تقدير الموقف

من سيخلف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في إيران.؟؟

نشرت صحيفة التايمز تقريرا حول “صراع محتمل” في إيران بشأن من سيخلف المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الذي خضع لجراحة في البروستاتا الاثنين.وقال التقرير، الذي أعده الصحفي هيو توملينسون، إن وفاة خامنئي أو غيابه عن مهامه لفترة طويلة قد يشعل صراعا على السلطة داخل أروقة الحكم في إيران. ولفت توملينسون إلى أنه على الرغم من أن السرية دائما ما كانت تحيط بالحالة الصحية للمرشد الإيراني، فقد سمح للمصورين هذه المرة بالتقاط صور لخامنئي على فراش المرض. وبحسب التقرير، فإن خامنئي حرص على عدم تزكية أحد لخلافته خشية أن يتحول الاهتمام إلى الرجل المقبل.
لكن هذه الاستراتيجية قد تخلق فراغا في السلطة داخل إيران، ومن ثم قد يحدث صراع مرير بين رجال الدين البارزين، بحسب توملينسون. وأشار إلى أن المتشددين تحدوهم رغبة في منع الرئيس السابق علي أكبر رفسنجاني من الوصول إلى هذا المنصب، حيث ينتقد المحافظون علاقته بالإصلاحيين. وجاء في التقرير أن رجل الدين البارز أحمد خاتمي ربما يكون الخيار المفضل للكثير من المتشددين. وللمرشد صلاحيات واسعة في المجال العسكري، وهي ذات أهمية خاصة، لأن بإمكانه إبرام السلام أو إعلان الحرب والتعبئة العامة والإشراف على القوات المسلحة.
هذا وقد أجری مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، عملية جراحية في البروستاتا في إحدی المستشفيات الحكومية في طهران حيث أعلن رئيس الفريق المعالج الدكتور علي رضا مرندي عن نجاح العملية، مؤكداً أن المرشد يتمتع بصحة جيدة.
وقطـــع الرئيس الإيراني حسن روحاني زيارته لمديــنة مشهد شمال شرق إيران، وعاد خامنئي في طهران. وكان يفترض أن يسافر روحاني من مشهد مباشرة إلی العاصمة الكازاخستانية دوشانبه.
ويبلغ خامنئي من العمر 75 سنة، وانتخب لقيادة إيران بعد رحيل الإمام الخميني عام 1989. وانضم إلى صفوف المعارضين لحكم الشاه منذ أن كان في العشرين من عمره، وتعرض للاعتقال مرات عدة من قبل أجهزة استخبارات الدولة «السافاك» في عهد الشاه. وانتخب رئيساً للجمهورية عام 1981 بعد اغتيال الرئيس محمد علي رجائي.
واعرب الرئيس الإيراني عن ارتياحه لنجاح العملية علی أيدي الأطباء الإيرانيين المتخصصين، مشيراً إلی أن المرشد لم يوافق على تأجيل روحاني زيارته إلی دوشانبه والتي تأخرت بضع ساعات. ونقلت وكالة أنباء «مهر» عن روحاني قوله إن الحال الصحية العامة لخامنئي «جيدة جداً وهو يتمتع بالحيوية والنضارة». لكنه أشار إلى «تعقيدات ما بعد العملية الجراحية»، واصفاً إياها بأنها «طبيعية». وقال رئيس الفريق الطبي المعالج للمرشد إنه سيمكث في المستشفی من 3 إلی 5 أيام قبل أن يخضع إلی فترة نقاهة لأسابيع عدة، يعود بعدها إلى روتين عمله اليومي. وأكد الطبيب أن العملية جرت تحت تخدير موضعي ولم تحتج إلی تخدير عام، مشيراً إلی أن بعض العمليات الجراحية من هذا النوع، تحتاج إلی إزالة البروستاتا وبعضها يحتاج إلی معالجة، لكنه لم يعط تفاصيل عن طبيعة العملية التي جرت للمرشد.
وفي خطوة لافتة، بث التلفزيون الحكومي في الساعات الأولی من صباح أمس، خبر توجه المرشد لإجراء العملية، وقال خامنئي قبل توجهه إلى المستشفی إنه ذاهب لإجراء عمليه جراحية صغيرة وعادية ولا داعي للقلق، لكنه طالب الشعب الإيراني بالدعاء له.
وهي المرة الأولى التي تصدر فيها معلومات رسمية حول صحة المسؤول الأول في إيران. وانتشرت إشاعات في وسائل الإعلام الأجنبية خلال الأعوام الأخيرة، عن معاناة خامنئي مع مرض البروستاتا. وباتت الإشاعات متداولة على نطاق واسع في ظل التزام المرشد الصمت طيلة أسابيع. لكنه ظهر مراراً في وسائل الإعلام خلال الصيف الحالي، للتعليق على المفاوضات النووية الجارية مع القوى الكبرى والتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية على غزة.
وتبذل وسائل الإعلام الحكومية أقصى جهدها لطمأنة الرأي العام على صحة المرشد، وخصوصاً عبر بث صوره في مناسبات مختلفة.
لكن خطواته تخضع لرقابة مجلس الخبراء المكون من 86 رجـــل ديــــن يتم انتــــخابهم مباشرة لمدة ثماني سنوات، ولهذا المجلس صلاحية تعيين المرشد أو عزله. ويقود هذا المجلس آية الله محمد رضا مهدوي خاني (83 سنة) الذي أصيب بأزمة قلبية في حزيران (يونيو) الماضي.
واظهرت صورة نشرت على موقع «تويتر» روحاني الى جوار سرير خامنئي، وهو القائد الأعلى للجيش، وكان مستيقظا ومدثرا في غطاء أزرق. ونقل منشور على حساب خامنئي على «تويتر» قبل الخضوع للعملية: «انها عملية عادية ولا داعي للقلق».المصدر:وكالات

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى