفاقمت خلال الفترة الأخيرة بسبب جائحة كورونا ونظراً لاعتماد الجزائر على صادراتها من الطاقة والغاز الطبيعي باعتبارها من مصادر الدخل القومي للبلاد، فإن ارتفاع أسعار النفط العالمية إلى 130 دولاراً للبرميل بسبب تداعيات الأزمة الأوكرانية سيوفر، بطبيعة الحال، إيرادات إضافية للجزائر يمكن استغلالها لسد احتياجاتها من القمح الذي كانت تستورده من روسيا التي صدرت للجزائر حوالي 363.5 ألف طن من القمح في يناير الماضي، وفقاً لما تم الاتفاق عليه بين الدولتين. كما أعلنت الجزائر تنويعها مصادر الحصول على القمح تجنباً لتداعيات هذه الأزمة على احتياجاتها من القمح، ومن ثم فإن ما ستحققه الجزائر من مكاسب مالية بسبب زيادة إمداداتها من الغاز لأوروبا سيمكنها من تجنب تداعياتها على احتياجاتها الغذائية ([80]).
  • صعوبة استيراد القمح الروسي: تواجه الجزائر صعوبة في استيراد القمح الروسي، إذ إن المعاملات الجزائرية لشراء القمح الروسي كان يتم عبر نظام “سويفت” الدولي للتحويلات المالية، غير أن عزل الدول الغربية لموسكو من النظام بسبب أزمة أوكرانيا، سيجعل الجزائر تبحث عن شراكات دولية أخرى مثل الأرجنتين والمكسيك وكندا.

ونظرًا لأن روسيا وأوكرانيا كانتا مسؤولتين معًا في حوالي ربع الإنتاج العالمي من القمح، فإن توقف هذا الإنتاج سوف يؤدي إلى ارتفاع كبير في الأسعار، خاصةً إذا ما امتدت الحرب لشهور وتعتبر من إحدى عيوب الصراع الروسي الأوكراني على اقتصاد الجزائر.

  • تقارب جزائري – إيطالي: تسعى إيطاليا إلى الحفاظ على علاقات قوية مع الجزائر في هذا التوقيت، لاسيما فيما يتعلق بالحصول على الغاز الطبيعي الجزائري، حيث تحصل إيطاليا على 40% تقريباً من احتياجاته من الغاز الطبيعي الجزائري، فيما تمثل وارداتها من الغاز الروسي حوالي %30 ([81]).

وفي ظل التأييد الإيطالي لأوكرانيا وتأييدها لمسألة فرض العقوبات الدولية على روسيا، فإن روما تخشى أن تفرض عليها موسكو عقوبات تقلص بموجبها إمداداتها من الغاز الطبيعي، ولذلك تسعى لتحجيم تداعيات هذا السيناريو عبر ضمان استمرار تدفق الغاز الجزائري، والذي لن يكون بديلاً بأي حال من الأحوال لنظيره الروسي.

  • الغاز الجزائري: وفي ظل أزمة الغاز التي تشهدها أوروبا، تتجه الأنظار إلى الجزائر، حيث تبرز الجزائر واحدة من أكبر ممولي القارة العجوز بالغاز الطبيعي، وبحسب منتدى الدول المصدرة للغاز فإن الجزائر تحتل المركز 11 عالميًا من حيث احتياطات الغاز الطبيعي والمقدرة بـ 159 تريليون قدم مكعب، ويبلغ حجم الإنتاج السنوي 65 مليار متر مكعب تربطها بأوروبا ثلاثة أنابيب تمر عبر البحر الأبيض المتوسط، وتضمن حوالي 30 في المائة من حاجيات الدول الأوروبية على رأسها إيطاليا 60 في المائة ثم اسبانيا 20 في المائة يليها فرنسا بـ 12 في المائة وكل من البرتغال وبريطانيا وتركيا.

ويعترف خبراء في مجال الطاقة، تواصلت معهم “التر جزائر” أن الجزائر لا يُمكن لها تعويض قدرات روسيا في مجال توريد الغاز إلى أوروبا، لا من ناحية الاحتياط ولا قدرات الإنتاجية، حتى ولو تم استغلال الغاز الصخري. والجزائر بحاجة إلى تطوير القدرات الإنتاجية والاستثمارية، وهذا يتطلب سنوات وأموال واستثمارات ضخمة.

ويبقى مشروع القرن هو أنبوب الغاز العابر للصحراء، والقادم من أراضي نيجيريا مرورًا بالنيجر وصولًا إلى الجزائر، ونقله إلى أوروبا عبر أنابيب تمتلكها الجزائر، وتقدر تكلفة المشروع في حدود 10 مليارات دولار وبحسب خبراء فإن الجزائر لها قدرات تقنية لزيادة الإنتاج في كل من حوص عين أمناس، وحوض برج عمر إدريس، وكذا في جنوب البيض وقبالة الساحل الشرقي بعنابة، حيث تملك شركة سوناطراك مصادر أخرى في ليبيا غير مستغلة بشكل فعال، إضافة إلى حقول في كل من موريتانيا وشمال النيجر بحاجة إلى الاستغلال والتصدير.

ثانيًا: تداعيات الأزمة الأوكرانية الروسية على الأمن الغذائي في الجزائر في الفترة (2014- 2022):

تحتل روسيا وأوكرانيا مركزًا هامًا في تمويل في سوق القمح العالمية، وتُمثل صادرتهما من القمح 23 في المائة من السوق العالمية، إذ تعتبر روسيا الأولى عالميًا من حيث التصدير بـ 37.3 مليون طن، وأوكرانيا في المركز الرابع بـ 18.1 مليون طن، وتتجه أغلب منتجات القمح الروسي والأوكراني إلى الشرق الأوسط ودول شمال أفريقيا.

وفي إطار تنويع مصادر التمويل بالقمح، اتجهت الجزائر في الفترة الاخيرة إلى استحداث تعديلات في دفتر الشروط لفتح المنافسة أمام عدة موردين أجانب، وهو الأمر الذي مَكن الديوان الوطني للحبوب من استورد أول شحنة من 60 ألف طن من القمح الروسي، وفتح المجال أمام أربع شركات روسية إلى قائمة المؤسسات الموردة.

جدير بالذكر، أن الجزائر تحتل المركز الخامس دوليًا من حيث استيراد القمح، بنحو 7 ملايين طن سنويًا، أي بتكلفة مالية تقدر بـ 1.5 مليار دولار سنويًا، وهي الفاتورة المرشحة إلى الارتفاع في ظلّ ارتفاع أسعار القمح في السوق الدولية.

وقد سجلت أسعار القمح في الأسواق الأوروبية 344 للطن الواحد لدى مجموعة يور ونكست التي تدير عددًا من البورصات الأوروبية، وفي حين تسهم أوكرانيا وروسيا بنحو 29 في المئة من صادرات القمح العالمية و19 في المئة من إمدادات الذرة في العالم و80 في المئة من صادرات زيت دوار الشمس، يخشى التجار أن تؤثر الحرب الحالية على حركة الحبوب وتدفع المستوردين للبحث عن بدائل أخرى وتعود أسباب ارتفاع أسعار القمح إلى المخاوف حيال نقص المعروض من القمح، مع الأخذ في الاعتبار استمرار الصراع الأوكراني- الروسي، باعتبارهما من كبار مصدري القمح في السوق العالمية، وبالتالي فإن التصعيد العسكري في أوكرانيا يشكّل تهديدًا لإمدادات القمح للعديد من الدول المستهلكة.

ويعتبر من أهم تداعيات الأزمة الأوكرانية الروسية على الجزائر، حيث ذرك زيادة على ارتفاع سعر القمح عالميًا، فإننا نشهد ارتفاع كلفة تأمين وبوليصة شحن القمح الفرنسي والروسي، نظرًا لارتفاع مستوى المخاطر خاصة البواخر الروسية ([82]  (

وفي الختام، فإن الموقف الجزائري كان أقرب إلى الحياد، غير أنه في الواقع العملي، كان أقرب إلى الموقف الروسي، وهو ما يتضح من سلوكه التصويتي في الأمم المتحدة، فضلاً عن نفيه تعويض الغاز الروسي، وأخيراً، رفضه إرسال المرتزقة إلى أوكرانيا، وفي حين أن الجزائر استفادت من ارتفاع أسعار الطاقة، فإنها في المقابل، ستواجه بارتفاع أسعار المواد الغذائية، خاصة القمح.

ثالثاً: التداعيات السياسية والاستراتيجية للأزمة الأوكرانية الروسية على الجزائر في الفترة (2014- 2022):

أعلنت الجزائر مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022، أن سياستها الخارجية تقوم على عدم الانخراط في أي نزاع، مُتهمة بعض الأطراف التي لم تُسمها بمحاولة إقحام البلاد في النزاع، مؤكدة أن أولويتها تتمثل في حماية رعاياها بالخارج في محاولة لتبني نهج متوازن بين المحاور الدولية المختلفة، خصوصًا مع ارتباط الجزائر بعلاقات استراتيجية بطرفي النزاع، سواء المحور الغربي بقيادة الولايات المتحدة والدول الأوروبية أو روسيا.

يبدو أن هذه المقاربة حاولت التمسك بالنسق الخاص للسياسة الخارجية الجزائرية على مدار عقود، لكنها لم تَحُل دون سعي الجزائر لتحقيق بعض المكاسب الاستراتيجية التي تخدم مصالحها وتُحيي تحالفاتها الخارجية وتُعظم مكاسبها.

كانت الجزائر من بين 35 دولة امتنعت عن التصويت على قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة بإدانة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وبررت الجزائر قرار الامتناع بأنه يأتي في إطار تمسك الجزائر الثابت بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، التي يتعين أن تبقى أساس القانون الدولي وحجر الزاوية في العلاقات الدولية، لا سيما تلك المتعلقة باحترام استقلال الدول وسيادتها وسلامة أراضيها، طبقًا للشرعية الدولية، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وأضاف ممثل الجزائر بالأمم المتحدة أن “هذا الموقف يأتي انطلاقًا من مواقف الجزائر المبدئية فيما يتعلق بتعزيز النظام المتعدد الأطراف والحفاظ عليه، وتماشيًا مع التزامها بتطوير العلاقات الودية بين الدول، على أساس التعايش السلمي والتسوية السلمية للنزاعات والاحترام المتبادل للالتزامات الدولية والضمانات الأمنية ([83]) .

اتساقاً مع موقفها الأولي من الصراع، تجنبت الجزائر الانضمام إلى منظومة العقوبات الغربية على موسكو، وهو ما كشف عن رفض ممارسة العزلة الدولية على روسيا، وفي هذا الصدد، استضافت الجزائر وزير الخارجية الروسي في مايو 2022، وأثناء هذه الزيارة عبر الوزير الروسي عن تقدير بلاده للموقف الجزائري من الحرب في أوكرانيا في الأروقة العربية والدولية، وخلال مباحثاته مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة، أكد لافروف حرص بلاده على زيادة التنسيق مع الجزائر، وأنه تمت إحاطة الجانب الجزائري بتفاصيل العملية العسكرية في أوكرانيا، وأشار لافروف إلى أن روسيا تبذل ما في وسعها لعدم السماح بإقامة عالم أحادي القطبية.

رابعاً: تفعيل الدور الجزائري إقليميًا ودوليًا:

مثلت فكرة استعادة الدور الفعال إقليمياً ودولياً، أحد الأهداف الرئيسية للسياسة الخارجية الجزائرية في عهد الرئيس عبد المجيد تبون، خصوصاً في ظل الأوضاع المضطربة التي تعيشها دول الجوار الإقليمي، وكذا تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، خصوصاً على مستوى الطاقة؛ الأمر الذي جعل الجزائر قبلة للعديد من الأطراف والقوى الدولية. في هذا السياق كان التعاطي الجزائري مع الحرب في أوكرانيا متوازنًا ونشطًا، ويُركز على أولوية الحلول السياسية، وهي مقاربة أكسبت هذا الدور فاعلية أكبر.

خامساً: التداعيات العسكرية والأمنية للأزمة الأوكرانية الروسية على الجزائر في الفترة (2014- 2022):

لعل أبرز تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية الحالية سوف تمس بشكل مباشر ملف التسلح وهو ما يشكل تحد استراتيجي كبير بالنسبة للجزائر التي لم تنوع مصدر تسلحها منذ استقلالها، حيث تزداد الأزمة تعمقًا على الجبهة الشرقية في تونس وهو ما ينذر بانتشار الفوضى التي ستؤثر لا محالة على الجزائر وليست الحدود مع ليبيا بأفضل حال، فهناك الانقسام بين الفرقاء الليبيين والقوى الدولية المتصارعة والمرتزقة الأجانب، يتفاعل منذ سنوات ضمن نزاع مسلح هجين، يصعب التكهن بالأضرار التي سيخلفها على الأمن الجزائري، لاسيما بعد التهديد الذي أطلقه خليفة حفتر 2018 بنقلة الحرب إلى الجزائر، وكرره في يونيو 2019 بعد أيام من تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حول دور بلاده في منع سقوط العاصمة طرابلس في يد حفتر، مما يزيد الوضع الحدودي تعقيدًا مع ليبيا وهو خضوع المعبر الحدودي الوحيد بين البلدين لسيطرة ميليشيات حفتر التي تصنف في الجزائر كطرف معادي ([84]).

المبحث الثاني

تأثير الأزمة الأوكرانية الروسية على الدول العربية في آسيا

في الفترة (2014- 2022)

تمهيـد:

تفجرت الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وسط ظروف أمنية ودفاعية معقدة مرت بها دول مجلس التعاون الخليجي على مدى عقدين ماضيين، فقبل الأزمة كانت دول المجلس تمر بوضعية انتقالية في خططها ورؤاها الأمنية والدفاعية، وتبحث عن شركاء جدد مع تراجع الالتزام الأمريكي الأمني والدفاعي نحوها، وفرضت الحرب في اليمن والهجمات الصاروخية للحوثيين على السعودية ثم الإمارات، وتزايد مخاطر الصدام الإيراني الإسرائيلي في ساحتي البحر الأحمر والخليج، عوامل إضافية للقلق الأمني والدفاعي الخليجي.

يتناول المبحث محورين أساسيين هما:

المحور الأول: تداعيات الأزمة الأوكرانية الروسية على قطر في الفترة (2014- 2022)

المحور الثاني: تداعيات الأزمة الأوكرانية الروسية على اليمن في الفترة (2014- 2022)

المحور الأول: تداعيات الأزمة الأوكرانية الروسية على قطر في الفترة (2014- 2022):

تعد دولة روسيا أحد طرفي النزاع في الأزمة الأوكرانية أهم الفاعلين في مجال الطاقة، ويرجع ذلك للمساحة الشاسعة التي تمتلكها روسيا ومرورها بدوائر عرض عديدة، مما ساهم في تنوع مواردها الطبيعية، حيث تحتل المرتبة الأولى عالميًا في احتياطي الغاز الطبيعي والمرتبة الثانية عالميًا في إنتاج النفط، وبالتالي فغن دخول روسيا في ذلك النزاع أثر على مساهمتها في مجال الطاقة، ونقص المعروض من مصادر الطاقة عالميًا، وتأثرت سلبًا به الدول المستهلكة واستفادت منه الدول المنتجة التي تعد قطر منها، وسنقوم في ذلك المطلب بتوضيح آثار تلك الأزمة على دولة قطر.

أولًا: التداعيات السياسية للأزمة الأوكرانية الروسية على قطر في الفترة (2014- 2022):

 لدى قطر علاقات وطيده مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تعد قطر حليف الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة ولكن في نفس الوقت لها علاقات جيدة مع روسيا التي تشاركها عضوية اوبك بلس وتنافسها في إنتاج الغاز الطبيعي، أي يمكن القول أن علاقتها بالولايات المتحدة علاقات سياسة قوية وعلاقتها بروسيا علاقات اقتصادية قوية؛ لذلك فأن الأزمة الأوكرانية وضعت قطر في موقف محير لا تستطيع في اتخاذ صف أحد الأطراف، في حيث أن تأييدها لموقف أوكرانيا-المدعومة من الغرب- يعني خساراتها لروسيا وتأييدها لموقف روسيا يعني خسارتها للغرب وكلاهما خسارة لا يمكن تحملها لذلك اتخذت قطر موقفاً محايداً من الأزمة الاوكرانية على غرار موقف معظم الدول العربية.

  • تصريحات الدولة القطرية بخصوص موقفها من الأزمة الأوكرانية الروسية:

وعبرت قطر عن ذلك الموقف المحايد الذي اتخذته من خلال العديد من التصريحات من قبيل “تتابع دولة قطر بقلق بالغ التطورات الحالية في الأزمة الروسية الأوكرانية المتعلقة بإعلان روسيا ضم أراضٍ أوكرانية، وتشدد على ضرورة احترام سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها في حدودها المعترف بها دولياً، وانتهاج الحوار سبيلاً لحل الأزمة”، وتؤكد وزارة الخارجية القطرية موقف دولة قطر الداعي إلى ضرورة الالتزام بميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الراسخة للقانون الدولي، بما فيها الالتزامات بموجب الميثاق بتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية ([85]).

وتجدد الوزارة استعداد دولة قطر الكامل للمساهمة في أي جهد دولي وإقليمي يرمي إلى إيجاد حل سلمي فوري لهذه الأزمة، كما تؤكد حرصها على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع جميع الأطراف المعنية.

وتصريح الأمير تميم في افتتاح منتدى الدوحة قائلاً: “على المستوى السياسي والأمني فإنه يؤسفنا أن نرى تقلصا في المساحات السياسية والدبلوماسية لصالح التمدد العسكري والحلول المسلحة وقد بدأت عسكرة الحلول بالتنامي لتصل واحدة من أصعب ذروتها في العقود الأربعة الأخيرة في الحرب الأوكرانية..”

وتابع الشيخ تميم قائلًا: “من هنا فإنني أوكد على موقف دولة قطر الثابت من نبذ العنف وترويع المدنيين والاعتداء على سيادة الدول وكل ما من شأنه أن يشكل خرقا للقيم الإنسانية والقوانين الدولية..”، وأضاف: “نحن نتضامن مع الملايين من الأبرياء واللاجئين ضحايا هذه الحرب غير العادلة والحسابات الجيوسياسية..” ([86]).

  • إجراءات الدولة القطرية اتجاه الأزمة الأوكرانية الروسية:

ورافق تلك التصريحات أفعال تعبر عن حياد قطر اتجاه الحرب الروسية الاوكرانية حيث كانت تحث كلا الطرفين على الحوار وتدعوهم للحل السلمي وتؤكد على استعدادها للوساطة في حل الأزمة وتحرص دائما على الحفاظ على علاقات متوازنة مع كلا الطرفين، ومن أبرز تلك الأفعال تصويت قطر بالموافقة على قرار مجلس الأمن بإدانة الغزو الروسي وتأييد الخروج الروسي من الأراضي الأوكرانية، وتوفير قطر منصة للرئيس الأوكراني زلينسكي في منتدى الدوحة حيث خاطب الرئيس الأوكراني، فلاديمير زلينسكي، الدول المنتجة للطاقة بكلمة خلال منتدى الدوحة، عبر “الفيديو كونغرس” من العاصمة الأوكرانية كييف ([87]).

ودعا زلينسكي الدول المنتجة للطاقة لزيادة انتاجها من النفط والغاز للحيلولة دون استفزازات روسيا، حيث قال إن “مستقبل أوروبا يعتمد على جهودكم، وأطلب منكم زيادة إنتاج الطاقة للتأكد من أن روسيا تدرك أنه لا يمكنها استخدام الطاقة كسلاح.. يمكن لقطر أن تقدم مساهمتها في استقرار أوروبا”.

أشار زلينسكي أيضًا إلى البلدان الأخرى المنكوبة بالصراعات، قائلاً إن النظام الدولي بحاجة إلى الحماية ليس فقط لأوكرانيا، ولكن لأفغانستان والعراق واليمن، وحذر الرئيس الأوكراني بكلمته من التأثير المحتمل للغزو الروسي على الصادرات الغذائية من أوكرانيا إلى دول في جميع أنحاء العالم، قائلاً إنه لا يوجد بلد مؤمن ضد اضطراب الغذاء.

وحضور قطر لاجتماع الناتو+8 المنعقد في أبريل 2022 في ألمانيا الذي دعت أليه واشنطن للاجتماع مع 40 دولة من حلفائها لمناقشة الاحتياجات الأمنية والعسكرية الطويلة المدى لكييف مع استمرار المواجهة في شرق أوكرانيا وجنوبها ([88]).

وعلى الجانب الأخر التقى الأمير القطري تميم بن حمد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هامش مؤتمر كازخستان حيث أجرى اللقاء على هامش أعمال قمة مؤتمر “التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا” (سيكا) المنعقدة في آستانا عاصمة كازاخستان.

وتمت خلال الاجتماع مناقشة العلاقات الثنائية في شتى المجالات، بالإضافة إلى آخر تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية، وتداعياتها على الأمن الغذائي العالمي وسوق الطاقة، إذ أكد الشيخ تميم دعم دولة قطر لكافة الجهود الدولية والإقليمية لإيجاد حل سلمي فوري للأزمة، وضرورة احترام سيادة الدول والالتزام بميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الراسخة للقانون الدولي، بما فيها الالتزامات بموجب الميثاق بتسوية النزاعات الدولية بالوسائل السلمية ([89]).

ومن خلال رؤيتنا لمواقف قطر نرى ان قطر اتخذت موقف الحياد لأنه الخيار الأنسب والمحقق لأكبر مكسب وأقل خسائر بالنسبة لها وللحفاظ على دورها كوسيط وداعم للسلام في المنطقة وهو ما يخدم مصالحها ويزيد من ثقلها ومركزها في المنطقة وبالتالي موقف قطر من الأزمة تحركه مصلحتها الوطنية في المقام الأول.

ثانيًا: التداعيات الاقتصادية للأزمة الأوكرانية الروسية على قطر في الفترة (2014- 2022):

تعد روسيا أحد طرفي النزاع في الأزمة الاوكرانية مصدر اساسي وكبير للنفط والغاز حيث انها ثاني أكبر منتج للنفط في العالم بمعدل إنتاج 10 مليون برميل يومياً ([90]) بعد المملكة العربية السعودية التي تأتي في المرتبة الأولى بمعدل إنتاج 11 مليون برميل يومياً ([91]( وصاحبة المركز الأول في إنتاج واحتياطي الغاز في العالم.

وبعد وقوع الأزمة الأوكرانية توالت العقوبات الاقتصادية على الصادرات الروسية إلى جانب اهتمام روسيا بالتسلح وتمويل القوات العسكرية على حساب التنقيب وإنتاج النفط والغاز، مما أدى إلى خفض مساهمة روسيا في قطاع الطاقة بما تتمتع به من مكانة وأهمية، وذلك بدوره أثر على المعروض من مصادر الطاقة التي تساهم فيها روسيا بنسبة كبيرة، وأصبح لا يلبي الطلب العالمي، مما ترتب عليه ارتفاع أسعار الطاقة وحدوث أزمة طاقة في العالم تأثر بها المستهلكون واستفاد منها المنتجون التي تعد قطر منهم.

تتمتع قطر بعضوية منظمة اوبك التي تضم أكبر الدول المصدرة للنفط وتحتل المركز الثالث عالمياً في احتياطي الغاز الطبيعي بعد روسيا وإيران اللتان تأثرت صادراتهما بالعقوبات الاقتصادية من الغرب والأمم المتحدة الأولى بسبب غزوها لأوكرانيا والثانية بسبب الخلاف حول ملفها النووي، والمركز الثاني في قائمة الدول المصدرة للغاز المسال عالمياً مما افسح المجال لقطر لكى تزيد صادراتها من النفط والغاز وتعظم مكاسبها منهما.

ارتفعت أسعار الطاقة نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا بعد الانهيار الذي شهدته في 2020 بسبب جائحة كورونا، حيث وصل سعر البرميل ل5 دولار نظراً لقلة الطلب الناتجة عن إغلاق المصانع وتعطيل العمل وفرض الحظر، وبدأت الأسعار في التعافي خلال عام 2021 بعد التوصل للقاح كورونا وعودة الحياة كما كانت حتى وصل سعر البرميل إل 86 دولار للبرميل حتى جاءت الأزمة الاوكرانية ليقفز السعر متخطي حاجز المئة دولار بجانب ارتفاع اسعار الغاز المسال لتصل الى 59 دولار تقريباً في الربع الثالث من عام 2022 مقارنة ب30 دولار في الربع الأخير من عام 2021.

  • أثر الأزمة الأوكرانية الروسية على صادرات الدولة القطرية:

يمثل إجمالي احتياطي الغاز القطري نحو 24.7 تريليون متر مكعب ([92])، كما تمثل حصة قطر من الإجمالي العالمي: 13.1% ([93])

تُعد قطر الثانية في تصدير الغاز المسال عالمياً بعد استراليا، والأولى عربياً وفقاً لعام 2022 ([94])، تمتلك قطر 13.1% من إجمالي احتياطيات الغاز في العالم، بحجم 871.1 تريليون قدم مكعب، وتشترك الدولة في حقل غاز الشمال مع إيران، ما يشكل وحده 20% من إجمالي الاحتياطيات العالمية المؤكدة.

وتمتلك شركة قطر للطاقة أكبر مشروع غاز مسال في العالم -حقل الشمال الجنوبي-، الذي يتضمن إنشاء خطّين عملاقين لإنتاج الغاز الطبيعي المسال، بطاقة إجمالية 16 مليون طن سنويًا، وتستهدف من ذلك المشروع رفع الطاقة الإنتاجية لدولة قطر إلى 126 مليون طن سنويًا، وتقع معظم احتياطيات الحقل المشترك في المياه القطرية، قبالة الشاطئ إلى الشمال الشرقي من شبه الجزيرة القطرية، وتصل إلى أعماق تحت الماء تتراوح من 50 مترًا إلى 70 مترًا ([95]).

  • أثر الأزمة الأوكرانية الروسية في مجال الطاقة على الدولة القطرية:

مع استمرار الأزمة الاوكرانية والعقوبات الاقتصادية على روسيا ولجوء روسيا لاستخدام الغاز كسلاح ضغط على اوروبا تعرض السياسيون الأوروبيون لمزيد من الضغوط للتقليل من اعتماد بلدانهم على الفحم والنفط والغاز الروسي. وكانت قطر هي الرابح من ذلك نظراً لقدراتها في إنتاج وتصدير الغاز حيث جاءت في المركز الثاني عالمياً بعد استراليا في تصدير الغاز المسال في عام 2021، والتوسع المستمر لقطر في قدراتها على إنتاج الغاز الطبيعي ساعدها في ترجمة ذلك التوسع إلى صادرات تحل محل بعض مبيعات الغاز الروسي في أوروبا، حيث أدى استغلال روسيا صادراتها من الغاز سلاحاً للضغط على أوروبا والغرب الذين يدعمون خصمتها في الحرب أوكرانيا إلى تسارع الدول الأوروبية لتأمين إمدادات بديلة من دول الشرق الأوسط وأفريقيا ومن بينها قطر.

زاد الطلب الأوروبي على الغاز القطري منذ الغزو الروسي لأوكرانيا وتجاوزت عائدات الصادرات القطرية خلال الـ 9 أشهر المنتهية في 30 سبتمبر 2022 نحو 100 مليار دولار، وهو أعلى مستوى منذ عام 2014، الذي وصل حينها الى 136.85 مليار دولار، مدعومة بازدهار عائدات تصدير الغاز الطبيعي المسال ([96]).

  • أثر الأزمة الأوكرانية الروسية على إيرادات الدولة القطرية:

واستحوذت عائدات الغاز والسوائل الغازية على الجزء الأكبر من الإيرادات التصديرية خلال شهر سبتمبر (2022)، حيث رفعت عائدات صادرات الغاز المسال القطرية لشهر سبتمبر صادرات الدوحة خلال الـ 9 أشهر الأولى من العام الجاري (2022)، إلى 101.27 مليار دولار، بزيادة 15 مليار دولار عن عائدات عام 2021 بأكمله، والبالغة 87.2 مليار دولار ([97]).

ودعمت العوائد التصديرية القياسية تحقيق فائض قوي في الميزان التجاري لقطر، والذي تجاوز 77 مليار دولار خلال الـ 9 أشهر الأولى من 2022 ([98]).

شكل رقم (2) يوضح: تطور إجمالي صادرات قطر من الغاز الطبيعي الربع سنوية خلال عام 2021- 2022

المصدر: موقع اليوم السابع بناءً على بيانات تقرير الربع الثالث لعام 2022 من منظمة أوبك على الانترنت ([99]).

وسجلت الحكومة فائضًا في الميزانية خلال 2022، بلغ 15 مليار دولار، وهو أعلى مستوى منذ عدّة سنوات.، وبناءاً على بيان وزارة المالية القطرية وصل الفائض في ميزانية قطر الى 30 مليار ريال في الربع الثالث من 2022 بفضل زيادة عائدات النفط والغاز.[100]

وحققت قطر خلال الفترة نفسها من عام 2021 فائضا قدره 900 مليون ريال. وأظهرت أرقام حكومية أن الإنفاق في الربع الثالث من العام الجاري بلغ 51.8 مليار ريال[101]، وأوضح البيان أن إجمالي الإيرادات في الربع الثالث بلغ 81.8 مليار ريال جاء أكثر من 93 بالمئة منها، أو 76.3 مليار ريال، من النفط والغاز ([102]).

وارتفعت إيرادات النفط والغاز 67% في النصف الأول من عام 2022 مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2021 ([103])، وبلغ فائض الميزانية في النصف الأول من العام 47.3 مليار ريال، مرتفعا من أربع مليارات ريال في الفترة نفسها من العام الماضي ([104]).

ومن السابق ذكره يتضح ان أحد الاعتبارات الرئيسية في الموقف الذي تتبناه قطر كمصدر رئيسي للغاز والفائدة الاقتصادية التي يمكنها اكتسابها من زيادة الصادرات لأوروبا. ويمكن أن يترجم ذلك بعلاقات أوثق، والمزيد من المصادر، كما أن لموسكو وضعًا جيدًا لتقويض خط غاز قطري بري لأوروبا من خلال وجودها في سوريا.

المحور الثاني: تداعيات الأزمة الأوكرانية الروسية على اليمن في الفترة (2014- 2022):

تزداد الأزمة التي يعيشها اليمن خطورة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية المشتعلة، حيث عانت اليمن من معضلتي النفط والقمح، وسط تقارير دولية تحذر من شبح مجاعة قد تضرب البلاد قريبا.

أولًا: التداعيات الاقتصادية للأزمة الأوكرانية الروسية على اليمن في الفترة (2014- 2022):

يحمل هجوم روسيا على أوكرانيا مسؤوليات كبيرة على الاقتصاد العالمي الذي لم يتعاف بالكامل بعد من صدمة جائحة كورونا. يبدو أن الاشتباك بالفعل أشبه بالحرب الأشد خطورة في أوروبا منذ عام 1945. من المرجح أن يؤدي تسارع الصراع إلى زيادة أسعار الوقود والغذاء وخاصة الحبوب في أكثر دول العالم اعتمادًا على الاستيراد. لقد تضاعفت أسعار المواد الغذائية في اليمن خلال العام الماضي، مما ترك أكثر من نصف السكان في حاجة إلى مساعدات غذائية.

ستؤدي الحرب إلى عزل الاقتصاد الحادي عشر في العالم واحداً من أكبر منتجي السلع الأساسية في العالم “روسيا “، كما ستكون الآثار الحاسمة على الاقتصاد في اليمن: تضخمًا أكبر، نموًا أقل، واضطرابات كبيرة في السوق المالية، حيث قد تترسخ المزيد من العقوبات، وستكون التداعيات طويلة المدى بمثابة إضعاف إضافي للنظام المالي العالمي المتكامل الذي أرهق الاقتصاد العالمي منذ انقسام الاتحاد السوفيتي في عام 1991.

بدءًا من صدمات السلع، تعتبر روسيا واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم والمورد الرئيسي للمعادن الصناعية مثل الألمنيوم والبلاديوم والنيكل، كما تعد إلى جانب أوكرانيا معًا مصدرين رئيسيين للقمح إلى اليمن، وبالتالي، فإن أسعار هذه السلع قد ارتفعت هذا العام ومن المرجح الآن أن ترتفع أكثر من ذلك، وسط تقارير عن تفشي المرض في أنحاء أوكرانيا، اخترق سعر نفط برنت 100 دولار للبرميل ثم زادت أسعار الديزل إلى أن اخترقت 1300 ريال.

تستورد اليمن معظم قمحها من أسواق الغذاء العالمية، حيث يتم استيراد 98٪ من طلبها على القمح من خمس دول رئيسية (روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وأوكرانيا وفرنسا).

تعتبر كل من روسيا وأوكرانيا مصدرين رئيسيين للقمح إلى اليمن، سيؤدي نقص القمح في نهاية المطاف إلى إلحاق الضرر بالاقتصاد اليمني الهش بدرجة أكبر، تستورد اليمن القمح لسد معظم احتياجاتها، حيث يأتي حوالي 40٪ من روسيا وأوكرانيا، ولقد قوضت الأزمة الاقتصادية في اليمن بالفعل قدرة بلاده على شراء الغذاء، مع ارتفاع الأسعار بسرعة في أقل من ثلاث سنوات ([105]).

سـجل المتوســط الوطني لأسـعار القمح في اليمن في سـعر حبوب القمح المسـتورد إلى 600 ريال في نهاية مارس 2022 مقارنة بالسعر 554 ريال المسجل نهاية فبراير 2022 بنسبة زيادة بلغت 3.8%، وبنسبة زيادة بلغت نحو 53.7 % مقارنة بالسـعر المسـجل نهاية ديسـمبر2021 قبل الحرب الروسـية الأوكرانية بينما ارتفع المتوسـط الوطني لسـعر دقيق القمح المســـتورد إلى 697 ريال نهاية مارس مقارنة بســـعر 644 ريال نهاية فبراير بنســـبة زيادة بلغت 23.8% وبنســـبة زيادة بلغت نحو 4.5 %مقارنة بنهاية ديسمبر 2021 قبل الحرب الروسية الأوكرانية([106]).

ثانيًا: تداعيات الأزمة الأوكرانية الروسية على الطاقة في اليمن في الفترة (2014- 2022):

ارتفع المتوسـط الوطني لسـعر اللتر البترول الرسـمي إلى 976 ريال نهاية مارس 2022 مقارنة بالسـعر 38.826 ريال  المسـجل نهاية فبراير 2022 بنســبة زيادة بلغت 1.18%، وبنســبة زيادة بلغت نحو 5.55% مقارنة بالســعر المســجل نهاية ديســمبر2021 قبل الحرب الروسـية الأوكرانية، بينما ارتفع المتوسـط الوطني لسـعر اللتر البترول غير الرسـمي إلى 2569 ريالًا نهاية مارس مقارنة بسـعر 1433 ريالا نهاية فبراير بنســــبة زيادة بلغت 2.79%وبنســــبة زيادة بلغت نحو 6.233 %مقارنة بنهاية ديســــمبر 2021 قبل الحرب الروســــية الأوكرانية.

ارتفع أيضًا المتوسـط الوطني لسعر اللتر الديزل الرسمي إلى 977 ريال نهاية مارس 2022 مقارنة مع 782.5 ريال نهاية فبراير 2022 بنسبة زيادة بلغت وبنسـبة زيادة بلغت 24.9 %مقارنة بالسـعر نهاية ديسـمبر2021 قبل الحرب الروسـية الأوكرانية، أما المتوسـط الوطني لسـعر اللتر الديزل غير الرسمي فقد أرتفع إلى1624.5 ريال نهاية مارس 2022 بنسبة زيادة بلغت نحو 38.9%مقارنة مع 1169.6 ريال نهاية فبراير 2022، وارتفع بنسبة زيادة بلغت 110.6 %مقارنة بالسعر قبل الحرب الروسية الأوكرانية نهاية ديسمبر 2021.

رغم عدم التأثير المباشـر للحرب الروسـية الأوكرانية على إمدادات وأسـعار الغاز في اليمن، كونه يتم إنتاج الغاز محليًا إلا أن المتوسـط الوطني للسعر الرسمي لأسطوانة الغاز المنزلي ارتفع إلى 5950 ريالًا نهاية مارس 2022 بنسبة زيادة بلغت نحو 8.2% مقارنة بنهاية فبراير 2022، وارتفع المتوسـط الوطني لسـعر اسـطوانة الغاز غير الرسـمي إلى 14891 ريالًا يمنيًا في مارس 2022 بنسـبة زيادة شهرية بلغت نحو 3.1 % مقارنة بنهاية فبراير 2022.

ثانيًا: التداعيات الاجتماعية للأزمة الأوكرانية الروسية على اليمن (الأمن الغذائي) في الفترة (2014- 2022):

لقد جاءت الحرب الروسية الأوكرانية في وقت هو الأسوأ بالنسبة للأمن الغذائي في اليمن طبقًا لأحدث (تقييم للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي)، الصادر في مارس 2022، والذي تم التوضيح به تدهور وضع الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية في اليمن بشكل أكبر في عام 2022، وظهر ذلك في وجود 17.4 مليون شخص (المرحلة الثالثة وأعلى من التصنيف المرحلي المتكامل) بحاجة إلى مساعدة فورية، وسيرتفع العدد الى 19.0 مليون من بداية يونيو إلى نهاية العام.

يظل مصدر القلق الأكبر هو أن 31,000 شخص يواجهون مستويات الجوع الشديد الآن، ويرتفع إلى 161,000 بحلول يونيو2022، بالإضافة الى ذلك، حوالي 2.2 مليون طفل دون سن الخامسة، منهم 538,000 يعانون من سوء التغذية الحاد، كما ترتفع شدة الخطورة بشكل كبير في فترة التوقع بالنسبة لكل من الأمن الغذائي، فضلًا على أن الدوافع الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية في اليمن متمثلة في الصراع والازمة الاقتصادية ([107]).

ومن المرجح أن تؤدي تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية إلى تزايد تدهور الأمن الغذائي الحاد أبرزها ما يلي:

  • زيادة أسعار المواد الغذائية والطاقة، وبالتالي ارتفاع التضخم وسط انخفاض الدخل وفرص العمل، مما يساهم في تدهور مستويات انعدام الأمن الغذائي.
  • ارتفاع سعر سلة الحد الأدنى للسلة الغذائية في اليمن بنسب تتراوح بين 50 إلى 60% مقارنة بالأسعار الحالية (ارتفاع سعر السلة بنسبة 121.7% في أبريل 2022 مقارنة بنفس الشهر من العام 2021.
  • على الرغم من التقلب المستمر في أسعار النفط العالمية والمحلية فإنه من غير المنتظر أن تتراجع أسعار النفط عن مستوى 100 دولار، وربما 110 دولارات أيضا ما بقيت الحرب الروسية الأوكرانية مستمرة وهذا يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الأسمدة والنقل مما يؤثر على المنتجات الزراعية في اليمن.
  • تعاني الأسـر بشــكل متزايد من زيادة مســتويات الائتمان لديهم لتغطية الاحتياجات الأساسية.
  • تعطل إمدادات القمح العالمية الناجم عن الصراع في أوكرانيا، يهدد بتفاقم أزمة الأمن الغذائي في اليمن، مع تصاعد أسعار القمح العالمية، وانه مع تضاؤل مخزونات القمح في البلاد، وتراجع القوة الشرائية للقطاع الخاص اليمني، فإن كل هذا سيحول دون دخول الإمدادات الضرورية، من المواد الغذائية الأساسية للبلاد، إذ يأتي ما يقدر بنحو 46 في المئة، من واردات اليمن من القمح، من كل من أوكرانيا وروسيا ([108]).

جدول رقم (1) يوضح: تقديرات السكان غير الآمنين في الغذاء حتى أكتوبر 2022 في الدول الخاضعة لنظام الإنذار المبكر للمجاعة

المصدر: التداعيـــــات الاقتصــــادية والاجتماعيـــة للحرب الروسية الأوكرانية على اليمن، (اليمن: وزارة التخطيــط والتعـــاون الدولــي قطاع الدراسات والتوقعات الاقتصادية، يونيو 2022). ([109]).

وبالاستناد إلى تقرير لجنة الخبراء حول مراجعة توقعات الأمن الغذائي في اليمن الذي يؤكد على أنه من الممكن أن تتجاوز شــدة الأمن الغذائي في ديســمبر 2022 المحددة بنســبة 60% على هذا لأســاس من المتوقع ارتفاع انعدام الأمن الغذائي بمســتويات تتراوح بين 3 إلى 5 نقاط مئوية لمســتوى تقدير انعدام الأمن الغذائي الحالي ليصـــل إلى 63% خلال الربع الثاني من 2022، ومن المتوقع ارتفاع نســـبة انعدام الأمن الغذائي في اليمن نهاية العام 2022 إلى مستويات تقارب 65% ([110]).

الفصل الثالث

أبعاد الأزمة الأوكرانية الروسية على المملكة العربية السعودية

في الفترة (2014- 2022) 

مُقدمة:

تعتبر منطقة الشرق الأوسط إحدى النقاط المحورية الرئيسية التي شهدت أكبر تداعيات للأزمة الأوكرانية الروسية، بغض النظر عن نتيجة هذه الأزمة، حيث تسببت هذه الأزمة في زيادة أسعار النفط والغاز في العالم، الذي أثر بدوره على اقتصاديات دول الخليج العربي، حيث زادت الأهمية الاستراتيجية لصادرات الخليجية من النفط والغاز.

تعرضت الدول المنتجة للنفط، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية لضغوط كبيرة في بداية الأزمة الأوكرانية الروسية، بسبب أدوات التأثير التي تملكها، ورغبة المجموعة الغربية الداعمة لأوكرانيا في استخدامها ضد روسيا، وفي مقدمتها سلاح أسعار النفط، إلا أن دول الخليج نجحت في الحفاظ على حياد اعتبرته بعض الأطراف الغربية تنازلًا عن مسؤولياتهم كحلفاء للغرب، حيث أثبت هذا الحياد والحفاظ على علاقة مع روسيا، قد يسهمان في حل كثير من الأزمات الناجمة عن الحرب، كان آخرها الوساطة السعودية للإفراج عن الأسرى الدوليين في روسيا.

يركز هذا الفصل على مبحثين أساسيين هما:

المبحث الأول والمعنون بــ (الأثر الاقتصادي للأزمة الأوكرانية الروسية على المملكة العربية السعودية في الفترة 2014- 2022)

المبحث الثاني المعنون بــ (الأثر السياسي للأزمة الأوكرانية الروسية على المملكة العربية السعودية في الفترة 2014- 2022).

المبحث الأول

الأثر الاقتصادي للأزمة الأوكرانية الروسية على المملكة العربية السعودية

في الفترة (2014- 2022)

تمهيد:

تتفاوت التداعيات الاقتصادية بين البلدان العربية، حيث توجد آثار سلبية للنزاع في أوكرانيا متعلقة بالأمن الغذائي في كل من مصر وتونس ولبنان، مقابل فوائد اقتصادية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والعراق، وقد عطل الهجوم الروسي على أوكرانيا إمدادات الطاقة والقمح في العالم العربي، وهذا يعني ارتفاعًا في أسعار النفط والخبز، قد تؤدي إلى اضطرابات اجتماعية في بعض البلدان العربية إن طالت الأزمة، كما ستنشأ حاجة ملحة إلى إيجاد بدائل في البلدان العربية التي تستورد القمح من روسيا وأوكرانيا.

هناك بعض الدول المستفيدة اقتصاديًا من الأزمة الأوكرانية الروسية مثل المملكة العربية السعودية، حيث أنها ستتفيد من ارتفاع أسعار النفط، وهذا ينعكس بالإيجاب على مجمل دول مجلس التعاون الخليجي، وسيعوضها عن خسائر مالية سابقة.

يتناول هذا المبحث محورين أساسيين هما:

المحور الأول: الأثر الاقتصادي للأزمة الأوكرانية الروسية على صادرات المملكة العربية السعودية في الفترة (2014- 2022)

المحور الثاني: الأثر الاقتصادي للأزمة الأوكرانية الروسية على مصادر الدخل وإيرادات المملكة العربية السعودية في الفترة (2014- 2022)

المحور الأول: الأثر الاقتصادي للأزمة الأوكرانية الروسية على صادرات المملكة العربية السعودية في الفترة (2014- 2022):

وقفت دول الخليج في موقف معقد عند تفجر الأزمة الأوكرانية الروسية، وكان على الدول الست أن توازن بين علاقاتها بالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وأوكرانيا والدول الأوروبية، وتشابك علاقاتها الأمنية والاقتصادية وحساباتها السياسية.

أولًا: الصادرات السلعية السعودية في الفترة (2014- 2022):

أعلنت الهيئة العامة للإحصاء السعودية ارتفاع الصادرات السلعية للسعودية بنسبة 93.2% في شهر مارس 2022 إلى 142.2 مليار ريال، مقارنةً بنحو 73.6 مليار ريال في مارس 2021، نتيجة ارتفاع الصادرات البترولية بنسبة 117.85% إلى نحو 113.98 مليار ريال خلال مارس 2022، مقابل 52.32 مليار ريال في مارس 2021، وهو ما يشير إلى عائدات نفطية تتجاوز ضعف عام 2021، ومن المؤكد أن تنعكس هذه الإيرادات المضافة إلى ميزانيات الدول الخليجية إيجابًا على برامج الإصلاح الداخلي والمشروعات الجاري تنفيذها وفق رؤى 2030- 2050 ([111]).

قد تؤدي طفرة أسعار النفط إلى التأثير سلبًا على برامج الإصلاح المالي وبعض الإجراءات لتحسين الأداء والحوكمة، وهي الإجراءات التي شرعت فيها بعض الدول الخليجية بقوة بالأعوام السابقة، وأنتجت نتائج إيجابية في تحسين الأداء.

ثانيًا: الإنتاج النفطي للمملكة العربية السعودية في الفترة (2014- 2022):

أسهم النفط السعودي في توازن أسواق الطاقة العالمية، حيث أن تؤدي السعودية دور المنتج المتأرجح -أي أنها تزيد أو تخفض الإنتاج بما يفيد مصالحها الاقتصادية على المديين القصير والبعيد- وتعمل على تحقيق التوازن في أسواق النفط وتلبية الطلب.

ويمكن للسعودية زيادة إنتاج النفط، بفضل بنيتها التحتية المرنة، وتدعمها في ذلك مواصلة الاستثمار في قطاع المنبع (التنقيب والإنتاج)، وانخفاض تكاليف إنتاج برميل النفط، وقدرتها الاحتياطية، إلى جانب أنها تتمتع بواحد من أدنى مستويات كثافة الكربون على مستوى العالم لكل برميل، ومن خلال أوبك وأوبك+، تمكنت السعودية مع شركائها من تهدئة بعض اضطرابات الإمدادات بعد جائحة كورونا، ويعتمد العالم على المملكة العربية السعودية وقدرتها على تخفيف أزمة الطاقة المتفاقمة عن طريق ضخ المزيد من النفط؛ لكنها تواصل إبعاد أسواق النفط عن السياسة الدولية.

يعتبر النفط المتغير الرئيسي في العلاقات السعودية مع الدول الكبرى بسبب الاحتياطات الضخمة التي تمتلكها المملكة العربية السعودية، حيث تعتبر من أكبر مصدري النفط في العالم، حيث يبلغ إنتاجها يوميًا (6.6 مليون برميل يوميًا)، ولديها أكبر طاقة إنتاجية للنفط في العالم بحوالي (12 مليون برميل يوميًا)، كما يشكل النفط بنسبة 60% من الميزانية السعودية ([112]).

ارتفعت أسعار النفط تزامنًا مع الأزمة الأوكرانية الروسية إلى مستويات هددت الاقتصاد العالمي، ولذلك اتجهت الأنظار إلى المملكة العربية السعودية، فمن جهة تتطلع روسيا إلى أن تلتزم المملكة العربية السعودية باتفاق خفض الإنتاج الذي تم توقيعه بين روسيا والسعودية عام 2016م، وترك الأسعار تستمر في الارتفاع بهدف استمرار الحصول على دخل مرتفع يعوض الخسائر التي تعرضت لها روسيا بسبب العقوبات.

رفضت المملكة الانحياز إلى أي طرف في الصراع الروسي الأوكراني، وحافظت على موقف محايد، مع ضمان تقديم إمدادات كافية لتحقيق التوازن في أسواق النفط، كما أن الاستثمارات السعودية في قطاع التنقيب والإنتاج جعلتها أحد المصادر الموثوقة لسد الفجوة في ظل الأزمات، بحسب التقرير الذي أطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويُعَد الصراع الروسي الأوكراني بمثابة جرس إنذار للتذكير بالواقع الخطير الذي يعيشه العالم اليوم، كما أسفرت الأزمة الأوكرانية الروسية إلى اتجاه الدول الأوروبية التي تعاني نقص إمدادات النفط والغاز الروسيين إلى العودة للفحم، رغم تناقض ذلك مع تعهدات قمة المناخ “كوب 26”.

يسلط الصراع في أوكرانيا الضوء على مكانة السعودية، ووضعها في قلب الشؤون العالمية؛ إذ تبرز بصفتها قوة عظمى في مجال الطاقة، حيث يمكن للمملكة أن تساعد في تخفيف اضطرابات سوق النفط العالمية، التي تركت وراءها أزمة طاقة في أوروبا، وتداعيات مباشرة على الاقتصاد العالمي.

ومع ارتفاع أسعار النفط الخام إلى أكثر من 130 دولارًا للبرميل بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا (قبل هبوطه حاليًا إلى مستوى 85 دولارًا)، لجأ العديد من الدول لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية أمن الطاقة، مثل إفراج الولايات المتحدة عن ملايين البراميل من مخزون النفط الاستراتيجي، وسنّت مؤخرًا قانون خفض التضخم، ورغم التأثير السلبي للصراع الروسي الأوكراني في الاقتصاد العالمي؛ فقد حققت البلدان المصدرة للنفط أرباحًا ضخمة بسبب أسعار النفط القياسية ([113]).

وفي الربع الأول من عام 2022، سجّلت السعودية نموًا سنويًا في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 7.6%، وكانت هذه الزيادة هي الأعلى نموًا في العالم، وأصبحت أرامكو السعودية الشركة الأكثر قيمة في العالم، وتبلغ قيمتها 2.34 تريليون دولار، وأعادت المملكة تأكيد هيمنتها النفطية في المنطقة وفي أوبك+، حيث تمتعت البلاد بحصة أكبر في السوق العالمية، وبلغت الإيرادات النفطية مستويات قياسية، كما حققت أرامكو أرباحًا قياسية بلغت 48.4 مليار دولار في الربع الثاني، بعدما ارتفعت الإيرادات بنسبة 80% إلى 562 مليار ريال سعودي (قرابة 150 مليار دولار) ([114]).

شكل رقم (3) يوضح: صادرات السعودية من النفط الخام 2022 طبقًا لمنصة الطاقة المتخصصة.

المصدر: موقع وحدة أبحاث الطاقة  https://cutt.us/bgbUs ([115]).

المحور الثاني: الأثر الاقتصادي للأزمة الأوكرانية الروسية على مصادر الدخل وإيرادات المملكة العربية السعودية في الفترة (2014- 2022):

يتضح مما سبق استفادة السعودية من الأزمة في زيادة مداخيلها من قطاع الطاقة خاصةً من النفط، حيث يعد سوق النفط سوق حساس يتأثر هبوطًا وصعودًا بعدة متغيرات منها سعر الصرف وأسعار الفائدة والأوبئة والأزمات المالية والأزمات السياسية من حروب وثورات، وكان سوق النفط قديمًا يتأثر بالحروب التي تندلع في البلدان المصدرة للنفط، أما في وقتنا الحالي في العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين في ظل انتشار العولمة التي جعلت من العالم قرية صغيرة ما يحدث في دولة ما تداعياته لا تقتصر على حدود الدولة؛ إنما تتأثر به دول العالم بأسرة بنسب متفاوتة.

يتضح من خبرة السعودية في المكاسب الناتجة عن الأزمات سواء السياسية أو الاقتصادية، كالتي حققتها في حرب الخليج الأولى ١٩٨٠-١٩٨٨ التي كانت بين إيران والعراق اللتان تعدان من أهم الفاعلين في سوق النفط وقتها، مما أثر على الكميات المعروضة من النفط، فالعالم بشكل لا يوفي الطلب العالمي مما ترتب عليه زيادة أسعار النفط، وبالتالي تحقيق الدول المصدرة للنفط مكاسب ضخمة وكذلك حرب الخليج الثانية ١٩٩٠-١٩٩١ وأزمة النمور الآسيوية ١٩٩٧ والأزمة المالية عام ٢٠٠٨، فدائمًا ما كانت تلك المكاسب مؤقته فالأزمات.

يقل الطلب على النفط بعد ارتفاع السعر بسبب الأزمات، فبالتالي مع الوقت ينخفض السعر بسبب انخفاض الطلب، وذلك التأثر صعودًا وهبوطًا أدى إلى اختلالات في نسب النمو والعجز والتضخم والناتج الإجمالي وخطط التنمية، وغالباً ما كانت تستخدم المملكة تلك المكاسب في المشروعات الاقتصادية وزيادة الدخول، ويتم تفضيل النفقات الجارية على الاستثمارية، مما يترتب عليه توقف خطط التنمية والمشروعات.

إلى جانب جميع ما سبق فكان الدرس الأهم في تشكيل الخبرة السعودية هو جائحة كورونا 2019، التي تم فيها فرض الحظر الصحي للسيطرة على انتشار الوباء، مما نتج عنه توقف المصانع لعدم وجود عاملين، فقل الطلب على البترول ووصل لأقل سعر له منذ 2008، مما أثر بشكل كبير وواضح على النمو والناتج الإجمالي السعودي، وكشف عن هشاشة النظام الاقتصادي في السعودية؛ بل ودول الخليج بالكامل لاعتمادها على النفط كمصدر أساسي إن لم يكن الوحيد -لبعض الدول- للدخل وفي ظل ظروف الأزمة الأوكرانية 2022 وارتفاع اسعار النفط عقب الغزو الروسي لأوكرانيا وتحقيق دول الخليج لمكاسب عديدة إلا أن السعودية تعلمت من خلال خبراتها أنها مجرد مكاسب مؤقتة.

فما يتلو الارتفاع هو الانخفاض وهو ما تحقق بالفعل في 2023 بسبب عدة عوامل منها رفع الفيدرالي الأمريكي الفائدة عدة مرات، وانتشار التضخم في معظم دول العالم خصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية دولة الدولار الذي يرتبط به النفط السعودي، وفقاً لاتفاق البترودولار، وارتفاع الأسعار العالمية وإعلان العديد من البنوك إفلاسها مثل “سيلكون فالي” و ” سيغنتشر” و”سيلفر غيت” في أمريكا ومعاناة بنوك أوروبية من أزمات مالية أهمهم بنك “كريدي سويس” السويسري، مما أدى إلى انخفاض الطلب على البترول، فبالتالي انخفاض أسعاره، ولذلك سعت السعودية لتنويع مصادر دخلها بعيداً عن سوق النفط المتقلب من خلال عدة مصادر منها ([116]):

  • الحج والعمرة:

سعت المملكة لتزويد مداخيلها من الحج والعمرة من خلال احتكار إجراءات السفر والحصول على تذاكر للحج والعمرة بدلاً من أن كانت تقوم بذلك وكالات وشركات السفر الخارجية، فأطلقت المملكة منصات الحجز والحصول على تذاكر تحت ملكيتها كمنصة “نُسك” ومنصة “مُطوف” إلى جانب ذلك [117]، فقدمت المملكة تسهيلات غير مسبوقة في الإجراءات والأسعار لجذب المعتمرين، وزيادة مداخيلها من قطاع الحج والعمرة، فقامت بتوفير رحلات عمرة بتسهيلات في الحجز والطيران والباسبور وبأسعار مخفضة، فتكلفة العمرة تصل إلى 25000 جنيهاً مصرياً ([118])، ولكن السعودية وفرت رحلات عمرة من خلال منصة نُسك الخاص بها بتكلفة تصل إلى 5000 جنيهاً مصرياً تقريباً ([119])، وبالفعل حققت تلك الإجراءات أهدافها، وزاد عدد المعتمرين في رمضان عام 2023 إلى 9 ملايين معتمر ومعتمرة مقارنة ب 2 مليون معتمر في رمضان عام 2022، وقد يرجع ذلك لأسباب عديدة ([120]).

كانت تبعات جائحة كورونا في عام 2022 لم تنتهي بشكل نهائي فكان هناك تحفظ على الأعداد الوافدة للعمرة من قِبل المملكة العربية السعودية، وبدء ذلك التحفظ يزول ويستعيد العالم وتيرته من جديد في عام 2023، ولكن ذلك وحده لا ينفي دور الإجراءات والتسهيلات السعودية في زيادة ذلك العدد وارتفاع مساهمة قطاع الحج والعمرة في الدخل القومي السعودي، وبذلك تكون المملكة نجحت في الترويج لمنصاتها الجديدة وجذب معتمرين أكثر وانعاش السياحة وزيادة إيراداتها من قطاع الحج والعمرة وتنمية دور الأنشطة الغير نفطية في المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي ([121]).

  • الرياضة:

بدأت السعودية مؤخرًا الاهتمام بالرياضة خاصةً كرة القدم لتزويد مداخيلها، حيث أن هناك اقتصادات دول تقوم بالكامل على الرياضة كالبرازيل التي استطاعت أن تغيّر وضعها الاقتصادي من دولة ذات موارد فقيرة إلى دولة تجذب أنظار جميع دول العالم بسبب اهتمامها بالرياضة، وظهر الاهتمام السعودي بالاستثمار في الرياضة بعدة أشكال منها استضافة الفعاليات الرياضية المتنوعة وشراء الأندية والاستثمار في الرياضة والترويج والدعاية لنفسها كراعي للرياضة، وعلى مستوى استضافة الفعاليات الرياضية، فقامت السعودية باستضافة عدة بطولات منها كأس السوبر الإيطالي لعامي 2018 و2019 وكأس السوبر الإسباني عام 2022 ([122]).

لم يقتصر الاهتمام السعودي على كرة القدم فقط؛ بل شمل عدة ألعاب رياضية أخرى مثل استضافتها لنزال البحر الأحمر للغولف والملاكمة إضافة إلى اهتمامها بالرياضة الإلكترونية وشراء شركات الألعاب الإلكترونية مثل شركة (ESL) الرائدة في ذلك المجال، وكذلك الاستثمار السعودي في الرياضة، حيث عقدت السعودية اتفاق مع شركة فورمولا وان لسيارات السباق لاستضافة سباقات سيارات الفورمولا وان لمدة عشر سنوات من 2023 إلى 2033 وبدء العمل على تصنيع سيارات سباق تعمل بطاقة الهيدروجين ([123]، وشراء بعض الأندية الأوروبية مثل نيو كاسل الإنجليزي وشراء السعودية لحقوق بث بطولة كأس العالم للأندية 2023 المُقامة في المغرب عبر قناتها (SSC) السعودية ([124]).

أما الحدث الأبرز في اهتمام السعودية بالرياضة كمصدر للدخل فهو شراء نادي النصر السعودي للاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي وريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي سابقاً الحاصل على الكرة الذهبية 5 مرات أحد أغلى وأكثر اللاعبين شعبية في العالم بموجب صفقة تاريخية بلغت قيمتها نحو 200 مليون يورو، مما زاد من مشاهدات الدوري السعودي من قِبل القاعدة الجماهيرية الضخمة لكريستيانو، حيث أنه بعد انتقال رونالدو للعب في الدوري السعودي، أصبحت المملكة محط أنظار العالم وستسهم هذه الصفقة في التعريف بالسعودية وأنديتها من خلال رفع نسبة المشاهدات والمتابعات لبطولة الدوري بالمملكة حسب تصريحات الخبير السعودي في التسويق والاستثمار الرياضي الدكتور حافظ المدلج وارتفاع القيمة التسويقية لنادي النصر السعودي التي ارتفعت بنسبة 34% وارتفاع القيمة السوقية للدوري السعودي والبطولات السعودية عموماً إلى جانب ذلك ([125]).

حيث أن استقرار رونالدو وعائلته في السعودية وزيارتهم لمعالمها من شأنه الترويج للسياحة في السعودية بشكل كبير والاستثمار فيها وتصدير صورة ذهنية جيدة للسعودية، وتعريف العالم بحقيقة ما عليه السعودية على أنها بلد أمن ويمتلك مقومات سياحية ليس صحراء جرداء كما اعتاد الإعلام الغربي اصطناع صورة نمطية غير صحيحة عن البلدان العربية والعرب والمسلمين عمومًا أي أن رونالدو في السعودية لا يعد لاعب كرة قدم محترف في نادي سعودي فقط؛ بل سفير للترويج الرياضي والسياحي بشكل غير مباشر ولكن شديد التأثير، حيث تتعامل المملكة مع رونالدو على أنه بمثابة سفير عالمي للمملكة لتعزيز أهداف تسويقية مختلفة من بينها استقطاب 100 مليون زائر بحلول عام 2030، وبالتالي فالقيمة المادية لصفقة انضمام رونالدو نادي النصر ستعود بالأضعاف عبر قنوات تسويقية وأذرع استثمارية متعددة ([126]).

المبحث الثاني

الأثر السياسي للأزمة الأوكرانية الروسية على المملكة العربية السعودية

 في الفترة (2014- 2022)

تمهيد:

بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية في فبراير 2022، وامتدت آثار تلك الأزمة إلى دول العالم أجمع، ففي ظل العولمة التي نعيشها اليوم التي جعلت من العالم قرية صغيرة أصبح ما يحدث في دولة ما لا تقتصر آثاره على تلك الدولة؛ لكن يشمل دول العالم بالكامل ولكن بدرجات متفاوتة، وفي هذا المبحث سنتناول تأثير تلك الأزمة سياسيًا على المملكة العربية السعودية.

يتناول هذا المبحث ثلاثة محاور أساسيين هم:

المحور الأول: موقف المملكة العربية السعودية من الأزمة الأوكرانية الروسية في الفترة (2014- 2022)

المحور الثاني: أثر الأزمة الأوكرانية الروسية على العلاقات السعودية الروسية في الفترة (2014- 2022)

المحور الثالث: أثر الأزمة الأوكرانية الروسية على المملكة العربية السعودية على مستوى التحالفات في الفترة (2014- 2022)

المحور الأول: موقف المملكة العربية السعودية من الأزمة الأوكرانية الروسية في الفترة (2014- 2022): 

كانت المملكة العربية السعودية أولى الدول التي بادرت لإطلاق وساطة رسمية بين روسيا وأوكرانيا، وكان ذلك خلال اتصال هاتفي جمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مارس 2022، وأكد بن سلمان أثناء الاتصال استعداد بلاده لبذل “الجهود للوساطة بين كل الأطراف”.

أولاً: موقف المملكة العربية السعودية من الأزمة الأوكرانية الروسية في الفترة (2014- 2022):

اتسم رد فعل المملكة السعودية على الأزمة الروسية الأوكرانية باتخاذ مواقف متوازنة، وحظي الموقف السعودي باحترام وتقدير في الأوساط العالمية، ووظف ولي العهد العلاقات مع كل من أوكرانيا وروسيا، في التوصل إلى حل سلمي فضلا عن تكريس جهود الوساطة بين البلدين، بهدف التوصل إلى حل سياسي لإنهائها، إسهاماً في دعم الأمن والاستقرار الدوليين ([127]).

وتحركت السعودية في الأزمة الأوكرانية- الروسية وفق إطارات وقواعد المرجعيات الشرعية والأعراف الدبلوماسية، كون المملكة ليست جزءًا من هذا الصراع ولا تريد أن تكون جزءًا فيه، وفي ذات الوقت تدعم الجهود الدولية المبذولة لتخفيف حدة التوتر والتصعيد بين روسيا وأوكرانيا، والشروع في إجراءات التهدئة بما يكفل عودة الاستقرار ويفسح المجال أمام إجراء مباحثات تفضي إلى حل سياسي للأزمة.

ورغم أن الحرب الروسية في أوكرانيا وضعت العالم أمام تحديات عالمية صادمة؛ كونها أثرت على عدة قطاعات مهمة لاقتصاد العالم العربي من النفط والغاز والواردات الزراعية، إلا أن السعودية حرصت على تكريس الجانب الإنساني وتقديم الدعم التنموي للشعب الأوكراني.

أسهم الموقف السعودي المتوازن من الأزمة الأوكرانية – الروسية، في نجاح الوساطة، حيث نجحت الوساطة التي قام بها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، في ترتيب الإفراج عن 10 أسرى من جنسيات مختلفة، في إطار عملية تبادل أسرى بين موسكو وكييف، ورحبت الدول بالمساعي التي قامت بها السعودية ([128]).

وتولى السعودية اهتمامًا بالغًا ببذل الجهود الإنسانية إلى جانب الجهود السياسية مع مختلف الدول لحل الأزمة الأوكرانية – الروسية في إطار حرصها على تحقيق الأمن والسلم والاستقرار إقليمياً وعالميًا، ويرى دبلوماسيون أن الدور السعودي الإيجابي في التوسط في إطلاق سراح مقاتلين أجانب في أوكرانيا، يعطي الفرصة للمملكة في المستقبل للعب دور في إنهاء الأزمة الأوكرانية – الروسية، كون المملكة عززت مكانتها على صعيد الدبلوماسية الإنسانية عالميًا، وفق منظومة القيم السياسية السعودية التي لها أبعاد إنسانية وسطية تسامحيه([129]).

ثانيًا: موقف روسيا من جهود المملكة العربية السعودية في الوساطة:

رداً على جهود المملكة لحل الأزمة الأوكرانية، أجرى وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف”، محادثة هاتفية مع وزير خارجية المملكة العربية السعودية “فيصل بن فرحان آل سعود” وأعرب عن امتنانه لقيادة المملكة العربية السعودية على موقفها البناء واستعدادها لبذل الجهود لإيجاد سبل لحل المشاكل المعقدة المرتبطة بالأزمة الأوكرانية.

وناقشا الوزيرين القضايا ذات الأولوية للتطوير التدريجي للتعاون الروسي السعودي المتنوع متبادل المنفعة بما يتماشى مع تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في وقت سابق على أعلى مستوى، وأكد الجانب الروسي على الاهتمام المتبادل بمواصلة التنسيق الوثيق للسياسة الخارجية على الصعيدين الثنائي والدولي ([130]).

ثالثاً: جهود المملكة السعودية في مساندة الدولة الأوكرانية:

أكد وزير الخارجية السعودي “الأمير فيصل بن فرحان”، على دعم بلاده للجهود الدولية الرامية لحل الأزمة الأوكرانية – الروسية سياسياً، ومواصلة مساعيها للإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها، وعقد الوزير السعودي جلسة محادثات مع الرئيس الأوكراني ” فلاديمير زلينسكي” بمقر الرئاسة، استعرض خلالها الجانبان العلاقات الثنائية بين البلدين وفرص تطويرها، بالإضافة إلى بحث عدد من القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ([131]).

قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن بلاده قدمت حزمتين من المساعدات الإنسانية لأوكرانيا بقيمة 410 ملايين دولار، مؤكداً خلال لقائه الرئيس الأوكراني فلاديمير زلينسكي “أن الرياض تدعم كل الجهود لتخفيف معاناة الشعب الأوكراني”، وأعرب زلينسكي عن شكره لجهود وسعي الرياض إلى السلام في أوكرانيا.

شهد اللقاء السعودي- الأوكراني توقيع اتفاق ومذكرة تفاهم بتمويل تصل قيمته إلى 400 مليون دولار أميركي، حيث يتم تطبيق برنامج تعاون مشترك لتقديم مساعدات إنسانية من السعودية لأوكرانيا بقيمة 100 مليون دولار أمريكي ([132]).

وتتضمن الاتفاق تمويل مشتقات نفطية بقيمة 300 مليون دولار كمنحة مقدمة من الحكومة السعودية عبر الصندوق السعودي للتنمية لمصلحة أوكرانيا، وتؤكد مذكرة التفاهم حرص السعودية على “دعم أوكرانيا وشعبها الصديق في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها البلاد، والإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عن الأزمة.

رابعاً: موقف المملكة العربية السعودية من قرارات الأمم المتحدة بشأن الأزمة الأوكرانية الروسية:

رداً على الغزو الروسي لأوكرانيا، عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة طارئة خاصة في الثاني من مارس2022، وخلال الجلسة، صوّت الأعضاء بأغلبية ساحقة على قرار يدين الغزو ويطالب موسكو بسحب قواتها العسكرية ومن بين هذه الدول التي صوتت على انسحاب روسيا من الأراضي الأوكرانية هي المملكة العربية السعودية، وقالت بعثة السعودية في الأمم المتحدة “دعمنا قرار إدانة روسيا لالتزامنا بالقانون الدولي ونؤيد الحلول السلمية للأزمة الأوكرانية – الروسية بالحوار ([133]).

وانطلق موقف المملكة وتصويتها المؤيد لقرارات الأمم المتحدة الصادرة تجاه الأزمة الأوكرانية، من تمسكها بضرورة التزام الدول كافة بميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، ورفضها لأي مساس بسيادة الدول على أراضيها.

المحور الثاني: أثر الأزمة الأوكرانية الروسية على العلاقات السعودية الروسية في الفترة (2014-2022):

ظهر انفراج في العلاقات الثنائية في عام 2015 حيث إنه في ظل نظام العقوبات، كانت روسيا بحاجة إلى إيجاد شركاء خارج دائرة الدول الغربية وكانت المملكة العربية السعودية، حين اعتلى الملك سلمان بن عبد العزيز العرش، وأتخذ مسار تنويع العلاقات السياسية والاقتصادية الخارجية، من بين هؤلاء الشركاء كما جاء التطلع الروسي إلى تسوية العلاقات مع الرياض على خلفية اعتبار الحياد السعودي فيما يتعلق بالمواجهة الروسية الأوكرانية (بما في ذلك قضية القرم) مظهرًا من مظاهر التناقضات السعودية الأمريكية أكد استئناف مجلس الأعمال السعودي الروسي الذي نظم جولة ترويجية للمناطق والشركات الروسية في جدة (مايو2015).

كان التوجه نحو ديناميكية إيجابية في العلاقات الثنائية وناقش وفد المجلس الاتصالات الاقتصادية بما في ذلك تلك الموجودة في الزراعة، وإنتاج النفط وتكريره وإمكانية إدخال الصرافة الإسلامية في المناطق الروسية الإسلامية بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، كما دعيت قيادات منظمة التعاون الإسلامي وكذلك البنك الإسلامي للتنمية الحضور القمة الاقتصادية الدولية بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في (قازان) عاصمة جمهورية تتارستان الفيدرالية الروسية، ذات الأغلبية المسلمة.

زار الأمير محمد بن سلمان روسيا في أوائل 2015، والتقى بوتين على هامش منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي شدد رئيس الدولة الروسية خلال استقباله الأمير على أن الدولتين تتمتعان بعلاقات جيدة تعتز بها روسيا كما أشار الرئيس إلى أهمية تلك الزيارة على الصعيد الاقتصادي، متحدثًا عن نمو حجم التبادل التجاري الذي رغم تمتعه بديناميكية جيدة ما زال متواضعا في القيمة المطلقة وإدراكًا منه لارتباط التعاون الاقتصادي ([134]).

ترتبط المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية بعلاقات اقتصادية وتجارية قوية جعلت روسيا الاتحادية إحدى الشركاء التجاريين الرئيسيين للمملكة العربية السعودية.

أولاً: العلاقات الاقتصادية بين روسيا والمملكة العربية السعودية في الفترة (2014- 2022):

تخضع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية لاتفاقيات عديدة، وفي مقدمتها “الاتفاقية العامة بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة روسيا الاتحادية والتي أبرمت لرغبة كل منهما في تطوير التعاون الاقتصادي والفني بين البلدين بروح من التفاهم المشترك، والتي تم توقعيها في مدينة الرياض، في شهر جمادى الثاني عام 1415.

أخذت العلاقات السعودية الروسية آفاقاً جديدة ونقلة نوعية بعد الزيارتين التي قام بهما صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى روسيا الاتحادية ومباحثاته. مع الرئيس الروسي عام 2015م

وما تم توقيعه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتوسيع التعاون في جميع المجالات.

كما استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله في موسكو أوائل شهر اكتوبر 2017م، ووصف الرئيس الروسي تلك الزيارة بأنها «الحدث التاريخي» كونها أول زيارة لملك سعودي لروسيا.

  • بلغ حجم التجارة بين المملكة وروسيا الاتحادية نحو 3.8 مليار ريال سعودي عام 2017م، مقابل 2.8 مليار ريال عام 2016م، ونحو 6.5 مليار ريال عام 2013م، وارتفع معدل حجم التبادل التجاري بينهما بنسبة 39.5% عام 2017م، مقارنة بعام 2016م، بينما انخفض بنسبة 40.8% مقارنة بعام 2013م.
  • تطور صادرات المملكة العربية السعودية إلى روسيا الاتحادية، حيث بلغت قيمة صادرات المملكة العربية السعودية إلى روسيا الاتحادية نحو 100 مليون ريال سعودي عام 2017م ، مقابل 47 مليون ريال عام 2016م ونحو 143 مليون ريال عام 2013م ،كما جاءت روسيا الاتحادية في المرتبة 82 من حيث ترتيب الدول التي تصدر لها المملكة العربية، حيث ارتفعت قيمة صادرات المملكة العربية السعودية إلى روسيا الاتحادية ، عام 2017م بمقدار 53 مليون ريال سعودي مقارنة بعام 2016م، بينما انخفضت بمقدار 43 مليون ريال مقارنة بعام 2013م، وارتفع معدل نمو صادرات المملكة العربية السعودية إلى روسيا الاتحادية عام 2017م بنسبة 112.8% عن العام السابق.

ثانيًا: أهم صادرات المملكة العربية السعودية إلى روسيا الاتحادية:

تتنوع السلع التي تصدرها المملكة العربية السعودية إلى روسيا الاتحادية، وأهم هذه السلع هي لدائن ومصنوعاتها، مواد دابغة ألوان ودهانات سجاد، ألومنيوم ومصنوعاته، فواكه وغيرها من السلع.

  • أهم واردات المملكة العربية السعودية من روسيا الاتحادية:

بلغت قيمة واردات المملكة العربية السعودية من روسيا الاتحادية عام 2017م حوالي 3746 مليون ريال سعودي مقابل 2709 مليون ريال عام 2016م ونحو 6348 مليون ريال عام 2013م، جاءت روسيا الاتحادية في المرتبة 30 من حيث ترتيب الدول التي تستورد منها المملكة العربية السعودية عام 2017.

ارتفعت قيمة واردات المملكة العربية السعودية من روسيا الاتحادية عام 2017م بمقدار 1037 مليون ريال سعودي، مقارنة بعام 2016م، بينما انخفضت بمقدار 2602 مليون ريال مقارنة بعام 2013م، ارتفع معدل نمو واردات المملكة العربية السعودية من روسيا الاتحادية عام 2017م بنسبة 38.3% عن العام السابق.

  • أهم واردات المملكة العربية السعودية من روسيا الاتحادية:

تستورد المملكة العربية السعودية من روسيا الاتحادية العديد من السلع، وأهم هذه السلع هي: نحاس ومصنوعاته، حبوب، شحوم وزيوت حيوانية أو نباتية، زنك (توتياء) ومصنوعاته، الحديد والصلب وغيرها من السلع.

ثالثاً: العلاقات العسكرية بين روسيا والمملكة العربية السعودية في الفترة (2014- 2022):

أسهمت رغبة الرياض في تنويع علاقاتها العسكرية والتقنية، تلك السياسة التي تبناها ولي العهد منذ إعلانه رؤية 2030)، في توقيع عقد بين شركة روس أوبورون إكسبورت والشركة السعودية للصناعات العسكرية للإنتاج المرخص لبنادق كلاشينكوف الهجومية (103-AK، وتوريد أنظمة صواريخ للدفاع الجوي إلى الرياض، كما هي الحال في مجالات التعاون الأخرى، تطلب هذا العقد دراسة مفصلة للقضايا المتعلقة بطرق توريد المنتجات العسكرية الروسية وأكثر من ذلك، موقع إنتاجها.

كان الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين أوبك وروسيا في خريف 2016 بشأن التخفيض المتبادل لإنتاج النفط من أجل الحفاظ على أسعار مقبولة في السوق العالمية مؤشرًا على التحرك المتبادل نحو استعادة الثقة؛ ما أسهم إسهاما كبيرًا في اتخاذ الجانب السعودي قرارًا بزيارة الملك العاصمة الروسية. وقال الملك خلال لقائه پوتین ورئيس الوزراء آنذاك ديمتري ميد فيديف، وكذلك في حديثه خلال اجتماع خاص لمجلس الأعمال السعودي الروسي، إن الرياض تأمل في الحفاظ على التعاون” في سوق النفط. كما أعرب الملك عن ا أمله في مساهمة روسية في تنفيذ مشروع رؤية 2030؛ مما يثبت أن الاتصالات الاقتصادية مع روسيا تصب في مصلحة السعودية ([135]).

استطاعت هذه الاتصالات أن تتطور على الرغم من استمرار الخلافات الكبيرة في مواقف الأطراف بشأن القضايا الإقليمية. وشدد جلالة الملك في لقائه بوتين، على أن الاستقرار في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج يتطلب إنهاء تدخل طهران في شؤون دول المنطقة.

لم تؤمن القيادة السعودية بإمكانية تجاوز الخلافات مع موسكو بشأن قضية إيران في المستقبل المنظور. ظل الوجود العسكري الروسي في سوريا، المتعلق بصورة شبه أساسية بـ “الخصم الإستراتيجي” للرياض وحلفائه الإقليميين، مصدر إزعاج في مجال العلاقات الروسية السعودية لكن العملية العسكرية الروسية في سوريا، التي أصبحت أساسا لنفوذ موسكو الإقليمي المتنامي، أثارت اهتمام المملكة العربية السعودية بروسيا، وكان هدف القيادة السعودية من وراء عرضها على موسكو تطوير الاتصالات الاقتصادية، هو تقييد التفاعل الروسي الإيراني في النزاعات الإقليمية.

ساعدت زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز على استقرار العلاقات الثنائية كما عززت زيارة بوتين الثانية إلى الرياض في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019، التي ركزت على تعميق العلاقات الاقتصادية نوعية جديدة من العلاقات الروسية السعودية. وقال الرئيس في حديثه في العاصمة السعودية أمام المشاركين في اجتماع مجلس الأعمال السعودي الروسي، إن قطاع الأعمال الروسي يعلق آمالاً كبيرة على تنفيذ برنامج (رؤية 2030 للتحول الاجتماعي والاقتصادي، وخلص إلى أن المملكة العربية السعودية احتلت موقع الشريك الاقتصادي الرائد لروسيا في العالم العربي”.

المحور الثالث: أثر الأزمة الأوكرانية الروسية على المملكة العربية السعودية على مستوى التحالفات في الفترة (2014- 2022):

بعد قرار اوبك بلس بتخفيض الانتاج  في ديسمبر 2022 للمرة الأولى بعد اندلاع الأزمة الأوكرانية الروسية في نوفمبر 2022، ومهاجمة الإدارة الأمريكية؛ لذلك القرار بشكل عام وللمملكة بشكل خاص وتوجيهه الاتهامات لها بالتواطؤ مع الغزو الروسي لأوكرانيا والانحياز لصف روسيا ومساعدتها في حربها، ونفت الإدارة السعودية ذلك، وأكدت أن القرار اقتصادي بالدرجة الاولى ولا يحمل أي اعتبارات سياسية، وأن السعودية لا تستطيع منفردة اتخاذ قرار كذلك، وإنما يؤخذ باتفاق الأعضاء الفاعلين بما يحقق الاستقرار لسوق النفط، والغريب في ذلك أن الإدارة الأمريكية لم يكن لها نفس رد الفعل على قرار السعودية بزيادة الإنتاج في أغسطس 2022، أي قبل قرار الخفض بشهرين فقط واعتبرته قرار اقتصادي بينما عند تخفيض الإنتاج اعتبرته قرار سياسي، وأخذت توجه الاتهامات السعودية، وهنا ادركت السعودية أن أمريكا ما يهمها هو مصالحها في الدرجة الأولى، وعندها بدأت السعودية في السعي لتحقيق مصالحها هي الأخرى بعيداً عن الولايات المتحدة الامريكية والبحث عن تحالفات جديدة، وسنوضح في ذلك المحور كيف أثرت الحرب الروسية الاوكرانية على خريطة التحالفات السعودية.

أولًا: التحالف السعودي الإيراني 2023:

اتسمت العلاقات الايرانية السعودية بعدم الوفاق منذ عام ١٩٧٩ أي منذ نجاح الثورة الاسلامية وقيام الجمهورية الإسلامية في ايران وتولي الشيعة حكم إيران حيث كانت تتخوف المملكة من امتداد الثورة لها وخطر المد الشيعي ولكن ازداد ذاك التوتر في علاقات البلدين منذ ٢٠١٥ بالتزامن مع توقيع الاتفاق النووي الايراني مع القوى الدولية العالمية والذي لم تكن المملكة راضية عنه حيث رأت ان امتلاك ايران لقدرات نووية يهدد أمنها ووصل التوتر ذروته في عام ٢٠١٦ نتيجة اصدار احكام اتجاه ١٤ شيعي فالسعودية من بينهم الداعية الشيعي نمر النمر وقامت المظاهرات في ايران على اعقاب ذلك الحدث في ١٣ يناير ٢٠١٦ حتى وصلت لمبنى السفارة السعودية في طهران واضرمت به النيران([136]) دون تدخل من الحكومة الإيرانية لمنع ذلك فقامت المملكة بسحب سفيرها بإيران واغلقت سفارتها بطهران وقطعت جميع علاقاتها بإيران واخدت الدول الخليجية نفس الموقف اتجاه إيران منها الإمارات والكويت ومنذ ذلك الحين والعلاقات السعودية الايرانية منعدمه وتتسم بطابع العدائية الى حد كبير حيث تعتبر السعودية ايران اكبر خطر يهدد امنها واستقرارها حيث ان ايران تتدخل في العديد من الدول العربية المجاورة للسعودية حيث تدير الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان والشيعة في البحرين الذين يهددون امن المملكة خاصتاً جماعة الحوثيين في اليمن حيث شهدت في عام 2021 هجوم بطائرات بدون طيار على المجال الجوي السعودي الي جانب اعتراض سفينتين سعوديتين وسرقة ما بهم من قِبل الحوثيين 2022 اي ان ايران تدير حرب بالوكالة ضد السعودية حتى عام ٢٠٢٣ وحدث ما لم يكن متوقعاً بالمرة لأي دولة في العالم حيث تحسنت العلاقات البلدين وبدأت في خطوات حذره نحو التعاون بدلاً من العداء وتوصلت السعودية وإيران الى اتفاق بوساطة صينية.

  • أطراف الاتفاق السعودي الإيراني 2023:
  • الجمهورية الإسلامية الإيرانية ويمثلها على شامخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي.
  • المملكة العربية السعودية ويمثلها مساعد بن محمد العيبان وزيـر الـدولـة عضـو مجـلس الوزراء مستشار الأمن الوطني

ج) جمهورية الصين الشعبية ويمثلها وانغ يي وزير الخارجية الصيني عضو المكتب السياسي للجنة المركزية ومدير المكتب للجنة الشؤون الخارجية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.

2-نصوص الاتفاقية السعودية الإيرانية 2023:

  • الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما في الرياض وطهران وممثلياتهما وقنصليتيهما العامتين في جدة ومشهد خلال مدة أقصاها شهران.
  • ويتضمن تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

ج) واتفقا أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعاً لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما بما في ذلك استئناف الرحلات الجوية، والزيارات المتبادلة للوفود الرسمية والقطاع الخاص، وتسهيل منح التأشيرات لمواطني البلدين بما في ذلك تأشيرات العمرة.

  • واتفقا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، الموقعة في 17/4/2001 والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة بتاريخ 2/5/1998 م ([137]).

3-الشروط الرئيسية للاتفاقية السعودية الإيرانية 2023:

تضمن الاتفاق شروط منها احترام سيادة الدول وحسن الجوار واشترطت السعودية لتفعيل الاتفاق والالتزام به وقف إيران امداداتها للجماعات التابعة لها في دول الخليج وخاصتاً جماعة الحوثيين في اليمن حيث ان إيران هي المورّد الرئيسي للأسلحة والتدريب والبرامج الدعائية للحوثيين، والسعودية هي الضحية الرئيسية لهذه الصواريخ والطائرات، لذا يمكن لإيران أن تفعل الكثير وتوقف إمداد الحوثيين بالسلاح. وتوقف شحنات الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن، تنفيذا للاتفاق خلال المدة المتفق عليها وهي شهران، ونهج إيران تجاه الصراع في اليمن سيكون نوعًا من الاختبار الحقيقي لنجاح الاتفاق ([138]).

  • دوافع البلدين لتوقيع الاتفاق السعودي الإيراني 2023:

سنستعرض في هذا الجزء دافع كلًا من السعودية وإيران للدخول في تلك الاتفاقية:

  • الدوافع السعودية لتوقيع الاتفاقية السعودية الإيرانية 2023:

بالنسبة للدوافع السعودية فمنها ما هو مرتبط بالولايات المتحدة ومنها ما هو مرتبط بإسرائيل واهمها ما يحقق المصلحة السعودية.

  • الدوافع المرتبطة بالولايات المتحدة الأمريكية:

بعد قرار اوبك بلس بتخفيض الانتاج  في ديسمبر 2022 للمرة الاولى بعد اندلاع الأزمة الأوكرانية الروسية في نوفمبر 2022 ومهاجمة الادارة الامريكية لذلك القرار بشكل عام وللملكة بشكل خاص وتوجيهه الاتهامات لها بالتواطؤ مع الغزو الروسي لأوكرانيا والانحياز لصف روسيا ومساعدتها في حربها ، ونفت الادارة السعودية ذلك واكدت ان القرار اقتصادي بالدرجة الاولى ولا يحمل اي اعتبارات سياسية وان السعودية لا تستطيع منفردة اتخاذ قرار كذلك وانما يؤخذ باتفاق الاعضاء الفاعلين بما يحقق الاستقرار لسوق النفط، والغريب في ذلك ان الادارة الامريكية لم يكن لها نفس رد الفعل على قرار السعودية بزيادة الانتاج في أغسطس 2022 اي قبل قرار الخفض بشهرين فقط واعتبرته قرار اقتصادي بينما عند تخفيض الانتاج اعتبرته قرار سياسي واخذت توجه الاتهامات السعودية، وهنا ادركت السعودية ان امريكا ما يهمها هو مصالحها في الدرجة الاولى وعندها بدأت السعودية في السعي لتحقيق مصالحها هي الاخرى بعيداً عن الولايات المتحدة الامريكية والبحث عن تحالفات جديدة بعد ان اصبح مكان الحليف شاغر بعد توتر العلاقات بين السعودية وامريكا وهذا ما استغلته الصين وبدئت التقارب مع السعودية في ديسمبر 2022 عند زيارة الرئيس الصيني شي جين للمملكة والوصول الي مصالح مشتركة بينهم وتبحث تطوير التعاون بين البلدين وكان ذلك التقارب السعودي الصيني هو الدافع الرئيسي لتوقيع السعودية، ذلك الاتفاق مع إيران.

  • الدوافع المرتبطة بإسرائيل:

منذ عام 1948 وإعلان قيام دولة اسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة والدول العربية أجمع، ترى إن إسرائيل هي الخطر الأول المهدد لأمنها ودخلت في عدة حروب معها، أولها حرب فلسطين 1948 وحرب 1967 وحرب 1973 وظل الخطر الصهيوني هو المهدد الأول والعدو الأخطر للبلدان العربية حتى عام 1997 أي عند اندلاع الثورة الإسلامية وقيام الجمهورية الإسلامية بإيران التي يحكمها الشيعة، والتي كانت تسعى للتوسع ونشر أفكارها للدول العربية، وذلك كان من شأنه وضع المد الشيعي الإيراني في المرتبة الأولى كمهدد للأمن القومي بالنسبة لدول الجوار كالعراق ودول الخليج العربي بدلاً من الخطر الصهيوني لدرجة وصلت للتعاون من الكيان الصهيوني لمواجهة المد الشيعي والضغط على السعودية للموافقة على قرارات وأشياء لا تقتنع بها اخرها التوسع الاسرائيلي على حساب الاراضي الفلسطينية.

كان ذلك دافع للدخول في الاتفاق من خلال رغبة السعودية في التحرر من ضغوط وشروط الإسرائيلية والتمتع بحرية قراراتها فتعاونها واتفاقها مع إيران التي تعد عدوها الأول الذي استخدمه إسرائيل كورقة ضغط على السعودية لجعل القرار والسياسة السعودية يخدمون مصالحها تحررها من كل تلك الضغوطات وجاء بمثابة صفعة سعودية على وجه الكيان الصهيوني، حيث أن الخطر الشيعي الذي كانت تستغله إسرائيل للضغط على الإدارة السعودية لم يعد موجوداً بالتصالح مع إيران.

  • الدوافع الإيرانية لتوقيع الاتفاقية السعودية الإيرانية 2023:

هناك أسباب داخلية وأخرى خارجية، دفعت إيران لتوقيع ذلك الاتفاق

  • الدوافع الخارجية:

تتمثل الأسباب الخارجية في رفع إيران لنسب تخصيب اليورانيوم بنسب أعلى من المتفق عليها في اتفاق 2015 وهي 20% لتصل لنسب تخصيب 84% ([139]) وفرض العقوبات الامريكية على إيران وفرض الغرب العزلة السياسية والاقتصادية على إيران، وذلك ينقلنا إلى الاسباب الداخلية.

  • الدوافع الداخلية:

تتمثل الأسباب الداخلية في:

– سوء الاوضاع الاقتصادية للبلاد بسبب العقوبات المفروضة عليها والعزلة الاقتصادية التي تعيشها.

– توتر الوضع الداخلي في إيران مؤخراً بعد قضية مهسا اميني وخروج المظاهرات على إثر تلك القضية.

ووسط تلك العزلة الاقتصادية التي تعاني منها إيران جاءت الصين ووقعت معها اتفاقية اقتصادية تجارية في مارس 2021 بمبلغ يقرب من 400 مليون دولار امريكي 280 مليار دولار أمريكي منها لتطوير قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات في إيران واستثمارات أخرى بقيمة 120 مليار دولار لتحديث البنية التحتية للنقل والتصنيع في إيران لمدة 25 عاماً ([140]).

ف بعد التقارب الصيني السعودي وتدخل الصين للوساطة بينها وبين السعودية فكان الخيار الاصح ان توافق إيران لكي لا تخسر حليفها والمستثمر الوحيد المتبقي لديها وهو الصين وايضاً ان ذلك الاتفاق من شأنه ضخ رؤوس الاموال الخليجية للاستثمار في إيران مما يقلل من حدة العقوبات والعزلة المفروضة عليها من الغرب وتحسين الاوضاع الاقتصادية المتردية بسبب تلك العزلة.

ثانيًا: التحالف السعودي الصيني:

بعد تنامي الخلافات وتوتر العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب الروسية الأوكرانية بسبب خفض منظمة اوبك بلس لإنتاج النفط الذي حملت الولايات المتحدة السعودية مسؤوليته، أصبح مكان الحليف شاغراً وهذا ما استغلته الصين للتقارب مع السعودية ولعب دور الحليف وراعي المصالح السعودية حيث عملت على مواجهة خطر المد الشيعي الذي يهدد امن السعودية عن طريق التوصل لاتفاق سعودي إيراني وهو ما لم تتمكن ان تفعله السعودية خلال عقود، وذلك التقارب السعودي الصيني يرجع لعدة أسباب:

  • قضية تايوان:

تواجه الصين تهديدات من تايوان وتمثل تايوان مهدد للأمن والاستقرار الصيني؛ لذلك فإنها تستعد لمواجهة تايوان في أي لحظة ولا يستعبد الحل العسكري ودخول صين لتايوان، ولكن تعلمت الصين الدرس من روسيا التي اتت عليها العقوبات تباعاً بعد غزوها لأوكرانيا فمع توتر الأوضاع واحتمالية مواجهة تايوان؛ لذلك قامت بتأمين نفسها وتأمين إمداداتها من النفط عن طريق التعاون مع أكبر وأهم الفاعلين والمؤثرين في سوق النفط السعودية وروسيا وإيران ورؤوس الأموال السعودية تستطيع تعويض أي خسائر قد تقع على الصين بسبب العقوبات التي قد تتعرض لها في حال دخولها تايوان.

  • مكانة الصين في الشرق الأوسط:

استغلت الصين الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة في الشرق الاوسط للتفرغ إلى آسيا، ونجحت الصين في تصدير نفسها كحليف للسعودية والمنطقة عموماً وراعي لمصالحها، حيث استطاعت الصين أن تفعل ما لم تتمكن من فعله الولايات المتحدة خلال عقود وهو التصالح السعودي الإيراني والوصول إلى اتفاق بين البلدين لحفظ أمن المنطقة ([141]).

  • النظام الدولي:

يقتنع النظام الصيني بعدم كفاءة الولايات المتحدة منفردة لقيادة العالم وتربعها على رأس النظام الدولي، وتسعى لتغيير ذلك الوضع وتجد الوقت الحالي مناسب لإبعاد الولايات المتحدة من تلك المكانة في ظل إدارة بايدن الضعيفة وخسارة الولايات المتحدة لكل المقومات التي تضعها في تلك المكانة ما عدا الدولار الأمريكي، فهو الورقة الوحيدة التي تستند عليها الولايات المتحدة لتتربع على رأس النظام الدولي([142])، كونه عملة رئيسية في التجارة الدولية، فعندما تفرض به العقوبات تشل حركة واقتصاد دول بالكامل عند عدم سماحها بتداول الدولار فيها ومعاقبة كل من يتعامل مع تلك الدول عن طريق إيقاف الدولار عنه كما حدث مع إيران بعد الخلاف حول الاتفاق النووي الإيراني، أي أنه الأداة الأهم والأكثر تأثيراً لدى الولايات المتحدة الامريكية ولكي يتحقق للصين إقصاء الولايات المتحدة من ريادة النظام الدولي يجب عليها إقصاء الدولار من مكانته في التجارة الدولية.

واستخدمت الصين منظمة البريكس في تحقيق ذلك الهدف، حيث بدئت الدول الاعضاء الخمسة في المنظمة وهم الهند والصين والبرازيل وروسيا وجنوب أفريقيا بدء تعاملات تجارية فيما بينهم بالعملات المحلية بعيداً عن الدولار، حيث وقعت الصين اتفاقية مع للبرازيل تنص على التبادل التجاري بين البلدين بالعملات المحلية ([143])، ووقعت الهند اتفاقية مع ماليزيا للتجارة بينهم العملات المحلية، وكذلك وقعت روسيا اتفاقية مع مصر تنص على التعاملات بين البلدين بالروبل الروسي والجنية المصري ودراسة روسيا لاستخدام اليوان الصيني في تعاملاتها بدلاً من الدولار الأمريكي ([144])، ولكن فك هذه الدول ارتباطها بالدولار سيؤثر على طلب على الدولار سلبياً لكن لم ينهي التعاملات به.

اتجهت الصين للسعودية؛ لأن عند النظر في المكانة التي يتمتع بها الدولار نرى أنه يستمدها من اتفاقية البترودولار بعد انفصاله عن الغطاء الذهبي ووقعت تلك الاتفاقية بين المملكة والولايات المتحدة في 1974، وتنص على ان تقوم السعودية بتسعير صادراتها النفطية بالدولار الأمريكي مقابل حماية الولايات المتحدة للمصالح السعودية ودخول الجيش الامريكي لحماية السعودية في حال تعرضها لأي اعتداء ولا يوجد دولة في العالم لا تشتري البترول ومشتقاته والمنتجات البترولية، وبما أنه لا يمكنها شرائه إلا بالدولار تطبيقاً لاتفاقية البترودولار فالطلب على الدولار سيظل مستمر بل ومتزايد، فكان ذلك دافع للتقارب الصيني مع السعودية للتخلص تدريجياً من البترودولار ففك الدولار عن البترول بمثابة نهاية لمكانة الدولار ونهاية للهيمنة الأمريكية وإفساح مجال للصين وروسيا وبعض الدول للعب دور اكبر في النظام الدولي والحصول على المكانة التي يسعون لها، وبالفعل اتخذت السعودية اول خطوة لها في مخالفة اتفاقية البترودولار حيث وقعت اتفاقية مع كينيا في 27 مارس 2023 لبيع النفط لكينيا سنوياً بقيمة ٥٠٠ مليون دولار بالشلن الكيني بدلاً من الدولار  الأمريكي، ويعد ذلك أول خطوة في فك السعودية ارتباطها بالدولار في بيع النفط ([145]) ([146])، إلى جانب ذلك فهناك تحركات سعودية للانضمام لمنظمة بريكس([147]).

الخاتمة:

تعتبر الأزمة الدولية ظاهرة دولية نتيجة تغير مفاجئ في التفاعلات القائمة بين الدول، وتسبب عدم الاستقرار في العلاقات القائمة بين الدول، أما إدارة الأزمات فهي عملية مستمرة تهتم بالتنبؤ بالأزمات المحتملة، فهي تتعامل مع أحداث معقدة يصعب حلها بسبب عناصر مختلفة منها ضيق الوقت وقلة المعلومات ومنه يعمل صانع القرار على التخفيف من الأضرار وزيادة المكتسبات.

تعود جذور الأزمة الأوكرانية إلى الثورة البرتقالية 2004، والتي فشلت في تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها بقيادة الرئيس يوشينكو الموالي للغرب ليتولى يانكوفيتش سنة 2010 الحكم الذي كان مواليا لروسيا، لتنطلق الأزمة مع نهاية 2013، والتي كانت بعد رفض الرئيس يانكوفيتش توقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوربي وقبول العرض الروسي الكبير.

تحولت الاحتجاجات في أوكرانيا عن هدف الشراكة الاقتصادية إلى أهداف سياسية، وتوسعت من مجرد توقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، حيث تم عزل الرئيس يانكوفيتش ليتغير نظام الحكم في أوكرانيا وتحولت من أزمة داخلية إلى أزمة دولية بين روسيا والغرب، لاسيما بعد أن شهد إقليم شبه جزيرة القرم التدخل العسكري الروسي وتحرك نحو انفصاله عن أوكرانيا وضمه لروسيا.

تعتبر أوكرانيا المعبر الرئيسي لتمرير الغاز الروسي إلى أوروبا وهو من مصادر الاقتصاد الروسي، حيث من خلال هذا المعبر يتم تقصير المسافات وتكاليف النقل الباهظة، وبالتالي فهي محور ارتكازي للاقتصاد الروسي.

يعمل الغرب إلى ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، الأمر الذي يثير غضب أوروبا وتخوفها على أمنها القومي، حيث أن روسيا تعتبر ـأوكرانيا الحصن الاستراتيجي الذي يعزلها عن الغرب، كما تعتبرها المنفذ الوحيد إلى المياه الدافئة، كما أن تأزم الأوضاع في أوكرانيا وارتفاع عدد القتلى جراء الاحتجاجات، هو ما أدى إلى البحث عن طرق سلمية كحل للأزمة وهنا بدأت الجهود الدولية عبر إبرام اتفاقيتين مينسك 1 و2 لوقف إطلاق النار لكن كان هناك انتهاك مستمر لهاتين الاتفاقيتين.

تتطلب المصلحة الجيوسياسية الروسية أن تكون أوكرانيا ضمن فضائها نظرًا للموقع المهم والرابط بين روسيا وأوروبا، كما تعد أوكرانيا من وجهة نظر الغرب لاعبًا دوليًا كبيرًا، حيث يحصل الاتحاد الأوروبي على تلث احتياجاته من النفط والغاز من روسيا ويمر 40 % من الغاز الروسي عبر أوكرانيا.

نتائج الدراسة:

توصلت الدراسة لعدة نتائج منها:

  • تغير النظام الأوكراني الحاكم ومجيء نظام موالي للغرب برئاسة بترو بوروشنكو عقب ثورة 2014، كان السبب الرئيسي في احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية.
  • سعي النظام الأوكراني الموالي للغرب برئاسة زلينسكي لتوسع تعاونه مع الغرب من خلال الانضمام لحلف الناتو، كان السبب الرئيسي في اجتياح القوات الروسية للأراضي الأوكرانية في عام 2022.
  • الحرب الروسية الأوكرانية لا تعد حرب بين روسيا وأوكرانيا بالفعل؛ بل هي حرب بين روسيا والغرب، ولكن تدار على الأراضي الأوكرانية.
  • تعتبر مصر مستورد صافي للطاقة وفي ظل ارتفاع أسعار الطاقة بسبب الأزمة الأوكرانية الروسية، فكان للأزمة الأوكرانية الروسية تأثيرًا سلبيًا على الموازنة العامة وميزان المدفوعات.
  • اتخذت قطر موقفًا محايدًا من الأزمة، لأنه الخيار الأنسب والمحقق لأكبر مكسب وأقل خسائر بالنسبة لها، حيث تجمعها مصالح مع كلًا من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، فخسارتها لأيٍ منهما تعد خسارة لا يمكن تحملها، وبالتالي موقف قطر من الأزمة تحركه مصلحتها الوطنية في المقام الأول.
  • بدأت السعودية في تنويع مصادر دخلها بعيدًا عن النفط من خلال عدة قطاعات أهمها: السياحة والرياضة.
  • السعودية في الظاهر تتخذ موقفًا محايدًا من الأزمة؛ لكن تحركاتها الفعلية تشير لانحيازها للجانب الروسي.
  • تغيرت خريطة التحالفات في منطقة الشرق الأوسط لصالح الصين على حساب الولايات المتحدة الأمريكية: فبعد أن كانت الولايات المتحدة الامريكية أهم فاعل في المنطقة وأكبر حلفائها تراجع ذلك التحالف بعد توتر العلاقات بينها وبين دول المنطقة بسبب مواقفهم تجاه الحرب لتفسح المجال لدول كالصين وروسيا للقيام بدور الحليف وراعي المصالح الذي تركته الولايات المتحدة الأمريكية شاغرًا.

توصيات الدراسة:

وفقًا لما توصلت إليه الدراسة نوصي بـــــــــــ:

  • يتوجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات جادة لإنهاء الحرب في أوكرانيا عن طريق الوساطة أو الحلول السلمية لأن يوميًا يرتفع سقف الخسائر الإنسانية وبدأت تنهار اقتصادات دول والعالم أجمع على حافة كساد اقتصادي بسبب ارتفاع أسعار السلع الغذائية والنفط ومشتقاته مما أنتج أزمة غذاء وأزمة طاقة وانتشار التضخم وإفلاس البنوك حول العالم بسبب تلك الحرب.
  • يتوجب على منظمة الغذاء والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة عمل برامج سريعة لمساعدة الدول المعرضة لنقص الغذاء بعد قيام الحرب بين أوكرانيا وروسيا أكبر دولتين مساهمة في تصدير السلع الغذائية في التجارة العالمية بنسبة 30% وتأثر تلك النسبة بالحرب القائمة.
  • يتوجب على الدول العربية الاستثمار في تطوير البحوث الزراعية وتحسين إنتاج المواد الغذائية، فهو السبيل إلى استخدام المواد الضئيلة المتوفرة بشكل أفضل وتحقيق أعلى العائدات وتحقيق اكتفاء ذاتي، بجانب التعاون الإقليمي بينهم، فيعتمدون في استيراد احتياجاتهم على الدول العربية التي يتوفر فيها بيئة تصلح لزراعة المحاصيل الزراعية بكمية وفيرة كالسودان ومصر، مع توفير رؤوس الأموال اللازمة لتلك الأبحاث العلمية والمشاريع الزراعية من الدول الخليجية، وفتح التجارة الدولية بينهم لكي تستطيع أن ترسل الدول ذات العدد السكاني المنخفض السلع الفائضة للدول المحتاجة.
  • يتوجب على دول العالم بدء فك ارتباطها بالدولار الأمريكي فكل المشكلات التي يعاني منها العالم في الوقت الحالي ترجع بالأساس لارتباط تلك الدول بالدولار الذي يعاني من مشكلات كالتضخم بسبب تورط الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب الروسية الأوكرانية وإمدادها للقوات الأوكرانية بالمعونة والأسلحة، بالتالي فالمشكلات التي تحدث في الولايات المتحدة الأمريكية يتأثر بها العالم أجمع، لارتباطه بالعملة الأمريكية، ففك الدول ارتباطها بالدولار سيحصر آثار المشكلات التي تعاني منها الولايات المتحدة الأمريكية داخل حدودها.

الملخص:

اعتبر الدخول الروسي في أوكرانيا غير مشروع، حيث وصف بالعدوان بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، في حين تتمسك روسيا بحقها المشروع في الدفاع الشرعي، باعتبار أن انضمام أوكرانيا لحلف الناتو مهددًا لأمنها وسلامها.

كانت للأزمة الأوكرانية الروسية تداعيات كثيرة، والتي أثرت على العالم أجمع، خاصةً دول شمال أفريقيا ومنطقة الخليج العربي، حيث تعاملت دول مجلس التعاون مع الأزمة الأوكرانية الروسية بمقادير عالية من البرجماتية، وسلطت أنظارها بالأساس على مصالحها من الأزمة، دون أن تفقد القدر المطلوب من الحيادية، وكانت المملكة العربية السعودية هي موضع الدراسة لتداعيات الأزمة الأوكرانية الروسية.

Summary:

Russia’s entry into Ukraine was considered illegal, as it was described as aggression according to the United Nations General Assembly resolution, while Russia adheres to its legitimate right to legitimate defense, considering that Ukraine’s accession to NATO threatens its security and peace.

The Ukrainian-Russian crisis had many repercussions, which affected the whole world, especially the countries of North Africa and the Arab Gulf region, where the countries of the Cooperation Council dealt with the Ukrainian-Russian crisis with high levels of pragmatism, and set their sights mainly on their interests from the crisis, without losing the required degree of impartiality. The Kingdom of Saudi Arabia was the subject of study for the repercussions of the Ukrainian-Russian crisis.

قائمة المراجع

مراجع باللغة العربية:

أولًا: الكتب العلمية:

  • كمال حماد، النزاعات الدولية: دراسة قانونية دولية في علم النزاعات، (لبنان: دار الوطنية للنشر، 1998، ط1).
  • محمد المجذوب، القانون الدولي العام، (منشورات الحلبي الحقوقية، 2007، ط6).
  • محمد يعقوب عبد الرحمن، التدخل الإنساني في العلاقات الدولية، (مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، 2004، ط1).

ثانيًا: الدوريات العلمية:

  • أسماء حداد، الحروب الهجينة: الأزمة الأوكرانية نموذجًا، الجزائر، مجلة مدارات سياسية، (عدد ديسمبر 2017).
  • أولجبك كازانوف، مصالح حيوية: الأبعاد التاريخية والاستراتيجية للازمة الروسية الأوكرانية، مجلة اتجاهات الأحداث، (أوزباكستان، ع7، فبراير 2015)،
  • جراية الصادق، تحولات مفهوم الأمن في ظل التهديدات الدولية الجديدة، مجلة العلوم القانونية والسياسية، (العدد 8، يناير 2014).
  • زيد عبد الوهاب الأعظمي، تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على مصر، مجلة السياسة الدولية، شؤون الشرق الأوسط، (العدد 6، مايو- يونيو 2022، مجلد 2).
  • عمرو روابحي، تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الجزائر، مجلة السياسة الدولية، شؤون الشرق الأوسط، (عدد، مجلد 2، مايو- يونيو 2022).
  • كوساج، ميكوميان، احتماليات العلاقات الاستراتيجية لروسيا والمملكة العربية السعودية، مجلة تكريت للعلوم السياسية، (جامعة تكريت: كلية العلوم السياسية، العدد10، 2017).
  • محمد بوبوش، الإشكالية القانونية للحرب الروسية الأوكرانية، مجلة المعهد المصري، (الرباط، العدد 26، أبريل 2022، مجلد7).
  • مريم مخلوف، مفهوم الأزمة الدولية، مجلة الموسوعة السياسية، (9 يونية 2017).
  • معتز سلامة، دول مجلس التعاون الخليجي والأزمة الأوكرانية، مجلة آفاق عربية وإقليمية، (العدد 10، 2022).
  • نظير محمود أمين، التداعيات الإقليمية والدولية لأزمة القرم بين شواهد التاريخ وجدال النزاع الروسي الأمريكي على مناطق النفوذ، مجلة كلية الحقوق للعلوم القانونية والسياسية، (جامعة كركوك، عدد 10، أغسطس 2014 مجلد 3).
  • نوار محمد ربيع الخيري، الأزمة السياسية في أوكرانيا وتجاذبات الشرق والغرب، المجلة السياسية والدولية، (العدد 2، 2015).
  • وحيد عبد المجيد، النظام العالمي في ضوء الحرب الروسية- الأوكرانية، مجلة آفاق استراتيجية، (العدد 5، مارس2022).
  • وعد المعايطة، تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على القارة الافريقية، المجلة العربية للنشر العلمي، (العدد 46، 2 أبريل 2022، مجلد 5).
  • يسرا الشرقاوي، الشراكة الشرقية تكفير الاتحاد الأوروبي عن أخطائه، مجلة السياسة الدولية، (مصر، العدد 178، 2009).

ثالثًا: الرسائل العلمية:

  • صفية دنفر، انعكاسات الأزمة الأوكرانية على العلاقات الروسية الغربية (2013- 2018)، رسالة ماجستير، (بسكرة: جامعة محمد خيضر، 2018-2019).
  • صفية دنفر، انعكاسات الأزمة الأوكرانية على العلاقات الروسية الأوكرانية (2013-2018)، رسالة ماجستير، (بسكرة: جامعة محمد خيضر،2018-2019).
  • عربي بومدين، مقياس الاستراتيجية والأمن، رسالة ماجستير، (جامعة زهران، كلية الحقوق والعلوم السياسية، 2011- 2012).
  • معتصم محمد، مفهوم المصلحة الوطنية الفلسطينية وتأثيره على الوحدة الوطنية الفلسطينية منذ اتفاق أوسلو 1993، رسالة ماجستير، (جامعة النجاح الوطنية، كلية الدراسات العليا، 2015).

رابعًا: الأبحاث والتقارير:

  • إبراهيم منشاوي، مستقبل العلاقات الأوروبية الروسية في ضوء أزمة القرم، (المركز العربي للبحوث والدراسات، 11 مايو 2014).
  • التداعيـــــات الاقتصــادية والاجتماعيــة للحرب الروسية الأوكرانية على اليمن، (اليمن: وزارة التخطيــط والتعـــاون الدولــي قطاع الدراسات والتوقعات الاقتصادية، يونيو 2022).
  • أماني عبد الغني-غادة غالب، نضال الشعوب الثائرة نماذج حول العالم، (مصر: مركز المصري للدراسات والمعلومات، 2013).
  • آمنة محمد علي، أزمة القرم وتداعياتها على العلاقات الروسية – الأوكرانية، (جامعة بغداد، مركز دراسات المرأة، العدد 68، 2 يناير 2017).
  • الهجوم الروسي على أوكرانيا وتداعياته على الخليج وإيران، (المعهد الدولي للدراسات الإيرانية، 24 فبراير 2022).
  • تقدير موقف، الهجوم الروسي على أوكرانيا وتداعياته على الخليج وإيران، (المعهد الدولي للدراسات الإيرانية، 24 فبراير 2022).
  • تقرير أوبك السنوي لعام 2022، قسم الاكتشافات والاحتياطي.
  • التقرير السنوي لأوبك 2021, قسم تجارة النفط والغاز الطبيعي، (تقرير الربع الثالث لعام 2022).
  • جو معكرون، تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على الشرق الأوسط، (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، مارس 2022).
  • حسين سليمان، التعقيدات الاقتصادية للأزمة الأوكرانية والعقوبات على روسيا، (مصر، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 1 مارس 2022)، متاح على الرابط التالي: https://acpss.ahram.org.eg/News/17419.aspx، تاريخ الدخول، 5 ديسمبر 2022.
  • عبد الله بن عبد المحسن، العلاقات السعودية الروسية من الماضي إلى المستقبل: الشرق الأوسط اختبار حقيقي لسياسة روسيا، (مركز البحوث والتواصل المعرفي، 2017).
  • عزمي بشارة، روسيا وأوكرانيا وحلف الناتو تأملات في الإصرار العجيب على عدم تجنب المسار المؤدي إلى الحرب، (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 27 فبراير 2022).
  • عزمي بشارة، روسيا وأوكرانيا وحلف الناتو، (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 27 فبراير 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/pcuzl، تاريخ الدخول: 11 نوفمبر 2022.
  • عمرو عبد العاطي، عودة النفوذ الروسي في أوروبا الشرقية، (مصر: مركز الأهرام، مجلة السياسة الدولية، العدد 181، 2010).
  • قراءة في الموقف الجزائري من الصراع الروسي الأوكراني، (مركز المستقبل، 11 مارس 2022) المتاح على الرابط التالي: https://cutt.us/1N8Au، تاريخ الدخول 26 فبراير 2023.

خامسًا: مواقع الانترنت:

  • أحمد سالم، آثار الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد باليمن، (موقع سوث للأخبار والدراسات، 5 مارس 2022)، متاح على الرابط التالي:

https://south24.net/news/news.php?nid=2520، تاريخ الدخول: 28 فبراير 2023.

  • إعلان الصفقة السعودية الكينية في التليفزيون الكيني، (قناة Tonight)، متاح على الرابط: https://youtu.be/-TsgtngaEIg، تاريخ الدخول: 5 مايو 2023.
  • الحرب الروسية على أوكرانيا تدفع العالم إلى حافة أزمة غذاء، (موقع بالعربية، 15 مارس 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/Sc6fj، تاريخ الدخول: 3 مارس 2023.
  • الرئيس الأوكراني يحذر الغرب: الحرب ستطرق أبوابكم إن لم تساعدونا، (بالعربية CNN، 24 فبراير 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/BKiK6، تاريخ الدخول: 2 فبراير 2023.
  • السعودية تدعم أوكرانيا بـ 410 ملايين دولار، (موقع عربية، 26 فبراير 2023)، المتاح على الرابط التالي: https://cutt.us/qSVqL، تاريخ الدخول: 16 أبريل 2023.
  • السعودية تطلق المنصة الإلكترونية الموحدة “نسك” لتيسير إجراءات قاصدي الحرمين، (موقع اليوم السابع، 26 سبتمبر 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/5c8OP، تاريخ الدخول: 28 أبريل 2023.
  • القناص المغربي، المناورات تلخيص بسيط، (29 أغسطس 2010)، متوفر على الرابط التالي: defense.arab.com، تاريخ الدخول: 12 نوفمبر 2022.
  • أماني إبراهيم، السعودية: أعداد المعتمرين تتجاوز 7 ملايين، (موقع المصري اليوم، 2 أبريل 2023)، متاح على الرابط التالي: https://www.almasryalyoum.com/news/details/2855789، تاريخ الدخول: 6 أبريل 2023.
  • أمل نبيل، مقال بعنوان أسعار الغاز المسال تقفز بإيرادات صادرات قطر، نوفمبر 2022، (موقع طاقة)، متاح على الرابط التالي: gd/eSG7Bc.، تاريخ الدخول: 2 فبراير 2022.
  • بلجيكا ترسل 2000 مدفع رشاش و3800 طن وقود لدعم أوكرانيا وتعتزم نشر 300 عسكري في رومانيا، (موقع SPUTNIK عربي، 26 فبراير 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/AnLJE، تاريخ الدخول: 2 فبراير 2023.
  • بلومبرغ، بايدن يدرس عقوبات تستهدف البنوك الروسية إذا غزا بوتين أوكرانيا، (موقع الشرق، 21 أبريل 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/VIl8V، تاريخ الدخول: 1 فبراير 2023.
  • بهاء ملحم، دعم سعودي لجهود حل الأزمة الأوكرانية سياسياً كييف تنوه بزيارة فيصل بن فرحان وبحزمة مساعدات بـ 400 مليون دولار، (موقع الشرق الأوسط 27فبراير 2023)، المتاح على الرابط التالي: https://cutt.us/94sP7، تاريخ الدخول 16 أبريل 2023.
  • بيان وزارة الخارجية القطرية بعنوان “دولة قطر تشدد على ضرورة احترام سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها”، اكتوبر 2022، (الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية القطرية، متاح على الرابط التالي: http://is.gd/vzdOw2، تاريخ الدخول: 20 فبراير 2023.
  • حجم التبادل التجاري بين مصر وأوكرانيا، (موقع بوابة الاقتصاد، 24 فبراير 2022)، متاح على الرابط التالي: https://economygates.com/6638/، تاريخ الدخول: 9 فبراير 2023.
  • خبر بعنوان “أمير قطر عن الأزمة الأوكرانية: حرب غير عادلة ونتضامن مع ملايين اللاجئين”، (موقع CNN بالعربية، مارس 2022)، http://is.gd/sAs3se، تاريخ الدخول 20 فبراير 2023.
  • خبر بعنوان “كينيا تبتعد عن الدولار في صفقات شراء النفط مع السعودية”، (موقعRT online، 27 مارس 2023)، http://is.gd/BZr1ey، تاريخ الدخول: 2 أبريل 2023.
  • روسيا تشكر السعودية على جهودها لحل الأزمة الأوكرانية، (موقع العربية، 29 ديسمبر 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/rW6uf، تاريخ الدخول 16 أبريل 2023.
  • رياض محمد جعيصة، بعد استحواذ السعودية على نيوكاسل… 9 أندية مملوكة للعرب في أوروبا، (موقع أخبار اليوم، 7 أكتوبر 2021)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/GhJc2، تاريخ الدخول: 2 مايو 2023.
  • سوزانا قسوس، انهيار بنك سيليكون فالي: ماذا علينا أن نفعل كأفراد، (موقع BBC NEWS، 20 مارس 2023)، متاح على الرابط التالي: https://www.bbc.com/arabic/65005933، تاريخ الدخول: 25 مارس 2023.
  • شيماء حفظي، روسيا وأوكرانيا.. هل تتكرر أزمة القرم؟، (موقع زاوية، 5 ديسمبر 2021)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/Q3E0g، تاريخ الدخول: 4 فبراير 2023.
  • صالح حميد، “اقتحام السفارة السعودية في طهران وإشعال النيران فيها”، (موقع العربية دوت نت، يناير2016)، http://is.gd/tPUA7c، تاريخ الدخول: 9 مايو 2023.
  • صفوان جولاق، أوكرانيا وتركيا وحدة مصالح وعدو، (موقع: أوكرانيا برس)، متاح على الرابط التالي: http://ukrpress.net/taxonomy/term/2020/all  تاريخ الدخول 26 فبراير 2023.
  • عادل عامر، أبعاد الحرب الروسية الأوكرانية، (مصر: الجريدة الإخبارية، 25 فبراير 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/ABbbh، تاريخ الدخول: 31 يناير 2023.
  • عباس اللواتي، نادين إبراهيم، هل جنت السعودية الأموال من الحج، (موقع CNN بالعربية، 9 يوليو 2022)، متاح على الرابط التالي:

https://arabic.cnn.com/business/article/2022/07/10/saudi-hajj-economy، تاريخ الدخول 28 أبريل 2023.

  • عبده أبو غنيمة، أسعار العمرة 2023… تبدأ من 25 ألف جنيه، (جريدة الوطن، 12 فبراير 2023)، متاح على الرابط التالي: https://www.elwatannews.com/news/details/6438194، تاريخ الدخول: 26 مارس 2023.
  • عمرو سليم، السعودية تدخل المنافسة كسوق إقليمي واعد للاستثمار في الرياضة الإلكترونية، (موقع ومضه، 5 فبراير 2023)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/gD38Q، تاريخ الدخول: 3 مايو 2023.
  • قراءة في الموقف الجزائري من الصراع الروسي الأوكراني، (مركز المستقبل، 11 مارس 2022) المتاح على الرابط التالي: https://cutt.us/1N8Au، تاريخ الدخول 26 فبراير 2023.
  • لمحة عن الأمن الغذائي والتغذية (اليونيسيف، مارس 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/2qFqh، تاريخ الدخول: 1 مارس 2023.
  • ماذا ستجني السعودية من صفقة رونالدو مع نادي النصر، (موقع BBC بالعربية، 4 يناير 2023)، متاح على الرابط التالي: https://www.bbc.com/arabic/interactivity-64165857، تاريخ الدخول: 4 مايو 2023.
  • محمد أبو الوفا، ما علاقة الاهتمام بالقطاع الرياضي السعودي برؤية 2030؟، (موقع فورتشن، 14 أكتوبر 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/WkGgc، تاريخ الدخول: 1 مايو 2023.
  • محمد أسعد، التفاصيل الكاملة لرحلات عمرة 4400 جنيه عبر “نسك”.. وهل تتاح لكافة المصرين؟، (موقع اليوم السابع، 12 أكتوبر 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/nxbnv، تاريخ الدخول 27 مارس 2023.
  • محمد بن سلمان، الإنسانية في زمن الحروب: المملكة تحتكم للشرعية الدولية في الأزمة الروسية – الأوكرانية، (موقع الرياض، 16 أكتوبر2021)، متاح على الرابط التالي: https://www.alriyadh.com/1977466، تاريخ الدخول: 15 أبريل 2023.
  • محمد صفوان حولاق، تغطيات الانتخابات الرئاسية الأوكرانية 2014، (موقع أوكرانيا برس، 9 يونيو 2014)، متاح على الرابط التالي: http://ukrpress.net/taxonomy/term/961، تاريخ الدخول: 11 فبراير 2023.
  • مروة الغول،7 مليون طن صادرات الغاز المسال عالميًا خلال 9 أشهر، (موقع اليوم السابع، 21 ديسمبر 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/NEwRp، تاريخ الدخول: 23 فبراير 2023.
  • مقال بعنوان ارتفاع إيرادات قطر من النفط والغاز بنسبة 67 بالمئة خلال النصف الأول من 2022، أغسطس 2022، (موقع وكالة الأنباء القطرية)، متاح على الرابط التالي: http://is.gd/R0x6Lb، تاريخ الدخول: 23 فبراير 2023.
  • مقال بعنوان ارتفاع إيرادات قطر من النفط والغاز بنسبة 67 بالمئة خلال النصف الأول من 2022 (وكالة الأنباء القطرية، 18أغسطس 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/6IhtR، تاريخ الدخول 30 مارس 2023.
  • مقال بعنوان “بمنتدى الدوحة.. زلينسكي يخاطب الدول المنتجة للطاقة.. إليكم ما قاله”، (موقع CNN بالعربية، مارس 2022)، http://is.gd/r2O9oD، تاريخ الدخول: 21 فبراير 2023.
  • مقال بعنوان “واشنطن تنظم اجتماعاً لحلفائها في ألمانيا لدعم أوكرانيا”، (موقع سياسة واقتصاد، أبريل 2022)، متاح على الرابط التالي: http://is.gd/K7TlzW، تاريخ الدخول: 22 فبراير 2023.
  • مقال بعنوان حقل الشمال، (موقع شركة قطر غاز)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/bTbzw، تاريخ الدخول: 2 فبراير 2023.
  • مقال بعنوان “لقاء أمير قطر وبوتين كان لـ “نزع فتيل التوترات” بين موسكو والدوحة”، (موقع CNN بالعربية، أكتوبر 2022)، متاح على الرابط التالي: http://is.gd/SKxd4I، تاريخ الدخول: 22 فبراير 2023.
  • موقع منظمة التجارة العالمية، متاح على الرابط التالي: https://www.trademap.org.
  • موقع وحدة أبحاث الطاقة https://cutt.us/bgbUs.
  • مي مجدي، النفط السعودي يضمن توازن أسواق الطاقة.. وهذا دور المملكة منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، (موقع الطاقة، 22 يناير 2023)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/yYy4x، تاريخ الدخول: 17 أبريل 2023.
  • مؤمن الجندي، 5 مكاسب خرافية بعد انتقال كريستيانو رونالدو للدوري السعودي، (موقع الفجر، 31 ديسمبر 2022)، مناح على الرابط التالي: https://www.elfagr.org/4590351، تاريخ الدخول: 4 مايو 2023.
  • ميثاق الأمم المتحدة: النص الكامل، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/H10pg، تاريخ الدخول 2 فبراير 2023.
  • “نص البيان الثلاثي.. اتفاق عودة العلاقات بين السعودية وإيران”، (موقع sky news بالعربية، 10 مارس 2023)، http://is.gd/st5EPi، تاريخ الدخول: 10 مايو 2023.
  • هل تزيد تداعيات حرب أوكرانيا وروسيا من احتمالات المجاعة في اليمن؟، (موقع BBC News، 26 يونيو 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/70zGe، تاريخ الدخول: 4 مارس 2023.
  • وزارة الخزانة الأمريكية تفرض تكاليف اقتصادية فورية ردا على الاجراءات في منطقة دونيتسك ولوهانسك”، الموقع الرسمي لوزارة الخزانة الأمريكية، (وزارة الخارجية الأمريكية، 23 فبراير 2022)، https://bityl.co/BWC4، تاريخ الدخول: 1 فبراير 2023.
  • وساطة ولي العهد السعودي تنجح في تأمين الإفراج عن أسرى أجانب، في إطار عملية تبادل روسية ـ أوكرانية، (موقع الشرق الاوسط، 22 سبتمبر 2022)، المتاح على الرابط التالي: https://cutt.us/Gnsb2، تاريخ الدخول: 22 أبريل 2023.
  • قرار الأمم المتحدة بشأن اوكرانيا، كيف صوتت دول الشرق الأوسط؟ (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، 2 مارس 2022) المتاح على الرابط التالي: https://cutt.us/6Adph، تاريخ الدخول: 16 أبريل 2023.

مراجع باللغة الإنجليزية:

First: Reports:

  • Bp Statistical Review of World Energy 2022, (Website BP), Available at the following link: http://is.gd/ZL725p, Date of entry: 2 Feb 2923.

Second: Websites:

  • Antony Sguazzin, “BRICS Debates Expansion as Iran, Saudi Arabia Seek Entry“, Bloomberg news, February 15, 2023, ), Available at the following link:

https://www.bloomberg.com/news/articles/2023-02-15/brics-debates-expansion-as-iran-saudi-arabia-seek-entry#xj4y7vzkgm Date of entry: 5 May 2023.

  • Bradford Betz, Brazil, China strike trade deal agreement to ditch US dollar, Fox business, March 29, 2023), Available at the following link:

https://www.foxbusiness.com/markets/brazil-china-strike-trade-deal-agreement-ditch-us-dollar, Date of entry: 5 May 2023.

https://ec.europa.eu/commission/presscorner/detail/de/MEMO_15_5035, Date of entry: 11 Feb 2023.

  • Fareed Zakaria, “The dollar is our superpower, and Russia and China are threatening it“, Washington post, 24 Mar 2023), Available at the following link: https://cutt.us/sUGGS, Date of entry: 5 May 2023.
  • Jonathan Tirone, Bloomberg news, Iran’s Uranium Enrichment Hits a New High, Testing Diplomacy, 19 Feb 2023), Available at the following link:

http://is.gd/FJSWk3, Date of entry: 4 May 2023.

  • Liana Fix, Michael Kimmage, What Does Putin Want with Ukraine—and How Does He Plan to Get It? 11 Jan 2022, https://cutt.us/bpzg2, Date of entry: 30 Jan 2023.
  • Patrick Kingsley, The Ukraine Crisis: What to Know About Why Russia Attacked, (1 March 2022, https://cutt.us/bhym3, Date of entry: 25 Jan 2023.
  • Ukraine war: UN General Assembly condemns Russia annexation, (BBC NEWS, 13 Oct 2022), Available at the following link: https://cutt.us/dzIfw, Date of entry: 20 Dec 2022

[1]– أسماء حداد، الحروب الهجينة: الأزمة الأوكرانية نموذجًا، الجزائر، مجلة مدارات سياسية، (عدد ديسمبر 2017)، ص2.

[2]– آمنة محمد علي، أزمة القرم وتداعياتها على العلاقات الروسية – الأوكرانية، (جامعة بغداد، مركز دراسات المرأة، العدد 68، 2 يناير 2017)، ص2.

[3]– عزمي بشارة، روسيا وأوكرانيا وحلف الناتو تأملات في الإصرار العجيب على عدم تجنب المسار المؤدي إلى الحرب، (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 27 فبراير 2022)، ص1.

[4]– المرجع السابق، ص1.

[5]– تقدير موقف، الهجوم الروسي على أوكرانيا وتداعياته على الخليج وإيران، (المعهد الدولي للدراسات الإيرانية، 24 فبراير 2022)، ص3.

[6]– المرجع السابق، ص4.

[7]– عزمي بشارة، روسيا وأوكرانيا وحلف الناتو، (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 27 فبراير 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/pcuzl، تاريخ الدخول: 11 نوفمبر 2022.

[8]– محمد بوبوش، الإشكالية القانونية للحرب الروسية الأوكرانية، مجلة المعهد المصري، (الرباط، العدد 26، أبريل 2022، مجلد7).

[9]– صفية دنفر، انعكاسات الأزمة الأوكرانية على العلاقات الروسية الغربية 2013- 2018، رسالة ماجستير، (بسكرة: جامعة محمد خيضر، 2018-2019).

[10]– جو معكرون، تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على الشرق الأوسط، (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، مارس 2022).

[11]الهجوم الروسي على أوكرانيا وتداعياته على الخليج وإيران، (المعهد الدولي للدراسات الإيرانية، 24 فبراير 2022).

[12]– مريم مخلوف، مفهوم الأزمة الدولية، مجلة الموسوعة السياسية، (9 يونية 2017)، متاح على الرابط التالي:

https://political-encyclopedia.org/dictionary/.

[13]– كمال حماد، النزاعات الدولية: دراسة قانونية دولية في علم النزاعات، (لبنان: دار الوطنية للنشر، 1998، ط1)، ص17.

[14]– عربي بومدين، مقياس الاستراتيجية والأمن، رسالة ماجستير، (جامعة زهران، كلية الحقوق والعلوم السياسية، 2011- 2012)، ص7.

[15]– القناص المغربي، المناورات تلخيص بسيط، (29 أغسطس 2010)، متوفر على الرابط التالي:  www.defense.arab.com، تاريخ الدخول: 12 نوفمبر 2022.

[16]– محمد يعقوب عبد الرحمن، التدخل الإنساني في العلاقات الدولية، (مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، 2004، ط1)، ص16.

[17]– معتصم محمد، مفهوم المصلحة الوطنية الفلسطينية وتأثيره على الوحدة الوطنية الفلسطينية منذ اتفاق أوسلو 1993، رسالة ماجستير، (جامعة النجاح الوطنية، كلية الدراسات العليا، 2015)، ص43.

[18]– محمد المجذوب، القانون الدولي العام، (منشورات الحلبي الحقوقية، 2007، ط6)، ص723.

[19]– جراية الصادق، تحولات مفهوم الأمن في ظل التهديدات الدولية الجديدة، مجلة العلوم القانونية والسياسية، (العدد 8، يناير 2014)، ص24.

[20]– نوار محمد ربيع الخيري، الأزمة السياسية في أوكرانيا وتجاذبات الشرق والغرب، المجلة السياسية والدولية، (العدد 2، 2015).

[21]– صفية دنفر، انعكاسات الأزمة الأوكرانية على العلاقات الروسية الأوكرانية (2013-2018)، رسالة ماجستير، (بسكرة: جامعة محمد خيضر،2018-2019).

[22]. المرجع سابق، ص33.

[23] المرجع سابق ص 34.

[24]– أماني عبد الغني-غادة غالب، نضال الشعوب الثائرة نماذج حول العالم، (مصر: مركز المصري للدراسات والمعلومات، 24 يناير2013)، ص 2، متاح على الرابط التالي: https://www.almasryalyoum.com/news/details/319480، تاريخ الدخول: 30 نوفمبر 2022.

[25]– المرجع السابق، ص3.

[26]– المرجع السابق، ص3.

[27]– عمرو عبد العاطي، عودة النفوذ الروسي في أوروبا الشرقية، مجلة السياسة الدولية، (مصر: مركز الأهرام، العدد 181، 2010)، ص203.

[28]– المرجع السابق.

[29]Ukraine election: Yanukovych urges Timoshenko to quit, (BBC news, 10 Feb 2010(, Available at the following link: http://news.bbc.co.uk/2/hi/europe/8508276.stm, Date of entry: 10 Feb 2023.

[30]– مرجع سابق، عمرو عبد العاطي، عودة النفوذ الروسي في أوروبا الشرقية، ص 204.

[31]– المرجع السابق، ص204.

[32]EU to Ukraine: Reforms necessary for trade pact“, (Europaische Kommision, 22 May 2015(, Available at the following link: https://ec.europa.eu/commission/presscorner/detail/de/MEMO_15_5035, Date of entry: 11 Feb 2023.

[33]– نوار محمد ربيع الخيري، الأزمة السياسية في أوكرانيا وتجاذبات الشرق والغرب، (العراق: الجامعة المستنصرية، ب.ت)، ص10

[34]– المرجع السابق، ص 11

[35]“Ukraine MPs vote to oust president”, (BBC News, 2014), Available at the following link: https://www.bbc.com/news/world-europe-26304842, Date of entry: 11 Feb 2023.

[36]-محمد صفوان حولاق، تغطيات الانتخابات الرئاسية الأوكرانية 2014، (موقع أوكرانيا برس، 9 يونيو 2014)، متاح على الرابط التالي:  http://ukrpress.net/taxonomy/term/961، تاريخ الدخول: 11 فبراير 2023.

[37]– المرجع السابق.

[38]–  نظير محمود أمين، التداعيات الإقليمية والدولية لأزمة القرم بين شواهد التاريخ وجدال النزاع الروسي الأمريكي على مناطق النفوذ، مجلة كلية الحقوق للعلوم القانونية والسياسية، (جامعة كركوك، العدد 10، أغسطس 2014 مجلد 3،)، ص 334.

[39]– آمنة محمد علي، أزمة القرم وتداعياتها على العلاقات الروسية الأوكرانية، (جامعة بغداد، مركز دراسات المرأة، العدد 68) ص 168.

[40]– المرجع السابق.

[41]– إبراهيم منشاوي، مستقبل العلاقات الأوروبية الروسية في ضوء أزمة القرم، (المركز العربي للبحوث والدراسات، 11 مايو 2014)، متاح على الرابط التالي: http://www.acrseg.org/5839 تاريخ الدخول 25 نوفمبر 2022.

[42]– شيماء حفظي، روسيا وأوكرانيا.. هل تتكرر أزمة القرم؟، (موقع زاوية، 5 ديسمبر 2021)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/Q3E0g، تاريخ الدخول: 4 فبراير 2023.

[43]– مرجع سابق، إبراهيم منشاوي، مستقبل العلاقات الأوروبية الروسية في ضوء أزمة القرم.

[44]. صفوان جولاق، أوكرانيا وتركيا وحدة مصالح وعدو، (موقع أوكرانيا برس –الجزيرة)، متاح على الرابط التالي: http://ukrpress.net/taxonomy/term/2020/all  ، تاريخ الدخول 26 فبراير 2023.

[45]– Patrick Kingsley, The Ukraine Crisis: What to Know About Why Russia Attacked, (1 March 2022, https://cutt.us/bhym3, 25 Jan 2023).

[46]– مرجع سابق، إبراهيم منشاوي، مستقبل العلاقات الأوروبية الروسية في ضوء أزمة القرم.

[47]– Liana Fix, Michael Kimmage, What Does Putin Want with Ukraine—and How Does He Plan to Get It? (11 Jan 2022, https://cutt.us/bpzg2, 30 Jan 2023).

[48]– The Previous reference.

[49]– عادل عامر، أبعاد الحرب الروسية الأوكرانية، (مصر: الجريدة الإخبارية، 25 فبراير 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/ABbbh، تاريخ الدخول: 31 يناير 2023.

[50]– المرجع السابق.

[51]– المرجع السابق.

[52]– “البيت الأبيض: الولايات المتحدة لن ترسل قواتها إلى أوكرانيا لمحاربة روسيا تحت أي ظرف من الظروف“، RT، فبراير 2022، https://bit.lt/3ufXY31 ، تاريخ الدخول:1/2/2023.

[53]– حسين سليمان، التعقيدات الاقتصادية للأزمة الأوكرانية والعقوبات على روسيا، (مصر، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 1 مارس 2022)، متاح على الرابط التالي: https://acpss.ahram.org.eg/News/17419.aspx، تاريخ الدخول، 5 ديسمبر 2022.

[54]– المرجع السابق.

[55]– المرجع السابق.

[56]– أولجبك كازانوف، مصالح حيوية: الأبعاد التاريخية والاستراتيجية للازمة الروسية الأوكرانية، (أوزباكستان، مجلة اتجاهات الأحداث، ع7، فبراير 2015)، ص76.

[57]– محمد بوبوش، الإشكالية القانونية للحرب الروسية الأوكرانية، الرباط، مجلة المعهد المصري، (العدد 26، 7 أبريل 2022، مجلد 7)، ص20.

[58]– إبراهيم محمد العناني، القانون الدولي العام “الدولة”، (2012- 2013)، ص 254.

[59]ميثاق الأمم المتحدة: النص كامل، (الأمم المتحدة)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/H10pg، تاريخ الدخول: 2 فبراير 2023.

[60]– المرجع السابق.

[61]– وحيد عبد المجيد، النظام العالمي في ضوء الحرب الروسية-الأوكرانية، مجلة آفاق استراتيجية، (العدد 5، مارس2022).

3– مرجع سابق، “البيت الأبيض: الولايات المتحدة لن ترسل قواتها إلى أوكرانيا لمحاربة روسيا تحت أي ظرف من الظروف”، RT، فبراير 2022، https://bit.lt/3ufXY31 ، تاريخ الدخول:1/2/2023.

[63]– “وزارة الخزانة الأمريكية تفرض تكاليف اقتصادية فورية ردا على الاجراءات في منقطة دونيتسك ولوهانسك”، الموقع الرسمي لوزارة الخزانة الأمريكية، (وزارة الخارجية الأمريكية، 23 فبراير 2022)، https://bityl.co/BWC4 ، تاريخ الدخول: 1 فبراير 2023.

[64]– بلومبرغ، بايدن يدرس عقوبات تستهدف البنوك الروسية إذا غزا بوتين أوكرانيا، (موقع الشرق، 21 أبريل 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/VIl8V، تاريخ الدخول: 1 فبراير 2023.

[65]الرئيس الأوكراني يحذر الغرب: الحرب ستطرق أبوابكم إن لم تساعدونا، (بالعربية CNN، 24 فبراير 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/BKiK6، تاريخ الدخول: 2 فبراير 2023.

[66]بلجيكا ترسل 2000 مدفع رشاش و3800 طن وقود لدعم أوكرانيا وتعتزم نشر 300 عسكري في رومانيا، (موقع SPUTNIK عربي، 26 فبراير 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/AnLJE، تاريخ الدخول: 2 فبراير 2023.

[67]Ukraine war: UN General Assembly condemns Russia annexation, (BBC NEWS, 13 Oct 2022(, https://cutt.us/dzIfw, 1 Feb 2023, Date of entry: 20 Dec 2022.

[68]– موقع منظمة التجارة العالمية، متاح على الرابط التالي:  https://www.trademap.org.

[69]. https://www.trademap.org.

[70]. حجم التبادل التجاري بين مصر وأوكرانيا، (موقع بوابة الاقتصاد، 24 فبراير 2022)، متاح على الرابط التالي: https://economygates.com/6638/، تاريخ الدخول: 9 فبراير 2023.

[71]– زيد عبد الوهاب الأعظمي، تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على مصر، مجلة السياسة الدولية، شؤون الشرق الأوسط، (العدد 6، مايو- يونيو 2022، مجلد 2)، ص 25.

[72]– المرجع السابق.

[73]– المرجع السابق.

[74]– المرجع السابق.

[75]– مرجع سابق، حجم التبادل التجاري بين مصر وأوكرانيا.

[76]– مرجع سابق، زيد عبد الوهاب الأعظمي، تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على مصر.

[77]– وعد المعايطة، تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على القارة الافريقية، المجلة العربية للنشر العلمي، (العدد 46، 2 أبريل 2022، مجلد 5) ص 51.

[78]– مرجع سابق، زيد عبد الوهاب الأعظمي، تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على مصر، ص25.

[79]– المرجع السابق، ص27.

[80]قراءة في الموقف الجزائري من الصراع الروسي الأوكراني، (مركز المستقبل، 11 مارس 2022) المتاح على الرابط التالي:

https://cutt.us/1N8Au تاريخ الدخول 26 فبراير 2023.

[81]– المرجع السابق.

 [82]الحرب الروسية على أوكرانيا تدفع العالم إلى حافة أزمة غذاء (موقع بالعربية، 15 مارس 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/Sc6fj تاريخ الدخول 3مارس 2023.

[83]– عمرو روابحي، تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الجزائر، مجلة السياسة الدولية، شؤون الشرق الأوسط، (عدد 2، مجلد 2، مايو- يونيو 2022) ص 31.

[84]– مرجع سابق، عمر روابحي، تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الجزائر، ص 30.

[85] بيان وزارة الخارجية القطرية بعنوان “دولة قطر تشدد على ضرورة احترام سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها”، (الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية القطرية، اكتوبر 2022)، متاح على الرابط التالي: http://is.gd/vzdOw2، تاريخ الدخول: 20 فبراير 2023.

[86]. خبر بعنوان “أمير قطر عن الأزمة الأوكرانية: حرب غير عادلة ونتضامن مع ملايين اللاجئين“، (موقع CNN بالعربية، مارس 2022)، http://is.gd/sAs3se، تاريخ الدخول 20 فبراير 2023.

[87]. مقال بعنوان “بمنتدى الدوحة.. زلينسكي يخاطب الدول المنتجة للطاقة.. إليكم ما قاله”، (موقع CNN بالعربية، مارس 2022)، http://is.gd/r2O9oD، تاريخ الدخول: 21 فبراير 2023.

[88].  مقال بعنوان “واشنطن تنظم اجتماعاً لحلفائها في ألمانيا لدعم أوكرانيا“، (موقع سياسة واقتصاد، أبريل 2022)، متاح على الرابط التالي:  http://is.gd/K7TlzW، تاريخ الدخول: 22 فبراير 2023.

[89] مقال بعنوان “لقاء أمير قطر وبوتين كان لـ “نزع فتيل التوترات” بين موسكو والدوحة”، (موقع CNN بالعربية، أكتوبر 2022)، متاح على الرابط التالي: http://is.gd/SKxd4I، تاريخ الدخول: 22 فبراير 2023.

[90]. أحمد عبد الحافظ، اقتصاديات الطاقة، ص66

[91] المرجع السابق، ص66.

[92] تقرير بعنوانbp Statistical Review of World Energy 2022, موقع BP، متاح على الرابط التالي:
http://is.gd/ZL725p، تاريخ الدخول 2 فبراير 2023، ص7.

[93] تقرير أوبك السنوي لعام 2021, قسم الاكتشافات والاحتياطي، ص4

[94] المرجع السابق، ص4.

[95] مقال بعنوان حقل الشمال، موقع شركة قطر غاز، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/bTbzw، تاريخ الدخول: 2 فبراير 2023.

[96] أمل نبيل، مقال بعنوان اسعار الغاز المسال تقفز بإيرادات صادرات قطر، نوفمبر 2022، (موقع طاقة)، متاح على الرابط التالي: is.gd/eSG7Bc.، تاريخ الدخول: 2 فبراير 2022.

[97] المرجع السابق.

[98] المرجع السابق.

[99]. مروة الغول، 293.7 مليون طن صادرات الغاز المسال عالميًا خلال 9 أشهر، (موقع اليوم السابع، 21 ديسمبر 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/NEwRp، تاريخ الدخول: 23 فبراير 2023.

[100] مقال بعنوان ارتفاع إيرادات قطر من النفط والغاز بنسبة 67 بالمئة خلال النصف الأول من 2022، أغسطس 2022، (موقع وكالة الأنباء القطرية)، متاح على الرابط التالي: http://is.gd/R0x6Lb، تاريخ الدخول: 23 فبراير 2023.
http://is.gd/R0x6Lb.

[101]  التقرير السنوي لأوبك 2021, قسم تجارة النفط والغاز الطبيعي، ص 42، (تقرير الربع الثالث لعام 2022)، ص21.

[102] المرجع السابق.

[103]مرجع سابق، مقال بعنوان ارتفاع إيرادات قطر من النفط والغاز بنسبة 67 بالمئة خلال النصف الأول من 2022.

[104] المرجع السابق.

[105] أحمد سالم، آثار الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد باليمن، (موقع سوث للأخبار والدراسات، 5 مارس 2022)، متاح على الرابط التالي:  https://south24.net/news/news.php?nid=2520، تاريخ الدخول 28 فبراير 2023.

[106]التداعيـــــات الاقتصــــادية والاجتماعيـــة للحرب الروسية الأوكرانية على اليمن، (اليمن: وزارة التخطيــط والتعـــاون الدولــي قطاع الدراسات والتوقعات الاقتصادية، يونيو 2022).

[107] لمحة عن الأمن الغذائي والتغذية (اليونيسيف، مارس 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/2qFqh، تاريخ الدخول: 1 مارس 2023.

[108] هل تزيد تداعيات حرب أوكرانيا وروسيا من احتمالات المجاعة في اليمن؟، (موقع BBC News، 26 يونيو 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/70zGe، تاريخ الدخول: 4 مارس 2023.

[109]. التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للحرب الروسية الأوكرانية على اليمن، (وزارة التخطيط والتعاون الدولي قطاع الدراسات والتوقعات الاقتصادية، يونيو 2022)، ص36.

[110] المرجع السابق، ص37.

[111]– معتز سلامة، دول مجلس التعاون الخليجي والأزمة الأوكرانية، مجلة آفاق عربية وإقليمية، (العدد 10، 2022)، ص26.

[112]. المرجع السابق.

[113]. مي مجدي، النفط السعودي يضمن توازن أسواق الطاقة.. وهذا دور المملكة منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، (موقع الطاقة، 22 يناير 2023)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/yYy4x، تاريخ الدخول: 17 أبريل 2023.

[114]. المرجع السابق.

[115]. موقع وحدة أبحاث الطاقة  https://cutt.us/bgbUs

[116]. سوزانا قسوس، انهيار بنك سيليكون فالي: ماذا علينا أن نفعل كأفراد، (موقع BBC NEWS، 20 مارس 2023)، متاح على الرابط التالي: https://www.bbc.com/arabic/65005933، تاريخ الدخول: 25 مارس 2023.

[117]. السعودية تطلق المنصة الإلكترونية الموحدة “نسك” لتيسير إجراءات قاصدي الحرمين، (موقع اليوم السابع، 26 سبتمبر 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/5c8OP، تاريخ الدخول: 28 أبريل 2023.

[118]. عبده أبو غنيمة، أسعار العمرة 2023… تبدأ من 25 ألف جنيه، (جريدة الوطن، 12 فبراير 2023)، متاح على الرابط التالي: https://www.elwatannews.com/news/details/6438194، تاريخ الدخول: 26 مارس 2023.

[119]. محمد أسعد، التفاصيل الكاملة لرحلات عمرة 4400 جنيه عبر “نسك”.. وهل تتاح لكافة المصرين؟، (موقع اليوم السابع، 12 أكتوبر 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/nxbnv، تاريخ الدخول 27 مارس 2023.

[120].  أماني إبراهيم، السعودية: أعداد المعتمرين تتجاوز 7 ملايين، (موقع المصري اليوم، 2 أبريل 2023)، متاح على الرابط التالي: https://www.almasryalyoum.com/news/details/2855789، تاريخ الدخول: 6 أبريل 2023.

[121]. عباس اللواتي، نادين إبراهيم، هل جنت السعودية الأموال من الحج، (موقع CNN بالعربية، 9 يوليو 2022)، متاح على الرابط التالي: https://arabic.cnn.com/business/article/2022/07/10/saudi-hajj-economy، تاريخ الدخول 28 أبريل 2023.

[122]. محمد أبو الوفا، ما علاقة الاهتمام بالقطاع الرياضي السعودي برؤية 2030؟، (موقع فورتشن، 14 أكتوبر 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/WkGgc، تاريخ الدخول: 1 مايو 2023.

[123]. عمرو سليم، السعودية تدخل المنافسة كسوق إقليمي واعد للاستثمار في الرياضة الإلكترونية، (موقع ومضه، 5 فبراير 2023)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/gD38Q، تاريخ الدخول: 3 مايو 2023.

[124]. رياض محمد جعيصة، بعد استحواذ السعودية على نيوكاسل… 9 أندية مملوكة للعرب في أوروبا، (موقع أخبار اليوم، 7 أكتوبر 2021)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/GhJc2، تاريخ الدخول: 2 مايو 2023.

[125]. مؤمن الجندي، 5 مكاسب خرافية بعد انتقال كريستيانو رونالدو للدوري السعودي، (موقع الفجر، 31 ديسمبر 2022)، مناح على الرابط التالي: https://www.elfagr.org/4590351، تاريخ الدخول: 4 مايو 2023.

[126]. ماذا ستجني السعودية من صفقة رونالدو مع نادي النصر، (موقع BBC بالعربية، 4 يناير 2023)، متاح على الرابط التالي: https://www.bbc.com/arabic/interactivity-64165857، تاريخ الدخول: 4 مايو 2023.

[127] محمد بن سلمان، الإنسانية في زمن الحروب: المملكة تحتكم للشرعية الدولية في الأزمة الروسية – الأوكرانية، (موقع الرياض، 16 أكتوبر2021)، متاح على الرابط التالي، https://www.alriyadh.com/1977466 (تاريخ الدخول: 15 أبرايل 2023).

[128] . وساطة ولي العهد السعودي تنجح في تأمين الإفراج عن أسرى أجانب، في إطار عملية تبادل روسية ـ أوكرانية، (موقع الشرق الاوسط، 22 سبتمبر 2022)، المتاح على الرابط التالي: https://cutt.us/Gnsb2، تاريخ الدخول: 22 أبريل 2023.

[129] مرجع سابق، محمد بن سلمان، الإنسانية في زمن الحروب: المملكة تحتكم للشرعية الدولية في الأزمة الروسية – الأوكرانية.

[130] . روسيا تشكر السعودية على جهودها لحل الأزمة الأوكرانية، (موقع العربية، 29 ديسمبر 2022)، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/rW6uf، تاريخ الدخول 16 أبريل 2023.

[131] . بهاء ملحم، دعم سعودي لجهود حل الأزمة الأوكرانية سياسياً كييف تنوه بزيارة فيصل بن فرحان وبحزمة مساعدات بـ 400 مليون دولار، (موقع الشرق الأوسط 27فبراير 2023)، المتاح على الرابط التالي: https://cutt.us/94sP7، تاريخ الدخول 16 أبريل 2023.

[132]. السعودية تدعم أوكرانيا بـ 410 ملايين دولار، (موقع عربية، 26 فبراير 2023)، المتاح على الرابط التالي: https://cutt.us/qSVqL، تاريخ الدخول: 16 أبريل 2023.

[133]. قرار الأمم المتحدة بشأن اوكرانيا، كيف صوتت دول الشرق الأوسط؟ (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، 2 مارس 2022) المتاح على الرابط التالي: https://cutt.us/6Adph، تاريخ الدخول: 16 أبريل 2023.

[134] عبد الله بن عبد المحسن، العلاقات السعودية الروسية من الماضي إلى المستقبل: الشرق الأوسط اختبار حقيقي لسياسة روسيا، (مركز البحوث والتواصل المعرفي، 2017).

[135] كوساج، ميكوميان، احتماليات العلاقات الاستراتيجية لروسيا والمملكة العربية السعودية، مجلة تكريت للعلوم السياسية، (جامعة تكريت: كلية العلوم السياسية، العدد10، 2017).

[136] صالح حميد، “اقتحام السفارة السعودية في طهران وإشعال النيران فيها”، (موقع العربية دوت نت، يناير2016)، http://is.gd/tPUA7c، تاريخ الدخول: 9 مايو 2023.

[137] “نص البيان الثلاثي.. اتفاق عودة العلاقات بين السعودية وإيران”، (موقع sky news بالعربية، 10 مارس 2023)، http://is.gd/st5EPi، تاريخ الدخول: 10 مايو 2023.

[138]. Dion Nissenbaum, Summer Said, Benoit Faucon, Iran Agrees to Stop Arming Houthis in Yemen as Part of Pact With Saudi Arabia, (The Wall Street Journal, 16 Mar 2023), Available at the following link: https://www.wsj.com/articles/iran-agrees-to-stop-arming-houthis-in-yemen-as-part-of-pact-with-saudi-arabia-6413dbc1, Date of entry: 10 May 2023.

[139] Jonathan Tirone, Bloomberg news Iran’s Uranium Enrichment Hits a New High, Testing Diplomacy, Feb 19, 2023, http://is.gd/FJSWk3, Date of entry: 4 May 2023.

[140] China, Iran Sign 25-year Cooperation Accord, Haaretz, Mar 27, 2021, https://cutt.us/ksOby, Date of entry: 4 May 2023.

[141] David Ignatius, “How China is heralding the beginnings of a multipolar Middle East, Washington post, , March 16, 2023, https://www.washingtonpost.com/opinions/2023/03/16/china-saudi-arabia-iran-middle-east-change/, Date of entry: 5 May 2023.

[142]. Fareed Zakaria, “The dollar is our superpower, and Russia and China are threatening it“, Washington post, March 24, 2023, https://cutt.us/sUGGS, Date of entry: 5 May 2023.

[143]. Bradford Betz, Brazil, China strike trade deal agreement to ditch US dollar, Fox business, March 29, 2023, https://www.foxbusiness.com/markets/brazil-china-strike-trade-deal-agreement-ditch-us-dollar, Date of entry: 5 May 2023.

[144]. Chelsey Dulaney, Evan Gershkovich, Russia Turns to China’s Yuan in Effort to Ditch the Dollar, THE WALL STREET JOURNAL, Feb 28, 2023, https://www.wsj.com/articles/russia-turns-to-chinas-yuan-in-effort-to-ditch-the-dollar-a8111457, Date of entry: 5 May 2023.

[145] خبر بعنوان “كينيا تبتعد عن الدولار في صفقات شراء النفط مع السعودية”، (موقع RT online، ٢٧ مارس ٢٠٢٣)، http://is.gd/BZr1ey، تاريخ الدخول: 6 أبريل 2023.

[146] اعلان الصفقة السعودية الكينية في التليفزيون الكيني، (قناة Tonight)، متاح على الرابط: https://youtu.be/-TsgtngaEIg، تاريخ الدخول: 5 مايو 2023.

[147]. Antony Sguazzin, “BRICS Debates Expansion as Iran, Saudi Arabia Seek Entry“,
Bloomberg news, February 15, 2023, https://www.bloomberg.com/news/articles/2023-02-15/brics-debates-expansion-as-iran-saudi-arabia-seek-entry#xj4y7vzkgm Date of entry: 5 May 2023.

3.7/5 - (3 أصوات)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى