الـــمـــصـــيـر الــمُـــحــتــمـل للـــخـــطـــة الــصــــهــيــو/ أمريـكية لـــتــهجــيـر شـــــعـــــب غـــــــزة

اعداد : السفير بلال المصري – المركز الديمقراطي العربي – القاهرة – مصر
مـــازال الـرئيس الأمريكي دونالد ترمب رهــــين ديــنه الذي دفعـته له جماعة الضغط الصهيوني (أيباك) التي تمارس نفوذها علي ساسة الولايات المتحدة بدون إستثناء هذا النفوذ الذي السياسي الذي يتفرع إلي رافدين رافد ديني محتواه مجموعة غير متناسقة من الترهات والأساطير الدينية التي حُشي بها العهد القديم والرافد الآخر مالي فالمجتمع الأمريكي مجتمع الراسمالية المتوحشة وتأسس علي قاعدة واحدة أن كل شيئ يُشتري ويُباع فلا حيز لقيم أخـلاقــيـة إلا قليلاً وعلي سبيل الإدعاء كقيمة حقوق الإنسان التي لا تُستخدم كقيمة إخلاقية مُجردة في حد ذاتها بل تُستخدم من قبل الولايات المتحدة كأداة ضبط للنظم القمعية الإستبدادية والحالات الدالة علي ذلك أكثر من أن تُحصي .
منذ حرب غـــزة التي بدأت في أعقاب طوفان الأقصي في 7 أكتوبر2023 مارست الولايات المتحدة دوراً عسكرياً وسياسياً مؤازراً للكيان الصهيوني الذي إنكشفت عـورته العسكرية / الأمنية أمام الـعـالم والولايات المتحدة في مقدمته فقد أثبت الأداء العسكري الراقي والرفيع والمنضبط لفصائل المقاومة الإسلامية في غـــزة أن ما يُسمي بجيش دفاع الكيان الصهيوني ما هم إلا مجموعة سفاحين أداءهم القتالي مُشابه للأداء القتالي لعصابات الشوارع الضيقة وبالتالي فقد أدي هذا الوضع المزري لتدخل عسكري / أمني ســـافر للولايات المتحدة وبعض حلفاءها الغربيين ومع ذلك لم يُــــفــد هذا التدخل الفضائحي الكيان الصهيوني في شيء ومع ذلك ظلت الولايات المتحدة تدعم بكل صراحــة ودون خجل هذا الكيان الــــسافل أخلاقياً إذ لم يستطع جـيـــشـــه ســوي ممارسة حـــرب إبـــادة للمدنيين الفلسطينيين في غــزة دون رادع من المحكمة الجنائية الدولية أو الأمم المتحدة أو حتي ما يُسمي بالمجتمع الدولي فالكيان الصهيوني تجمع من الأفراد يمارسون البغـــاء السياسي ليلاً ثم يدعون الــعــفــة الــســيــاســـيــة نـــهــــاراً وهناك من لازال يصدقهم خاصة الحكام العرب الذين يمارسون الحكم في بلادهم من خلال لوحــة تــحــكم بـــســـيــطـة في مقر الموساد الصهيوني فعلي الأقل مواقفهم من حـــرب غـــزة وهي حـــرب عــربــيــة / إســـلامـــية دالــة بما لا يـدع مــجــالاً للشك علي ذلك .
بعد الإتفاق الذي تم برعاية أمريكية في 19 يناير 2025 بين حــماس والكيان الصهيونية لوقف الحرب علي مــرحــلتين تنتهي بعدهما هذه الحرب في نهاية المرحلة الثانية وخلالهما تتم تصفية الأسري اليهود والمعتقلين الفلسطينيين , نكث رئيس الوزراء الصهيوني كعادته بتعهده مع حماس لوقف الحرب في نهاية المرحلة الثانية من هذا الإتفاق وأستأنف الكيان الصهيوني الحرب ضد حماس الإعتراف الصهيوني من أكبر مسئول عسكري وهو رئيس هيئة الأركان العسكرية الصهيونية هرتسي هاليفي بأن المقاومة فكرة ومن ثم لا يمكن قهرها وهزيمتها وخشية الولايات المتحدة من التورط بالإشتباك القتالي(كتجربتها السابقة في تسعينات القرن الماضي في الصومال) مع مقاومة إســـلامية فلسطينية أذاقت الجيش الصهيوني الـــمــر بدأت الولايات المتحدة أو بمعني أدق رئيسها السابع والأربعين دونالد ترامب الذي لا نظير له من بين من سبقوه في سدة الرئاسة فهو رئيس له طابع مثير للإستغراب فهو يمارس مهام منصبه علي أنه مقاول هدم ورجل أعـــمــال فاشـــل وعضو ســابــق في تــشـــكـــيـــل عــصـــابـي مــحـــلي تم الإستغناء عنه لــفــرط غبائه وتوتره الدائم من لا شيئ و الذي يدعو للتأمل أن الشعب الأمريكي أتي برجل منحط وجههة مكشوف لا يعرف العيب ولا الأخلاق والأكثر من ذلك لا يأبه بقانون دولي أو أعـــراف أخـــلاقية إستقرت علي التمسك بها المجتمعات الإنسانية وهذا الــعُـــتــل الزنـــيــم يخشاه الحكام الوهميين العرب الذين يخشونه ويضعون في إعتبارهم بأسه وقدرته الدائمة علي السخرية مــنــهــم والتمـــثــيــل بهم أمام الإعلام العالمي , ولذلك نجده وبدون حـــياء بــعلن غــير مـــرة أنه ســنقل أو يُهجر الفلسطينيون من حيث هم في غـــزة وهي مــوطــنــهــم وأرضهم إلي أوطان أخري بعيدة خـــاصـــة في أفريقيا , وهذا الــمـــيــل الخارج عن اخـــلاقيات بــنــي الــبــشــر نـــزع هذا الرئيس في العمل علي تحقيقه مـــفـــتــرضــاً أن شـــعب غـــزة والمـــقـــاومة شــيـــئـــان مــخــتــلـفان وهذا أمـــر مـــُجـــاف للحــقــيــقــة , لكن الدعوة الآتية من الرئيس الأمريكي مــصـــدرها الأساسي ســـاســة الــكــيــان الــصـــهيوني الذين يعملون مع هذا الرئيس المأفون لتنفيذ دعـــواه لــهـــجـــير شــعــب بأكمله في ســـابقة لم تــحــدث من قـبــل ويُفصح تتبع هذه الدعوة الشاذة من الرئيس الأمريكي عن عــدة أمـــورأشير إليها لاحـــقــاً :
تتبع دعــوة ترامب لتهــجــيــر شعب غــــزة :
– إستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي في 14 مارس 2025 بارتياح وصول العشرات من رجال الدين الدروز السوريين من السويداء الذين عبروا للمرة الأولى منذ أكثر من 50 عاما خطوط الجولان ودخلوا إلى الجانب الإسرائيلي للصلاة عند قبر الدرزي المقدس – النبي شعيب – بالقرب من بحيرة طبريا فقد بدأت المغازلة الإسرائيلية في التأثير على أحد مكونات الدروز السوريين ففي تطور لدعوة الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الصهيوني لتهجير شعب غـــزة أضافا سوريا كموطن محتمل لإستقبال الهجرة الفلسطينية المُفترضة من غــزة .
– أشارت وكالة أنباء أسوشيتد برس في 14 مارس 2025 نقلا عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أن الولايات المتحدة وإسرائيل إتصلتا بمسؤولين في ثلاث دول في شرق إفريقيا لمناقشة إمكانية استخدام أراضيهما لنقل الفلسطينيين من غزة وأن مسؤولين من السودان والصومال ومنطقة أرض الصومال الانفصالية كانوا على اتصال بشأن الاقتراح لكن مسؤولين سودانيين قالوا إنهم رفضوا الاقتراح الأمريكي وقال مسؤولون صوماليون إنهم ليسوا على علم بأي اتصال ولم يرد البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكيةعلى الفور على طلبات وكالة رويترز للتعليق كذلك لم يرد وزيرا الإعلام في الصومال ومنطقة أرض الصومال الانفصالية على مكالمات هاتفية لرويترز للتعليق .
– تحت عنوان : ” تعمل الولايات المتحدة وإسرائيل على نفي فلسطينيي غزة ليس فقط من غزة ولكن من الأراضي العربية وهماعلى اتصال بثلاث دول إسلامية لتحقيق ذلك ” أشار موقع india .com إلي أنه وفقا للتقارير يُزعم أن الولايات المتحدة وإسرائيل أعدتا خطة لإعادة توطين سكان غزة في شرق أفريقيا ولهذا الغرض بدأ مسؤولون من كلا البلدين مناقشات مع البلدان الأفريقية ذات الأغلبية المسلمة في السودان والصومال وأرض الصومال كذلك في وقت سابق ذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعادة توطين سكان غزة في الأردن ومصر المجاورتين وكان ترامب قد صرح أنه من خلال إعادة توطين أكثر من مليوني شخص من غزة في بلدان أخرى سيتم تطوير قطاع غزة كمشروع عقاري ورفضت الدول العربية والفلسطينيون هذه الخطة رفضا قاطعا وفي هذا السياق أشارت الولايات المتحدة الآن إلى أنها تعمل على خطة لنقل سكان غزة إلى أفريقيا , ووفقا لتقرير وكالة أسوشيتد برس يتم تنفيذ هذه المبادرة الدبلوماسية سرا فيما أكد مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون اتصالهم بالصومال وأرض الصومال كما اعترف المسؤولون الأمريكيون بالاتصال بالسودان ومع ذلك لا يزال من غير الواضح على أي مستوى جرت المناقشات ومدى التقدم المحرز ووفقا لمسؤولين أمريكيين تلعب إسرائيل دورا رئيسيا في المحادثات وتشير التقارير إلى أن السودان رفض الاقتراح الأمريكي وفي الوقت نفسه نفت الصومال وأرض الصومال إجراء أي مناقشات من هذا القبيل .
– أشـــار مـوقع R D في 14 مارس2025تحت عنوان : ” وسائل الإعلام: الولايات المتحدة وإسرائيل تبحثان عن دول في إفريقيا للفلسطينيين” إلي أن الولايات المتحدة وإسرائيل إتصلتا بالدول الأفريقية لإستقبال الفلسطينيين في قطاع غزة وفقاً لما أفادت به وسائل الإعلام الإسرائيلية ووفقا للتقارير أجرى مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون اتصالات مع السودان والصومال ومنطقة أرض الصومال المستقلة بحكم الأمر الواقع . والبلدان الثلاثة فقيرة وتخوض صراعات مسلحة داخلية طويلة الأمد ويُقال إن دبلوماسيين سودانيين رفضوا الخطة وذكر متحدثون باسم الصومال وأرض الصومال أنهم لم يكونوا على علم بها.
– أشار موقع BLACKINFORMATION NETWORK في 14 مارس 2024 في تغطيته الخبرية لخطة ترامب لتهجير الفلسطينيين : “يُقال إن الرئيس دونالد ترامب يتطلع إلى إعادة توطين الفلسطينيين النازحين من غزة في إفريقيا بموجب خطته لما بعد الحرب وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون لوكالة أسوشيتد برس إن البلدين اتصلوا بالسلطات في السودان والصومال وأرض الصومال لنقل أكثر من مليوني غزي بشكل دائم وقد أثار الاقتراح رد فعل عنيفا على نطاق واسع وقلقا بشأن شرعيته وأخلاقياته ويعتقد النقاد أن هذه الخطوة ترقى إلى مستوى التهجير القسري ويمكن اعتبارها جريمة حرب بموجب القانون الدولي وبدلا من ذلك تدعو الدول العربية إلى خطة إعادة إعمار بمليارات الدولارات للسماح للفلسطينيين بالبقاء في غزة وقالت حماس في بيان إن “الشعب الفلسطيني لا يزال صامدا وملتزما بأرضه، ويرفض التخلي عن وطنه”وقد رفض المسؤولون السودانيون بالفعل الاقتراح الأمريكي بتهجير الفلسطينيين ومن المرجح أيضا أن يرفض الصومال البلد الذي دعم تقرير المصير الفلسطيني منذ فترة طويلة هذه الخطوة ووفقا للتقارير يمكن أن تكون أرض الصومال وهي منطقة انفصالية في الصومال تسعى للحصول على اعتراف دولي وجهة محتملة للفلسطينيين حيث يشكل الاعتراف الدبلوماسي حافزا للتعاون مع صوماليلاند ” .
– قالت وكالة الأنباء APفي 14 مارس 2025 أن الولايات المتحدة وإسرائيل تقيمان اتصالات فعليا مع دول أخرى لتوفير مكان لملايين الفلسطينيين من قطاع غزة وتتعلق على وجه الخصوص بـ 3 دول على الأقل في شرق أفريقيا هي : السودان والصومال وأرض الصومال (المستقلة ولكن غير المعترف بها دوليا) وستقدم إسرائيل والولايات المتحدة للدول الثلاث مزايا مالية ودبلوماسية وأمنية مقابل إدراج الفلسطينيين كذلك أكدت مصادر أمريكية وإسرائيلية للوكالة أن هناك اتصالات مع الصومال وأرض الصومال كما تؤكد مصادر أمريكية الاتصالات مع السودان لكن السودان أعلن أنه رفض الطلب الأمريكي لذلك من غير الواضح إلى أي مدى أحرزت المحادثات ونقلت الوكاله تصريحاً ل ووصف مسئول من حماس هو سامي أبو زهري في فبراير 2025 وصف فيه فكرة ترامب الفكرة بأنها “وصفة للفوضى” في الشرق الأوسط كذلك تحدث أمين عام الأمم المتحدة جـوتيريش عن “التطهير العرقي” أما السعودية فقالت الوكالة أنها ترفض أي شكل من أشكال تطبيع العلاقات مع إسرائيل إذا لم يكن هناك إقامة دولة فلسطينية كما أكدت دول مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا العظمى وأستراليا دعمها لحل الدولتين منذ اقتراح ترامب , لكن لُوحظ أن تقارير مراسلي وكالة فيها تضارب وتناقض بل وتعمد لعدم الوضوح فقد أشار موقع L, ECONOMISTE في 16 مارس 2025 إلي أنه بعد أن رفض الأردن ومصر استقبال فلسطينيين من غزة أفادت التقارير أن إسرائيل والولايات المتحدة اتصلتا بمسؤولين من ثلاث دول في القرن الأفريقي في هذا السياق ثم أشارت الوكالة أن (هذه)المعلومات ليست بلا أساس لأنها جاءت من وكالة الأنباء الأمريكية أسوشيتد برس يوم الجمعة 14 مارس 2025، نقلا عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين وقالت وكالة أسوشيتد برس إن “مسؤولين من السودان والصومال ومنطقة أرض الصومال الانفصالية خضعوا لاستطلاع رأي حول جدوى الفكرة” ( بالنسبة للسودان فقد أكد مسؤولان عسكريان أن الولايات المتحدة أجرت اتصالات مع الحكومة العسكرية في البلاد قبل تولي ترامب منصبه ويقال إن واشنطن عرضت دعما عسكريا ضد المقاتلين شبه العسكريين التابعين لقوات الدعم السريع فضلا عن إعادة إعمار البلاد وحوافز أخرى مقابل قبول الفلسطينيين) , لكن مثلما فعلت مصر والأردن أفادت التقارير أن القادة السودانيين رفضوا أيضا الاقتراح الأمريكي ومن جانبها نفت سلطات الصومال وأرض الصومال أي اتصال بواشنطن حول هذا الموضوع ومن جانبها تقول رويترز إنها اتصلت بالبيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية ولكن دون جدوى في الوقت الحالي , ومما قد يُؤكد ذلك أن موقع WIRSINDZUKUNFT الألماني أشار في 14 مارس أيضاً :” بما أن الأماكن الثلاثة المطلوبة فقيرة وفي بعض الحالات تعاني من العنف فإن الاقتراح يلقي بظلال من الشك على هدف ترامب المعلن سابقا المتمثل في نقل الفلسطينيين في قطاع غزة إلى “منطقة جميلة” تمت إدانة اقتراح ترامب على نطاق واسع فهو يثير أسئلة قانونية وأخلاقية ” ونقل الموقع تصريح أدلي به ترامب في 12 مارس 2025 “لا أحد يطرد الفلسطينيين” وقد رحبت المنظمات الفلسطينية وكذلك مصر والأردن بهذا التصريح كتأكيد بأن الولايات المتحدة لن تسعى إلى طرد الفلسطينيين من قطاع غزة كما أن وكالة الصحافة الفرنسية كتبت وقالت أن وزارة الخارجية المصرية في بيان نشر يوم الخميس 13 مارس إن تصريح ترامب يشير إلى “اتجاه إيجابي” وفي تقديري أن لا إيجابية مُطلقاً فيما يتفوه به هذا الرجل المعتوه فالموضوع الذي طرحه بشأن تهجير شعب ضـــرب من الجنون واللامسؤلية العملية والأخلاقية فأي إيجابية في هذا ؟ وهناك نوع من التماهي بين ترامب والمعتوهين الصهاينة في الكيان الصهيوني فوزير مالية الكيان بتسلئيل سموتريتش صرح في 15 مارس 2025 بأن إسرائيل تبحث عن دول مضيفة للفلسطينيين وأنشأت “إدارة هجرة كبيرة جدا” في وزارة الدفاع لتنفيذ هذه الخطة VIETNAM.VN))
– أشار موقع AFRICAN MANAGER في 15 مارس 2025 تحت عنوان : ” الصومال يرفض الدعوة الأمريكية الإسرائيلية لإعادة توطين الفلسطينيين على أراضيها ” أن وزير خارجية الصومال قال ان بلاده ترفض أي اقتراح من شأنه أن يقوض حق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام في أرض أجداده وأضاف أحمد معلم فقي لوكالة رويترز للأنباء أن الصومال يرفض أيضا أي خطة تنطوي على استخدام أراضيه لإعادة توطين سكان آخرين وقال وزراء خارجية الصومال إن الصومال ومنطقة أرض الصومال الانفصالية لم تتلقيا أي مقترحات من الولايات المتحدة أو إسرائيل لإعادة توطين الفلسطينيين من غزة .
