كيف يمكن للرياضة أن تساعد في ترسيخ السلام في الشرق الأوسط؟

لنشر السلام في منطقة الشرق الأوسط، يجب إيجاد حلول مبتكرة من أطراف محايدة لتسوية النزاعات المتعددة والمتنوعة في منطقة الشرق الأوسط، والتي تحتاج لكثير من الجهود الدولية والعمل الشاق وعقد مشاورات كثيرة بين كافة الأطراف، للوصول إلى عقد اتفاقيات ومعاهدات سلام بين الأطراف المتنازعة، ومن أقدم النزاعات في هذه المنطقة والتي لها تأثير كبير على مختلف الدول المجاورة، القضية الفلسطينية، ونزاع السعودية مع إيران والحرب الأهلية في اليمن، والحرب الأهلية في العراق.

الأشياء التي يمكن أن تجلب السلام في منطقة الشرق الأوسط

حمامة السلاملحل النزاعات والقضايا المتعلقة بالسلام في منطقة الشرق الأوسط، هناك العديد من الوسائط التي يمكن أن تساعد على إيجاد حل توافق عليه كل الأطراف المتنازعة، من هذه الوسائط:

  1. الدخول في مفاوضات برعاية دولية: يمكن أن تقوم المنظمات الدولية مثل مجلس الأمن والأمم المتحدة برعاية مفاوضات بين الأطراف المتنازعة في الشرق الأوسط، ووضع آليات تلزم هذه الدول بالتوقيع وتنفيذ بنود هذه المفاوضات.
  2. الالتزام بقرارات مجلس الأمن الخاصة بإطلاق النيران: يمكن للجهات الدولية المسؤولة عن حل النزاعات في العالم، إيجاد وسائل تضغط بها على الدول المتنازعة في منطقة الشرق الأوسط، على الالتزام بقرارات وقف اطلاق النيران، من أجل إعطاء مهلة للأطراف الأكثر تضرراً برعاية شعوبها وتنظيم أوراقها، وإعطاء الشعب فترة راحة لالتقاط الأنفاس.
  3. عقد اتفاقيات سلام بين الدول: لإنهاء المقاطعة وبدأ التقارب بين الشعوب والحكومات، مثل ما فعلت دولة الإمارات المتحدة عام 2020، عندما عقدت اتفاقية سلام مع اسرائيل، ومعها مصر والبحرين، ومن المتوقع أن تأتي ورائها دولاً اخرى تفضل السلام على المقاطعة.

الرياضة ودورها في ترسيخ أواصر السلام في المنطقة

ربما تكون الرياضة والإهتمام المشترك لكل الشعوب في المنطقة بموضوع المراهنات الرياضية اون لاين بشكل عام، جعل الرياضة تأتي في مقدمة أهم المحركات التي يمكن أن تدفع عملية السلام بقوة في منطقة الشرق الأوسط، من خلال مشاركة الوفود الرياضية وبعثات الدول بعد عقد معاهدات سلام بينها، في مختلف البطولات والفعاليات الرياضية الدولية، من خلال هذه البطولات الرياضية فهى قادرة على فعل أمور كهذه:

  1. الجلوس على مائدة المفاوضات الدبلوماسية: قد تكون المشاركة في الأحداث الرياضية وسيلة رائعة لجلوس المسؤولين في وفود الدول المتنازعة على طاولة المفاوضات، لمحاولة الوصول إلى نقاط تفاهم وحلول للاستقرار، يبلغونها لحكوماتهم بعد العودة.
  2. الدعوة للسلام: يمكن للدولة المستضيفة للبطولة الرياضية، أن تتبنى شعارات تدعو للسلام وتعمل على تقريب وجهات نظر وآراء أعضاء الوفود والبعثات الرياضية بين بعضهم البعض، لنقلها إلى بلادهم.
  3. مزيد من الرخاء وتحسين الأوضاع الاقتصادية: استقبال البعثات الرياضية من مختلف الدول في المنطقة، قادر على تحسين الأوضاع الاقتصادية في البلد المستضيف، من خلال إشغال الفنادق والرحلات السياحية، وشراء الهدايا التذكارية وغيره، وكل هذا يعود بالانتعاش الاقتصادي والازدهار في هذه البلد، مما يساعد في تطوير البلاد وتحسين ظروف المعيشة بها، لتعويض ما خلفته الحروب والنزاعات، ولهذا فإنه يمكن لأي بد في الشرق الأاوسط تحقيق مكاسب رياضية من إتفاقات السلام، بجانب الإنتعاش الإقتصادي والثقافي.

القضايا البارزة في الشرق الاوسط

رياضة حول العالممن المرجح بأنه يوجد العديد من القضايا بين الدول في الشرق الاوسط والتي من الممكن حلها بطرق عديدة ولكن هناك نزاعات داخل كل قضية والتي بدورها تصعب الوصول الى حل يرضي كلا الطرفين، ابرز القضايا في الشرق الاوسط: 

  • القضية الفلسطينية الاسرائيلية

تعتبر القضية الفلسطينية أم كل النزاعات في منطقة الشرق الأوسط، فهى قضية مبنية على أحقية امتلاك أرض البلاد، الفلسطينيين يرون أنها أرضهم، واليهود يرون أنها أرض الأجداد ومن حقهم العودة لها، وبدأ القضية عام 1920 تقريباً، بعد تزايد نزوج اليهود إلى فلسطين من أجل تأسيس دولة قومية لهم، وفي عام 1947 تم التصويت في الأمم المتحدة بتقسيم الدولة إلى دولتين متجاورتين وهما فلسطين واسرائيل، وتكون القدس عاصمة دولية.

الجانب الفلسطيني رفض القرار، بينما وافقت الدولة الإسرائيلية على القرار ورحبت به. وحتى وقتنا الحاضر تحيا دولة إسرائيل، ودولة فلسطين جنبا إلى جنب ما بين شد وجذب، وتوصل الجميع إلى حتمية وضع حل سلمي والقبول بالتعايش السلمي واحترام حقوق الآخر على كلا الجانبين. في الوقت نفسه بدأت في السنوات الأخيرة عدد من الدول العربية في قبول دولة إسرائيل والدخول معها في اتفاقيات تعاون وسلام مشتركة في العديد من المجالات، في محاولة للوصول إلى سلام دائم في الشرق الأوسط، ولعل اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي أبرز الأمثلة للوصول غلى تعايش سلمي في المنطقة.

  • النزاع بين السعودية وإيران

الخلاف بين المملكة السعودية وإيران له طابع خاص، فهو على الصعيد المذهبي والسياسي والعرقي، وقد بدأ النزاع عام 1943 بعد أن قامت السعودية بإعدام مواطن إيراني كان قدم إليها للحج، وتأزمت القضية بعد مقتل ما يزيد عن 400 شخص في السعودية غالبيتهم إيرانيين قاموا بأعمال شغب وتخريب وقتل للحجاج من مختلف الجنسيات عام 1987، ونتيجة هذا قطعت السعودية كافة العلاقات مع جارتها الإيرانية، ومع المفاوضات عادت العلاقات بين البلدين عام 1991، ولكن لم يستمر السلام طويلاً فقد قامت المملكة السعودية بقطع العلاقات من جديد عام 2016، بعد تعرض أعضاء بعثتها الدبلوماسية في إيران للهجوم، ومازالت القضية مستمرة.

  • الحرب الأهلية في اليمن

أيضاً تشتعل الحرب الأهلية في اليمن منذ عام 2011، بعد أن قامت ثورة على الرئيس الهادي منصور، وبعدها لم يتمكن الشعب من حماية ثورة، فقامت حرب أهلية سيطر عليها الحوثيين، في عام 2015 اشتدت الحرب واجبرت ملايين من المواطنين للنزوح، فقامت السعودية مع 8 دول عربية أخرى بتشكيل الجيش العربي لمساعدة الحكومة اليمنية في استعادة الحكم، وأخيراً نجح الجيش الوطني في أداء مهمته، ولكن ما زلت حتى الآن معارك محدودة تجري.

في النهاية؛ يمكننا الجزم بأن الرياضة أحد الحلول السحرية لنشر السلام في منطقة الشرق الأوسط، عادة تجد أن الرياضين لديهم مرونة في الفكر ولديهم قدرة على التحاور والتشاور واخذ قرارات سليمة بنسبة كبيرة، من خلال المشاركة في البطولات والاحداث الرياضية الإقليمية أو الدولية، يمكنهم أن يكونوا مبعوثين سلام بين دولهم والدول الأخرى، ويكونوا همزة وصل جيدة تدعم عقد معاهدات السلام.

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
48c9d0e2d744b86f3a08c3025f72cc7f