حروب الكيان الاسرائيلي لمصلحة من ؟؟؟
بقلم : أ.د. هاني الحديثي – المركز الديمقراطي العربي – ألمانيا – برلين
اسرائيل في عدوانها على بيروت تسعى لاستكمال حربها الدموية في غزة وما سيليها من ساحات مرشحة في المشرق العربي . يجري ذلك باصرار اسرائيلي رغم اصوات الامم والمنظمات الداعية لوقف الحرب .
كما يجري ذلك تحت خيمة الزيف الامريكي -البريطاني اللذين يظهران رغبتهما ودعوتهما للكف عن الاعتداءات الاسرائيلية ،لكنهما واقع الامر متواطئتان بشكل واضح وصريح عبر الاستمرار بتقديم الاسلحة المتطورة التي تستخدمها اسرائيل يوميا .
معضلتين تبدوان في الحالة الراهنة :
تخلي دعم الحليف (التوريط ) تحت رداء المصالح القومية اولا (التوظيف السياسي ) وهو الموقف الذي يوضح حقيقة وجوهر الدعم الايراني لحلفائها و اذرعها في البلدان المعنية بالمواجهة ،حيث يذهب صناع القرار الايرانيون للافصاح عن رغبتهم في اعادة تشبيك العلاقات مع عدوهم المعلن (الولايات المتحدة) لقاء الجهد الذي تبذله لمنع حلفائها من توسيع نطاق الحرب مع اسرائيل ،بذات الوقت الذي يؤكدون فيه ان مصالح ايران القومية فوق كل اعتبار بعيدا عن الشعارات الجوفاء . ، والقرارات الكارثية للرموز حين يربطون قراراتهم ومصالحهم بمصالح الاخرين لتكون الشعوب ضحاياهم دون اي اعتبار او حسابات موضوعية لمصالح ومصير شعوبهم وبلدانهم .
السؤال الذي يفرض نفسه في هذا المشهد المرتبك بعيدا عن الايديولوجيات والثوريات الفارغة ؛
- متى ندرك أو يدرك اصحاب القرارات الفردية خطأ التورط لصالح قوى لايهمها سوى مصالحها ؟
ومتى يدرك هؤلاء ان قراراتهم تذهب نتائجها نحو اعادة تقسيم النفوذ على مجمل بلدان الحزام العربي لصالح قوى الاقليم المحيط بالعالم العربي ولصالح اسرائيل بدلا من مصالح الشعوب العربية المبتلاة بهم ؟؟ وهل تحول شعار طوفان الاقصى ليصير طوفان الدم العربي لقاء الطوفان الاسرائيلي -الايراني على بلدان الحزام الاقليمي وما وراءه؟؟؟
نعم من حقنا ان نطرح هذه التسائلات لانها تتعلق بمصير بلداننا وشعوبنا ، وليس مصير (القوى التابعة ) التي تحصر تفكيرها بمصالح قومية لقوى خارجية لاصلة لها بالعالم العربي الا من باب التوظيف السياسي والافتصادي .
أن القوى التي شاركت في تدمير قدرات الامة في العراق وسوريا وزرعت فيها الفتن على اسس دينية وعرقية ومذهبية ،واشاعت فيها حكم مافيات اللصوص والمخدرات ،وانتجت ظاهرة الهجرة والنزوح لملايين من ابنائها ، فضلا عن جرائم القتل الجماعي ، واحرقت اليمن ولبنان ، ومزقت وحدة فصائل الشعب الفلسطيني تحت أوهام العقيدة الدينية ، لن تكون هي القوى التي تسعى لتحرير فلسطين والاقصى . صراع الامة مع الكيان الاسرائيلي ليس صراعا دينيا حسب كي ترفع الشعارات الدينية وتستثار فيه العواطف الشعبوية لمقاصد سياسية غير المصالح العربية ، انما هو صراع حضاري اسست له قوى عالمية ، ومن يدمر المكونات الحضارية ومنظومات القيم الاجتماعية ويهدم اركان الدول في البلاد العربية لن يكون هو ذراع تحرير الامة من ابتلائاتها وفي مقدمتها ابتلاء الوجود الاسرائيلي في فلسطين .