– أشار موقع www.wsws.org تحت عنوان :” مرددا “خطة مدغشقر” النازية تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تهجير الفلسطينيين في شرق إفريقيا ” إلي أن الحكومتان الأمريكية والإسرائيلية بدأتا مناقشات مع ممثلي السودان والصومال وجمهورية أرض الصومال الانفصالية التي لا يعترف بها المجتمع الدولي حول الطرد الجماعي للفلسطينيين من غزة وتهجيرهم القسري في تلك البلدان وكانت وكالة أسوشيتد برس قد نشرت تقريرا لأول مرة عن المناقشات في 14 مارس 2025 ثم أكدتها فاينانشيال تايمز بشكل منفصل وتعكس المناقشات الجارية صدى “خطة مدغشقر” وهي اقتراح المسؤولون الألمان النازيون لنقل اليهود من أوروبا إلى مدغشقر التي كانت آنذاك مستعمرة فرنسية معزولة قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لإفريقيا. شكلت هذه الخطة نقطة تحول حاسمة نحو الهولوكوست حيث شرع قادة ألمانيا النازية في إبادة اليهود بدلا من طردهم .
أشار الموقع إلي أن الصومال تتمع بواحد من أدنى تصنيفات مؤشر التنمية البشرية في العالم حيث ينتشر الفقر وانعدام الأمن الغذائي وعدم الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم أما السودان فقد شهدعقودا من الحرب الأهلية مما تسبب في عمليات قتل عرقية وعنف جنسي ونزوح هائل أثر على ملايين الأشخاص وذكرت السلطة الفلسطينية أن “الاتصالات مع السودان والصومال والمنطقة الصومالية الانفصالية المعروفة باسم أرض الصومال تعكس تصميم الولايات المتحدة وإسرائيل على المضي قدما” في خطة ترامب للتطهير العرقي لقطاع غزة وردا على سؤال حول ما كشفته السلطة الفلسطينية قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن إسرائيل بصدد إنشاء “إدارة هجرة كبيرة جدا” داخل وزارة الدفاع.
جدير بالإشارة أن الرئيس الأمريكي ترامب أعلن عن خـطـتـه عن التطهير العرقي لغزة في 11 فبراير2025وضمها من قبل الولايات المتحدة فقد قال ترامب: “سنحصل على غزة” “لسنا بحاجة إلى الشراء لا يوجد شيء للشراء سيكون لدينا غزة . […] سنتولى ملكيتها” كذلك ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن الولايات المتحدة وإسرائيل بدأتا مقاربات منفصلة تجاه الوجهات الثلاث المحتملة في فبراير2025 بعد فترة وجيزة من تقديم ترامب ونتنياهو خطة غزة وأشار المسؤولون أيضا إلى أن إسرائيل تجري هذه المناقشات في المقام الأول وعلي جانب آخر أكد مسؤولان سودانيان لوكالة أسوشيتد برس شريطة عدم الكشف عن هويتهما أن إدارة ترامب اتصلت بالحكومة العسكرية لقبول الفلسطينيين وقال أحدهم إن الاتصالات بدأت حتى قبل تنصيب ترامب بعروض للمساعدة العسكرية .
فيما يتعلق بموقف الأمم المتحدة المُعلن من خطة التهجير اللاشرعية – والتي تقبع في مقاعد المتفرجين فالأمم المتحدة صــنــاعة القوي الكبري الفائزة في الحرب العالمية الثانية – قـالـت ميشيل زاكيو المتحدثة باسم الأمم المتحدة في جنيف على تقرير وكالة أسوشيتد برس بالقول من الواضح أننا نعارض أي خطة يمكن أن تؤدي إلى التهجير القسري للسكان أو أي نوع من التطهير العرقي لأن ذلك يتعارض مع القانون الدولي .
– قال وزير المالية سموتريتش الصهيوني في15 مارس2025 :إن الحكومة الإسرائيلية بصدد إنشاء إدارة للهجرة “الطوعية” للفلسطينيين من قطاع غزة وقال: “نحن نؤسس إدارة للهجرة ونستعد لها تحت قيادة رئيس الوزراء ووزير الدفاع”. وأيد اقتراح ترامب للتطهير العرقي لغزة وتابع: “إذا قمنا بترحيل 5000 شخص يوميا فسيستغرق الأمر عاما”مضيفا: “الخدمات اللوجستية معقدة لأنه عليك أن تعرف من سيذهب إلى أي بلد يمكن أن يكون تغييرا تاريخيا ” .
كل ذلك وتجري الاستعدادات حتي الآن في الحجرات المُعتمة بأجهزة المخابرات العربية والصهيونية والأمريكية للتطهير العرقي لغزة في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل من أجل إتمام ذلك حصارها الكامل للغذاء والماء والكهرباء في غزة بهدف تجويع سكان غزة أو إجبارهم على النزوح بسبب المجاعة على مدى الأيام الـ 13 الماضية لم يدخل أي طعام أو ماء إلى غزة وانعدام الأمن الغذائي والمجاعة ينتشر كل ذلك والتمثيلية الممجوجة تُشاهدها بـــقـــرف الشعوب العربية وشخوصها نــُظــم ســتـســـقــط حـــتــمــاً وفق أحكام وسوابق التاريخ وقوانين الســيــاســـة وتاريخ الـــســـقــوط في عــلم الــلــه عـــلام الـــغيـــوب .
– أفاد المكتب الإعلامي لحكومة غزة أن 80 % السكان لم يعودوا قادرين على مصادر الغذاء وأن 90 في المائة من السكان لم يعودوا يتمتعون بإمكانية الوصول إلى المياه النظيفة وقد اضطر ربع المخابز المتبقية في غزة إلى الإغلاق بسبب نقص الإمدادات في حين أن مخابز أخرى على وشك القيام بذلك وقال المكتب إن 150 ألف شخص يعانون من أمراض مزمنة أو إصابات حرب ويواجهون نقصا حادا في الإمدادات الطبية .
– وقالت أولجا تشيريفكو المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لقناة الجزيرة إن هناك “خوفا وقلقا من نفاد الإمدادات”وتابعت : “كان وضع المياه والصرف الصحي مأساويا بالفعل، حيث دمرت معظم المرافق خلال أشهر القتال”وأضافت أن انقطاع الكهرباء الإسرائيلي في غزة “يقلل من الوصول إلى المياه النظيفة لحوالي 600,000 شخص” .
– كذلك اتهمت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة في 13 مارس2025بشأن الأرض الفلسطينية المحتلة إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية تستهدف الحقوق الإنجابية للفلسطينيين هذه هي المرة الأولى التي تؤكد فيها لجنة تابعة للأمم المتحدة رسميا ورسميا أن إسرائيل ارتكبت أعمال إبادة جماعية .
– أشار موقع صحيفة Rheinische post الألماني في 15 مارس2025 إلي موضوع التهجير تحت عنوان : “الولايات المتحدة وإسرائيل تبحثان عن مساحة للفلسطينيين في شرق إفريقيا” فذكرمراسل الصحيفة من القدس أن اقتراح الرئيس الأمريكي بإعادة توطين السكان الحاليين في قطاع غزة في أماكن أخرى قـــُوبــل بانتقادات دولية هائلة ومع ذلك يبدو أن إمكانيات تنفيذ الخطة قد تم استكشافها بالفعل خلف الكواليس وتساءل المراسل فقال : أين نضع حوالي مليوني فلسطيني؟ – ترفض دول الجوار العربية رفضا قاطعا فكرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل الأشخاص من قطاع غزة بينما تقوم الولايات المتحدة بإنشاء “ريفييرا شرق أوسطية” هناك ولكي لا يضفي الشرعية بشكل غير مباشر على الطرد الجماعي فإنها لا تعرب أيضا عن استعدادها لاستقبال أشخاص من قطاع غزة على أراضيها لذلك يبدو أن الولايات المتحدة وإسرائيل تستهدفان دولا أبعد ووفقا للدوائر الحكومية فقد أحرزوا تقدما مماثلا في شرق إفريقيا في الأسابيع الأخيرة ومع ذلك يبدو أن ردود الفعل كانت سلبية أيضا , وفي غضون ذلك تظهر المبادرات الدبلوماسية أن ترامب يمضي قدما في اقتراحه على الرغم من كل المقاومة ومع ذلك فإن التقدم لن يخدم الهدف المعلن المتمثل في إيجاد “مكان جميل” يكون فيه الفلسطينيون أفضل حالا من وطنهم المدمر وذلك لأن البلدان التي تم الاتصال بها – السودان والصومال ومنطقة أرض الصومال الانفصالية – كلها فقيرة للغاية وتتميز أحيانا بصراعات عنيفة .
– أشار موقع www.israelheute.com الألماني بتاريخ 15 مارس 2025 تحت عنوان :” 70 شخصا من قطاع غزة يغادرون لأوروباوأستطرد الموقع فأشار إلي “أن الأشخاص الذين تم إجلاؤهم والذين غادروا إسرائيل عبر مطار رامون يحملون جنسية أجنبية مما سيسهل عليهم إعادة توطينهم في الخارجوأن 70 شخصا من قطاع غزة غادروا من مطار رامون في جنوب إسرائيل في19 مارس 2025 وسافروا إلى دول أوروبية مختلفة وأن هؤلاء الأشخاص أو أفراد أسرهم يحملون جنسية أجنبية مما يسهل عليهم الانتقال إلى الخارج قدمت إسرائيل مساعدات الهجرة كجزء من سياستها لتشجيع الهجرة من قطاع غزة هبطت طائرة تابعة لسلاح الجو الروماني في مطار رامون بالقرب من إيلات حوالي الساعة 4:30 مساء لنقل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم وتتم عملية الإخلاء على خلفية تجدد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة وردا على سؤال هذا الأسبوع حول استقبال أشخاص من قطاع غزة وقال مسؤول كبير من أرض الصومال الأفريقية المتنازع عليها إن حكومته “منفتحة على المحادثات” ولكن فقط مع الحكومات التي تعترف بشرعيتها وأشار الموقع كذلك إلي أنه قبل أكثر من شهر نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تفاصيل لم تكن معروفة من قبل حول تطور رؤية الرئيس دونالد ترامب لإنشاء “ريفيرا أمريكية” في قطاع غزة خلال مؤتمر صحفي تطرق فيه إلى الخطة أكد ترامب مرارا وتكرارا على نيته “الاستيلاء على” قطاع غزة قائلا: “سنقوم بتسطيح المكان وإعادة تطويره، وخلق عدد لا يحصى من فرص العمل “ .
– أورد موقع www.hiiraan.com الصومالي في 15 مارس2025 أنه وفي مناقشات حول اتفاق محتمل يمكن أن يشهد اعتراف واشنطن بأرض الصومال مقابل قاعدة عسكرية أمريكية في مدينة بربرة الساحلية الاستراتيجية وفقا لصحيفة فاينانشيال تايمز فقد قال مسؤول أمريكي كبير تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لصحيفة فاينانشيال تايمز إن إدارة ترامب بدأت مفاوضات مع قيادة أرض الصومال بشأن الاعتراف الرسمي ومع ذلك لا تزال المحادثات حساسة للغاية حيث لم يعين الرئيس دونالد ترامب بعد مسؤولين رئيسيين يشرفون على الشؤون الأفريقية وتتمحور المناقشات المبلغ عنها حول اهتمام واشنطن بتأمين وجود عسكري طويل الأمد في بربرة وهو ميناء في المياه العميقة على طول خليج عدن أصبح نقطة محورية للمنافسة الجيوسياسية في القرن الأفريقي كانت الولايات المتحدة قلقة بشكل متزايد بشأن نفوذ الصين المتزايد في المنطقة لا سيما بعد أن أمنت بكين قاعدة عسكرية في جيبوتي المجاورة في حين أن تفاصيل المفاوضات لا تزال غير واضحة وذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز أن الاقتراح قد ينطوي على اعتراف الولايات المتحدة رسميا باستقلال أرض الصومال مقابل حقوق القاعدة الحصرية في بربرة وكشف التقرير أيضا أن الولايات المتحدة أثارت فكرة نقل الفلسطينيين النازحين من غزة إلى أرض الصومال على الرغم من أنها لم تكن مكونا مركزيا في المحادثات ويأتي الاقتراح في الوقت الذي تدين فيه دوليا لمبادرة أمريكية إسرائيلية منفصلة لإعادة توطين الفلسطينيين في الدول الأفريقية وهي فكرة رفضتها حكومات المنطقة على نطاق واسع وفي الصومال نفى وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي في 14 مارس 2025 بشكل قاطع أن تكون مقديشو قد تم الاتصال بها أو المشاركة في أي مناقشات بشأن إعادة توطين اللاجئين من غزة وقال ما نصه : “تقف الحكومة الاتحادية الصومالية بحزم إلى جانب إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين في كفاحهم العادل من أجل السيادة وتقرير المصير أي خطة تسعى إلى إبعاد الفلسطينيين قسرا عن أراضيهم غير مقبولة”، وكان رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري قد صرح في قمة جامعة الدول العربية في القاهرة في وقت سابق من هذا الشهربهذا المعني كما نفى وزير خارجية أرض الصومال عبد الرحمن ضاهر عدان أي مناقشات من هذا القبيل وقال لرويترز “لا توجد محادثات مع أي شخص بشأن الفلسطينيين” وعارضت الحكومة الفيدرالية الصومالية التي تعتبر أرض الصومال جزءا من أراضيها الخاضعة للسيادة بشدة أي اعتراف أمريكي بالمنطقة الانفصالية ويجادل المسؤولون في مقديشو بأن مثل هذه الخطوة ستنتهك وحدة أراضي الصومال وتقوض العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة .
– نشر موقع UnHerd في 15 مارس 2025 أنه من الواضح أن إسرائيل بمساعدة الولايات المتحدة ترغب في نقل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين إلى دول أخرى ففي هذا الأسبوع سرب مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون لوكالة أسوشيتد برس أنهم اتصلوا بحكومات السودان والصومال وأرض الصومال لعرض استخدام بلدانهم كوجهات محتملة لإعادة توطين الفلسطينيين النازحين من إسرائيل وفي غضون ذلك ستمضي إدارة ترامب قدما في خطتها للسيطرة على غزة المدمرة وتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها طرح دول أخرى “كحلول” لوضع اللاجئين الفلسطينيين ففي وقت سابق من هذا العام اقترح دونالد ترامب استخدام الأردن وشبه جزيرة سيناء المصرية كمستودع للاجئين من غزة والذي اعتبرته مصر ودول عربية أخرى خطا أحمر, علاوة على ذلك منذ الأيام الأولى للحرب كانت هناك دعوات من قبل السياسيين الإسرائيليين لنقل هؤلاء اللاجئين إلى أوروبا مع ضغط أمريكي للقيام بذلك وقد رفض المسؤولون في السودان والصومال وأرض الصومال مثل هذه المقترحات أو أنكروا إجراء أي اتصالات ومع ذلك لا يزال من المعقول أن يتمكنوا من قبول العرض ويُذكر أن السودان قام بتطبيع العلاقات مع إسرائيل (؟)وفي المقابل أزالت أمريكا الدولة الأفريقية من قائمة الدول الراعية للإرهاب كما قدمت قرضا بقيمة 1.2 مليار دولار لسداد الديون ومن ناحية أخرى فإن الصومال وأرض الصومال ضعيفتان ومعزولان من الناحية الجيوسياسية وعلى الرغم من أن مصر قامت أيضا بتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وهي دولة عميلة للولايات المتحدة إلا أنها تحتفظ بنفوذ إقليمي كبير مما يسمح لها بمعارضة “حل سيناء” لكن السودان والصومال من ناحية أخرى بلدان فقير جدا وغير مستقرتان فالأولى في خضم أزمة جوع فضلا عن حرب أهلية وحشية خلقت أزمة لاجئين خاصة بها ولذلك من الممكن أن يُدفع البلدان دفعاً إلى اتفاق مقابل المعونة أو الضمانات الأمنية أو في حالة صوماليلاند الاعتراف الدبلوماسي الرسمي وتنفي إسرائيل وأكثر المدافعين عنها صراحة أن الدولة تشارك في “التطهير العرقي” في غزة لكن هذه المقترحات الجديدة لإعادة التوطين الدائم للاجئين الفلسطينيين تجعل من الصعب رفض هذه الاتهامات وتغذي الحجج القائلة بأن طموح إسرائيل كان دائما طرد سكان غزة والاستيلاء على المزيد من الأراضي حتى أن أعضاء أكثر راديكالية في ائتلاف بنيامين نتنياهو ضغطوا من أجل إنشاء مستوطنات يهودية في غزة لتصبح سياسة حكومية رسمية , بالإضافة إلى التهديد الذي يتعرض له الفلسطينيون تنضح خطط الولايات المتحدة وإسرائيل أيضا بغطرسة الاستعمار الجديد ومثلما تستغل الدول الغنية البلدان الفقيرة كمكبات للنفايات السامة ينظر إلى الدول الأفريقية الفقيرة التي تعاني من مشاكل لا حصر لها خاصة بها على أنها صناديق قمامة لـ “النفايات البشرية غير المرغوب فيها” التي أوجدتها الدبلوماسية الغربية. يتم التعامل مع سيادتها الوطنية على أنها غير موجودة ولا تخضع إلا لراحة البلدان الغنية ويحق لدول مثل السودان والصومال وأرض الصومال أن تشكو من أنها ليست مضطرة لتحمل العبء الإنساني لحرب لا تشارك فيها حتى خاصة وأنها لا تملك الموارد اللازمة لاستقبال مئات الآلاف من اللاجئين في وقت واحد فلا يريد شعبهم أن تكون حكوماتهم متواطئة في حل معضلة إسرائيل الدولة التي يرون أن حملتها في غزة خاطئة بشكل أساسي ولا ينبغي إجبارهم على القيام بذلك لأنهم فقراء وضعاف جدا بحيث لا يمكنهم الإصرار أخيرا على قول لا.
– أشار موقع RFI في 16 مارس 2025 تحت عنوان : مشروع “وهمي“: وفقا لوكالة أسوشيتد برس تدرس إسرائيل والولايات المتحدة نفي سكان غزة في إفريقيا ” ما يلي نصه : وفقا لوكالة أسوشيتد برس، اتصلت الولايات المتحدة وإسرائيل بمسؤولين في السودان والصومال وأرض الصومال لاعتبار الأراضي وجهة منفى للفلسطينيين في غزة ورفضت الخرطوم والصومال هذا الاقتراح بينما قالت أرض الصومال إنها لم تتلق أي اتصال رسميبشأن هذا المشروع الذي يثير أسئلة قانونية وأخلاقية خطيرة ووفقا لوكالة أسوشيتد برس نقلا عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين فقد اتصلت إدارة ترامب وإسرائيل بمسؤولين في ثلاث دول في القرن الأفريقي بهدف نقل السكان الفلسطينيين من قطاع غزة إلى هناك وقالت الوكالة إنه تم استطلاع رأي المسؤولين في السودان والصومال وجمهورية أرض الصومال التي نصبت نفسها من جانب واحد حول جدوى الفكرة وقال زعماء سودانيون لوكالة أسوشيتد برس إنهم رفضوا الاقتراح الأمريكي وترفض الصومال أي فكرة لترحيل الفلسطينيين ووفقا لرويترز تنفي أرض الصومال أي اتصال بواشنطن في هذا الشأن وعلي الجانب الآخر اتصلت رويترز للتأكيد فلم يرد البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الأمريكية .
– أشـــار مـوقـــع kapitalis.com في 16 مارس 2025 أن السودان يرفض عرضاً أمريكياً إسرائيلياً لإستقبال فلسطينيين من غـــزة .
– أشار موقع www.leconomistemaghrebin.com في 16 مارس 2025 أنه بعد أن رفض الأردن ومصر استقبال فلسطينيين من غزة أفادت التقارير أن إسرائيل والولايات المتحدة اتصلتا بمسؤولين من ثلاث دول في القرن الأفريقي في هذا السياق وأن هذه المعلومات ليست بلا أساس لأنها جاءت من وكالة الأنباء الأمريكية أسوشيتد برس يوم الجمعة 14 مارس 2025 نقلا عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين وقالت وكالة أسوشيتد برس إن “مسؤولين من السودان والصومال ومنطقة أرض الصومال الانفصالية خضعوا لاستطلاع رأي حول جدوى الفكرة” لكن مثل مصر والأردن أفادت التقارير أن القادة السودانيين رفضوا أيضا الاقتراح الأمريكي من جانبها نفت سلطات الصومال وأرض الصومال أي اتصال بواشنطن حول هذا الموضوع من جانبها تقول رويترز إنها اتصلت بالبيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية ولكن دون جدوى في الوقت الحالي .
– أشار موقعilDolomiti الإيطالي في 16 مارس 2025 أنه ورد أن الولايات المتحدة وإسرائيل اتصلتا بحكومتي السودان والصومال لتقييم نقل حوالي مليوني فلسطيني في غزة إلى الأراضي الأفريقية وأن ما أوردته وكالة أسوشيتد برس الموثوقة وأكدته وسائل إعلام إسرائيلية مختلفة على أساس مصادر أمريكية وإسرائيلية رسمية هو خطة وصفها بأنها “مثيرة للجدل” فهي فكرة “ولدها” الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (الذي نشر مقطع فيديو تقشعر له الأبدان تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي حول غزة) للقضاء بشكل دائم على سكان غزة للسماح للولايات المتحدة بالسيطرة على الأراضي بعد سنوات من الصراع وتحويلها إلى مشروع طموح “وبحسب ما ورد فقد رفض السودان الاقتراح رفضا قاطعا في حين قالت الصومال وأرض الصومال (منطقة انفصالية غير معترف بها دوليا) إنهما لا تعرفان على أي اتصال يتحدثون وواصل الموقع فقال لم يمض وقت طويل على رد الفعل الدولي ولا شيء آخر فقد أدانها فلسطينيو غزة والعديد من الدول العربية بشدة واصفين إياها بعبارات لا لبس فيها بأنها انتهاك للقانون الدولي كما شددت العديد من منظمات حقوق الإنسان الدولية على المخاطر القانونية والأخلاقية للترحيل القسري وشككت أيضا في الجدوى العملية لإعادة توطين ملايين الأشخاص في المناطق المتضررة بالفعل من الفقر وعدم الاستقرار ومع ذلك من الصعب إقناع ترامب بالنداءات إلى القانون والحس السليم : فرجل الأعمال يسير في طريقه الخاص بدعم من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في هذه الحالة ويواصل الدفاع عما يسمى “الرؤية الجريئة” مفترضا حوافز مثل المساعدات المالية والدعم الدبلوماسي وفي الوقت الحالي تفاصيل المفاوضات غير واضحة ويبدو أن رفض السودان قد عقد الطريق بالفعل .
– وفقا لصحيفة فاينانشيال تايمز.في 16 مارس 2025 فإن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرس الاعتراف الجزئي بأرض الصومال مقابل الحصول على إذن بإنشاء قاعدة بحرية وقال مسؤول أمريكي أخبر فاينانشيال تايمز عن الاتصالات الأولى للإدارة الجديدة مع قيادة أرض الصومال إن المناقشات بدأت حول اتفاق محتمل للاعتراف بالدولة الفعلية مقابل إنشاء قاعدة عسكرية بالقرب من ميناء بربرة على ساحل البحر الأحمرووفقا للمسؤول الأمريكي فلا يزال الفريق الأفريقي لإدارة ترامب في المراحل الأولى من التشكيل وهذه “الاتصالات الأولية والأولية للغاية” مستمرة , وذكر المسؤول أيضا أن الإدارة أثارت إمكانية إعادة توطين اللاجئين من كل من الولايات المتحدة وغزة ومع ذلك فإن هذه المسألة ثانوية بالنسبة للمناقشات العسكرية الأوسع نطاقا , وعلقت الفايناشيال تايمز علي ماتقدم فذكرت أنه من المهم ملاحظة أن الترحيل القسري للسكان على النحو المبين في المادة 7 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية يشكل جريمة ضد الإنسانية وقد يؤدي إلى ملاحقة جنائية دولية ويمكن أيضا اعتبار هذه الأعمال إبادة جماعية وأشارت الفاينانشيلال تايمز إلي أنه في مقابلة مع قناة سكاي نيوز عربية، نفى رئيس أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله إرو أي مفاوضات بين حكومته والولايات المتحدة بشأن توطين الفلسطينيين ودعا بدلاً من ذلك إلى حلٍّ يحظى بإجماع عربي وأنه في فبراير 2025 أمر ترامب الجيش الأمريكي بشن سلسلة من الغارات الجوية ضد أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في الصومال .
– أشار موقع HIIRRAAN ONLINE الصومالي في 19 مارس 2025 من هرجيسا (إلي ما صرح به وزير خارجية أرض الصومال عبد الرحمن ضاهر عدن أن أي دولة ترغب في إشراك أرض الصومال في المناقشات حول فلسطين يجب أن تعترف رسميا أولا بسيادتها وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة الإسرائيلية الرسمية “كان” أكد عدن أن أرض الصومال لن تنظر في إجراء محادثات دبلوماسية مع الدول التي لا تعترف باستقلالها وقال “نحن منفتحون على المناقشات حول أي قضية لكن على الدول التي تسعى إلى الحوار معنا أن تقيم أولا علاقات دبلوماسية رسمية وأن تفتح سفارة في أرض الصومال ” ,وتأتي تصريحاته في أعقاب تقارير تفيد بأن بعض الحكومات استكشفت إمكانية نقل الفلسطينيين النازحين من غزة إلى أرض الصومال ونفي عدن أي مشاركة رسمية في هذه المسألة قائلاً إنه لم تتصل أي دولة بأرض الصومال بمثل هذا الاقتراح , كما ذكرت وكالة أسوشيتد برس مؤخرا أن مسؤولين من إسرائيل والولايات المتحدة ناقشوا خطط إعادة التوطين المحتملة مع أرض الصومال والصومال والسودان ومع ذلك نفت الحكومات الثلاث تلقيها طلبات رسمية فقد أكد عدن أن الأولوية القصوى لأرض الصومال لا تزال الاعتراف الدولي وقال “ما يهمنا أكثر هو الحصول على الاعتراف بعد أن أثبتنا للعالم أننا أمة مسالمة وديمقراطية. وتعمل أرض الصومال وهي جمهورية معلنة من جانب واحد في القرن الأفريقي وما يزال المجتمع الدولي غير معترف بها.
– كذلك أورد موقع allisrael.com في 19 مارس 2025 أن المسؤلين في أرض الصومال لا يستبعدون إمكانية قبول سكان غزة وهذا ما يتضح من تصريح تلقاه مراسل “كان” من وزير خارجية الدولة الأفريقية والذي نشر صباح اليوم (الثلاثاء) في برنامج “هذا الصباح” على قناة “كان ريشت بيت ” وقد تواصل المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون مع ثلاث دول أفريقية – السودان والصومال وأرض الصومال – وفقا لتقارير نشرتها وكالة أسوشيتد برس مؤخرا. واستكشف المسؤولون جدوى نقل اللاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة لإعادة توطينهم في هذه البلدان , ومع ذلك لم يبد المسؤولون في تلك الول الثلاث وخاصة في الصومال والسودان اهتماما ضئيلا بالفكرة بل وعارضوها لكن في حالة صوماليلاند قال وزير خارجيتها لرويترز إنه ببساطة “لم تكن هناك مناقشات مع أي شخص بشأن الفلسطينيين” ومع ذلك اتضح أن هذا لا يعني بالضرورة أنهم يرفضون الفكرة تماما وقال وزير خارجية أرض الصومال عبدي الرحمن ضاهر عدن باكال في رسالة مكتوبة إلى “كان نيوز”: “أهم شيء بالنسبة لنا هو الحصول على الاعتراف بعد أن أثبتنا للعالم أننا دولة مسالمة وديمقراطية وهي دولة مستقلة منذ 33 عاما” فأرض الصومال هي كيان سياسي مسلم انفصل عن الصومال في أوائل التسعينيات وأعلن استقلاله و منذ ذلك الحين لم يتلق سوى القليل من الاعتراف من الدول الأخرى حيث كان الصومال أحد أقوى خصومها لاكتساب الشرعية الدولية وعلى هذه الخلفية من الممكن أن يكون وزير خارجية أرض الصومال قد اختار نقل الرسالة التي وجهها “نحن منفتحون على مناقشة أي قضية لكننا لا نرغب في التكهن بمسائل لم تتم مناقشتها بعد. يجب على أي دولة مهتمة بالمشاركة معنا في قضايا محددة أن تقيم أولا علاقات عمل معنا وأن تفتح ممثليات دبلوماسية في أرض الصومال “في الجوهر ألمح وزير خارجية أرض الصومال إلى أنه إذا اعترفت الإدارة الأمريكية تليها دول أخرى بأرض الصومال فيمكن أن يكون كل شيء مطروحا على الطاولة على الرغم من أنه لم يذكر صراحة مسألة قبول اللاجئين من غزة ومن محادثتنا معه والبيان المكتوب الذي تلقيناه – تقول الوكالة – يبدو أن أرض الصومال تحاول الاستفادة من الوضع في غزة والساحة الفلسطينية لتحقيق مكاسب دبلوماسية من الولايات المتحدة وإسرائيل وعلقت الوكالة فقالت :تعد خطة ترامب لتهجير سكان غزة انتهاكا صارخا لحظر اتفاقية جنيف الرابعة على التهجير القسري للمدنيين أثناء النزاع المسلح وخطته للاستيلاء على أراضيهم تنتهك معاهدة الأمم المتحدة لعام 1970 التي صدقت عليها الولايات المتحدةوالتي تنص على أن “دولة أخرى لا يجوز الاستيلاء على أراضي دولة ما نتيجة للتهديد بالقوة أو استخدامها” وأضافت الوكالة أنه في وقت سابق من هذا الشهر وافق القادة العرب على خطة مصرية بقيمة 53 مليار دولار لإعادة إعمار غزة والتي لا تتوقع تهجير الفلسطينيين من الجيب، على عكس رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لـ “ريفيرا الشرق أوسطية” .
أشار موقع moderndiplomacy.eu في 19 مارس2025 تحت عنوان : المقامرة الدبلوماسية في أرض الصومال: الاعتراف والمخاطرة والقضية الفلسطينية إلي أن ” أرض الصومال وهي كيان غير معترف به ولكنه يتمتع بالحكم الذاتي في القرن الأفريقي يواجه تحديا دبلوماسيا معقدا بعد تقارير تزعم تورطها المحتمل في مبادرة أمريكية إسرائيلية لإعادة توطين الفلسطينيين النازحين من غزة وفي حين نفت حكومة أرض الصومال رسميا أي مشاركة إلا أن الجدل أثار جدلا جيوسياسيا كبيرا مما وضع سياستها الخارجية ومكانتها الدولية تحت التدقيق وتبحث هذه الدراسة في تداعيات هذه التطورات وتحلل المعضلات الاستراتيجية التي تواجهها أرض الصومال في تحقيق التوازن بين سعيها للحصول على الاعتراف الدولي وروابطها السياسية والاقتصادية والثقافية القائمة مع العالمين العربي والإفريقي وتستكشف الورقة التداعيات الجيوسياسية الأوسع نطاقا بما في ذلك التداعيات الدبلوماسية المحتملة من الجهات الفاعلة الإقليمية الرئيسية والمخاطر الاقتصادية المرتبطة بالتحالفات المتغيرة والاعتبارات الأمنية بالنظر إلى وضع أرض الصومال غير المستقر في منطقة مضطربة وتؤكد النتائج أن استجابة أرض الصومال لهذا الجدل لن تؤثر فقط على مسار سياستها الخارجية بل ستؤثر أيضا على تطلعاتها طويلة الأجل إلى السيادة والاعتراف العالمي .
– أشار موقعhorseedmedia.net بتاريخ 20 مارس 2025 وكذلك موقع Horseed Media إلي ما يلي تحت عنوان : “الإمارات تتوسط في اعتراف الولايات المتحدة بأرض الصومال لإقامة قاعدة عسكرية إسرائيلية ضد تهديدات الحوثيين” وورد في متن الخبر أنه وفي خطوة مفاجئة يستعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للاعتراف رسميا بأرض الصومال كدولة مستقلة وفقا لتقرير نشرته The Cradleهذا القرار غير المسبوق الذي كشف عنه وزير الدفاع البريطاني السابق جافين ويليامسون وذكرته وسائل إعلام مثل سيمافور يمكن أن يعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي للقرن الأفريقي والطرق البحرية في غرب آسيا .
الـــــتقـــديـــــر:
1- في تقديري أن الخطة المُجـــرمة لتهجير الشعب الفلسطيني من غـــزة لا ينبغي رؤيتها بمفردها وكأنه منعزلة عن الرؤية الأمريكية الإمبريالية القائمة علي ركيزتين هما التوسع والتعريفات الجمركية لإستيفاء شعار : ” لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخري” وهي العبارة التي يتبناها الرئيس ترامب وإدراته ولذلك فخطة تهجير فلسطينيو غـــزة أنها خـــطــة مُبيتة منذ إنشاء الكيان الصهيوني كدولة في 15 مايو1948 , والجديد في الموضوع هو تزامن جهود الصهاينة لتصفية الشعب الفلسطيني نفسه حتي تكون فلسطين خالصة للصهاينة إستناداً علي تخاريف توراتية إصطنعها الحاخامات إصطناعاً وروجوا أنها نصوص مـــُقدسة وهو ما أشار إليه القرآن الكريم في غير موضع , تزامن هذا مع إحياء ترامب النهج الإمبريالي الأمريكي تحت شعار : “أمريكا أولاً” وللمؤسسة العسكرية الأمريكية دور رائد في عملية الإحــيـاء رائد لسبب بسيط لكنه حاكم فالولايات المتحدة تبسط علي المعمورة 6 قيادات عسكرية مُوزعة جغرافياً علي العالم مُلحق بهم كقيادات وظيفية مُعاونة 3 قيادات أخري فكيف يتسني ال‘تقاد بأن المؤسسة العسكرية الأمريكية دورها يتوقف عند حدود النصوص الدستورية الأمريكية ؟ أو أن هذا الدور لم تضف إليه الإعتمادية الأمريكية المطلقة قوة ليست ذات طبيعة دستورية أكثر من كونها قوة الأمر الواقع ولتأكيد ذلك يُلاحظ أن الرئيس ترامب منذ تولي السلطة رسمياً في 20 يناير2025 إستن خنجره ليتخلص من كيانات مدنية كانت ملحقة بوزارة الخارجية الأمريكية وأهمها وكالة التنمية الدولية الأمريكية USAID التي نشأت في عهد الرئيس الراحل كينيدي وذلك إضافة إلي تفويض إيلون ماسك رئيس وكالة الكفاءة الحكومية في إدارة ترامب وبحسب ما قاله في بودكاست يأمل ماسك في “تقليص الوكالات [الفدرالية] لتكون أصغر بكثير” والتأكد من “التزامها بما أقره الكونجرس بدلاً من كل هذه الأشياء الأخرى” و”تطهير” اللوائح والوكالات الفدرالية غير المبررة كذلك أوضح ترامب إن الوزارة الجديدة( وكالة الكفاءة الحكومية) سوف توجد “خارج الحكومة” حيث ستقدم المشورة لأولئك في البيت الأبيض حول إصلاح الوكالات الفيدرالية ومن المرجح أيضًا أن يسمح الترتيب لماسك بمواصلة العمل في القطاع الخاص والخدمة دون موافقة مجلس الشيوخ وقال ترامب إنه يريد أن تساعد الوزارة في تحقيق “تغيير جذري” وقارن طموحاتها بطموحات مشروع الحرب العالمية الثانية لتطوير الأسلحة الذرية وأضاف: “سوف تصبح على الأرجح مشروع مانهاتن في عصرنا لقد حلم الساسة الجمهوريون بأهداف مشروع DOGE لفترة طويلة جدًا” لكن ترامب لم يمس المؤسسة العسكرية ولم يقترب منها -علي الأقل حتي الآن – فالعسكرية الأمريكية يساندها نواب جمهوريين في مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين وجانب من الإعلام الأمريكي الذي لليهود والصهاينة فيه القدح المُــعــلي وفيما يبدو لي أن هذا الإختلاف دليل علي “فــكــر الــقــوة والــبــأس” الذي أعتقد ويعتقد مع الكثيريين أنه مــفــتـاح فـــهــم وتـفــسـيــر عـــهـــد ترامب وما أعنيه من هذا أن ترامب ومعه المؤسسة العسكريد يستهدفان الإستيلاء عــلي غـــزة فترامب أشار إلي أن موقعها الجغرافي فريد نعم فهوفــريد خاصة للموسسة العسكرية الأمريكية فالولايات المتحدة في وقعت مع حكومة جنوب قبرص اليونانية في 9 سبتمبر2024 وفي حفل خاص بوزارة الدفاع القبرصية بحضور رئيس أركان قوات الدفاع القبرصية الفريق جورج تسيتسيكوستاس والسفيرة الأمريكية لدى قبرص جولي فيشر علي اتفاقية إطارية للتعاون الدفاعي تحدد الطرق التي يمكن للبلدين من خلالها تعزيز استجابتهما للأزمات الإنسانية الإقليمية والمخاوف الأمنية بما في ذلك تلك الناشئة عن تغير المناخ وعقب التوقيع علي هذه الإتفاقية الإطارية ولإدراك أهمية هذا التطور في علاقات أو رؤية الولايات المتحدة لعلاقاتها مع جنوب قبرص اليونانية فيكفي أن نعرف أن هذه الإتفاقية الإطارية تنهي سياسة أمريكية استمرت 50 عامًا لفرض حظر على الأسلحة فرضته الولايات المتحدةعلي جمهورية قبرص اليونانية بناء علي وضع ورؤية سياسية كانت مستقرة حتي إندلعت الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير2022 وبعدها الحرب في غزة في 7 أكتوبر2023والتي هـدمت وحطمت نظرية الأمن الصهيوني تماما ومن الواضح أن نتائج هذين الحربين اللتان لم تنتهيا بعد أدت بالمخطط العسكري الإستراتيجي لأن ينظر إلي خريطة شرق المتوسط بإعتبارها المدي الأوسع لحرب غزة والمتاخم للبحر الأسود الفناء البحري لروسيا في حرب أوكرانيا ليعيد النظر في قابلية الإستفادة من موقع قبرص الجيوستراتيجي لتأمين الكيان الصهيوني الذي تداعي مركزه العسكري لدرجة حاجته الماسة لتدخل وعون عسكري بل وديبلوماسي مباشر من الولايات المتحدة التي تعمل بسرعة لتجهيز قبرص كلاعب إحتياطي في مباراة غــزة التي سجل فيها الصهاينة خـــسارة بينة حتي الآن وتطبيقاً للنمو المفاجئ للعلاقات العسكرية الأمريكيةمع قبرص يُذكر أن وزير الدفاع القبرصي فاسيليس بالماس كان قد أعلن في أواخر يوليو2023 أنه سيتم نشر مروحيات من طراز«شينوك» تابعة للجيش الأميركي في قاعدة مروحيات يتم بناؤها قرب مدينة لارنكا بقبرص اليونانية دون تقديم مزيد من التفاصيل وقالت وقتها وسائل الإعلام القبرصية إن القاعدة ستُمنح للولايات المتحدة وإن الجيش الأميركي سينشر مروحيات «شينوك» لاستخدامها في النقل والخدمات اللوجستية وفي 21 يناير 2025 أفاد مسؤولون قبارصة وكالة “رويترز”أنّ فريق تقييم عسكري من الولايات المتحدة سيزور قبرص هذا الأسبوع في إطار “ترقيات دفاعية “وأشار المتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس إلى أنّ فريق التقييم الذي يتخذ من ألمانيا مقراً له سيقدم المعرفة والتوصيات بشأن مشاريع البنية التحتية لتعزيز التشغيل البيني مع الولايات المتحدة والشركاء الآخرين و أضافت وكالة رويترز في موضع آخر أن مصدر مطلع كشف لوكالة “رويترز” أن التقييم سيشمل القاعدة العسكرية في منطقة بافوس الغربية حيث سيبحث الوفد العسكري الأمريكي مع القبارصة اليونانيين إمكانية تحسين مرافق الهبوط في القاعدة الجوية وأوضح أن الهدف من هذه التحسينات هو السماح بعمليات إجلاء واسعة النطاق من المنطقة عند الضرورة وتأتي هذه التحركات في إطار تعزيز الشراكات الدفاعية لقبرص مع الولايات المتحدة ودول أخرى إلى جانب تحسين جاهزية البنية التحتية العسكرية في البلاد , علي الوازي كان قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل إريك كوريلا قد أكــمــل سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى مع العديد من القادة الرئيسيين في ست دول في الشرق الأوسط، خلال رحلة استغرقت سبعة أيام عبر المنطقة في الفترة من 16 إلى 22 نوفمبر2024 , والتقى الجنرال كوريلا بكبار المسؤولين العسكريين والحكوميين في قطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية وإسرائيل لإعادة التأكيد على التزام الولايات المتحدة بالاستقرار الإقليمي وتعزيز الشراكات العسكرية ومناقشة الإجراءات المطلوبة لمواجهة التحديات الأمنية الحالية وفي الفترة من 16 إلى 18 نوفمبر2024 استضاف الجنرال كوريلا مؤتمر قادة القيادة المركزية الأمريكية في قاعدة العديد الجوية في قطر حيث ناقش قادة من القيادة المركزية الأمريكية والقيادات التابعة لها وهيئة الأركان المشتركة بين الوكالات وهيئة الأركان المشتركة الوضع الأمني الحالي في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية وفرص تعزيز التعاون الأمني والجهود المبذولة لمواجهة المنظمات المتطرفة العنيفة مثل داعش والحوثيين المدعومين من إيران .
قرر العسكريون الأمريكون تنشيط تعاونهم العسكري مع قبرص اليونانية وليس مع الأتراك وفي هذا أشار مراد أصلان المحلل السياسي التركي لوكالة الأناضول إن “قبرص هي النقطة الأكثر ملاءمة لتقديم المساعدة المباشرة لإسرائيل” معتقدًا أن الوجود الأمريكي في جزيرة قبرص”مرتبط بطريقة ما بالسياسة الإسرائيلية” كما يقول الخبراء إن اتفاق التعاون الدفاعي الجديد بين الولايات المتحدة والإدارة القبرصية اليونانية من شأنه أن يعزز الأنشطة العسكرية واللوجستية لواشنطن في قبرص وفي شرق البحر الأبيض المتوسط، في حين يشيرون أيضا إلى أن السياسات الإسرائيلية أثرت على الوجود الأميركي في الجزيرة وقال مراد أصلان محلل السياسة الخارجية والأمنية في جامعة حسن كاليونجو في ولاية غازي عنتاب التركية وباحث كبير في مؤسسة الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية (سيتا) في أنقرة إن الولايات المتحدة استخدمت قبرص اليونانية منذ فترة طويلة وأن مشاركتها زادت بسبب حرب إسرائيل على غزة وأضاف أصلان أن الولايات المتحدة تنظر إلى شرق البحر الأبيض المتوسط كمنطقة بالغة الأهمية نظرا لأهميتها الجيوستراتيجية ورغم أن شرق البحر الأبيض المتوسط لم يكن السبب الرئيسي وراء القرار الأميركي بتوقيع الاتفاق في التاسع من سبتمبر2024 قال أصلان إن الولايات المتحدة قد تستخدم المنطقة لعمليات مستقبلية محتملة بما في ذلك الوصول إلى غزة والأسواق العالمية وإعادة تموضعها عسكريا وأشار أيضًا إلى أن الولايات المتحدة تتدخل في كثير من الأحيان في الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط بأصول بحرية وجوية مع الحفاظ على القدرة على الحركة والمرونة التشغيلية وأشار أصلان إلى أن أي تدخل من قواعد ثابتة يتطلب عادة موافقة البلد المضيف وقال إنه لهذا السبب خففت الولايات المتحدة اعتمادها على قاعدة إنجرليك في جنوب تركيا قليلا وأضاف “من ناحية أمن أوروبا، فقد قدمت قواعد في رومانيا وبلغاريا وخاصة تلك الموجودة في رومانيا وفي شرق البحر الأبيض المتوسط تحتاج هذه السفن بالتأكيد إلى ميناء للاحتياجات اللوجستية إما للرسو بشكل مستمر أو على الأقل لاستكمال لوجستياتها , وأكد ما تقدم البروفيسور أ. دكتور. إسماعيل شاهين رئيس قسم العلاقات الدولية بجامعة بانديرما أونييدي إيلول الذي قال أن سبب تطوير الولايات المتحدة للتعاون العسكري مع الإدارة القبرصية اليونانية في جنوب قبرص هو “الأهمية الجيوسياسية المتزايدة لشرق البحر الأبيض المتوسط في سباق القوى العالمي والإقليمي” وأشار شاهين إلى أن شرق البحر الأبيض المتوسط يبرز كمنطقة ذات موارد كبيرة من الغاز الطبيعي:” فجزيرة قبرص تقع في قلب هذه الموارد تقريبًا وتعمل الولايات المتحدة على تعزيز علاقاتها مع الإدارة القبرصية اليونانية في جنوب قبرص من أجل السيطرة على موارد الطاقة هذه وضمان أمن الطاقة في المنطقة بالإضافة إلى ذلك تعمل الولايات المتحدة على تعزيز علاقاتها مع الإدارة القبرصية اليونانية من أجل تنويع إمدادات الطاقة لأوروبا وتقليل الاعتماد على روسيا جزء مهم ولاعب في ممر الطاقة هذا.” وأضاف “إن مثل هذه الاتفاقيات تعد انتهاكاً واضحاً للاتفاقيات الدولية التي أنشأت جمهورية قبرص بالشراكة التركية واليونانية”وذكر شاهين أن الولايات المتحدة بهذا الموقف تقدم دعما كبيرا لتسليح جزيرة قبرص وذكر شاهين أن جنوب الجزيرة مسلح ليس فقط من قبل الولايات المتحدة ولكن أيضًا من قبل إنجلترا وفرنسا وأكد أن هذه الأنشطة لا تهدد تركيا فحسب بل المنطقة بأكملها وفي إشارة إلى أن التسليح السريع لجنوب الجزيرة جعل من الضروري لشمال الجزيرة اتخاذ بعض الإجراءات الأمنية قال شاهين: “يبدو أن الولايات المتحدة تحاول تسليح قوس يمتد من ديدياجاتش إلى قبرص حتما وهذا الوضع يجلب معه خطر الصراع الإقليمي فضلا عن الردع ثم لفت إلي أن “أحد الأسباب المهمة التي تدفع الولايات المتحدة إلى تعزيز وجودها العسكري في قبرص هو أمن إسرائيل” وأوضح شاهين أن جزيرة قبرص تتمتع بموقع استراتيجي بالغ الأهمية من حيث أمن الخط الممتد من لواء إسكندرون إلى الإسكندرية مذكرًا بأنه من المعروف أن القواعد البريطانية (في قبرص وهما أكروتيري وذيكيليا) تؤديان واجبات مهمة في أمن إسرائيل مشددًا على أن الولايات المتحدة تستعد الآن لتعزيز وتوسيع هذا الدور قال شاهين: “بتشجيع من الولايات المتحدة، نشهد أن العلاقات بين إسرائيل وGCASC قد تحسنت” فلقد تطورت بشكل غير مسبوق في السنوات الأخيرة وكان البلدان دائمًا معًا” كما أشار شاهين إلى أن الولايات المتحدة تحاول تعزيز علاقاتها مع الإدارة القبرصية اليونانية في جنوب قبرص من أجل الحد من نفوذ روسيا والصين في شرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وتعزيز أمن إسرائيل والسيطرة على موارد الطاقة وتوازنها والحد نفوذ تركيا في المنطقة .
إن عــسكرة منطقة شرق المتوسط و تكثيف الجهود الأمريكية العسكرية مع قـــبرص في هذا الشأن وخفضها مع تركيا له علاقة مباشرة بالغرض النهائي من تقصية التعاون العسكري مع قبرص اليونانية والرغبة الأمريكية المراوغة للإستيلاء علي غـــزة لتحويلها لقاعدة أمريكية خالصة وتحويل غـــزة إلي بورتو ريكو الجزيرة الكاريبية جنوب الولايات المتحدة ولهذا ولأجل الكيان الصهيوني وأمنه طالبت الولايات عبر مفاوضها مع حماس ستيف ويتكوف Steve Witkoff ستيف ويتكوف Steve Witkoff نزع سلاح المقاومة في غزة لتحويلها إلي نموذج بورتو ريكو أما قول الرئيس ترامب في تصريحاته المتدرجة من أنه يود تحويلها لريفيرا الشرق الأوسط فهي ســـخـــافة وإســتــهتار في غير موضعه لأنه يتككلم عن أرض بها مقاومة سامت العسكرية الأمريكية والصهيونية صنوف من الذل والقهر لكن إشارته لتحويل غــزة إلي ريفيرا تـــمــويه أو Camouflage كما أنه مما يؤكد غــلبة النوايا الإمبرالية علي ماعداها في عقيدة الرئيس ترامب وكل إدارته أن الرئيس ترامب جدد مطامع الولايات المتحدة في جرين لاند إنطلاقاً من دوافع عسكرية أمريكية معلنة وغير خـــافـيـة وكما أنه لاسباب إقتصادية وعسكرية صرح بأنه يرغب في ضم كــــنـــدا للولايات المتحدة وإستعادة قناة بنما فلم لا يُلحق غــــزة بالولايات المتحدة كأقليم تابع للولايات المتحدة فيما وراء البحــار كــتبعية جزيرة فــوكـــلانـــد للمملكة المتحدة ومنازعة الأرجنتين في السيادة علية بل خاضت حــربــاً في عهد تاتشر عام 1982من أجل تثبيت سيادة بريطانيا عليه وأنتصرت علي الأرجنتين رغم أنها تبعد 6 الآف كم عن الساحل البريطاني وربما كانت المبررات غير المعلنة لــضم غـــزة للولايات المتحدة والتي بـــاحبها بكل صراحة أمام الإعلام للرئيس ترامب عندما قال : ” ولم نشتري غـــزة … لا يوجد سبب لأن نشتريها نحن سنأخذهاونحولها لريفيرا… ” وطبعاً تتمني الطغمة العسكرية الرابضة في البنتاجون والحالمة بتحقيق أحـــلام التوسع الإمبريالي التي يخوض فيها الرئيس ترامب تتمني تحويل هذا التصريح لواقع لتحقيق عدة أهداف كلها أهداف تعبر عن قدر السفالة الهائل لتلك الإدارة الأمريكية وهذه الأهداف اهمها :
ألف – السيطرة والتحكم في حركة البحرية الروسية في منطقة شرق المتوسط منفذها الوحيد بالمياه الدافئة فلو خططنا خطاً مـن غـــزة علي إستقامته سيمكن للعسكرية الأمريكية من حيث هي في أرض غزة أن تمد الخط علي إستقامته ليصل إلي القواعد الأمريكية قيد الإنشاء في قبرص (برجاء الرجوع لدراستين أعددهما السفير بلال المصري في17 سبتمبر2024 بعنوان : “توقيع الولايات المتحدة إتفاقية إطارية للدفـــاع مع قــبــرص الـــيــونـانـــيـة : النتائج المُتوقعة علي الصراع في الشرق الأوســـط” و” قــــــبــرص / الـــيـــونـــانــــيــة وعــضـــويــة حــلـــف شمـــال الأطــــلــنـــطــي “في 27 نوفمبر2024) ثم يمتد هذا الخط من قبرص إلي ساحل تركيا عضو حلف شمال الأطلنطي حيث قاعدة أنجرليك أو لليونان وهي عضو آخر في حلف شمال الأطلنطي وبذلك يمكن للولايات المتحدة أن تحجم الحركة الحرة للبحرية الروسية والصينية في شرق البحر المتوسط المنفذ الصالح لحركة البحرية الروسية التي لابد لها من المرور من مضيقي البوسفور والدردنيل التركيين الواقعين بين البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط .
بـــاء- الإستيلاء الأمريكي سيكون مقدمة للإستيلاءعلي حقول الغاز في المياه الإقتصادية لساحل غزة وطوله 41 كم وهي ذات إحتياطيات ضخمة تقدرها جيداً الشركات الأمريكية للبترول التي لها عدة جماعات ضغط lobbies في البنتاجون أولاً وجهات الأمن والإستخبارات الأمريكية والكونجرس فترامب أعلن صراحة أنه لن يشتري غزة بل سيضمها بإعتبارها من أملاك الولايات المتحدة كالجزر التابعة للولايات المتحدة في المحيطين الهادئ والأطلنطي فهولا يـعبـأ بالقانون الدولي فهو وسابقيه في منصب الرئاسة الأمريكية يؤمنون بأن القانون الدولي هم سيشرعه مجلس الشيوح الأمريكي كقانون تحرير العراق وقانون السلام في السودان وقانونا لعقوبات علي إيران وليبيا لعام 1986 المعروف باسم قانون داماتو وغيرها من القوانين .
جــيم- الإستيلاء الأمريكي علي غــزة وإعتبارها اصل ثابت أو عــقــار مملوك للولايات المتحدة وإقامة قاعدة عسكرية ثابتة موازية للدفاع عن أمن الكيان الصهيوني الذي وضح جراء طوفان الأقصي أنه مــُعـرض تماماً ولا يقوي وحده علي صد طـــوفان آخــر ولذلك كان المدد الأمريكي من السلاح والذخيرة والأفراد والمعلومات الإستخباراتية عـــلــنـي ويومي ولذلك تكلفت الولايات المتحدة وأثر سلباً علي حضورها العسكري في نقاط صراع أخري في العالم أهمها حرب روسيا وأوكرانيا التي كانت حــرباً أمريكية بإمتيازولذلك كانت تصريحات ترامب الملتوية والمضطربةعن غــزة والتي يُمكن إستخلاص هدف واحد منها هو أعلان رغبة الولايات المتحدة للإستيلاء علي غــزة وإقامة قاعدة أمريكية أو بالمعني العريض لتكون غـزة مــحــمية للجيش الأمريكي للدفاع عن الكيان الصهيوني – كما أشرت – وللفاع عن ما يُروج له أنه مصالح أمريكية في منطقة الشرق الأوسط بمعناه الجيو/إستراتيجي العريض وبالتالي فسيكون الحضور العسكري الأمريكي مُحقق لهدفين :
الهدف الأول : من الوجهة التكاليفية سينخفض الإنفاق علي ما يُسمي في الوثائق الأمريكية والغربية أمن الكيان الصهيوني وتزيد بالتالي كفاءة المساندة العسكرية الأمريكية للكيان الصهيوني فالتدخل الأمريكي سيكون سريعاً ومباشرا والحالة هذه .
الهدف الثاني : الإدارة المباشرة للأنظمة العربية الرخوة الوهميةDummies المحيطة بالكيان الصهيوني وربما إذابتها فهي أنظمة مــُهترئة تماماً وذلك توثيقاً للحفاظ الأمريكي علي أمن الكيان الصهيوني والإقتراب في نفس الوقت من منطقة الإهتمام الروسي / الصيني الأولي وهي منطقة شـــرق الــمــتـوسـط وكلاهما مُدرك أن الهدف الحقيقي للولايات المتحدة في اليوم التالي لحرب غــزة هو الإستيلاء علي غـــزة نفسها لتكون حيازة أمريكية حتي لو تطلب الأمر من الولايات المتحدة تنصيب حكومة في غــزة كحكومة عباس في رام الله وهي حكومة أسمية مثيرة للسخرية فهي حكومة مشوهين مُعاقين نفسياً ولا ولاء لهم إلا لغرائزهم الحيوانية ولهذا تصر الولايات المتحدة علي أمرين : الأول نــزع ســـلاح المقاومة الإسلامية الفلسطينية والأمــر الـثاني : خروج حـــمــاس من معادلة السلطة في غــزة أي من الحياة سياسياً في اليوم الـتـالي في غـــزة والسؤال للأغبياء الأمريكيين كيف يعقل أن تدافع حـــماس مع غيرها عن غـــزة في الحرب ولا تحميها في السلم وكيف يُعقل أن تدفع المقاومة مهر غــزة روحــاً ودمــاً ولا تتزوجها ؟
دال – التواجد العسكري والأمني الدائم وسط وبين حلفاء وتابعين للولايات المتحدة وخصوم لها(أخطرهم حالياً روسيا وإيران ) وإلا لماذا وبعد 50 سنة من الإبتعاد المحسوب عن قبرص توقع الولايات المتحدة وقبرص اليونانية في 9 سبتمبر2024 علي اتفاقية إطارية للتعاون الدفاعي؟ بل وتؤهل قبرص اليونانية لحلف شمال الأطلنطي وتضم الكيان الصهيوني نفسه في 15 يناير عام 2021 ليكون تحت ولاية القيادة المركزية العسكرية الأمريكية بعد أن كان الكيان الصهيوني تحت ولاية القيادة العسكرية الأمريكية الأوروبية فقد أكدت دراسة بحثية معمقة صدرت عام 2021عن مركز بارادايم الدولي للدراسات الاستراتيجية دراسة بحثية معمقة حملت عنوان (نقل “إسرائيل” إلى مركز القيادة الأميركية (سنتكوم) نحو فهمٍ أعمق للاتفاقيات الإبراهيمية وأبرز التداعيات الاستراتيجية المحتملة) وأشارت هذه الدراسة إلي أن نقل كيان الاحتلال إلى مركز القيادة الأميركية في الشرق الأوسط يعد حدثاً مهماً سيما أنّه أتى في سياق لحظتين زمنيتين مهمتين تحملان أبعادا عميقةً اللحظة الأولى هيّ مغادرة الرئيس السابق دونالد ترامب للبيت الأبيض اللحظة الثانية هيّ اتساع رقعة الاتفاقيات الإبراهيمية وأشارت الدراسة إلى أنه إذا كانت عملية النقل تلك من ناحية الشكل تحمل أبعاداً لوجستيةً أمنيةً إلّا أنّها من ناحية المضمون تمثل حدثا بالغ الأهمية لأنها تفرز وقائع جديدة في معادلات الصراع في الشرق الأوسط فبينما كانت القيادة المركزية (سنتكوم) سابقاً في منأى (شكليّ)عن عمليات إسرائيل العدائية ضد سورية ولبنان والعراق وتعمل تحت مظلة الناتو أيوكوم راهناً أصبحت العمليات الإسرائيلية تحت مظلة سنتكوم وهو ما يقحم القواعد الأميركية وحلفائهم الاقليميين في إطار احتمال ردّ الفعل حال قرر المحور المقابل الردّ المباشر واسع النطاق على أعمال إسرائيل الهجومية .
2- كذلك وعلي التوازي تُعد خطة تهجير الفلسطينين في تقديري تُعد أحد مكونات إستراتيجية عـــريضة عنوانها العريض إعــادة تــشــكــيــل الــشــرق الأوسط وهذه الإستراتيجية الجيو/ سياسية النهائية تمثل ذروة التعاون والتفاهم المُشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وهي في التصنيف الفكري إستراتيجية أمن قومي للولايات المتحدة والكيان الصهيوني والأعمدة الرئيسية لها ديـــنـــيـــة توراتية تتضافر من أجلها جهود الكنيسة الأمريكية التي تتبني افكار توراتية / إنجيلية يمثلها تــيـــار المسيحية / الصهيونية الذي يقابله في الإسلام تيار داعــــش تماماً وبلا مواربة ولكن الفرق بين التيارين المسيحي / الصهيوني وداعــش هو في التبني السياسي والعقائدي والإعلامي لكل فتتم شيطنة داعش – التي بلا آلة إعلامية – وهي كذلك فعلاً أما المسيحية / الصهيونية فلها أقنعة متعددة تتخفي وراءها وهي في الحساب الختامي دعوة منحطة تعتمد التمييز العنصري والإبادة الجماعية وهذا التيار له إمتداد عقائدي طبيعي داخل الكنيسة الشرقية عبر نصوص العهد القديم والجديد , ولهذا فخطة التهجير أساسها ومبررها عقائدي / مسيحي / يهودي و تناولها عبر السياسة غـــفـــلة وســـذاجـــة مثيرة للسخرية وكما حدث في النكبة الأولي عام 1948 وجد الصهاينة من يرضخ لهم رعباً وخشية من الحكام العرب والإختلاف ما بين النكبة الأولي والنكبة الحالية التي لم تتم بعد بسبب وجود حماس كعائق عقائدي / عسكري هو أن حكام العرب كلهم بإسثناء اليمن وقعوا في إسر وذل الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية وعيونهم مـــكـــسورة أما في نكسة 1948 فكان عدد الحكام العرب الخونة قليلاً جداً لا يتجاوز الثلاث علي أقصي تقدير , المهم أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يمضيان لتنفيذ عملية التهجير لفلسطيني غــزة كأحد مكونات الإستراتيجية العريضة التي تعمل الإدارة الأمريكية علي الفراغ منها بسرعة وبكفاءة بمعونة حكام الصدفة العرب الذين لا يملكون الحد الأدني من المؤهلات لموظف بسيط في شركة خـــاســـرة لكن هؤلاء هم إختيار أجهزة الأمن الصهيونية والأمريكية وبعد الفراغ من خـــطة التهجير وهي خطة تفترض ثبات العوامل الأخري التي قد تعوق إتمامها , لكن في كل الحالات وسواء نجحت هذه الخطة أم فــشــلت فسيتم التخلص من هذه الدفعة من حكام الصدفة العرب والإتيان بغيرهم , وعلي أية حـال فالصهاينة والأمريكان ماضــون في تنفيذ خطة التهجير وقد تفتق ذهن الصهاينة والأمريكيين عن توجيه تيار الهجرة الفلسطينية بعد ممانعة مصرية / أردنية خجولة ففي الحالة المصرية وهو ربما ما يدركه الصهاينة والأمريكيين كان مصدرها الدولة العميقة ولذلك تراجعا سريعا أما في الحالة الأردنية فالملك الأردني بعدما شاهد بأم عينه ماذا فعلت حماس والفصائل الإسلامية المُقاومة بما يُسمي جيش الدفاع والأمن الصهيوني عــلم ان مملكته ستضيع من يده إن هو وطن هؤلاء الفلسطينيون في مملكته ولذلك توجه القائمون علي وضع خطة التهجير في واشنطن وتل أبيب إلي بديل آخر هو الصومال الفيدرالي وصوماليلاند والسودان مفترضين أن ثلاثتهم سيقبلون وأن الغزاويون سيقبلون أيضاً وهذا دليل آخر علي أن من يتناولوا ملف الصراع الفلسطيني / الصهيوني مجموعة من المبتدأين من ذوي الخبرة والمهارات السياسية المحدودة فمن المعروف إبتداء أن الهجرة الفلسطينية توجهت منذ ما قبل وما بعد النكبة الفلسطينية الأولي لأمريكا الجنوبية والولايات المتحدة وللكيان الصهيوني نفسه (فلسطينيو 1948) وبالتالي فإن كانت هذه الدول الثلاث وجهات مُرشحة لتوجيه تيار الهجرة الفلسطينية إليها في نظر المخططين الصهاينة والأمريكان فهي بالتاكيد لست وجهات مُفضلة لهؤلاء الفلسطينيون حتي وأن قبلت صوماليلاند تلك الدولة المزعومة التي يتولي أمرها مجموعة من العملاء والأغبياء( أنظر دراسة أعدها السفير بلال المصري بعنوان : ) وقد أشار موقع www.hiiraan.com في 17 مارس2025 من مقديشو أن الولايات المتحدة وأرض الصومال قد إنخرطتا في مناقشات حول اتفاق محتمل يمكن أن يشهد اعتراف واشنطن بأرض الصومال مقابل قاعدة عسكرية أمريكية في مدينة بربرة الساحلية الاستراتيجية وفقا لصحيفة فاينانشيال تايمزوقال مسؤول أمريكي كبير تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لصحيفة فاينانشيال تايمز إن إدارة ترامب بدأت مفاوضات مع قيادة أرض الصومال بشأن الاعتراف الرسمي ومع ذلك لا تزال المحادثات حساسة للغاية حيث لم يعين الرئيس دونالد ترامب بعد مسؤولين رئيسيين يشرفون على الشؤون الأفريقية وتتمحور المناقشات المبلغ عنها حول اهتمام واشنطن بتأمين وجود عسكري طويل الأمد في بربرة وهو ميناء في المياه العميقة على طول خليج عدن أصبح نقطة محورية للمنافسة الجيوسياسية في القرن الأفريقي كانت الولايات المتحدة قلقة بشكل متزايد بشأن نفوذ الصين المتزايد في المنطقة لا سيما بعد أن أمنت بكين قاعدة عسكرية في جيبوتي المجاورة وفي حين أن تفاصيل المفاوضات لا تزال غير واضحة ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز أن الاقتراح قد ينطوي على اعتراف الولايات المتحدة رسميا باستقلال أرض الصومال مقابل حقوق القاعدة الحصرية في بربرة وكشف التقرير أيضا أن الولايات المتحدة أثارت فكرة نقل الفلسطينيين النازحين من غزة إلى أرض الصومال على الرغم من أنها لم تكن مكونا مركزيا في المحادثات ويأتي الاقتراح في الوقت الذي تدين فيه دوليا لمبادرة أمريكية إسرائيلية منفصلة لإعادة توطين الفلسطينيين في الدول الأفريقية وهي فكرة رفضتها حكومات المنطقة على نطاق واسع وفي14 مارس2025 نفى وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي بشكل قاطع أن تكون مقديشو قد تم الاتصال بها أو المشاركة في أي مناقشات بشأن إعادة توطين اللاجئين من غزة وقال ما نصه : “تقف الحكومة الاتحادية الصومالية بحزم إلى جانب إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين في كفاحهم العادل من أجل السيادة وتقرير المصير وأي خطة تسعى إلى إبعاد الفلسطينيين قسرا عن أراضيهم غير مقبولة” كما صرح رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري في قمة جامعة الدول العربية في القاهرة في وقت سابق من هذا الشهر كما نفى وزير خارجية أرض الصومال عبد الرحمن ضاهر عدان أي مناقشات من هذا القبيل وقال لرويترز وقال “لا توجد محادثات مع أي شخص بشأن الفلسطينيين”. وقد عارضت الحكومة الفيدرالية الصومالية التي تعتبر أرض الصومال جزءا من أراضيها الخاضعة للسيادة بشدة أي اعتراف أمريكي بالمنطقة الانفصالية ويجادل المسؤولون في مقديشو بأن مثل هذه الخطوة ستنتهك وحدة أراضي الصومال وتقوض العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة ويتماشى اهتمام إدارة ترامب بالاعتراف بأرض الصومال مع الدعم الجمهوري المتزايد للمنطقة الانفصالية وقد أقامت أرض الصومال علاقات قوية مع الحزب الجمهوري وتم تقديم العديد من مشاريع قوانين الكونجرس التي تدعو إلى الاعتراف بها في السنوات الأخيرة على الرغم من أن أيا منها لم يتحول إلى قانون وردا على الدعم الجمهوري المتزايد للاعتراف بأرض الصومال كثف جهود الضغط في واشنطن وحث المشرعين على التمسك بالتزام الولايات المتحدة بسيادة الصومال وقد انخرط دبلوماسيون صوماليون مع شخصيات بارزة في وزارة الخارجية والكونجرس لمواجهة مسعى أرض الصومال للحصول على الشرعية الدولية وعلى عكس الصومال الذي يقاتل تمردا (إسلاميا) منذ أكثر من 17 عاما ظلت أرض الصومال مستقرة نسبيا منذ إعلان استقلالها في عام 1991 ومع ذلك لم تعترف أي دولة رسميا بها كدولة ذات سيادة ولم يعلق البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية علنا على المفاوضات المزعومة مع أرض الصومال .
في الواقع أن ما يدعو إليه الرئيس الأمريكي يبرهن علي خـــسته ووضاعة منشأه وأصله كحفيد عائلة وضيعة وإنعدام حياءه فهو بدعوته الفاضحة تلك بالتأكيد لا يتخلق بأخلاق الرؤساء المحترمين بل هو كذلك لا يتخلق بأخلاق الأفراد العاديين أنه يعلن إنتهاء عصر القيم الديموقراطية والإنسانية التي كان يتمسك بها – علي الأقل إعلاميا – بعض الرؤساء الأمريكيين الأول مثل :
إبراهام لينكولن مُحرر العبيد الذي من أشهر أقواله : ” إن أفضل طريقة للقضاء على العدو هي أن تجعله صديقا “و ” الحقيقة تزيد تماسكاً مع الزمن بما يُضاف اليها بعد كشفها من وقائع تدعمها و تبرهن على صحتها ” و ” معظم الرجال تقريباً يمكنهم تحمل الصعاب لكن إن أردت اختبار معدن رجل فاجعل له سلطة ” و ” إنما الأخلاق كالشجرة والسمعة كالظل الظل هو ما نفكر فيه لكن الشجرة هي الحقيقة ” و” ليس هناك طريقة مشرفة للقتل ولا طريقة لطيفة للتدمير ولا خير في الحروب إلا نهايتها ” و ” أولئك الذين ينكرون الحرية للآخرين هم أنفسهم لا يستحقونها ” .
دوايت إيزنهاور :
من كلماته المأثورة : ” الشعب الذي يقدر امتيازاته فوق مبادئه سرعان ما يفقد كليهما” و«أن كل بندقية تصنع وكل سفينة حربية تدشن وكل صاروخ يطلق هو في الحسابات الأخيرة عملية سرقة للقمة العيش من فم الجياع ومن أجساد الذين يرتجفون من شدة البرد ويحتاجون إلى الكساء» و ” السلام والعدل وجهان لعملة واحدة ” و ” إن كانت المشكلة غير قابلة للحل فضَخِّمهَا ” و ” الإيديولوجيون يعتقدون أن الإنسانية أفضل من الإنسان ” .
أما الرئيس الحالي دونالد ترامب :
من أقواله المأثورة :” لا أبرم الصفقات من أجل المال؛ فعندي منه أكثر مما سأحتاج بكثير، بل أنا أبرمها لمجرد إبرامها ” و ” كل شيء في هذه الحياة ما هو الا حظ ” و ” سأعيد الحلم الأمريكي: أكبر وأفضل وأقوى من أي وقت مضى ” و ” من الآن فصاعدًا ستكون الولايات المتحدة الأمريكية هي الأولى فقط ” و” ذا كنت ترغب في شراء شيء ما فمن الواضح أن أكثر ما يجب أن تهتم به هو إقناع البائع بأن ما لديه لا يساوي الكثير” و ” كانت النتائج مذهلة لأنني جمعت بين الغريزة والمنطق” و ” أنا أقل شخص عنصري في هذه الغرفة” ( ؟؟!!!!) و ” في النهاية فأنت لا تُقاس بمدى التزامك ولكن بما تحققه أخيراً”.
من الواضح أنه بمقارنة الأقوال المأثورة ناهيك عن الأعمال المؤثرة الجليلة لرئيسين أمريكيين سابقين مع الرئيس الحالي للولايات المتحدة أن الغرفة الأخلاقية في عقل الرئيس ترامب مُظلمة تماماً أما الرئيسين السابقين لينكولن وإيزانهاور فغرفة الأخلاق في عقلهما مــُضاءة ومــُ،ـــيـــرة لهما وللغير فترامب لغة عقله وضميره لغة المال والمصالح فقط أما لينكولن وإيزينهاور فمع المصالح تسير الأخلاق .
لمقاربة دعوة التهجير التي أطلقها الرئيس ترامب ليؤكد للعالم أجمع أن السياسة الأمريكية بلا أخلاق وبلا ضمير إنساني فلا ترهات التوراة التي من المستحيل أن يكون مصدرها سماوي ولا حتي التاريخ الإنساني يبرر أو يوفر منطق لهذه الدعوة التي هي في الحقيقة نزعة إمبريالية شائعة في ممالك الشيطان أقول أنه لمقاربة تلك الدعوة نرجع لكتاب فلسفة السياسة الخارجية الأمريكية – دراسة وتحليل للمؤرخ الأمريكي الشهير ديكستر بركن Dexter Perkins 1898 – 1984 ففي الفصل الثاني المُعنون : هل هناك إمبريالية أمريكية ؟ يقول قد يكون من الملائم أن نُقسم هذه القصة التاريخية إلي فترتين رئيسيتين وهما فترة ما قبل غام 1898 والفترة التي تلت عام 1898 وفي أولي هاتين الفترتين قد نستطيع أن نلمح ثلاثة خطوط عريضة في السياسة الأمريكية . نشوء فكرة العزلة بالنسبة لأوروبا , ظهور ونمو مبدأ مونرو( في 2 ديسمبر 1823 سلم الرئيس الأميركي جيمس مونرو للكونجرس الأميركي رسالة عُرفت لاحقاً بـ«مبدأ»، ومفادها ضمان سيطرة الولايات المتحدة الأميركية على النصف الغربي من الكرة الأرضية وإغلاق الطريق أمام القوى الأوروبية الاستعمارية المتواجدة في أراضي الأميركتين الشمالية والجنوبية في ذلك الوقت) بالنسبة لعلاقة أمريكا مع العالم الجديد وعملية التوسع من الحدود الإقليمية الأصيلة للولايات المتحدة إلي مساحة تغمر القارة الأمريكية حقاً وفي الفترة الثانية نجد النشاط الأمريكي قد إتسع نطاقه , ففي الشرق وأوروبا وكذلك الأمريكتين حركات واسعة قد نستطيع نيحثا بدورها , وقد يصل بنا البحث إلي الدور الكبير الذي تلعبه الولايات المتحدة في السياسة الخارجية في الوقت الحاضر … وفي موضع آخر يقول : ومنذ هذا التاريخ إلي بدء إشتراك أمريكا في الحرب العالمية الثانية في أول يناير 1942 لم تدخل الولايات المتحدة مع اي قوة أوروبية في إتحاد سياسي وثيق . حقيقة كانت هناك مناسبات فكرت فيها الإدارة في عقد مثل هذا الإتحاد السياسي , سيما في إدارة الرئيس توماس جيفرسون ومرة أخري فيمايرتبط بعقيدة مونرو في عام 1923 ولكن الحكومة الامريكية كانت من الناحية العملية مُكتفية بأن تلعب دورها في السياسة علي إنفراد وعندما دخلت البلاد في حرب مع بريطانيا للمرة الثانية عام 1812 تجنبت أي نوع من التفاهم مع نابيليون وأنتهي مبدأ مونرو بأن إنفردت الولايات المتحدة بنشاطها السياسي في معالجتها لما يتهدد أمريكا اللاتينية من الأخطار …….وبالنسبة إلي أمريكا اللاتينية فقد كان ولا يزال هناك تيار قوي من الشعور الذي يسوقالولايات المتحدة إلي إتجاه مغاير تماماً وكان هذا جلياً حتي في أيام تسلط فكرة الإمبريالية وفي الفترة بين عام 1910 و1917 كانت المكسيك في حالة مزمنة من الفوضي والإضطراب وكان الميل نحو تلقين المكسيكيين درساًفي إزالة وضع سيء كان واضحاً بكل تأكيد ومع ذلك لم تحاول إدارتي الرئيس تافت أو الرئيس ويلسن أن تفعلا شيئاً من هذا القبيل وفي أوسع المعاني فقد تركنا الشعوب المكسيكية تقرر مصيرها .. حقيقة وجد الرئيسويلسن نفسه مُنقاداًبحكم كراهيته للديكتاتور المكسيكي فيكتور يانو هيورتا إلي إحتلال فيراكروز وقد كانت خطوة ترتب عليها إقصاء هيورتا عن الحكم ولكن لم يرغب الرئيس ويلسن قط في ان يتدخل في شئون البلاد تدخلاً كاملاً .( طبعاً يعد هذا تدخلاً وسلوكاً إمبريالياً بجدارة) ……في عام 1925 تمت محاولة لسحب القوات الامريكية من نيكاراجوا ورغم أن الأحوال غير المُستقرة قد أعادت التدخل الفسرعان ما كان الطريق مُمهداً نحو سحب القوات الأمريكية من جديدوفي نفس الوقت أُدخلت تعديلات هامة علي وجهة نظر الولايات المتحدة التي تعتنقها بالنسبة للنتيجة التي إستخلصها الرئيس روزفلت ( في أوائل القرن العشرين اعتبر الرئيس الأميركي تيودور روزفلت أن الضعف والممارسات الخاطئة في أي من الدول الأميركية الصغيرة ربما تغري الدول الأوروبية بالتدخل وهناك تشابه من مونرو إلى ترمب) من مبدأ مونــــرووالتي – كما رأينا – كانت تبرر التدخل في شؤن الدول الأخري , وفي وزارة الخارجية ذاك الوقت حُررت مذكرة كلارك الشهيرة التي توصلت بعد بعد تحليل تاريخ مبدأ مـــونـــرو إلي النتيجة التي تتضمن عدم تبرير هذا المبدأ لتأديب الجمهوريات المُضطربة الحكم وإقامة الحكم العسكري بها وفي السنة التالية قرر مجلس الشيوخ الأمريكي في مصادقته علي ميثاق كيلوج وبريان الشهير ضد مشروعية الحرب نوعاً من القيود التي تـحــد من تطبيق مـبدأ ومن ثم فقد كان تصويت مجلس الشيوخ عام 1929 أول إقرار عـام يرفض مبدأ التدخل الذي كان مُطبقاً في مناسبات نادرة منذ أكثر من عشر سنوات خلت .
إنتهي عرض المؤرخ الأمريكي ديكستر بهذا التساؤل : ” إن الشعوب القوية تحت ضغط ضرورات السياسة الدولية لا مفر من أن تعمل علي إظهار قوتها والمسألة الآن : كيف تُظهر قوتها ؟ لكن هذا المبدأ وسعته لاحقاً الولايات المتحدة بدرجات وضوح مختلفة عبر الإدارات الأمريكية المُختلفة سواء أكانت جمهورية أو ديموقراطية إلي أن أنتهي المطاف بإدارة الرئيس ترامب الجمهورية (الجمهوريون هم أشد وضوحاً وعزما في التوسيع الجغرافي لمبدأ مـــونـــرو) فتصريحات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بعد تسلمه السلطة في 20 يناير2025 حول الإستيلاء علي غـــزة وعلي جزيرة جرينلاند وقناة بنما عطفاً على المكسيك وكندا تطرح تساؤل ملح حول إتجاه إدارة الرئيس ترامب لإعادة إحياء مبدأ مونرو خلال ولايته الثانية وما إذا كانت مجرد تصريحات اندفاعية أم أنها رؤية استراتيجية للأمن القومي الأميركي فجماع تصريحات الرئيس ترامب لا تدع إلا قليل من الشك في إتجاه إدارته إلي السعى إلي توسع إمبريالي أميركي يوسع من المساحة الجغرافية ونفوذ الولايات المتحدة فلا يمكن فهم تصريحاته إلا هكذا وإذا ما نحينا تصريحاته عن غـــزة جانباً الآن ونتحدث عن تصريحاته عن جزيرة جرينلاند فمن اليسير أن نفهم أن ترمب يرى أنها نقطة ارتكاز جغرافية لأميركا في مواجهة أطماع روسيا والصين بالتمدد غرباً على الضد من رسالة مونرو فهي في نظر إدارة ترامب أصبحت أكثر إثارة للتنافس مع ذوبان الجليد الذي يفتح طرق شحن جديدة وهناك روايات استخباراتية عن وجود قواعد عسكرية أميركية غير معروفة للعوام منذ زمن الحرب الباردة تود واشنطن إعادة تشغيلها مرة جديدة أما بالنسبة إلى قناة بنما فالقصة تتشابك فيها المعطيات التاريخية والقانونية التي تنظم عمل القناة بين بنما وأميركا وبين التغيرات الجيوسياسية وظهور الصين في المنطقة وبما يمكن أن يهدد الوجود الأميركي أو المصالح التجارية والاقتصادية الأميركية .
في الممارسة السياسية العملية للإدارات الأمريكية كان تطبيق أو عدم تطبيق مبدأ الرئيس الأمريكي مــونــــرو يُشبه حركة الأمواج في المد والجزر فمثلاً الرئيس الأميركي الـ 28 وودرو ويلسون روَّج لعصبة الأمم بوصفها منظمة دولية تضمن السلام بعد الحرب العالمية الأولى وإستند في دعوته تلك على جزئية من «مبدأ مونرو» تتعلق بالأمن الشامل فقال: «على الدول أن تتبنّى بالإجماع مبدأ الرئيس مونرو بوصفه مبدأ العالم : وهو أنه لا يجوز لأي دولة أن تسعى إلى توسيع نطاق سياستها، لتشمل أي دولة أو شعب آخر» .
3- واضــح علي الأقل علي المستوي النظري من واقع تصريحات الرئيس ترامب أنه يــمــيـل إلي التوسع في تطبيق مــبــدأ مـــونـــرو فهو من خلال تصريحاته ذات الصلة يريد إعادة التوزيع الديموجرافي والجغرافيا السياسية في العالم بأسره ففي الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي خطته اللامعقولة عن تهجير فلسطينيو غــزة من حيث هم بأرضهم وبموطنهم في غــزة إذ بهذا الرئيس يقرر تماهياً مع أراذل أهل الأرض الصهاينة تهجيرهم إلي خارج غزة فأعلن في أول مراحل تنفيذ خطته تهجيرهم إلي مـــصــر (سيناء) والأدن فلما رفضتها إذ به يستمرأ جنونه فيُعلن عن إتصالات صهيونية / أمريكية بالسودان والصومال وصوماليلاند لتهجير أهل غـــزة وكأنهم قطع من الأخشاب أو أنهم بضاعة تقرر نقلها من البائع للمشتري . منتهي الإنحطاط !!! وفي هذا السياق أورد موقع IL GAZZETTINO. it في 16 مارس2025 أنه وفقاً لما أوردته مصادر مجهولة لصحيفة نيويورك تايمز فستكون القيود الافتراضية أوسع من تلك التي فرضها ترامب خلال فترة ولايته الأولى فقد تـم إعداد مسودة القائمة قبل أسابيع من قبل وزارة الخارجية ولكن لم تتم مراجعتها بعد من قبل إدارة ترامب بما في ذلك وزير الخارجية ماركو روبيو ويدرس رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب فرض حظر سفر جديد يمكن أن يؤثر على مواطني 43 دولة ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز أعدت إدارة ترامب مسودة قائمة مقسمة إلي التالي :
القائمة الحمراء:
- تتضمن 11 دولة تخضع لتعليق التأشيرة بالكامل .
- القائمة البرتقالية: 10 دول معلقة جزئيا للتأشيرة .
- القائمة الصفراء: 22 دولة لديها 60 يوما للرد على الطلبات الأمريكية، قبل أن تتعرض لأي قيود .
- وبموجب القائمة الحمراء (التعليق الكامل للتأشيرة) سيتم منع مواطني هذه البلدان تماما من دخول الولايات المتحدة :
- أفغانستان – بوتان – كوبا – إيران – ليبيا – كوريا الشمالية – الصومال – السودان – سوريا – فنزويلا -اليمن .
القائمة البرتقالية (التأشيرات المقيدة بشدة)
- لن يتم استبعاد مواطني هذه البلدان تماما لكنهم سيواجهون قيودا على التأشيرات مثل المقابلات الإلزامية وجها لوجه :
- بيلاروسيا – إريتريا -هايتي -اوس- ميانمار-باكستان-روسيا-سيراليون-جنوب السودان-تركمانستان
القائمة الصفراء (60 يوما لتجنب القيود)
هذه الدول لديها 60 يوما للامتثال للمعايير المطلوبة من قبل الولايات المتحدة وإلا فإنها تخاطر بالانتقال إلى القائمة البرتقالية أو الحمراء :
أنجولا-أنتيجوا وبربودا-بنين-بوركينا فاسو-كمبوديا-الكاميرون-الرأس الأخضر-تشاد-جمهورية الكونجو-جمهورية الكونجو الديمقراطية-دومينيكا-غينيا الاستوائية-جامبيا-ليبيريا-ملاوي-مالي-موريتانيا-سانت كيتس ونيفيس-سانت لوسيا-ساو تومي وبرينسيبي-فانواتو- زيمبابوي .
4- من الواضح أن التخطيط السياسي الصهيوني / الأمريكي إبن لحظته في تناول ما يعتبرونه مشكلة تنفيذ مُخطط التهجير لفلسطينيو غــــزة علي الأرجح فقد إستقر التفكير الصهيوني / الأمريكي علي أن خطة صفقة القرن ستُنفذ بعد أن أكد الرئيس المصري أمام الإعلام الأمريكي والدولي في مؤتمر صحفي نُصب كالفخ خلال عهدة الرئيس الأمريكي ترامب الأولي أنه مع صفقة القرن مشيداً بقدرة الرئيس ترامب علي فعلها لكن الدولة العميقة في مصر لم تستجب لهذه الخطة بإعتبارها خطرة علي الأمن القومي المصري لذلك تراجع الرئيس المصري عن تعهده السابق لترامب بالإستجابة والتماهي مع مُخطط التهجير المنحط وتراجع الرئيس المصري لم ينظر لهذا المخطط علي أنه منحط لكنه نظر إليه بإعتباره خطراً عليه هو شخصياً فهو لو تماهي مع الصهاينة والأمريكان ووافق علي تهجير الفلسطينيين إلي ســـنــاء ( مُحيط مدينة العريش) فسيدخل في صـــراع غير محسوب مع الدولة المصرية العميقة ومصطلح الدولة العميقة في أي دولة مصطلح هــــلامي ينصرف إلي كـــيان غير مُحدد السمات أو الحدود أو النفوذ في داخل المكونات الدينية /التاريخية/ الثقافية / السياسية / الإقتصادية لأي دولة ويزيد هذا المصطلح خطورة في الدول الضاربة في التاريخ مثل مــــصـــر وهذا مالم يعره الصهاينة والأمريكان وهم يخططون لتنفيذ خطة التهجير فالدولة العميقة في مصر إستيقظت من غفلتها بتأثير الحرب في غـــزة والمعاني الثرية في إيجابيتها ليوم طوفان الأقصي في 7 أكتوبر2023 ففي هذا اليوم وصلت رسالة واضحة لكل من ألقي السمع وهو شهيد مفادها أن الكيان الصهيوني نمر من كرتون وجيشه علي الأقل من الوجهة المعنوية كجيش إمارة موناكو أو دولة الفاتيكان فمن يحارب هم الأمريكان سواء بالتكنولوجيا أو مدد السلاح غير المنقطع ألخ لذلك تشجعت الدولة المصرية العميقة ونقلت رفضها للرئيس المصري الذي لم يستجب لدعوة (إستدعاء) الرئيس الأمريكي لإعلان موافقته علي التهجير من البيت الأبيض جالساًعلي الكرسي الأصفر مثلما فعل أو كاد أن يفعل الملك عبد الله الثاني ملك الأردن .
بعد الرفض شبه الكـامـل الأردني والرفض المصري الحاسم ولي الصهاينة والأمريكان وجههما شطر الصومال وأرض الصومال بإعتبارهم وجهات أو دول رخوة ليس بإستطاعتها الرفض لكن ما حدث هو أن الصومال الفيدرالي رفض علي لسان وزير خارجيته وكذا فعل السودان فقد أصدرت وزارة الخارجية بيانا في 15 مارس 2025 أكدت فيه مجددا موقف الصومال معلنة أنها “ترفض رفضا قاطعا أي اقتراح يقوض الحق المشروع للشعب الفلسطيني في العيش على أرضه” وقد جاء هذا البيان ردا على وكالة أسوشيتد برس (AP) report من أن كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل طلبتا من الصومال إلى جانب السودان ومنطقة أرض الصومال غير المعترف بها النظر في استضافة الفلسطينيين النازحين بسبب النزاع الدائر في غزة وفي وقت سابق من اليوم أعلن السودان أيضا رفضه قبول الفلسطينيين مما يمثل رفضا واضحا من كلا البلدين وبحسب ما ورد تجري الولايات المتحدة وإسرائيل محادثات مع مسؤولين من السودان والصومال وأرض الصومال منذ فبراير وكانت هذه المناقشات جزءا من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لما بعد الحرب والتي تتوخى إعادة توطين الفلسطينيين من غزة في هذه الأراضي وتقترح هذه الخطة / الجريمة أيضا تقديم حوافز مالية ودبلوماسية وأمنية لهذه الدول مقابل استضافة اللاجئين وتشمل هذه الحوافز تخفيف عبء الديون والأسلحة والتكنولوجيا والدعم الدبلوماسي وبالتالي بعد الرفض الصومالي والسوداني لم يتبق غير كــيـــان أرض الصومال وهي دولة مؤجلة كالكيان الصهيوني في فترة الرؤساء العرب الذين كان لديهم القدر القليل من الحس القومي بمعني أنها تأمل في إعتراف الولايات المتحدة بها فتتري الإعترافات بها من دول عدة تابعة أو تحت النفوذ الأمريكي وهي غير المُعترف بها منذ عام 1991 بعد إنهيار نظام الرئيس الصومالي سياد بري (أنظر دراسة أعدها السفير بلال المصري في25 ديسمبر2024 بعنوان:الإعــــتــراف الأمــــريـــكـي الــمــُرتـــقـــــب بــصــومـــالـــيـلانـــد مــآربـه ونـتـائجـه الــمـُحـتـمـلة علي القرن الأفريقي والشرق الأوسط) وهذه الدولة (أرض الصومال) يحكمها ثلة من المنتفعين من غير المؤهلين لحكم قرية فيما أرضهم واقعة في نقطة حاسمة ومهمة جيو إستراتيجيا وهم أقرب ما يكونوا لمجموعة من المنحطين الذين لديهم إستعداد غريزي للتعامل مع فكر مــثـــحــط كالفكر الصهيوني/الأمريكي الذي دعا لتنفيذ خطة التهجير ولذلك فلدي مجموعة هـــرجـــيـسة إستعداد لقبول إستيعاب والتعاوان علي العدوان بقبول تهجير أهل غــزة فموقع turkey todiye في 16 مارس 2025 ذكر أن مسؤولاً أمريكياً أطلع على اتصال واشنطن الأولي مع أرض الصومال أشار إلي أن أن المناقشات شملت إمكانية اعتراف الولايات المتحدة بأرض الصومال مقابل السماح بقاعدة عسكرية بالقرب من ميناء بربرة على ساحل البحر الأحمر وقال المصدر نفسه إنه تم ذكر نقل اللاجئين من كل من الولايات المتحدة وغزة لكنه شدد على أنه لم يكن محور المناقشات بشكل أساسي لكن الموقع نفسه أشارلتصريح رئيس أرض الصومال نفى رئيس أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله إيروفيه خلال مقابلة أجريت معه مؤخرا أي مناقشات مع الولايات المتحدة حول قبول اللاجئين من غزة وبدلا من ذلك دعا إلى حل مدعوم إقليميا ” وأكد ذلك موقع آخر هو SRI LANKA GURDIAN بتاريخ 16 مارس 2025 الذي أشار إلي أن إدارة الرئيس ترامب تناقش بهدوء الإعتراف المحتمل بأرض الصومال ويمثل النفوذ الصيني في أرض الصومال عامل ضمن عوامل اخري مُحرضة علي الإعتراف الأمريكي بأرض الصومال كجمهورية وبعد أن كانت الولايات المتحدة تمارس القتل والعدوان علي أهل الصومال المُسالمين بذريعة أن جماعة الشباب الصومالي تقاتلهم (هناك مبرر لقتال الأمريكان ونموذج الولايات المتحدة في فيتنام النموذج الذي يمكن أن يشرح المسألة فما يحدث عدوان أمريكي وليس شيء آخر أما مسألة الإرها فهي إسطوانة مشروخة لا توفر شرحاً ما) ومما لا شك فيه أن إدارة الرئيس ترامب وسابقتها في سبيل إرضاء الكيان الصهيوني وتيمناً بالنصوص التوراتية التي نصوصها أقرب للروح الصهيونية العدوانية منها لذات سامية رحيمة علي أتم الإستعداد للتنازل عن ثوابت عبر عنها القانون الدولي عند ال‘تراف أو عدم الإعتراف بكيان ما لكن بعد فترة عبث سياسي وتلاعب بدولة الصومال والكيان غير المُعــرف : أرض الصومال إنتهت فترة الهمس بشان مــســألة الإعتراف من عدمه بكيان أرض الصومال كجمهورية فقد أشار موقع صومالي يُدعي HIIRAAN ON LINE في 6 أبريل أن نائب وزير الخارجية الأمريكي كريستوفر لانداو قال أنه يدرس إمكانية إقامة علاقات دبلوماسية مباشرة مع أرض الصومال وأكد لانداو هذا التطور على صفحته في”إكس” (تويتر سابقا) في صبا ويمثل الرد الذي نشر في وقت مبكر من صباح السبت 5 أبريل 2025ردا على منشور من أحد مؤيدي أرض الصومال الذي حث واشنطن على قطع التمويل عن الصومال ودعم طموحات أرض الصومال الاستراتيجية وردا على ذلك كتب لانداو: “لقد كنت أبحث في هذا الوضع عن كثب” ويعد ذلك التصريح الكتابي خروج سريع لفترة الهمس وبالتالي فهو اعتراف علني نادر من مسؤول أمريكي كبير يشير إلى أن واشنطن تعيد تقييم موقفها القديم تجاه أرض الصومال التي أعلنت استقلالها عن الصومال في عام 1991 لكنها لا تزال غير معترف بها دوليا ومعروف أن كيان أرض الصومال التي تتلاعب بها المخابرات الإثيوبية وتدير حكومتها وعملتها وجيشها ثلة من ذوي المصال الذين يتدثرون بخرقة يسمونها الديموقراطية والتي يسوقونها لدي الإعلام الغربي الذي غالباً ما يشتريها منهم بتعمات من أجهزة المخابرات الغربية وهذا الكيان الصومالي رفض إقامة علاقات مع الصين – وهي خطوة لفتت انتباه صانعي السياسة الغربيين الذين يسعون إلى مواجهة النفوذ الصيني والإيراني في شرق إفريقيا- وأهم من ذلك أنه بتداعيات حرب غزة للآن أدرك المساهمون في وضع مخططات التدخلات الغربية هنا وهناك أن صوماليلاند وتحديداً ميناء بربرة موقع استراتيجي مهم بالقرب من مضيق باب المندب مدخل البحر الأحمر الجنوبي يمكن أن يكون بمثابة مركز لوجستي للعمليات الأميركية في المنطقة ومع ذلك لازالت الحكومة الفيدرالية الصومالية تعتبرأرض الصومال لقضها وقضيضها جزءا لا يتجزأ من أراضيها وأطلقت حملة ضغط وحملة دبلوماسية لمنع أي مشاركة أمريكية مباشرة مع هرجيسة التي عادة ما ترتبط بدول إما فاشلة أو وكيلة للولايات المتحدة والكيان الصهيوني أو مُتآمرة بطبيعتها وهذه الصفات الثلاث مُجتمعة تتزين بها دولة مُلـقـاة بجانب حــائــط السياسة الدولــيـة هي دولة الإمارات العبرية المتحدة التي صرح محمد عبد الله عمروهو يروج لكينيا كي ترتبط بها صوماليلاند فقال :”إن ظهور البلاد (يعني كينيا) في المنطقة كقوة اقتصادية وسياسية يمكن ملاحظتها “وأضاف في مقابلة حصرية مع صحيفة “ذا ستاندرد” 6 أبريل 2025 ” إن كينيا يمكن أن تقدم دروسا جيدة في خلق بيئة مواتية لجذب المستثمرين” لتي تعمل دولته عديمة النفع في خدمة الكيان الصهيوني بكل فــجـــر وخـــســة هي دولة الإمارات الــعـــبــريـــة فقد إنتهي زمن التستر وراء كلمة “العربية” فـبـسبب حرب غـــزة التي قادتها حــمــاس أزالت الغشاوة والظلال والتداخل والستر في النهاية وظهرت الإمارات علي حقيقتها ككيان ســفاح مماثل للكيان الصهيوني ولذلك فلصوماليلاند علاقات علنية لكنها تُــدار من مجموعة سياسي صوماليلاند والإماراتيين كأنها علاقات سرية وهكذا فصوماليلاند في منطقتها تفضل تلك النظم ســيئة السمعة وذات الأطماع في عموم الصومال مثل إثيوبيا وكينيا – مما تقددم ففي تقديري أن الخطة الصهيونية / الامريكية للتهجير للصومال بالذات وضعها مجموعة من الأغبياء محدودي الإطلاع أو المبتدأين فمن الوجهتين العملية والنظرية – لو إفترضنا أن هذه الخطة القبيحة مُررت بشكل أو بآخر – فسيكون في تواجد فلسطينيو غـــزة ثـــار مــُبيت لابد هم فـــاعــلوه يوماً ما فهم بقرب المدخل الجنوبي من البحر الأحمر الذي تنفذ منه 16% أو أكثر من تجارة أمريكا والكيان الصهيوني وباقي العالم ولن تمر هذه التجارة والفلسطينيون ومحبيهم الصادقين في حبهم في أرض اليمن معهم زذ علي ذلك أن جماعة الشباب الصومالي يعشقون أهل غـــزة ويشتاقون إليهم دائماً وسيتعاونوا معهم في القتال ضد كل من تآمر علي الصومال وغــزة ومن تــآمـــر معروفون فهم أولاً بضعة أشخاص في السلطة في مقديشيو وكل مجموعة هرجيسة والولايات المتحدة ويمثلها القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا AFRICOM وإلأثيوبيين علي رأس كل هؤلاء وبالتالي فمنطقة القرن الأفريقي ستشتعل بفضل التفكير المُتسرع الضحل لمجموعة الأمن القومي في البيت الأمريكي الأبيض ومجموعة أخري أشد قذارة غير محددة المكان في الكيان الصهيوني وفي الواقع فإن تداعيات حرب غـــزة ألقت الضوء علي مسائل كانت منزوية في ركن شبه مُـعـتم في مسرح السياسة الدولية منها مــســاة الإعتراف أو عدم الإعتراف بصوماليلان وغيرها وهي مسألة كانت تُعد فرعية في القانون الدولية وفي هذا السياق تبرز ظاهرة الدول غير المعترف بها كتطور فريد ومتزايد الأهمية ويشكل وجودها مخاطر كبيرة فغالبا ما تشبه القنابل الموقوتة المزروعة تحت أسس الدول الراسخة ويزيد غموض ميثاق الأمم المتحدة من تعقيد هذه المسألة ففي حين أن الميثاق يدعم “حق الشعوب في تقرير المصير” فإنه يؤكد أيضا على “السلامة الإقليمية للدول” كمبدأ أساسي من مبادئ القانون الدولي إذ لا يوضح في أي مكان بوضوح كيف يمكن لأمة أن تطالب بالاستقلال عندما تكون جزءا من دولة ذات سيادة ومعترف بها دوليا وينشأ عـن هذا الغموض توترات داخلية للحكومات الشرعية وغالبا ما يجبرها على الدخول في صراعات طويلة الأمد للحفاظ على وحدتها الوطنية في مواجهة الحركات الانفصالية المدعومة من الخارج فمثلاً عرفت جمهورية أذربيجان هذا الكفاح عن كثب فقد عانت من العبء الأكبر لمثل هذه الصراعات ويُحسب لها أنها اجتازت بشكل فعال المشهد الدولي المتغير بين عامي 2020 و 2023 لاستعادة سلامتها الإقليمية , كذلك ثارت مسألة الإعتراف أو عدم الإعتراف بكيان أرض الصومال بفعل توالي تداعيات حرب غزة أي منذ 7 أكتوبر2023 فقد ظهرت أهمية أرض الصومال بشكل غير متوقع بتداعي أحداث 7 أكتوبر 2023 عندما شنت حماس هجوما لم تستطع أو إذا تحريت الدقة أقول لم تـجــرؤ أي دولة مواجهة عربية أن تشنه علي الكيان الصهيوني الذي تورم وجهه بسبب الإفراط في الدعاية الكاذبة لصالحه ومع ذلك وفي أعقاب الرد العسكري الصهيوني والدمار الواسع النطاق في غزة اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعادة توطين سكان غزة في بلدان أخرى ورفضت مصر والأردن الفكرة كما رفض السودان استقبال اللاجئين ولو مؤقتا لذلك وبجهالة عميقة يمم الصهاينة ومعهم الـــبــغــاة الأمريكيين نظرائهم شطر أرض الصومال فقد تحول الاهتمام بشكل متزايد إلى كيان أرض الصومال غير المعترف به الواقع في الجزء الشمالي من القرن الأفريقي وهو قائم قائم على أراضي مستعمرة أرض الصومال البريطانية السابقة ولا يزال المجتمع الدولي يعتبرها جزءا من الصومال الموحد لكن عاصمتها الفعلية وأكبر مدنها هرجيسة تعمل كمركز إداري لهذه الدولة المعلنة من جانب واحد وأخيراً لاحت علي بعد ليس بعيداً بعد حالة مذكرة التفاهم الإثيوبية الموقعة في أول يناير2024 والتي تضمنت حصول إثيوبيا علي إمتياز 20 كم مربع بقرب ميناء بربرة الـمُــطل علي خليج عدن مقابل أعتراف سياسي إثيوبي مؤجل بأرض الصومال كجمهورية مستقلة وحصة في الخطوط الجوية الإثيوبية لكنهذه المذكرة نُسخت بفعل الوساطة التركية بين جمهورية الصومال الفيدرالية وإثيوبيا إذ قارب البلدين علي الإتفاق علي منح مقديشيو لإثيوبيا لإمتياز حيازة بشروط مختلفة في ميناء صومالي بديل بربرة أحد هذه البدائل وبعد هذا النزاع الصومالي / الإثيوبي لاحــت فرصة أخري لأرض الصومال فقد روج الأمريكان ومعهم الصهاينة لفكرة منح أرض الصومال اعترافا دوليا مقابل موافقتها على استضافة 1.5 إلى 2 مليون فلسطيني نازح وتشير مصادر صهيونية إلى أن أرض الصومال تحاول الاستفادة من أزمة غزة لكسب رأس مال سياسي مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والسلطات في هرجيسة لا تنكر ذلك بل على العكس من ذلك فهم أي الطغمة الحاكمة في أرض الصومال تدرك أن هذه قد تكون فرصة فريدة لتحقيق الاعتراف الدبلوماسي الذي طال انتظاره والذي من المرجح أن يفتح موجة من الاستثمارات الأجنبية – ليس فقط من واشنطن ولكن من مجموعة أوسع من الشركاء الدوليين وهذا كذب بواح فالقرن الأفريقي كله علي صفيح ظل ساخناً منذ إنهيار الصومال بإنهيار نظام سياد بري في الصومال عام 1991 وتداعي إنفصال أرتريا عن إثيوبيا عام 1993 حروب إثيوبيا الداخلية بفعل كل ذلك أو بعضه علي الأقل .
لكن الأمر اللافت للنظر أن جمهورية الصومال(مقديشيو) نازعت إثيوبيا فيما تعلق بمذكرة تفاهم ميناء بربرة الموقعة في أول يناير2024 لكنها لم تتكلم أو تنازع في قبول كيان أرض الصومال ليكون ملجأ للفلسطينيين المهجرين قسراً عنهم من غزة ولا يُعرف بعد إن كان السبب هو أن الفاعل لجريمة التهجير هو الولايات المتحدة أم أنه إختلاف الموضوع فمسألة ميناء بربرة تعلقت بالسيادة أما مسالة التهجير فيمكن المنازعة في المنطق الذي يستند إليه كل طرف وعموما فأرض الصومال تحكمه منذ عام 1991 إدارة يُروج لكونها مُنتخبة ديمقراطيا تسيطر على مساحة 138,000 كيلومتر مربع – موطن لسكان صــوماليين يبلغ تعدادهم حوالي 3.5 مليون نسمة وعلى النقيض من ذلك تحتل غزة 365 كيلومترا مربعا فقط لذا فببساطة يمكن القول من وجهة نظر أصحاب نظرية تــهــجــير الشعوب الأصلية لمواطن أخري وإستبدالهم بمجرمين قـــتــلة لبعــتبار أن أرض الصومال لديها هذه المساحة الأكبر وبإستبعاد الحساب السياسي والقانوني فسيكون هناك حـيـز مـريح لـسكان غـــزة للتوطن في أرض الصومال فيما لو تمت جريمة التهجير ونجح فاعلها الأصلي المُسمي دونالد ترمب في إرتكابه جرمه المماثل لجرم أجداده في إبادة شعب الهنود الحمر من أمريكا فـتـرامــب أكد بفعلته هذه أن دولة كالولايات المتحدة وغيرها تدعي الديموقراطية يمكنها إقتراف جرائم مثلما ترتكبها دول غير ديموقراطية وعـليه فمن الممكن جداً القول بأن العالم بالديموقراطية يمكنه أن يكون بغيرها وأن الديموقراطية في حد ذاتها أظهرت حرب غــزة أنها بالفعل كـــذبــة مـُشاعـة .
5- تــحـــاول الولايات المتحدة شــق قــنــاة رئيسية أو فرعية في القانون الدولي فهي قد أعلنت عقابها لقضاة المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ففي 11 يونيو 2020 وتعقيبا على القرار الرئاسي الأميركي فرض عقوبات على مسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة الدولية تنظر بقلق إلى هذه التطورات وتتابع الموضوع عن كثب وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك خلال المؤتمر الصحفي اليومي إن الأمم المتحدة أخذت علما بالقرار الأميركي وأضاف للصحفيين خلال المؤتمر اليومي الافتراضي: “يساورنا القلق بشأن التقارير المتعلقة بالأمر التنفيذي الذي يشير إلى فرض عقوبات ضد أفراد معيّنين في المحكمة الجنائية الدولية” وفي 6 فبراير أعلن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيوقع قريبا جداً أمرا رئاسيا يفرض بموجبه عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وذلك بحسب مصدر في البيت الأبيض تحدث لرويترز وتأتي هذه الخطوة بعد أشهر من إصدار المحكمة مذكرات اعتقال دولية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الجيش الإسرائيلي السابق يوآف جالانت وقال المصدر إن “الأمر سيتضمن عقوبات اقتصادية وقيوداً على التأشيرات (الدخول إلى الولايات المتحدة) على الأفراد وأسرهم الذين شاركوا في التحقيق مع مواطنين أميركيين أو شركائها وقبل أيام من دخول ترامب البيت الأبيض استعد الكيان الصهيوني والولايات المتحدة لتنفيذ خطة عقوبات واسعة النطاق ضد قضاة المحكمة الجنائية الدولية وأعد الأميركيون من بين أمور أخرى عقوبات ضد المدعي العام للمحكمة كريم خان والقضاة وموظفي المحكمة المتورطين في القضية التي تحقق في “جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل “وفي نوفمبر2024 أعلنت المحكمة الجنائية الدولية رفضها الالتماسات التي قدمها الكيان الصهيوني ضد الاتهامات الموجهة إليه بل وأصدرت مذكرات اعتقال لنتنياهو وجالانت , وفي تقديري أن الموقف الأمريكي من الجنائية الدولية ليس واقعا أو موجهاً ضد أحكامها (وهو كذلك بالفعل) بقدر ما هو واقع علي رغبتها في فــرض سيادتها علي القانون الدولي والعالم فقد أعتبرت المحكمة الجنائية الدولية خطة تهجير شعب غــزة من موطنه عملاً مُجرمـاً تحاول الولايات المتحدة بالتعاون الآثم مع كــيان حـــقير تدبيره وتطبيقه كذلك أعتبرت المحكمة مُخطط التهجير لشعب غـــزةغير قانوني بموجب معاهدة روما النص التأسيسي للمحكمة الجنائية الدولية.وينص القانون على أنه جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب “ترحيل السكان أو نقلهم (…) داخل أو خارج الأراضي المحتلة لكامل أو جزء من سكان ذلك الإقليم
كذلك وفي دلالة علي إلسقوط الأخلاقي والغباء المُظلم طرحت ما تُسمي جامعة الدول العربية علي طاولة غير مُحددة المكان بديلا لهذه الخطة الأمريكية لتهجير فلسطينيي غـــزة قيل أنها بدفع من مصر من مصر يوم الثلاثاء 4 مارس2025 وموجز مضمونها أنها خطة إعادة إعمار خمسية لقطاع غـزة تقدر قيمتها ب 53 مليار دولار لإعادة تأهيل المنطقة مع السماح للفلسطينيين بالبقاء في قطاع غزة (وهذا تنازل مع أنه أمر طبيعي أن تظل في موطنك) كما نصت الخطة البديلة تلك على استبعاد حماس من الحكم دون ذكر نزع السلاح وواشنطن وتل أبيب لا تريدان ذلك طبعاً إنما تريدان ذبح وإستسلام الفلسطينيين عقاباً لهم علي مقاومة الشرفاء في غـــزة وكانت الجامعة العربية في غير حاجة بالتأكيد لقدح زناد فكر البؤساء السادرين في نومهم داخل حجرات مبني الجامعة العربية المُطل علي نــيــل القاهرة فقد كان يكفيهم تجاهل هذه الترهات الأمريكية التي لم يسبق لإدارة أمريكية أن تصورت أنه يمكن الإتفاق فيها مع حـــمـــير الكيان الصهيوني ولكي لا يعطونها قيمة أو وزن فهي آتية من خارج المنطق وكان يكفي كــــائنات الجامعة العربية أو أي حاكم عربي في نوبة شجاعة قصيرة أن يلعنوا ترامب ومن أتوا به للدنيا فقط فهو بني آدم معتوه ولايفهم إلا لغة الكرامة والقوة اللتان لم يُعثر عليهما في مكان ما ولو منزو داخل مبني الجامعة العربية منذ إنشاءها حتي اليوم ولن يُعثرعليهما .
6- من المُلاحظ أن حماس مُقتصدة في الرد علي ترهات ترمب وتصريحات المأفون نتنياهو فكيف تتكلم مع قاتلين مأجورين إن لغة الكلام مع أمثال هؤلاء غير مجدية بالمرة فهم خرجوا من مملكة الإنسان منذ زمن طويل ويعيشون بأفكارهم في مملكة الحيوان وهم مُتسقين مع نفوسهم ولهذا وهذا أحد الأسباب في مبادرة الولايات المتحدة للتفاوض مع حماس رغم كراهة الصهاينة لذلك فقد تفاوضت الولايات المتحدة مرغمة في السابق مع الفيتكونج ومع طالبان , فلم لا حماس والتي استطاعت دس أنف الكيان الصهيوني في رغام غـــزة ؟ ثم أن ترامب لم يكتف بالتطلع إلي موقع غـــزة الذي وصفه بالفريد فقد توسع في تطلعاته العقارية كرجل أعمال مختص بشراء وبيع العقارات وأعاد الرئيس دونالد ترامب 16 مارس 2025 التأكيد على نيته في جعل جرين لاند جزءا من الولايات المتحدة لكن رئيس وزراء الدانمرك الجديد أجاب بأنه بدلا من الضم إلى أكبر اقتصاد في العالم فإن ما سوف يسعون إليه هو أن يكونوا مستقلين عن الدنمارك (FRANC 24) فخلال اجتماع مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته أكد دونالد ترامب أن السيطرة على جرينلاند ضرورية لتحسين الأمن الدولي، مؤكدا مرة أخرى اهتمامه بضم هذه المنطقة ورد رئيس وزراء جرينلاند المنتهية ولايته Mute Egede على ذلك في شبكة التواصل الاجتماعي Facebook قائلا: “أثار الرئيس الأمريكي مرة أخرى فكرة ضمنا. كفى!” وأضاف أنه سيدعو قادة جميع الأطراف لإقناعهم بمنع ذلك وأوضح أنه يعتقد أن هذا سيحدث” علي حين أجاب ترامب عندما سئل مباشرة عن إمكانية الضم بينما كان جالسا بجوار روته في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض لإجراء محادثات فقال في سماجة منقطعة النظير: “سنتحدث إليكم” في إشارة واضحة إلى حقيقة أنه قد يرغب في مشاركة حلف شمال الأطلسي في محاولته للاستيلاء على الجزيرة وكان أثر دعوة ترامب تلك علي الوضع السياسي الداخلي في جرينلاند أنه وفقا للنتائج الأولىة التي صدرت يوم 12 مارس2025 فقد ضاعف الديمقراطيون الذين يفضلون الاستقلال التدريجي عن الدنمارك مقاعدهم ثلاث مرات إلى عشرة من أصل 31 في البرلمان المعروف أيضا باسمو Inatsisartut. بهذه الطريقة ستبدأ المحادثات لتشكيل ائتلاف حكومي وفي الوقت نفسه ضاعف حزب نالراق المؤيد بشدة للاستقلال مقاعده إلى ثمانية مقاعده مقارنة بالانتخابات السابقة في حين فقد الائتلاف الحاكم قوته وخسر حزب الإنويت اليساري الحاكم أربعة من مقاعده البالغ عددها 11 مقعدا بينما تخلى شريكه في الائتلاف الاشتراكي الديمقراطي سيموت عن ستة من مقاعده العشرة في المجلس التشريعي في جرينلاند .
فتحت تصريحات ترامب بشأن ضم جرينلاند للولايات المتحدة مجدداً باب التناقضات الداخلية في الدانمرك كما فتحت أبواب صراع روسي / صيني أمريكي مُستتر في القارة القطبية الشمالية فلم يعد القطب الشمالي “منطقة سلام” بل مسرحا للمنافسة وقد أظهرت مناورات زاباد الروسية لعام 2025 قوة القطب الشمالي يلوح في الأفق طريق الحرير القطبي في الصين فهناك ست كاسحات جليد أمريكية جديدة مخطط لها بحلول عام 2030 هي البداية لكن الولايات المتحدة تقول أنها بحاجة إلى المزيد – قواعد في ألاسكا وجرينلاند ومرافق Pituffik المطورة وتدريبات مشتركة لحلف شمال الأطلسي لتتناسب مع إيقاع موسكو وسوف يبكي النقاد من التكلفة لكن ميزانية الدفاع لعام 2024 البالغة 886 مليار دولار تقزم 2 مليار دولار سنويا اللازمة لزيادة القطب الشمالي وفقا لتقديرات CSIS فإدارة تري أن الأمن ليس رخيصا فخسارة الشمال العلوي أكثر تكلفة ( أنظر : تقرير أعده السفير بلال المصري بعنوان : العسكرية الأمريكية جبهتها العالمية تتسع لتشمل القطبين الشمالي والجنوبي والعلاقة المُحتملة بجبهة الشرق الأوسط . بتاريخ 12 أبريل 2021 ) وهناك مقاومة في جرين لاند وتصريحات مضادة للولايات المتحدة وقد انعقد برلمان جرينلاند الجديد للمرة الأولى في 7 أبريل 2025 بعد انتخابات عامة في مارس2025 وسط تعبيرات متكررة عن اهتمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسيطرة على الجزيرة الدنماركية شبه المستقلة التي تولى ينس فريدريك نيلسن (33 عاما) رئاسة وزراء حكومتها داعيا إلى الوحدة السياسية ضد الضغوط الخارجية منذ فوز حزبه الديمقراطي في انتخابات مارس وسيواجه نيلسن التحديات التي تفرضها طموحات ترامب وقال نيلسن في مناسبة فوزه :” لم يكن من المهم أبدا الوقوف معا من أجل بلدنا والحكم المستقر لهذا السبب أنا سعيد بهذا التحالف الواسع الذي حصل على 75 % من الأصوات , وقال نيلسن في الأسبوع الأول من أبريل2025 : إن جرينلاند ستعزز علاقاتها مع الدنمارك واصفا إياها بأنها “أقرب شريك لجرينلاند” حتى تصبح جزيرة القطب الشمالي دولة ذات سيادة وأشار إلى أن الإقليم الدانمركي شبه المستقل يرغب في نهاية المطاف في أن يصبح مستقلا .
لذلك وتأسيساً علي نظرة الولايات المتحدة في موضوع الأطماع الإمبريالية الأمريكية في جرينلاند وبنما وكندا وغـــزة فإننا مقبلون علي مـــوجة من العسكرة الأمريكية للعالم ستأتي متدرجة لكنها آتية فلا يمكن أن يكون هناك نــهــج إمــبــريــالي بدون قـــوة عســكرة تحقق الأفكار الإمبريالية لا يمكن فقد نقلت وكالة reuters في15مارس2025 أن مسؤولون إكوادوريون أبلغوا حلفاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنهم مهتمون باستضافة قاعدة عسكرية أمريكية في الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية وفقا لمصدرين مطلعين بشكل مباشر على الأمر وقال المسؤولون أيضا إنهم مهتمون بإبرام اتفاق تجارة حرة مع الولايات المتحدة التي استعصت على دولة الأنديز حتى في الوقت الذي أبرمت فيه كولومبيا وبيرو المجاورتان اتفاقيات ثنائية مع الولايات المتحدة منذ أكثر من عقد حسبما قالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لوصف المحادثات الخاصة وتعد القاعدة العسكرية أحدث خطة غير تقليدية تقدمت بها إدارة الرئيس الإكوادوري دانيال نوبوا، الذي يحاول الحد من الجريمة وتعزيز العلاقات مع شركاء ترامب في موعد لانتخابات أبريل نيسان التنافسية وأضافت الوكالة أن الرئس نوبوا أعلن في 12 مارس 2025 عن “تحالف استراتيجي” مع إريك برنس – وهو مؤيد بارز لترامب ومؤسس شركة بلاك ووتر العسكرية الخاصة المثيرة للجدل – للتصدي للجريمة وإرهاب المخدرات في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 17 مليون نسمة .
أشار موقع BBC في 8 أبريل 2025 إلي نشرة أصدرها مركز PEW التي أشارت إلي أن معظم المشاركين في الاستطلاع (54٪) لا يعتقدون أن الولايات المتحدة يجب أن تستولي على الأراضي الدنماركية وعندما سئلوا عما إذا كانوا يعتقدون أن ترامب سيتابع الخطة بالفعل اعتقد 23٪ أنها مرجحة للغاية لكن عددا أكبر (34٪) قالوا إنهم يعتقدون أنه لن ينفذها ومن بين الذين شملهم الاستطلاع عارض 62٪ من الأمريكيين مثل هذه الخطوة مقارنة بـ 15٪ ممن فضلوها وأنقسمت الآراء حول ما إذا كان من المحتمل أن يتابع ترامب ذلك بالفعل مرة أخرى اعتقد العدد الأكبر (38٪) أنه غير مرجح للغاية أو للغاية وردا على سؤال حول ما إذا كان ترامب يفضل الإسرائيليين أو الفلسطينيين اعتقد 31٪ ممن شملهم الاستطلاع أنه يفضل الإسرائيليين كثيرا وعند الاقتراب من 29٪ كان أولئك الذين اعتقدوا أن ترامب كان يحقق التوازن الصحيح ومع ذلك كانت مجموعة المستجيبين الذين لم يكونوا متأكدين من أي منهما أكبر من أي منهما (37٪) 3٪ فقط يشعرون أنه يفضل الفلسطينيين أكثر من اللازم .
الـــنـــتــــيـــجـــة :
رغم تآمر العرب علي غـــزة بل وحقدهم علي المقاومة التي أكدت بأداءها القتالي الراقي بما لا يدع مجال للشك أن جيوش الدول العربية ما هي إلا جيوش للحراسة النهارية والليلية Sentinelles للرؤساء والملوك والأمراء العرب لا أكثر ومع ذلك ستسقط خطة تهجير الفلسطينيين من غـــزة لانها كما قال ترامب نفسه جــاءت من خارج الصندوق فالصندوق بالمعني المجازي يعني الــمــنــطــق أي أنه إعترف أنه غير منطقية أضف إلي ذلك أمور أخري تعمل لغير صالح هذه الخطة منها أن فــعــل المقاومة من حماس وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية أحـــال هذه الخطة إلي رمـــاد وفصلها عن الواقع فالعالم كله يعرف الآن أن الذي مُعرض للتطاير والتبخر في هواء الشرق الأوسط هم حثالة البشر في الكيان الصهيوني وأن الفلسطينيون ليسوا ســـقط متاع أو أغراض منزلية يمكن نقلها كالبضاعة أو السلع من مكان لآخر فهم أرواح ولا يمكن نقل روح من مكان لآخر بأي وسيلة ويبدو أن إنتظام الدعم الأمريكي علي إختلافه للكيان الصهيوني أغري وزراء المجلس الوزاري في تل أبيب بأن يتحدثوا كالمخدرين في نوبة هذيان طويلة لن يوقفها إلا وقف الدعم الأمريكي المنتظم وهذا ما سيحدث للولايات المتحدة التي سيتكفل دونالد ترامب بإسقاطها من عل تسانده من قبل ذلك ومن بعده مشيئة الله سبحانه وتعالي فالتاريخ يــعــلــمــنا أننا لا نتعلم شــيئأ من الــتــاريخ لكن من ناحية أخري ينبغي القول أن الحرب الصهيونية / الفلسطينية في غــزة والأداء القتالي والتفاوضي الرائع لحماس واضرابها في غــزة رغم ضــيق مساحة القطاع عـــامل حيوي ذا طبيعة إستراتيجية في تــغــيـيـر خـريـطـة الـشــرق الأوســط هــو وليس نتنياهو وربيبه دونالد ترامب وهذا التغيير سيكون علي المدي القصير أول ضــحــاياه هم النظم العربية الحالية نفسها التي تحميها وطنية زائـــفــة تعفنت في نفوس الشعوب العربية نتيجة الإبتعاد عن السلوك والعمل بمنظومة القيم الدينية وإهتراء وركاكة وسائل الإعلام ونظم ومناهج التعليم الفارغة وفشل المنظومات الصحية واللوجيستية والسكنية في تلبية إحتياجات الشعوب العربية وأولوية الأنفاق وفقاً لسلم أولويات عكسي يبدأ بالإنفاق علي أجــهزة الأمن التي هي في الأساس أجهزة حمائية للنظم وليس للناس وهي وهذه هي الكارثة أنها أجــهزة غير مــنتجة بل مستهلكة
في تقديري أن المنطلقات التي يبدأ منها ترامب نظرته لـغـزة مختلفة تماماً عن تلك التي ينظر اليها في جرينلاند وكندا وبنمـا فمنطلقه في غـــزة ديـــنـــيــة وإقــتــصــادية وعـــسكـــرية أما في جرينلاند فهي عـــسـكــرية إقــصــادية وفي بنــمــا إقــصـــاديــة فقط ولهذا كان في وجود حــمـــاس كجماعة قتالية عقائدية ضرورة لهزيمة الكيان الصهيوني وإحـــبـــاط مُخـطـط التهجير والقرآن الكريم عندما أشار للنصر لم يقل أنه بسبب جهد الإنسان وإنما قال :” وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ” صدق الله العظيم أي أنه صناعـة آلــهــيــة الجهد البشري ليس إلأ دليل علي جدية طـــلــبة كطابع التمغة قدره ربما يكون متواضعاً لكنه دليل جدية الطلب أو الإلــتـمــاس مصداقاً لقوله تعالي : ” وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ” . صدق الله العظيم .
الــــــســـــفــــــيــــــر : بــــــلال الــمـــصــــــري
حصريا المركز الديمقراطي العربي – الـــقـــاهــــرة : تــحـــريــراً في 10 أبريل 2025