اللوبي الإيراني حاضر بقوة في الكويت ويدق ناقوس الخطر
كتب : عمار شرعان
اللوبي الإيراني في الكويت قوي، ولا يكتفي بالظهور في مجلس الأمة (البرلمان) فقط، وإنما يتبدّى في الصحف، والجمعيات الخاصة بهم, والدور الإيراني في المنطقة، يتحكم في التيار الشيعي سواء في البحرين أو الكويت.
حيث يقوم اللوبي الإيراني بجمع المال، والمضاربة بالاسواق المالية، وقد تزعم الوضع الاقتصادي فى الكويت ويملكون النفوذ فى تعيين الوزراء, حيث أصبح من الأمور المتعارف عليها بين النخبة الكويتية التقرب من زعماء اللوبي الشيعي لنيل المناصب والترشُّح للتعيينات الوزارية,حيث أن الشيعة يتحركون بذكاء ويملكون قوة لا يُستهان بها، ويقولون أنهم طرف من أطراف الدولة في الوقت الذي قد يكونوا يتحكمون خلاله في عصب الدولة.
تختلف التقديرات حول حجم الأقلية الشيعية في البلاد؛ فبينما تشير مصادر غير رسمية إلى أنها تتراوح بين 10 و20% من سكان البلاد، تصر المؤسسات والجهات المحسوبة على الشيعة على الحديث عن نسب أعلى من ذلك.
و طموحات ايران، منذ قيامها عقب انتصار “الثورة الإسلامية”، وتوجهاتها المتعلقة بما يطلق عليه “تصدير الثورة” إلى دول المنطقة لم تكن موضع شك لدى صناع القرار في دول الخليج العربية، لكن سبل مواجهة هذه الطموحات وصفت من قبل خبراء ومحللين استراتيجيين خليجيين بالقصور، محذرين من تغلغل النفوذ الإيراني المتزايد في هذه الدول، لا سيما تلك التي تحتضن جاليات شيعية.
تعد الكويت إحدى هذه الدول، ولأنها تتسم بأجواء خاصة مقارنة بالدول الخليجية؛ كالانفتاح وحريات الصحافة والإعلام المتقدمة نسبياً، مع حضور جالية شيعية فاعلة، بالإضافة إلى موقعها القريب من الحدود الإيرانية، فقد كانت وجهة رئيسية لتمدد النفوذ الإيراني.
وتتمتع الكويت تقليدياً بعلاقات صداقة مع الدول التي اتخذت موقفاً مناهضاً لغزو صدام حسين، الرئيس العراقي الراحل، لها إبان الحرب الخليجية الثانية عام 1991، ومن ثم فإن علاقتها مع إيران بدأت من هنا.
لكن خبراء يرون أن هدف الكويت من التقارب مع إيران لا ينطبق على أهداف الطرف الآخر من هذا التقارب؛ إذ إن طهران في إطار مساعيها للهيمنة على الخليج العربي والتحكم بمفاصله، تواصل تضييق المنفذ المائي – الضيق أصلاً – للعراق على الخليج، وذلك في محاولة لاستغلال نفوذها، الذي قد يتبدد في المستقبل؛ ما يحتم عليها تعجيل فرض هيمنتها على مقدرات من يحكم بغداد.
اللوبي الإيراني في الكويت في ضوء الإنتخابات الأخيرة ,وبعد مقاطعة المعارضة الكويتية التي تضم تيارات إخوانية وسلفية وليبرالية للإنتخابات إحتجاجا على مراسيم الضرورة التي أصدرها أمير الكويت وعلى آليات التصويت برز التيار و اللوبي الإيراني وأفرزت إنتخابات ألأول من ديسمبر الماضي كتلة شيعية اغلب عناصرها من ذوي التوجهات المؤيدة تاريخيا وعقائديا للنظام الإيراني، فاحد النواب المنتخبين مثلا معروف بعلاقاته الواسعة جدا و الوثيقة مع النظام السوري وهي علاقات لايخفيها ابدا ذلك النائب بل يتفاخر بها علنا إذ سبق له أن لوح بدستور بشار الأسد الهزلي تحت قبة قاعة عبد الله السالم في وقت سابق من العام الحالي؟ كما أن نفس النائب من المعروفين بتحريضاته العلنية السافرة ضد المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين!!
وأفرزت آخر انتخابات لمجلس الأمة الكويتي، أجريت عام 2012، عن صعود 17 نائباً شيعياً للمجلس، وسط مقاطعة المعارضة للانتخابات.
و نقلت مواقع فارسية رسمية عن أوساط دبلوماسية فارسية حديثا عن قدرة اللوبي الفارسي في دولة الكويت والمكانة التي وصل إليها، معربين عن تفاخرهم واعتزازهم بأن هذا اللوبي أصبح اقوي من (اللوبي السعودي في الكويت). فما تناقلته هذه المواقع هي القناعات السائدة في أوساط المسئولين الفرس عن تلك القدرة والتأثير الذي يمتلكه اللوبي على القرار السياسي في الكويت فهم يقولون إن الفرس المتواجدين في الكويت أو ما أسموهم بالكويتيين الفرس هم من يمسكون بأمور البلاد وأن الشيخ ناصر المحمد متأثر جدا بهذا اللوبي وتحت ضغطه لم تصعّد دولة الكويت من لهجتها تجاه إيران حتى بعد كشف شبكات التجسس الإيرانية التي أشاعت حالة من التوتر بعد الكشف عنها.
والغريب في الأمر هو هذا الاعتراف الرسمي بتأثير وقدرة هذا اللوبي الفارسي، فالدولة الفارسية عادة ما تتكتم على أسرارها ولا تكشف عن أوراقها وخلاياها، مما يدل على إن هذا الإعلان وراءه غاية وهي أن الفرس يحاولون استثمار الخلاف الحاصل بين الحكومة وبعض النواب في مجلس الأمة والاستجوابات المتكررة، كي يضعفوا من مكانة الحكومة والأسرة الحاكمة، وليس من المنطق الإدعاء على مدى تأثير لوبيهم المزعوم على الشيخ ناصر المحمد، والكشف عن ذلك إن لم تكن هنالك رغبة التخلص من هذه الحكومة أو إضعافها، ولا يمكن التضحية بالحليف (حسب إدعائهم ) بمثل هذه الأحاديث الدعائية، ويقينا أن هذه الأحاديث تعبر عن مدى ضعفهم وزيف إدعاءاتهم، وتدل أيضا على مدى قدرة الحكومة الكويتية على القضاء لأي دور لهم في الكويت، وليس هذا في الحقيقة إلا تباكي على ما فقدوه في الكويت بعد كشف شبكات تجسسهم الأخير.المصدر :وكالات