الدراسات البحثيةالمتخصصة

سباق التسلح وتأثيره على التوازنات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط دراسة حالة ( إيران_ إسرائيل) ٢٠١٥ – ٢٠٢٢م

اعداد : آية محمود سالم روق   – إشـــــــــــــراف :  أ.د. أحمد خضر – أستاذ علم الاجتماع السياسى – جامعة الأزهر – مصر  – د. لبنى غريب مكروم  – أستاذ العلوم السياسية – كلية السياسة والاقتصاد – جامعة السويس – مصر 

  • المركز الديمقراطي العربي

 

ملخص الدراسة:  

جاءت دراسة أثر سباق التسلح على توازن القوى في منطقة الشرق الأوسط بعد التوصل إلى اتفاق نووي مع الولايات المتحدة الأمريكية والتى تعد خطوة كبيرة في البرنامج النووي الإيراني، والذى جعل إسرائيل تسعى لزياده قوتها العسكرية تخوفا من تلك الخطوة وأيضاً كان لثورات الربيع العربي كان لها هى الأخرى تأثير كبير على أمن واستقرار المنطقة العربية، كما أن للوجود الإسرائيلي في المنطقة منذ عام ١٩٤٨م أثر أيضاً في زعزعة الاستقرار المنطقة، وكذلك اندلاع ثورة الخميني عام ١٩٧٩م ، ووجود الكثير من التحديات في المنطقة مثل أزمة اليمن والازمة السورية والتدخلات الخارجية أدت إلى الكثير من الصراعات في المنطقة، وسعى إيران لامتلاكها اسلحه نوويه يؤثر بشكل كبير على التوازنات الإقليمية.

Abstract

A new study has releaved that the armaments race has an effect on the balance of forcese in the region of Mediterraneon. Immediately after the nuclear agreement between both of Iran and the the United States of America, which is considered a big step in the iranian nuclear program, Israel intends to increase it’s military force being worried of that step of Iran.

Arab spring revolutions also had a great effect on the security and stability of the arab region.

On the other hand, the existence of Isarel in the Arab region since 1948 has affected the stability of this region. In addition, the revolution of “khamini” that took place in 1979, the various challenges in the area such as the crisis of Yemen and Syria and the foreign interference, all of that has also led to a lot of disputes and conflicts in the arab region. To conclude, the attempt of Iran to have such nuclear weapons affects greatly the regional balances.

المقدمة

لقد أدرك الباحثون والمتخصصون في دراسة العلاقات الدولية أهمية أن يكون هناك توازن في العلاقات الدولية؛ وأوضحوا ذلك في نظرياتهم، وقد أدركت إيران أهمية سباق التسلح؛ لذلك سعت إيران إلى امتلاكها لأسلحة نووية، وكذلك تطوير قدراتها الغير تقليدية وأسلحتها والتي تتيح لها تحقيق التوازن في المنطقة، فهى ترى أن أمريكا وإسرائيل وبعض الدول الأوروبية تشكل قوة إقليمية ودولية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط.

لذلك تسعى إيران  إلى امتلاك سلاح نووي يشكل تمكين لمصالحها وتوسيع نفوذها وبالتالي يحقق الرخاء لشعبها والتقدم، والحفاظ على أمنها القومي وخاصة بعد قيام دول الخليج العربي بالحصول على قوات وأسلحة، خاصة السعودية التي تسعى لعقد اتفاقيات مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا وذلك لمحاولة الحصول على سلاح نووي وذلك لإعادة التوازن في الشرق الأوسط باعتبار أن السعودية هي العدو التاريخي لإيران، مما أحدث توتر في المنطقة وذلك عقب تسريب بعض الأخبار عن السلاح النووي الإيراني عام ٢٠٠٢م من منظمة مجاهدي الشرق الإيرانية الأمر الذي أدى إلى حدوث مأزق في التوازن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط.

كما أن إسرائيل هي العدو التقليدي للدول العربية جميعاً ولكن القوة بين الاثنين ليست متساوية بل تتفوق إسرائيل على الدول العربية في امتلاكها للأسلحة النووية والتي قد تستخدمها في أي وقت ضد الدول العربية والتي تسعى من خلالها إسرائيل لأن تكون قوة إقليمية كبيرة تتحكم في مسار الأحداث التي تقع في الشرق الأوسط.

هذا المفهوم التي روجت له إسرائيل حتى تستطيع القضاء على فكرة الأمة العربية وإحلال مفهوم الشرق الأوسط الذى يضم الدول العربية وإسرائيل وإيران وتركيا تلك الدول التي تلعب دور رئيسي في مجرى الأحداث في تلك المنطقة، لذلك جاءت العديد من التقارير الأمريكية حول الأسلحة التي تمتلكها إسرائيل وكذلك حول امتلاكها سلاح نووي وتأثير هذا السلاح على أمن المنطقة العربية، لذلك تسعى هذه الدراسة لسير أغوار واقع ومستقبل توازن القوى في المنطقة العربية.[1]

المشكلة البحثية وتساؤلات الدراسة:

تكمن مشكلة هذه الدراسة في تناولها لسباق التسلح الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط و ما هو تأثيره علي نظام القوة في المنطقة  هل استطاع تحقيق توازن بين القوي المتصارعة ام ادي إلي اختلال موازين القوى ، فاختلال ميزان القوة في المنطقة  وانحيازه ، لصالح  دولة واحدة دون وجود منافس لها  سيجعلها تتمتع بقوة فائقة عما هو متاح للدول الأخرى.

مما سيغريها فائض هذه القوة بالسيطرة على الجيران، حيث  أن اختلال ميزان القوة يعتبر من أهم مصادر تهديد استقلال الدولة وقدرتها على تطبيق السياسات التي تختارها لنفسها، فعندما يختل ميزان القوة تجد الدولة نفسها مجبرة على الخضوع لرغبات القوة المهيمنة.

أما علي العكس تماما ، فعندما تتوازن القوة  يشعر عدد أكبر من الدول بالأمن، ويتمتع عدد كبير من الدول بقدر أكبر من حرية الحركة، وبالاستقلال وممارسة السيادة.

وفي ضوء ذلك نجد أن هناك سؤال رئيسي يطرح نفسه وهو:

إلي أي مدي أثر سباق التسلح بين إيران وإسرائيل علي توازن القوى في منطقة الشرق الأوسط؟

يتفرع عن ذلك التساؤل المحوري عدد من الأسئلة الفرعية، وأهم هذه الأسئلة ما يلي:

  1. ما هي العوامل المؤثرة على التوازن الإقليمي للقوى في  منطقة الشرق الأوسط؟
  2. كيف أثرت التحولات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط بعد عام ٢٠١١ على التوازنات الإقليمية ؟
  3. ماهي منطلقات الفكر الاستراتيجي العسكري الإيرانى والإسرائيلي؟
  4. ما هو الفارق الفعلى بين القوى العسكرية الإيرانية والإسرائيلية ؟

٥-  المكانة الإقليمية لإيران وإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط.

٦- ما هى السيناريوهات المحتملة للتوازن الإقليمي في الشرق الأوسط

فرضيات الدراسة :

١. هناك علاقة طردية بين تحقيق التوازن العسكري والاستقرار السياسي في الشرق الأوسط.

حدود الدراسة:

الحدود المكانية:

سيتم التركيز علي دول منطقة الشرق الأوسط بشكل عام  والتي يتم الإشارة إليها (من جنوب غرب آسيا لشمال إفريقيا ) و التركيز بشكل خاص علي دولتي ( إيران ، إسرائيل ).

الحدود الزمانية:

تتناول هذه الدراسة الفترة ما بين ٢٠١٥ حتى ٢٠٢٢ م وذلك بسبب توصل إيران  لاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية نحو برنامجها النووي ، الأمر الذي دفع دول المنطقة للإعراب عن قلقهم بشأن هذ الاتفاق  والاسراع  في امتلاك أسلحة نوعية مختلفة وتطوير منظومة اسلحتها لاسيما في الدول غير المستقرة والتي تشهد صراعات مسلحة واقتتال.

أهمية الدراسة:

تأتي أهمية الدراسة لتركز علي التحولات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط من تغيير في موازين القوى الفاعلة ولأدوارها بسبب زيادة تركيز التسليح العسكري ومما يضفي أهمية بالغة علي الدراسة تركيزها علي  منطقة الشرق الأوسط والتي تعكس أهمية قصوى لمصالح أساسية لقوي عالمية ، لذلك فإن أنظار المجتمع الدولي تتركز علي  أي تغيير لخريطة  موازين القوي في المنطقة لأنه سيشكل بالتبعية  تهديد لمصالح  القوي الكبرى وعلاقاتها مع الدول المهيمنة والتابعة في منطقة الشرق الأوسط.

كما تكمن أهمية هذه الدراسة في إفادة صانع القرار السياسي في معرفة أوجه الاختلالات التي قد يحدثها سباق التسلح في توازن القوى في الشرق الأوسط، وأيضاً إفادة الدراسيين في مجال العلوم السياسية في إثراء أبحاثهم.

أهداف الدراسة:

ويتضح من خلال هذه الدراسة عدة من الاهداف والتي أهمها:

١. الوقوف علي أهم الدوافع التي تجعل الدولة تتجه إلي زيادة تسليحها العسكري .

٢.  التعرف علي أبرز القوي الإقليمية  الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط  ودورها في خلق  التوازن الاستراتيجي

٣. تحليل الأخطار الذي  يمثلها زيادة التسليح للدول الاقليمية في منطقة الشرق الأوسط من تهديد لاستقرار الدول الأخرى في المنطقة .

الدراسات السابقة

يمكن تقسيم الدراسات السابقة إلى اتجاهين أساسين وعرضهم فيما يلي:

الاتجاه الأول/ الدراسات التي تناولت سباق التسلح في الشرق الأوسط

١/« حسين جعفر أغا، بعض مشكلات الحد من التسلح في الشرق الأوسط: تحليل إقليم»[2]

وقد تناولت تلك الدراسة الفارق الأساسى بين الحد من التسلح بين القوى العظمى والحد من التسلح في الشرق الأوسط بشكل خاص وذلك لأن الحد من التسلح بين القوى العظمى يكون بين قطبين أم الحد من التسلح في الشرق يكون تنفيذه بين قوة واقطاب متعددة،.

كما أنها توضح أن هناك اختلاف في ميزان القوى العسكرية في منطقة الشرق الأوسط على عكس الدول العظمى فقط عقدت الدول العظمى اتفاق في الستينيات للحد من التسلح وكان ذلك متوازيا نوعا ما على عكس ما يحدث الآن في الشرق الأوسط.

فالحد من التسلح بين القوى العظمى كان ممكن لأنه يقوم بين اقوى قوتين في العالم وهما الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية وأن لكل منهم أيديولوجية شاملة يحاول الترويج لها وكما أنه تم التوصل إلى اتفاقيات بشأن التسلح في الشرق الأوسط، أم التسلح في الشرق الأوسط يقوم بين ايدولوجيات مختلفة ولا ينتموا إلى كتل متوازية، وأن منطقة الشرق الأوسط ليست في حالة تعاون لتواصل الى حل للحد من هذا التسلح.

كذلك تختلف اختلافا كليا عن مناخ القوى العظمى والتى لايوجد بينهم اى خلاف مركزى على الأراضي بل هو خلاف في فرض الزعامة والسيطرة العالمية ولكن دول الشرق الأوسط التى تسعى كل دولة لخلق مناخ ملائم لها هى فقط.

٢/« د. وءام السيد عثمان، اثر متغيرات النظام الدولى على الأمن الإقليمي العربي (دراسة تأصيلية لدور نظرية الايكولوجية السياسية) »[3]

وقد تناولت تلك الدراسة علم الايكولوجية والذى يعنى أنه علم البيئة او الأحياء البيئي، وهو أحد فروع علم الاحياء وأيضا توجد الايكولوجية السياسية والتى تعنى دراسة المشاكل السياسية كتفاعل ظاهرتى للعمليات البيو طبيعية، كما أنها تناولت الايكولوجية الديمقراطية والتى رأت فيها أن التدهور الاقتصادي ورغبة بعض الدول في أحداث تنمية اقتصادية أدى إلى إصلاح تغييرات هيكلية وأن هناك تأثير على النظام العالمي وكذلك على الأمن الإقليمي العربي.

وان هناك تغييرات على المستوى العالمي مثل إعادة هيكلة وسباق التسلح والتى لها تأثير على على امن الدول الإقليمية العربية، وذلك حسب استجابة كل دولة لتلك التغيرات وكذلك هناك تغييرات معاصرة في النظام العالمي مثل انهيار الاتحاد السوفيتي ويوجد متغيرات اقتصادية والتى لها دور على الأنظمة الاقتصادية العربية والذى جعل البلاد العربية تنقل الى نظام اقتصاديات السوق، ظهور تكتلات اقتصادية كبيرة دولية والتى لها تأثير كبير على سباق التسلح وظهور متغير العولمة والذى تؤثر في في البلاد العربية بشكل كبير اليوم.

٣/« ياسر جعفر حيدر، واقع ومستقبل توازن القوى في منطقة الخليج العربي في ضوء منظومة الأسلحة التقليدية والنووية»[4]

وقد تناولت تلك الدراسة توضيح مفهوم توازن القوى وأثر التسلح بالأسلحة النووية على أمن المنطقة العربية والتى تعد بمثابة إحدى الحلول المعضلة ممارسة القوة في العلاقات الدولية، ووضحت تلك الدراسة التاريخى لتوازن القوى في منطقة الشرق الأوسط، وإنه لابد على الدول العربية امتلاك سلاح نووي وذلك لحماية أمنها القومي ووجود توازن القوى مع إيران.

وإن التوازن الإقليمى للقوى هى فكره تاريخية ليست حديثه، ولان لمنطقة الخليج العربي كان لابد فيها من توازن الأسلحة النووية أو التسلح سوء كان ذلك بالأسلحة التقليدية أو القوة الناعمة، وذلك الحديث عن القوة التى تملكها الدول العربية لابد من مقارنتها بالقوة الإيرانية التى أصبحت تشكل تهديدا كبير لتلك الدول وأن هناك مجموعة من المعالم برزت في الإستراتيجية الإيرانية والتى تتحمل فيها بناء احتياطي قوة كبير وضم عدد كبير من شباب متطوعين ( الياسيج) وذلك لتنفيذ مهام عظمية.

وذلك لأن إيران تنفق مبالغ ضخمة على قوتها العسكرية وكذلك القوة البحرية والجوية لديها، وإلى ذلك امتلاكها سلاح نووي دون الدول العربية التى ليست لديها دعم معنوي لامتلاك هذا السلاح لحدوث توازن في القوى الإقليمية، وذلك الدول العربية تمتع بأهمية كبيرة في مجال الاستثمارات الأجنبية وذلك لوجود العديد من رؤوس الأموال، ورغم ذلك ورغم حجم الإنفاق الإيراني أكبر بكثير من حجم الإنفاق العربى، إلا أن دول الخليج العربي تتفوق على إيران في حجم نقلات الجنود بينما تتفوق إيران في حجم مدفعيتها بأربع أضعاف مدفعية الخليج العربي.

وهذه الدراسة توضح أثر سباق التسلح على منطقة الشرق الأوسط يؤثر بالسلب على المنطقة  والتوازن الإقليمية.

٤/Barzager, (2012) , the Arab Spring and the balance of power in the middle East[5]

وقد هدفت تلك الدراسة إلى الوقوف على التأثيرات التي أحدثتها ثورات الربيع العربي في المنطقة العربية على التوازنات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، وذلك من خلال النظر ومعرفة هذه الثورات باعتبارها مؤثر قد أسهم في تحديد التوازنات الإقليمية في الشرق الأوسط وذلك على مستوى اللاعبين الدوليين من الدول ، لذلك كان من الأسهل الجمع بين أدوار الدول مع الديناميكية السياسية الداخلية، وهذا لجعلها أكثر تعقيداً.

ولقد جاءت تلك التوازنات لتجعل الأنظمة العربية نخضع وتولى اهتمام بالقضايا الاجتماعية والسياسية الداخلية للدول في البلاد العربية وذلك في مجال الديمقراطية، ومحاولة القضاء على الفساد والاستبداد، وتولية اهتمام بالطبقة الوسطى وحقوق الإنسان وترى أن هذه القضايا اليوم أصبحت من أولى إهتمام الدول التى حدث فيها تطويرات.

٥/ دراسة  Friedman (2015) the mid-eastern balance of power matures.[6]

وقد هدفت تلك الدراسة إلى معرفة وتوضيح تلك الأحداث والمشكلات التى تحدث فى المنطقة العربية والشرق الأوسط والتى تؤثر على التوازنات الإقليمية فيها ومن أبرز تلك الأحداث هى تلك الاستراتيجية التى تتبناها الولايات المتحدة الأمريكية وذلك لأنها تعد القوة والمحرك الرئيسى للأحداث في الشرق الأوسط ولأنها تلعب الدور الرئيسي في الصراعات للمنطقة.

كما أشارت الدراسة أيضا إلى قيام الدول العربية وتركيا وإيران وإسرائيل وبعض دول الشرق الأوسط إلى شراء أسلحة متطورة وحديثة ومنها من استطاع الحصول على سلاح نووي، وبشكل خاص السعوديه التى تمكنت من الحصول على أسلحة متطورة حديثه وزودات من قدرتها العسكرية.

وقد اوضحت تلك الدراسة إلى أن التدخلات الأمريكية هى الأكثر تعقيداً في الشرق الأوسط وفي المنطقة بشكل كامل في تحاول الحفاظ على على التوازنات الإقليمية الإقليمية والدولية في المنطقة، فالولايات المتحدة الأمريكية تقدم معلومات استخبارية لسعودية بخصوص اليمن وحلفائها الإيرانيين، كما أنها تسعى لمحاولة فرض عقوبات على إيران لتقليل من استخدامها وإنتاجها لسلاح النووي وبذلك تحاول أن يكون هناك توازن للقوى في الشرق الأوسط، على الرغم من محاولة معظم دول الخليج العربي التسلح وأن يكون هناك نووى ليحدث نوع من الاستقرار في المنطقة.

 

الاتجاه الثاني/ اتجاه: الدراسات التي تناولت سباق التسلح في إيران وإسرائيل.

١/«محمد عربى لادمى، التنافس التركي_ الإيراني على مناطق النفوذ في الشرق الأوسط منذ عام ١٩٩٦-٢٠١٤م »[7]

تناولت تلك الدراسة تعريف السياسة الخارجية للدول والتى يعرفها عند تشارلز هيرمان بأنها تلك السلوكيات الرسمية المميزة التى يتخذها صانعو القرار السياسي، وكذلك هناك اتجاه يعرفها بأنها مجموعة من البرامج، وأن السياسة الخارجية مجموعة خصائص والتى منها أنها ذات طابع رسمى فهى تتم بين مجموعة من الدول ومعاملاتها تكون رسمية.

وكذلك تكون ذات طابع خارجى فهى تتم بين وحدات خارجية وتتم على المستوى الخارجي لدول، كما أنها ذات طابع إختيارى بمعنى أنه لاتوجد دولة تجبر على الدخول في علاقات دون أردتها وكذلك تختار بين عدة بدائل، وكذلك السياسة الخارجية ذات طبيعة حقيقة.

وقد تناولت تلك الدراسة الدور الإقليمي والذي هو من المفاهيم الرئيسيه في العلاقات الدولية وهو تصور صانع القرار السياسي للمجالات التي تتمتع بها دولته والوظيفة التي يمكن أن تقوم بها الوحدة السياسية ولدور الإقليمي عدة أنماط والتى تتمثل في الزعيم الإقليمي، وحامى الإقليمية، والنشيط المستقل، والوكيل المضاد للامبرالية، ووكيل مكافحة الإرهاب، ثم انتقل بعد ذلك لنفوذ السياسي وهو تأثير الدول في النسق الدولي وقدرتها على تغيير سلوك الدول الأخرى .

وأوضح أن هناك وسائل للنفوذ والتى منها الاقناع، وجماعات الضغط والمصالح والتى قد تكون سبب في حدوث سباق تسلح في الشرق الأوسط، والشركات متعددة الجنسيات تلك الشركات الاقتصادية الرأسمالية، والمساعدات الإنسانية والقروض المالية التى لها مساعدات مالية وهى الولايات المتحدة الأمريكية، ثم تحدث عن القوة الإقليمية وهى السيطرة على الآخرين أو وسيلة لتحقيق السيطرة، وكما عرفها ماكس فيبر والتى هى القدرة التى يمتلكها الفرد في ضوء العلاقات الاجتماعيه.

2/آدم سى سيتز، أسلحة الدمار الشامل الإيرانية، السياق الاستراتيجي الأوسع.[8]

وقد تناولت تلك الدراسة قوات إيران التقليدية وغير المتكافئة تلك القوى التى كانت أضعف بكثير مما هى عليه الآن أيام الشاه والملكية والحرب الإيرانية العراقية فهى تعمل ببطء على تحسين قوتها التقليدية كما أنها تسعى لتحديث أسطولها البحرى ودفاعاتها الجوية.

والآن هى القوة الإقليمية العسكرية الوحيدة التى تشكل تهديداً كبيرة على للمملكه العربيه السعوديه والتى تعد العدو التقليدي لها وكذلك تشكل هذا التهديد على الخليج العربي، فى هذه الدراسة فارق كبير بين أنفاق إيران والبلاد العربية، حيث أن إتفاق الدول العربية يفوق إيران ولكن إيران تتفوق في امتلاكها للسلاح النووي وهناك عدة خيارات لإيران للحرب الغير متكافئة وهذه الاتجاهات تقوم على استخدامات استراتيجيات الحرب، وهذا تستخدمها إيران كوسيلة للردع في تعاملها مع جيرانها مثل نهاية الحرب الإيرانية العراقية.

وقد وجدت إيران أن تلك الاستراتيجيات غير متكافئة لأن إيران تملك أسلحة نووية وبيولوجية وهى التى تعمل على توازن القوى الإقليمية في الشرق الأوسط، وهذا سيؤدي إلى توسيع نفوذها على حساب جيرانها، وهناك أيضاً العديد من الأسلحة التى تدعى أسلحة دمار شامل وكذلك لديها قوى تقليدية.

ولكن قد تغيرات العقيدة العسكرية الإيرانية بشكل جذرى بعد أن دخلت اتفاقية وقف إطلاق النار والتى ترعاها الأمم المتحدة وذلك لوقف النار وانتهاء الحرب بين إيران والعراق، وكذلك تم ادخل السلاح النووي الإيراني ضمن تكتيكات واستراتيجيات إيران وقوتها الغير متكافئة مع القوى والدول المحيطة لها، وخاصه السعوديه الدولة التى تعدها إيران عدو تاريخى وتقليدى لها.

٣/« د. منير موسى، موقف إيران كقوة تعديلية في ميزان القوى الجديد في الشرق الأوسط.»[9]

وقد أوضح الباحث في تلك الدراسة مكانه إيران كقوة تعديلية إقليمية في الشرق الأوسط، كما أنها تتمتع بالعديد من الإمكانيات التى تتيح لها مكانة إقليمية مؤثره حيث موقع إيران المتميز بين الشرق والغرب وامتلاكها ٥٠٪ من بترول العالم وهذا ماجعلها محط أنظار الدول الكبرى الأخرى.

وقد أدى وجود العديد من المشكلات الاقتصادية وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط إلى محاولة ظهور إيران قوة إقليمية مسيطرة، وأيضا وجود العديد من التكتلات الاقتصادية سوء كانت الإقليمية، ووجود تحالفات مثل مجلس التعاون الخليجي والمغرب العربي، جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى ظهور العديد من المشاريع في منطقة الشرق الأوسط مثل المشروع التركي، المشروع الإيراني، المشروع الإسرائيلي، المشروع الأمريكي والمشروع الروسي.

وذلك بسبب عدم وجود استراتيجية ورؤى موحده لدول العربية وهذا اضعف الجانب العربى، وقد اوضح الباحث فرص ظهور إيران كقوة تعديلية في الشرق الأوسط من خلال: تراجع إيران لصالح القوى العظمى؛ وهذا بسبب الازمة التى تعانى منها إيران، وأن خروج إيران من تلك الأزمة يحتاج إلى الانتعاش الاقتصادي، وذلك من خلال المثلث الاقتصادي المتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي واليابان، أو من خلال روسيا والصين والهند، وخاصة مع محاولة تركيا الظهور كقوة تعديلية أخرى في منطقة الشرق الأوسط.

٤/« د/ طايل يوسف عبدالله، الاستراتيجية الإقليمية لكل من تركيا وإيران في الشرق الأوسط»

وقد تناولت تلك الدراسة معرفة الاستراتيجية الإقليمية لكل من تركيا وإيران وكيفية فهم تلك الاستراتيجية والعوامل التي أثرت في تشكيل هذه الاستراتيجية، والخصائص والاهداف التى تسعى كل منهم لتحقيقها في الشرق الأوسط، وتوضح تلك الدراسة التداعيات والأزمات المتعاقبة التى مرت بها منطقة الشرق الأوسط وتلك السياسة التى تتبعها إيران للحصول على اعتراف دولي بأنها قوة إقليمية مسيطرة في الشرق الأوسط وأنها تمتلك المقومات التى تؤهلها لهذا الدور، وذلك لأنها تمتلك مصالح من الخليج العربي حتى اليمن وفلسطين وبلاد الشام.

أم اهداف تركيا فتتمثل في فرض سيطرتها ووجودها في منطقة الشرق الأوسط وذلك من خلال وجودها في ثلاث دوائر رئيسية إقليمية ولكنها ترى أن الشرق الأوسط هو بداية هدفها وتحقيق مصالحها وتواجد فيه المصالح الاقتصادية والبترولية لها.

وكذلك توجد في البيئة الإقليمية لشرق الأوسط فيها مشاريع اقتصادية وسياسية كبيرة وذلك لاضعاف الأنظمة السياسية العربية وتلك المشاريع متصارعة وكذلك غياب الاستراتيجيات العربية الموحدة لاقامة نظام عربى قوى، فالعالم العربى تسوده ظاهرة الدوائر المتقاطعة، وعدم استقرار الأنظمة العربية   والمشكلات الاقتصادية التي تتعرض لها المنطقة العربية.

كما أن هناك عوامل محلية تؤثر على الاستراتيجية الإيرانية والتركية والتى تتمثل في الرؤية الشاملة للمصالحة الوطنية، فتركيا تمتلك رؤية شاملة حول المجال التى تريد أن تتحرك فيه، وأن هناك عوامل إقليمية تتمثل في الضعف العربى الداخلى وكما أن هناك جهود إسرائيلية في أحداث فرقه عربية، وقد حاولت تلك الدراسة توضيح هذه الأسباب والعوامل.

٥/ Harish good man, Israel’s strategic realty, the empct of the arms force.

وقد تناولت تلك الدراسة ما يجب على المخططين العسكريين الإسرائيليين من الاستعداد لصراع محتمل في بيئة إستراتيجية تزداد عدائية للتعامل مع أسوأ السيناريوهات الممتدة على أفق تخطيط مدته 10 سنوات ، يجب على تخطيط إسرائيل أن يأخذ في الحسبان تدفق وتدفق التحالفات العربية. لذلك ، لا يجب على إسرائيل أن تستعد فقط ضد الأعداء التقليديين ، بل يجب أن تفترض أيضًا أن الأسلحة التي تباع الآن للمعتدلين العرب الموالين للغرب ستستخدم ضد دولة يهودية في حال نشوب حرب عربية إسرائيلية. أصبح التخطيط أكثر تعقيدًا نظرًا للقيود الجغرافية لإسراكل ، حيث تم ضغط معظم سكانها وبنيتها التحتية بالريال في منطقة أركا بحجم المناطق الحضرية تقريبً، كما تشير مقارنات النمو السكاني والناتج القومي الإجمالي والقوات المسلحة إلى اتساع الفجوة الإحصائية بين إسرائيل ودول المواجهة العربية. علاوة على ذلك ، فإن التخفيضات الكبيرة في الميزانية ، وتصاعد تكاليف المشتريات ، وانخفاض قيمة المساعدات الأمريكية أجبرت “إسرائيل على تقليص الإنفاق في مجالات حاسمة مثل التطوير والتدريب ومستويات القوات العسكرية النظامية. في صيانة النسبة النوعية التي يعتبرها مخططوها ضرورية لشن الحرب بتكلفة مقبولة.

تعقيب على الدراسات السابقة:

قد تناولت كل تلك الدراسات سوء كان اتجاه الشرق الأوسط أو الاتجاه الإيراني والإسرائيلي الفارق بين الحد من التسلح بين القوة الإقليمية والتسلح بشكل عام بين القوى العظمى كا الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين والتنافس بينهم، كما أنها حاولت توضيح التسلح بالأسلحة النووية والتسلح بالأسلحة التقليدية، وكذلك توضيح هل هناك تأثير لزيادة الإنفاق العسكري أم لأ؟ كما أن هناك بعض الدول العربية التى تسعى لامتلاك سلاح نووي لكى تستطيع المحافظة على توازن القوى في المنطقة وخاصة بعد ثورات الربيع العربي التى كان لها تأثير كبير عليه.

الإطار النظري والمفاهيمي للدراسة:

وقد تم تناول النظرية الواقعية في الدراسة والتى يعتبر فيها توازن القوى من الركائز الأساسية، ثم جاء بعد ذلك الواقعية الجديدة وقد تم تصنيف الواقعية الجديدة إلى واقعية دفاعية، واقعية هجومية.

كما أنه من المفاهيم التى ركزت عليها الدراسة مفهوم التوازن الإقليمى وتوزان القوى، سباق التسلح والذى يعد قيام ومحاولة كل طرف بتذويد مجاله العسكري ، كما تم توضيح المراحل التاريخية لهذا السباق في الشرق الأوسط.

وسوف تعرض الباحثة لهذه المداخل النظرية وأهم المفاهيم المنبثقة عنها بشئ من التفاصيل خلال الفصل الأول من هذه الدراسة.

المنهج

فرضت طبيعة الدراسة على الباحثة الاعتماد علي التكامل المنهجي من خلال توظيف عدة مناهج، وذلك عي النحو التالي:

مدخل مركب الأمن الإقليمي: وهذا المنهج يعنى وجود مستوي عال من التهديد بمعني الخوف الذي يشعر به بشكل متبادل فيما بين دولتين أو أكثر، وهذا يمكن إظهاره بسهولة فى التنافس العسكري بين إيران وإسرائيل وخاصة شعور إسرائيل بالتهديد بعد عام 2015م مما دفعها لزيادة قوتها، كذلك إيران التى تعمل علي امتلاك نووي خاصة لحماية أمنها القومي.

المنهج المقارن:  ويعنى محاولة معرفة أوجه التشابه والاختلاف بين القوتين التي يتم دراستها وأثر هذا علي الأمن والتوازن الإقليمي، ويتضح ذلك من خلال الفصل الثالث والذي قارن بين قوة إيران وإسرائيل وأثر هذا علي التوازن الإقليمي.

المدخل التاريخي: وهذا املنهج يتم استخدامه فى الدراسات التى تتناول فترات مختلفة من التاريخ وذلك لأن التوازن الإقليمي فى الشرق الأوسط مر بالعديد من المراحل التاريخية.

منهج دراسة الحالة: ويتم استخدام هذا المنهج فى الدراسات التى تستخدم فيها حالات للدراسة، والدراسة فى هذا البحث هي سباق التسلح نفسه بين إيران وإسرائيل.

المنهج الوصفى التحليلى وذلك من خلال استقراء واستنباط مجريات الأحداث وتحليلها ووصفها وصولاً إلى نتائجها واستشراف مستقبلها في الشرق الأوسط الناتجة عن مدخلات النظام والمتعلقة بالتوازن في منطقة الشرق الأوسط.

أدوات جمع البيانات والمعلومات

تم الاستناد في هذه الدراسة في أدوات جمع البيانات والمعلومات على المصادر الثانويه فسوف يتم دراسة الموضوع من خلال العديد من الأدبيات من كتب ورسائل الماجستير والدكتوراه ودراسات علمية ومقالات علمية التى ترتبط بالموضوع بشكل مباشر أو غير مباشر.

تقسيم الدراسة:

تم تقسيم هذه الدراسة إلى ثلاثة فصول رئيسية وكل فصل به ثلاث مباحث ، حيث تناول الفصل الأول الإطار النظري والمفاهيمى فيه والذى تكون فيه الإطار النظري من النظرية الواقعية في العلاقات الدولية وتوزان القوى كما كان من أهم المفاهيم المستخدمة مفهوم توازن القوى وسباق التسلح، والفصل الثاني به ثلاث مباحث والذى هو يتناول محددات توازن القوى في الشرق الأوسط حيث يتناول المبحث الأول من هذا الفصل سباق التسلح وتاريخه في الشرق الأوسط وكذلك تاريخ الشرق الأوسط نفسه وظهور قوى واندثار قوي أخرى، كما أن المبحث الثاني تناول المحددات الداخلية في منطقة الشرق الأوسط مثل الأزمة السورية والأزمة العراقية والقضية الفلسطينية، وتناول المبحث الثالث المحددات الخارجية والتى تلعب دور كبير في ميزان القوى مثل التدخلات الأمريكية والوجود الروسي والصيينى في المنطقة، ثم جاء الفصل الثالث والذى يتكون هو الآخر من ثلاث مباحث، وتم تناول التوجه الإستراتيجي الإيراني والإسرائيلي في الشرق الأوسط في المبحث الأول، وتحدث المبحث الثاني عن القوات الإيرانية ومقارنتها بالقوات الإيرانية ، وجاء المبحث الثالث ليوضح المكانه الإقليمية لكل من إيران وإسرائيل في الشرق الأوسط وتأثير هذه المكانة.

الفصل الأول :الإطار النظري والمفاهيمي

المبحث الأول :توازن القوى في إطار المنظور الواقعى

مقدمة

شهدت الإنسانية خلال تاريخها الطويل منذ أن عرفت فكرة الدولة  بروز مسألة مصاحبة لها عرفت بتوازن القوى في إطار قانون الصراع الذي يحكم العلاقات الدولية، ونتيجة لأهميته فقد تم تدريسه بعناية كبيرة في العديد من المؤسسات ومراكز البحوث الغربية المتقدمة وأصبح حجر الزاوية في السياسات الدولية للعالم الغربي.

فهناك من يرى أنه مفاتيح السلم أو الاستقرار الدولي كون حالات الاستقرار التي شهدها المجتمع الدولي كانت نتيجة عنه، بينما يرى البعض الآخر ما هو إلا وهم كون مسألة القوة العسكرية لم تعد العامل الحاسم في السياسة الدولية ولا سيما بعد الحرب الباردة ليبرز مفهوم آخر, هو توازن المصالح، كل الشكلين يمثلان أو ناجمان عن هدف واحد.

في حين أن هو القوة بأشكالها المختلفة والتي قد تتبع ازائها اساليب القوة العسكرية أو اساليب تبادل المصالح وهو ما تعارف عليه اليوم بالقوة الناعمة والقوة الصلبة لتؤدي إلى توازن قوى على أكثر من مستوى دولي وإقليمي, وعملية تفاعلية بشكل متبادل محكومة بقواعد العلاقات الدولية القائمة على الصراع على القوة والمصلحة القومية، بالشكل الذي يحقق للدول مكانتها الدولية والإقليمية التي تسعى إلى تحقيقها.[10]

ولا يمكن الشك في أقدمية فكرة توازن القوى. وإذا كان جوهر نظرية توازن القوى يتجسد في فكرة موازنة هيمنة الدول، فمن الممكن بالتالي تتبع النظرية بالعودة إلى أعمال المؤرخين والمنظرين السياسيين المعاصرين الذين وصفوا وحللوا العلاقات القائمة بين الدول – المدن الإيطالية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، فمنذ ذلك الوقت، بقي الافتراض قائمة على نطاق واسع بأنه حين ظهر قوة كبرى إشارات تدل على محاولة للسيطرة على النظام الدولي، عندئذ، تتحالف قوى كبرى أخرى بغية المحافظة على أمنها الخاص من خلال بناء قوة مقابلة للتوازن مع القوة الطامحة للسيطرة.

غير أن توازن القوى ليس مرتبطة بفكرة التحالفات المضادة للسيطرة فحسب؛ فهو مرتبط أيضا بفكرة أن الدول معتادة على محاولة الحفاظ على أمنها وتعزيز مصالحها من خلال تضافر الجهود فيما بينها، فإذا تحالفت مجموعة من الدول في محاولة لتعزيز مصالحها المشتركة، فإن فرضية توازن القوى تقتضي ضمنا أن دولا أخرى، تراقب هذا التطور، وتخشى من أن تكون ضحايا محتملة لهذا التحالف، سوف تتحد وتشكل تحالفا مضادا. في هذه الحالة، وبدلا من تأسيس تحالف في وجه الطامح للسيطرة، سيكون هناك تحالفان متنافسان يقيمان توازن القوى.[11]

لذلك سوف نتناول في هذا المبحث توازن القوى الإقليمي في إطار المنظور الواقعي، حيث تفترض هذه الدراسة أن أكثر النظريات قربًا من تفسير السلوك السياسي لكلٍ من (إيران- إسرائيل) في محيطها الإقليمي هو الواقعية الجديدة  (Neo-realism) وتوازن القوى، حيث تتضمن هذه الدراسة توضيحًا عامًّا لأهم المبادئ التي بنيت عليها الواقعية الحديثة، وتوازن القوى ومن ثم التطرق لتوضيح مدى انطباق تلك المبادئ على حالة التنافس بين إيران وإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط.

الواقعية والتوازن:

تعتبر نظرية توازن القوى إحدى الركائز الأساسية لكل من نظرية الواقعية الكلاسيكية ونظرية العلاقات الدولية، وتسعى لتوضيح مفهوم تشكيل تحالفات. ونظراً لفكرة الفوضى في العلاقات الدولية التي تتبناها الواقعية الجديدة، يجب أن تضمن الدول بقاءها من خلال الحفاظ على قوتها وزيادتها، في عالم يزيد فيه الاعتماد على المساعدة الذاتية.

تحاول الدول تجنب الوقوع تحت أي هيمنة محتملة عليها من قبل قوى متوازنة. ووفقاً لكينيث والتز مؤسس الواقعية الجديدة، تسود سياسة توازن القوى عندما يتم استيفاء مطلبين اثنين فقط هما: أن يكون النظام فوضوياً وأن يكون مشغولاً من قبل وحدات ترغب في البقاء على قيد الحياة.

ويمكن للدول القيام بذلك من خلال «التوازن الداخلي»، حيث تستخدم الدولة جهودها الداخلية لزيادة قدراتها الاقتصادية، ولتطوير استراتيجيات ذكية وزيادة القوة العسكرية، أو من خلال «التوازن الخارجي»، الذي يحدث عندما تتخذ الدولة تدابير خارجية لزيادة أمنها عن طريق تشكيل تحالفات مع دول أخرى.[12]

الواقعية الجديدة:

يعود التطور النظري في العلاقات الدولية المرتبط بالواقعية إلى فترة ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية، حيث التفكير في أسباب الحرب، والحاجة لإنشاء مؤسسات دولية، قد تساعد في عدم تكرار حرب كبرى، ولذلك جاء النموذج الواقعي في مقابل المثالي، الذي كان سائد في بدايات القرن العشرين.

وتُعرف الواقعية الجديدة، أو الواقعية البنيوية أو الهيكلية، على أنها نهج في العلاقات الدولية، وهي إحدى تطورات النظرية الواقعية، ظهر في سبعينيات القرن العشرين، وجاء في إطار انتقاد طرح الواقعية التقليدية- Classical Realism، بسبب تركيزها على سلوك الدولة وصانع قرار السياسة الخارجية، واعتبرت الواقعية الجديدة أن فهم سلوك صانع القرار في السياسة الخارجية غير كافي لإدراك التفاعلات الدولية.

والجدير بالذكر أن الواقعية الجديدة ظهرت في كتاب نظرية السياسة الدولية– Theory of International Politics”، لكينيث والتز Kenneth Waltzعام 1979.[13]

وافترض “والتز” أن هناك ثلاث مستويات للتحليل، أو مايعرف بنظرية “الصور الثلاثة”، وهم:

المستوى الأول؛ الأفراد صناع القرار، حيث يعتبر “والتز” أن جوهر الصراع الدولي يرجع إلى الطبيعة البشرية، وأن الحرب تأتي من مشاعر اندفاعية للإنسان، وستنتهي الحروب في حال توعية وتنوير صناع القرار.

المستوى الثاني؛ البناء السياسي للدولة، فالحكومات توظف عيوب طبيعة التركيبة المحلية، وشكل النظام الحاكم في سلوكها الخارجي، أي أن سوء الحكم في الداخل قد يدفعها لمغامرات خارجية تهدأ من توترات الداخل، أما عدم سوء الحكومة فيعطي مشاركة للمواطنين في عملية السياسة الخارجية.

المستوى الثالث، فوضى النظام الدولي، حيث يحدث الصراع في ظل تعدد الدول ذات السيادة، والطموحات المختلفة لكل دولة، وسبل الدول في تحقيق أهدافها، وفي هذا الواقع فإن ميزان القوى هو وسيلة تحقيق مصالح الدول.

وعليه إذا أردنا فهم جوهر السياسة الدولية (الحرب)، فيجب دمج المستويات الثلاثة، حيث يصف المستوى الثالث الإطار العام للسياسة العالمية، لكن من غير الإنسان ومؤسسات الدول لا يمكن معرفة القوى التي تقرر السياسة وتحددها.

وارجع “والتز” التغير في بنية النظام الدولي إلى تَغيُّر عدد القوى الكبرى أو في قدراتها، فقبل الاتحاد السوفيتي لم تتغير بنية النظام الدولي إلا مرة واحدة خلال أربعة قرون، وذلك عندما تحول من متعدد الأقطاب إلى القطبية الثنائية بعد الحرب العالمية الثانية، ورأى “والتز” أن التحول لنظام القطبية الثنائية لها أثر إيجابي في الاستقرار والسلم الدولي.

وتؤكد الواقعية الجديدة على استخدام الأدوات الناعمة في السياسة الخارجية، حيث تحل مكان الأدوات الصلبة كالقوة العسكرية، في حين ترى الواقعية التقليدية أن القوة غاية في حد ذاتها، ولهذا تسعى الواقعية الجديدة لتحقيق توازن القوى، ومن ثم على الدول أن تواجه التهديدات الأكثر إلحاحًا، وتتطلب حالة الفوضى في النظام الدولي من الدول أن تضمن استمرار امتلاكها القوة الكافية للدفاع عن أنفسها، ودفع حياتها ومصالحها المادية اللازمة للبقاء على قيد الحياة، ولذلك تسعى الدول لتقوية الاقتصاد، وبناء القوى العسكرية على المستوى الداخلي، وبناء الأحلاف، وإضعاف الأحلاف المعادية على المستوى الخارجي.

وترى الواقعية الجديدة أن الدول عقلانية، وهذا يعني أن النظر إلى الهدف من البقاء على قيد الحياة هو هدف رئيس لجهات فاعلة، وعليها تعمل أفضل ما في وسعها من أجل تحقيق أقصى قدر من إمكاناتها من أجل الاستمرار في الوجود.

كما تُعَدّ الواقعية الجديدة امتدادًا للواقعية التقليدية، غير أنها أعطت مفهوم القوة أبعادًا جديدة، فإذا كانت الواقعية التقليدية قد حصرت القوة ضمن نطاق القتال والحرب؛ أي القوة العسكرية، فإن الواقعية الجديدة تجاوزت ذلك إلى أشكال أخرى من القوة، مثل القوة الاقتصادية والجيوسياسية والجيوثقافية.

هذا مع تأكيد أن الواقيعة الجديدة تبنت المنطلقات الرئيسة للواقعية التقليدية، مثل الطبيعية الفوضوية للنظام الدولي (Anarchy)، والدور المحوري للدول المستقلة على أساس أنها الوحدات الرئيسة المكونة لهذا النظام، بالإضافة إلى الأهمية المحورية للقوة، والسعي إلى مضاعفتها بصفته معيارًا يحكم العلاقات البينية بين هذه الدول.

ينصب تركيز النظرية الواقعية في العلاقات الدولية على دراسة النظام السياسي، لا الوحدات المكونة لهذا النظام، على افتراض أن هذه الوحدات تتصرف وفق ما تمليه عليها طبيعة النظام الذي تمارس فيه سيادتها من خلال القواعد التي يفرضها، وبذلك لا يكون لطبيعة النظام الداخلي للدولة سواء أكان ديمقراطيًّا أم ثيوقراطيًّا أم ديكتاتوريًّا أثرًا كبيرًا في سياسة الدولة الخارجية، وبذلك يمكن التنبؤ بسلوك دولة ما بالنظر إلى موقعها في هذا النظام على ما يقرره كينيث والتز.

يتشكل النظام الدولي من خلال سعي الدول للحفاظ على وجودها، من خلال تعزيز قواها الذاتية، فالواقعية الجديدة تنطلق من افتراض مفاده أن المبدأ الحاكم للنظام الدولي يقوم على حالة الفوضى. والفوضى هنا ليست بفمهوم التخبط والعشوائية، وإنما تعني خلو هذا النظام من حكومة مركزية تمتلك القدرة والشرعية على فرض النظام ومعاقبة المارقين، وبذلك تسعى كل دولة لحماية نفسها بذاتها، من خلال اكتساب المزيد من القوة، وهو ما يؤدي إلى معضلة الأمن (Security Dilemma)، حيث يكون تعزيز الأمن لدولة ما تهديدًا لدولة أخرى.

وتنقسم الواقعية الجديدة من حيث حجم القوة التي يفترض بالدولة حيازتها قسمين: الواقعية الهجومية (Offensive Realism)، والواقعية الدافعية (Defensive Realism). أما الواقعية الهجومية التي يُعَدّ “ميرشايمر” من أبرز مناصريها فتدعو الدولةَ إلى امتلاك أكبر قدر من القوة، والسعي لفرض الهيمنة إذا كان ذلك في متناول يدها.

وأمّا الواقعية الدافعية التي يُعَدّ “والتز” من أبرز مناصريها فتدعو الدول إلى امتلاك القوة الكافية لضمان أمنها القومي وردع خصومها.

في نهاية المطاف يعتقد الواقعيون الجدد أن مضاعفة القوة وسيلة إلى غاية، والهدف الأخير للدولة هو الحفاظ على وجودها. وبناءً على هذا التصور فالواقعية الجديدة تعرِّف المصالح القومية على أنها كل ما يعزز أو يضمن الأمن القومي للدولة، بالإضافة إلى تأثيرها السياسي وقدراتها العسكرية والاقتصادية. بالنسبة للنظرية الواقعية بشكل عام فإن القوة كما يجادل “جون رورك” تخلق الحق، أو على أقلِّ تقدير تضمن النجاح.[14]

والجدير بالذكر أن والتر في كتابه (نظرية السياسة الدولية) يحاول أن يصوغ نظرية سياسية ويوضح اسسها، وعلى الرغم من معرفته أنه لا يوجد هناك نص متفق عليه على مفهوم النظرية، وان معنی توازن القوى نفسه هو موضع نقاش، ومن هذا المنطلق، يتساءل والتر ما اذا كان من الوهم محاولة ازالة الالتباس الذي يحبط هذه الفكرة، وقد ادت محاولته هذه إلى انشاء نموذج لتوازن القوى“. أن والتر يوفر أفضل نموذج التوازن القوى التنافسي او ذلك القائم على التضاد، فان منطق بحثه يوحي بإمكانية نشوء توازن توافقي. وفي هذا المجال انه يلمح إلى بروز نظام احادي القطب.

ولذلك فان عدم الاسهاب في بحث مسالة أحادية القطب هو من نقاط الضعف الأساسية في نظرية السياسة الدولية. أن والتز كان اول باحث منظر في مجال السياسة الدولية الذي ذهب إلى القول (ان المقاربة البنيوية هي وحدها ما يرسي الأساس اللازم لنظرية مناسبة في السياسة الدولية). [15]

من هذا المنطلق، فإن الواقعية الجديدة عند والتز تقوم على الافتراضات الخمس الأتية:[16]

  • إن الدولة القومية هي الفاعل الرئيس والوحيد في العلاقات الدولية ، بسبب احتكارها حق استخدام القنوات القتالية بشكل قانوني.
  • إن النظام الدولي نظام فوضوي لا نظام تراتي . ويعزى السبب في ذلك ، كون أن الدول هي أعلى سلطة موجودة داخل النظام ، فلا يوجد طرف أعلى سلطة منها.
  • إن الهدف الأسمى للدول هو سعيها إلى الحفاظ على بقائها. من هذا المنطلق ، فإنها تسعى جاهدا الحفاظ على أمنها وتعظيم نطاقه ، ووضع ذلك في مقدمة أولوياتها.
  • إن الدول لا تثق في بعضها البعض ، ولا يمكن إحداها أن تعرف بالتأكيد نبات الأخرى ، فلبعض الدول نیات شريرة ، ولبعضها الآخر نیات سليمة ، إلا أن ذلك لا يمكن التأكد من هذه النيات بصورة قاطعة ، بسبب تغيرها الكبير ، تبعا لدوافع الدول وتفاعلات البيئة الدولية وتغيراتها . فمن الممكن أن تكون نيات إحدى الدول سليمة في حقبة من الزمن ، وشريرة في حقبة أخرى ، والعكس صحيح.
  • إن الدول في سعيها نحو البقاء تفكر جديا في كيفية تحقيق ذلك وهي بالتالي فاعل عقلاني (Instrumentally Rational) ، ولكنها تتعامل في ظل نظام دولي غير دقيق ، مع معلومات منقوصة ، حيث تكون أعدائها فرص لإخفاء نیاشم الحقيقية عنها .

تصنيف الواقعية الجديدة

هناك نحو ثلاثة أنواع من الواقعية الهجومية، وعدة اشكال من الواقعية الدفاعية ، فضلا عن نظريات واقعية تقليدية حديثة و مشروطة” و “خاصة” و “معممة”. وعليه سوف نقتصر الدراسة على نموذجي الواقعية الدفاعية والواقعية الهجومية وكما يلي:

  1. 1. الواقعية الدفاعية Defensive Realism[17]

وقد ظهرت في أواخر السبعينات من القرن العشرين مع نشر كينيث والتر لكتابه الذي يحمل عنوان (نظرية السياسة الدولية Theory of international politics). يفترض والتر أن القوى العظمي هي ليست عدائية في اصلها بسبب انها متشبعة بارادة القوة، إنما افترض أن الدول تدف لجرد الحفاظ على بقائها القومي، اما تبحث عن الأمن.

كما أكد على أن بنية النظام الدولي تحير القوى العظمى على النظر بعناية لميزان القوى، لأن الفوضى الدولية يجببر الدول الباحثة عن الأمن على التنافس مع بعضها البعض من أجل القوة، لأن القوة هي أحسن الأدوات من أجل الحفاظ على بقاء الدول وأمنها.

النتيجة هي انه اذا كانت الطبيعة الإنسانية هي السبب العميق في المنافسة الأمنية في نظرية موغتشاو، فان الفوضى هي سبب المنافسة الأمنية والبحث عن القوة في نظرية والتر.

أهم روادها: روبرت جيفرسون Robert Jervis، جورج کویستر Joseph Grieco ستيفن والت Stephen Walt ، ستيفن فان إفرا Stephen Van Evara، جاك سنایدر Jack Snyder وتفترض الواقعية الدفاعية أن فوضوية النسق الدولي أقل خطورة، و بأن الأمن متوفر أكثر من كونه مفقودا، وهي بهذا تقدم تنازلا نظريا بتقليصها للحوافز النسقية الدولية، وجعلها لا تتحكم في سلوكيات جميع الدول، إنها بدأت تقر بوجود سياسات خارجية متميزة، و بالتالي الاعتراف بالآثار الضئيلة للبنيات الداخلية على السلوك الخارجية”.[18]

هناك افتراض اخر للواقعية الدفاعية من الصعب التأكد منها او انها في بعض الاحيان هو طوباوية أكثر منها واقعية. من ذلك ادعائهم أن الحروب سببها الحسابات الخاطئة، وعليه فقد طورت الواقعية الدفاعية فرضياتها لتبين من خلالها أثر البنيات الداخلية للدولة في تحديد طبيعة التوجه الخارجي للدول، ففي حالة وجود خطر خارجي، الدولة تحند مجموع القدرات العسكرية، الاقتصادية و البشرية، و إدراك هذا الخطر مرتبط بذاتية القادة السياسيين، الذين يحدون من الوسائل المستعملة إلى الدفاع عن المصالح الحيوية فقط، و أكبر مصلحة حيوية هي الأمن.

٢- الواقعية الهجومية The Offensive Theory : وأهم روادها جون مير شایمر john Mearshiriner، ستيفن والت Stephen Walt، فریاد زکریا Tarid Zakaria، وظهرت الواقعية الهجومية كرد فعل للواقعية الدفاعية ، حيث انتقادتها حول المرتكز الأساسي لها في أن الدولة و في إطار الفوضى الدولية تبحث فقط عن أمنها، حيث اتری عكس ذلك بأن الفوضى تفرض باستمرار على الدول تعظیم و زيادة القوة .[19]

پری جون مير شمر ان النظرية الواقعية في السياسة الدولية، تتحدى انتشار التفاؤل حول العلاقات بين القوى العظمی ومضمون هذا التفاؤل امكانية التعاون بينهما. فقج باد میرشاهر بتفسير العناصر الأساسية للنظرية، التي اسماها بالواقعية الهجومية، تركز النظرية على القوى العظمى بسبب أن هذه الدول لها تأثير كبير على ما يحدث في السياسة الدولية.

لكل قوة عظمى نوع من الطاقات العسكرية العدوانية، اي انها قادرة على الحاق الأذى بعضها البعض، وأفضل طريقة للاستمرار في نظام كهذا هي أن تكون قوية قدر المستطاع نسبة إلى الدول المنافسة المحتملة.  وكلما كانت الدول اقوى، تضاءلت احتمالات تعرضها لهجوم دولة اخرى أن الواقعية الهجومية ترى أن الدول تسعى للحصول على الحد الأعلى من القوة النسبية في مواجهة الدول الاخرى للحفاظ على هامش الامن الموجود.[20]

والمثال الجيد لهذا النوع من الدول، هي الدولة المهيمنة على نظام محدد، والتي تحافظ على ادنى درجات الخوف من الدول الاخرى في النظام. وعلى العكس من ذلك ترى الواقعية الدفاعية، أن الدول لا تسعى إلى تعظيم قوما النسبية، وانما تحاول أن تحافظ على مستوى قوا في مواجهة الدول الاخرى بحيث لا تنحصر شيئا من قوا النسبية في مقابل قوة خصومها، بتعبير اخر تحاول الواقعية الهجومية الحصول على الأمن عن طريق بناء قدرات ثابتة أكبر من قدرات اعدائها، بينما تعتمد الواقعية الدفاعية استراتيجية اخرى صممت لتمنع الدول الأخرى من محاولة توسيع قواتها النسبية .[21]

واقعية إيران السياسية

إن السياسة الخارجية الإيرانية قائمة في الأساس على أسس الواقعية السياسية أكثر مما هي قائمة على أسس الأيديولوجية، أي أن إيران تنظر بعين الاعتبار إلى تطويع سياستها الخارجية من أجل تحقيق مصلحتها المتمثلة في حماية نظامها السياسي من الأخطار الخارجية والداخلية أكثر من أي شيء آخر.

وبالتالي فإن ما تفعله إيران من تطوير لقدراتها العسكرية التقليدية وغير التقليدية وما تقوم به من دعم لحركات المقاومة المسلحة في العالم العربي وما تسعى له من العمل على خلق نفوذ لها في دول عربية مختلفة إنما يأتي في سياق العمل على تحقيق التوازن في القوة العسكرية والسياسية لإيران مع الولايات المتحدة وحلفائها الذين يهددون إيران ونظامها السياسي بالتغيير.

إيران تعتبر أن ما تفعله هو أمر طبيعي من أجل حماية مصلحتها الوطنية في عالم يتصف بالأناركية في تركيبته، الأمر الذي يفرض على الدول أن تخدم نفسها بنفسها من أجل حماية مصالحها الوطنية.

وباعتبارنا ممن يوصفون بالمنتمين إلى قائمة المدرسة الواقعية الذين قضوا فترة من الزمن يتعلمون أسسها وأصبحوا اليوم من الذين يدرسونها لتلاميذهم فإننا نتفهم المسعى الإيراني ونتفهم ما تقوم به إيران ولكننا يجب أن نتوقف هنا عند نقطتين مهمتين جداً فيما يتعلق بالمدرسة الواقعية والسلوك السياسي الإيراني الخارجي لما لها من تأثير كبير على الدول المجاورة لإيران في المنطقة لاسيما دول الخليج العربي.

أولى هذه النقاط هي أن التنظير للواقعية السياسية يأخذنا إلى نموذجين أساسيين في تفسير السياسات الخارجية للدول وهما: الواقعية الدفاعية والواقعية الهجومية. لقد كان كينيث والتز أشهر من تحدث عن الواقعية الدفاعية حيث ذكر بأن الدول وفي ظل النظام الدولي القائم على الأناركية فإنها تعمل على كسب درجة عالية من القوة التي تخولها الحفاظ والدفاع عن وجودها ككيان سياسي ضد جميع التهديدات الخارجية والداخلية لها. فالدول ترفع من قدراتها العسكرية من أجل الدفاع عن نفسها وفقاً لهذا الخط من الواقعية.

أما عن الواقعية الهجومية فهي كما تحدث عنها جون ميريشايمر فإنها تتحدث عن أن الرغبة الفعلية للدول في رفع قدراتها العسكرية ليست في سعيها نحو الدفاع عن نفسها وحسب وإنما من أجل أيضاً التوسع وفرض الهيمنة على الآخرين. هذان النموذجان يعتبران هامين في فهم النظرية الواقعية وفي تفسير السياسة الخارجية لأي دولة.

وبالتالي فإن المتابع للسياسة الخارجية الإيرانية ذات التوجه الواقعي السياسي لا يستطيع إلا أن يتوقف عند هذين النموذجين من أجل دراسة واقع الحال. فالسؤال الذي يجد الأحقية في أن يذكر هنا هو أنه طالما أننا سلمنا بأن إيران دولة تتبع الواقعية السياسية فأي من النموذجيين السالفين تتبعه إيران؟

والواضح أن إيران تود حماية نفسها ولكن ما تقوم به من رفع لقدراتها العسكرية إنما يؤدي إلى إخلال بمبدأ التوازن في القوة الموجود في المنطقة لصالح إيران مما يعني أن إيران شاءت أم أبت فإنها تسير نحو فرض هيمنتها على الدول المجاورة لها غير قادرة على تحقيق التوازن مع إيران؛ فإيران وإن تبدو واقعية دفاعية فإنها بالأساس واقعية هجومية في ذات الوقت حيث ان قوتها لا تجد من يوازيها من بين بعض الدول المجاورة لها فتصبح دولة ذات طموح هيمني.

وثاني النقاط هي أن التنظير للواقعية السياسية يجرنا إلى المبدأ الواقعي القائل أن على الدول أن تخدم نفسها بنفسها من خلال العمل على رفع كفاءتها وقدراتها العسكرية إلى درجات تتماشى مع الدول الأخرى المنافسة لها.

وهذا الأمر هو ما تفعله إيران حيث أنها تحاول تحقيق هدف التوازن الإقليمي في القوة مع الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. ولكن ما لم تدركه إيران هو حقيقة أن استمرار إيران في رفع قدراتها العسكرية سيؤدي أيضاً بالدول الأخرى إلى رفع قدراتها العسكرية باعتبارها دولاً واقعية التوجه وتريد حماية مصالحها من خلال تحقيق التوازن في القوة.

إلا أن العمل المستمر من قبل دول المنطقة في زيادة قدراتها إنما يؤدي إلى بروز ما يسمى بـ «معضلة الأمن» والتي تقول ان الدول الساعية لرفع قدراتها العسكرية إنما تعتقد بأن مثل هذا العمل سيحقق لها الأمن والاستقرار ولكن ما لا تدركه هذه الدول هو أن عملها هذا إنما يزيد من حالة سباق التسلح في المنطقة بين الدول المختلفة مما يجعل أمن الدول واستقرارها عرضة للخطر أكثر من ما هو عرضة للاستقرار. فالتسلح يؤدي إلى مزيد من التوتر الذي قد يودي إلى حالة من الفلتان الأمني الذي لن ينفع أحداً في المنطقة.

فاعتقاد إيران أن سعيها في زيادة قدراتها العسكرية سيجلب لها الأمن والاستقرار هو أمر مبالغ فيه بالنسبة للواقعية السياسية حيث أنه قد يأتي بمعضلة الأمن التي قد يهدد من خلالها أمن واستقرار الدولة. أياً ما كان الحديث فإن السياسة الخارجية الإيرانية متجهة نحو تغليب مصلحتها الوطنية في عالم تقول فيه المدرسة الواقعية بأن البقاء فيه للأقوى الذي يجب أن يعمل على تحقيق التوازن مع منافسيه أو الإخلال بالتوازن لصالحه. [22]

المبحث الثاني

الإطار المفاهيمي

 أولا: سباق التسلح

سباق التسلح هو مصطلح ظهر وانتشر على الساحة الدولية أثناء وبعد الحرب الباردة بين المعسكر الشرقي ( الاتحاد السوفيتي) والمعسكر الغربى ( الولايات المتحدة الأمريكية)، وقد تناوله الكثير والكثير من المحللين السياسيين والمفكرين لذلك قد تعددت تعريفاته.

أولًا/ التعريف اللغوي: [23]

فسباق التسلح يعنى محاولة كل دولة التفوق على غيرها في مجال امتلاكها للأسلحة والقوة العسكرية سوء كانت تقليدية او نووية.

١/ الفعل استبق: استبق ، استباقا، فهو مستبق ، فاستباق الأحداث أى أنه يعني تعجلها في الحكم وتعجل وقوعها.

٢/الإسم استباق: مصدر استبق، بمعنى استباق الأحداث أى تعجلها قبل حدوثها، كما أن اسبق القرار أو الرأى بمعنى اتخذه مصمما عليه قبل مناقشته، فاستبق إلى الآخر بمعنى بادر وبدأ.

أما التسلح:

وتعنى اتخذ السلح رفيقا له، فا تسلحت الفرقة العسكرية يعنى اتخذت من السلاح حماية لها، كذلك تسلح بالصبر أى أتخذ الصبر سلاحاً له.

فسباق التسلح في معجم المعاني يعنى

” قيام كل دولة بالتسرع في اتخاذ السلاح رفيقا لها ومحاولة كل دولة تقوية مكانتها من خلال السلاح وكذلك التفوق على الدول الاخرى التى تعتقد أنها عدو او خصم لها وهناك الأمثلة السياقية على ذلك والذى منها جاء في اجتماعات الامم المتحدة مثل من إطار أعمال الجدول المعنون هى « وقف سباق التسلح النووي ونزع السلاح النووي»”

كما أن هناك العديد من المفكرين الذين يعرفوا سباق التسلح: [24]

وهو يعنى التنافس ومحاولة كل طرف او خصم من أطراف النزاع الحصول على قدر أكبر من المقدرات العسكرية والتكنولوجية التى تسهم في تقوية مركزه على حساب الأطراف الأخرى والتى تمكنه من السيطرة والتحكم في مجريات الأحداث لصالحها.

كما أنه عرفه العقيد المتقاعد الدكتور أحمد علو بأنه[25]

“حالة تشعر فيها الدولة بنسبة أقل من الاستقرار والأمان، لذلك تلجأ إلى محاولة تزويد قوتها وجهودها أكثر من ذلك ومحاولة مضاعفه قوتها العسكرية وذلك لمحاولة ترويع العدو، ولكن على الرغم من كل ذلك حالة القلق والخوف تزداد أكثر عن ذى قبل مما يجعها تلجأ إلى سباق التسلح ومضاعفة قوتها”.

وكما أن فرانك بارنابى قام بتعريف سباق التسلح في الشرق الأوسط على أنه

” قيام إسرائيل بمتلاك قوات نووية وذرية ومضاعفة قوتها وكذلك اللجوء إلى تقوية مركزها على حساب دول المنطقة وكذلك التفوق على تلك الدول حتى تكون قوة إقليمية مسيطرة في الشرق الأوسط، كذلك امتلاك إسرائيل لأسلحة محظورة عالمياً ومنع امتلاك الدول الآخرى في المنطقة من امتلاك تلك الأسلحة، وأن امتلاكها لهذه الأسلحة ماهو إلا حماية لامنها القومى فقط بين دول تكن لها العداء”.[26]

فالتسلح يعنى زيادة القوة العسكرية أو القوة المسلحة وأفرادها بالأسلحة والمعدات الثقيلة، بما أن التسلح هو عنصر متغير لا ثابت، فظهر له تعريف اخر حاليا: فمن وجهت نظر البعض أن التسلح لايعتمد فقط على الأسلحة والمعدات بلا أيضا على استخدام التكنولوجيا وكذلك القدرة على استخدام الفضاء الخارجى واستخدام القوة الاستخباراتية.[27]

ثانيا: الردع الإستراتيجي.

