تحليلات

الــــفــســــاد الأخلاقي هــــدف مــــجلس إدارة العالم الــــخـــفي

اعداد : السفير بلال المصري – المركز الديمقراطي العربي – القاهرة – مصر

 

رغم أن العالم كله ومنذ 7 أكتوبر 2023 يوم بداية ” طوفان الأقصي ” يوجه أسماعه وأنظاره وأفئئدته نحو جريمة الإبادة الإنسانية الجماعية واليومية التي يقترفها جيش ومجتمع الكيان الصهيوني في غزة ورغم أن مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل وصف في 11 ديسمبر2023 الوضع في غزة بأنه “كارثي ومروع” مع دمار “أكبر” نسبيا مما شهدته ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية – بغض النظر عن هذا الوصف – إلا أن دول رئيسية في الإتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة هي ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وفرت الدعم السياسي والعسكري الإضافي للكيان الاإنساني الصهيوني  بجانب الدعم والتأييد الأمريكي المباشر , ومع هذا المـــوقف الأوروبي المساند والداعم علي مستوي معظم القيادات السياسية بالدول الأوروبية للكيان الصهيوني في حرب الإبادة في غزة , نجد الإتحاد الأوروبي يستكمل دعم حرب الكيان الصهيوني الاإنسانية في غزة بحرب أخري بإسلوب ومنهجية أخري موجهة للنيل من الفطرة والطبيعة البشرية السوية ألا وهي حرب الأخلاق السوية والفطرة السليمة التي بفضلها تتوازن وتستقر المجتمعات , فالإتحاد الأوربي في حربه تلك يستخدم وبجرأة وفجر منقطع النظير ما يدعيه بأنها حقوق الإنسان ومكافحة التمييز لكي تستمتع فئة مُنحرفة عن الفطرة السليمة بالحرية , وهذه الفئة هي فئة المثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية  الذين من أجلهم بلغ الإتحاد الأوروبي في سبيل توفيرها لهم حد تهديد الدول الأفريقية والكاريبية وغيرها من مغبة وعاقبة عدم توقيع هذه الدول علي إتفاقية الـ LGBT .

صدر تهديد الإتحاد الأوروبي بتاريخ 24 نوفمبر 2023 للدول الأفريقية والكاريبية وغيرها وفيه توعد الإتحاد الأوروبي هذه الدول أنه إذا لم توقع علي اتفاقية LGBT (للمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية) بحلول 1 يناير 2024وهو الموعد المقرر لدخول هذه الاتفاقية حيز التنفيذ فسوف يتوقف عن تقديم مساعدات التنمية وعدم تنفيذ البرامج وعلاوة على ذلك أن مثل هذه الدول سيتم التعامل معها على أنها دول منبوذة وقد تخضع لعقوبات اقتصادية أيضاً , كما سيتم منع هذه الدول الرافضة للتوقيع من المشاركة في اجتماعات وأنشطة منظمة الاتحاد الأوروبي لدول أفريقيا والبحر الكاريبي والمحيط الهادئ (OACPS) , ومن بين أحد الذين أنبروا للتصدي لوعيد الإتحاد الأوروبي السيد  SonnieEkwowusi رئيس لجنة حقوق الإنسان والدستورية بنقابة المحامين الأفريقية الذي كتب ونشر مقالة بتاريخ 10 ديسمبر2023بمجلةLaw and Society Magazine  أشار فيها إلي ما يلي بشأن هذا التهديد الأوروبي الصريح غير المسبوق في أي إتفاقيات أخري عقدها الإتحاد مع الدول الأفريقية والكاريبية خاصة , والواقع أن هذا الموقف الأوروبي مــوقف شاذ إن قيس بإتفاقيات أخري , لأنه لم يحدث أن حظت به فئات طبيعية من البشر ذوي الفطرة الطبيعية السليمة لكنهم للأسف مهمشين وقد أشارالسيد  SonnieEkwowusiإلي الآتي :

– ” ….أنه وبسبب استياء الإتحاد الأوروبي الظاهري من رفض 35 دولة من دول إفريقيا بما في ذلك نيجيريا ومنطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ التوقيع على اتفاقية LGBT للاتحاد الأوروبي المثيرة للجدل أو اتفاقية   Samoaفي 15 نوفمبر 2023 , لذلك فقد أصدر الاتحاد الأوروبي تهديدًا بالغاً بشأنها بتاريخ 24 نوفمبر 2023 مُوجهاً للدول الأفريقية والكاريبية وقبلها اتفاقية , كما مارس الاتحاد الأوروبي ضغوطًا متزايدة على وزراء دول أفريقيا والكاريبي والمحيط الهادئ (ACP) لإقناع رؤساء حكومات دول أفريقيا والبحر الكاريبي والمحيط الهادئ بالتوقيع على اتفاقية LGBT المثيرة للجدل , وقد انتهت العديد من الاجتماعات التي عقدت لهذا الغرض إلى طريق مسدود حيث رفضت العديد من دول أفريقيا والدول الجزرية بالبحر الكاريبي وبالمحيط الهادئ التوقيع على الاتفاقية والمثير للدهشة أنه في نهاية أكتوبر 2023 ظهرت أنباء تفيد بأن الاتحاد الأوروبي قد حدد يوم 15 نوفمبر 2023 لتوقيع الاتفاقية في ساموا وفي الواقع أنه في 15 نوفمبر 2023 المشؤوم لم ترفض نيجيريا التوقيع على اتفاقية LGBT فحسب بل كانت غائبة في ساموا ايضاً وينص هذا التهديد على أن الدول التي ترفض التوقيع على اتفاقية ساموا للمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية ستواجه عقوبات اقتصادية وتخسر تمويل الاتحاد الأوروبي ومساعداته التنموية ” .

