الأزمة السورية وتحولات الأمن والسلم في الشرق الأوسط: التدخلات الدولية وتحديات بناء الدولة
The Syrian Crisis and the Transformations of Security and Peace in the Middle East: International Interventions and the Challenges of State-Building

اعداد : د. لمياء مساعد – أستاذة زائرة بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية عين الشق، جامعة الحسن الثاني، المملكة المغربية
المركز الديمقراطي العربي : –
- مجلة قضايا آسيوية : العدد الخامس والعشرون تموز – يوليو 2025 ,مجلد 7 , وهي فصلية دولية محكّمة تصدر عن #المركز_الديمقراطي_العربي ألمانيا – برلين.
- تُعنى المجلة في الدراسات الآسيوية كما تُعنى بنشر البجوث في مجال , العلاقات الدولية، الجيوبولتيك، الجيواستراتيجية، الأمن الإقليمي والدولي، السياسات الدفاعية، الأمن الطاقوي والغذائي، وتحولات النظام الدولي، والتنافس بين القوى الكبرى، إضافة إلى قضايا التنمية، العولمة، الحركات الاجتماعية، الحوكمة، والتكامل الأقتصادي , وقضايا التخطيط الاستراتيجي للتنمية، إعداد وتهيئة المجال والحكامة الترابية , إضافة إلى البحوث في العلوم الإنسانية والاجتماعية.
للأطلاع على البحث من خلال الرابط المرفق :-
الملخص :
تسعى هذه الدراسة إلى مقاربة تحليلية نقدية للأزمة السورية، بوصفها لحظة مفصلية كشفت عن تحولات جذرية في مفهومي الأمن والسلم في الشرق الأوسط. تنطلق الدراسة من فرضية مركزية مفادها أن هذه الأزمة لم تؤد فقط إلى تفكيك مؤسسات الدولة السورية، بل إلى زعزعة التصورات الكلاسيكية عن الدولة، السيادة، والسلام. وتتمثل أهمية البحث في أنه يتجاوز البعد المحلي للأزمة، ليتناول أبعادها الجيوسياسية والدولية، من خلال تحليل التدخلات الخارجية من جهة، واستكشاف تحديات بناء الدولة السورية من جهة أخرى، في بيئة أمنية متفككة ورمزية هشّة.
يتوزع البحث على محورين أساسيين: الأول يتناول التدخلات الدولية في الأزمة السورية، ويحلل كيف أدّت إلى إنتاج نمط جديد من “اللاسلم المُدار”، أي حالة من النزاع المزمن تُدار ولا تُحل، وتخدم مصالح قوى إقليمية ودولية عبر تثبيت توازنات هشّة. أما المحور الثاني، فيتوقف عند صعوبة بناء الدولة في ظل غياب مشروع وطني جامع، وتفكك رمزي واجتماعي يعمّق أزمة الشرعية والمؤسسات.
وقد اعتمدت الدراسة منهجية تحليلية تركيبية، ترتكز على مقاربة نقدية مفاهيمية، تتيح إعادة تعريف مفهومي “الأمن” و”السلم” كعمليتين تشاركيتين تتجاوزان منطق الدولة المركزية التقليدية. وتُختتم الدراسة بجملة من التوصيات العملية والرمزية، تنطلق من ضرورة بناء عقد اجتماعي توافقي، ومؤسسات عدالة انتقالية مستقلة، مع تأكيد على استعادة الدور السوري في صياغة مستقبل الدولة، بعيداً عن مقاربات التدويل والتفويض الخارجي.
Abstract
This study presents a critical analytical approach to the Syrian crisis, treating it as a pivotal moment that has revealed fundamental shifts in the concepts of security and peace in the Middle East. It is based on the central hypothesis that the crisis not only led to the disintegration of Syrian state institutions but also challenged traditional notions of the state, sovereignty, and peace.
The research highlights the geopolitical and international dimensions of the crisis by examining external interventions and exploring the challenges of rebuilding the Syrian state in a fragmented and unstable security environment.
The study is structured around two main axes: first, it analyzes how international interventions have contributed to a model of “managed non-peace”—a condition of protracted conflict that is maintained rather than resolved, serving the interests of regional and global powers. Second, it investigates the difficulties of state-building in the absence of a unifying national project and in the context of symbolic and social fragmentation that undermines legitimacy and institutions.
Methodologically, the study adopts a synthetic and conceptual critical approach, aiming to redefine “security” and “peace” as participatory processes beyond the logic of the centralized state. It concludes with practical and symbolic recommendations, including the need for a consensual social contract, independent transitional justice institutions, and the restoration of a Syrian-led vision for the country’s future—beyond international mandates and external interventions.