أ)ً: التعريف اللغوي

ردع، يردع، ردعًا، فهو رادع، والمفعول به مردوع وهذا التفسير في معجم المعاني كما أنه يوجد تفسير في كثير من المعاجم مثل معجم الوسيط والتى تعنى فيه أن كل ما أصاب الأرض من الصريح حيث يهوى إليها، فمت يمر على الأرض أولا فهو الردع.

كما أن الردع في المعجم العربى عامة، يعنى أنها سياسة في مجال الدفاع والتى هى امتلاك الدولة ما يكفيها من قوة عسكرية لكى تخيف أى عدو محتمل وتمنعه نن الهجوم عليه، ويرى هذا المعجم أن المفهوم في جوهره أساساً في السياسة والإستراتيجية الأمريكية والذى يمثل حجه لها لزيادة ماتملكه من معدات عسكرية وأسلحة، وكذلك أهم وسائل الردع هى تلك الأسلحة التى كانت سبب في تحقيق الهيمنه على العالم، كما أنه يكفي امتلاكها للسلاح النووي.[28]

ب) تعريف الردع في القانون:

حيث يرى الاستاذ حسن أبو العينين استاذ القانون الجنائي أن الردع في القانون الجنائي يعنى “فرض عقوبة كبيرة على أى مخطئ ومذنب وذلك لتخويفه ومنعه من ارتكاب أى فعل خطأ، وذلك من خلال فرد عقوبة عليه وتلك العقوبات تكون السبب في تخويف وردع أى فرض من أفراد المجتمع من ارتكاب هذا الفعل أو أى فعل أى قد يضر بالمجتمع أو يختلف مع سياسة المجتمع”.[29]

 ج) التعريف الاصطلاحى

وقد بدأ هذا المصطلح في الظهور على يد الاستراتيجيين العسكريين ؛ فكانت البداية مع الجنرال الفرنسي ضد اندريه بوفر نائب القوات الفرنسية والإنجليزية أثناء العدوان الثلاثي على مصر ١٩٥٦م والذى عرفه على أنه:

“منع دولة عدو من اتخاذ قرارات معينة قد تضر بمصلحة دولة أخرى وذلك من خلال استخدام أسلحة أو شن حرب عليها أو منعها من العمل أو الرد إزاء موقف معين، وهذا لاتخاذ مجموعة من التدابير تعتبر تهديد لامن تلك الدولة”.

وقد عرف رئيس المخابرات المصرية السابق أمين هويدى استراتيجية الردع على أنها:

“منع الأطراف الأخرى من استخدام القوة على الرغم من امتلاكها او منعها من اللجوء إلى القتال المباشر، أو محاولة عدم استخدام العنف في اتخاذ القرارات”.

وعرفاه بول هاث وبروس على أنه:

“محاولة صانع قرار دولة معينه على إجبار صانع قرار دولة اخرى إتخاذ قراراته تفيد مصلحه الدولة الأولى أو جعل صانع القرار يرضخ في اتخاذه لها وسوء كان ذلك عن طريق استخدام القوة أو عدم استخدامها”.

ولذلك عرفه الدكتور علاء فهمي على أنه:

“منع العدو من استخدام واتباع سياسة معينة لاتتفق مع الطرف الأخرى الذى يرى أنها قد تضر بمصلحته او لاتحقق أهدافه”. [30](٣)

وقد عرفه الدكتور جيدرو الحاج بشير على أنه:

تعهد مشروط بالثأر بالعقوبة على الطرف الآخر إذ لم يقدم هذا الطرف ما يطلب منه بالطريقه الصحيحه، وبذلك يركز الردع على حصر الجزاءات السلبية أو التهديدات ومنع حدوث سلوك غير مقبول”.[31]

تعريف الردع في الإستراتيجية الأمريكية:

برز دور الردع كأحد الاركان الاستراتيجية الامريكية في حسم الصراع الذي كان سائدا طيلة نصف قرن ، حيث تراآى للكثير من المفكرين والباحثين بانتهاء استراتيجية الردع بسسب التغيير الذي حصل في غياب الطرف المردوع ممايعرض العملية الردعية التي كانت سائدة حينئذ الى النقص الحاصل في اهم اركانها بكونها عملية تقع بين طرفين متكافئين نسبيا احدهما الرادع والثاني المردوع.

كما ان الدور المتزايد للعاملين الاقتصادي والتكنولوجي الذي طغى على حساب العمل العسكري ولو لفترات متناوبة ساعد في نمو مثل تلك الاراء التي رأت بانتهاء عامل الردع وتلاشيه خاصة بعد ظهور سلسلة من الاستراتيجيات التي كان لها اثرها في العلاقات الدولية كحقوق الانسان وحقوق الاقليات والعولمة والديمقراطية وافول نظرية السيادة وغيرها .

وبمرور السنين ووصولها الى مطلع القرن الحادي والعشرين بدأ الكلام عن نهاية نظرية الردع كأستراتيجية لها ثقلها ووزنها في الهرم الاستراتيجي الامريكي أمر غير واقعي . أذ ان عدم التكافؤ بين الطرف الامريكي الرادع واي طرف اخر مردوع لايعني انتهاء نظرية الردع ، بل هو اشارة لبداية استراتيجية جديدة تحوّل بموجبها الردع من حالة الدفاع الى حالة الهجوم مما اضاف لها ابعاد جديدة عرفت بعد حين بالاستراتيجية الوقائية ، ساعدها في ذلك الثورة الهائلة في المجال العسكري والتي فتحت ابوابا جديدة امام المصالح الامريكية وتوسعها.

وهكذا دخلت الاستراتيجية الوقائية الى الهرم الاستراتيجي الامريكي الشامل واعيد تفعيل دورها ليتلاءم مع طبيعة المتغيرات الدولية الجديدة  والتي لم تمر بعدها الا ايام قليلة حتى سارعت الادارة الامريكية برئاسة جورج ووكر بوش الى تبني هذه الاستراتيجية وادخالها الحيزالعملياتي لتكون عنوانا للحملة الامريكية لمكافحة الارهاب واستخدام اسلحة الدمار الشامل والبحث عن حقوق الانسان و الديمقراطية.

وقد تبيان دور الردع في الاستراتيجية الامريكية والذي ساهم بجد بتلاشى القطب الثاني في النظام الدولي أيام الحرب الباردة .فضلاً عن افصاحها عن مكانة أستراتيجية الردع ودوره في الاستراتيجية الوقائية التي تم تبنيها بشكل  في وثيقة الامن القومي الامريكية لعام 2002 والتي عرفت بـ (مبدأ بوش) .

وتؤدي الاستراتيجية دورًا مهما في تحقيق الاهداف العليا للدولة، وباختلاف أهمية تلك الاهداف تسعى الدول لتحقيق اهدافها العليا من خلال استراتيجية ملاءمة لخصوصياتها وماتتوافر عليه في امكانات ووسائل وهوامش حركة. وفيما يتعلق بالولايات المتحدة، فإن أهدافها حتمت عليها اتباع استراتيجية كونية ذات طابع شمولي نظرًا لضخامة الأهداف، الأمر الذي دفعها لاتباع استراتيجيات خاصة فريدة من نوعها تتسق مع طبيعة الظروف التاريخية التي مرت بها.[32]

ثانياً: توازن القوى

هى حالة أو نظرية تفترض وجود دول وتحالفات متكافئة عسكريًا مما يؤدي إلى الحد من نشوب الحروب بين الدول على الساحة الدولية وكذلك الحد من التسلح بين الدول.

أ) التعريف اللغوي:[33]

١) توازن (فعل) : وهو يعنى التعادل في معجم المعاني، بمعنى توازنت قوة المتحاربين والتى يعنى أنها اتزنت أو تعادلت، تساوي في الوزن.

٢) توازن ( اسم) : وهى مصدر توازن، والتوازن السياسي يعنى تألف عدة قوة او عناصر بتنسيق تام بينهم، وتوازن القوى يعنى التساوى والتعادل بين الدول بحيث لاتقدر دولة واحدة على السيطرة أو التدخل في شؤون الدول الأخرى غيرها.

ب) التعريف الاصطلاحى:[34]

توازن القوى من التعريفات التى شغلت الكثير من الكتاب والمحللين السياسيين كما أنه من التعريفات التى يشوبها الغموض ، كما أنه تعريف مركب من شقين وهما:

أولًا: التوازن

على الرغم من أن مفهوم التوازن من المفاهيم التى انتشرت بشكل كبير على الساحة الدولية، إلا أن هذا المفهوم ظل حوله الكثير من الغموض وعدم الإيضاح لأوقات كثيرة حتى جاء العالم نيوتن بقانون الجاذبية الأرضية والتى اتضح معها مفهوم التوازن من خلال التحليل الدقيق لها وذلك لأنه حالة تعادلية بين قوة متضاده فيما بينهم وهذا يؤدي نوعاً ما إلى الاستقرار في تناول الأمور.

فالتوازن بشكل عام هو: حالة مستقرة ، وهذه الحالة ليست بالضرورة أن تكون مثالية ولكنها نوع من التعادل بين القوى العظمى في المنطقة، كما أن مجموع تلك المتغيرات المادية مثل عدد السكان، المساحة والقوة العسكرية…. إلخ، وبين المتغيرات المعنوية مثل مثل اللغه والدين… إلخ، ومحاولة إيجاد نوع من التوازن بينهم وكما أنه فن استخدام وإدارة تلك المتغيرات بالشكل الذي يحقق التكافؤ بين الدول.

وقد عرفه الدكتور أحمد مشعان نجم بأنه : “التعادل بين الأطراف والفاعلين الدوليين المؤثرين على سير الأحداث العالمية كما أنه يشكل أهمية بالغة في مجرى الأحداث، وعليه فإن مفهوم توازن القوى من المفاهيم الهامة في العلاقات الدولية، فهو القوى الدفعة التى توجه الدول في اتخاذ القرارات”.

كما يعرفها الدكتور اسماعيل صبري مقلد: “بأنها دولة قوية في المقابل مجموعة من الدول التى تتعاون وتتحالف فيما بينهم لتتعادل مع تلك القوى الكبرى”.[35]

ثانيًا: القوى

وهى تلك المصلطح التى لايوجد له تعريف نهائى محدد يمكن اعتماده، وذلك بسبب اختلاف آراء وأفكار المفكرين والدراسين لها سوء في علم الاجتماع أو علم السياسة، وكذلك لاختلاف البيئة التى نشأ فيها كلا منهم فكثيرا ما ارتبط مفهوم القوى بعلم السياسة وليس بعلم الاجتماع وقم تم استخدام كلمة قوة بمفهومها السياسي في عام ١٧٠١ م ، وذلك حينما نشأت الصراعات والدولة القوية في أروبا، وقد عرفها الكثير من المفكرين مثل:[36]

أ) سكاران: فالقوة السياسية لديها هى القدرة على عمل شيء معين يؤثر في تشكيل شيء اخر.

ب) وقد عرفها هانز مورجانثو morgethau على إنها: هى القدرة على السيطرة والتحكم في سلوك وافكار الأخرين، كما يرى إن هناك علاقة بين افكار من يمارسون القوه وبين اولئك الذين تمارس ضدهم القوة.

كما أنه تم تعريفها من قبل كتاب ومفكرين معاصرين مثل:

١) هيجل: وهو الذى قام بإضافة قيمه عالية للدولة القومية وذلك لأنه يرى أن الدولة تشكل الوحدة الأساسية في نسقه فقد وضع الدولة فوق متناول القانون

٢) كارل ماركس: وكان يرى أن محور فلسفته على عكس هيجل هى الطبقه العمالية التى تعانى من الارهاق النفسى والمعنوي وتجده تلك الطبقة من تعب ومعاناة.[37]

كما أن التوازن الإقليمى في الشرق الأوسط يعرف على أنه التعادل في امتلاك القوى العسكرية بين تلك الدول التى تلعب الدور الرئيسي في مجرى الأحداث في الشرق الأوسط والتى قد يكون لها تأثير على الساحة الدولية.[38]

  • الجيوستراتيجى

يتألف مصطلح الجيوستراتيجية من مقطعين هما (Geo) بمعنى الأرض و(Stratage) بمعنى الاستراتيجية، إلا أن الاستراتيجية هنا لا تنصرف إلى مفهومها القديم الذي يدل على التخطيط العسكري في مجال التطبيق بل بمفهومها المعاصر الذي تجاوز العمل العسكري إلى العمل بجميع جوانب التخطيط في إطارها العملي أو التطبيقي.

وبعبارة أخرى إن الجيوستراتيجية تجمع بين معنيين هما الأرض والاستراتيجية لتنتج معنى ثالث تعرف به؛ هو التخطيط السياسي والاقتصادي والعسكري الذي يهتم بالبيئة الطبيعية من ناحية استعمالها في تحليل أو تفهم المشكلات الاقتصادية والسياسية ذات الصفة الدولية.[39]

فقد أدى ظهور مصطلح القوى العظمى في أوائل القرن التاسع عشر والتى كانت تشير إلى القوة القيادية في أوروبا إلى ظهور العديد من المصطلحات الأخرى مثل الجيوستراتيجى والذى ابتكره المفكر الألماني كارل هاشفور في بداية القرن التاسع عشر، وعلى الرغم من أن هناك إجماع بين المفكرين والمحللين السياسيين على أنه لايوجد تعريف شامل لها إلا أنها تشير إلى التخطيط الشامل، واستخدام كل الوسائل المتاحة وذلك لتحقق الدولة المكانه العظمى بين الدول وأيضا حماية قوتها العسكرية.[40]

وذهب بعض المفكرين إلى إنها

” العلم الذي يهتم بدراسة الموقع الاستراتيجي للدولة ومدى تأثيره في علاقاتها مع الدول وتحديد قوتها ومكانتها في السلم والحرب، ولكن في اقتصار وحصر مفهوم الجيوستراتيجية بالموقع ما يمنعه شموليته ويحد من سعته، ما أدى إلى ظهور بعض المحاولات الجادة للفصل بين الجيوستراتيجية وبين الجيوبوليتك لوجود الفرق بينهما من جهة الدولة والإقليم”.

فالدولة تشكل وحدة التحليل الأساسية في الجيوبوليتك في حين يشكل الإقليم وحدة البناء الفكري في الجيوستراتيجية، أما وظيفيا فان الجيوبولتيك يدرس حركة الدولة في الإقليم، في حين تبحث الجيوستراتيجية في خصائصه ومدى تأثيرها على الدولة.[41]

وقد عرفه الدكتور وائل شديد على أنه:

“توجه السياسة الخارجية لدولة معينة والتى تحدد المكان المناسب لتقوى الدولة مركزها وجهودها وقوتها العسكرية ويتم ذلك من خلال التخطيط لقوتها العسكرية أو من خلال توجيه نشاطها الدبلوماسية وفي كلا الحالتين تتجه لتطوير كبير في العوامل الجغرافية أو العوامل الجيو سياسة”.[42]

كما أن هناك خلط كبير بين الجيوستراتيجى والاستراتيجي والجيوبولتيك وهذا الخلط لدى الكثير من الكتاب والتى منهم مثل المحلل السياسي أمين والذى عرف الجيوستراتيجى على أنه تخطيط اقتصادى وسياسى وعسكرى للدولة والذى يكون له علاقه بالبيئة الطبيعية وتفهم المشكلات الاقتصادية والسياسية والعسكرية ذات التى لها علاقة بالبيئة العالمية، كما أن الاستراتيجية تركز على المركز الاستراتيجى للدولة.

وعند الدكتور عندنا؛ فهى دراسة موقع الدولة أو الوحدة السياسية وتأثير هذا الموقع الاستراتيجي على جيرانها وعلى مراكز قوتها في الحرب والسلام.

كما يعرفها البعض على أنها: ” دراسة أثر الموقع الاستراتيجي لدولة ما وذلك من خلال استخدام الخبرات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والمعلوماتية لتحقيق أهداف تلك الدولة. [43]

الفصل الثاني

محددات التوازن الإقليمى في منطقة الشرق الأوسط

المبحث الأول

التطور التاريخي للتوازن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط

مصطلح الشرق الأوسط هو مصطلح غير متحرك وغير مستقر بالمعنى التاريخي حتى في أبعاده الجغرافية والسياسية حيث يمثل الشرق الأوسط مفهوماً سياسياً وجيوبولتيكيا له مدلولات جغرافيا غير واضحة المعالم فهو يضيق او يتسع حسب استراتيجيات الدول الكبرى المهيمنة على السياسة الدولية ويشير إقليم الشرق الأوسط لدلالة على منطقة جغرافية تضم قارات العالم الثلاثة، وهناك العديد من القوى التى تتفاعل في هذا الإقليم

فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وبعد حرب ۱۹۰۱، وإثر تراجع السد البريطاني والفرنسي في منطقة الشرق الأوسط والانسحاب البريطاني من شرق السويس، بدأت أنظار الولايات المتحدة الأمريكية تتطلع إلى منطقة الشرق الأوسط لتاكيد مشاركتها في صياغة النظام الدولي، من خلال ضبط موازين القوى في هذه المنطقة الحيوية في إطار تطبيق استراتيجية الأحلاف العسكرية لحصر النفوذ السوفيتي، وكسب مناطق تفوق في الشرق الأوسط، خاصة في الدول العربية.

وقد شهدت منطقة الشرق الأوسط خلال خمسينيات القرن العشرين ما يعرف بسياسة المحور الإقليمية لخلق حالة من توازن القوى في هذه المنطقة الحيوية من العالم. وبنيت هذه السياسة على فكرة تكوين الأحلاف. فظهر آتناك حلف الشرق الأوسط وحلف بغداد، والحلف المركزي المكون من العراق وتركيا وباكستان وبريطانيا. [44]

ومنذ أن أعلنت بريطانيا عزمها الانسحاب من منطقة الخليج العرب قبل نهاية ۱۹۷۱، تتطلع الدول الفاعلة الأخرى، بولية كانت أو إقليمية بمختلف تياراتها وأيديولوجياتها السياسية والعسكرية المتعارضة إلى منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وكل منها تتهيأ لملء الفراغ المحتمل حدوثه، ولكن ليس الملء الفراغ وحسب، وإنما لتشكيل واقع توازن قوى جديد في النظام الإقليمي، العربي والشرق أوسطي.

وفي نهاية السبعينيات، شهدت منطقة الشرق الأوسط اضطرابات سياسية متتالية أثرت في توازن القوى في المنطقة فمن جهة اندلعت الثورة الإسلامية في إيران، وسعي المرشل الأعلى للثورة الإيرانية (الخميني) إلى تصدير أفكارها إلى دول المنطقة، خضوعها الخليج العربي. من جهة أخرى، سعي العراق للعب دور إقليمي عربي بعد أن حمل لواء جبهة الصمود و التحات التي عزل مصر عن العالم العربي بعد توقيع اتفاقية کامب دیفید عام 1978.

ومع اشتعال فتيل الحرب العراقية، الإيرانية، بدأت القوتان العظميان تستثمر ان هذه التطورات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط للحفاظ على مصالحهما في المنطقة، فالأتحاد السوفيتي كان يتطلع إلى المياه الدافئة في الشرق الأوسط، حيث الموقع الاستراتيجي والثروات الطائلة. وعلى الجانب الآخر، تعلن الولايات المتحدة الأمريكية، عن حالة التأهب للتدخل العسكري في حالة تهديد مصالحها في المنطقة، بالإضافة إلى حالة التنافس بين كل من العراق وإيران لتبوؤ مكانة الزعامة الإقليمية، رغم ما استنزفته الحرب الدائرة بينهما خلال ثماني سنوات من خسائر مالية، وبشرية، واقتصادية، هائلة.

لقد شهد العقد الثامن من القرن العشرين حالة من التقارب بين الأنظمة العربية بعد انخفاض النزعة القومية العربية، وبدأت في الظهور أطر علاقات التكامل الوظيفي بين الدول لتحل بدلا من الوحدة العربية الشاملة، والتي ثبت عدم إمكانية تحقيقها، حتى على المستوى الثنائي، وكان الهدف من هذه العلاقات التكاملية توحيد الجهد العربي المشترك، وتشكيل كيانات، أو تكتلات، أو محاور إقليمية عربية تسهم في تحقيق توازن القوى العربی والإقليمي. [45]

وأطلق على هذه التكتلات العربية الإقليمية اسم مجلس وتمثلت هذه المجالس في مجلس التعاون الخليجي عام ۱۹۸۱” والذي ضم كلا من السعودية، والكويت، والبحرين، وقطر وعمان، والإمارات العربية، ومجلس التعاون العربي عام ۱۹۸۹”، وضم كلا من مصر، والأردن، والعراق، واليمن الشمالي، ومجلس التعاون المغاربی ۱۹۸۹”، وضم كلا من ليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب، وموريتانيا، و لول إعلان دمشق ۱۹۹۱، وضم كلا من مصر وسوريا، إضافة إلى دول مجلس التعاون الخليجي.

وفي هذا السياق نجد أن هذه المجالس فشلت في تحقيق أي توازن في منطقة الشرق الأوسط، أو حتى أسهمت في وضع استراتيجية أمنية موحدة، أو رؤية عربية موحدة تجاة قضايا وأزمات المنطقة.

وقد يرجع هذا إلى أن كل مجلس من هذه المجالس كان له نظامه وقضاياه الخاصة، ومصالحة وأهل انه التي يسعى لتحقيقها، حتى إن تعارض مع مصالح المجالس الأخرى، أو حتى مع ميثاق جامعة الدول العربية.

وفي بداية عقد التسعينيات، ومع نهاية عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب، وبداية عهد الرئيس الأسبق بيل کلینتون، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في تطبيق وثيقة ” التخطيط الرفاعي، التي كانت تقتضي تحرك الولايات المتحدة القطع الطريق أمام أي قوة منافسة في أوروبا، أو آسيا، أو الشرق الأوسط. وبناء على هذا، بدأت تشكيل بنية توازن القوى في الشرق الأوسط.

لقد اعتملت الولايات المتحدة الأمريكية على عدة سياسات البناء وهيكلة توازن القوى في الشرق الأوسط منها سياسة “الأحلاف والتوازن الخارجي مع الدول الفاعلة في المنطقة، وهي مصر، والسعودية، والأردن، وإسرائيل، وتركيا، وسياسة الحصان مع الدول المارقة (من المنظور الأمريکی)، هي إيران، والعراق، وسوريا، بالإضافة إلى الفاعلين من غير الدول، وهما حزب الله، وحركة حماس، لقد نجحت الولايات المتحدة الأمريكية، منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر ۲۰۰۱، في الحفاظ على توازن القوى في الشرق الأوسط طبقا لتوجهاتها الاستراتيجية في المنطقة، والتي على إثرها بدأت في تطوير سياستها الاستراتيجية في الشرق الأوسط لإعادة هيكلته، طبقا المعادلات توازن قوى جديلة.

في مطلع القرن الحادي والعشرين، بدأت تطبيقات الاستراتيجية الأمريكية لتشكيل واقع توازن قوى جديد في منطقة الشرق الأوسط باحتلال العراق (عام۲۰۰۳)، ودعم مابعرف بثورات الربيع العربي مع بداية عام ۲۰۱۱، وذلك لتغيير الأنظمة الحاكمة، وفرض واقع جديد على المنطقة العربية، يتمثل في تشکیل کیانات لا ترقى إلى مستوى الدول، وذات انتماءات طائفية، وعرقية، وقبلية لتتناحر فيما بينها، ويسهل السيطرة عليها.

وتوجيهها في معادلات توازن القوى الجديدة في الشرق الأوسط الذي يجب أن يرجح دائما كفة إسرائيل في موازين القوى لعقود طويلة قادمة.

إجمالا، يتضح للباحث أن تفاعلات المشهد في منطقة الشرق الأوسط على جميع الأصعدة العسكرية، والسياسية، و الأمنية لا تعطي مؤشرات واضحة عن شكل نظام توازن القوى المقبل، نظرا الظهور بعض المعوقات أمام تنفيذ الاستراتيجية الأمريكية، منها عدم انهيار وتفكك مصر، والتدخل الروسي في الأزمة السورية.

بالإضافة إلى ما يشهده إقليم الشرق الأوسط من تحولات سياسية داخل وحداته السياسية، خاصة العربية، وصراع على النفوذ بين قوى إقليمية ودولية، وعودة حدة التوتر للعلاقات الأمريكية – الإيرانية بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي “۱+۵”مع إيران، وظهور عدة تحالفات إقليمية ودولية في إطار التكوين، منها تحالف الولايات المتحدة الأمريكية مع دول الخليج الممثل امتدادا للتحالف الاستراتيجي المستقر بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بالإضافة إلى التحالف الروسي – الإيراني – الترکی.[46]

المبحث الثاني

التحديات الأمنية للتوازن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط

١/ ثورات الربيع العربي

قد كانت المنطقة العربية تُعاني، من أزمات كثيرة على مختلف المستويات، قد أدى تدخل قوى أجنبية ودول عربية تخصصت في صناعة أزمات إضافية وتعميق الأزمات القائمة من خلال شن معركة داخلية ساخنة على تيار الإسلام السياسي وخاصة في دول الربيع العربي إلى ازدياد تلك الازمات.

قد كان لتلك الثورات أثر على السياسة الخارجية الإيرانية وظهر ذلك من خلال تحقيق مكاسب من الأحداث في العالم العربي، فقد رحّبت بالانتفاضات ضد النظامين الحليفين للولايات المتحدة في مصر وتونس، لكنها تعاملت بقسوة مع متظاهريها هي في الداخل الإيراني، ولا تزال قلقة في شأن الأحداث الأخيرة في سورية.

لم تتمكن إيران من الاستفادة من أحداث العالم العربي بصورة مباشرة لأسباب عدة: فالبلدان التي تخلّصت من الأنظمة الديكتاتورية الموالية للغرب لم تختر سياسة خارجية مختلفة، وهي لا تنضم الى المحور الإيراني، على خلاف مرحلة الحرب الباردة حيث كان يؤدي الخروج من معسكر ما الى الدخول في المعسكر المقابل.

ثم أن التحوّل في السياسة الخارجية ربما يجعل السياسات الخارجية لمصر وتونس وغيرهما أشبه بالسياسة الخارجية لتركيا منها بإيران، أي أكثر وطنية واستقلالية مع الحفاظ على علاقات قوية مع الغرب، فضلاً عن البلدان الأخرى.

كما أن الانتفاضات العربية لا تدعو إلى جمهورية إسلامية أو إلى جهاد عالمي ضد «الشيطان الأكبر» (أو الأصغر)، وإنما إلى الديموقراطية والتعددية وحقوق الإنسان والحرية والعدالة الاجتماعية، وهي المطالب التي لها من القواسم المشتركة مع المعارضة الإيرانية أكثر مما لها مع الحكومة الإيرانية.

كما استنزفت الانتفاضات بعض قوة إيران الناعمة، فقبل الأشهر القليلة الماضية، كانت الثورة الإيرانية آخر ثورة في المنطقة تخلّص فيها شعب من حاكم ديكتاتور، لكن شعوب تونس ومصر وليبيا واليمن والدول العربية الأخرى تُقدّم الآن نموذج المجد الثوري للقرن الحادي والعشرين.

وعلى غرار الثورة في روسيا بعد عقود عدة من لحظة انتصارها عام 1917، تبدو الحكومة في طهران أشبه بنظام قمعي منها بحكومة تحررية. وبينما سعت طهران إلى الاستفادة من الاحتجاجات في بعض البلدان، كالبحرين، فإن مواقفها – ومواقف حليفها «حزب الله» – أثارت توترات مذهبية في المنطقة، من دون أن تتمكن إيران من القيام بخطوة فعلية في البحرين أو في أماكن أخرى.

أم بالنسبة للأثر على السياسة الخارجية الإسرائيلية فإنها لم تشعر بعد بآثار التطورات الجديدة تماماً. إذ تمت تهدئة المخاوف الأوّلية من أن مصر سوف تتخلى عن معاهدة السلام مع إسرائيل. ولكن مع رحيل مبارك والقلاقل التي وقعت في الأردن، وبعد تراجع العلاقات مع تركيا، لم يعد لإسرائيل أي «أصدقاء» في المنطقة.

كما أن إسرائيل لن تعود قادرة على الادّعاء أمام الغرب بأنها هي الديموقراطية الوحيدة في المنطقة، ولم يعد بمقدورها القول إن الديكتاتورية والتطرف الديني يهيمنان على العالم العربي. وسوف تواجه إسرائيل تحدّياً دولياً صعباً هذا العام عندما يتحرّك القادة الفلسطينيون لإعلان دولتهم من جانب واحد. وإذا اختار الفلسطينيون الثورة ضد الظلم والقمع، كما فعل إخوانهم في مصر وأجزاء أخرى من العالم العربي، فقد تواجه إسرائيل تحدياً أكبر مما واجهته في الانتفاضتين الأولى أو الثانية[47]

٢/ الازمة السورية

لقد أثرت الأزمة السورية على التوازنات الإقليمية في الشرق الأوسط والدول المحيطة بها، فقد أدى ذلك إلى ارتفاع نسبة الوفيات والخسائر الاقتصادية وعدم الاستقرار، فقد تعرضت المنطقة إلى أزمات اقتصادية واجتماعية كبيرة وهذا قد ظهر على اقتصاديات الدول المجاورة .

فقد انخفضت معدلات النمو في العراق بمقدار ٢•١ وفي الأردن بمقدار ٦•١، وفي لبنان بمقدار ٧•١ وهذا بسبب الصراع في سوريا، وقد تراجعت حركة التجارة العابرة الأرضى السورية، وقد أدى تأثير هذا الصراع على الاجمالى المحلى إلى ارتفاع الفقر بمقدار ٤ نقاط في الاردن، ٦ نفاط في العراق، كما أنها لها تأثير على سوق العمل في كل البلاد المجاورة بعد عام ٢٠١١م مما أدى إلى تباطؤ الاقتصاد. كما أنها أدت إلى تدفق اللاجئين مما أدى إلى زيادة الطلب على الخدمات العامة، وقد ازدادت النفايات الصلبة وكذلك زيادة في تلوث الهواء والمسطحات المائية نتيجة لوجود اللاجئين.[48]

٣/ الأزمة العراقية.

الأزمة العراقية الراهنة ليست مجرد نتاج لتلك الأخطاء التي قام بها رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي خلال منصبه، وانما يرجع جذور تلك الأزمة إلى الاخفاقات في النظام السياسي العراقي وهذا في مرحلة ما بعد الحرب الأمريكية على العراق.

وقد حذر الكاتب toloy Dodge أستاذ العلاقات الدولية والخبير في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية من ازدياد الوضع في العراق خاصه مع بداية ٢٠١٤ وذلك عندما سيطر تنظيم داعش على الموصل ثانى أكبر المدن في العراق ثم استمر هذا التنظيم في التوغل في البلد حتى يستطيع السيطرة على محافظة ديالى، والتى تقع على الحدود مع إيران.

وقد أوضح أن هذا التنظيم نجحت في ذلك من خلال تنظيمها فقط ولكن أيضا بسبب ضعف القوات والنظام العراقي، وهذه الازمة مازالت مستمرة خاصه بعد فقدان الجيش العراقي مساحات كبيرة من الأراضي في شمال العراق[49].

كما أن الوضع الداخلي في العراق يشهد أزمات أمنية وسياسية واقتصادية متتالية منذ سنوات عديدة، لكن عام 2020 حمل جديد مهم يرشح الوضع في العراق لتطورات أخرى هذا العام 2021.

وقد حدث تمحور جديد 2020 في مسارين؛ أولهما: التغير النسبي في موقف الحكومة العراقية من الميليشيات المسلحة غير المنضوية تحت مظلة قوات الأمن الحكومية الرسمية، خصوصًا ميليشيات الحشد الشعبي والفصائل التابعة والمشابهة لها، والمسار الثاني: هو استمرار الجدل والغموض حول بقاء أو خروج القوات الأمريكية من العراق.

وكان الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” قد قرر سحب أعداد إضافية من القوات الأمريكية الموجودة على الأراضي العراقية، وكان المتوقع والمعلن أن يمضي الرئيس الجديد “جو بايدن” في تنفيذ القرار، إلا أن التطورات المتلاحقة التي تمر بالعراق، تفتح الباب أمام احتمالات أخرى لوضع القوات الأمريكية هناك، منها إرسال أعداد إضافية من الجنود الأمريكيين، ويعكس هذا التذبذب في الموقف الأمريكي، حالة الارتباك وعدم وضوح الأفضلية بين الخيارات المحدود المتاحة.

فقد صار وجود القوات الأمريكية فوق الأراضي العراقية مكونًا أساسيًّا في التفاعلات الجارية وورقة مهمة في العلاقة المتأزمة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وتعرضت القوات الأمريكية عدة مرات إلى عمليات قصف صاروخي متكررة. جاء بعضها في سياق رد إيراني غير مباشر على استهداف واشنطن لميليشيات موالية لها، والانتقام لاغتيال العالم النووي محسن فخري زاده (وقبله بعام اغتيال القيادي العسكري رفيع المستوى قاسم سليماني قائد الحرس الثوري)، وجاء البعض الآخر ردًا على محاولات الحكومة العراقية تحجيم قدرات وأدوار فصائل الحشد الشعبي المسلحة، وغيرها من الفصائل الموالية لإيران، مثل كتائب “حزب الله العراقي”.

بالتالي فالبدائل أمام واشنطن صعبة ومحيرة، بين سحب قواتها من العراق للحفاظ على أرواح الجنود الأمريكيين، والاحتفاظ بالعدد الموجود وربما زيادته؛ تجنبًا لترك الساحة العراقية مفتوحة أمام النفوذ الإيراني، وضمانًا لاستمرار القدرة على مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، دون حاجة إلى دعم الفصائل الموالية لإيران.

والمغزى الحقيقي للتطورات الجارية في هذين المسارين، أن الوضع الأمني (وبالضرورة السياسي) في العراق مرتبط إلى حد كبير بتطورات العلاقة بين واشنطن وطهران، ووفقًا لما ستؤول إليه لعبة الشد والجذب بين الطرفين، سيتحدد مسار الوضع الداخلي في العراق.[50]

٤/ القضية الفلسطينية.

تعتبر القضية الفلسطينية هى القضية الأولى والشاغلة للوطن العربية جميعاً ولكن قد تراجع الاهتمام بهذه القضية في الفترات الأخيرة وكان هذا كله تحت حجج كثيرة والتى منها محاربة الفساد والإرهاب والتطرف والأولويات الأخرى، كما أنه تم عقد جلسه لمجلس الأمن حول القضيه الفلسطينيه.

وأثر تلك القضية على استقرار الشرق الأوسط وقد أعرب مندوب تونس طارق الاوب،  ومندوبة النرويج منى جول، ومندوب الصين زانغ جون عن قلقه في قطاع غزه، كما حث وزير خارجية الصين إسرائيل على الالتزام بواجباتها وهذا بموجب القانون الدولي ورفع الحصار عن غزة بشكل فورى وضمان أمن المدنيين وحقوقهم، وأكد على أن العدالة قد تتأخر بالفعل ولكن لا يجب أن تظل غائبة إلى الأبد.

كما دعت السفيرة ليندا توماس، المندوبة الدائمة للأمم المتحدة في مجلس الأمن إلى الوقف الفوري للهجمات الصاروخية والاسنفزازات الأخرى واعربت عن قلقها إزاء العنف المجتمعي دخل المجتمعات المختلفة فلسطين كما دعت إلى تفويض السلم ووقف كل أعمال العنف من جانب الطرفين وأكدت النرويج أن القدس مقدسة لثلاث ديانات وشعبين وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكرى على أن الوضع في الأراضي الفلسطينية يشهد تدهورا وأنه يجب على مجلس الأمن أن يلتفت إلى الوضع المتازم. [51]

المبحث الثالث

           المحددات الخارجية في التوازن الإقليمى في منطقة الشرق الأوسط

هناك العديد من التحديات والمحددات الخارجية المحيطة بالشرق الاوسط، غير أن الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا عملوا على زيادة التلاحم بين التحالفات الوليدة وتحويلها إلى قوة إقليمية وذلك بسبب استراتيجيتهم في الشرق الأوسط، حيث أن تدخل روسيا في سوريا عام ٢٠١٥ أدخلها في شراكة عسكرية مع إيران وسوريا وحزب الله.

كما حاولت الإدارة الأمريكية الدخول في موجه انقسامات إقليمية من خلال التعاون مع إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والتفاوض حول البرنامج النووي الإيراني، كذلك الصين التي تسعى لفرض سيطرتها الاقتصادية على الشرق الأوسط والتدخل في سياستها والترويج لطريق الحريري الذى يعد سوق كبير تحول من خلاله الوصول إلى باقى العالم .

لذلك هناك العديد من الاستراتيجيات التى تم صياغتها لسيطرة ومحاولة التأثير على ميزان القوى في الشرق الأوسط والتى منها:

١/ الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط

تعتبر منطقة الشرق الأوسط موقعاً استراتيجياً للأمن القومي الأمريكي، فالاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط هى استراتيجية ثابتة ومتغيرة، وهذا حسب الاداره الامريكيه والأهداف التى تسعى لتحقيقها في الشرق الأوسط، فهى تتأثر بمؤسسات صنع القرار الأمريكي.

لذلك نرى أن استراتيجية دونالد ترامب كانت تختلف اختلافاً كبيراً عن استراتيجية أوباما في الشرق الأوسط، وذلك لقيام دونالد ترامب بإلغاء صفقة السلاح النووي الإيراني، كما أنه عمل على محاربة النظام الارهابى (داعش) وكان يدعم النظام السياسي السوري بقيادة بشار الأسد وجعل الوضع مع إسرائيل أكثر تعاوناً، فهو استخدام استراتيجية رجل الصفات التى كانت تقوم على العرض والطلب في العلاقات الدولية فهو كان يريد أن يقوى من مكانة واشنطن دون أى مقابل لحماية شركائها.

هذه الاستراتيجية في الشرق الأوسط تدور حول مجموعة من الأهداف والتى كان من أهمها التصدى للإرهاب في الشرق الأوسط كما أنها حاولت منع انتشار أسلحة الدمار الشامل وذلك لأهميتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية، كما كان من أهم أهداف تلك الاستراتيجية هو تدفق البترول بأسعار مناسبة لها.

كما عملت على استمرار الأنظمة الموالية لها سوء كان في مصر، الاردن أو المغرب، ومن أهم محددات تلك الاستراتيجية هى تراجع الطلب على النفط، حيث عملت على وصول الولايات المتحدة الأمريكية إلى قمه الهرم النفطى وجعلتها الدولة الأولى في إنتاج البترول في العالم منذ عام ٢٠١٨م كذلك التوجه نحو اسيا ومحدودية التأثير في الشرق الأوسط، الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، وصفقه القرن؛ التى اعترفت فيها بالقدس عاصمة لإسرائيل وقام ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

أم استراتيجية جون بايدن الذى كان يرى إعادة النظر في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ورفع مستوى الالتزام الامريكي مع الحلفاء وذلك لإثبات دور امريكا في المنطقة، حيث يرى أيضاً اعتماد لغة الدبلوماسية متعددة الاتجاهات لمواجهة التطورات في الأوضاع التى تحدث فى المنطقة وأيضاً لمواجهة تلك الضغوطات الناتجة عن تعدد الاستراتيجيات في المنطقة،.

كما أن هناك اقتناع أمريكى بأن منطقة الشرق الأوسط تعانى من الصراعات والنزاعات وعدم الاستقرار لذلك على السياسة الأمريكية إعادة التفكير في طرق التعامل مع تلك الازمات دون أن يفرض عليها ذلك ضغوطات أمنية أو اقتصادية، لذلك السياسة الأمريكية تتبنى عدة مراحل: المرحلة الأولى تنطلق من إعادة صياغة أوضاع المنطقة، والثانية من التخلص من تلك النزاعات عن طريق الاتفاق، وإقرار الأمن في المنطقة دون اللجوء إلى القوى.

حيث يرى الرئيس الأمريكي جون بايدن أن إدارته جاء لملأ الفراغ الجيوبولتيكى الذى قد أحدثته إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كما أن منطقة الشرق الأوسط تتمتع بأهمية جيو سياسية كبيرة تنبع من وقوعها في صراعات ونطاق تنافس إقليمي ودولي ادراكت الاداره الامريكيه ذلك وأنها هى القوة العالمية الشراعية للهيمنه على تلك المنطقة.

لذلك التحركات الأمريكية اتجاه الشرق الأوسط ارتكزت على تطوير وتقوية علاقتها مع حلفائها في المنطقة وخاصة أن تلك التهديدات التي تشهدها المنطقة تهدد كل القوى وليست امريكا فقط، وأصبحت تدرك أن عدم احتواء تلك المنطقة سوف يضر بمصلحها الحيوية.

وكذلك من أهداف تلك الاستراتيجية حماية إسرائيل التي تعد بند ثابت في تلك الاستراتيجية مهما تغير الرئيس حيث قال ستيفن والت في دراسة بعنوان لوبى إسرائيل « أن مركز اهتمام السياسة الأمريكية الشرق أوسطية هو علاقاتها بإسرائيل» ولكن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن الاعب الوحيد في الشرق الأوسط وخاصة بعد فشل ثورات الربيع العربي، انتشر التكنولوجيا الصينية بشكل كبير وتمدد النفوذ الروسي في المنطقة.

2/ الاستراتيجية الروسية في الشرق الأوسط.

روسيا هى الضلع الثاني للوجود الأجنبى في الشرق الأوسط وذلك باعتبارها قوة عالميه، ولذلك هى قامت بتقديم رؤية روسية لنظام الأمن الجماعي في الخليج العربي، حيث كانت ترى أن هذا النظام سيتم عبر مراحل تحضيرية ولكن تلك الفكرة لما تجد قبول لدى الأنظمة العربية، وقامت روسيا بتطوير الصناعة في الامارات حيث كان أول رحلة إلى الفضاء الخارجى والتى قام بها فزاع المنصوري كانت على مركبة روسية، كما أن الجلسة السرية التى قام بها بوتين مع مجلس الأمن الروسي والتى تم فيها مناقشة وضع الشرق الأوسط من الاستراتيجية الروسية، ماهى إلا دليل على أهمية تلك المنطقة، حيث أكد على أن موسكو لها العديد من المصالح الحيوية في تلك المنطقة.

لذلك شهد الوجود الروسي في الشرق الأوسط نقلة نوعيه كبيره، حيث اختفى البعد الأيديولوجي في السياسة الروسية وأصبحت أكثر براجماتية في خدامه مصالح البلاد الحيوية، كما أنها تحاول استكمال مثلث القواعد العسكرية لها والتى تتمثل في سوريا « طرطوس» ، والقاعدة العسكرية في السودان « فلامنيجو» وليبيا، وتعظيم مصالح روسيا في تلك المنطقة، باعتبار أن تلك المنطقة تمثل سوق لصادارت الروسية ومنظومات تسلح، إلى جانب تنسيق تلك الدول الطاقه مع روسيا، كما أكدت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلاقات الدولية جامعه القاهره؛ تصاعد الدور الروسي في منطقة الشرق الأوسط، واكدت على أن الدولة الروسية مازالت تحلم بتحقيق مايسمى بالقفزة الاستراتيجية للنفوذ الروسي ومن أهمها:

١/ تحدى البحر الاحمر: حيث لم تستطع روسيا الوصول إلى نقطة محورية في منطقة البحر الأحمر وخاصة مع حرص الولايات المتحدة الأمريكية على ذلك كما أن روسيا تسعى للحضور الدائم في الشرق الأوسط حيث أن الوثائق الروسية التى صدرت خلال عامى (٢٠١٤-٢٠١٥) أكدت على الحضور الدائم للقوى الروسية في الشرق الأوسط، فهى عملت على توسيع قاعدتها البحرية في طرطوس في سوريا، حيث أصبحت سوريا نقطة ارتكاز أساسية لروسيا في الشرق الأوسط كما أنها استطاعت تعزيز وجودها من خلال قاعدتها في السودان.

كما أن خطوات روسيا في الجزائر أثارت انتباه العالم، حيث أن المنطقة العربية بالنسبة لروسيا تعتبر منطلقا أمنيا لها، باعتبار أن روسيات ترتبط بالشرق الأوسط ارتباطا أمنيا، وتحالف النفط الذي تانى أهميته على قمة أولويات موسكو والتى تعتبره موسكو مسألة أمن قومي لها، وتعتبر أن تحالف أوبك بلس لايقل أهمية عن أى تحالف اقتصادي اخر بل يعتبر هو الاقوى لديها.

كما أن روسيا ترى من خلال استراتيجيتها أن أفضل حل للقضاء على الإرهاب هو استئصاله على عكس الاستراتيجية الأمريكية التي تعمل على الترويج وتوظيف الإرهاب فقد أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا لن تتهاون مع الإرهاب، كما تعتبر منطقة الشرق الأوسط سوق مهم لسلاح الروسي باعتبار أن الجزائر هو ثالث دولة عالمياً في استيراد السلاح الروسي، وكانت العراق في السابق هى الدولة الأولى عربياً في الاستيراد منها.

3/ الاستراتيجية الصينية في الشرق الأوسط.

هناك العديد من القوى الدولية الصاعدة على الساحة الدولية سوء كانت تلك القوى علنيه او مستترة، ومن أمثلة تلك القوى التى ظهرت فى وقتنا هذا هى الصين التى أضحت تفرض نفسها بقوة على الصعيد العالمي بعد أن كانت الولايات المتحدة الأمريكية هى القوة الوحيدة والمسيطرة على العالم وقد بدأ صعود هذا الدور في الشرق الأوسط مع سوريا حيث أقاموا العديد من العلاقات الدبلوماسية عام ١٩٨٠ م، وقد قام الرئيس السورى بشار الأسد بتوثيق تلك العلاقات حينما قام بزيارة الصين عام ٢٠٠٤ . وكانت تلك الزيارة تتناول إقامة علاقات اقتصادية واجتماعية وثقافية وكذلك العديد من الاستثمارات الأجنبية في سوريا، حيث ترى السياسة الخارجية الصينية أن دول الشرق الأوسط هى الأقرب في توجيه تلك الاستراتيجية لها باعتبارها سوق كبيرة للمنتجات الصينية.

فالصين لديها العديد من العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع دول الشرق الأوسط ودول الخليج العربي فهى تهيمن على معظم استيراد هذه الدول، وقد جاء موقف الصين واضحة من النظام السورى أثناء الثورة حيث كانت ترفض أى تدخل أجنبي فيها لأنها دولة مستقلة ذات سيادة، كما أنها عارضت كل العقوبات الاقتصادية التى تم فرضها على سوريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

كما أنها تسمى الآن التنين، وهو يدل على قوتها وهيمنتها الاقتصادية على معظم دول العالم، وذلك لأنها تعتمد في علاقاتها الخارجية على المصالح الاقتصادية وليست العسكرية كما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، لذلك هى تتأثر بأى نوع من أنواع العنف وعدم الاستقرار في تلك الأنظمة ، لذلك هى الآن تسعى لبناء جدار اقتصادى قوى مع الدول العربية، كذلك تسعى إلى عدم التدخل في أى صراع في المنطقة.  على الرغم من عدم امتلاك الصين استراتيجية متكاملة اتجاه الشرق الأوسط إلا أنها لديها العديد من الأولويات التى تتماشى مع أهدافها في المنطقة وذلك لتسطيع موكبة التنمية واستمرار امتلاكها للطاقة وايضا حتى تستطيع تحديث جيشها وذلك لأنها تركز على جوانب ضعف النفوذ الأمريكي في آسيا خاصه بعد غزو العراق وأفغانستان.

وكذلك فشل امريكا في إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وهذا للحد من النفوذ الأمريكي وتوسيع النفوذ الصيني ليس فقط في الشرق الأوسط بل في العالم كله وذلك من خلال مبادرة الحزام والطريق  ويعتقد ليوتشونغ منخ، مدير معهد دراسات الشرق الأوسط لجامعة شنغهاي لدراسات الدولية، أن منطقة الشرق الأوسط لعبة بين السياسة الأمريكية والسياسة الصينية وأن الصين تدعم حركات التحرر وكانت عضو في حركة عدم الانحياز، وتعمل على تطوير وانشاء علاقات قوية مع دولة الشرق الأوسط خاصه بعد الحرب الباردة.

الفصل الثالث :التنافس العسكري الإيراني الإسرائيلي وأثره على التوازن الإقليمى الشرق أوسطي

المبحث الأول

منطلقات الفكر الاستراتيجي العسكري الإيرانى والإسرائيلي في الشرق الأوسط

مقدمة:

بعد التفكير الاستراتيجي أحد أهم المهارات و الوسائل التي يمكن أن يستخدمها قادة علوم الحياة للتعامل اللين و هى عملية تتسم بالاستمرارية و التطور تحدد الطريقة التى تتوصل من خلالها الى استنتاجات واتخاذ القرارات، كما أيضا تشير إلى القدرة على التفكير خارج الصندوق، و وضع تصورات جديدة لمشاكل قديمة.

كما يمنح لك فرص بفوتها آخرون فى الساحة المضطربة و تنافسية و هذا يعطي لك ميزة على المعارضة . فنا هي أهمية التفكير الاستراتيجي؟

تعتبر الاستراتيجية السياسية هي العمود الفقري لبناء الارادة الوطنية و تماسك  الجبهه و نجاح التخطيط الشامل ، كما تبني تعقيدات البيئة الدولية التي تشكل مسرح عمل الدولة و هذا مثل : حرية التجارة الدولية، و المخططات الاستراتيجية الاجنبية متقنه الصنع و الاعداد، عمق الصراع الدولي حول المصالح وإتاحة قدرات تفاوضيه للدولة، مما يمكن من المستوي المطلوب من الطرح الفكري  السياسي الذي يستجيب للتطورات الدولية و العملية.

ولهذا سنتناول فى هذا المبحث التفكير الاستراتيجي الايراني و الإسرائيلي:

أولًا/ التفكير الاستراتيجي الإيراني

مع تنامي المخاوف من زيادة خطر تصاعد التهديدات الامنية فى منطقة الشرق الاوسط متزامناً مع القدرات النووية الايرانية و فتح الملف النووى الايراني، وهذا يفرض بعض التوترات فى العلاقات الخارجية يطغي معها بُعد أخر لا يقل أهمية هو بُعد التفكير الايراني الذي الذي يشتد طردياً مع حدة العولمة المتزايدة التى تفرض نفسها على الساحة الدولية فى عدة مفاهيم كمفهوم الحرب الذي يتبناها

ايران أو ما يسمي ايضا بالتهديدات الإيرانية.

وذلك من خلال اعتمادها على تطوير نظام الدفاع السلبي الذي يضع تركيزه على القوي الروحية فضلاً على الاعتماد الكلي الخلفية المذهبية و الايدلوجية خاصة انها تحقق هدفين وظيفتين اولهما دفاعي والاخر ردعي، حيث أصبحت إيران فى العقد الاخير فاعلاً اقليمياً ذو ثقل و مركز محوري فى المنطقة العربية خاصة فى الخليج العربي بسبب حضورها فى العديد من الملفات و القضايا من خلال دعمها لأطراف مؤثرة مثلما تناول ايران للأزمة السورية.

ومع النظر الى التوجهات السياسية الخارجية الايرانية و النظر السياسي الايراني فصله التوجه الديني، حيث ان هدف ايران التي تسعي لتحقيقه هو لعب دور اقليمي، و لهذا أصبحت سياسة إيران هي المصلحة الوطنية إلا أن فى ظاهرها تهتم بقضايا المنطقة و دعمها الكامل لها، و هذا ما يجعل التفكير الاستراتيجي الايراني موضوعا معقداً و تبين ذلك بالنظر الى طبيعة النظام السياسي و صناع القرار بها و الثقافة الاستراتيجية و غيرها من العناصر.

إلا أن هذا التنظير فى الفكر الاستراتيجي الايراني الى جملة من التحولات العالمية ترتبط بالسلوك والأداء الاستراتيجي حيث تمكن الدولة من دراسة اتجاهات العمل البديلة و يجعلها تنتقل من مجرد رؤية نظرية الى منهج تتم ممارسته على أض الواقع بشتي الوسائل و الأدوات.

ومن هنا تميزت ايران بالثبات فى أطرها العامة و نمط إدارتها رغم التهديدات المحيطة بها، جدير بالذكر ان المؤسسات العسكرية تأتي فى صدارة كل المؤسسات و هو يعتبر الذراع الاقوي لصناعة و تنفيذ السياسة الخارجية الايرانية حيث اهتم بدور تصدير الثورة.

إلا أن ذلك لا يرضي الرئيس الايراني السابق وقتها وهو على أكبر هاشمي رفسنجاي وقد وضع فى خططه بعد الحرس الثوري على الدور السياسي لدمج هذه المؤسسة من ضمن مؤسسات الدولة، كما يضيف ايضاً وجود مؤسسات اقتصادية بجانب المؤسسات السياسية و العسكرية تعمل في التجارة الى التصنيع و الانتاج الصناعي.

بالاضافه إلى الطابع الخيري، و حصولها على مساهمات مالية عالية من خزائن المرشد الاعلى الرسمية ، و من ضمن  مهماتها هو نشر التشيع فى العالم الإسلامي عن طريق تمويل الاحزاب والمؤسسات المعوقين و المستضعفين تشير الاراء الى ان ايران تتبع سياسة التلاعب بالخصم و توزيع الادوار بين معتدل و راديكالي، حيث ألمح أن الادارة الايرانية تسعي لتغيير ثقافي في المجتمعات المحيطة بهدف تغيير المعادلة الاقليمية على المدي البعيد التي من خلالها تحقق ادوات السيطرة السياسية و الاقتصادية التى لا يمكن توافر شبكات من رأس مال بشري على المستوي الاقليمي يرتبط بها أيديولوجيا، و لهذا تعد الدبلوماسية الثقافية من أهم الأسس التى تتبعها ايران فى السياسة الخارجية التى وظفتها القوي الناعمة. [52]

ثانيًا/ الفكر الإستراتيجي الإسرائيلي

على الرغم من معرفة الصهاينة الاوائل بأن فلسطين عكس الدعاية الصهيونية “أرضاً بلا شعب لشعب بلا أرض” الا انهم فضلوا تجاهل الوجود الفلسطيني لاسباب سياسية ، الا ان زئيف جابوتسكي زعيم اليمين الصهيوني قد صرح كيفية التعامل مع العرب الفلسطينين الذي ما كانوا سيقبلون بأن تتحول أرضهم إلى وطن قومى اليهود .

لم يكن هدف اسرائيل إقامة دولة لها تقتصر على فلسطين حيث المخطط الصهيوني المعروف هو من النيل الى الفرات بناء على امبراطورية إسرائيلية و لكى تتمكن من الحفاظ على أمنها القومى و الاعتداء على اسرائيل عن طريق تجنييد جميع مواطنيها فى الجيش سعياً الى ردع الطرف الأخر و تلك الاستراتيجية اتبعتها مع كثير من الدول العربية ، كما ارتكز الردع الاسرائيلي على تطوير السلاح النووى و الجوي الى جانب نظام القبة الحديدية الدفاعي الصارم و الرامي الى منع اى صواريخ تطلق من قبل المقاومين اللبنانية و الفلسطينية من بلوغ المدن الإسرائيلية، وقد قامت الاستراتيجية الردع الاسرائيلي على ثلاث فرضيات و هى أن :

  • العرب يدركون أن القوه و الجيش الاسرائيلي تمتلك القوة و القدرة على الرد على كل التحديات العربية.
  • اضطرار اسرائيل الدائم الى الرد منعاً لفقدان قوتها و المصداقية.
  • عمل الرد الاسرائيلي على منع الحرب فى الغالب الى جانب التحكم فى سلوك الأطراف المتحاربة بعد اندلاع المعارك معهم الى جانب السعي فى انهاء الحرب فى أكثر من وقت مبكر.

ولهذا مع استخدام اسرائيل لاستراتيجية الردع قد عملت على اقناع الجانب العربي التفكير بالخيار العسكري فى التصادم مع اسرائيل عن طريق رفع الكلفة فى أى مغامرة عسكرية ، وايضاً استخدام مجمل التدابير من أجل منع دولة أو مجموعة من الدول المعادية من خوض حرب ضدها أو بث الذعر من خلال الإقدام على أعمال عدائية ضد اسرائيل.

جدير بالذكر أن الصهيونية ليست بالحركة الدينية ولكن اتخذت الدين ستاراً للتمكن من وصول أصولها كحركة سياسية حيث يؤكد على أن الصهيونية هى حركة قديمة و أن أهدافها كانت دوماً سياسية وليست ديني.

وهناك مجموعة من أنماط الردع الذي تقوم عليها سياسة الردع الاسرائيلي مثل التدخل المباشر للردع و هى تعني الدخول فى حرب مباشرة أمام أي جماعة مسلحة، الردع فى مواجهه ضد الدولة المضيفة و التى تعتبر هذه السياسة جوهر اليات الردع و هى تعرف بالردع التكتيكي و التى تتبع كثيرا خاصة فى الافعال العملياتية هناك نوع ثالث و هو الردع الموجه للسكان الذي يهدف الى التخلص من الجماعات المسلحة التى تتخذ من السكان دروعاً بشرية.

وهناك حالة رابعة و هى الردع من خلال الدولة الراعية التى تركز على منع تهديد المصالح المباشرة لاسرائيل  ومنع الجماعات المسلحة من الاضرار بالامن فى اسرائيل و هناك الردع الغير مباشر الذي يسمي بالخطة الكبري الذي يعمل على تنفيذ الأهداف بعيدة المدي بالنسبة للامن القومى الاسرائيلي . فما هو مستقبل استراتيجية الردع الاسرائيلية ؟

بسبب تآكل الردع فى الاونة الأخيرة لجأت إسرائيل الى نوع من التنكيل أكثر من الأعمال العسكرية ال1مهنية، حيث بدأ الكيان يمارس الكثير من الجرائم الموضوعه بخطط مدروسة وخطط محددة الاهداف، ذو بات التدمير الممنهج هو شعار القيادة الاسرائيلية فى التعامل مع المقاومة الفلسطينية.

فمن أسباب تراجع او تآكل الردع هو انخفاض ملموس فى عناصر المبادرة خاصة وأن الجيش الاسرائيلي ضبط نفسه فى العديد من المرات المتكافئة بمجموعة من ردات الفعل.[53]

المبحث الثاني

مقارنه بين القوى العسكرية الإيرانية والقوى العسكرية الإسرائيلية

أولاً: القوة العسكرية الإيرانية[54]

جاء ترتيب القوة العسكرية الإيرانية في المركز الرابع عشر طبقا ل global fire power  لعام 2022م وهذا الترتيب يتم على أساس أكثر من 50 عامل وذلك لتحديد قوة الدولة وذلك من خلال القوة العسكرية والمالية إلى القدرة اللوجستية والجغرافيا.

وقد قام معهد ستوكهولم الدولى للأبحاث السلام ( سيبرى) في تقرير له بتوضيح أن طهران زادت من إنفاقها العسكري عام ٢٠٢٠ بنحو ٣٠ فى المائة من الإنفاق العادي لها على الرغم من الأزمات الاقتصادية التى تشهدها إيران، وهذه السنة الثالثة على التوالى التى يرتفع فيها الإنفاق العسكري الإيرانى، وقد صرح نائب قائد ميليشيا الحرس الثوري حول التكاليف التي تنفقها إيران على التدخلات الإقليمية تعتبر أقل بكثير من تكلفة الحرب العراقية، وقد قدرت وكالة (بلومبرج) الأمريكية في تقرير لها عام ٢٠١٥، أن طهران تنفق حوالى ٦ مليارات دولار في سوريا.

ثانيًا: القوة البحرية الإيرانية[55]

القوة البحرية الإيرانية من أهم القوى في العالم سواء التي تقع في الجيش الايراني أو ضمن الحرس الثوري، حيث تم تصنيف القوة البحرية الإيرانية السادسه على مستوى العالم هذا العام، وقد اهتمت إيران بتطوير هذه القوة وذلك بسبب امتلاكها ٢٠٠٠ كيلو متر في بحر قزوين والخليج الفارسي وبحر عمان، فهذا القوة تابعه للجيش الإيراني وتعرف باسم « نداجا» وهى القوى المسؤولة عن حماية المياه الإقليمية في بحر عمان وبحر قزوين، كما أنها تقوم بحماية الخليج الفارسي بالاشتراك مع القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، وقد شهدت هذه القوة تطوير كبير بعد حرب الخليج الأولى وكان ذلك بالاعتماد على الصناعة المحلية بعد أن كانت تعتمد إيران على بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث أصبح لديها أكثر من من ٣٩٨ قطعة بحرية فهى تمتلك: 343سفينه دورية حيث لديها ثاني أضخم أسطول في العالم.

كما أن لديها أسطول تجارى مكون من 720 سفينة

كما أنها تمتلك مخزون طائرات بحرية مهم ومتنوع أيضاً:

طائرات ذات أجنحة ثابتة: ما لا يقل عن 16 طائرة شحن مختلفة دولة المنشأ امريكا، فرنسا، هولندا، ألمانيا.

طائرات مروحية: ما لا يقل عن 17 طائرة bell للنقل أمريكية الصنع، 16 طائرة سيكورسكي أمريكية الصنع ضد الغواصات، نزع الألغام، وطائرات Mi الروسية من مختلف الأنواع المخصصة للمهام القتالية أو النقل. أسطول كبير من طائرات بدون طيار المتنوعة المهام: استطلاعي – قتالي – انتحاري. _ يقدر عديدها بأكثر من 25 ألف عنصر.

ثالثا: القوات البرية الإيرانية

وتلك القوات تتكون من حولى 540 ألف فرد، منهم 220 ألف مجند، 350 ألف فرد احتياطي،

الحجم العام للقوات الإيرانية:

أ.  قوات نظامية: أربع قيادة جيش ميدانى بإجمالى 12 فرقة (4 فر م – 6 فر مش/ ميكا – 2 فر قوات خاصة)، بالإضافة الى 6 ل مقل (ل م – ل مش – ل محمول جواً – 3 ل كوماندوز) – 5 مج مد م – مج م م م د – قيادة طيران جيش.

ب. الحرس الثورى: 3 فيلق بإجمالى 18 فرقة (2 فر م – 5 فر ميكا – 8 فر مش – 3 فر قوات خاصة)، بالإضافة إلى 12 ل مقل (4 ل م – 7 ل مش/ ميكا – ل محمول جواً) – 5 ل مد م – 5 ل صار أ أ.

الإمكانيات:

أ. 1800 دبابة، منها حوالى 60% أنواع حديثة نسبياً

(1) 150 دبابة، من نوع إم 60.

(2) 480 دبابة، من نوع ت 72.

(3) 75 دبابة، من نوع ت 62.

(4) 330 دبابة، من نوع تايب – 100 ذو الفقار.

ب. 1600 مركبة قتال مدرعة، من أنواع  بى إم بى – ب ت ر 50/ 60 – أو تى 62/ 64 – كاسكافيل – البوراق).

ج.2700 قطعة مدفعية ميدان/ وسط مجرورة وذاتية الحركة.

د. 1620 قطعة هاون أعيرة مختلفة.

طيران الجيش حوالى 640 طائرة عمودية هجومية وخدمة عمومية أنواع مختلفة

أ. 55 طائرة، من نوع سيسنا.

ب. 40 طائرة، من نوع شينوك.

ج. حوالى220 طائرة، من أنواع بل 204/ 205/ 214، هاى كوبرا.

البرنامج النووي الإيراني

قد مر الملف النووي الايراني بثلاث مراحل، وهذه المراحل تتمثل في:

أولاً/مرحلة التأسيس وتبدأ منذ عام 1958 إلى عام 1977م .

حيث في عام 1958م حصلت إيران على مفاعل نووي بحثى بقدرة 500 ميجاوات من الولايات المتحدة الأمريكية وقليل من اليورانيوم المخصب بموجب برنامج الذرة من أجل السلام، وقد بدأ العمل به في عام 1967م في مركز طهران للبحوث الذرية لينتج 600 جرام من البلوتونيوم، ثم قامت بالاتفاق مع فرنسا على إنشاء شركة اورديف وذلك ليتم الإنفاق على تخصيب اليورانيوم.

ثم قامت بعد ذلك بعقد اتفاق مع شركة سيمنر الألمانية وذلك لإقامة مفاعل نووى في بوشهر، وفى عام 1974م تم إنشاء منظمة الطاقة الذرية في إيران والتى أمر شاه إيران بتخصيص 30 مليون دولار لها، وأيضاً تم إنشاء مركز اميرباد للبحوث النووية في طهران، وفى عام 1975م قامت بالتفاوض مع الشركة الفرنسية فارماتون وذلك لإنشاء محطة نووية في دار خوين في لاهور، والتى تعمل بطاقة 900 ميجاوات وتقوم باستهلاك يورانيوم منخفض التخصيب.

ثانياً/ مرحلة التشغيل منذ عام 1984 إلى عام 2004م

وفي هذه المرحلة اهتمت منظمة الطاقة في إيران بالعمل في كل جوانب البرنامج النووي وتوسيع البنية التحتية للبرنامج، وقد أبرمت الصين مجموعة من العقود مثل قيامها بالاتفاق مع الصين وباكستان وذلك لتدريب الإيرانيين في المجال النووي، ثم أكملت تعاونها مع الدولتين وقامت بتدريب في مجال الخبراء، كما قامت بعقد اتفاق مع الأرجنتين للحصول على اليورانيوم المخصب لمفاعل طهران التجريبي، ثم الإنفاق مع جنوب افريقيا للحصول على كميات كبيرة من اليورانيوم تسمح بإجراء تجارب نووية كما أبرمت عدة اتفاقيات مع روسيا للتعاون النووي في مجال السلم، فوصل بها أكثر من 100 خبير روسى وذلك لبناء مفاعل بالماء الخفيف، ثم بعد ذلك قامت بإقناع روسيا بضرورة الإخفاء على البلوتونيوم في البلاد.

ثالثاً/ مرحلة التجديد والتطوير

على الرغم من قيام إيران بالاعلان عام 2004م عن وقف كل أنشطتها النووية وذلك خلال المفاوضات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا ولكنها لم تلتزم بذلك، ففي عام 2005م اتفقت مع روسيا على إنشاء شركة مشتركة لتخصيب اليورانيوم في روسيا ،  ثم قامت إيران باستيراد يورانيوم منخفض التخصيب لكنها قامت بالحصول على كميات كبيرة من مادة الكيك الأصفر من جنوب افريقيا.[56]

القوة العسكرية الإسرائيلية

طبقا ل global fire power فإن تصنيف القوة العسكرية الإسرائيلية لعام2022 م العشرين على مستوى العالم، إذ يبلغ عدد سكان إسرائيل 8.7 مليون نسمة ومنهم 3.6 مليون نسمة تستطيع المشاركه في الجيش، ولكن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ليست كيان منفصل عن الإطار السياسي والاجتماعي والاقتصادي في اسرائيل[57]

أولا/البحرية الإسرائيلية.

على الرغم من تفوق إيران في هذا المجال إلا أن الأسطول الإسرائيلي يبلغ 65 قطعه بحرية منها 5 غواصات، 48 سفينة دورية و4 طرادات.[58]

القوات البريه الإسرائيلية.

حيث تمتلك إيران 1650دبابة، 7500 مدرعة، 650 مدفع ذاتى، وتبلغ ميزانية الدفاع الإسرائيلية 16.6 مليار دولار سنويا.[59]

ثالثاً/ البرنامج النووي الإسرائيلي

تعتبر إسرائيل الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التى لم توقع على اتفاقيه حظر انتشار الأسلحة النووية وايضا لم يتم مراقبة منشآتها النووية من قبل الوكالات الدولية، وهذا الذى جعل منطقة الشرق الأوسط غير آمنة نهائيا وذلك لانتشار الخوف من الإشعاعات النووية، فمنذ عام 1948م سعت إسرائيل إلى امتلاكها سلاح نووي، وخصوصا في ظل حكومة حايم وايزمان واقتناع رئيس الوزراء بن غوريون، حيث بعد إعلان دولة إسرائيل تم تشكيل مجلس أعلى للطاقة الذرية ثم أصبح بعد ذلك وزارة الطاقة النووية وهذه الوزارة تتبع مجلس الوزراء مباشره، ثم قامت بعد ذلك الجامعات الإسرائيلية بإرسال وفود من الطلاب إلى جامعات أروبا وذلك لدراسة الطاقة والدراسات النووية ومن هؤلاء الطلاب ( حايم وايزمان- موشى ديان، شمعون بيرس، اربيل شارون)

ثم بدأ العلماء الإسرائيليون بعد ذلك بالتنقيب عن اليورانيوم في صحراء النقب عام ١٩٥٠ وتوصل لبعض منه لذلك قاموا بتأسيس وكالة للطاقة الذرية عام 1952م ثم بعد ذلك أصبح البرنامج النووي الإسرائيلي يضم العديد من المختبرات والمعامل حيث بلغ عدد المفاعلات النووية الإسرائيلية 9 مفاعلات وهى ( معهد التكنيون، ديمونا، النبي روبين، مصنع فصل البلوتونيوم، مختبرات الخلايا الساخنه، جامعة النقب، ناحال سوريك) كما أن لديها العديد من صواريخ أريحا التي تم تطويرها مع سركة راسو الفرنسية.[60]

ولكن لم يعترغ قادة إسرائيل بكل ذلك أو بامتلاكهم أسلحة نووية واعتبروا أن هذا الغموض يخدم اهداف ومصلحة إسرائيل، على الرغم من أن هناك بعض الاستراتيجيين الإسرائيليين أمثال شاى فيلدمان أن الأسلحة النووية تؤمن لمالكها ردعا فعالا.[61]

المبحث الثالث

       المكانة الإقليمية لإيران وإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط

أولا: إيران.

هناك تنامى في الدور الإيراني ليس فقط في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ولكن أيضاً له تأثير على الساحة الدولية وخاصة بعد الجدال حول امتلاكها سلاح نووي من عدمه وكذلك رفض إيران تسليم أى تقرير عن أنشطتها النووية لوكالة الطاقة النووية، وهذا الدور يتأثر بشكل كبير بعلاقات إيران مع الدول الأخرى وأيضا بالتحولات داخل مؤسسات الدولة، فيوجد جدل داخل المجتمع الإيراني نفسه وذلك بسبب تنامى الدور الإقليمي لفيلق الحرس الثوري الإيراني والذى يعد انعكاس لعسكرة النظام السياسي داخل إيران ومحاولة إضفاء طابع أمنى عليه ولكن في المقابل تشعر شرائح الشعب بالاحباط وهذا بسبب عدم الانجاز الاقتصادى الذى يظهر بشكل كبير في حركات تنازعية.[62]

ويتاثر الدور الإقليمي لإيران في منطقة الشرق الأوسط بشكل كبير وخاصة بعد قيام إيران بالاتفاق على سوريا مابين ٢٠ إلى ٣٠ مليار سنوياً وعدم قيامها با أى إنجاز اقتصادى مما أدى لحاله كبيرة من الاحباط وخاصه مع زيادة دور الحرس الثوري الإيراني، وخاصه أن هذا التنامى لدور الحرس الثوري في الداخل وتقلد مناصب حكومية هو امتداد لانتشاره في الخارج، وخاصة أن إيران كلما وجهت أى ضغوط من الولايات المتحدة الأمريكية قامت بتنشيط تدخلها الإقليمي وسياستها الخارجية في المنطقة، وخاصه أن زيادة الإنفاق على المليشيات العسكرية في الخارج يؤثر على التقدم الاقتصادي وبالتالى زيادة الإنفاق العسكري قد يؤدى الى سباق تسلح بين دول المنطقة مما يؤثر على التوازن الإقليمى في المنطقة، وهذا يظهر بشكل واضح خاصه بعد التقارب الروسي الإيراني بعد الأزمة الروسية الأوكرانية والتى نتج عنها تهميش للملف النووي الايرانى وأيضا بعد فشل مفاوضات فينا والتى لم ترضخ إيران لها ولم تكن مستعدة لتقديم أى تنازلت فا الأزمة الروسية الأوكرانية جعلت الولايات المتحدة الأمريكية أقل قدرة على إتخاذ أى موقف اتجاه إيران وقد أعطى إيران وقت لاستكمال برنامجها النووي وزيادة تسلحها مما يؤثر على التوازن الإقليمى في الشرق الأوسط.[63]

ثانياً: إسرائيل.

أصبحت إسرائيل تعطي أهمية كبيرة للبيئة الإقليمية عن البيئة العالمية وخاصة أن الدول الإقليمية بات لها دور مؤثر على استقرار المنطقة وتؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على مكانة إسرائيل، لذلك قامت إسرائيل في السنوات الأخيرة بتهميش القضية الفلسطينية وأصبحت تعمل على تعزيز مكانتها الاستراتيجية مع دول المنطقة، حيث أن إسرائيل تبذل دور كبير من أجل تمكين موقعها إقليمية لكى تصبح قوة إقليمية لذلك إسرائيل مرت بثلاث مراحل بعد ثورات الربيع العربي وخاصة ما حدث في مصر أصاب اسرائيل بالصدمة فهى لم تتوقع حدوث هذا كما إنها لم تتوقع النتائج بهذه السرعة ثم حاولت بعد ذلك التكيف مع النتائج وذلك من خلال فهم ما حدث في المنطقة ومحاولة الاستفادة من تلك الثروات حيث يقول النقديات الإسرائيليين ايلى بوديه ونمرود غورن إنه في الوقت التى تعمل فيه الغرب مع ثورات الربيع العربي على إنها مجال لديمقرطيه تعاملت إسرائيل على أن هذا تهديد لامنها القومى، ثم جاء بعد ذلك مرحلة إعادة التوازن الاستراتيجي وخاصة مع ظهور العديد من المشكلات مثل الازمة السورية والتحولات في السياسة الليبية وهذا أعطى لإسرائيل مزيد من الثقه وخاصه أنها أثبتت للغرب أنها تفهم عقلية التحولات العربية وهذا جعل إسرائيل تعيش في زهو استراتيجي غير مسبوق لها في صراعها مع الدول العربية، وأن التناقضات الاستراتيجية في السياسات العربية كان يصب في مصلحة إسرائيل، وخاصة أن القضية الفلسطينية والتى كانت تعتبر المحرك الأساسي في تعامل إسرائيل مع البلاد العربية أصبحت مهمشة في الأجندة العربية، وهذا جعل إسرائيل لم تتون في أن ترفض أى تسوية مع الشعب الفلسطيني دون رداع لها، كما أنها قامت بتحالفات إقليمية مع الدول المجاورة لها مثل الامارات ومصر، أيضا قيامها بالاستفادة من انشغال العالم العربى بأزماته، كما أنها عملت على تقوية علاقاتها مع الدول المحيطة مثل دول الاتحاد السوفيتي السابق واليونان والهند مما يساعدها على تقوية مكانتها الإقليمية ويجعلها قوة إقليمية تعمل على التدخل في مجريات الأحداث والتأثير على على التوازنات الإقليمية في الشرق الأوسط.[64]

الخاتمة.

يمكن استنتاج مجموعة من  النتائج  فى هذه الدراسة هى أن هناك اتجاهين لمستقبل التوازن الإقليمى في المنطقة وهما:

١/ الاتجاه الأول:

انحلال التوازن الإقليمى والدولى في منطقة الشرق الأوسط، والتى ستؤدي إلى حدوث فوضى إقليمية، فإذا تتبعنا منحى الصراع في منطقة الشرق الأوسط سوف نلاحظ أن دائرة الصراع تتوسع دائما بين القوى الإقليمية وبعضها البعض فالمؤشرات الأكاديمية لرصد حالة الصراع تشير إلى تزايد معدلات الصراع مما سيؤدي إلى فوضى إقليمية، فمن المؤشرات الدافعة لهذا الاتجاه:

أ/ الصراع الإقليمى والدولى في منطقة الشرق الأوسط هى سمة من سمات المنطقة، فالصراع فيها موجود قبل الدولة القومية نفسها.

ب/ يوجد العديد من المصالح للقوة العالمية في المنطقة والتى تتقاطع في إقليم الشرق الأوسط والتى تنعكس بشكل سليى على أمن وتوازن القوة في الإقليم، فهذه القوى تغذى الصراع في المنطقة بما يتفق مع مصالح هذه القوى،  فالصراع الأمريكى الروسي يمكن وصفه بأنه القوة المحركة الصراع في المنطقة والتى تتحكم في استقرار المنطقة من عدمه.

چ/ إرادة بعض القوى الإقليمية نفسها في استمرار الصراع والتنافس في المنطقة، فا لايوجد أى نية أو خطة إقليمية تتبنى مشروع توازن يقع على عاتقه الابتعاد عن الصراع والتصادم.

٢/ الاتجاه الثاني.

حدوث ضبط للتوازن الإقليمي في الشرق الأوسط لصالح قوة إقليمية مسيطرة، وهذا السيناريو ينطلق من فرضية تقوم أن التوازن في الشرق الأوسط سوف يكون في حالة من التوازن إذ كان هناك قوة إقليمية مسيطرة في الشرق الأوسط تستطيع فرض إرادتها بما يتفق مع مصالح المنطقة على الدول الاخرى والتى سوف تحكم في سير العلاقات الدولية والإقليمية في الإقليم، فهناك قوة إقليمية مرشحة بقوة لهذا الدور وهى إيران وذلك بحكم دورها الإقليمي وإمكانياتها العسكرية وقوتها الاقتصادية، وينطلق هذا السيناريو من عدة مؤشرات والتى منها:

أ/ أن حدوث ضبط للتوازن الإقليمي في المنطقة يمكن أن يحدث بوجود قوة تفرض سيطرتها على مجرى الصراعات والنزاعات الإقليمية والدولية، فوجود قوة عالميه يعنى ضعف تواجد أى قوة عالمية واى تأثير خارجي في المنطقة، كما أن وجود قوة مسيطرة يمكن أن يضع حد للمشاكل التى تعانى منها المنطقة، كما أنها ستمنع وتضع حد للتنافس في أكثر من جهه.

ب/ تعتبر إيران قوة إقليمية نوعا ما شبة مسيطرة في إقليم الشرق الأوسط فهى تمتلك مقومات القوة والتأثير، كما أنها تعدى إحدى القوة الاستراتيجية في المنطقة والتى تحرك سير الأحداث في العلاقات الدولية.

ج/ احتمالية تحسين العلاقات الإيرانية الأمريكية وخاصة بعد الاتفاق النووي الإيراني عام ٢٠١٥م .

_ ويرجح الباحث حدوث السيناريو الأول ألا وهو انحلال التوازن الإقليمى وخاصة بعد حدوث ثورات الربيع العربي ووجود العديد من الصراعات في منطقة الشرق الأوسط وأن اتفاق إيران مع الولايات المتحدة الأمريكية لم يؤدى إلا إلى قيام إسرائيل بتزويد تسلحها وقوتها العسكرية، كما أنه أدى لقيام السعوديه بزيادة إنفاقها العسكري ومحاولة امتلاكها نووى، كما أنه كان له تأثير على على القيادة المصرية التي عملت على تزويد قوتها حتى استطاعت التقدم في التصنيف العالمي للجيوش، كذلك وجود العديد من القوى العالمية في المنطقة ستمنع أى قوة إقليمية الانفراد بالسيطرة.

قائمة المراجع

أولًا/ المراجع باللغة العربية

  • الكتب
  • اسماعيل صبري مقلد ، كتاب العلاقات الدولية ( الأصول والنظريات).
  •  أمين محمود عبدالله ، اصول الجغرافيا السياسية ( القاهره ، دار النهضه المصريه ، ١٩٨٤).
  •  جورج قرم ، تاريخ الشرق الأوسط من الأزمنة القديمة إلى اليوم، ( شركة المطبوعات والنشر ، ط ١، ٢٠١٠)
  • جوزيف فرانكل ، ترجمه غازي عبد الرحمن ، العلاقات الدولية (جدة ، تهامة ، ط٢).
  • ريتشارد ليتل، توازن القوى في العلاقات الدولية- الاستعارات والأساطير والنماذج، ترجمة هاني تابري، مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، دار الكتاب العربي، بيروت -لبنان، 2009، ص12-13.
  •  سعود عابد، الفرق بين الاستراتيجية والجيوستراتيجية ( الرياض ، تاريخ النشر ٢٥/٣/٢٠١٠، تاريخ الدخول ٢٠/٥/٢٠٢٠.
  • سيد أبوضيف أحمد، إمبراطورية تتداعى: مستقبل الهيمنة الأمريكية والنظام الدولي، دار الطلائع للنشر والتوزيع، 2009، ص20.
  •  فرانك بارنابى، القنبلة الخفية سباق التسلح النووي في الشرق الأوسط، ترجمه هشام عبدالله، ( المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، ط١ ١٩٩١).
  • مهند مصطفى ، إسرائيل والبيئة الإقليمية ( المركز الفلسطيني للأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية ، غزة ، ط١، ٢٠١٦).
  •  وائل شديد ، الجيوستراتيجية بين المفهوم والتطبيق ( ط أولى ، عام ٢٠٢٠).

الدوريات والتقارير

  •  أحمد نوري النعيمي، البنيوية العصرية فالعلاقات الدولية، مجلة العلوم السياسية، جامعة بغداد، العدد46، ص11.
  • أحمد نووي النعيمي، عملية صنع القرار في السياسية الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية نموذجًا ، ط1، دار زهران، للنشر والتوزيع، عمان الأردن، 2013، ص181-182.
  • أحمد يوسف محمد عبدالنبي، تطور مفهوم وتطبيقات توازن القوى في النظام الدولي، مجلة السياسة الدولية، المجلد 55، العدد 220،أبريل 2020، ص19-20.
  • جـون ميرشـايمر، صـدام الجبـابرة: مـن الافضـل ان تكـون وحشـا لا ان تكـون وديعـا، النسـخة العربيـة مـن مجلـة “فـورين بوليسـي ٣ Policy Foreign ، العدد(١٤٦ ،(يناير/فبراير ٢٠٠٥م، ص٣٩.
  • حسين جعفر أغا ، بعض مشكلات الحد من التسلح في الشرق الأوسط، (مجلة الدراسات الفلسطينيه ، مجلد ٦، العدد٢٣، ص٣٥).
  • د.انـور محمـد فـرج، نظريـة الواقعيـة فـي العلاقـات الدوليـة: دراسـة نقديـة مقارنـة فـي ضـوء النظريـات المعاصـرة، مركـز كردسـتان للدراسات الاستراتيجية، السليمانية، العراق، ٢٠٠٧م، ص٣٦٤-٣٦٥.
  • د.واءم السيد عثمان، أثر متغيرات النظام الدولى على الأمن الإقليمي العربي ( مجلة كلية السياسة والاقتصاد ، السويس ، العدد ٩٤، تاريخ النشر يناير/ ٢٠٢١).
  •  الدكتور أحمد علو ، سباق التسلح الدولى بين هواجس الأمن والطموح السياسي والمصالح الاقتصادية ( مجلة الجيش ، ع٢٥٣، سنه ٢٠٠٦).
  • دلال محمود السيد ، التغيرات في توازن القوى الإقليمية، ( مجلة آفاق عربية ، ع٢، ديسمبر ٢٠١٧).
  • عدنان هياجنة، التوازن الإقليمى في الشرق الأوسط في ظل التحولات السياسية،  مجلة دراسات شرق أوسطية ، ع٥٦، مج١٥ ، ٢٠١١.
  • محمد عربى لادمى، التنافس التركي الإيراني على مناطق النفوذ في الشرق الأوسط منذ عام ١٩٩٦ إلى ٢٠١٤( جامعة محمد خضير ، بسكرة، مجلة كلية الحقوق والعلوم السياسيه ، ٢٠١٥).
  • منعم خميس مخلف، الواقعية الجديدة في العلاقات الدولية الافتراضات والتصنيفات والاسس- رؤية تحليلية-، مجلة دراسات دولية ، العدد التاسع والخمسون، ص220.
  • منير موسى، موقف إيران كقوة تعديلية في ميزان القوى الجديدة في الشرق الأوسط، ( مجلة الدراسات الإيرانية، السنه الرابعه، العدد الحادي عشر، سنه ٢٠٢٠).
  • نبيل برغال، الواقعية الإيرانية والاتفاق النووي بحث في الدوافع والمسارات، رؤية تركية، العدد3، السنة4، 1سبتمبر 2015.
  • وجيه كوثرانى ، الشرق الاوسطية والتطبيع الثقافي مع إسرائيل ” البعد التاريخي واشكلات راهنه”(مجلة الدراسات الفلسطينيه ، مجلد ٦، عد٢٣)

ج- الرسائل العلمية

  • طايل يوسف عبدالله ، الاستراتيجية الإقليمية لكل من تركيا وإيران في الشرق الأوسط ( جامعة الشرق الأوسط ، كليه الاداب والعلوم ، رسالة ماجستير ، ٢٠١٣).
  • فايز يوسف الدلابيح، سباق التسلح وأثره في الشرق الأوسط بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، (رسالة ماجيستير، جامعة الشرق الأوسط، 2011)، ص14.
  • ياسر جعفر حيدر، واقع ومستقبل توازن القوى في منطقة الخليج العربي في ضوء منظومة الأسلحة التقليدية والنووية، رسالة ماجستير، جامعة الشرق الأوسط، قسم علوم سياسية، ٢٠١٦.

د- المواقع الإلكترونية

  • توازن القوى في العلاقات الدولية، جريدة الرؤية، 1ديسمبر 2015، تاريخ الدخول 24/5/2022، https://www.alroeya.com/26-27/237112
  • الواقعية الجديدة، الموسوعة السياسية، 21/5/2022، https://political-encyclopedia.org/dictionary
  •  http://www.politics-ar.com/ar/index.php/permalink/3062.html
  • محمد بن هويدن، واقعية إيران السياسية، البيان، تاريخ النشر 10 مايو 2009، https://www.albayan.ae/opinions/2009-05-10-1.432387
  • معجم المعاني، تعريف ومعنى سباق التسلح في معجم المعاني الجامع، تاريخ الدخول 19/5/2022، https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar
  •  هدى رؤوف ، الشرق الأوسط ” بدء سباق التسلح بين إيران وإسرائيل”( اندبنيت العربية ، تاريخ النشر ٢٩/١٠/٢٠٢٠، تاريخ تاريخ الدخول ٩:١٦ يوم ١٨/٥/٢٠٢٢.
  • https://rouyaturkiyyah.com/research-articles-and-commentaries
  • هيثم كيلاني ، الموسوعه العربيه ،مجلد٦، ص٤٠٢، تاريخ الدخول ١١:٣٠ يوم ١٩/٥/٢٠٢٢.
  • حسن أبو العينين، التعريف القانونى للردع، https://hassanabouelenin.com/ar/details/35
  • معجم المعاني، تعريف ومعنى ردع في معجم المعاني الجامع، تاريخ الدخول 19/5/2022، https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%B1%D8%AF%D8%B9/
  • حسن الرشيدي، استراتيجية الردع وممارسة القوى بأدوات أخرى، (مقال، تاريخ النشر ٢١/٧/٢٠١٩، تاريخ الدخول ٨:١٤ يوم ٢٩/٥/٢٠٢٠) https://www.albayan.co.uk/article2.aspx?id=6741
  • زيد محمد علي، مكانة الردع في الإستراتيجية الوقائية الأمريكية، ( جامعة النهرين ، كلية العلوم السياسية ، ٢٠٠٩).
  •  خالد ابراهيم ، الجيوستراتيجية السعودية، ( الجزيره ، تاريخ النشر ٢٤/٧/٢٠١٦، تاريخ الدخول ٢٠/٥/٢٠٢٢).
  • معجم المعاني، تعريف ومعنى توازن في معجم المعاني الجامع، تاريخ الدخول 18/5/2022، https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B2%D9%86/
  • الاصول العامة في الجغرافيا السياسية والجيوبولتيكيا مع دراسة تطبيقية على الشرق الأوسط ، مؤسسة هندواى ، تاريخ الدخول ٥:١٥ يوم ١٨/٥/٢٠٢٢ ، https://www.hindawi.org/books/81426250/2.1
  • جواد صالح مهدي، تقييم جغرافى لستراتيجية الأمن القومي العراقى لعام ٢٠٠٧ إلى ٢٠١٠، (المرجاه ، ص١١-١٢، تاريخ النشر ٨/١٠/٢٠١٠، تاريخ الدخول ٢٠/٥/٢٠٢٠.
  • احمد مشعان نجم، توازن القوى الدولية وتوازن القوى الإقليمية: دراسة نظرية تحليلية، ( مقال ، ٢٠١٨، تاريخ الدخول ٢:٥٠يوم ١٨/٥/٢٠٢٢). https://www.researchgate.net/publication/344266497
  •   إشعال الصراعات في الشرق الأوسط ، مركز مالكوم كير _ كارينجى، https://carnegie-mec.org/2019/01/21/ar-pub-78168
  • خالد هاشم محمد ، الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط بين الثابت والمتغير في عهد ترامب ( المركز الديمقراطي العربى ، تاريخ النشر ١٥/٤/٢٠١٩). https://democraticac.de/?p=60028
  •  فراس عباس هاشم ، السياسة الخارجية الأمريكية اتجاه الشرق الأوسط(المركز الديمقراطي العربى، تاريخ النشر ٢٤/٣/٢٠٢١، تاريخ الدخول ٣٠/٥/٢٠٢٢).    https://democraticac.de/?p=73811
  •  عوض سليمة ، أمريكا والشرق الأوسط: تغيير في الإستراتيجيات أم أنها للمهمات ( الملف الاستراتيجي ، تاريخ النشر ١٠/١٢/٢٠٢١، تاريخ الدخول ٣٠/٥/٢٠٢٢).  https://strategicfile.com
  • فينالى لغومكين ، صيغ عدة الاستراتيجية الروسية في الشرق الأوسط ( الشرق الأوسط ، تاريخ النشر ١٧/٣/٢٠٢١، تاريخ الدخول ٣٠/٥/٢٠٢٢). https://aawsat.com/home/article
  • نورهان الشيخ ، روسيا والشرق الأوسط: دور متوازى ومصالح متنامية ( تريندز للبحوث والدراسات ، تاريخ ٢٠/٦/٢٠٢١، تاريخ الدخول ٣٠/٥/٢٠٢٢) https://trendsresearch.org/ar/publication
  • أبعاد السياسة الروسية تجاه منطقة الشرق الأوسط ( مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة ، تاريخ النشر ١٦/٢/٢٠٢٢، تاريخ الدخول ٣٠/٥/٢٠٢٢)   https://futureuae.com/ar-AE/Activity/Item/176
  •  يمنى سيد همام ، السياسية الخارجية الصينية اتجاه الشرق الأوسط ( المركز الديمقراطي العربى ، تاريخ النشر ١٩/٧/٢٠١٤، تاريخ الدخول ٣٠/٥/٢٠٢٢).    https://democraticac.de/?p=2434
  •  حكمات عبد الرحمن ، الصين والشرق الأوسط ( المركز العربى للأبحاث والدراسات ، تاريخ النشر ٩/٩/٢٠٢٠، تاريخ الدخول ٣٠/٥/٢٠٢٢).  https://www.dohainstitute.org/ar/BooksAndJournals/Pages/China-and-the-Middle-East-A-Historical-Study-on-China-Evolving-Position.aspx
  • بول سالم ، الربيع العربي: أى تداعيات على الدول المؤثرة ؟ (مركز مالكوم كير _ كارينغى، الشرق الأوسط ، تاريخ النشر ١٤/٤/٢٠١١). https://carnegie-mec.org/2011/04/14/ar-pub-43589
  •  يحيي صهيب و آخرون ، الاستراتيجية الايرانية فى الخليج العربي ، مركز صناعة الفكر للدراسات و الأبحاث، 2016).
  •  تداعيات الحرب: الآثار الإقليمية الصراع في سوريا ( البنك الدولي ، تاريخ النشر ١٧/٦/٢٠٢٠، تاريخ الدخول ٢٥/٥/٢٠٢٢)، https://www.albankaldawli.org/ar/region/mena/publication/fallout-of-war-in-syria
  •   خارطة الصراع والتعاون الدولي في الشرق الأوسط: رؤية استشرافية( مجلس الوزراء: مركز دعم واتخاذ القرار، تاريخ النشر ١١/٣/٢٠٢١، تاريخ الدخول ٢٥/٥/٢٠٢٢)، https://idsc.gov.eg/DocumentLibrary/View/4555
  • بيان من مجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط ، الأمم المتحدة ، تاريخ النشر ١٦/٥/٢٠٢١، https://news.un.org/ar/story/2021/05/1076252
  • احمد عاطف ، التحديات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط ( المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ، تاريخ النشر ٣/١/٢٠١٥، تاريخ الدخول ٢٥/٥/٢٠٢٢). https://futureuae.com/rn/Mainpage/Item/616
  •  سكاري محمد، التفكير الاستراتيجي الايراني فى ظل التهديدات اللامتماثلة لفتره ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١ ، الموسوعة الجزائرية للدراسات الاستراتيجية ، ٢٠٢٠).
  • https://www.globalfirepower.com/countries-listing.php
  • معهد ستوكهولم الدولى للأبحاث السلام: إيران ترفع إنفاقها العسكري بنحو ٣٠٪( إيران انترناشيونال ، تاريخ النشر ٢٦/٤/٢٠٢١).  https://old.iranintl.com/ar
  •  هشام رشاد ، رقم ضخم: اتفاق إيران على مليشياتها بالمنطقة ( العين ، تاريخ النشر ٢٨/٩/٢٠٢٠).  https://al-ain.com/article/iran-militia-syria-iraq-yemen-lebanon-sanctions
  • مقارنة بين الجيش الإسرائيلي ونظيره الإيراني وفقاً لإحصائيات 2021 ( العربية ، تاريخ النشر ١٥/٤/٢٠٢١، تاريخ الدخول ٣١/٥/٢٠٢٢). https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2021/04/15/weapons-explainer-iran-vs-israel-2021
  •  بيسان عودة ، المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، ttps://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=3780
  • كرار فرحان هانى ، التعاون الدولي مع اسرائيل ومبدأها النووي، (المركز العربي للبحوث والدراسات ، تاريخ النشر ٦/٦/٢٠٢١، تاريخ الدخول ٣١/٥/٢٠٢٢). http://www.acrseg.org/41869
  • دور إيران الإقليمي في العالم العربي والعلاقات بين الدولة والمجتمع الإيرانيين ، منصة الإصلاح العربى ، بيروت ، تاريخ النشر ١٣/٧/٢٠٢٠، تاريخ النشر ١٦/٦/٢٠٢٢https://www.arab-reform.net/ar/publication
  • تنافس القوى الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط ، المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة ، تاريخ النشر ٢٣/٧/٢٠٢٢، تاريخ الدخول ١٦/٧/٢٠٢٢https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item

ثانيًا/ قائمة المراجع باللغة الإنجليزية

[1]  ياسر جعفر حيدر، واقع ومستقبل توازن القوى في منطقة الخليج العربي في ضوء منظومة الأسلحة التقليدية و النووية، رسالة ماجستير، جامعة الشرق الأوسط ، قسم علوم سياسيه ، ٢٠١٦.

[2] حسين جعفر أغا ، بعض مشكلات الحد من التسلح في الشرق الأوسط، ( مجلة الدراسات الفلسطينيه ، مجلد ٦، العدد٢٣، ص٣٥).

[3] د.واءم السيد عثمان ، أثر متغيرات النظام الدولى على الأمن الإقليمي العربي ( مجلة كلية السياسة والاقتصاد ، السويس ، العدد ٩٤، تاريخ النشر يناير/ ٢٠٢١).

[4]  ياسر جعفر حيدر، واقع ومستقبل توازن القوى في منطقة الخليج العربي في ضوء منظومة الأسلحة التقليدية و النووية ( جامعة الشرق الأوسط ، كليه الاداب والعلوم ، رساله ماجستير ، ٢٠١٦).

[5] Barzager (2012), the Arab Spring and the balance of power in the middle East, http://www.irdiplomacy.ir/en/news/1908606/the-arab-spring-and-the-balance-of-power-in-the-middle-east

[6]  Friedman (2015), the middle Eastern balance of power matures, https://www.forbes.com/sites/stratfor/2015/03/31/the-middle-eastern-balance-of-power-matures/?sh=3cab5b37312f

[7] محمد عربى لادمى، التنافس التركي الإيراني على مناطق النفوذ في الشرق الأوسط منذ عام ١٩٩٦ إلى ٢٠١٤( جامعة محمد خضير ، بسكرة، كلية الحقوق والعلوم السياسيه ، ٢٠١٥).

[8]Adam c seitz, Iranian weapons of mass destruction: the broader strategic context (center for strategic international studies,5/12/2008).

[9] منير موسى، موقف إيران كقوة تعديلية في ميزان القوى الجديدة في الشرق الأوسط، ( مجلة الدراسات الإيرانية، السنه الرابعه، العدد الحادي عشر، سنه ٢٠٢٠).

[10]Ahmed Mashaan Neigm, International balance of power and regional balance of power, an analytical theoretical study, Journal of Political Issues · January 2018, ResearchGate, B149.

[11] ريتشارد ليتل، توازن القوى في العلاقات الدولية- الاستعارات والأساطير والنماذج، ترجمة هاني تابري، مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، دار الكتاب العربي، بيروت -لبنان، 2009، ص12-13.

[12] توازن القوى في العلاقات الدولية، جريدة الرؤية، 1ديسمبر 2015، تاريخ الدخول 24/5/2022، https://www.alroeya.com/26-27/237112

[13] الواقعية الجديدة، الموسوعة السياسية، 21/5/2022، https://political-encyclopedia.org/dictionary

[14] نبيل برغال، الواقعية الإيرانية والاتفاق النووي بحث في الدوافع والمسارات، رؤية تركية، العدد3، السنة4، 1سبتمبر 2015. https://rouyaturkiyyah.com/research-articles-and-commentaries

[15] منعم خميس مخلف، الواقعية الجديدة في العلاقات الدولية الافتراضات والتصنيفات والاسس- رؤية تحليلية-، مجلة دراسات دولية ، العدد التاسع والخمسون، ص220.

[16] أحمد نوري النعيمي، البنيوية العصرية فالعلاقات الدولية، مجلة العلوم السياسية، جامعة بغداد، العدد46، ص11.

[17]أحمد نووي النعيمي، عملية صنع القرار في السياسية الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية نموذجًا ، ط1، دار زهران، للنشر والتوزيع، عمان الأردن، 2013، ص181-182.

[18] Giden Rose, “Neoclassical realism and theories of foreign policy“, World politics, vol 51,1998, p p146-149

[19] http://www.politics-ar.com/ar/index.php/permalink/3062.html

[20] جـون ميرشـايمر، صـدام الجبـابرة: مـن الافضـل ان تكـون وحشـا لا ان تكـون وديعـا، النسـخة العربيـة مـن مجلـة “فـورين بوليسـي ٣ Policy Foreign ، العدد(١٤٦ ،(يناير/فبراير ٢٠٠٥م، ص٣٩.

[21] اد.انـور محمـد فـرج، نظريـة الواقعيـة فـي العلاقـات الدوليـة: دراسـة نقديـة مقارنـة فـي ضـوء النظريـات المعاصـرة، مركـز كردسـتان  للدراسات الاستراتيجية، السليمانية، العراق، ٢٠٠٧م، ص٣٦٤-٣٦٥,

[22] محمد بن هويدن، واقعية إيران السياسية، البيان، تاريخ النشر 10 مايو 2009، https://www.albayan.ae/opinions/2009-05-10-1.432387

[23] معجم المعاني، تعريف ومعنى سباق التسلح في معجم المعاني الجامع، تاريخ الدخول 19/5/2022، https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar

[24] هدى رؤوف ، الشرق الأوسط ” بدء سباق التسلح بين إيران وإسرائيل”( اندبنيت العربية ، تاريخ النشر ٢٩/١٠/٢٠٢٠، تاريخ تاريخ الدخول ٩:١٦ يوم ١٨/٥/٢٠٢٢

[25] الدكتور أحمد علو ، سباق التسلح الدولى بين هواجس الأمن والطموح السياسي والمصالح الاقتصادية ( مجلة الجيش ، ع٢٥٣، سنه ٢٠٠٦)

[26] فرانك بارنابى ، ترجمه هشام عبدالله ، القنبلة الخفية سباق التسلح النووي في الشرق الأوسط ( المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، ط١ ١٩٩١).

[27] هيثم كيلاني ، الموسوعه العربيه ،مجلد٦، ص٤٠٢، تاريخ الدخول ١١:٣٠ يوم ١٩/٥/٢٠٢٢، ).

[28]معجم المعاني، تعريف ومعنى ردع في معجم المعاني الجامع، تاريخ الدخول 19/5/2022، https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%B1%D8%AF%D8%B9/

[29] حسن أبو العينين، التعريف القانونى للردع، https://hassanabouelenin.com/ar/details/35

[30] حسن الرشيدي، استراتيجية الردع وممارسة القوى بأدوات أخرى، (مقال، تاريخ النشر ٢١/٧/٢٠١٩، تاريخ الدخول ٨:١٤ يوم ٢٩/٥/٢٠٢٠) https://www.albayan.co.uk/article2.aspx?id=6741.

[31] شكرى محمد، تعريف الردع، ( الموسوعه الجزائرية ، تاريخ النشر ٨/٧/٢٠١٩، تاريخ الدخول ٨:٣٠م يوم ١٩/٥/٢٠٢٢). https://www.politics-dz.com

[32] زيد محمد علي، مكانة الردع في الإستراتيجية الوقائية الأمريكية، ( جامعة النهرين ، كلية العلوم السياسية ، ٢٠٠٩).

[33] معجم المعاني، تعريف ومعنى توازن في معجم المعاني الجامع، تاريخ الدخول 18/5/2022، https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B2%D9%86/

[34] دلال محمود السيد ، التغيرات في توازن القوى الإقليمية، ( مجلة آفاق عربية ، ع٢، ديسمبر ٢٠١٧).

[35] اسماعيل صبري مقلد ، كتاب العلاقات الدولية ( الأصول والنظريات).

[36] جوزيف فرانكل ، ترجمه غازي عبد الرحمن ، العلاقات الدولية (جدة ، تهامة ، ط٢).

[37] عدنان هياجنة التوازن الإقليمى في الشرق الأوسط في ظل التحولات السياسية،  مجلة دراسات شرق أوسطية ، ع٥٦، مج١٥ ، ٢٠١١.

[38] احمد مشعان نجم، توازن القوى الدولية وتوازن القوى الإقليمية: دراسة نظرية تحليلية، ( مقال ، ٢٠١٨، تاريخ الدخول ٢:٥٠يوم ١٨/٥/٢٠٢٢).at: https://www.researchgate.net/publication/344266497

[39] جواد صالح مهدي، تقييم جغرافى لستراتيجية الأمن القومي العراقى لعام ٢٠٠٧ إلى ٢٠١٠، (المرجاه ، ص١١-١٢، تاريخ النشر ٨/١٠/٢٠١٠، تاريخ الدخول ٢٠/٥/٢٠٢٠.

[40] خالد ابراهيم ، الجيوستراتيجية السعودية، ( الجزيره ، تاريخ النشر ٢٤/٧/٢٠١٦، تاريخ الدخول ٢٠/٥/٢٠٢٢).

[41] أمين محمود عبدالله ، اصول الجغرافيا السياسية ( القاهره ، دار النهضه المصريه ، ١٩٨٤).

[42] وائل شديد ، الجيوستراتيجية بين المفهوم والتطبيق ( ط أولى ، عام ٢٠٢٠).

[43] سعود عابد، الفرق بين الاستراتيجية والجيوستراتيجية ( الرياض ، تاريخ النشر ٢٥/٣/٢٠١٠، تاريخ الدخول ٢٠/٥/٢٠٢٠.

[44] سيدأبوضيف أحمد، إمبراطورية تتداعى: مستقبل الهيمنة الأمريكية والنظام الدولي، دار الطلائع للنشر والتوزيع، 2009، ص20.

[45] فايز يوسف الدلابيح، سباق التسلح وأثره في الشرق الأوسط بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، (رسالة ماجيستير، جامعة الشرق الأوسط، 2011)، ص14.

[46] أحمد يوسف محمد عبدالنبي، تطور مفهوم وتطبيقات توازن القوى في النظام الدولي، مجلة السياسة الدولية، المجلد 55، العدد 220،أبريل 2020، ص19-20.

[47]  بول سالم ، الربيع العربي: أى تداعيات على الدول المؤثرة ؟ (مركز مالكوم كير _ كارينغى، الشرق الأوسط ، تاريخ النشر ١٤/٤/٢٠١١). https://carnegie-mec.org/2011/04/14/ar-pub-43589

[48] تداعيات الحرب: الآثار الإقليمية الصراع في سوريا ( البنك الدولي ، تاريخ النشر ١٧/٦/٢٠٢٠، تاريخ الدخول ٢٥/٥/٢٠٢٢)، https://www.albankaldawli.org/ar/region/mena/publication/fallout-of-war-in-syria

[49] احمد عاطف ، التحديات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط ( المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ، تاريخ النشر ٣/١/٢٠١٥، تاريخ الدخول ٢٥/٥/٢٠٢٢). https://futureuae.com/rn/Mainpage/Item/616

[50] خارطة الصراع والتعاون الدولي في الشرق الأوسط: رؤية استشرافية( مجلس الوزراء: مركز دعم واتخاذ القرار، تاريخ النشر ١١/٣/٢٠٢١، تاريخ الدخول ٢٥/٥/٢٠٢٢)، https://idsc.gov.eg/DocumentLibrary/View/4555

[51] بيان من مجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط ، الأمم المتحدة ، تاريخ النشر ١٦/٥/٢٠٢١، https://news.un.org/ar/story/2021/05/1076252

[52] سكاري محمد، التفكير الاستراتيجي الايراني فى ظل التهديدات اللامتماثلة لفتره ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١ ، الموسوعة الجزائرية للدراسات الاستراتيجية ، ٢٠٢٠).

[53] يحيي صهيب و آخرون ، الاستراتيجية الايرانية فى الخليج العربي ، مركز صناعة الفكر للدراسات و الأبحاث، 2016).

[54] https://www.globalfirepower.com/countries-listing.php

[55] معهد ستوكهولم الدولى للأبحاث السلام: إيران ترفع إنفاقها العسكري بنحو ٣٠٪( إيران انترناشيونال ، تاريخ النشر ٢٦/٤/٢٠٢١).  https://old.iranintl.com/ar

[56] هشام رشاد ، رقم ضخم: اتفاق إيران على مليشياتها بالمنطقة ( العين ، تاريخ النشر ٢٨/٩/٢٠٢٠).  https://al-ain.com/article/iran-militia-syria-iraq-yemen-lebanon-sanctions

[57] مقارنة بين الجيش الإسرائيلي ونظيره الإيراني وفقاً لإحصائيات 2021 ( العربية ، تاريخ النشر ١٥/٤/٢٠٢١، تاريخ الدخول ٣١/٥/٢٠٢٢).  https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2021/04/15/weapons-explainer-iran-vs-israel-2021

[58] بيسان عودة ، المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، ttps://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=3780

[59] مقارنة بين الجيش الإسرائيلي ونظيره الإيراني وفقاً لإحصائيات 2021، مرجع سبق ذكره.

[60] كرار فرحان هانى ، التعاون الدولي مع اسرائيل ومبدأها النووي، (المركز العربي للبحوث والدراسات ، تاريخ النشر ٦/٦/٢٠٢١، تاريخ الدخول ٣١/٥/٢٠٢٢). http://www.acrseg.org/41869

[61] فرانك بارنابى، القنبلة الخفية سباق التسلح في الشرق الأوسط ، ( المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، ط١ ، ١٩٩١)

[62]  دور إيران الإقليمي في العالم العربي والعلاقات بين الدولة والمجتمع الإيرانيين ، منصة الإصلاح العربى ، بيروت ، تاريخ النشر ١٣/٧/٢٠٢٠، تاريخ النشر ١٦/٦/٢٠٢٢https://www.arab-reform.net/ar/publication

[63] تنافس القوى الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط ، المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة ، تاريخ النشر ٢٣/٧/٢٠٢٢، تاريخ الدخول ١٦/٧/٢٠٢٢https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item

[64] مهند مصطفى ، إسرائيل والبيئة الإقليمية ( المركز الفلسطيني للأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية ، غزة ، ط١، ٢٠١٦).

5/5 - (1 صوت واحد)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى