السعودية والعراق يفتحان معبرا حدوديا في محاولة للحد من النفوذ الإيراني
-المركز الديمقراطي العربي
التواصل مع الصدر هو جزءٌ من جهودٍ أوسع تقودها السعودية لوقف نفوذ إيران الشيعية المتزايد في أنحاء المنطقة، ومن بينها العراق، حيث تسيطر الأحزاب الشيعية على مقاليد السياسة منذ الغزو الأميركي للعراق الذي كان تحت قيادة الأغلبية السنية.
ومع ازدياد انتشار نفوذ إيران في العراق، ولبنان، واليمن، ودولٍ أخرى، وجدت مراكز الثقل الإقليمية نفسها على جانبين متضادين في صراعاتٍ طائفية عدة.
ذكرت وسائل إعلام سعودية يوم الثلاثاء أن السعودية والعراق يعتزمان فتح معبر عرعر الحدودي أمام حركة التجارة لأول مرة منذ عام 1990 عندما أغلق بعد قطع العلاقات بين البلدين بسبب غزو الكويت.
وذكرت صحيفة مكة أن مسؤولين من السعودية والعراق تفقدوا الموقع يوم الاثنين وتحدثوا مع الحجاج الذين كان المعبر يفتح لهم مرة واحدة سنويا على مدى 27 عاما في موسم الحج.
وقال صهيب الراوي محافظ الأنبار في جنوب غرب العراق الذي يقوم طاقمه بالتحضير لمراسم فتح المعبر إن الحكومة العراقية نشرت قوات لحماية الطريق الصحراوي الذي يصل إلى عرعر.
ووصف فتح المعبر بأنه “خطوة مهمة” وقال إن ذلك يمثل “بداية كبيرة لتعاون مستقبلي أكثر بين العراق والسعودية”. ويأتي ذلك في أعقاب قرار مجلس الوزراء السعودي يوم الاثنين تشكيل لجنة تجارية مشتركة مع العراق.
وتسعى السعودية والإمارات إلى كسب ود العراق في محاولة للحد من النفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة.
واستقبلت الإمارات والسعودية رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر الذي يتمتع بنفوذ كبير لإجراء محادثات مع ولي عهد كل منهما في الأسابيع القليلة الماضية في زيارة نادرة من نوعها بعد توتر العلاقات على مدى سنوات.
وقال مكتب الصدر إن اجتماعه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أسفر عن اتفاق على أن تقدم السعودية مساعدات بقيمة عشرة ملايين دولار للحكومة العراقية وأن تدرس استثمارات محتملة في المناطق الشيعية في جنوب العراق.
وكان فتح المعابر الحدودية أمام التجارة على قائمة الأهداف كذلك في المحادثات التي نشر مكتب الصدر تغطية لها.
وللصدر الكثير من الأتباع بين فقراء الحضر في بغداد وجنوب العراق وهو من قلة من زعماء شيعة العراق الذين يبقون على مسافة في التعامل مع طهران. وترجع مساعي التقارب بين السعودية والعراق إلى عام 2015 عندما أعادت السعودية فتح سفارتها في بغداد التي ظلت مغلقة 25 عاما.
وزار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بغداد في فبراير شباط وأعلن البلدان في يونيو حزيران أنهما سيشكلان مجلس تنسيق لتعزيز العلاقات بينهما.
استثمارات محتملة في المناطق ذات الأغلبية الشيعية جنوبي العراق ووسطه، مساعداتٍ إنسانية للمُشرَّدين، مجلس تنسيق سعودي عراقي، تعزيز العلاقات بين الشباب، وربما فتح قنصليةٍ سعودية في محافظة النجف، وإقامة روابط جوية وبرية بين المملكة والمدينة العراقية التي تعتبر مقدسة بالنسبة للزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر.
هذا بعض ما أفصح عنه الموقع الإلكتروني لرجل الدين الشيعي العراقي البارز والزعيم السياسي مقتدى الصدر، كحصيلة لجولته الخليجية الأخيرة، التي شملت السعودية والإمارات، بيد أنه وكعادة السياسيين فإن هناك الكثير أيضاً الذي لم يفصح عنه بالتأكيد.
بيد أن ما نُشر يكفي لتوضيح الدور الذي يبدو أن الصدر سيمارسه كلاعبٍ رئيسي في جهود المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى لإضعاف نفوذ إيران، غريمتهم الإقليمية، في العراق.وكالات