تجليات الإبداع والعبقرية بين الذكاء البيولوجي والذكاء الاصطناعي : الحدود، التفاعلات والرهانات المستقبلية

رئيس الاشراف والتحرير : د. وسام بن شيخة – المعهد العالي للفنون والحرف بالقصرين، جامعة القيروان، تونس.

تقديم :- 

يشهد العالم في العصر الحديث تحولًا جذريًا في العديد من المجالات نتيجة للثورة التكنولوجية التي يقودها الذكاء الاصطناعي. أصبح هذا الذكاء جزءًا أساسيًا من حياة البشر، حيث أثر بشكل كبير في مجالات متعددة مثل الفنون، والعلوم، والهندسة، والتصميم. ومع هذه التطورات السريعة، يطرح تساؤلٌ مهم: ما هو دور “الذكاء البيولوجي” كما عبّر عنه “دانييل جولمان” (Daniel Goleman)، الذي يمثل القدرة الفطرية للعقل البشري على الإبداع، في هذا السياق الجديد الذي يتسم بتقدم الذكاء الاصطناعي؟ وكيف يمكن للتفاعل بين هاتين القوتين أن يفتح آفاقًا جديدة للإبداع والعبقرية؟

يسعى هذا المشروع إلى دراسة العلاقة المعقدة بين الإبداع البشري والعبقرية التي ينشئها الذكاء الاصطناعي، مع تسليط الضوء على الحدود والتفاعلات بينهما. فالذكاء البيولوجي، المتمثل في العقل البشري، هو مصدر الابتكار الفريد والمبدع، بينما يوفر الذكاء الاصطناعي إمكانيات لا حصر لها لدعم وتحسين العمليات الإبداعية. وعلى الرغم من القدرات الفائقة التي يمتلكها الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات وحل المشكلات المعقدة، إلا أنه لا يزال عاجزًا عن خلق الإبداع الفريد أو الإستثنائي (Exceptional) الذي يتمتع به العقل البشري، وخاصة في مجالات تتطلب الإلهام، الحدس، والتفكير المتعدد الأبعاد.

ويتمثل أحد أبعاد هذا النقاش في “المكنون الفطري الخام” الذي يمتلكه العقل البشري، وهو القوة الإبداعية الأولية التي ينبع منها الإلهام. هذا المكنون يمثل القدرة الفطرية التي لا تتبع أية قواعد أو معايير ثابتة، بل هو عملية حرة وغير محدودة، حيث يكون التفكير في حالة من الفوضى التي تتيح تكوين أفكار جديدة وغير مألوفة. في هذا السياق، يتجلى “الذكاء الوجداني”، كما عبّر عنه “أبراهام ماسلو”، الذي يركّز على الجوانب العاطفية والإنسانية للإبداع. فالذكاء الوجداني لا يتوقف عند مستوى التفكير العقلاني البحت، بل يتعمق في القدرة على فهم الذات والآخرين، مما يعزز قدرة الفرد على التفاعل مع العالم بطرق مبتكرة ومستقلة. من خلال هذه القدرة على توظيف المشاعر والحدس والوعي الذاتي، يمكن للمبدع البشري أن يولد مؤسسات إبداعية مستقلة تمامًا عن الأنماط التقليدية القائمة، ويخلق مشروعات ذات طابع شخصي ووجود مستقل.

في هذا المشروع، سيتم التركيز على دور المبدع “العبقري” في بناء الحدث الإبداعي وذلك كحدث استثنائي، وكيف أن المبدع البشري يظل القوة الرئيسية المحركة للإبداع، حتى عندما يُستخدم الذكاء الاصطناعي كأداة داعمة. فالأمر لا يتعلق فقط باستبدال الفكر البشري بالتكنولوجيا، بل يتعلق بالتفاعل العميق والتكامل بين هذين النوعين من الذكاء لتحقيق حلول إبداعية جديدة وغير تقليدية. إن هذا التفاعل بين الذكاء البيولوجي والذكاء الاصطناعي قد يفتح أفقًا جديدًا للإبداع، بحيث يمكن للإنسان استخدام الآلات كوسيلة لتوسيع حدود الخيال ورفع مستوى العبقرية، بينما يظل المبدع هو من يرسم المسار الذي تنطلق منه هذه الآلات.

من خلال دراسة التأثيرات المتبادلة بين الذكاء البيولوجي والذكاء الاصطناعي في مجالات متنوعة مثل الفنون البصرية، والتصميم الهندسي، والبحث العلمي، يسعى هذا المشروع إلى تقديم رؤى جديدة حول كيفية دمج الإبداع البشري مع الذكاء الاصطناعي لتحقيق نتائج مبتكرة تساهم في تطوير مختلف المجالات. كما سيتناول التحديات الأخلاقية والاجتماعية التي قد تنشأ نتيجة لهذا التفاعل، ويدرس الحدود التي يجب أن تحترم بين العقل البشري والآلات.

في النهاية، يعد هذا المشروع محاولة لاستكشاف إمكانيات التفاعل المثمر بين الإنسان والآلة في مجال الإبداع، وهو دعوة لفهم أعمق لكيفية استثمار الذكاء الاصطناعي دون التأثير على جوهر الذكاء البيولوجي البشري، الذي يظل مصدر الإلهام الحقيقي للابتكار والتميز. إن فهم هذه العلاقة المتشابكة يمكن أن يؤدي إلى ولادة مؤسسات إبداعية فريدة، تعتمد على الذكاء الوجداني الذي يتيح للإنسان الحفاظ على استقلاليته الإبداعية، وتوجيه هذه الطاقات الوجدانية عبر أدوات الذكاء الاصطناعي، بعيدًا عن القيود التقليدية التي قد تحد من التقدم والابتكار.

إشكالية الكتاب :

إلى أي مدى يمكن للذكاء الاصطناعي أن يطوّر أو يثري أو يغير من آليات الإبداع البشري، بينما يظل الذكاء البيولوجي المصدر الأساسي للعبقرية والإبداع الاستثنائي؟ وكيف يمكن تحقيق تفاعل مثمر بين هذين النوعين من الذكاء – البيولوجي والاصطناعي – يفتح أفقًا جديدًا للابتكار دون التأثير على القدرات الفطرية والعاطفية التي تميز الإبداع البشري وتفرّده؟

محاور الكتاب : 

• التكامل بين الذكاء البيولوجي والذكاء الاصطناعي في الإبداع والعبقرية
• التفاعل بين الذكاء البيولوجي والذكاء الاصطناعي في مجالات الإبداع والفنون التشكيلية وفنون التصميم : استكشاف التفاعلات والاختلافات في توليد الأفكار الإبداعية
• الذكاء الاصطناعي في الفنون البصرية : تكامل الأبعاد الحسية والعاطفية مع التكنولوجيا
• الرهانات المستقبلية للإبداع وكيفية استثمار التكنولوجيا دون فقدان اللمسة الإنسانية : كيف سيتغير دور الإنسان في عالم الذكاء الاصطناعي؟
• الندرة والتفرد في القيمة الإبداعية : الذكاء البيولوجي ورهانات الذكاء الاصطناعي
• المؤسسات الفنية في عصر الذكاء الاصطناعي : التحديات والتوجهات المستقبلية في ضوء الذكاء البيولوجي
• التحديات الأخلاقية والاجتماعية المترتبة على التفاعل بين الذكاء البيولوجي والذكاء الاصطناعي

أهداف الكتاب :

• استكشاف كيفية تكامل الذكاء البيولوجي (القدرات العقلية والإبداعية للبشر) مع الذكاء الاصطناعي (التقنيات الحديثة) في مجالات الإبداع والفنون، ودراسة آثارهما على الإبداع البشري.
• دراسة التحديات التي تواجه التفاعل بين الذكاء البيولوجي والذكاء الاصطناعي، مع تحديد الحدود التي يجب احترامها للحفاظ على جوهر الإبداع البشري وقدراته الفطرية.
• دراسة تأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع في الفنون التشكيلية، التصاميم الهندسية، والفنون البصرية، وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز العملية الإبداعية دون التقليل من قيمة الإبداع البشري.
• دراسة كيف يمكن للمشاعر والحدس البشري (الذكاء الوجداني) أن يساهم في تعزيز الإبداع في ظل التقنيات الحديثة، وكيفية استثمار هذه القدرة في التكامل مع الذكاء الاصطناعي.
• تسليط الضوء على التحديات المستقبلية التي قد تطرأ على الإبداع البشري نتيجة لتطور الذكاء الاصطناعي، وكيفية استثمار هذه التكنولوجيا بشكل يعزز من الإبداع دون فقدان البُعد الإنساني.
• دراسة كيف سيتغير دور الإنسان في عالم الذكاء الاصطناعي، وسبل الحفاظ على استقلاليته الإبداعية في ظل تقدم الآلات والتكنولوجيا.
• التحقيق في القيمة الفريدة للإبداع البشري وكيف يمكن الحفاظ على هذه القيمة في عالم يتزايد فيه الاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
• دراسة التحديات التي تواجه المؤسسات الفنية في هذا العصر التكنولوجي، وكيف يمكن لهذه المؤسسات التكيف مع التوجهات المستقبلية لتظل مبدعة ومستقلة في عملها.
• التحديات الأخلاقية والاجتماعية المترتبة على التفاعل بين الذكاء البيولوجي والذكاء الاصطناعي

من خلال هذه الأهداف، يسعى المشروع إلى تقديم رؤى جديدة حول كيفية تفاعل الذكاء البيولوجي مع الذكاء الاصطناعي في خلق بيئات إبداعية تعزز من الابتكار والفن، مع الحفاظ على التميز الإنساني.

اللجنة العلمية:

• د. حافظ الجديدي، أستاذ مميز في تاريخ وفنون العرض، المعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة، جامعة سوسة، تونس.
• د. فاتح بن عامر، أستاذ تعليم عالي في نظريّات الفنّ، المعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس، جامعة صفاقس، تونس
• د. رضا جوادي، أستاذ محاضر في نظريات وتاريخ الفن، المعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة، جامعة سوسة، تونس.
• د. محمّد الهادي دحمان، أستاذ محاضر في نظريّات الفنّ، المعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس، جامعة صفاقس، تونس.
• د. سالم العيادي، أستاذ محاضر، قسم الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانيَّة، جامعة صفاقس، تونس.
• د. صادق الطويل، أستاذ محاضر في نظريات الفن، المعهد العالي للفنون والحرف بقابس، جامعة قابس، تونس.
• د. حاتم تراب، أستاذ محاضر في نظريات الفن، المعهد العالي للفنون والحرف بقابس، جامعة قابس، تونس.
• د. سلمى الجموسي، أستاذة محاضرة في الذكاء الاصطناعي، المعهد العالي للمولتيميديا بصفاقس، جامعة صفاقس، تونس.
• د. زينات بوحاجب، أستاذة مساعدة في نظريات الفنون، المعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس، جامعة صفاقس، تونس.
• د. فاتن ريدان، أستاذة مساعدة في علوم السينما والسمعي البصري، المعهد العالي للعلوم التطبيقية في الإنسانيات بالكاف، جامعة جندوبة، تونس.
• د. عبد الكريم كريم، أستاذ مساعد في الفنون التشكيلية، المعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة، جامعة سوسة، تونس.
• د.عمر بن عيشوش، أستاذ باحث، مركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة، الأغواط، الجزائر.
• د. عبد السلام حمود غالب الانسي، أستاذ الفقه المقارن، جامعة الزيتونة الدولية، سوريا.
• د. وسام بن شيخة، أستاذ متعاقد في نظريات الفنون، المعهد العالي للفنون والحرف بالقصرين، جامعة القيروان، تونس.
• د. عبد القادر محمد أحمد الخراز، أستاذ التقييم البيئي المشارك بكلية علوم البحار والبيئة، جامعة الحديدة، اليمن.

شروط وضوابط المشاركة والنشر – المركز الديمقراطي العربي – برلين – ألمانيا

1. أن يتبع الباحث المشارك الأصول العلمية والمنهجية المتعارف عليها في إعداد وكتابة البحوث وخاصة فيما يتعلق بإثبات مصادر المعلومات وتوثيق الاقتباس واحترام الأمانة العلمية في تهميش المراجع، بالإضافة إلى صحة اللغة وسلامة الأسلوب.
2. تقبل البحوث في اللغة العربية & الإنجليزية & الفرنسية
3. تقبل البحوث الفردية والثنائية والثلاثية.
4. ضرورة إرفاق الملخص والبحث بالمعلومات التالية: اسم ولقب المشارك، الدرجة العلمية، التخصص، مؤسسة الانتماء، والمدينة والدولة، البريد الإلكتروني.
5. تتضمن الصفحة الأولى للمقال: العنوان الكامل للمقال بلغة تحرير البحث وترجمة لعنوان المقال وملخص البحث والكلمات المفتاحية باللغة الإنجليزية، حيث لا يزيد عدد أسطر الملخص الواحد عن 10 أسطر.
6. يكتب البحث بخطSimplified Arabic; 14)  للغة العربية) بمسافة (2 سم لكل جوانب الصفحة) و(1سم بين الأسطر). و(12 Times New Roman بالنسبة للغة الإنجليزية).
7. نظام التوثيق هو (APA)حيث يشار إلى المراجع داخل المتن بذكر (المؤلف وسنة النشر والصفحة) بين قوسين، وتوثق المعلومات الكاملة للمراجع في نهاية البحث. (المؤلف، عنوان الكتاب، الجزء، دار النشر، الطبعة، مكان النشر، سنة النشر).
8. تخضع البحوث للتحكيم العلمي ويلتزم الباحث المشارك بتعديل البحث في ضوء ملاحظات المحكمين إذا طلب منه ذلك؛ تمهيدا لنشر البحث، ويحق للهيئة المشرفة إجراء بعض التعديلات الشكلية على المقال متى لزم الأمر دون المساس بالموضوع.

ملاحظات :

• المدعوون للمشاركة في الكتاب: الأساتذة؛ والباحثين؛ وطلبة الدكتوراه.
• رسوم وحقوق النشر العلمي ( 50 يورو ) تتضمن منح صاحب البحث والدراسة المشارك نسخة إلكترونية من الكتاب وشهادة نشر دولية معتمدة من طرف المركز الديمقراطي العربي تفيد بتقديم ونشر المعرفة العلمية.
• لا تعبر الدراسة البحثية إلا على آراء أصحابها، وهم وحدهم من يتحملون كامل المسؤولية حول حجة البيانات، وما يترتب عن ذلك من قضايا الإخلال بقواعد الأخلاق العلمية والأمانة.

تواريخ مهمة:

• آخر موعد لتقديم ملخص المشاركة: 30 جانفي 2025.
• آخر موعد لتقديم البحث كاملا: 28 فيفري 2025.
• الإخراج النهائي لإصدار الكتاب: 30 مارس 2025.

يرسل البحث عن طريق البريد الإلكتروني التالي : r.projects@democraticac.de

 المركز الديمقراطي العربي ( مؤسسة بحثية )

Deutschland – Berlin

Continue on the Viper-Watts App : 00491742783717