الصراع الإيراني الإسرائيلي: ما بين الجذور التاريخية، ووسائل الإدارة، والانعكاسات المستقبلية (منذ عام 1979)
The Iranian Israeli Conflict: Between Historical Roots, Management Tools, and Future Implications (Since 1979)
اعداد : آيات سيد محمد أبو الصفا , آية حسام محمد عبد الدايم , جيلان طارق محمد عبد الله , وردشان وجيه محمد منصور , يسرا أشرف فوزي محمد – اشراف : أ.د. عادل عنتر – كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية – جامعة الأسكندرية – مصر
- المركز الديمقراطي العربي
الملخص:
يركز هذا البحث على دراسة الصراع الإيراني الإسرائيلي من منظور استقرائي تحليلي، مسلطًا الضوء على جذوره التاريخية منذ الثورة الإسلامية عام 1979، والتفاعلات بين الطرفين، بالإضافة إلى أدوات إدارة الصراع وتداعياته على الأمن الإقليمي والسياسات الدولية، فتتناول الدراسة الإطار النظري للصراعات الدولية لفهم المفاهيم الأساسية والآليات التفسيرية، ثم تحليل تطور العلاقات الإيرانية الإسرائيلية والعوامل المؤثرة فيها، بما في ذلك البعد النووي والتغيرات بعد الألفية الثانية، كما تركز الدراسة على الوسائل والأدوات التي يستخدمها الطرفان، والسيناريوهات المستقبلية للصراع وتأثيراته على الشرق الأوسط والقوى الدولية. ويعتمد البحث على المنهج الاستقرائي لتمكين فهم أعمق للصراع وآليات إدارته من خلال استقراء وملاحظة التفاعل بينهما، مع تقديم رؤية متكاملة يمكن البناء عليها في الدراسات المستقبلية المتعلقة بالصراعات الإقليمية خاصةً في منطقة الشرق الأوسط.
Abstract
This study focuses on examining the Iranian Israeli conflict from an inductive analytical perspective, highlighting its historical roots since the Islamic Revolution of 1979 and the dynamics that govern the relations between the two parties, in addition to the tools used to manage the conflict and its implications for regional security and international policies. The study addresses the theoretical framework of international conflicts to understand the fundamental concepts and explanatory mechanisms, then analyzes the evolution of Iranian Israeli relations and the factors influencing them, including the nuclear dimension and post-2000 developments. It also focuses on the means and tools employed by both parties and explores future scenarios of the conflict and its impacts on the Middle East and global powers. The research relies on the inductive method to enable a deeper understanding of the conflict and its management mechanisms, providing an integrated perspective that can serve as a foundation for future studies on regional conflicts.
المقدمة:
يعد الصراع الإيراني الإسرائيلي من أكثر الصراعات تعقيدًا في منطقة الشرق الأوسط وأخطارهم فهو يجمع لاعبين متهورين لا حدود لهما بجانب الابعاد الأيديولوجية والتاريخية والسياسية التي تجعل منه صراعًا خصبًا ونموذجًا مثاليًا لدراسة الصراع الدولي وتحليله، فالعلاقات الإيرانية الإسرائيلية مرت بمراحل وتطورات عديدة بداية من علاقة تحالف وصداقة جمعتهما أمام بقية الدول العربية في المنطقة الى علاقة حرب وطيس بعد تحول نظام الحكم في إيران من النظام الملكي المتمثل في الشاه إلى النظام الجمهوري القائم على نظام الولي الفقيه بعد الثورة الإسلامية عام 1979، فأصبحت إيران عدوة إسرائيل والعكس هنا شهدت المنطقة نقطة تحول مازالت مستمرة للآن بينهما ففي 13 أبريل 2024 حدثت مواجهة بينهم بالصواريخ خاصةً مع استهداف قواعد نووية كان من الممكن أن تقضي على المنطقة بأكملها، ولذلك فيما يلي سنتناول بشيءٍ من التفصيل الإطار النظري للصراع الدولي من مفهوم الصراع ونظرياته التفسيرية مرورًا بالجذور التاريخية للصراع الإيراني الإسرائيلي وأدوات وإدارة الصراع السناريوهات المحتملة.
الأهمية العلمية: تسعى هذه الدراسة إلى الإسهام في المكتبة العربية وحقل العلوم السياسية من خلال تحليل الصراع الإيراني الإسرائيلي باعتباره أحد أكثر الصراعات الإقليمية تعقيدًا وتأثيرًا على توازنات الشرق الأوسط، مع التركيز على آليات التصعيد والردع وتوظيف التفاوض كأداة في إدارة الصراع. كما تسدّ الدراسة فجوة في الأدبيات العربية عبر تقديم إطار نظري وتطبيقي يفسّر دوافع الطرفين، أدواتهما، وحدود القوة الفعلية في هذا الصراع، بما يوفّر قاعدة معرفية يمكن البناء عليها في دراسات لاحقة تتناول صراعات إقليمية مشابهة.
الأهمية العملية: تُفيد هذه الدراسة صانع القرار من خلال تقديم قراءة أوضح لأنماط السلوك الإيراني والإسرائيلي، بما يساعد على تحسين تقدير الموقف ووضع سياسات أكثر فاعلية لإدارة الأزمات الإقليمية. كما تشجع الباحثين العرب على دراسة الصراعات الإقليمية بأساليب تحليلية تدعم تطوير البحث العلمي في مجال الأمن القومي والصراع الدولي
إشكالية البحث
تتمحور المشكلة البحثية حول تساؤل رئيسي قوامه: كيف تطور الصراع الإيراني–الإسرائيلي منذ عام 1979، وما أبرز جذوره التاريخية ووسائل إدارته، وانعكاساته على توازنات الشرق الأوسط؟
التساؤلات الفرعية:
- ١)ما الجذور التاريخية للصراع بين إيران وإسرائيل منذ عام 1979؟
- ٢)ما العوامل الأيديولوجية والسياسية التي تُغذّي استمرار الصراع؟
- ٣)كيف يوظّف كلٌّ من إيران وإسرائيل أدوات القوة الناعمة في إدارة الصراع؟
- ٤)ما أبرز آليات الردع والتصعيد المتبادلة بين الطرفين؟
- ٥)كيف يؤثر الصراع على توازنات الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط؟
- ٦)ما دور القوى الدولية في تشكيل مسار الصراع؟
- ٧)ما السيناريوهات المستقبلية المحتملة لتطوّر الصراع في ضوء التفاعلات الإقليمية والدولية الراهنة؟
الهدف من البحث:
تهدف الدراسة إلى الإجابة على الإشكالية الرئيسة والتساؤلات الفرعية المتعلقة بالصراع الإيراني الإسرائيلي، وذلك من خلال:
- ١)توضيح الجذور التاريخية للصراع منذ عام 1979.
- ٢)تحليل العوامل الأيديولوجية والسياسية التي أسهمت في تعميق الصراع.
- ٣)بيان أدوات القوة الصلبة والناعمة المستخدمة من قِبل الطرفين في إدارة الصراع.
- ٤)الكشف عن آليات الردع والتصعيد المتبادل بين إيران وإسرائيل.
- ٥)إبراز تأثير الصراع على توازنات الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط.
- ٦)توضيح دور القوى الدولية، خاصة الولايات المتحدة، في تشكيل مسار الصراع.
- ٧)استشراف السيناريوهات المستقبلية المحتملة لتطور الصراع في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية.
منهج الدراسة:
تعتمد الدراسة بشكل أساسي على المنهج الاستقرائي وذلك من خلال وصف الصراع الإيراني–الإسرائيلي وتحديد مرتكزاته، ثم تحليل تأثيراته على بنية الأمن الإقليمي للمنطقة، فيسمح هذا المنهج بفهم أعمق لعوامل التصعيد والردع، وقراءة السلوك السياسي والعسكري للطرفين داخل إطار تحليلي متكامل.
حدود الدراسة:
الإطار الزماني للدراسة: يمتد الإطار الزمني لهذه الدراسة من عام 1979 تاريخ قيام الثورة الإسلامية في إيران وبداية تشكّل ملامح العداء مع إسرائيل مع سقوط نظام الشاه، وصولًا إلى التطورات المعاصرة التي تعكس تحولات أدوات إدارة الصراع وانعكاساته على أمن الشرق الأوسط.
الإطار المكاني للدراسة: يتمثل الإطار المكاني لهذه الدراسة في منطقة الشرق الأوسط، مع التركيز على إيران وإسرائيل باعتبارهما طرفي الصراع محل التحليل، وذلك لكون التفاعلات بينهما.
تقسيم الدراسة:
- المبحث الأول: الإطار النظري للصراع الدولي.
- المطلب الأول: مفهوم الصراع ونظرياته التفسيرية.
- المطلب الثاني: المفاهيم المفسّرة لديناميات الصراع الإيراني–الإسرائيلي.
- المبحث الثاني: الجذور التاريخية للصراع الإيراني–الإسرائيلي.
- المطلب الأول: تطور العلاقات الإيرانية – الإسرائيلية قبل وبعد الثورة الإسلامية (1979). المطلب الثاني: البعد النووي وتطور الصراع في مرحلة ما بعد الألفية الثانية.
- المبحث الثالث: وسائل الصراع الإيراني الإسرائيلي وتداعياته وآفاقه المستقبلية.
- المطلب الأول: وسائل وأدوات الصراع.
- المطلب الثاني: تداعيات الصراع على الشرق الأوسط والقوى الدولية والسناريوهات المستقبلية.
المبحث الأول: الإطار النظري للصراع الدولي.
يستدعي تحليل الصراع الإيراني–الإسرائيلي الارتكاز إلى إطار نظري محكم يبيّن الطبيعة العميقة للصراع الدولي بوصفه ظاهرة بنيوية متجذّرة ، فالصراع، في جوهره، ليس نتاجًا لحوادث ظرفية أو توترات عابرة، بل هو تعبير عن اختلالات هيكلية في توزيع القوة ودوائر النفوذ، تجعل إدارة الصراع—لا تسويته—القيد الحاكم للعلاقات الدولية.
المطلب الأول: مفهوم الصراع ونظرياته التفسيرية.
تُعدّ ظاهرة الصراع إحدى أكثر الظواهر مركزية في حقل السياسة الدولية، وقد استقطبت اهتمامًا بحثيًا واسعًا نظرًا لتعقّد بنيتها وتعدّد مصادرها وتشابك تفاعلاتها. وأسهم هذا الزخم المعرفي في بلورة حقل فرعي داخل نظرية العلاقات الدولية هو “إدارة الصراع الدولي”، الذي تبلورت ملامحه بوضوح منذ النصف الثاني من خمسينيات القرن العشرين في سياق الحرب الباردة. فقد أدّت المخاوف المتصاعدة من احتمالات انفجار الصراعات بين القوى الكبرى إلى تحفيز الباحثين على استحداث آليات أكثر فاعلية للحدّ من التصعيد. وفي هذا الإطار، صدر عام 1957 أول دورية علمية متخصّصة هي مجلة حل النزاعات، كما أُنشئ في جامعة ميشيغان عام 1959 أول مركز بحثي مكرَّس لدراسة إدارة الصراع. وتتابع خلال عقد الستينيات ظهور مراكز وورش بحثية أسهم في تأسيسها باحثون بارزون مثل كيلمان وبيرتون ودووب وهربرت وستينيلو ويانغ، الأمر الذي رسّخ هذا الحقل بوصفه أحد المسارات المعرفية المستقلة داخل دراسات العلاقات الدولية.[1]
أما من حيث المفهوم، فقد تعددت التعريفات المعاصرة للصراع؛ غير أنّ تعريف الدكتور إسماعيل صبري مقلد يظل من أكثرها شمولًا وعمقًا، إذ يرى أن الصراع ظاهرة شديدة التعقيد، تتداخل فيها الدوافع وتتشابك المسببات، وتختلف مستويات التعبير عنها من حيث المدى والكثافة والعنف. ويؤكد مقلد أن جوهر الصراع هو تنازع للإرادات الوطنية، نابع من الاختلاف الجذري في أهداف الدول وتصوراتها ومواردها وتطلعاتها.[2]
وفي السياق ذاته، يعرّف الدكتور بدوي الصراع بأنه موقف تنافسي خاص تكون فيه الأطراف على وعيٍ كامل بعدم التوافق في مجموعة من المواقف المستقبلية المحتملة، بحيث يدرك كل طرف أن تبنّي موقف معيّن سيأتي على غير وفاق مع المصالح المتوقعة للطرف الآخر، ويمنح هذا التعريف بعدًا إدراكيًا مهمًا للصراع يقوم على الوعي المسبق بالتعارض.[3] أما الصراع في مفهوم كوزر فهو “نضال حول قيم، أو مطالب، أو أوضاع معينة، أو قوة، أو موارد محدودة أو نادرة”.[4] كما يمكن النظر إلى الصراع من منظور اجتماعي وأنثروبولوجي، إذ قد يحدث بين أفراد، جماعات، طبقات اجتماعية، أفكار، قبائل، أو دول، ويرتبط بأهداف غير متوافقة طويلة الأمد، وهو ما يفسر تعدد مستويات الصراع في حالات معقدة فالصراع الإيراني–الإسرائيلي، الذي له جذور تاريخية وثقافية ودينية، ويشمل تحالفات إقليمية وجماعات مسلحة، مما يجعله متعدد المستويات (دولي، إقليمي، محلي).[5]
من زاوية مدخل المصالح، يُنظر إلى الصراع باعتباره ناتجًا عن تضارب المصالح بين الأطراف، والتي قد تكون سياسية، اقتصادية، أمنية، إقليمية، أو استراتيجية. يظهر الصراع عندما يسعى كل طرف لتحقيق مصالحه على حساب الطرف الآخر، أو عندما تتعارض مصالح الطرفين بشكل لا يمكن حله بسهولة دون تغيير الوضع القائم.[6]
أما من منظور مدخل سباق التسلح، فينظر إلى الصراع على أنه ناتج عن سباق تسلح بين الأطراف، حيث يزيد كل طرف من قوته العسكرية دفاعًا عن مصالحه أو لتحقيق التفوق، ما يؤدي إلى تصعيد الصراع حتى لو لم يرغب أي طرف في الحرب الفعلية. ويترتب على كل تعزيز للأمن من طرف شعور الطرف الآخر بالتهديد، فيزيد بدوره من قدراته.[7] وبالتالي، يمكن تفسير الصراع الإيراني–الإسرائيلي من خلال هذان المدخلين، حيث يظهر من زاوية المصالح على أنه ناتج عن تضارب استراتيجي بين سعي إيران لتوسيع نفوذها ودعم وكلائها، وسعي إسرائيل لحماية أمنها ومنع التمدد الإيراني. ومن زاوية سباق التسلح، يزداد التصعيد نتيجة سعي كل طرف لتعزيز قدراته العسكرية دفاعًا عن مصالحه، ما يؤدي إلى تصعيد مستمر حتى في غياب الرغبة في حرب مباشرة.
المطلب الثاني: المفاهيم المفسّرة لديناميات الصراع الإيراني–الإسرائيلي.
يتسم الصراع الإيراني–الإسرائيلي بتعقيد ديناميته وتعدد أبعاده، ويمكن من خلال فهمنا للمفاهيم الأساسية إدراك آليات النزاع وأساليبه المختلفة.
١)حرب الظل: تشير إلى الصراعات غير المعلنة التي تُدار بوسائل سرية نفسية وسياسية وإعلامية واقتصادية وعسكرية، بهدف إحداث تأثير استراتيجي دون الانزلاق إلى حرب مفتوحة.[8]
٢)الحروب بالوكالة: نمط من النزاعات التي تُخاض عبر وكلاء محليين نيابة عن قوى خارجية كبرى، بحيث تتجنب الدول الراعية المواجهة المباشرة بينما يتحمّل الوكلاء العبء العسكري.[9]
٣)دعم الوكلاء: يتجسد في تقديم الدعم العسكري والمالي والسياسي لجماعات محلية أو إقليمية بهدف تحقيق نفوذ غير مباشر، ويتضمن التدريب والإمداد بالسلاح وتبادل المعلومات.[10]
٤)البنية الإقليمية لشبكات الوكلاء الإيرانيين: هي منظومة نفوذ ممتدة من لبنان وسوريا والعراق إلى اليمن وغزة، تعتمد فيها طهران على فواعل مسلّحة حليفة مثل حزب الله والحوثيين وحماس والفصائل العراقية، بهدف خلق عمق استراتيجي وأدوات ضغط غير مباشرة تُستخدم في موازنة القوة مع إسرائيل وتعزيز حضورها الإقليمي.[11]
٥)الردع المتبادل: استراتيجية تقوم على التهديد المتبادل بالإيقاع أضرار جسيمة، بما يمنع الطرفين من المبادرة بالتصعيد المباشر.[12]
٦)سباق التسلح: تنافس نوعي وكمي على تعزيز القدرات العسكرية، مدفوع بالنزاعات الإقليمية وتطور التكنولوجيا العسكرية.[13]
٧)العمليات السيبرانية: هجمات تنفذ عبر الفضاء الإلكتروني لاستهداف بنى المعلومات والبنى التحتية الحيوية، في امتداد افتراضي للحرب التقليدية.
٨)الضربات الاستباقية: عمليات عسكرية تهدف لإحباط تهديد محتمل قبل وقوعه، مثل استهداف المنشآت النووية أو الصاروخية، بهدف تحييد التهديد بأقل تكلفة ممكنة.
٩)البرنامج النووي الإيراني: يشمل تطوير قدرات تخصيب اليورانيوم والتقنيات المرتبطة بإنتاج أجهزة نووية يمكن تحميلها على صواريخ، وهو ما يثير مخاوف إقليمية ودولية ويضاعف معادلات الردع.[14]
١٠)الوساطة الدبلوماسية: أداة تستخدم طرفًا ثالثًا محايدًا لتقليل التوتر ومنع النزاعات وتعزيز التعاون بين الأطراف المتخاصمة، من خلال التفاوض والوساطة، وتتطلب وسطاء ذوي خبرة لتغيير سلوك الأطراف وإدارة النزاع بفعالية.[15]
١١)التصعيد العسكري: انتقال الصراع من هجمات محدودة إلى مواجهات أوسع تشمل استخدام قدرات قتالية أكبر وزيادة حجم العمليات العسكرية.[16]
١٢)مجلس الأمن الدولي: الهيئة الرئيسية في الأمم المتحدة المسؤولة عن حفظ السلام والأمن الدوليين، وتتكون من 15 عضوًا، وتصدر قرارات ملزمة تهدف لمنع التصعيد أو فرض عقوبات.[17]
١٣)التحالفات الدولية: اتفاقيات استراتيجية بين دول لتعزيز الأمن المشترك، وتبادل الموارد، والرد المشترك على التهديدات، مثل الناتو أو تحالفات إقليمية أخرى.
١٤)كتلة “أوراسية”: تحالف جيوسياسي محتمل يضم روسيا والصين وإيران، يهدف إلى إعادة تشكيل النفوذ الدولي بما يشبه الاتحاد السوفيتي السابق ومواجهة النفوذ الأمريكي الغربي.[18]
١٥)دول الترويكا الأوروبية (ألمانيا–فرنسا–المملكة المتحدة) : مصطلح سياسي يشير إلى اجتماع هذه الدول الثلاث على موقف موحد تجاه القضايا الدولية، خصوصًا الملف النووي الإيراني، للتنسيق الدبلوماسي المشترك.[19]
١٦)الأمن الطاقي الأوروبي: اعتماد أوروبا على النفط والغاز الخليجي، مع تعرض أمنها الاستراتيجي لأي اضطراب في خطوط الإمداد عبر المضائق البحرية مثل هرمز.[20]
١٧)العقوبات الاقتصادية: إجراءات تفرضها دول كبرى لتقييد الاقتصاد الإيراني، بهدف الضغط على سياساته، وتشمل تحديد تجارة النفط وقطع إيران من النظام المالي الدولي.
١٨)ضبط الصراع : إجراءات تهدف إلى احتواء الصراع ومنع تصعيده، مثل وقف العنف أو تجميده ضمن نطاق محدد دون حل جذري، للحفاظ على الاستقرار.
١٩) إدارة الصراع: عملية تفاعلية لإدارة النزاعات من خلال تدخلات دبلوماسية أو وساطة لتقليل الخلافات وحلها سلمياً.[21]
٢٠)الردع العسكري: استراتيجية تعتمد على القدرة المادية والنفسية لإلحاق خسائر غير محتملة بالعدو، بهدف منعه من العدوان، بما في ذلك الاستفادة من مفهوم الضربة الثانية.[22]
٢١)توازن القوى الإقليمي: حالة توزيع نسبي للقوة بين الدول الإقليمية لمنع هيمنة أي دولة واحدة، ويعتمد على العوامل العسكرية والاقتصادية والجغرافية.[23]
٢٢)تحييد التهديد الإيراني: جهود لإضعاف أو احتواء القدرات العسكرية والنووية الإيرانية من خلال العقوبات أو استراتيجيات الردع، للحفاظ على الاستقرار والتوازن الإقليمي.[24]
٢٣)التورط العسكري الأمريكي: مشاركة عسكرية أمريكية مباشرة أو غير مباشرة في صراعات إقليمية لدعم الحلفاء أو ردع خصوم مثل إيران ووكلائها، بما يشمل الدعم اللوجستي والاستخباراتي.
٢٤)الحسابات السياسية للفاعلين: تقييمات استراتيجية للفوائد والمخاطر السياسية لكل طرف قبل اتخاذ قرارات في النزاعات، بما يشمل موازنة الضغوط الداخلية مع المواقف الخارجية، كما في قرارات إيران وإسرائيل.
ومن خلال استعراض المفاهيم المفسِّرة للصراع، يمكن صياغة مفهومٍ إجرائي لتحليل الصراع الإيراني–الإسرائيلي بوصفه صراعًا مركّبًا متعدد المستويات، يتجسّد في تنازعٍ حادّ للإرادات الاستراتيجية بين طرفين يدرك كلٌّ منهما استحالة التوافق حول مستقبل التوازنات الإقليمية والدولية. ويستمدّ هذا الصراع جذوره من التوتر البنيوي الذي أفرزته الثورة الإسلامية عام 1979 وما حملته من مشروع أيديولوجي توسعي يتعارض جوهريًا مع الرؤية الإسرائيلية للأمن الإقليمي. كما تتعمّق حدّة الصراع بفعل التطوّر المستمر للبرنامج النووي الإيراني وما يثيره من مخاوف وجودية لدى إسرائيل، إلى جانب تشابك أدوات الصراع غير المباشر، مثل دعم الوكلاء، والحروب بالوكالة، والعمليات السيبرانية، وسياسات الردع المتبادلة. وبذلك يغدو الصراع الإيراني–الإسرائيلي حالة استراتيجية مفتوحة قابلة للتصعيد أو الاحتواء تبعًا لتحولات البيئة الإقليمية والدولية.
المبحث الثاني: الجذور التاريخية للصراع الإيراني- الإسرائيلي
المطلب الأول: تطور العلاقات الإيرانية – الإسرائيلية قبل وبعد الثورة الإسلامية (1979).
مرت العلاقات الإيرانية -الإسرائيلية بمراحل وتطورات عديدة تجعلنا نتأملها ونقف على جذورها من خلال القفز الزمني للوراء لمعرفة سبب الصراع الحالي. فالعلاقات قبل الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 كانت في جانب، وبعد الثورة أصبحت في جانب مغاير تمامًا.
أما عن مرحلة قبل الثورة الإسلامية، فالأمر ببساطة أن إسرائيل قد وجدت ضالتها في إيران؛ حيث اعتبرتها حليفة لها ضد الدول العربية، والحال كذلك بالنسبة لإيران التي وجدت إسرائيل- المدعومة من الولايات المتحدة- ستمثل توازن في مواجهة الدول العربية الموجودة في المنطقة. فتقاربهما له أسباب اقليمية جغرافية، وعوامل أخرى مثل التصدي لحركة القومية العربية بقيادة عبد الناصر.[25]
ومهما يكن من أمر أسباب التقارب بينهما، فقد اعترفت إيران فعليًا بإسرائيل دون الاعتراف الرسمي في البداية، وتعاونتا في كافة المجالات، ثم جاء الاعتراف الرسمي عام ١٩٦٠. وفي المرحلتين، كان اعتراف إيران بإسرائيل-دون شك- مدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية، بل يمكن القول بأن اعتراف الدول الأخرى أيضًا بإسرائيل كان بمساندة الولايات المتحدة التي تقدم الدعم لإسرائيل منذ الولادة المصطنعة لها وحتى يومنا هذا.[26]
وبالنسبة للمرحلة التالية بعد الثورة الإسلامية عام 1979، فكانت هذه المرحلة نقطة تحول في العلاقات بحق؛ حيث أنه تحول نظام الحكم في إيران من ملكي (الشاه) إلى جمهوري قائم على نظام الولي الفقيه. وكان حكم إيران يعلن أربع قيم وهي: العدل، والاستقلال، والاكتفاء الذاتي، والتقوى الاسلامية. وإذا كانت الدولة تقوم على العدل كقيمة أساسية لها، فإنه من الظلم إنشاء إسرائيل! ومنذ ذلك الوقت تدافع طهران عن الإسلام وتقف في وجه القوى العالمية، بل أصبحت إيران عدوة إسرائيل اللدود، وخطابها يدعو إلى تحرير القدس وإزالة إسرائيل من الوجود.[27]
يجدر الإشارة هنا إلى أنه قد كان هناك تحالف خفي بينهما على الرغم من العداوة الظاهرة والواضحة، وذلك في ثمانينيات القرن المنصرم. ففي خلال الحرب الباردة، حدث ما يسمى بالفضيحة للسياسة الأمريكية بقيادة رونالد ريجان، وعرفت هذا الفضيحة ب ” إيران كونترا” و”إيران غيت”؛ حيث باعت أمريكا لإيران أسلحة سرية بوساطة اسرائيلية!! رغم قرار حظر بيع الأسلحة إلى طهران وتصنيف أمريكا لها أنها عدوة وراعية للإرهاب( هذا المفهوم المطاط الذي تستخدمه الولايات المتحدة متى شاءت).[28]
وبغض النظر عن هذا التحالف الخفي غير المبرر، نجد إيران تبارك ولادة حزب الله في لبنان التي تقع على حدود إسرائيل الشمالية في عام 1982. وفي سوريا نجدها تدعم حكم بشار الأسد -السابق- بعد الثورة السورية عام 2011. أما في العراق، فقد استغلت طهران الفراغ الذي نجم عن الغزو الأمريكي عام 2003 على العراق، وقامت بدعم ميليشيات طائفية مواليه لها.[29]وبهذا الشكل تحاول إيران أن تمد نفوذها الاقليمي، في حين تعتبر إسرائيل أن هذا يعد تهديدًا شديدًا لأمنها القومي.
المطلب الثاني: البعد النووي وتطور الصراع في مرحلة ما بعد الألفية الثانية.
كانت هذه كلها أسباب وعوامل غير نووية للصراع بينهما إلى الحد الذي وصل إلى المواجهة المباشرة، أما عن الأسباب الأخرى والأهم في التحليل التاريخي لتطور العلاقة بين طهران وتل أبيب فهي أسباب نووية أمنية. يعد الاهتمام بالطاقة النووية وسيلة لدى إيران لفرض سيطرتها على الشرق الأوسط وحماية نفسها من الدول الكبرى، وبالطبع تستمر الدول الكبرى في رفض هذا الملف النووي مرارًا وتكرارًا. والبرنامج النووي الإيراني له جذور تمتد إلى ما قبل الثورة الإيرانية وبعد نجاح الثورة أيضًا، ولكن الاهتمام الكثيف بالطاقة النووية قد بدأ خلال التسعينات وخاصة إبان الحرب العراقية- الإيرانية، فبعد تعافي إيران من خسائرها بسبب الحرب، قامت بتطوير برنامجها النووي الذي أصبح متقدمًا. وخلال فترة تفكك الاتحاد السوفيتي استقطبت حوالي 14 عالمًا نوويًا بروسيا للعمل في إيران.[30]
وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وتنامي التيارات الإرهابية، استغلت الولايات المتحدة هذا الأمر لتعلن عن خطورة امتلاك إيران لأسلحة نووية؛ لأن ذلك من شأنه- من وجهة نظر الولايات المتحدة- أن يجعل المنظمات الإرهابية تستخدم هذه الأسلحة أو تستخدمها إيران نفسها في مواجهة إسرائيل. ولكن في عام 2008 ومع تولي أوباما الحكم، تحول موقف أميركا إلى موقف مرن بعض الشيء، واستخدم أوباما الدبلوماسية مع إيران بشأن الملف النووي. ونقول هنا أنه موقف مرن (بعض الشيء) لأن أوباما لم يستبعد الخيار العسكري بالكامل ولكنه وضعه آخر خيار له[31].
ووفقًا لمبدأ الاحترام المتبادل، أعلنت إيران قبولها لاستكمال التفاوض مع مجموعة “5+1” (الدول الخمس الدائمة في عضوية مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا)، وفي عام 2013 توصلت إيران لاتفاق مع هذه المجموعة مفاده: تخفيض عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 5٪ وإبطال ذخائر اليورانيوم المخصب بنسبة 5٪ إلى 20٪ وذلك كله مقابل عدم إصدار عقوبات جديدة على إيران ورفع بعض العقوبات تدريجيًا. وهكذا قد كان الأمر يبدو وكأن تفاهمًا وتقاربًا قد حدث بين أمريكا وايران وهو ما كانت تخشاه الدول الخليجية وإسرائيل والدول العربية أيضًا.[32]
واستمرت المفاوضات إلى 2015، ولكن ترامب عندما وصل إلى الحكم رغب في عمل تعديلات جذرية على الاتفاق النووي 2015، فترامب يرى أن هذا الاتفاق يعد بمثابة ” إهانة” للولايات المتحدة أمام أعدائها، وترامب -المحب للصفقات- كان يرى أنه يستطيع التوصل إلى صفقة أفضل من صفقة أوباما السلمي، فانسحب ترامب من الاتفاق النووي عام 2018 واستمر بفرض العقوبات على إيران واستخدام سياسة الترهيب معها.[33]ولكن بايدن رغب في إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاقية من جديد، ولكن عودته كانت تحتوي على شروط أشار إليها في مفاوضات غير مباشرة في ڤيينا 2021-2022. وفي ظل هذا الجمود، ومع فوز دونالد ترامب في انتخابات 2024 وعودته إلى الحكم، عادت السياسية الأمريكية إلى نمطها المتشدد، فترامب- المعروف بسياسته الصدامية تجاه إيران- أعاد على الفور سياسة” الضغط الأقصى” الذي كان قد تبناها في ولايته الأولى.[34]
وأعاد فرض عقوبات اقتصادية صارمة على طهران، مستهدفًا قطاعات حيوية كالصناعات البتروكيماوية والنفط، وهدد بعقوبات أشد على كل من يتعاون مع إيران اقتصاديًا أو تقنيًا. بل أكثر من ذلك، فترامب تمادى وأوصل رسائل مباشرة إلى طهران مفادها أن أي محاولة لتطوير السلاح النووي ستُقابل برد عسكري مباشر، وفي الوقت نفسه، ترك الباب مواربًا لمفاوضات جديدة، ولكن بشروط أشد وأكثر انحيازًا لمصالح إسرائيل وحلفاء واشنطن في المنطقة.[35]
هذا التحول الحاد أعاد المشهد إلى التوتر، حيث التصعيد، والخطاب الحاد، والمخاوف من انزلاق الأمور إلى مواجهة عسكرية، خاصة مع تصاعد الأعمال العدائية المتبادلة بين إسرائيل وإيران في المنطقة. وبناءً على ذلك، امتلاك إيران للأسلحة النووية يتناقض تمامًا مع رغبة الجماعة الدولية في جعل منطقة الشرق الأوسط معزولة تمامًا من السلاح النووي.
ومع تصاعد الأحداث، حدث تحول كبير للصراع بين إيران وإسرائيل، وتحولت حرب الظل إلى مواجهة مفتوحة. ففي 13 أبريل 2024، أطلقت إيران نحو 170 طائرة مسيرة و 120 صاروخًا باليستيًا استهدفت العمق الإسرائيلي. ولكن منظومة الدفاء الجوي الإسرائيلية استطاعت- بدعم من أمريكا وبريطانيا وفرنسا والأردن- إسقاط نحو 99٪ من المقذوفات. وفي يونيو 2025 ردت إسرائيل باستهداف منشآت حيوية لتصنيع الوقود الصاروخي في إيران، مثل أصفهان وياتر.[36] وأعلنت إسرائيل أن هذه العملية- المعروفة بالأسد الصاعد- استهدفت تعطيل البرنامج النووي الإيراني، تدمير البنية العسكرية التحتية لطهران، والقضاء على قادة عسكريين وعلماء نوويين بارزين. وعلى الرغم من ذلك ردت إيران واستهدفت منشآت عسكرية ومرافق مدنية حيوية، وأحدثت إرباك شديد داخل الجبهة الداخلية الإسرائيلية، لدرجة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدد بالتدخل إلى جانب إسرائيل.[37]
جملة القول إذن بشأن ما تقدم، أن العلاقة بين إيران وإسرائيل مرت بتغيرات كبيرة عبر الزمن، بدأت بتعاون وتحالف قبل الثورة الإسلامية، ثم تحولت إلى عداء وصراع بعدها. ومع مرور الوقت، زادت الخلافات بين الطرفين بسبب الرغبة في النفوذ في منطقة الشرق الأوسط والملف النووي، حتى وصلت الأمور إلى مواجهة مباشرة في الآونة الأخيرة.
المبحث الثالث: وسائل الصراع الإيراني الإسرائيلي وتداعياته وآفاقه المستقبلية.
يعد الصراع الإيراني الإسرائيلي من أبرز وأقوى الصراعات على الساحة الدولية الحالية، وأبان هذا الصراع أستخدم كلا الطرفين العديد من الوسائل والأدوات، بالإضافة إلى أثر الصراع وتداعياته ليس فقط على منطقة الشرق الأوسط فحسب وإنما على القوى الدولية أيضًا.
المطلب الأول: وسائل وأدوات الصراع.
على مر التاريخ مر الصراع الإيراني الإسرائيلي باستخدام العديد من الوسائل والأدوات تجاه بعضهم بعضًا بداية من الحرب بالوكالة مرورًا بالحرب السيبرانية وصولاً إلى المواجهة العسكرية المباشرة والتي عرفت بحرب الاثني عشر يومًا.
أولاً: الحرب بالوكالة: تعد بمثابة صراع غير رسمي أي أنه عباره عن صراع دون القيام بالانخراط في المواجهة العسكرية المباشرة.
وفي الصراع الإيراني الإسرائيلي، يستخدم كلا الطرفين الحرب بالوكالة حيث نجد أن إسرائيل تستخدمها عن طريق قيامها بقتل شخصيات إيرانية مهمة في دول أخرى وجميع أصابع الاتهام تشير لها ولكنها لا تعلن قيامها بذلك، وعلى الجانب الأخر نجد إيران تقوم باستخدام حلفاؤها في مهاجمة إسرائيل وتعطيل أهدافها؛[38] فالحرب بالوكالة تعد من أبرز استراتيجيات إيران في أدارة صراعتها الإقليمية والتي تقوم على مبدأ ” التكلفة المنخفضة مقابل التأثير المرتفع ” وذلك عن طريق قيامها بدعم حركات مسلحة تابعة لها دون الدخول في مواجهة مباشرة وقد ترتب على ذلك توسيع رقعة المواجهة حيث ضمت كلاً من لبنان – اليمن – فلسطين- العراق- سوريا، حيث نجد في:[39]
لبنان: تتسم جماعة حزب الله بالنصيب الأكبر في حرب إيران بالوكالة ضد إسرائيل، وتعد بمثابة ذراع إيران القوية.
اليمن: ينظر إلى الحوثيين باعتبارهم من يقوموا بالحرب بالوكالة نيابة عن إيران ، حيث قاموا بتهديد الملاحة في البحر الأحمر عن طريق مهاجمة السفن الإسرائيلية وإطلاق مسيرات تجاه ميناء إيلات.
فلسطين: تقوم إيران بدعم حركة حماس في غزة كما تعتقد إسرائيل وبعض الدول الغربية أن إيران هي من تقوم بتدريب حماس ومدهم بالأسلحة، وقد ظهر دور حماس ضد إسرائيل بشكل بارز وقوي أبان هجومها في السابع من أكتوبر على إسرائيل وذلك بالطبع بجانب العديد من الهجمات الأخرى والتي تقوم بها منذ عقود.[40]
العراق: توجد “المقاومة الاسلامية” الموالية لإيران والتي تقوم بالعديد من الهجمات ضد إسرائيل بالإضافة إلى حظر البحر المتوسط على إسرائيل.
سوريا: تعمل إيران على استخدام الأراضي السورية لشن هجمات على إسرائيل كما تقوم بتقدم الدعم لجماعات قوية.[41]
ثانياً: المواجهة السيبرانية:
تعد المواجهة السيبرانية هي عبارة عن ساحة حرب غير مرئية؛ أي بمثابة صراع في المجال الافتراضي، وقد تنامى مؤخرًا اللجوء إلى استخدام المواجهة السيبرانية وتبادل الهجمات السيبرانية بين كلاً من إيران وإسرائيل[42] وذلك يرجع إلى دوره المركزي والمحوري في الاستحواذ على القوة الأمنية والاندماج مع المجالات الدولية الأخرى، بالإضافة إلى ملائمة المجال السيبراني للطبيعة الجيوسياسية للصراع فيما بين إيران وإسرائيل.[43]
المجال السيبراني في إيران: أدركت إيران ما مدى المزايا التي توفرها البعد السيبراني بدايةً من قدرتها العابرة للحدود بالإضافة إلى التكاليف المنخفضة لتلك الهجمات بالمقارنة مع تكاليف المواجهة العسكرية، لذلك فقد سعت إيران لزيادة قدراتها الإلكترونية وذلك عن طريق قيامها بتبني استراتيجية وضعتها النخبة ووفق هذ الاستراتيجية تم تأسيس منذ عام ٢٠٠٥ ما يعرف ب ” جيش فضاء إيران الإلكتروني” وذلك أصبح بمثابة أحد أهم أذرع إيران الرقمية والتي تستخدمها في شن هجمات على الدول المعادية والدول الكبرى التي تقف في وجه برنامجها النووي مثل أمريكا.
كما استطاعت إيران النجاح في القيام بتنظيم إداري يضم قدرات بشرية متفوقه في مجال الاختراق الإلكتروني وبذلك نجد أن الهيكل التنظيمي لإيران في المجال السيبراني يتكون من : المرشد الأعلى للجمهورية ثم يندرج أسفل منه المجلس الأعلى للسايبر ثم نجد كلاً من:
( الجيش الإلكتروني- قيادة الدفاع السايبر – مجامع القرضنة الرقمية ) . ونتيجة لذلك أصبحت إيران تحتل المرتبة ال ٦٠ عالمياً في مجال الأمن السيبراني.
وقد ظهر استخدام إيران للسلاح السيبراني ضد إسرائيل في: ٢٤ ابريل ٢٠٢٠ حيث قامت بعدة هجمات إلكترونية ضد شبكة المياه الإسرائيلية وأعلنت إسرائيل ان هذا الهجوم كان يهدف لتعطيل أجهزة الحواسيب التي تستخدم في التحكم في توزيع المياه ولكن صرحت إسرائيل بأنه لم ينتج أي أضرار نتيجة لذلك وتم تغيير الكلمات السرية للأنظمة الرئيسية وفصل بعض الأنظمة عن الاتصال بالإنترنت .[44]
المجال السيبراني في إسرائيل: تعد إسرائيل من أكبر الدول في هذا المجال وتتمتع بقدرات متطورة تفوق القدرات الإيرانية، حيث تحتل المرتبة ال ٣٩ في الترتيب العالمي لمجال الأمن السيبراني .
وفي عام ٢٠١٥ قامت إسرائيل بإنشاء وحدة سيبرانية متخصصة وذلك نتيجة لتعرضها للعديد من الهجمات السيبرانية، وفي عام ٢٠١٦ انشأت ما عرف ب “الهيئة القومية للحرب الإلكترونية” وذلك بهدف زيادة قدراتها في الدفاع والهجوم في هذا المجال ، ثم أسست ما عرف ب “سلطة الدفاع السيبراني الوطني القومي” في عام ٢٠١٦ .
وقد ظهر استخدام إسرائيل للسلاح السيبراني ضد إيران في كلاً من :
٩مايو ٢٠٢٠ حيث قامت إسرائيل بشن هجوم إلكتروني على إيران والذي استهدف ميناء الشهيد رجائي المطل على مضيق هرم و هذا الهجوم قد أدى إلى تعطيل حركة الملاحة في الطرق التي تؤدي إلى الميناء وهذا الهجوم قد اعتبرته بعض الوسائل انتقامًا لمحاولة الهجوم الإيراني على أنظمة توزيع المياة في إسرائيل .
وفي ٣٠ يونيو ٢٠٢٠ قامت إسرائيل بشن هجمات سيبرانية على المنشآت النووية الإيرانية في “نطنز” ومواقع عسكرية في “بارشين” وقد رأت إيران أنها أقرب لعمليات تخربيبه بينما أشارت التصريحات الإسرائيلية إلي انها هجمات سيبرانية لتعطيل البرنامج النووي لإيران .[45]
ثالثاً: المواجهة العسكرية المباشرة:
في ٧ اكتوبر٢٠٢٣ ؛ أي فيما عرف بحرب غزة تبادلت كلاً من إيران وإسرائيل هجمات عسكرية مباشرة ولكنها كانت تتسم بأنها ضربات تكتيكية محدود تتمثل اهدافها في الردع أو توجيه رسالة، ولكن هذه الضربات التكتيكية قد تحولت إلى عملية شاملة وذلك في ١٣ يونيو ٢٠٢٥، حيث مثّل هذا اليوم نقطة تحول في طبيعة المواجهة بين إيران وإسرائيل؛ حيث قامت إسرائيل بشن هجوم عسكري ضد إيران وعرف باسم “الأسد الصاعد” ، وقد صرحت إسرائيل انها تهدف من وراء هذا الهجوم إلي القيام بتعطيل برنامج إيران النووي و وتدمير البنية التحتية العسكرية لطهران بالإضافة إلى القضاء على عسكريين وعلماء نوويين.[46]
وعلى الرغم من أن عملية الأسد الصاعد كانت تتسم بعنصر المباغتة إلا أن الرد الإيراني قد جاء بشكل سريع ومباشر حيث قامت بإطلاق العديد من الهجمات التي اتسمت بمستوى عالي من التخطيط والفاعلية حيث قامت باستخدام صواريخ بالستية وطائرات مسيرة متطورة وقد جاء الرد الإيراني بأكثر من ٧٠ صاروخ وطائرة مسيرة ،[47] وقد تدرجت قوة هذه الهجمات فقد كانت في البداية محدودة التأثير ثم اصبحت تزداد حدتها تدريجياً وقد استهدفت داخل إسرائيل كلا من تل أبيب وقواعد عسكرية في الجنوب ومنشآت حيوية وقد مثّل الرد الإيراني تحدياً مباشراً للأنظمة الدفاعية الإسرائيلية مما أدى إلى أحداث إرباك داخل إسرائيل وقد استمر الصراع بينهما لمدة أثنى عشر يومًا لذلك أطلق عليها حرب الاثني عشر يومًا.[48]
تعد هذه المواجهة بمثابة نقلة نوعية في نمط الصراع بين الطرفين، حيث قيام كلًا منهم بهذه الضربات المتبادلة والتي تستهدف العمق الاستراتيجي للطرف الأخر فإنه يدل على وجود تغير جوهري في حسابات الأمن القومي بالإضافة إلى وجود تحولات جيوسياسية إقليمية ودولية.[49]
المطلب الثاني: تداعيات الصراع على الشرق الأوسط والقوى الدولية والسناريوهات المستقبلية.
أولاً: تداعيات الصراع على الشرق الأوسط.
يعد الصراع بين إيران وإسرائيل ذات أهمية كبيرة ومحورية وتأثيره ليس على الدولتين فقط وإنما يمتد التأثير على جميع التحالفات الجيوسياسية والصراعات في منطقة الشرق الأوسط كما يترتب على الصراع الإيراني الإسرائيلي العديد من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية مع حسابات السياسات الداخلية للدول، وهنا يقع الرؤساء والقادة في مأزق التوفيق بين كلاً من ادوارهم والتزاماتهم على الساحة الدولية والحفاظ على استقرارهم الداخلي وهذا ما أطلق عليه روبرت بوتنام ما يعرف بنظرية ” اللعبة ذات المستويين”.
وزيادة التصعيد بين إيران وإسرائيل ساهم في سرعة إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية؛ حيث نجد الأمارات قد تحالفت مع إسرائيل فيما يعرف بمبادرة “I2U2” والذي يضم أيضًا كلاً من الهند والولايات المتحدة ويهدف إلى تطويق النفوذ الإيراني. وقد لجأت كلاً من سلطنة عمان والكويت إلى الوساطة بين الأطراف ، بينما لجأت السعودية إلى بناء تحالفات أمنية تكنولوجية بهدف خلق توازن إقليمي .[50]
كما نجد أن دول مجلس التعاون الخليجي كانت ضد الحرب وضد الهجمات الإسرائيلية منذ اليوم الأول وظهر ذلك في بياناتها وتصريحاتها سواء على المستوى الفردي أو الجماعي ، كما اكدوا على ضرورة العودة إلى المفاوضات الدبلوماسية واحترام حرية الملاحة في الممرات الدولية.
وفي ٢٣ يونيو ٢٠٢٥ قامت إيران بشن هجمات على قطر ونتيجة لذلك اعتبر المجلس هذه الهجمات بمثابة انتهاك لسيادة قطر وأكد على تضامنه ودعمه الكامل لدولة قطر وأنها جزء لا يتجزأ من أمن دول مجلس التعاون، ولذلك نجد دول المجلس قد عملت على اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة أي خطر أو تلوث اشعاعي وحماية مواطنيها من تبعات الحرب.[51]
كما تقوم إيران بلعب دور محوري في المنطقة وذلك يرجع إلى قيامها بتقديم الدعم لكلاً من حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمين وبعض الجماعات في سوريا وذلك يزيد من تأثير صراع إيران على المنطقة فهم من المحتمل أن يدعموها في مهاجمه إسرائيل في حال تصاعدات العمليات بينهم ، بالإضافة إلى ان سوريا أصبحت ساحة للمعارك فيما بينهم بعد هجوم إسرائيل على القنصلية الإيرانية. كما تلعب القضية الفلسطينية دور في زيادة العداء في المنطقة ضد إسرائيل ولذلك نجد في قمة جامعة الدول العربية ٢٠٢٣ كانت نتائجها تحتوي على شعور بالوحدة العربية والوطنية.
كما قامت إسرائيل في ديسمبر ٢٠٢٣ بقصف قافله صواريخ إيرانية قرب البوكمال والذي أدى إلى مقتل أربعة اشخاص وظهور السخط والاحتجاجات في العراق التي تطالب بخروج البلاد من تصفياتهم الإقليمية.
ونجد أن قيام إسرائيل بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية يثير الرعب في المنطقة لما لها من العديد من المخاطر المادية والرسائل السياسية والامنية الكامنة بالإضافة إلى قيام إيران بالرد على هذه الهجمات بتلميحات ترمي إلى إمكانية انسحابها من معاهدة عدم الانتشار وهذا سوف يترتب عليه إثارة الرعب من احتمالية تحول المنطقة إلى ساحة لسباق التسلم النووي مما يدفع بعض الدول الإقليمية في التفكير في امتلاك مشاريع ردع نووي خاص بها.[52]
ثانيًا: تداعيات الصراع على القوى الدولية.
منذ تصاعد الاشتباك العلني بين إسرائيل وإيران في 13 أبريل عام 2024 مرورًا بالضربات المتبادلة بينهم وعمليه الأسد الصاعد من 13 الى 24 يونيو 2025 وقد حمل ذلك تداعيات على القوى الدولية كروسيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية والقوه الأوروبية، وسنتناول ذلك فيما يلي بشيءٍ من التفصيل.[53]
فسنجد أن بكين تتميز بمرونتها الدبلوماسية فهي تظل شريكًا تجاريًا لإسرائيل لكن في نفس الوقت لديها رؤيه طويلة الأمد للحفاظ على النفوذ في مناطق متعددة دون مواجهه مباشر لأي من الجانبين وسنلاحظ هذا في دعمها الدبلوماسي لإيران، وعلى الجانب الأخر نجد ان روسيا كانت حذرة في بداية النزاع الإيراني الإسرائيلي لعدم الانحياز بشكل وثيق مع أي من الجانبين، لكن دعمها الدبلوماسي لإيران قد يعطل علاقتها التجارية مع إسرائيل مدفوعة بذلك بطموح الرئيس “فلاديمير بوتين” الواسعة الذي يطمح بتوسيع نفوذها من خلال “كتله اوراسيه” تضم (روسيا والصين وايران) كمحاول لاستعادة نفوذ الاتحاد السوفيتي السابق.[54]
وسنلاحظ أن المواجهات الأخيرة التي اندلعت في 13 يونيو 2025 شكلت لدى كلاً من روسيا والصين اختبارًا علميًا لماهيه التحالف بينهم وبين إيران، فسنجد إنهم اكتفوا بمواقف سياسيه حذرة دون تقديم دعم عسكري مباشر لإيران رغم دخول المواجهات مرحله تصعيد غير مسبوقة بينها وبين إسرائيل؛ حيث نجد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بذل مساعي الوساطة في المحادثات النووية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران للمساعدة في الوصول لاتفاق يضمن سلميه البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك نقل اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60% إلى الأراضي الروسية، بالإضافة إلي ان مع بدء المواجهات بينهم سارعت موسكو على “لسان وزير خارجيتها” بالتأكيد على ادانه روسيا الشديدة للهجمات الإسرائيلية على إيران بوصفها أنها (غير مقبولة وغير مبرره) مع التأكيد على ان التصعيد الإسرائيلي يهدد بزعزعه استقرار منطقه الشرق بأسرها، وفي المقابل اعربت الصين في بيان لها على رفضها انتهاك السيادة الإيرانية مشيره لاستعدادها للعب دور بنّاء في احتواء التصعيد.
كما سنجد كلاً من روسيا والصين دعمتا إيران في اجتماع لمجلس الأمن الدولي عقد في 22 يونيو 2025، حيث دعت كلاً منهم المجلس لاعتماد قرار يهدف لوقف فوري غير مشروط لأطلاق النار، ونستطيع هنا أن نبرر موقف الصين الذي أدان إسرائيل بأنها كانت مدفوعة بسياسة عدم التدخل في الصراعات الخارجية التي تلتزم بها في سياستها الخارجية، وعلى الجانب الأخر نجد أن التصرف الروسي كان مدفوعًا بالتبعات الاقتصادية للحرب على اوكرانيا الأمر الذي يجعلها تفكر أكثر من مره قبل التورط في مواجهات يمكن ان تمتد لفترة طويله وذلك على الرغم من أن إيران قدمت دعم لها بطائرات مسيره في حربها على أوكرانيا. بالإضافة إلى ان امتلاك الصين مصالح تجاريه في المنطقة مع دول الخليج(الذي من ضمنهم إيران) ذلك سيؤدي إلى تعاملها الحذر مع إيران خشيه عرقله خطوط التجارة والطاقة القادمة من الخليج، فبرغم ان الصراع بينهم اضّر ببعض المشروعات الصينية في إيران “كخط السكك الحديدية” من (طهران لبندرعباس)، إلا ان الصين حرصت على موازنه علاقتها مع إيران بما لا يضر استقرار مبادرة الحزام والطريق. في حين ستسعى موسكو لمجرد الدعم الدبلوماسي لتجنب تعريض مصالحها الاقتصادية للخطر في المنطقة في وقت لا يحتمل فيه اقتصادها هزات عنيفة لتداعيات الحرب على أوكرانيا. فلا نستطيع ان نغفل ان كلاً من الصين وروسيا يستفيدون من امدادات الطاقة القادمة من الخليج لذلك أي استمرار في التصعيد سيؤثر على مصالحهم الاقتصادية في المنطقة مما يفسر سعيهم لتقديم الوساطة الدبلوماسية. ولا نستطيع ان ننكر ان كلاً من الصين وروسيا يمثلان لإيران سند دولي دبلوماسي مهم فمن المتوقع ان تلجأ لهم في ظل الخسائر التي تكبدتها وحدها في حرب ال 12 يوم لتحسين شروط التعاون معها في بعض المجالات، كالنفط والغاز ومجال التبادل المصرفي والمالي للانفكاك من العقوبات الأمريكية على نظامها المصرفي.[55]
اما من حيث موقف القوى الأوروبية، فبرغم اصطفافهم لجانب الموقف الأمريكي اتجاه إيران في بداية الحرب، لكن بمرور سبع أيام على بدء الحرب اعادوا النظر في مواقفهم وطرحوا فكره استئناف التفاوض مع طهران كمحاوله لتطويق الازمه، فعلى الجانب الاقتصادي العامل النفطي والطاقة يمثل هاجسًا مركزيًا في الحسابات الأوروبية خاصةً لدول مثل (ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة)؛ فالقاره تعتمد بشكل مباشر وغير مباشر على منطقه الخليج العربي لتأمين نحو 30% من احتياجاتها للنفط والغاز مما يجعل “مضيق هرمز” التي هددت إيران بإغلاقه ركيزة أساسية لأمن الطاقة لديهم وأي تصعيد عسكري يهدد بأغلاق هذا الممر يعني اهتزاز أسواق الطاقة الأوروبية وارتفاعًا في الاسعار وانعكاسات اقتصاديه كارثيه؛ الأمر الذي دفعهم لتبني خطاب مزدوج (“تأييد سياسي معلن لإسرائيل ومحاولات خفيه لتهدئه إيران تفاديًا للأسوء”)، فقد استضافت مدينة جنيف في 20 يونيو 2025 وزير الخارجية الإيراني مع وزراء خارجية دول الترويكا الأوروبية (ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة) وفي هذه الخطوة عكست ان هناك مساعٍ تبذل خلف الكواليس لإبقاء خطوط التواصل مفتوحه. وعلى الجانب الأخر نلاحظ أيضًا ان المواجهة الإسرائيلية الإيرانية أظهرت محدودية الدور الاوروبي؛ حيث نجد ان المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في أبريل 2025 تمت بوساطة عمانية مع استبعاد الاوروبيين عمدًا من التفاصيل الجوهرية.[56]
اما من حيث الولايات المتحدة الأمريكية، فقد مَثّل التدخل العسكري الأمريكي اختبارًا صعبًا لسياسه واشنطن اتجاه طهران؛ حيث ان منذ اللحظة الاولى لإعلان ترامب توجيه ضرب عسكريه لإيران حرص على ان تكون في سياق محدد في المنشآت النووية بهدف تقليص القدرات النووية لإيران ومنح إسرائيل تفوقًا استراتيجيًا ومعنويًا، فتمكن إيران من ترسيخ نفسها كقوى إقليمية مدعومة بقدرتها النووية يشكل هذا الوضع تحديًا معقدًا للولايات المتحدة الأمريكية الساعية للحفاظ على هيمنتها على المنطقة، ونتيجة هذا التدخل للولايات المتحدة انقسم الداخل الأمريكي لتيارين، الأول اعتبر التدخل نجاح مؤقت باعتبار ان الولايات المتحدة الأمريكية طورت قنبلة خارقه للتحصينات من طراز GBU-57 خصيصًا لتدمير تلك المنشأة النووية، لكن الثاني اعتبر تدخلها مجازفة قد تفتح الباب أمام تصعيد طويل الأمد يفوق قدرتها على السيطرة خاصةً وان الأضرار التي الحقتها بالبرنامج النووي كانت محدودة. وعلى صعيد أخر نجد ان نجاح إسرائيل في اختراق الدفاعات الجوية الإيرانية وتنفيذ ضربات دقيقه على مواقع استراتيجية داخل العمق الإيراني شكّل عرضًا عمليًا لكفاءة التكنولوجيا العسكرية الأمريكية، أي استعراض ميدانيًا لقدراتها التسليحية أمام العالم وهذا مثّل فرصه دعائية ثمينة لصناعه السلاح الأمريكية؛ فقد استثمرها الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” في تصريحات تمزج بين السياسة وتسويق، وبهذا تحولت ساحل الحرب لمواجهه تسويقية لصناعات الدفاع الأمريكية، مما أكسب الولايات المتحدة الأمريكية ميزه اضافيه في سوق السلاح العالمي وعزز أيضًا من قدرتها التفاوضية في صفقات التسلح مع الحلفاء. كما يمكن القول ان التدخل الأمريكي العسكري الداعم لإسرائيل شكل المحاولة لتعزيز آليه الردع واستعاده مصداقيه التهديدات العسكرية لكنه في المقابل عمق الشكوك الإيرانية في جدوى أي اتفاق مستقبلي مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب، فسنجد ان العقوبات الصارمة التي تفرض على إيران لا تقتصر على أضعاف قدراتها العسكرية فقط، بل تسهم أيضًا في عزلتها الاقتصادية .[57]
وجمله القول في نهاية أثر الصراع الإيراني الإسرائيلي على القوه الدولية، ان حدوث تصعيد مستمر بينهم سيحمل تداعيات كبيره على المجتمع الدولي بأسره؛ فسيحدث انقسام بين الدول الغربية التي تدعم إسرائيل، والكتلة التي تقودها الصين وروسيا وتدعم طهران مما سيعرضنا لخطر إشعال التوترات كما الحرب الباردة وسنجد الولايات المتحدة الأمريكية تواجه روسيا مره أخرى.[58]
ثالثًا: السيناريوهات المستقبلية.
طبقًا للعملية العسكرية الأخيرة التي قامت بها إسرائيل على إيران التي عرفت باسم “الأسد الصاعد” وتبعتها فإننا بصدد مجموعه سيناريوهات محتمله الوقوع منها:
أولًا: سيناريو التصعيد لحرب عسكريه شامله:
ومن الأسباب التي تدعم حدوث هذا السيناريو هو تزايد التشابك للمصالح الأمريكية والإسرائيلية تجاه البرنامج النووي الإيراني الذي يؤدي لتزايد احتمال تدخل الرئيس الامريكي دونالد ترامب بشكل مباشر في العمليات العسكرية ضد طهران، أي الفشل في احتواء التصعيد مما سيعني تهديد مباشر للنظام الإيراني وهذا بالتبعية سيؤدي لصراع واسع النطاق يزيد به احتمال انخراط أذرع إيران العسكرية في الحرب “كحزب الله” الذي برغم التحديات التي يمر بها بالآونة الأخيرة لا يمكن اغفال ولائه العقائدي والسياسي لمرجعيه ولاية الفقيه الإيراني باعتباره أحد الأسس الجوهرية لهويته واستمراره، وسينضم أيضًا “الحوثيون” خاصةً مع امتلاكهم بنيه صاروخيه وبحريه متطورة قادره على تنفيذ هجمات واسعه النطاق بالإضافة للقدرة على إغلاق مضيق باب المندب والقدرة على استهداف إسرائيل مباشرةً بالصواريخ الباليستيه والطائرات المسيرة، ولا نستطيع اغفال دور “الفصائل العراقية” الموالية لطهران لامتلاكهم ترسانة متنوعه من الأسلحة المتطورة التي عملت إيران على تزويدها بها منذ سنوات لتكون قادره من خلالها على استهداف المصالح الأمريكية في المنطقة أو شن هجمات بعيده المدى على إسرائيل.[59]
ومن الأسباب الأخرى التي تدعم إمكانيه حدوث حرب شامله هو ان الصراع بينهم كشف عن تفوق عسكري إسرائيلي كبير وخلل في ميزان القوه العسكرية بينها وبين أي قوه اقليميه؛ فقد أثبت الصراع حقيقة قوه الجيش الإسرائيلي ودقة الاستخبارات وتجهيزاته التكنولوجية خاصةً التفوق في الدفاعات الجوية غير العادية، بالإضافة لإمكانيه إسرائيل للعمل على جهات متعددة في آن واحد، كما أثبت الصراع ان إسرائيل أصبح لديها سلطه كبيره على الإدارات الأمريكية التي بدت أكثر ضعفًا أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي.[60]
بالإضافة إلى ان الوضع الهش لوقف إطلاق النار دون اتفاق رسمي له بنود محدده يؤكد وجود نيه صادقه لأنهاء الحرب، يساعدنا أن ندعم ان الحرب ستحدث خاصةً وان من غير المرجح ان تستسلم طهران عن طموحاتها النووية بل سيزداد عزمها على تطويرها باعتبارها “بوليصة التأمين النهائية”،[61] وعلى الجانب الأخر لن يرضي هذا إسرائيل فهي حسب قول “بنيامن نتنياهو” لا تزال ملتزمة بتحقيق أهدافها الاستراتيجية التي لم تتمكن من تحقيقها خلال الجولة السابق، التي في مقدمتها إسقاط النظام الإيراني مع إخراج إيران نهائيًا من معادلة التنافس على الزعامة الإقليمية بالشرق الأوسط حتى تسيد هي الهيمنة على النظام الإقليمي الشرق اوسطي، وعدم تحقيقها لأهدافها يدل على ان إيران ما زالت قادره على فرض نفسها كقوى إقليمية منافسه على الزعامة الإقليمية بنجاحها منفرده في التصدي للعدوان الإسرائيلي بدون مساعده روسيه أو صينيه أو مشاركه لأي من حلفائها على عكس إسرائيل التي ما كانت تنجح دون مشاركه الولايات المتحدة.[62]
وهذا السناريو سيؤدي في النهاية لخسائر في الأسلحة المتطورة لإيران و وكلائها وتكبد إسرائيل لخسائر عسكريه واقتصاديه نتيجة الضربات متعددة الجبهات مما سيجر منطقه الشرق الأوسط لحرب شامله تؤدي لحاله من عدم الاستقرار.[63] لكن يقيد إسرائيل في اللجوء لهذا السيناريو عدم يقينها بشأن الموقف الأمريكي خاصةً في ظل ميل الرئيس دونالد ترامب في هذه المرحلة لاتفاق نووي بشروط محسّنة.[64]
ثانيًا: سيناريو حسم الصراع لصالح إسرائيل:
وهذا السناريو يتطلب تدخل الولايات المتحدة الأمريكية بضربها بشكل مباشر للمنشآت النووية لإيران لإجبارها على الاستسلام مع استمرار الصمت الإقليمي والدولي وعدم تدخل حلفاء إيران كالصين وروسيا وهذا سيؤدي بالتبعية لتغيير المشهد داخل النظام الإيراني وتغير المشهد داخل الاقليم أيضًا باعتبارها قوه إقليمية.[65] لكن هذا السيناريو هناك أسباب تضعف من إمكانيه وقوعه خاصةً في ظل وجود طموح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتشكيل تحالف مع الصين وإيران الذي يعرف باسم (كتله اوراسيه) لاستعاده نفوذ الاتحاد السوفيتي السابق،[66] بالإضافة لوجود داعمين اقليميين لإيران أي اذرعها العسكرية كحزب الله في لبنان الذي يرتبط بولائه العقائدي في استمراره وهويته بإيران، والحوثيون في اليمن المتحكمين في مضيق باب المندب، والفصائل العراقية الموالية لطهران في العراق القادرة على استهداف المصالح الأمريكية في الخليج العربي أو شن هجمات بعيدة المدى على إسرائيل.
ثالثًا: سيناريو الاستمرار في الضبط الجزئي للصراع وأدارته (التهدئة وتجنب التصعيد):
وهنا سيتوقف التصعيد عند مستوى تبادل الضربات المدروسة دون اللجوء لمواجهه شامله[67] وهناك العديد من الأسباب التي تجعلنا نؤيد إمكانيه تحقيقه منها، اعتماد إسرائيل في الحرب الأخيرة على تورط الولايات المتحدة في المواجهة لتحقيق اهدافها، لكن في المقابل ابرزت التقارير إلى ان الرئيس دونالد ترامب يرفض بعض أهدافها (كمخططها لاغتيال المرشد الإيراني)؛ لأنه لا يريد توسيع المواجهة فبرغم توحيد هدفهم في تحييد التهديد الإيراني لكن تتباين الحسابات التي ينطلق منها كل طرف؛ فسنجد ان هناك عوامل كثيره تحد من الانخراط الأمريكي في المواجهة منها، وجود تيار أمريكي بالداخل لا يفضل أي مسارات عسكريه تستنزف القدرات العسكرية والمالية الأمريكية خاصةً أذا لم يكن لهذا التهديد أثار مباشره على المصالح الأمريكية، بالإضافة إلى ان سقوط النظام الإيراني قد يؤدي لميلاد نظام جديد أكثر تشددًا وهنا ستخسر واشنطن ميزه النظام الحالي ذو النهج البراغماتي في عقد الصفقات، كما ان الرئيس ترامب لن يخاطر بتوسيع وتصاعد النزاع بسبب التكلفة المهولة التي ستلحق بالولايات المتحدة نتيجة لانخراطها المباشر في الحرب، بالإضافة إلى انه يريد تجنب التصعيد لحرب شامله حتى لا يشكل إغراء للقوى الكبرى كروسيا والصين الذين سيدعمون الجانب الإيراني مما سيشكل مواجهه استنزافيه للولايات المتحدة لإضعافها.
كما انه لا نستطيع ان نغفل الخسائر الذي أحدثتها الضربات الصاروخية الإيرانية على صعيد الداخل الإسرائيلي، فسنجد خسائر لحقت بأهداف استراتيجية مثل “معهد وايزمان” للبحوث و مجمع “مضفاه بازان” للنفط في مدينه حيفا الساحلية مما أدى لأتلاف بنيته التحتية وتوقف عملياته، بالإضافة لخسائر اقتصاديه مباشره بسبب الإغلاق المؤقت للمجال الجوي الإسرائيلي، مع زيادة الانفاق العسكري المتوقع لتجديد الترسانة العسكرية الذي سيؤدي لزيادة الدين العام ل 74% وهذا سيزيد الاعباء المالية أكثر وكل هذا يمثل عامل ضغط على إسرائيل لعدم رغبتها في التصعيد.[68] ولن نستطيع اغفال رغبه الرئيس دونالد ترامب للتواصل لحل سلمي لازمه البرنامج النووي التي ظهرت في ممارسته ضغوط لفرض اتفاق هش بوقف اطلاق النار بين الطرفين المتنازعين، خاصةً في ظل رغبته بالترويج لنفسه بصوره الزعيم القادر على إدارة الازمات وتجنب الحروب باعتباره انجازًا سياسيًا في سجله السياسي يدعم رغبته للترشح لجائزه نوبل للسلام،[69] كما ان الرئيس ترامب يهتم كثيرًا بأسعار النفط حيث يراها كمقياس مهم للرأي العام والاقتصاد الأمريكي؛ لذلك فانخفاض أسعار النفط يقيد موقفه السياسي المحلي ويخفف سياساته الاقتصادية الكلية الأخرى، وسنجد اهتمامه هذا انعكس بشكل واضح على اتجاهه بعيدًا عن التصعيد فالحرب بينهم وذلك لرغبته في سحب أسعار النفط للأسفل، فلا نستطيع ان نغفل ان 20% من الغاز الطبيعي المثال يمر عبر مضيق هرمز.[70]
وفي هذا السيناريو سيستمر التصعيد العسكري المحدود المتقطع دون الوصول للحرب الشاملة لكن مع فتح قنوات وساطة تقودها الولايات المتحدة غالبًا، وهنا قد تؤدي الوساطة لتخفيف جزئي للعقوبات المفروضة على إيران مقابل تقليص نشاطاتها العسكرية في ملفات حساسة كالصواريخ النووية أو دور الميليشيات التابعة لها في الاقليم. ورغم ان هذا السيناريو واقعي لكنه هش لأنه يعتمد على عدم انجراف الأطراف في ردود فعل غير محسوبة،[71] بالإضافة إلى ان في تزايد اعتماد إسرائيل على الرعاية الخارجية الأمريكية والدعم العسكري عواقب بعيده المدى؛ فإذا استمرت إسرائيل في التوسع على حساب جيرانها فأنها تخاطر بزياده عدد الصراعات التي تواجهها.[72]
رابعًا: سيناريو الحل الشامل للصراع:
وهذا السيناريو الأصعب تحقيقًا لأنه يتطلب تغيير حسابات صانع القرار في إيران وإسرائيل مع جود توافق شبه نادر بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين ورسيا حول مصالحهم. وهنا سيتم تقديم ضمانات أمنية واقتصاديه لإيران في مقابل ضبط شامل للبرنامج الصاروخي وانشطه الجامعات المسلحة الموالية لها، وإسرائيل في المقابل ستوافق على إعمار غزه وجنوب لبنان.[73]
ومن الضروري أن نشير في النهاية إلى نقطه في غاية الأهمية وهي: بما أن ضبط الصراع وادارته يشمل مجموعة وسائل، منها السلمي (كالتفاوض والوساطة والمساعي الحميدة)، ومنها الإكراهية (كتعليق الاتفاقيات المشتركة والحصار والمقاطعة)، ومنها استخدام القوه (أي اللجوء للحرب)؛[74] اذًا نستطيع القول ان طبيعة العلاقة بين إسرائيل وإيران هي “ضبط للصراع”، فحرب ال 12 يوم الأخيرة كانت تمثل المواجهة العسكرية ذات الضربات المحدودة ثم بعدها أعلن الرئيس ترامب اتفاق غير رسمي لوقف إطلاق النار، وهنا قد يصح القول بأنه “ضبط جزئي للصراع” لأنه مازال لم يتم توقيع اتفاق رسمي بعد.[75]
الخاتمة:
في ضوء ما تناولته هذه الدراسة من تحليلٍ لجذور الصراع الإيراني الإسرائيلي، وديناميته، وأدوات إدارته، يتضح أن هذا الصراع لم يعد مجرد خلاف ثنائي بين دولتين فقط، بل أصبح ذا امتداد أوسع يتجاوز حدودهما المباشرة ليؤثر بعمق في مجمل التفاعلات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، فالصراع يتشابك مع التحالفات الإقليمية، ويشكل تهديد في المنطقة فالعلاقة بين إيران وإسرائيل مرت بتغيرات كبيرة عبر الزمن، بدأت بتعاون وتحالف قبل الثورة الإسلامية، ثم تحولت إلى عداء وصراع بعدها 1979، ومع مرور الوقت، زادت الخلافات بين الطرفين بسبب الرغبة في النفوذ في منطقة الشرق الأوسط والملف النووي، حتى وصلت الأمور إلى مواجهة مباشرة في الآونة الأخيرة في أزمة غزة. فالدراسة تُثبت أن الصراع الإيراني الإسرائيلي يمثل نموذجًا للدراسات المعمّقة في مجال الصراع الدولي، نظرًا لشدته وتعقيداته وتشابك مستوياته مُهددًا للسيناريوهات المستقبلية المحتملة.
المراجع
المراجع العربية:
أولًا: الكتب العربية:
١)إسماعيل صبرى مقلد: العلاقات السياسية الدولية: دراسة في الأصول والنظريات، الكويت : جامعة الكويت ، 1982.
٢)كريم سجادبور، في فهم الإمام الخامنئي: رؤية نقد الثورة الإسلامية الإيرانية، (بيروت: مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، تاريخ الاطلاع: 15 أكتوبر 2025.
متاح على الرابط التالي:
ثانيًا: المجلات والدوريات العلمية:
٣)إبراهيم الحراحشه، “تحليل تأثيرات الصراع الايراني- الاسرائيلي في اعاده تشكيل نظام اقليمي جديد في الشرق الاوسط”، مجله العلوم السياسيه، [المجلد (11)، العدد (45)، 2025].
٤)أحمد بن علي الميموني، الجبهــــة النِشطـــة: تداعيـات المواجهـة السيبرانيـة بيـن إيـران وإسرائيـل، مجلة الدراسات الإيرانية، العدد ١٢، اكتوبر ٢٠٢٠.
٥)أحمد وهبان، تحليل اداره الصراع الدولي: دراسة مسحيه، مجله عالم الفكر، [المجلد (36)، العدد( 4)، 2014].
٦)الحسن الرشيدي. «استراتيجية الردع… ممارسة القوة بأدوات أخرى». مجلة البيان. تاريخ الاطلاع: 1 ديسمبر 2025.
https://www.albayan.co.uk/article2.aspx?id=6741
٧)داليا باسم، العناصر الحاكمة لمستقبل الصراع الإيرانى-الإسرائيلى، مجلة السياسة الدولية، ٢٠٢٤.
https://www.siyassa.org.eg/News/21871.aspx
٨)عبد المجيد عبد الجليل علي، “الاعتراف الإيراني بإسرائيل وموقف العرب منه”، مجلة روزنامة، المجلد 8، العدد 8(2025):ص215-250.
٩)علي نعمتبور وشهروه شريعتي، “الضغط الأقصى الأمريكي وردع الصواريخ الإيرانية”، مجلة الدراسات الاجتماعية والسياسية العالمية، 2024،
https://doi.org/10.22059/wsps.2024.376519.1437
١٠)عادل عبد الصادق، آفاق الصراع السيبراني بين إسرائيل وإيران، الصراع الإيراني الإسرائيلي حرب الاثني عشر يوماً وأبعادها الاستراتيجية، الملف المصري لمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، العدد ١٢٨، يونيو/يوليو ٢٠٢٥.
١١)محمد السعيد، محور المقاومة والاختبار المرير، الصراع الإيراني الإسرائيلي حرب الاثني عشر يوماً وأبعادها الاستراتيجية، الملف المصري لمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، [العدد( 128)، 2025].
١٢)محمد سلمان طايع وهويدا عبد الله فتحي عبد الكريم، ” البرنامج النووي الإيراني وأثره على منطقة الشرق الأوسط”، المجلة العلمية لكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية – جامعة الإسكندرية، المجلد التاسع، العدد السابع عشر (يناير 2024).
١٣)محمد فوزي علي، ” إيران وحزب الله: علاقة خاصة جدا”، حوليات جامعة آداب عين شمس، المجلد 44، العدد2(يونيو2016)، صفحة447- 502.
١٤)محمد ابراهيم حسن فرج، “أثر الحرب الإسرائيلية- الإيرانية على الأمن الاقليمي في الشرق الأوسط”، مجلة السياسة الدولية، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 21 يوليو 2025. تاريخ الاطلاع: 17 أكتوبر2025،
https://tinyurl.com/3xrx4ke3
١٥)منار عبد الغني علي. 2023. «سباق التسلح العالمي الجديد: الأسباب والتداعيات». المركز العربي للبحوث والدراسات. 24 أكتوبر. تم الاطلاع 1 ديسمبر 2025.
https://www.acrseg.org/43236.
١٦)منير محمود بدوي، الأصول النظرية للأسباب والأنواع، “مفهوم الصراع: دراسة في المستقبلية”، مجلة الدراسات المستقبلية، جامعة أسيوط، العدد الثالث، مصر.
١٧)مهاب عادل، الحسابات الإسرائيلية من الاسد الصاعد ومعضله الانتصار غير المكتمل، مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، [العدد (128)، 2025]
١٨)معتز سلامة، دول الخليج والحرب الإسرائيلية الايرانية…معضلة السناريوهات، الصراع الإيراني الإسرائيلي حرب الاثني عشر يوماً، مركز الاهرام، [العدد١٢٨، 2025].
١٩)حسين مختار أحمد سليمان، “فضيحة إيران كونترا عام 1986″، مجلة بحوث الشرق الأوسط، المجلد 8 العدد57(2020)، الصفحة185-218.
٢٠)رانيا مكرم، روسيا والصين حسابات الربح والخسارة، مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، [ العدد (128)، 2015]
٢١)شروق صابر، الدعم الغربي لإسرائيل حسابات العائد والتكلفة، مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، [العدد (128)، 2025]
ثالثًا: المواقع الإلكترونية :
٢٢)الجزيرة نت، قواعد الاشتباك بين إسرائيل وإيران من حروب الوكالة للمواجهة المباشرة، ١٦/ ١١/ ٢٠٢٥.
https://share.google/nXtevzb8Mg4hFzgRZ
٢٣)بوابة الأهرام (أحمد إسماعيل). “حرب عالمية دون إعلان.. «حروب الظل» تشعـل العالم.” بوابة الأهرام, 14 مايو 2024. Accessed December 1, 2025.
https://gate.ahram.org.eg/News/4805271.aspx
٢٤)المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، «حسابات المواجهة بين إيران وإسرائيل وآفاقها»، تقدير موقف، سلسلة 181 (الدوحة: المركز العربي، 2024)، تاريخ الاطلاع: 1 ديسمبر 2025
https://www.dohainstitute.org/ar/PoliticalStudies/Pages/considerations-and-prospects-for-the-conflict-between-iran-and-israel.aspx
٢٥)بي بي سي عربي، من يمتلك قوة نيرانية أكبر إيران أم إسرائيل؟،١٦ /١١/٢٠٢٥.
https://share.google/2EzCVbdqn8nu0KZty
٢٦)هاجر أيمن، ” تحولات الصراع بين إيران وإسرائيل من الردع المتبادل إلى المواجهة العسكرية المباشرة”، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، 24 يونيو2025،
https://tinyurl.com/yjratrcz
٢٧)معهد واشنطن لسياسات الشرق الاوسط، تداعيات الصراع الايراني الاسرائيلي على الاقتصاد والطاقه، 2025/11/22
https://surl.lu/sddbls
المراجع الأجنبية:
1-Links:
1- Avdaliani, Emil. “An Emerging Eurasian Axis?,” Center for European Policy Analysis (CEPA), February 27, 2023, Accessed 5/12/2025.
2-BUllard, Eric. “Balance of Power,” E”SCO Research, 2022, December 5,2025.https://www.ebsco.com/research-starters/diplomacy-and-international-relations/balance-power
3-Fleming-Jones, Jeremy, “What’s at stake fo” Europe if the Strait of Hormuz is blocked?,” Euro news,”June 14, 2025; updated June 22, 2025, Accessed December 5, 2025.
4-Henderson, Simon. “Interpreting Iran’s Nuclear Advances.” The Washington Institute for Near East Policy, June 2, 2022. Accessed December 1, 2025.
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/tfsyr-alttwr-alnwwy-alayrany
5-Noah Shaw, “Conflict Management, Conflict Resolution, and Conflict Transformation: What’s the Difference?,” Pollack Peacebuilding Systems, November 18, 2020, last updated May 9, 2025.
6-The Security Council of the United”Nations,” Permanent Mission of France to the United Nations, last modified April 15, 2025, Accessed December 1, 2025.
https://onu.delegfrance.org/The-Security-Council-of-the-United-Nations
7-Iran, E3 countries agree to resume” nuclear talks In Istanbul,” TRT World, December 5, 2025..
https://www.trtworld.com/article/9d1f14’b4a1d
[1] أحمد محمد وهبان، تحليل إدارة الصراع الدولي: دراسة مسحية، الجمعية السعودية للعلوم السياسية، جامعة الملك سعود، 2014.ص ٥
[2] إسماعيل صبرى مقلد: العلاقات السياسية الدولية: دراسة في الأصول والنظريات، الكويت : جامعة الكويت ، 1982، ص.٢٢٣
[3] منير محمود بدوي، الأصول النظرية للأسباب والأنواع، “مفهوم الصراع: دراسة في المستقبلية”، مجلة الدراسات المستقبلية، جامعة أسيوط، العدد الثالث، مصر. ص ٢.
[4] المرجع السابق، ص ٣.
[5] المرجع السابق، ص ٣،٢.
[6] المرجع السابق، ص١٩، ٢١.
[7] المرجع السابق، ص ٢٤، ٢٥.
[8] أحمد إسماعيل. “حرب عالمية دون إعلان.. «حروب الظل» تشعـل العالم.” بوابة الأهرام, 14 مايو 2024. Accessed December 1, 2025. https://gate.ahr”m.org.eg/News/4805271.aspx
[9] المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، «حسابات المواجهة بين إيران وإسرائيل وآفاقها»، تقدير موقف، سلسلة 181 (الدوحة: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2024)، تاريخ الاطلاع: 1 ديسمبر 2025. https://www.dohainstitute.org/ar/PoliticalStudies/Pages/considerations-and-prospects-for-the-conflict-between-iran-and-israel.aspx
[10] المرجع السابق.
[11] المرجع السابق.
[12] حسن الرشيدي. «استراتيجية الردع… ممارسة القوة بأدوات أخرى». مجلة البيان. تاريخ الاطلاع: 1 ديسمبر 2025.
https://www.albayan.co.uk/article2.aspx?id=6741
[13] منار عبد الغني علي. 2023. «سباق التسلح العالمي الجديد: الأسباب والتداعيات». المركز العربي للبحوث والدراسات. 24 أكتوبر. تم الاطلاع 1 ديسمبر 2025. https://www.acrseg.org/43236.
[14] Henderson, Simon. “Interpreting Iran’s Nuclear Advances.” The Washington Institute for Near East Policy, June 2, 2022. Accesse” December 1, 2025.
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/tfsyr-alttwr-alnwwy-alayray
[15] أحمد محمد وهبان، مرجع سبق ذكره.
[16] Noah Shaw, “Conflict Management, Conflict Resolution, and Conflict Transformation: What’s the Difference?,” Pollack Peacebuil”Ing Systems, November 18, 2020, las” updated May 9, 2025, https://pollackpeacebuilding.com/blog/conflict-management-conflict-resolution-and-conflict-transformation-whats-the-difference/
[17] “The Security Council of the United Nations,” Permanent Mission of France to the United Nations, last modified April 15, 2025, https://onu.delegfrance.org/The-Security-Council-of-the-United-Nations. Accessed December 1, 2025.
[18] Emil Avdaliani, “An Emerging Eurasian Axis?,” Center for European Policy Analysis (CEPA), 5/12/2025, February 27, 2023, https://cepa.or”/article/an-emerging-eurasian-axis/
[19] Iran, E3 countries agree to resume”nuclear talks in Istanbul,” TRT Wo”ld, December 5, 2025, https://www.trtworld.com/article/9d1f14’b4a1d.
[20] Jeremy Fleming-Jones, “What’s at stake for Europe If the Strait of Hormuz is blocked?,” Eu’o news, June 14, 2025; updated June 22, 2025, December, 5, 2025, https://www.euronews.com/my-europe/2025/06/22/whats-at-stake-for-europe-if-strait-of-hormuz-is-blocked.
[21] أحمد محمد وهبان، مرجع سبق ذكره
[22] علي نعمتبور وشهروه شريعتي، “الضغط الأقصى الأمريكي وردع الصواريخ الإيرانية”، مجلة الدراسات الاجتماعية والسياسية العالمية، 2024، https://doi.org/10.22059/wsps.2024.3765’9.1437 .
[23] Eric Bullard, “Balance of Power,” EBSCO’Research, 2022, https://www.ebsco.”om/research-starters/diplomacy-and-international-relations/balance-power. December 5,2025.
[24] علي نعمتبور وشهروه شريعتي، مرجع سبق ذكره.
[25] عبد المجيد عبد الجليل علي، “الاعتراف الإيراني بإسرائيل وموقف العرب منه”، مجلة روزنامة، المجلد 8، العدد 8(2025):ص215-250.
[26] عبد المجيد عبد الجليل علي، نفس المرجع السابق.
[27] كريم سجادبور، في فهم الإمام الخامنئي: رؤية نقد الثورة الإسلامية الإيرانية، (بيروت: مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، تاريخ الاطلاع: 15 أكتوبر 2025.
متاح على الرابط التالي:
https://tinyurl.com/mn4ys6p5
[28] حسين مختار أحمد سليمان، “فضيحة إيران كونترا عام 1986″، مجلة بحوث الشرق الأوسط، المجلد 8 العدد57(2020)، الصفحة185-218.
[29] محمد فوزي علي، ” إيران وحزب الله: علاقة خاصة جدا”، حوليات جامعة آداب عين شمس، المجلد 44، العدد2(يونيو2016)، صفحة447- 502.
[30] محمد سالمان طايع وهويدا عبد الله فتحي عبد الكريم، ” البرنامج النووي الإيراني وأثره على منطقة الشرق الأوسط”، المجلة العلمية لكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية– جامعة الإسكندرية، المجلد التاسع، العدد السابع عشر (يناير 2024).
[31] محمد سالمان طايع وهويدا عبد الله فتحي عبد الكريم، مرجع سبق ذكره.
[32] نفس المرجع السابق.
[33] نفس المرجع السابق.
[34] محمد سالمان طايع وهويدا عبد الله فتحي عبد الكريم، مرجع سبق ذكره.
[35] نفس المرجع السابق.
[36] محمد ابراهيم حسن فرج، “أثر الحرب الإسرائيلية- الإيرانية على الأمن الاقليمي في الشرق الأوسط”، مجلة السياسة الدولية، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 21 يوليو 2025. تاريخ الاطلاع: 17 أكتوبر2025، متاح على الرابط التالي:
https://tinyurl.com/3xrx4ke3
[37] هاجر أيمن، ” تحولات الصراع بين إيران وإسرائيل من الردع المتبادل إلى المواجهة العسكرية المباشرة”، “، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، 24 يونيو2025،
تاريخ الدخول على الموقع: 18 أكتوبر2025، متاح على الرابط التالي:
https://tinyurl.com/yjratrcz
[38] BBC NEWS عربي، من يمتلك قوة نيرانية أكبر إيران أم إسرائيل؟،١٦ /١١/٢٠٢٥. https://
Share.google/2EzCVbdqn8nu0KZty
[39] محمد إبراهيم حسن فرج، أثر الحرب الإسرائيلية-الإيرانية على الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط، مرجع سبق ذكره .
[40] BC NEWS عربي، من يمتلك قوة نيرانية أكبر إيران أم إسرائيل؟، مرجع سبق ذكره.
[41] محمد إبراهيم حسن فرج، أثر الحرب الإسرائيلية-الإيرانية على الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط، مرجع
سبق ذكره.
[42] أحمد بن علي الميموني، الجبهــــة النِشطـــة: تداعيـات المواجهـة السيبرانيـة بيـن إيـران وإسرائيـل، مجلة الدراسات الإيرانية، العدد ١٢، اكتوبر ٢٠٢٠.
[43] عادل عبد الصادق، آفاق الصراع السيبراني بين إسرائيل وإيران، الصراع الإيراني الإسرائيلي حرب الاثني عشر يوماً وأبعادها الاستراتيجية، الملف المصري لمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجيه، العدد ١٢٨، يونيو/يوليو ٢٠٢٥.
[44] أحمد بن علي الميموني، الجبهــــة النِشطـــة: تداعيـات المواجهـة السيبرانيـة بيـن إيـران وإسرائيـل، ص ٦٨- ٧٢.
[45] المرجع السابق ص ٧٣- ٧٩.
[46] المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، تحولات الصراع بين إيران وإسرائيل من الردع المتبادل إلى المواجهة العسكرية المباشرة، مرجع سبق ذكره.
https://share.google/stVvde1JBPnYHyqMS
[47] الجزيرة نت، قواعد الاشتباك بين إسرائيل وإيران من حروب الوكالة للمواجهة المباشرة، ١٦/ ١١/ ٢٠٢٥.
https://share.google/nXtevzb8Mg4hFzgRZ
[48] المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، تحولات الصراع بين إيران وإسرائيل من الردع المتبادل
إلى المواجهة العسكرية المباشرة، مرجع سبق ذكره.
[49] الجزيرة نت، قواعد الاشتباك بين إسرائيل وإيران من حروب الوكالة للمواجهة المباشرة، مرجع سبق ذكره.
[50] داليا باسم، العناصر الحاكمة لمستقبل الصراع الإيراني- الإسرائيلي، مجلة السياسة الدولية، ٢٠٢٤.
https://www.siyassa.org.eg/News/21871.a’px
[51] معتز سلامة، دول الخليج والحرب الإسرائيلية الايرانية…معضلة السناريوهات، الصراع الإيراني الإسرائيلي حرب الاثني عشر يوماً وأبعادها الاستراتيجية، الملف المصري لمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، العدد ١٢٨، يونيو/ يوليو ٢٠٢٥.
[52] داليا باسم، العناصر الحاكمة لمستقبل الصراع الإيراني- الإسرائيلي، مجلة السياسة الدولية، مرجع سبق ذكره.
[53] محمد إبراهيم حسن فرج، مرجع سبق ذكره.
[54] داليا باسم، مرجع سبق ذكره.
[55] رانيا مكرم، روسيا والصين حسابات الربح والخسارة، مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، [ العدد (128)، 2015] ص٣٢-٣٤
[56] شروق صابر، الدعم الغربي لإسرائيل حسابات العائد والتكلفة، مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، [العدد (128)، 2025] ص٤٢
[57] المرجع السابق، ص٣٧-٤٠
[58] داليا باسم، مرجع سبق ذكره.
[59] المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، تحولات الصراع، مرجع سبق ذكره.
[60] إبراهيم الحراحشة، تحليل تأثيرات الصراع الايراني- الاسرائيلي في اعاده تشكيل نظام اقليمي جديد في الشرق الاوسط، مجله العلوم السياسية، [المجلد (11)، العدد (45)، 2025] ص٢١٥
[61] مهاب عادل، الحسابات الإسرائيلية من الاسد الصاعد ومعضله الانتصار غير المكتمل، مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، [العدد (128)، 2025] ص٢٢
[62] محمد السعيد، محور المقاومة والاختبار المرير، مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، [العدد( 128)، 2025] ص٢٩
[63] المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، تحولات الصراع، مرجع سبق ذكره.
[64] مهاب عادل، مرجع سبق ذكره، ص٢٢
[65] المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، تحولات الصراع، مرجع سبق ذكره.
[66] داليا باسم، مرجع سبق ذكره.
[67] المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، تحولات الصراع، مرجع سبق ذكره.
[68] مهاب عادل، مرجع سبق ذكره، ص٢٠-٢١
[69] شروق صابر، مرجع سبق ذكره، ص٤٠
[70] معهد واشنطن لسياسات الشرق الاوسط، تداعيات الصراع الايراني الاسرائيلي على الاقتصاد والطاقة، 2025/11/22
https://surl.lu/sddbls
[71] محمد إبراهيم حسن فرج، مرجع سبق ذكره.
[72] إبراهيم الحراحشة، مرجع سبق ذكره، ص٢١٥.
[73] محمد ابراهيم حسن فرج، مرجع سبق ذكره.
[74] أحمد محمد وهبان، مرجع سبق ذكره، ص57.
[75] شروق صابر، مرجع سبق ذكره، ص٤٠.



