الموقف الإيراني من ملحمة ” طوفان الأقصى”
The Iranian position on the “Al-Aqsa Flood” epic
اعداد : د. خيام محمد الزعبي – كلية الاقتصاد- جامعة الفرات السورية
المركز الديمقراطي العربي : –
- مجلة مدارات إيرانية : العدد الثاني والعشرون كانون الأول – ديسمبر 2023 المجلد 6, دورية علمية محكمة تصدر عن #المركز_الديمقراطي_العربي ألمانيا –برلين” .تعنى بالشأن الإيراني داخليا واقليميا ودوليا.
-
فصلنامه مدارات إيرانية فصلنامه أي علمي از طرف مركز دمكراسي عربي برلن منتشر مي شود.
للأطلاع على البحث “pdf” من خلال الرابط المرفق :-
الملخص :
لم يعد خافياً أن حضور أيران على المسرح السياسي الدولي يزداد رسوخاً يوماً بعد يوم بشكل قوي، بوصفها قوة حاسمة في تقرير مصير المنطقة، وذلك من خلال الدور الهام الذي تلعبه في إطار استراتيجيتها المعلنة، سواء على صعيد موقفها الداعم للقضية الفلسطينية أو على صعيد تحالفها مع محور المقاومة على أسس متينة معادية للإمبريالية والصهيونية من خلال الحرب التي تخوضها ضد الارهاب والقوى الداعمة له إقليمياً ودولياً.
في هذا السياق تعد ايران من أبرز الدول التي تدعم الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس التي شنت هجمات على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، بما يتلاءم مع إمكاناتها وقدراتها بوصفها دولة محورية في المنطقة، وقد حكمت المحددات الداخلية والإقليمية للسياسة الإيرانية وعلاقاتها الخارجية هذا الدور وأثرت فيه.
تأسيساً على ما تقدم، يتألف البحث من مقدمة وإطار منهجي، ومحاور رئيسية تتناول، ثوابت الموقف الإيراني من القضية الفلسطينية، وموقف ايران من عملية طوفان الأقصى، بالإضافة الى دور إيران في دعم حركات المقاومة و مواجهة السياسات الاستعمارية، فضلاً عن تأثير حرب غزة على محور المقاومة (حزب الله) ، وأخيراً الخاتمة.
Abstract
It is no longer a secret that Iran’s presence on the international political stage is becoming stronger day after day, as a decisive force in determining the fate of the region, through the important role it plays within the framework of its declared strategy, whether in terms of its position in support of the Palestinian cause or in terms of its alliance with… The axis of resistance is based on solid anti-imperialist and anti-Zionist foundations through the war it is waging against terrorism and the forces that support it regionally and internationally.
In this context, Iran is one of the most prominent countries that supports the Palestinian factions, led by the Hamas movement, which launched attacks on Israel on the seventh of last October, in a manner consistent with its potential and capabilities as a pivotal country in the region. The internal and regional determinants of Iranian policy and its foreign relations have governed this role and influenced in it.
Based on the above, the research consists of an introduction, a methodological framework, and main axes that address the constants of the Iranian position on the Palestinian issue, Iran’s position on the Al-Aqsa Flood operation, in addition to Iran’s role in supporting resistance movements and confronting colonial policies, as well as the impact of the Gaza war on The axis of resistance (Hezbollah), and finally the conclusion.
تمهيد:
عندما انطلقت ملحمة ” طوفان الأقصى” التي نفذتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي فجر السبت 7 أكتوبر 2023 في غلاف قطاع غزة، كانت المفاجأة كبيرة نتيجة الشلل الذي أصاب قدرات الاستخبارات والجيش الإسرائيليين، والنتيجة أن فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، حققت خرقا عسكرياً لم تمر به إسرائيل منذ حرب أكتوبر 1973.
ومنذ الساعات الأولى للعملية انطلقت أصابع الاتهام الإسرائيلية، مؤيدة بصحف غربية وجهات إعلامية أمريكية، تتهم إيران بالوقوف وراء التخطيط وإعطاء الأوامر للفصائل الفلسطينية لتنفيذ العملية ([1]).
ولا يخفى على أي متابع لشؤون الشرق الأوسط، علاقة إيران بفصائل المقاومة الفلسطينية، والدعم الذي قدمته لها طوال عشرات السنين، هذه العلاقة معروفة ولا تنكرها إيران، فبعد الهجوم المباغت على إسرائيل من قبل حماس، خرج المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، وأشاد بما سماه “الزلزال المدمر” لإسرائيل، وقال: “نحن نقبل أيادي أولئك الذين خططوا للهجوم” ([2]).
وبالمقابل أكد الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي إن “إيران تدعم الشعب الفلسطيني في دفاعه المشروع”، مؤكداً أن المعادلة تغيرت وأن إثارة الحرب ليست لصالح الصهاينة لأن الشعب الفلسطيني هو المنتصر في هذه الساحة”، وأضاف: ” إن الكيان الصهيوني وداعموه مسؤولون عن تعريض أمن المنطقة للخطر ويجب محاسبتهم”، داعياً العالم لمشاهدة حقيقة أن تراكم الظلم وعدم العدالة تجاه الشعب الفلسطيني وإهانة النساء وتدنيس الأقصى أمر غير دائم ([3]).
بالتالي أفرزت عملية طوفان الأقصى عدداً من النتائج الفورية منها إعادة القضية الفلسطينية إلى مكانها الطبيعي في صدارة القضايا السياسية العالمية، وهي قضية محورية ذات أبعاد إنسانية سياسية متشابكة الأطراف، تتداخل فيها المصالح الدولية والعربية.
وفى ضوء ما تقدم جاء البحث ليلقي الضوء على موقف ايران من ملحمة ” طوفان الأقصى” ودعمها للمقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها.
-أهمية البحث:
سيساعد هذا البحث في تحديد موقف ايران من ملحمة “طوفان الأقصى” والدور الإيراني في دعم فصائل المقاومة ، بالإضافة الى توضيح سياسة ايران الخارجية تجاه القضية الفلسطينية، وفهم حقيقة دوافع هذا التوجه والأهداف المرجوة منه، كما سيساعدنا أيضاً على فهم واقع الأحداث التي تمر بها منطقتنا حالياً.
-أهداف البحث:
يهدف البحث إلى تحقيق ما يلي:
– التعرف على الموقف الإيراني من ملحمة ” طوفان الأقصى” والتطورات الحالية في غزة.
– التعرف على محددات الموقف الإيراني من القضية الفلسطينية.
– السعي إلى فهم السياسة الخارجية الإيرانية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي .
– بيان الأهداف والمصالح الإيرانية في المنطقة وكيف توظف إيران بعض الإحداث في منطقة الشرق الأوسط من اجل تحقيق مصالحها.
-مشكلة البحث:
منذ قيام الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 شهدت السياسة الخارجية الإيرانية تحولات دراماتيكية تجاه منطقه الشرق الأوسط ، ولعل من أبرز هذه الأحداث تصاعد الاهتمام بالقضية الفلسطينية ، ومع تفاقم الأحداث منذ السابع من أكتوبر من العام الحالي في غزة، تباينت المواقف فيما يخص حجم الدور الإيراني في الأحداث الجارية، وقد أشارت صحف أجنبية إلى وجود إيران كعامل محرك وراء طوفان الأقصى، علاوة على الاتهامات الإسرائيلية في الشأن ذاته، بينما نفت إيران مشاركتها على نحو مباشر مؤكدة على دعمها للمقاومة من منطلق أنها دفاع مشروع في مواجهة سبعة عقود من الاحتلال القمعي، لذلك يسعى هذا البحث إلى دراسة المشكلة الآتية : ما هو توجه السياسة الخارجية الإيرانية تجاه حرب غزة ” طوفان الأقصى” ؟
-تساؤلات البحث:
يسعى البحث للإجابة عن التساؤلات التالية:
- – ما هو موقف ايران من ملحمة ” طوفان الأقصى”؟
- – ما دور السياسة الخارجية الإيرانية تجاه القضية الفلسطينية؟
- – ما دور ايران في دعم فصائل المقاومة الفلسطينية؟
- – ما هو تأثير حرب غزة على محور المقاومة (حزب الله)؟
-فرضية البحث:
من خلال الإشكالية المطروحة تم وضع الفرضية التالية:
– كلما تعاظمت المصالح الإيرانية في المنطقة كلما تزايد دعم ايران لقضايا هذه المنطقة “طوفان الأقصى”.
– منهجية البحث:
للإجابة عن أسئلة البحث واختيار فرضياته فان الباحث سوف يعتمد على المنهج التحليلي الوصفي، كما استعان الباحث بمنهج صنع القرار على إعتبار أن صانعي السياسة هم الوحدة الأساسية في التحليل السياسي.
مقدمة:
برزت إيران بوصفها قوة إقليمية كبيرة في المنطقة، تمتلك الكثير من المقومات الأساسية التي يؤهلها للقيام بدور إقليمي ودولي، وتجعلها طرفاً في المعادلات الإقليمية وسياقات النظام الدولي المختلفة، وقد أضفت الثورة الإسلامية الإيرانية منذ قيامها عام 1979م، أبعاداً وخصائص مختلفة على السياسة الخارجية ميزت إيران عن غيرها من دول المنطقة، وأصبحت أيضاً مرتكزاً أساسياً ومهماً في رؤيتها وموقفها من القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الموقف من ” طوفان الأقصى” والقضية الفلسطينية لكونها قضية مركزية للعرب والمسلمين([4]).
في هذا السياق تحظى القضية الفلسطينية بشكل من أشكال القدسية لدى العالم الإسلامي، لذا فقد كانت أحد أهم الثوابت التي قامت عليها الدعاية للثورة الإيرانية تلك التي أسقطت الشاه محمد رضا بهلوي في يناير من العام 1979، وخلال 44 عاماً مرت من عمر تلك الثورة شكلت ركيزة أساسية للسياسة الخارجية الإيرانية ([5])، وحاولت النخب الحاكمة في طهران صبغ القضية الفلسطينية بصبغة دينية، وهو ما جعل أعين الجميع في الأراضي الفلسطينية المحتلة تتوق إلى تحرير الأراضي العربية من الاحتلال الإسرائيلي على غرار تحرير إيران من سلطة الشاه محمد رضا بهلوي، والذي أدى اعترافه بإسرائيل في خمسينيات القرن الماضي إلى تأليب الرأي العام العربي بوجه عام والفلسطيني بوجه خاص ضده، وهو ما دفع الجهات الفلسطينية إلى محاولة توطيد العلاقات مع إيران بعد 1979، من أجل أن تشكل تلك العلاقة عامل ضغط على كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ([6])، واعتبر المرشد الأعلى، إثر العدوان على غزة، أن الشعب الفلسطيني “الذي يستحق حقاً أن يقال عنه إنه أكثر شعوب التاريخ صموداً.
أولاً: السياسة الإيرانية وأوجه الدعم للقضية الفلسطينية ومحور المقاومة:
تستند السياسية الإيرانية في التعاطي مع القضية الفلسطينية إلى مقولتين أساسيتين:
- الاولى : تنادي بضرورة تقديم الدعم المالي والعسكري والسياسي لمن يمثل مشروع المقاومة المؤمن بالبندقية والكفاح المسلح كطريق لتحرير الأرض الفلسطينية.
- الثانية : تقوم على رفض التعامل مع أصحاب مشروع التسوية السياسية والمفاوضات مع إسرائيل. ولطالما حرصت طهران على الفصل بين المشروعين مشروع التحرير ومشروع التنازل والمساومة على الحق الفلسطيني.
تنظر إيران الثورة، للقضية الفلسطينية كإحدى أهم القضايا العادلة في العالم، وتتعامل معها باعتبارها أهم قضايا العرب والمسلمين بالمعنى الاستراتيجي، وعليه فإن ثوابت الثورة الإسلامية تبدو متشددة حين تحرّم إخضاع التعامل مع فلسطين للاعتبارات السياسية أو المصلحية او التفاوض عليها.
فالرؤية الإيرانية الاسلامية تقول: إن القضية الفلسطينية ستبقى قضية الأمة ما دامت إسرائيل قائمة كدولة احتلال، وإن حلّ القضية الفلسطينية يكمن بحذف وشطب الكيان الاسرائيلي من خارطة الشرق الأوسط، وإن ذلك لن يتحقق إلا عبر دعم الفلسطيني بالمال والسلاح باعتباره واجبًا إسلاميًا مقدساً ([7]).
وبالتالي تتمثل ثوابت الموقف الإيراني من القضية الفلسطينية في الآتي:
ــ إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض المحتلة.
ــ حق العودة لجميع الفلسطينيين.
ــ إنشاء حكومة مستقلة في القدس تعبر عن المسلمين والمسيحيين واليهود.
ــ لن تؤدي عملية السلام إلى الحل العادل والثابت للقضية، لأن النظام الصهيوني لا يريد السلام، ولذلك تؤيد إيران المقاومة في كل من فلسطين وجنوبي لبنان باعتبارها تمثل ــ من وجهة نظرها ــ طريق إحقاق الحقوق الضائعة.
إذن تمثل النقاط السابقة الاتجاه العام للنظام الإيراني نحو القضية الفلسطينية والمقاومة كتوجه سياسي للحصول على الحق الضائع للفلسطينيين.
ثانياً: موقف إيران من القضية الفلسطينية:
نستطيع أن نؤكد أن موقف إيران من القضية الفلسطينية ينطلق برمته من رؤية الإمام الخميني التي يمكن تحديدها بثلاثة عوامل رئيسية هي:
- العامل السياسي: مما يأتي منسجماً مع مقتضى التغيرات الجذرية التي أحدثتها الثورة الإسلامية عام 1979م. وجدير بالذكر أن جل الحكومات العربية والإسلامية تتحرك سياسياً، أو تدّعي ذلك، لنصرة القضية الفلسطينية.
- العامل الديني: إذ يقتضي الانتماء للدين الإسلامي أن ينتصر المسلمون إخوانهم إذا لحقهم ضيم، ولدار الإسلام إذا تعرّضت للغزو، وجدير بالذكر هنا أيضاً أن معظم الدول العربية والإسلامية تعلن بين حين وآخر تضامنها مع الشعب الفلسطيني استجابة لداعي الإسلام. يقول الإمام الخميني: إن الصهاينة باحتلالهم للقدس يعبّرون عملياً عن تحدّي وعد الله، وكذلك عن تحدّي الأمة الإسلامية التي ترمز لها القدس الشيء الكثير، وهذا هو المشروع الأساسي للاستكبار المساند لـ«إسرائيل» المتمثّل بمحاربة الإسلام بمعناه الأصيل، بل نفس الإسلام بما هو هو، وقد أكّد الإمام الخميني (رحمه الله) هذه الحقيقة بقوله: «على المسلمين أن يعلموا بأنّ المخطط الأمريكي الذي يتّم تنفيذه بواسطة «إسرائيل» لن يتوقف عند لبنان، لأن المستهدف هو الإسلام أينما ظهر في كل البلدان الإسلامية».
وهنا يمكن القول: بأنّ «إسرائيل» خططت للقضاء على المسجد الأقصى ولتهويد القدس وطرد المسلمين والعرب منها، وجعلها عاصمة لكيانهم المصطنع، وسوف لن تسمح السنن لهذا الأمر أن يتحقق لحالة التناقض بين قداسة المكان ورجس الصهاينة.
3- ولكن الرؤية الإيرانية للقضية الفلسطينية تستمد شحنة إضافية من فكرة المهدوية، التي ترى قرب ظهور الإمام المهدي، بل إن من القوم من يرى أن الثورة إنما كانت تمهيدا للظهور، وتوطئة له، ولما كان الإمام المهدي سينطلق إلى بيت المقدس لتطيرها؛ فقد وجه الإمام الخميني أنظار القيادات السياسية والدينية في إيران تجاه القدس، باعتبارها من أبرز الأماكن التي سيتوجه إليها الإمام المهدي.
و من هنا أخذت القضية الفلسطينية أبعاداً هامة باعتبارها تمثل ساحة الصراع بين: الحق والباطل، المستضعفين والمستكبرين، الإسلام والكفر، الالتزام والنفاق. ولعل في مظلومية الشعب الفلسطيني على يد قوات الاحتلال، وتقصير الأمم المتحدة والشعوب العربية والإسلامية عن نصرته – ما يمثل امتلاء الدنيا بالظلم الذي سيكون ظهور المهدي أذانا بزواله ([8]).
بالتالي أن رؤية الإمام الخميني للقضية الفلسطينية تميزت بعدة خصائص، منها:
1- أن الصراع مع الكيان الصهيوني صراع وجودي.
2- أنه صراع عقيدي ديني.
وبرأي الإمام الخميني أن الذي أوجد إسرائيل قوى الاستكبار العالمي، وأن بقاء إسرائيل واستمرارها ليس بقدرتها الذاتية، وهو إنما يعود لعدة أسباب منها ([9]):
1- دعم الغرب اللامحدود لهذا الكيان الغاشم.
2- اختلاف المسلمين، فإن الخلافات بين العرب والمسلمين مزقت الأمة، وشتت طاقاتها وجعلتها ضعيفة أمام الصهاينة.
3- اعتماد الطرق الدبلوماسية من قبل بعض الأنظمة العربية والإسلامية.
4- عدم وجود حكومات صالحة في بلاد المسلمين مضافاً إلى إبعاد الإسلام عن حركة الصراع.
ولا سبيل لتحصيل الحقوق المشروعة في نظره ما لم تعتمد الأمة عدة أمور، هي:
1- تنبيه المسلمين إلى خطر إسرائيل وتعبئة الشعوب الإسلامية في مواجهة الصهيونية.
2- وحدة الأمة وعدم التنازع وإزاحة كل عوامل الفرقة والخلاف.
3- تركيز مفاهيم الإسلام في وجدان الأمة.
4- تأكيد مفهوم المقاومة السلبية أي عدم الاعتراف بإسرائيل.
5- اعتبار قضية القدس قضية إسلامية.
6- الرهان على الإرادة الشعبية، والثقة بالأمة، وبقدرتها على النهوض في مواجهة إسرائيل.
7- إقامة حكومات صالحة في بلاد المسلمين.
8- دعم المجاهدين والمقاومين سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وعلى جميع المستويات.
ثالثاً: علاقة إيران بحماس:
تأسست حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عام 1987، وتسيطر الحركة الفلسطينية على قطاع غزة منذ عام 2007، حيث تطلق بشكلٍ متكررٍ صواريخ تستهدف المدن الإسرائيلية، وتعتبرها الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى “منظمةً إرهابية”.
وطوال فترة التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لعبت إيران دوراً مهماً في دعم حماس، مدفوعاً بشكلٍ أساسي بالكراهية المشتركة تجاه نفس العدو بدلاً من الأيديولوجية الدينية المشتركة أو وجهات النظر السياسية، وتتبع حماس الإسلام السني بينما يعتمد النظام الإيراني على الإسلام الشيعي.
وعليه يُمكن تلخيص أبعاد العلاقة بين الطرفين على النحو التالي:
- التحالف الاستراتيجي العسكري، وتقديم الخبرات بمختلف تخصّصاتها، وتزويد المقاومة بمختلف التقنيات التي تحتاجها لتطوير قُدراتها العسكرية وتحديداً منظومتيها الصاروخية والتقنية.
- الدعم المالي واللوجستي لأنشطة الحركة العسكرية، وهو دعم حَصْري لطهران في ظل العقوبات الأميركية المُعلَنة التي تُلاحِق أيّ طرف يحاول تقديم أشكال الدعم لها.
- فتح قنوات الدعم من حلفاء طهران تحديداً مكوِّنات “محور المقاومة” وتغطية أنشطتها المختلفة في هذه المناطق.
- تزويد فصائل المقاومة بالخبرات اللازمة وليس أقلّها تدريب فريق الشهيد محمّد الزواري مؤسِّس سلاح الطيران لدى المقاومة الفلسطينية.
- كان التدخّل السياسي الإيراني محدوداً بحُكم الصراع السياسي بين طهران والدول العربية.
- عمل “أنصار الله” في بُعد تقديم المساعدة بنقل الدعم اللوجستي للمقاومة الفلسطينية في غزة ([10]).
وبالتالي نجحت العلاقة بين الطرفين طيلة الفترة الزمنية الماضية في:
الجانب العسكري:
- الحصول على التمويل اللازم لإنشاء بنية تحتية عسكرية متطوّرة قادرة على إنتاج أشكال مختلفة من المنظومة الدفاعية وخاصة الصاروخية منها بمدياتها المختلفة القريبة والوسيطة والبعيدة.
- تدريب أكبر قدر من الكوادر اللازمة في إعداد هذه المنظومة من الكفاءات سواء كان عبر التدريب المباشر في طهران أو تزويدها بالكفاءات التي تحتاجها من هناك.
- مُحاكاة منظومة البنية التحتية في جنوب لبنان بقطاع غزة.
- الاستفادة الغنية من التجارب الاستخباراتية والأمنية والتزوّد بالمنظومة التقنية التي ساعدت القسَّام في إدخال منظومات عسكرية استراتيجية داخل الخدمة، ليس أقلّها شبكات الاتصالات كما وليس آخرها سلاح طيران الاستطلاع، الذي شكل تحدياً بارزاً وخطيراً في مسار المواجهة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال.
الجانب السياسي
- أضفت علاقة حماس بمحور المقاومة البُعد السياسي للصراع، ونزع منه فتيل الصبغة الطائفية بحُكم وجود قوى المقاومة الفلسطينية ذات الامتداد السنّي في موجة المواجهة.
- نجحت حماس في فتح خطوط من العلاقة بين حركات مؤثّرة في العالم السنّي مع الجمهورية الإسلامية قبيل أحداث سوريا.
- خفّفت إعادة العلاقة بين الطرفين، الحِدَّة الطائفة في المنطقة، خاصة بعد الأحداث في سورية، وأعادت البُعد السياسي للصراع.
- استفادت حماس من العلاقة مع إيران في التحرّك بساحات حلفائها بأريحيّة عالية مُقارنة بالدول التي لا ترتبط بمحور المقاومة([11]).
ثالثاً: موقف ايران من ملحمة “طوفان الأقصى”:
كان وما زال للحضور الايراني في ملف القضية الفلسطينية والمشهد الفلسطيني، وعلى كل مستوياته بشكل عام الأثر الكبير في احداث التحولات الكبرى في مسار القضية الفلسطينية، وهي انقاذ الشرعية والدولة الفلسطينية، من براثين اللعبة الكبرى الهادفة الى كانتونات متناحرة، وتطويع عموم المنطقة، وإنهاء القضية الوطنية التحررية العادلة للشعب العربي الفلسطيني، وقبل كل شيء في اجهاض وتدمير قوى المقاومة في لبنان وفلسطين وعلى رأسها حماس التي باتت منذ وقت ليس بالقصير معادلاً صعباً وعصياً في مسار الصراع مع دولة وكيان الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين وعموم المنطقة([12]).
ومع تفاقم الأحداث منذ السابع من أكتوبر من العام الحالي، تباينت المواقف فيما يخص حجم الدور الإيراني في عملية ” طوفان الأقصى” والأحداث الجارية في فلسطين.
وقد أشارت معظم الصحف الأجنبية إلى وجود دور لإيران في عملية ” طوفان الأقصى”، علاوة على الاتهامات الإسرائيلية- الأمريكية في الشأن ذاته، بينما نفت إيران مشاركتها على نحو مباشر مؤكدة على دعمها للمقاومة من منطلق أنها دفاع مشروع في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي.
كما نفى الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله مسؤولية إيران المباشرة في الشأن ذاته من خلال كلمته يوم الجمعة 3 نوفمبر 2023 وتداولت الأخبار عناوين صريحة مقتبسة من تصريحاته عن أن حزب الله لن يتدخل في الموقف حماية لإيران من احتمالات تعرضها لهجوم، كما أن إيران تدعم حركات المقاومة لكن لا تتدخل في قرارها، وأن المواجهات مع إسرائيل كانت لأسباب تتعلق بفلسطين ذاتها ولا تتصل بأي ملف إقليمي ودولي([13]).
في هذا السياق أشار المرشد الإيراني على خامنئي إلى أن أولئك الذين يقولون إن تصرفات الفلسطينيين تأتي من غير الفلسطينيين ليس لديهم فهم حقيقي للشعب الفلسطيني ولديهم حسابات خاطئة في هذا الشأن، أما المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني فقال إن إيران سترد بقوة على إسرائيل في حال القيام بعمل ضدها.
ومن ثم تتباين التصريحات حول حقيقة موقف إيران كدور وممارسة فعلية فيما يخص المشهد الحالي بفلسطين، لكن يمكن التأكيد على الآتي:
ــ أن وجود دور حقيقي لإيران في دعم المقاومة حالياً ــ بصرف النظر عن التصريحات الرسمية للنظام والمتوقعة أيضا ــ يُعد ورقة في صف القضية الفلسطينية مهما كانت التداعيات وبالنظر إلى ردود الأفعال الخاصة بالدول العربية والتي تجنح للطابع للدبلوماسي عبر العصور المختلفة، وبالتإلى فليس هناك جديد في ذات الشأن.
ــ ينطبق الرأي نفسه على تصريحات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، فيما يخص إيران، بالنظر إلى أن التحالفات والعلاقات السياسية تنطوي على جانب خفي يعلو في درجة الأهمية على المشهد الصريح المعلن الذي تتداوله الفضائيات ومواقع الصحف الإخبارية.
ــ يعد المشهد الحالي معبأ بكل الاحتمالات فيما يخص الموقف الإسرائيلي والأمريكي من إيران ودورها في التطورات الحالية، وإن كان موقفها بطبيعة الحال يقتصر (افتراضاً) على دعم المقاومة بشكل مباشر، فليس من المتوقع أن يكون لها دور دبلوماسي في إنهاء الموقف بالنظر إلى عقيدتها وطبيعة العلاقات المعلنة السائدة بينها وبين الغرب عموماً.
وقد عمـدت إسرائيل إلـى شـن حروب واسعة النطاق علـى قطـاع غزة ،أبرزها 2008 – 2009 عملية الرصاص المصبوب/معركة الفرقان، 2012 عامود السحاب/حجارة السجيل، 2014 الجرف الصامد/العصف المأكول، 2019 معركة صيحة الفجر، 2021 حارس الأسوار/سيف القدس، 2022 الفجر الصادق/وحدة الساحات، 2023 طوفان الأقصى/السيوف الحديدية، اسـتخدمت فيها اسرائيل مختلـف الأسـلحة الثقیلة والمتطـورة وحتـى المحرمـة دولباً ضد سكانه([14]).
في هذا السياق وقفت ايران الى جانب غزة في كافة الحروب السابقة ونـددت بالحصـــار الاقتصــادي الإسرائيلي المفــروض علــى قطــاع غــزة، واتهــمت إيران إسرائيل بممارسة الإرهـاب و أكــدت علـى أن دعـم الفلسـطینیین هـو واجـب دینـي، ووصـفت الحصـار الاقتصـادي الإسرائيلي علـى قطـاع غـزة بالعمـل الإجرامـي، وصـرح وزیـر الـدفاع الإيراني قــائلا: “إن الجــرائم التــي ترتكبهــا إسرائيل فــي غــزة فــي ظــل الـدعم الأمريكي والصـمت العـالمي المطبـق تشـكل مصـداقاً بـارزاً لازدواجية المعاییر لدى الأسرة الدولية ([15]).
وقـد تطــورت المواقــف الإيرانية مــن الأزمــة الإنسانية فــي قطــاع غــزة، إذ ركزت إیران ووسائل أعلامهـا وباسـتمرار علـى الجـرائم التـي تقـوم بهـا إسرائيل بحـــق الشـــعب العربـــي الفلسطيني، ودعـــت إلـــى ضـــرورة كسـر الحصار المفروض على القطـاع، كمـا دعـت مصـر إلـى أن تتحمـل دورهـا ومسـؤولیتها في تقدیم الدعم والمسـاعدة للشـعب الفلسطيني.
ودعــا علــي خــامنئي مرشــد الثــورة الإيرانية الــدول الإسلامية إلــى كســر الحصـار المفـروض علـى قطـاع غـزة، وحـذر خـامنئي الحكومـات فـي الـدول الإسلامية مـن أن تتحـول إلـى أداة ضـد الفلسطينيين فـي غـزة، وأكـد علـى أن خیـار المقاومـة هـو الوحیـد لإنقـاذ الشـعب الفلسطيني، ودعـا الفلسـطینیین إلـى الحفاظ على وحدتهم والالتفاف حول حكومتهم المنتخبة([16]).
كما دعـت إیـران إلـى عقـد مـؤتمر قمـة إسـلامي لمواجهـة الأعمـال الإسرائيلية ضد قطـاع غـزة، بل أن عدد من المنظمات المدنیة في إیـران عرضـت جـوائز لمـن یقتص من القادة الإسرائیلیین المسؤولين عن إبادة الشعب الفلسطيني.
وفي السياق ذاته انتقــدت إیــران بشــدة الــدول العربیــة لعــدم وقوفهــا إلــى جانــب الشعب الفلسطيني في القطاع ودعت الدول الإسلامية للتحرك لوقف العدوان الإسرائيلي، وطالـــب المتحـدث باســم الخارجية الإيرانية المجتمع الـدولي ومنظمـة المـؤتمر الإسـلامي بضـرورة التحـرك لوقـف العـدوان الإسرائيلي ضـد الشعب الفلسطيني، وشهدت العاصمة الإيرانية طهــران مظـــاهرات تندیداً بالعـدوان الإسرائيلي شارك فیهـــا عـــدد مـــن المسؤولين الإیرانیین، كمــا شهدت مدن إيرانية مظــاهرات مماثلــة تندیداً بالعــدوان الإسرائيلي، وقـام عـدد مـن رجال الـدین فـتح بـاب التطـوع لمواجهـة الاعتـداء الإسرائيلي ([17]).
من المتوقع أن المشهد القادم في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يشهد تدخلاً مباشراً من إيران، سواء عبر العمليات العسكرية المباشرة أو من خلال حلفائها مثل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني ودعم المقاومة في سورية، ما قد يؤدي إلى اشتعال المنطقة بشكل كبير
بالتالي إن دخول حزب الله نفسه بشكل مباشر على خط الحرب، بعد تعرض الفصائل الفلسطينية في غزة لتحدٍّ عسكري كبير نتيجة الضربات الإسرائيلية غير المسبوقة، أو تعرض جنوب لبنان نفسه لضربات إسرائيلية مُوجعة، سيؤدي بالضرورة إلى اتساع رُقعة العمليات، ويزيد من احتمالية فتح جبهات أخرى ضد إسرائيل ربما من سورية أو اليمن أو غيرهما، فيما بات يُعرف بـ «وحدة الساحات» الأمر الذي يُشكل تهديداً غير مسبوق للاستقرار الإقليمي في المنطقة.
رابعاً:”طوفان الأقصى” وخيارات إيران في المنطقة:
تتابع ايران عن كثب التطورات الميدانية في فلسطين، معتبرة أن العملية التي أطلقتها حركة “حماس” ضد إسرائيل رد على التعدي المتواصل على المقدسات ولعل ملحمة “طوفان الأقصى”، وما تكشّف عنها من معلومات([18])، وما أرسته من معادلات جديدة في الصراع العسكريّ مع كيان الاحتلال، أثبتت أنّ طهران ما تزال رأس حربة في هذا الصراع، بل باتت أكثر إصراراً وعملاً على جبهاته المختلفة([19]).
وعلى الجهة الأخرى تراقب إيران بدقة الموقف الأميركي وجدية انخراط إدارة الرئيس بايدن في المواجهة العسكرية إلى جانب إسرائيل في حال شملت المواجهة أطرافا أخرى. ويعد هذا المحدد ذا تأثير حاسم كبير حيال موقف طهران وطبيعة الأدوات التي ستستخدمها للانخراط في المواجهة وقواعد الاشتباك التي ستتبعها([20]).
في هذا السياق تملك إيران خيارات وفيرة في المنطقة دون انخراط قواتها العسكرية النظامية بشكل مباشر في المعركة. وبدا ذلك عبر سلسلة الاستهداف التي طالت القواعد العسكرية في العراق وسورية، إلا أنه استهداف ما يزال في مراحله المبكرة وعلى نطاق محدود.
وبذلك تملك إيران خيارات عديدة، في إدارتها لموقفها أثناء معركة “طوفان الأقصى”، سياسيا وعسكريا وأبرزها:
- تفعيل مسار استهداف المصالح العسكرية الأميركية في العراق وسورية بشكل واسع مما يؤثر على الموقف الأميركي من الحرب. حيث تسعى إدارة بايدن منذ قدومها لخفض التصعيد في المنطقة ونزع فتيل التوترات الإقليمية والتي لطهران تأثير مباشر في معظمها.
- كما أن الإدارات الأميركية في العقد الأخير عبرت عن حرصها على عدم انخراطها في صراعات عسكرية جديدة في المنطقة والإبقاء على مستوى معين من القوات لدعم الحلفاء وتنفيذ مهام وعمليات عسكرية محدودة.
وعليه، فإن إدخال إيران لهذه الورقة بشكل فعال سيدفع إدارة بايدن لإعادة حساباتها إما على مستوى الغطاء الواسع الممنوح لدولة الاحتلال في حربها ضد قطاع غزة، أو لصالح إعادة واشنطن النظر في مجمل استراتيجيتها شديدة التعقيد والحساسية في المنطقة.
- وتملك إيران فرصة العودة لحرب الظلال مع الاحتلال عبر تفعيل استهداف السفن والمصالح الإسرائيلية، على غرار النمط الذي ساد في السنتين الأخيرتين بينهما.
خامساً: إيران ودعمها لحركات المقاومة الإسلامية:
وصل التعاون العسكري والاستخباراتي إلى أعلى مستوى بين طهران وحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينتين، إذ تدعم الأولى عدة فصائل بالمال والسلاح والتدريب منذ سنوات طويلة، سواء بشكل مباشر عن طريق فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني أو عن طريق حزب الله اللبناني، ما أدى لزيادة نفوذها في فلسطين سواء في غزة أو الضفة الغربية([21]).
وبحسب خبراء، هناك غرفة عمليات مشتركة بين تلك الأطراف منذ فترة، ويبدو أنها تلعب دورا كبيرا في الحرب الحالية.
وهنا يمكن القول إن إيران ركن متين يستند إليه محور المقاومة، وقدرتها على إحداث خلل في التوازن الإسرائيلي بعد فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في التقدم في مشروع التطبيع وهذا سيزيد من حال القلق الإسرائيلي، ويسبب بداية خوف وقلق أميركي على “إسرائيل” أكثر في المنطقة، ويسجل نقطة استراتيجية لمصلحة إيران عند دخولها في أي مفاوضات دولية مقبلة.
بالتالي إن تجسيد إيران مواقفها الثابتة ودعمها الكبير تجاه فلسطين ومقاومتها ليس وليدة اللحظة، وليس ورقة سياسية تلعب بها وتستخدمها كما يروج البعض عند كل زيارة أو لقاء مع مسؤول إيراني، بل هي شعار ثابت منذ انتصار الثورة الإسلامية التي رفعت شعارها “اليوم إيران، وغداً فلسطين”، وما زالت إيران ماضية على النهج والمسار نفسه حتى تحقيق كامل الأهداف بتحرير الأرض والمقدسات.
قضية فلسطين ميدان تنافس كبير بين الدول في المنطقة، وكل من اقترب منها أكثر زاد ثقله وتأثيره ونفوده. وقد نجحت إيران في أن يكون لها النصيب الأكبر في القوة والتأثير والنفوذ، نتيجة تبنيها مواقف علنية واضحة وثابتة تجاه القضية الفلسطينية ودعم مقاومتها على مدار أكثر من 40 عاماً، وما زال هذا الدعم مستمراً([22]).
إن المتتبع لدعم إيران لحركات المقاومة الإسلامية يجد أن إيران ومن خلال دعمها لتلك الحركات لها أسبابها المدروسة والمبنية على أسس تهدف تحقيق أكبر قدر من التوسع ووضع إيران على الخارطة العالمية بقوة ، ومن هذه الأسباب:
أ- سبب ديني: تعتبر إيران أن اليهود كفرة ، وهنا تجد إيران من واجبها تحرير فلسطين ودعم الحركات الإسلامية داخل فلسطين من أجل التحرر ، فتقدم لها الدعم بمختلف اشكاله .
ب – سبب سياسي: تسعى إيران ومن خلال دعمها لحركات المقاومة الإسلامية أن تكسب هذه الحركات لصفها، مما يفتح الباب لإيران لاستخدام هذه الحركات للضغط ولتحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية لقضاياها الإقليمية والدولية.
ج- سبب دعائي: يكسب الاهتمام الإيراني بالقضية الفلسطينية ودعمها لحركات المقاومة الإسلامية تعاطف الإيرانيين مع حكومتهم ويكسب إيران أيضاً تعاطف الشعوب الإسلامية ([23]).
سادساً، نفوذ طهران على الفصائل الفلسطينية:
في خضم اشتعال الحرب بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال في غزة ، تتوجَّه الأنظار باستمرار إلى إيران وحلفائها في المنطقة، وبينما تكتفي إيران حتى الآن بالتصعيد الخطابي، ويكتفي حلفاؤها في لبنان بمناوشات محدودة، يبدو أن حرب غزة في العموم أتت في وقت مناسب للنظام الإيراني الذي يسعى لإعادة إنتاج شرعيته عبر الدور المركزي الذي يلعبه في القضية الفلسطينية، وربما يفكر أيضا في أخذ خطوات إضافية في برنامجه النووي. بيد أن كل ذلك لا بد أن يأخذ في الحسبان احتمالية اندلاع حرب إقليمية تُعرِّض النظام لضربة عسكرية أميركية ([24]).
بالمقابل إن التصعيد الحالي في فلسطين وعلى الأخص في غزة يضمن استمرار نفوذ طهران على الفصائل الفلسطينية، وتعزيز الصورة الذهنية لطهران كداعم للقضية الفلسطينية، وهي كلها مكاسب يُمكن أن تدعم أوراق طهران في أي مفاوضات مع الولايات المتحدة والقوى الغربية بشأن البرنامج النووي وملفات المنطقة المختلفة، وبالتالي أن تواصل الحرب الحالية يضمن لطهران استمرار إضعاف تل أبيب وانشغالها بالداخل عن القيام بأدوار خارجية أكثر فعالية ضد المصالح الإيرانية المختلفة في المنطقة، الأمر الذي يُمكن أن يمنح طهران هامش حركة أكبر لتعزيز دورها ودعم حلفائها في المنطقة.
بالإضافة الى أن طهران تحقق الكثير من المكاسب من خلال التصعيد الحالي وتتمثل بشكل أساسي في عرقلة جهود التطبيع بين الرياض وواشنطن، فعلى الرغم من التقارب بين طهران والرياض خلال الشهور الأخيرة، لكن من المتصور أن يكون لأي اتفاق بين السعودية وإسرائيل انعكاسات جيوسياسية سلبية على طهران في المنطقة، وكذلك على الفصائل الفلسطينية التي ربما تخشى أن يتقلص دورها لصالح السلطة حال إبرام أي اتفاق للتطبيع.
ثمَّة أهداف عديدة لإيران من الحرب الحالية في غزة، لكن الهدف المباشر هو أن تخرج حماس وحركة الجهاد الإسلامي بقوة وشعبية أكبر من ذي قبل. تريد إيران من حلفائها أن يُلحقوا دمارا لا يُحتمل بإسرائيل، وأن تَحوُل دون انتصار الجيش الإسرائيلي في غزة، وذلك كي تردْع تل أبيب عن التفكير في مهاجمة فلسطين دون رقيب أو حسيب مرة أخرى. وتعتقد إيران أيضا أن نتيجة كهذه ستحمي الفلسطينيين من المستوطنين إذا أُتيح صعود حماس أو أيٍّ من حلفائها إلى السلطة في الضفة الغربية، حيث يُمكن لمقاتلي المقاومة هناك أن يستخدموا المقاومة المُسلحة لردْع المستوطنين عن مهاجمة المدنيين العزل ([25]).
سابعاً: تأثير حرب غزة على محور المقاومة (حزب الله):
استطاع هجوم حماس على مناطق ما يعرف بغلاف غزة أن يعيد القضية الفلسطينية الى الواجهة التي أصابها الضمور خلال السنوات الأخيرة، فقد ساهم تدخل محور المقاومة وعلى الأخص حزب الله في أن يجعل الغزو البري أكثر تكلفة، حيث ستضطر تل أبيب إلى تخصيص قوات وموارد للدفاع عن حدودها الشمالية، بالتالي كان من أهم تأثيرات هذه الحرب على محور المقاومة:
أولاً: أعادت الحرب الحزب الى الواجهة على أنه حركة مقاومة للاحتلال الإسرائيلي، كما أن تدخل حزب الله في الحرب الحالية لمنع إسرائيل من التدخل البري في غزة أعاد له شعبيته وعادت الهتافات المؤيدة له في المظاهرات المناصرة للقضية الفلسطينية في العالم العربي.
ثانياً: يسعى حزب الله إلى تغيير قواعد الاشتباك مع إسرائيل وضرب البنية التحتية للمواقع العسكرية الإسرائيلية، فقد دمر أجهزة التنصت والتشويش والمراقبة لهذه المواقع بشكل ممنهج وضمن رؤية مدروسة بإتقان وبذلك يكون أضعف من قدرة إسرائيل التجسسية وأعطى الحزب مساحة حرية أكبر في التحرك على الحدود([26]).
ثالثاً: استطاع الصراع الدائر حاليا تعزيز أواصر محور المقاومة الذي ترأسه إيران، فهذا المحور أصبح كتلة واحدة بحيث إذا نشب صراع مع أي من أطرافه سوف تتدخل باقي الأطراف لمساندته، هذا سوف يؤمن مظلة حماية للمقاومة في لبنان ضد أي اعتداء إسرائيلي في المستقبل وسوف يعزز من اندفاعتها لمواجهة المواقع العسكرية الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية المحتلة، كما كان ملفتاً الضربات التي وجهتها فصائل المقاومة للقواعد العسكرية الأميركية في العراق وسورية وقصف الحوثيين صواريخ على إسرائيل اعترضتها سفن حربية أميركية في البحر الأحمر([27]).
رابعاً: استطاع الحزب من خلال تدخله أن يعزز شعبيته على المستوى الداخلي بعد معاناته لفترة طويلة من انقسام طائفي (سني-شيعي).
مما لا شك أن موقف حزب الله من الصراع الدائر في غزة سوف يرتبط بشكل وثيق بتطوره. تتمثل الخطوط الحمراء بالنسبة لحزب الله في منع إنهاء أو القضاء على حماس في قطاع غزة والحفاظ على إدارتها له ومنع تهجير الفلسطينيين منه، وهذا ما يجعل الصراع قابل للتطور لأن توسيع نطاق عمليات حزب الله في الجنوب اللبناني سوف يزداد بشكل يترافق مع تطور المعركة في غزة.
ثامناً: دور إيران وجبهة المقاومة في إحباط السياسات المعادية للإسلام:
إن لإيران الدور الكبير في إدارة المقاومة في المنطقة، فهي قلعة محور المقاومة، وقد أحبطت الكثير من المؤامرات التي حاكتها ولا تزال تحيكها الدول الغربية وأمريكا لإسقاط بعض الأنظمة العربية، حيث أنقذت سورية والعراق من مؤامرات التنظيمات الإرهابية والتكفيرية وداعش وأدواتها، وقدمت لهم الدعم المالي والعسكري والإستخباري والإستشاري والأمني، وأفشلت مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي دعت اليه الحكومات الأمريكية المتعاقبة.
ومنذ طرح مفهوم “الشرق الأوسط” وبدء تداوله السياسي والفكري بكثرة في خمسينيات القرن العشرين، بدأت المخططات الصهيونية ترسم ملامح ومعالم هذا الشرق وفق خطط وضعت بشكلٍ محكمٍ وتبنتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وسعت إلى تطبيقها على أرض الواقع من خلال رعايتها لاتفاقيات عديدة بين العرب والصهاينة جاءت تحت مسمّيات “اتفاقيات سلام” كان الهدف منها هو فرض هوية جديدة على أبناء الأمة العربية والاسلامية، تتلاشى فيها أو تضيع المرجعية العربية لصالح وعاء فضفاض تمت تسميته بـ”الشرق الأوسط الكبير” أحياناً وبـ “الشرق الأوسط الجديد” أحياناً أخرى([28]).
تاسعاً: الحلول المقترحة للقضية الفلسطينية من وجهة نظر الثورة الايرانية الاسلامية:
فلسطين هي القضيّة الأهمّ في العالم الإسلامي، فهي مرکز الحضارة الإسلامية، وکانت – ولا تزال- متعلّقةً بجميع المسلمين، وهذا ما تظهر أهمّيته اليوم في ظهور مفاهيم من قبيل الوحدة والمقاومة، والتي تؤدّي بدورها إلى نوعٍ من التلاقي في العالم الإسلامي على الصعد الجديدة ثقافياً، اجتماعياً، وسياسياً. لقد شدّت القضيّة الفلسطينيّة من البداية أنظار العالم إليها، وکان لإيران في التعامل مع هذه القضيّة ومع تأسيس الکيان الإسرائيلي غير الشرعي دور كبير في مقاومته([29]).
لا شك ان إعادة ترتيب البيت الفلسطيني من أكبر الأولويات للجمهورية الاسلامية في ايران وهذا الترتيب يكون على اسس وطنية، تسقط كل ما نتج عن اوسلو وتسببت به من اختراق لصالح المحتل الكيان الصهيوني بعد الاعتراف به، بالإضافة الى اللجوء الى الشعب لإعادة منح التفويض والتمثيل الشرعي للمقاومة والكفاح المسلح كطريق للتحرير([30]).
عاشراً: النتائج:
– دعم طهران للعملیة التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية” طوفان الأقصى”، لوضع حد “للانتهاكات الإسرائيلية” في فلسطين.
– تحرص إيران على أن تحافظ نتائج معركة “طوفان الأقصى” على وضعية المقاومة الفلسطينية الحالية وتقدّمها، لما لذلك من تداعيات على البيئة الأمنية والسياسية للمنطقة، وترى طهران في أي تقدم لإسرائيل، تقدما على حسابها يضر بمصالحها الكلية في المنطقة.
– إن الدعم المالي والعسكري لفلسطين وفصائلها المقاومة هو ثابت من ثوابت السياسة الإيرانية.
– إن ايران ملزمة بالنضال من أجل فلسطين ولن تتخلى عنها حتى يحقق الشعب العربي الفلسطيني تقرير مصيره ويقيم دولته المستقلة على أرض وطنه
-يعتبر ملف القضية الفلسطينية من أهم الملفات في السياسة الخارجية الإيرانية.
– إن المعادلة الأمنية في المنطقة ستعاد صياغتها بعد ما حدث في 7 تشرين.
الخاتمة:
نالت القضية الفلسطينية اهتماماً كبیراً في سياسات الدول الإسلامية عامة وإيران خاصة، التي ركزت من اهتمامها بالقضية الفلسطينية والصراع العربي – الإسرائيلي بعد قیام الثورة الإيرانية عام ١٩٧٩ ، والتي كان إحدى مبادئها دعم الشعوب المظلومة والمضطهدة، فالمنطلقات الإسلامية للثورة الإيرانية حتم علیها دعم القضية الفلسطينية، والوقوف ضد الأطماع الإسرائيلية في الأراضي الإسلامية، وأصبح دعم الشعب العربي الفلسطيني جزءاً من اهتمامها، بل وفي صلب سياستها الخارجية الإقليمية والدولية.
واليوم يقف محور المقاومة الذي تشكل نواته إيران قوة فاعلة وحاسمة في معادلات المنطقة وهو يشهد على أرض فلسطين تجربة تاريخية في تكامل القدرات وإعادة صياغة المعادلات الكبرى، وإن ايران ملزمة بالنضال من اجل فلسطين و لن تتخلى عنها حتى يحقق الشعب الفلسطيني تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ارض وطنه, هذه الثوابت لا يمكن المساومة عليها لارتباطها بالعقيدة التي تؤمن بها ايران, و هذه الثوابت شكلت جوهر و مضمون إدراك إيران لهذه القضية.
-المراجع:
1- صادق الطائي، إيران وطوفان الأقصى، صحيفة القدس، 2023. https://www.alquds.co.uk /
2- رضا صابتي، لماذا تتصدر إيران المشهد عند الحديث عن حرب غزة؟ bbc ، 2023.
https://www.bbc.com/arabic/articles/cw42n3ew8e0o
3- وكالة تنسيم الدولية للأنباء، رئيسي ة ” طوفان الأقصى” 2023.
https://www.tasnimnews.com/ar/news/2023/10/08/2968352/
4 – حمدان عبدالله أبو عمران، الدور الايراني تجاه القضية الفلسطينية، الأهداف والمحددات، الأبحاث والدراسات، 2019، ص96.
5 – محمد خيري، العلاقات الإيرانية ـ الفلسطينية في أربعين عاما.. الثوابت والمآلات، المنتدى العربي لتحليل السياسة الايرانية، 2019. https://afaip.com/
6 – خطاب خامنئي، 6 حزيران/يونيو 2006
http://news.bbc.co.uk/2/hi/middle_east/5045990.stm
7 – محمد مصلح، دور الجمهورية الاسلامية الايرانية في دعم القضية الفلسطينية ومحور المقاومة، المركز الديمقراطي العربي، 2021. https://democraticac.de/?p=77781
8 – يحيى جبر، حضور القضية الفلسطينية في الخطاب الإيراني، محاضرة ألقيت في جامعة النجاح الوطنية، 2005.
9- يحيى جبر ،المرجع السابق
10 – محمود هنية، حماس وإيران.. جدليّة العلاقة وجذورها، الميادين، 2020.
https://www.almayadeen.net/articles/blog/1373044/
11- محمود هنية، مرجع سابق.
12- عبد الفتاح ادريس، صلابة الموقف الايراني، ايران وسورية…عناق البنادق والشرف، المجلد الأول، دار كنانة للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، 2018، ص190.
13 – خطاب نصرالله بعيون المحللين، sky newsK، 2023.
https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1667317
14- الموسوعة، أبرز حروب إسرائيل على قطاع غزة، الجزيرة، 2023،
https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2022/8/7
15- طــلال عتريســي، إيــران وفلســطين ،بحــث منشــور علــى موقــع المركــز الإقليمــي للدراسات الاجتماعية والتربوية الالكتروني، 2008.
16 – محمد عبدالرحمن یونس العبیدي، إیران والصراع العربي – الإسرائيلي ١٩٧٩ – ٢٠٠٩، مركز الدراسات الإقلیمیة، العدد 9، المجلد 28، جامعة الموصل.، ب.د.ت.
17 – احمــد نــوري النعيمــي، السياســة الخارجيــة الإيرانية ١٩٧٩ -٢٠١١، ،دار الجنائن للنشر والتوزيع، عمان، ٢٠١٢ ، ص 552.
18 – خيام الزعبي، عملية طوفان الأقصى.. تشل اسرائيل، مركز حمورابي للبحوث والدراسات الاستراتيجية، العراق، 2023.
19- خيام الزعبي، طوفان لا يتوقف… السابع من تشرين تاريخ يوم أسود على الدولة العبرية، صحيفة رأي ايوم، 2023.
20- عبدالله العقبرباوي، واقع جديد فرضه “طوفان الأقصى”، الجزيرة، 2023.
https://www.aljazeera.net/politics/2023/10/24/
21-أماني ابراهيم، غزة قد تكون شرارة المواجهة الكبرى.. هل تدخل إيران الحرب ضد إسرائيل؟ صحيفة المصري اليوم، 2023.
22- خيام الزعبي، القضية الفلسطينية في منظار السياسة الخارجية الايرانية، المركز الديمقراطي العربي، 2023،
23- خيام الزعبي، المرجع السابق.
24- ماجدة معروف، فرصة طهران.. هل تفتح حرب غزة باب السلاح النووي الإيراني؟، الجزيرة، 2023.
https://www.aljazeera.net/midan/reality/politics/2023/11/10/
25- ماجدة معروف، مرجع سابق.
26- عباس عاصي، تداعيات حرب إسرائيل وحماس على حزب الله في لبنان، مركز صدى، 2023.
https://carnegieendowment.org/sada/91033
27- عباس عاصي، المرجع السابق.
28 – جواد فاهم نجم العبودي، ايران والدفاع عن فلسطين، صحيفة أرنا الإيرانية، 2023:
https://ar.irna.ir/news/85028612
29- بهزاد دانشفر، نايف معروف، الحلول المقترحة للقضية الفلسطينية دراسة مقارنة لدور إيران والمنظمات الدولية، رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة آزاد الاسلامية، ايران، 2022.
30- خيام الزعبي، القضية الفلسطينية في منظار السياسة الخارجية الإيرانية، مرجع سابق.
[1] – صادق الطائي، إيران وطوفان الأقصى، صحيفة القدس، 2023. https://www.alquds.co.uk /
[2] -رضا صابتي، لماذا تتصدر إيران المشهد عند الحديث عن حرب غزة؟ bbc ، 2023.
https://www.bbc.com/arabic/articles/cw42n3ew8e0o
[3] -وكالة تنسيم الدولية للأنباء، رئيسي ة ” طوفان الأقصى” 2023.
https://www.tasnimnews.com/ar/news/2023/10/08/2968352/
[4] -حمدان عبدالله أبو عمران، الدور الايراني تجاه القضية الفلسطينية، الأهداف والمحددات، الأبحاث والدراسات، 2019، ص96.
[5] -محمد خيري، العلاقات الإيرانية ـ الفلسطينية في أربعين عاما.. الثوابت والمآلات، المنتدى العربي لتحليل السياسة الايرانية، 2019. https://afaip.com/
[6] -خطاب خامنئي، 6 حزيران/يونيو 2006
http://news.bbc.co.uk/2/hi/middle_east/5045990.stm
[7] – محمد مصلح، دور الجمهورية الاسلامية الايرانية في دعم القضية الفلسطينية ومحور المقاومة، المركز الديمقراطي العربي، 2021. https://democraticac.de/?p=77781
[8] – يحيى جبر، حضور القضية الفلسطينية في الخطاب الإيراني، محاضرة ألقيت في جامعة النجاح الوطنية، 2005.
[9] – يحيى جبر ،المرجع السابق
[10] -محمود هنية، حماس وإيران.. جدليّة العلاقة وجذورها، الميادين، 2020.
https://www.almayadeen.net/articles/blog/1373044/
[11] -محمود هنية، مرجع سابق.
[12] – عبد الفتاح ادريس، صلابة الموقف الايراني، ايران وسورية…عناق البنادق والشرف، المجلد الأول، دار كنانة للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، 2018، ص190.
[13] – خطاب نصرالله بعيون المحللين، sky newsK، 2023.
https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1667317
[14] – الموسوعة، أبرز حروب إسرائيل على قطاع غزة، الجزيرة، 2023،
https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2022/8/7
[15] -طــلال عتريســي، إيــران وفلســطين ،بحــث منشــور علــى موقــع المركــز الإقليمــي للدراسات الاجتماعية والتربوية الالكتروني، 2008.
[16] -محمد عبدالرحمن یونس العبیدي، إیران والصراع العربي – الإسرائيلي ١٩٧٩ – ٢٠٠٩، مركز الدراسات الإقلیمیة، العدد 9، المجلد 28، جامعة الموصل.، ب.د.ت.
[17] -احمــد نــوري النعيمــي، السياســة الخارجيــة الإيرانية ١٩٧٩ -٢٠١١، ،دار الجنائن للنشر والتوزيع، عمان، ٢٠١٢ ، ص 552.
[18] – خيام الزعبي، عملية طوفان الأقصى.. تشل اسرائيل، مركز حمورابي للبحوث والدراسات الاستراتيجية، العراق، 2023.
[19] – خيام الزعبي، طوفان لا يتوقف… السابع من تشرين تاريخ يوم أسود على الدولة العبرية، صحيفة رأي ايوم، 2023.
[20] – عبدالله العقبرباوي،واقع جديد فرضه “طوفان الأقصى”، الجزيرة، 2023.
https://www.aljazeera.net/politics/2023/10/24/
[21] -أماني ابراهيم، غزة قد تكون شرارة المواجهة الكبرى.. هل تدخل إيران الحرب ضد إسرائيل؟ صحيفة المصري اليوم، 2023.
[22] – خيام الزعبي، القضية الفلسطينية في منظار السياسة الخارجية الايرانية، المركز الديمقراطي العربي، 2023،
[23] – خيام الزعبي، المرجع السابق.
[24] – ماجدة معروف، فرصة طهران.. هل تفتح حرب غزة باب السلاح النووي الإيراني؟، الجزيرة، 2023.
https://www.aljazeera.net/midan/reality/politics/2023/11/10/
[25] – ماجدة معروف، مرجع سابق.
[26] – عباس عاصي، تداعيات حرب إسرائيل وحماس على حزب الله في لبنان، مركز صدى، 2023.
https://carnegieendowment.org/sada/91033
[27] – عباس عاصي، المرجع السابق.
[28] – جواد فاهم نجم العبودي، ايران والدفاع عن فلسطين، صحيفة أرنا الإيرانية، 2023:
https://ar.irna.ir/news/85028612
[29] – بهزاد دانشفر، نايف معروف، الحلول المقترحة للقضية الفلسطينية دراسة مقارنة لدور إيران والمنظمات الدولية، رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة آزاد الاسلامية، ايران، 2022.
[30] – خيام الزعبي، القضية الفلسطينية في منظار السياسة الخارجية الإيرانية، مرجع سابق.