– ” إن رفض نيجيريا و34 دولة أخرى من دول أفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ التعرض للترهيب الأوروبي لحملها على التوقيع على اتفاقية المثليين أمر جدير بالثناء وعندما يُعاد كتابة تاريخ أفريقيا فإن هذا العمل الشجاع سيُذكر بإعجاب كبير ومن خلال رفض الاستسلام للترهيب والإكراه الذي يمارسه الاتحاد الأوروبي أرسلت بلدان أفريقيا والبحر الكاريبي والمحيط الهادئ رسالة قوية إلى الاتحاد الأوروبي والعالم أجمع مفادها أن بلدان أفريقيا والبحر الكاريبي والمحيط الهادئ قد بلغت سن الرشد ولن تنحني بعد الآن للتهديدات الدولية أو الابتزاز أو الترهيب”.

“من الوجهة المبدئية يعتبر مجتمع المثليين محظورا في نيجيريا بموجب قانون حظر الزواج بين المثليين لعام 2014 لذلك ليس من المنطقي بالنسبة لنيجيريا أن تمهر توقيعها على اتفاقية الاتحاد الأوروبي بشأن المثليين والمثلييات ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية وإذا كان الاتحاد الأوروبي لا يريد توفير الأموال أو الدخول في تحالف تجاري أو اقتصادي معنا لمجرد أننا رفضنا إضفاء الشرعية على مجتمع المثليين فيجب عليه أن يذهب إلى الجحيم بأمواله وعلاقاته التجارية ” .

– “يتعين على زعماء دول أفريقيا والبحر الكاريبي والمحيط الهادئ أن يعيدوا النظر في موقفهم فيتعين عليهم أن يكفوا عن خداع أنفسهم بالاعتقاد بأن أوروبا وأميركا تضعان مصالحهما الاقتصادية في قلب اهتمامهما وأنهما حريصان على رؤية الازدهار البشري والازدهار الاقتصادي يتجذران في بلدان أفريقيا والبحر الكاريبي والمحيط الهادئ فلا يوجد طعام مجاني في أي مكان وهناك الكثير من الضجة حول المساعدات الخارجية والحد من الفقر في أفريقيا ومع ذلك هناك الكثير من إفقار الأفارقة ويجب على الأفارقة أن يفهموا أن مصير أفريقيا يقع في أيدي الأفارقة فقط إن الأفارقة فهم الذين يستطيعون تطوير أفريقيا بشكل حقيقي وحقيقي وليس الأجانب وعلى الرغم من انتزاع الاستقلال السياسي من أسيادهم المستعمرين السابقين فإن الأنظمة الاقتصادية والسياسات السياسية في معظم البلدان الأفريقية المفتونة بالمساعدات الأجنبية لا تزال مقيدة بأوتار البنك الدولي والمنظمات الأوروبية والمتعددة الجنسيات القوية “.

” في كتابه “أفريقيا الناشئة” يوضح نائب محافظ البنك المركزي النيجيري السابق والطامح للرئاسة البروفيسور كينجسلي تشيدو موجالو ببراعة كيف تسببت المساعدات الأجنبية في تخلف أفريقيا ولماذا لا تشكل المساعدات الأجنبية الدواء الشافي للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي لا تعد ولا تحصى في أفريقيا وتساءل لماذا لم يستيقظ القادة الأفارقة على حقيقة أن ما يسمى بمليارات الدولارات التي تم منحها للعديد من البلدان الأفريقية من قبل ما يسمى بشركاء التنمية الغربيين “فشلت في تحقيق أي قفزات تنموية كبيرة في أفريقيا والعديد منها فالبلدان الأفريقية التي تعتمد على المساعدات وهي الدول التي أصبحت اليوم أكثر فقراً مما كانت عليه قبل نصف قرن من الزمن وهو يأسف لأن المساعدات الخارجية في أفريقيا مرتبطة بها بشروط كثيرة ولذلك فالكثير من المساعدات الخارجية هي عطاء باليد اليمنى واسترداد ما يفترض أنه تم تقديمه باليد اليسري “.

“إن رفض نيجيريا ودول أفريقيا والبحر الكاريبي والمحيط الهادئ الـ 34 الأخرى التوقيع على اتفاق ساموا من شأنه أن يعزز سيادتها الوطنية وهذا من شأنه أن يمحو الانطباع الخاطئ بأن دول أفريقيا والبحر الكاريبي والمحيط الهادئ أقل شأنا من الدول الأوروبية الأخرى وفي المقام الأول من الأهمية فسوف يكون رفض التوقيع بمثابة حصن ضد البلطجة والترهيب والإكراه الذي يمارسه الاتحاد الأوروبي فلسنوات عديدة كانت البلدان الأفريقية بما في ذلك نيجيريا ضحية للخداع المنظم والإكراه والتسلط والابتزاز والتلاعب وإساءة استخدام السلطة كذلك من قبل الأمم المتحدة ” .

” على سبيل المثال تحت ستار الترويج الصارخ لحقوق المرأة قامت بعض وكالات الأمم المتحدة مثل صندوق الأمم المتحدة للأنشطة السكانية باجتياح أفريقيا بأفكار متطرفة وغريبة تنتهك الخلفيات الثقافية والمعتقدات الفلسفية للشعب الأفريقي وربما يكون التدافع على أفريقيا الذي بدأ في ثمانينيات القرن التاسع عشر ومؤتمر برلين عام 1884 لتقسيم أفريقيا، قد جاء ثم ذهب لكن أشكال التدافع والتقسيم لا تزال مستمرة في أفريقيا اليوم كما أن استعباد الأفارقة لم ينته أيضًا فالأسياد الاستعماريين السابقين في أفريقيا لم يغادروا بعد فقد قاموا فقط بتغيير تكتيكاتهم و هدفهم هو نهب المواد الخام في أفريقيا وتدمير أو تقليل رأس المال البشري في أفريقيا ” .

“يمكننا أن نعيد النظر في تقرير كيسنجر لعام 1974 الذي يفسر لماذا تتخلف أمريكا وأوروبا عن أفريقيا ففي 10 ديسمبر 1974أصدر مجلس الأمن القومي الأمريكي وثيقة سرية للغاية بعنوان مذكرة دراسة الأمن القومي رقم 200 (NSSM-200) والتي تسمى أيضًا تقرير كيسنجر وكان عنوانه الفرعي “آثار النمو السكاني العالمي على أمن الولايات المتحدة والمصالح الخارجية” , وقد تم رفع السرية عن هذه الوثيقة التي كانت سرية حتى الآن في عام 1989وقد وضعت استراتيجية مفصلة تعمل الولايات المتحدة من خلالها بقوة على تعزيز السيطرة على السكان في الدول النامية لتنظيم (أو الوصول بشكل أفضل) إلى الموارد الطبيعية لهذه البلدان ومن أجل حماية المصالح التجارية للولايات المتحدة أشار NSSM-200 إلى عدد من العوامل التي يمكن أن تعرقل التدفق السلس للمواد من البلدان الأقل نموًا كما أشار إليها إلى الولايات المتحدة وشملت هذه العوامل وجود عدد كبير من الشباب المناهضين للإمبريالية والذين وفقًا لـ NSSM-200 يجب أن يكونوا مقيدين بالتحكم في عدد السكان وحددت هذه الوثيقة 13 دولة بالاسم ستكون أهدافًا رئيسية لجهود السيطرة على السكان التي تمولها الولايات المتحدة , والدول المذكورة هي : الهند وبنجلاديش وباكستان ونيجيريا والمكسيك وإندونيسيا والبرازيل والفلبين وتايلاند ومصر وتركيا وإثيوبيا وكولومبيا ووفقا لـ NSSM-200 يمكن أن تشمل عناصر تنفيذ برامج التحكم في السكان ما يلي:

(أ) تقنين الإجهاض (ب) تقديم حوافز مالية للبلدان من أجل زيادة معدلات الإجهاض والتعقيم واستخدام وسائل منع الحمل (ج) تلقين الأطفال(د) السيطرة الإلزامية على السكان والإكراه في أشكال أخرى مثل حجب المساعدات الغذائية والكوارث ما لم تنفذ البلدان النامية برامج السيطرة على السكان , كما أعلن NSSM-200 على وجه التحديد أن الولايات المتحدة ستقوم بالتستر على أنشطتها في مجال السيطرة على السكان وتجنب الاتهامات المحتملة بالإمبريالية من خلال تجنيد بعض وكالات الأمم المتحدة، مثل صندوق الأمم المتحدة للسكان، للقيام بعملها القذر. ينص القسم 30 (أ) من مذكرة NSSM-200 على ما يلي : “التركيز على الدول الرئيسية. … إن المساعدة في الاعتدال السكاني يجب أن تركز بشكل أساسي على الدول النامية الأكبر والأسرع نمواً حيث توجد مصلحة سياسية واستراتيجية خاصة للولايات المتحدة , كما شارت مذكرة NSSM-200 على وجه التحديد إلي أن الولايات المتحدة ستقوم بالتستر على أنشطتها في مجال السيطرة على السكان وتجنب الاتهامات المحتملة بالإمبريالية من خلال تجنيد بعض وكالات الأمم المتحدة مثل صندوق الأمم المتحدة للسكان للقيام بعملها القذر وينص القسم 30 (أ) من NSSM-200 على ما يلي: “التركيز على الدول الرئيسية. … إن المساعدة في الاعتدال السكاني يجب أن تركز بشكل أساسي على الدول النامية الأكبر والأسرع نمواً حيث توجد مصلحة سياسية واستراتيجية خاصة للولايات المتحدة” .

“منذ عام 1991 أنفقت الدول “المتقدمة” في العالم 4.91 مليار دولار في محاولة لخفض عدد سكان نيجيريا وفي عام 1991 أنفق مراقبو السكان حوالي 31 مليون دولار في نيجيريا لكن هذا المبلغ زاد بعامل يزيد عن 30 إلى أكثر من نصف مليار دولار سنويًا وذلك لأن نيجيريا أصبحت قوية للغاية ويجب أن تظل ضعيفة من خلال قمع سكانها وقال الدكتور آلان جوتماخر الذي بذل أكثر من أي شخص آخر في تاريخ العالم لنشر الإجهاض والسيطرة على السكان في كل مكان إذا كنت تريد الحد من عدد السكان فمن المهم للغاية ألا يفعل ذلك اليانكيون الملعونون ولكن من قبل الأمم المتحدة لأن الأمر و كان كذلك فسوف لا يعتبر إبادة جماعية وإذا ذهبت الولايات المتحدة إلى الرجل الأسود أو الرجل الأصفر وقلت لهم أن نبطئ معدل التكاثر فإننا نشتبه على الفور في أن لدينا دوافع خفية لإبقاء الرجل الأبيض مهيمناً في العالم إذا كان بوسعك إرسال قوة ملونة تابعة للأمم المتحدة فسوف فلديك نفوذ أفضل بكثير ” .

” من الواضح أن أجندة الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالمثليين في أفريقيا هي شكل آخر من أشكال السيطرة على السكان وتكمن المفارقة في حقيقة مفادها أن الغرب العازم على تقليص رأس المال البشري في أفريقيا يواجه الآن كارثة ديموغرافية خطيرة على سبيل المثال انتقلت أوروبا من ذروة طفرة المواليد إلى أعماق كساد المواليد أصبحت المملكة المتحدة مأهولة تدريجياً بالآسيويين والنيجيريين وغيرهم من المهاجرين وفي الواقع من المتوقع أن يتقلص عدد سكان المملكة المتحدة بشكل لارجعة فيه إلى ما دون مستوى الإحلال بحلول عام 2030وإذا كان عدد سكان هذه الدول الغربية يتضاءل على حسابهم , فلماذا ندعو إلى معاناة أفريقيا من نفس المصير؟ ولذلك يتعين على نيجيريا ومجموعة دول أفريقيا والكاريبي والمحيط الهادئ البالغ عددها 34 دولة أن تحافظ على عزمها على عدم التوقيع على الاتفاقية وينبغي لدول أفريقيا والبحر الكاريبي والمحيط الهادئ الأخرى التي وقعت على الاتفاقية في ساموا في 15 نوفمبر 2023 وأن تسحب توقيعاتها كذلك يتعين على بلدان أفريقيا والبحر الكاريبي والمحيط الهادئ أن ترفض تهديدات الاتحاد الأوروبي الرخيصة وأن تقف بحزم وبدلاً من الاستسلام للترهيب من جانب الاتحاد الأوروبي ويتعين عليهم أن يؤكدوا سيادتهم ويقطعوا علاقاتهم مع الاتحاد الأوروبي فلم يعودوا تحت وصاية أسيادهم الاستعماريين السابقين ” .

هذه هي أهم الفقرات في مقالة السيد SonnieEkwowusi وقد تناول فيها علاقة تهديد الإتحاد الأوروبي بقضية السيادة والديموجرافيا , في مواجهة الأسباب المُتداولة والمعلنة والتي يبرر بها الإتحاد الأوربي اتفاقيات – ما يزعم أنها –  إتفاقيات حقوق فئة المثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية وهذه الأسباب هي: حقوق الإنسان والمساواة والالتزام بالتعددية والشمولية مراعاة المجتمع المدني وحقوق الأقليات ومكافحة التمييزوالالتزام الدولي  .

لكن ينبغي القول أولاً وبصفة أساسية بأن الإتحاد الأوربي يعي ولكنه بالتأكيد يتعمد الإطاحة بـ وإنكار النصوص الدينية المقدسة لدي الشعوب خاصة المسلمين الذين يواجهون الإسلاموفوبيا في العالم وخاصة من الدول الأوروبية بدرجات مختلفة .

الإسلام ينكر وبصفة قطعية ومُطلقة دعم الإتحاد الأوربي للمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية كونه إنحطاط أخلاقي وتدني سلوكي بين وينكره المسلمين وفقاً للسلوك والفطرة الإنسانية القويمة التي يؤيدها ما ورد من نصوص مباشرة واضحة بالقرأن الكريم في مواضع متعددة كما سيلي بيانه ,  فقدإقتحم القرآن الكريم قضية الشذوذ الجنسي بجرأة ووضوح وبالتفصيل وبين خطرها علي الطبيعة الإنسانية السوية ومستقبل النوع البشري علي هذه الأرض وبين كيف أنها نوع من الفساد غير مسبوق يُعرض إستقرار وأمن وعمران الحياة الإنسانية لخطر ماحق وذلك علي الوجه الآتي :

فالآيات التي وردت في القرآن الكريم عن أول مجتمع للشواذ تأسس في سدوم وعمورية ودمره الله تعالي تدميراً كاسحاً وقد جرت أحداث مجتمع الشواذ الأول بين النبي لوط من جانب وقوم قريتي (بلدتي) سدوم وعمورية من جانب آخرالذين تفشي فيهم الشذوذ الجنسي لأول مرة علي الأرض وفي التاريخ الإنساني , وقد وردت قصة قوم النبي لوط وحواره مع أهل القريتان في القرآن الكريم في عدة آيات من سور القرآن الكريم عدة كما في سورة هود وسورة الحجر وسورة الشعراء والقصة القرآنية تفصيلية وواضحة في الإشارة إلي أن سبب العقاب الآلهي للقريتين الرئيسي والوحيد والمباشر هو أتيان فاحشة الشذوذ الجنسي كنص القرآن الكريم :

(أتأتون الذكران من العالمين  (165) وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون (166)  والآيات القرآنية التي سيُشار اليها صريحة واضحة وتروي القصة كاملة مُترابطة مُتضمنة تحذير الله تعالي لقوم لوط من الشذوذ بإعتباره فاحشة وأثم عظيم , والآيات القرانية التي أشارت وأوضحت بشكل جلي قصة النبي لوط مع أول مجتمع للشواذ المنحرفين عن جادة الطبيعة الإنسانية السوية في سدوم وعمورية كانت كالآتي :

(وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ ۗ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ) . [سورة الأنبياء آية /74]

(وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ* إِنَّكُم لَتَأتونَ الرِّجالَ شَهوَةً مِن دونِ النِّساءِ بَل أَنتُم قَومٌ مُسرِفونَ) . [سورة الأعراف آية 80/-81]

(( ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون ( 54 ) أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون ( 55 ) . [سورة النمل آية / 54-55]

(وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ* أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ…) . [سورة العنكبوت آية / 28-29]

(وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) . [سورة الأعراف آية / 82]

(قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ ) . [سورة الحجر آية / 70]

(أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ* وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ* قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ* قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ) . [سورة الشعراء آية / 165-168]

(فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) . [سورة العنكبوت آية 29]

(فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) . [سورة النمل آية / 56]

(فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ* إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ* يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا ۖ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ) . [سورة هود آية / 74-76]

(قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ* قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ* إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا ۙ إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ) . [سورة الحجرآية 57/-60]

(وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ ۖ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ* قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا ۚ قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا ۖ لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ* وَلَمَّا أَن جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ ۖ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) . [سورة العنكبوت آية / 31-33]

(قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ* قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ* لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ ﰠ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ* فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ* فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) . [سورة الذاريات آية 31-36]

(فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ* فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ* إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) . [سورة الحجر آية 73/-75]

(فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ) . [سورة هود آية / 82]

(لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ* مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ) . [سورة الذاريات آية / 33-34]

(إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) . [سورة العنكبوت آية / 34]

(كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ* إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ ۖ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ* نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا ۚ كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ). [سورة القمر، آية /33-35]

(رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ* فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ* ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ* وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ). [سورة الشعراء، آية /169-173]

بقدر هذا الوضوح وتلك الإستقامة في التناول القرآني الإسلامي لهذه القضية السلوكية بقدر القوة والإصرار الإسلامي في التصدي  للأوربيين وغيرهم في قضة لا يمكن للمسلمين إعتبارها خلافية ذلك أن الله تعالي أصدر حكماً إلهياً مُلزما بقوله تعالي في قرآنه :  ﴿ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ﴾ .[ سورة الشعراء: 166]

علي الجانب الآخر أي عند اليهود والمسيحيين نجد أن نصوص التوراة لا تقدم لنا تفاصيل دقيقة حول السبب الذي أدي إلى عقوبة الله لأهل سدوم وعمورية  , ومع ذلك يُظهر النص في سفر التكوين بأن الله تعالي أعلن عن الخطيئة وشدة الخطايا في هاتين المدينتين دون بيان واضح لنوع وطبيعة هذه الخطيئة :

ففي سفر التكوين 18:20-33 نقرأ :”وَقَالَ الرَّبُّ: «إِنَّ صَيْحَةَ سِدُّومَ وَعَمُورَةَ إِنَّهَا كَبِيرَةٌ، وَخَطِيئَتَهُمَا إِنَّهَا شَدِيدَةٌ جِدًّا أَنزِلُ الآنَ وَأُرَى أَكَانَتِ الصَّيْحَةُ الَّتِي جَاءَتْنِي عَنْهَا قَدْ عَمِلَتْ كُلَّهَا فَأَعْلَمَ .» وفي سفر التكوين 19:1-29:”وَجَاءَا الْمَلَائِكَةُ إِلَى سِدِّيمَ رَأَى لُوطُ وَهُوَ جَالِسٌ بِبَابِ سِدِّيمَ …. وَقَبَلَ بُطُولٌ عَظِيمٌ وَجَلَلَةٌ جِدًّا عَلَيْهِ وَقَالُوا: «اهْتَفَ أَنْتَ وَلَا تَرُفَّعْ صَوْتَكَ وَلَا تَكَلَّمْ بِلِسَانِكَ، لِئَلَّا لَا تَقَعَ فِي أَيْدِينَا، لِكَيْ لَا نُقْتَلَكَ.» وفي سفر التكوين 19:24-26:”فَأَسْقَطَ الرَّبُّ عَلَى سِدِّيمَ وَعَلَى عَمُورَةَ كِبْرِيتًا وَنَارًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَأَقَلَّبَ تِلْكَ الْمَدِنَ وَكُلَّ الْبَلَدَ وَجَمِيعَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَنَبَاتَ الْأَرْضِ وَنَظَرَتِ امْرَأَةُ لُوطَ خَلْفَهُ فَصَارَتْ نَمْرَةً .”

كذلك نجد أن الإنجيل كالتوراة لم يقدم تفاصيل محددة حول نوع وطبيعة الفساد والشرور التي انتشرت بين أهل سدوم وعمورية فنصوص الإنجيل القليلة في هذه القضية أشارت إلى أن فساد أهل سدوم وعمورية كان كبيرًا وأن هناك كانت شرور وصفها النص الإنجيلي بأنها متعددة وتسببت في قرار الله تعالي بتدمير تلك المدن , لكن لابد أن نعي ما قد  يترتب علي أنه في الإنجيل لا توجد قصة مفصلة حول لوط بنفس التفصيل الذي يظهر في سفر التكوين ومع ذلك ففي سفر التكوين لم يتضح نوع الخطيئة أو الشرور التي إقترفها أهل سدوم وعمورية , ومع ذلك يمكن العثور على إشارات بأن النبي  لوط في بعض النصوص على سبيل المثال في إنجيل لوقا 17:28-32، يذكر يسوع “يوم لوط” مقارنًا بالأيام الصعبة التي سيعيشها الناس , ففي إنجيل لوقا 17:28-29يشير يسوع إلى أيام لوط كمثال على الشرور التي كانت موجودة حيث يذكر أن الناس كانوا يأكلون ويشربون ويتزوجون ويبنون ولكنهم كانوا أيضًا يكفرون ويمارسون الشر , وفي الإنجيل (لوقا 17:28-32) نقرأ :”وَهُكَذَا كَانَتْ أَيَّامُ لُوطَ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ يَشْتَرُونَ وَيَبِيعُونَ يَغْرِسُونَ وَيَبْنُونَ وَفِي الْيَوْمِ الَّذِي خَرَجَ فِيهِ لُوطُ مِنْ سُدُومَ أُمْطِرَتِ النَّارُ وَالْكِبَرِيتُ مِنَ السَّمَاءِ فَهَلَكَ الْجَمِيع , وتستمر القصة في سفر التكوين 19:4-11حيث يطلب الرجال الأشرار من لوط تسليم الضيوف لهم ولكنه يرفض يقترح لوط على هؤلاء الرجال بناته العذراء بدلاً من الضيوف ولكنهم يرفضون ويهددون بأذى لوط , ويبدو أن التوبة والتغيير لم تكن موجودة بشكل كاف في أهل سدوم وعمورية وهذا يظهر في القصة حيث لم يكن هناك استجابة إيجابية للتحذيرات والموعظة  ومع أن قصة النبي لوط مع أهل سدوم وعمورية أتت في الإنجيل مُوجزة ولم تبين نوع الخطيئة التي إقترفها هؤلاء إلا أن هذه النصوص الإنجيلية حول القصة تُجمع على أن الله عاقب مجتمعي سدوم وعمورية معاً بسبب فسادهما وتكرار شرورهما لكن دون إيضاح لطبيعة ونوع ذلك الفساد وتلك الشرور إذ لم يرد نص إنجيلي يشير إلي ذلك الفساد وتلك الشرور صراحة ومباشرة .

ولإن فساد التصرفات أو النزوع السلوكي نابع من فساد النفس , لذلك تبني هؤلاء الفاسدون شأنهم في ذلك شأن فاسدي هذا الزمان إعتقاداً مفاده أن لا صلة بين الفساد والدين وفي صدارته الصلاة التي هي عماد الدين , لذلك سألوا النبي شعيب سؤالاً إستنكارياً هو : ” أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ” , وبذلك بات واضحاً للنبي شعيب إستحالة هداية هؤلاء الذين يجعلون الدين مُنفصلاً عن الدنيا , وكيف ذلك والدنيا دار إبتلاء وإختبار؟ ولم يكتف هؤلاء بالتصريح بفساد إعتقادهم بل زادوا بأن ألقوا علي النبي شعيب باللائمة كونه في نظرهم رجل حليم رشيد ولا علم له أو إعتقاد بأنه لا صلة بين الدين والصلاة لله تعالي والكفر به سبحانه وتعالي عما يصفون وممارستهم  لجرائم الغش والتدليس والخداع التجاري والإقتصادي , فالرشد في نظرهم أن تكون وتظل فاسداً , وإن كان هذا مفهومهم عن الرشد فما عسي الضلال أن يكون ؟ , لذلك كان من الطبيعي أن يكون رد النبي شعيب عليهم بلهجة مُفعمة بالإصرار واثقة من إستحالة هدايتهم أذ قال لهم : ” وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ ۖ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (سورة هود الآية 93) , والناس كما يُقال أعداء ما يجهلون , فهؤلاء جهلوا نعمة الإيمان وإحترام حقوق الإنسان أي إنسان وأصروا علي الغي والخداع , أصروا علي إشاعة الفساد في مجتمعهم ومجتمعات الآخرين فشبكات الفساد مُتصلة , فبمراجعة مؤشري الفساد والشفافية في العالم اللذين وضعتهما منظمات مُتخصصة يتأكد لنا أمر إتصال شبكات الفساد في عالمنا المُعاصر  .

والقرآن الكريم لم يمارس التمييز ولا إزدواجية المعايير في القضايا كلها ومنها الإخلاقية فقد نال أهل مدين عقاباً إلهياً ماحقاً كأهل سدوم وعمورية فحق عذاب الله تعالي لهم كنص القرآن الكريم قال تعالى : (فَأَخَذَتهُمُ الرَّجفَةُ فَأَصبَحوا في دارِهِم جاثِمينَ).[ 78 الأعراف] , أمل أهل سدوم وعمورية فقد كان عقابهما كما أشار القرآن الكريم هو : (إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) . [سورة العنكبوت آية / 34] , ومما يؤكد أن الأوربيون وأضرابهم في سعيهم لتحقيق حقوق الإنسان وعدم التمييز لمجتمع الشواذ المنحرف مجرد إدعاء وزعم مشين , أن الله تعالي قال في كتابه العزيز : ” وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ” البقرة الآية ١١” , وقال تعالي أيضاً : “وَيَسْعَوْنَ فِي الأرض فَسَاداً والله لاَ يُحِبُّ المفسدين” [المائدة الآية 64] , فهم يدعون الإصلاح من حيث يفسدون .

إن القوي الضابطة في مجتمعات العالم المسلم وغير المسلم متنوعة وبها قواسم مُشتركة كثيرة بين كل المُجتمعات وهذه الضوابط أو القوي الضابطة نالها ما نالها من فساد من قوي النفوس الفاجرة والآمرة بالسوء التي أشار إليها الله تعالي في كتابه الكريم , فبالنسبة للعالم المسلم يبدأ تكون القوي الضابطة -وهي مختلفة متنوعة – من البيت أي الأسرة والتعريف الشائع للأسرة هو أنها ” مجموعة إجتماعية تعيش في مكان إقامة مُشترك  فيه الزوجان معاً وتتميز بالإنجاب والتعاون الإقتصادي  فيما بينها , وهذه المجموعة والمجموعات الأخري التي علي غرارها هي التي تُشكل المجتمع , وللأسف فإن هذه المجموعة أو الخلية الإجتماعية منذ أن تأسس النظام الشيوعي بعد الثورة البلشفية في أكتوبر 2017 و بعد الثورة الصناعية التي نجم عنها في القرن التاسع عشر والعشرين ما يُسمي بالرأسمالية المتوحشة , هذه الخلية ظلت في مرمي ضربات عملت علي إضعافها وتفكك روابطها وهو بالضبط ما أشارت إليه الآية الكريمة : ” وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ” فالروابط العائلية وصلة الرحم تتمزق في الوقت الراهن لأسباب مختلفة لكن أهمها الرسائل الإعلامية الموجهة والجدل في ثوابت الدين التي يزعم البعض أنها ليست بمُستثناة من الثورة عليها , بالرغم من أنه أي حياة أو أي مجتمع مُستقر يجب أن تتوفر له قواعد (ثوابت) تظل راسخة ثابتة كي يستمر ويأمن شر التقلبات والهوي الذي يخامر هؤلاء ” الثوريون” الذين يريدونها فوضي كي لا يمكن محاسبتهم وتقييدهم بهذه الثوابت وهي في الحقيقة قيود العقد الإجتماعي التي لو إستبدلناه بثوابت الإسلام الإجتماعية ما وجدنا تباينا ولا إختلاف , وهؤلاء الثوريون يجدونها سهلة وبدون تثريب عليهم وهم يشاقون الله تعالي وسنة رسوله صل الله تعالي عليه وسلم , لكنهم يضعون ألسنتهم في أحذيتهم الرثة أمام الظالمين والطغاة لا يراجعونهم ولا ينتقدونهم وتباين الموقفين يؤكد أنهم لا يخافون الله تعالي بل يخافون عبيده من الطغاة وهذا يقيناً لا يدعو المرء لا لإحترامهم ولا حتي لإعتبارهم شيئاً , ولهذا قال الله تعالي أن يُشاقق الله تعالي ولرسوله الكريم مآله العقاب الشديد : “فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ “, وقادة هؤلاء “الثوريون ” أنفسهم هم ممن يؤسسون أو تؤسس لهم بعض المنظمات غير الحكومية التي أعتبرها في تقديري منظمات ضاغطة في  إتجاهات معينة أهمها إتجاه تغيير والعبث بالثوابت الدينية والإجتماعية وكلامي هنا لا يستثني دين فالأديان السماوية الثلاث بينها مُشتركات مؤسسة للمجتمعات الإنسانية المسئولة التي يمليها  من يمولها , ومن بين هذه المنظمات تلك التي تعتنق عقيدة أو ” Dogma ” النسوية أو ما يُسمي بالـ ” Feminism ” والتي ترمي إلي الدعوة إلي وترسيخ مبدأ المساواة المُطلقة فيما هي نسبية بين الجنسين وما يرتبط به من تداعيات علي مبادئ الدين الإسلامي وغيره , إذ أن مبدأ عدم المساواة بين الجنسين الذي تضمنته الأديان السماوية الثلاث هو – عند إستحضار آيات القرآن الكريم في شأن موقع الجنسين في المجتمع الإسلامي وعند الله تعالي يوم الحساب – سنجد أن عدم المساواة المُطلقة مبدأ إيجابي أو ما يمكن القول بأنه Le principe de l’inégalité positive ,  ففي القرآن الكريم  خاصة في سور كثيرة نجد ما يدحض دعاوي  من يعتنقون عقيدة النسوية تلك , وتؤكد هذه الآيات أن الدين الإسلامي بموجب الشريعة الإسلامية يعمل بمبدأ عدم المساواة الإيجابي  Le principe de l’inégalité positive , وهو بهذه الصفة يراعي الإختلافات البيولوجية والنفسية والعقلية بين النوعين , ومن بين هذه الآيات :-

– ” إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ” (سورة الأحزاب الآية 35) , وفي هذه الآية نجد الرجل والمرأة يمتلكان بالتعادل والمساواة نفس الصفات مؤمنين ومؤمنات وصادقين وصادقات وصابرين وصابرات ألخ بلا أدني تباين في هذه الصفات المُشتركة , وفي هذه الآية نجد المساواة المُطلقة بين الجنسين تكون في التكوين القيمي والروحي وليس المادي فهو أمر لا يمكن تحقيقه حتي بين أبناء الجنس الواحد .

وليس عصياً علي الفهم أن الإتحاد الأوروبي إنما يتحري في الأمد البعيد من تبنيه اتفاقية LGBT (للمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية وكذلك التويج لما يُسمي بالــنسوية أو ما يُسمي بالـ ” Feminism تدمير الأسرة وبالتالي المجتمع  , فإضعاف مؤسسة الأسرة ثم إبادتها يعني في النهاية إضعاف المجتمعات الأفريقية والعربية والكاريبية وغيرهم توطئة لعملية إعادة الإستعمار .

هذا هو حائط الصد لدي الدول العربية والإسلامية أما في أفريقيا جنوب الصحراء فهناك أيضاً مقاومة مصدرها العادات والتقاليد والفطرة السليمة لدي الأفارقة فمثلاً في أوغندا مثلاً نجد أنها واحدة من الدول التي تفرض عقوبات قانونية على النشاط الجنسي بين الشخصين من نفس الجنس وفي عام 2014وقع الرئيس الأوغندي على قانون يعاقب بشدة أفراد المثليين والذين يدعمون حقوقهم. وكان هذا القانون قد أثار انتقادات دولية واسعة لكن في أواخر 2014 ألغيت بعض أجزاء من هذا القانون من قبل المحكمة الدستورية الأوغندية بناءً على فشل الإجراءات القانونية ومع ذلك لا يزال هناك تحيز وتمييز تجاه المثليين في المجتمع الأوغندي , وفي غانا هناك مشروع قانون تعزيز الحقوق الجنسية الإنسانية السليمة ومشروع آخر بشأن قانون قيم الأسرة الغانية (مشروع قانون مكافحة LGBTQI +)  , ومع هذا قال الكاردينال بيتر كودو أبياه توركسون في 29 نوفمبر 2023 في مقابلة مع Hard Talk مع بي بي سي إن المثلية الجنسية ومجتمع المثليين بشكل عام لا ينبغي أن تكون جريمة جنائية ويجب مساعدة الناس على فهم القضية بشكل أفضل , وأوضح قائلاً :”كان موقفي ببساطة هو أنه لا يجوز تجريم المثليين والمثليين لأنهم لم يرتكبوا أي جريمة ولكن لا ينبغي أن يصبح هذا الموقف أيضًا شيئًا يتم فرضه على الثقافات التي ليست مستعدة بعد لقبول أشياء من هذا القبيل” , وأوضح : “لقد عرفت الثقافة الغانية أناسًا لديهم بعض هذه الميول وأنا أقول هذا لأن هناك تعبيرًا في اللغة الأكانية المحلية لغتي عن الرجال الذين يتصرفون مثل النساء والنساء اللاتي يتصرفن مثل الرجال هناك تعبير لهم، وهو ما يعني أن هذه الظاهرة قد عرفت وكانت معروفة في الثقافة وفي المجتمع ” وتابع الكاردينال الغاني: “لكن لم يقم أحد بوضع أي سياسة من ذلك الآن أعتقد أن السبب وراء كل ذلك هو محاولاتنا لربط بعض التبرعات والمنح الأجنبية بمواقف معينة والتي كان لا بد من فرضها باسم الحرية باسم احترام الحقوق وأشياء من هذا القبيل وأعتقد أن هذا هو ما أدى إلى وصول هذا الأمر إلى البرلمان” وفي إشارة إلى موقف البابا فرانسيس بشأن المثلية الجنسية قال الكاردينال توركسون: “قبل حوالي أسبوع أو نحو ذلك خرج بوثيقة صغيرة توضح بوضوح موقفه من كل هذه الأموروأنه يمكن مباركة الأشخاص المثليين ويمكن أن يكونوا كذلك بقبولهم في الكنيسة ويمكنهم حتى أن يصبحوا آباء الله للأطفال والأشخاص الذين يتم تعميدهم ولذا فقد أشار (البابا) نفسه جزئيًا إلى أشياء كانت تُترك  .

وموقف الكاردينال الغاني لا يبتعد عن موقف الفاتيكان ففي  2 نوفمبر 2023أجاب البابا فرانسيس على سؤالين حول سينودس السينودسية بما في ذلك موضوع المثلية الجنسية  وفي مقابلة مع التلفزيون الإيطالي الحكومي RAI وردا على سؤال حول مناقشة جمعية السينودس حول المثلية الجنسية قال البابا فرانسيس: “عندما أقول الجميع فهي الجميع الجميع ، [أنا أتحدث عن] الناس فالكنيسة تستقبل الناس الجميع ولا يسأل كيف حالك ومن ثم في الداخل ينمو الجميع ولكن من الانتماء المسيحي وتابع: “صحيح أنه من المألوف اليوم الحديث عن [المثلية الجنسية] فلكنيسة تستقبل الجميع , شيء آخر هو عندما تكون هناك منظمات ترغب في الدخول فإن المبدأ هو هذا: تستقبل الكنيسة كل من يمكن أن يعتمد مع أنه لا يمكن تعميد المنظمات إنما الناس يستطيعون .”

وفي وقت سابق في  18 أكتوبر 2023أُعلن أن البابا فرانسيس إلتقي في مقر إقامته بقيادة منظمة New Ways Ministry الأمريكية للمثليين والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية والتي أدانها سابقًا كل من مؤتمر الأساقفة الأمريكيين والمكتب العقائدي بالفاتيكان لتسببها في ارتباك حول الأخلاق الجنسية بين المؤمنين الكاثوليك مع ملاحظة أن منظمة الطرق الجديدة الأمريكية تلك تأسست في عام 1977 في أبرشية واشنطن على يد الأخت جراميك والأب روبرت نوجنت وكلاهما “ممنوعان بشكل دائم من أي عمل رعوي يشمل أشخاصًا مثليين” بعد التحقيق في عملهما وفقاً لحكم المكتب العقائدي للفاتيكان في إخطار عام 1999 لكن الموقع الإلكتروني لمنظمة الطرق الجديدة أشار إلي أن الأخت جراميك والأب نوجنت شرعا في إدارة ورش عمل في واشنطن العاصمة لـ “العاملين الرعويين الكاثوليك وغيرهم من المهتمين بقضايا المثليين والمثليات” لكنهما شاركا أيضًا في تأليف وتحرير الكتب معًا والتي أصبحت موضوع تحقيق الفاتيكان وجاء في الإخطار أن تحقيق الفاتيكان عام 1998 ركز بشكل كبير على كتابهم “بناء الجسور: واقع المثليين والمثليات والكنيسة الكاثوليكية”، والذي “لخص أنشطتهم وتفكيرهم” .

وجاء في إخطار  الكرسي الرسولي أنه خلص في النهاية إلى وجود “أوجه قصور خطيرة في كتاباتهم وأنشطتهم الرعوية والتي لا تتوافق مع كمال الأخلاق المسيحية” , وعموماً قالت منظمة الطرق الجديدة في بيان صدر في 17أكتوبر2023 إن الإجتماع مع البابا فرنسيس استمر 50 دقيقة وأن المنظمة شكرت الأب الأقدس على “انفتاحه على مباركة النقابات الجنسية فضلاً عن معارضته لتجريم الأشخاص من مجتمع LGBTQ+ في المجتمع المدني  .

وتأكيداً لعدم وضوح موقف الفاتيكان من قضية المثليين أُعلن في 29 أكتوبر 2023 أن سينودس الفاتيكان الذ شارك فيه 365 من الأساقفة و300 من المشاركين الآخرين أختتم أعماله الذي إستمر شهر بمدينة الفاتيكان دون مواقف واضحة تجاه الشمامسات والمثليات والترحيب بمجتمع المثليين .

في سياق متصل ففي 28 أكتوبر 2023 أصدر مجمع الأساقفة تقرير السينودسية الذي يقترح دورًا أكبر للعلمانيين في الكنيسة وتمت الموافقة على النص المرتقب فقرة تلو الأخرى في 28 أكتوبر بتصويت 344 مندوبًا في السينودس والذي ضم لأول مرة نساء وغيرهم من غير الأساقفة كأعضاء مصوتين .

الـــــتقدير :

قد تكون الحرب في غزة والمقاومة الباسلة المؤسسة علي قواعد إيمانية وسلوك فطري نقي وقويم  راسخ و ثابت في نفوس أهل غزة مما أشاع مناخ إيجابي لدي نفوس المواطنين الغربيين ودفعهم للبحث في مكونات هذا الإيمان الراسخ بالله العلي العظيم  , قد يكون هذا من بين أسباب مختلفة حفزت مسئولي الإتحاد الأوروبي مدفوعين بجهة ما مُحرضة من ورائهم لتصويب ذلك التهديد للدول الأفريقية والكاريبية من مغبة عدم التوقيع علي الإتفاقية المعيبة اتفاقية LGBT (للمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية)  .

من المتوقع أن تؤدي الحرب في غزة أي كانت نتائجها وذلك التهديد الأوروبي الأثيم إلي نتائج عكسية قد تتحول إلي خسائر أوروبية خاصة وأنه سبق حرب غزة تنامي مشاعر عدائية للاوروبيين وللأمريكان كانت تختمر منذ زمن بعيد أدت في النهاية لإنسحاب فرنسا عام 2023 من معظم منطقة الساحل الأفريقي .

هناك مخطط مبيت لدي الأوروبيين وغيرهم لإعادة إستعمار أفريقيا والكاريبي بسياسات ثقافية وأخلاقية وغير عسكرية.

الـــــــســـــفــــــيـــــر : بـــــــلال الــــمــــصــــري –

حصريا المركز الديمقراطي العربي – الــقـــاهــــرة في 17 ديسمــــبـــر 2023

5/5 - (1 صوت واحد)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى