تحركات الانفصاليين خطر يهدد التحالف العربي في اليمن وخدمة مباشرة للحوثيين وإيران
-المركز الديمقراطي العربي
يشهد اليمن حربا منذ ثلاث سنوات بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من السعودية وحركة الحوثي وأدى القتال الفئوي في الجنوب إلى تفاقم المأساة.واندلع القتال في عدن يوم الأحد بعد انقضاء مهلة حددها انفصاليون من المجلس الانتقالي الجنوبي لاستقالة حكومة بن دغر التي يتهمونها بالفساد وسوء الإدارة.
اتهم رئيس الوزراء اليمني احمد بن دغر الاحد الانفصاليين الجنوبيين بقيادة انقلاب في عدن بعد سيطرتهم على مقر الحكومة المعترف بها.
وطالب رئيس الحكومة بتدخل التحالف العربي بقيادة السعودية الذي يقاتل المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران بعد معارك شرسة بين القوات الحكومية والقوات المؤيدة للانفصاليين المعروفة باسم “الحزام الامني” المدربة على ايدي الامارات.
قالت مصادر طبية لرويترز إن ما لا يقل عن عشرة أشخاص قُتلوا كما أصيب أكثر من 80 آخرين في اشتباكات اندلعت يوم الأحد في أنحاء مدينة عدن الساحلية بجنوب اليمن بين قوات موالية للحكومة اليمنية المتحالفة مع السعودية وانفصاليين جنوبيين متحالفين مع الإمارات.
وهذه أعنف اشتباكات وقعت حتى الآن بين الجانبين وتهدد بعرقلة جهودهما المشتركة لقتال جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في شمال اليمن. وقال شهود إن القتال انحسر بحلول المساء بعد أن أمر رئيس الوزراء أحمد بن دغر بوقف إطلاق النار وعودة القوات التابعة للحكومة إلى ثكناتها.
كان بن دغر وصف في وقت سابق تحركات الانفصاليين الجنوبيين بأنها انقلاب وقال إن الأزمة في عدن ”تنحو شيئا فشيئا نحو المواجهة العسكرية الشاملة… هذه خدمة مباشرة للحوثيين وإيران“.
وأضاف عبر صفحته الرسمية على فيسبوك ”هذا أمر خطير وعلى التحالف والعرب جميعا أن يتحركوا لإنقاذ الموقف فالأمر بيدهم دون غيرهم والأمل كما نراه نحن في الحكومة معقود على الإمارات العربية المتحدة صاحبة القرار اليوم في عدن العاصمة المؤقتة لليمن“.
ولا يزال هادي في السعودية لكن إدارته تسيطر شكليا على نحو أربعة أخماس أراضي اليمن. ويريد زعماء سياسيون وقادة عسكريون في عدن الآن إحياء دولة اليمن الجنوبي التي كانت مستقلة.
وقال محمد علي المقدشي، وهو مستشار عسكري كبير لهادي، إن أي تحرك باتجاه التمرد سيجعل من الجنوبيين عدوا.
وأضاف المقدشي من قاعدة عسكرية نائية قرب مدينة مأرب بوسط اليمن في ساعة متأخرة ليل السبت أنه لا فرق بين الحوثيين وأي شخص آخر يتمرد على الحكومة الشرعية سواء كان من اليمين أو اليسار أو الجنوب أو الشرق.
واتهم مصدر سياسي جنوبي كبير الحكومة بدفع النزاع باتجاه مواجهة مسلحة. وقال المصدر ”يساور حكومة هادي القلق من خروج الشعب في أي مظاهرة لذا حاولوا منعها بالقوة ظنا منهم أنه إذا نشبت معركة فإن التحالف سيتدخل وينقذهم“.
وأصدر التحالف بقيادة السعودية بيانا في ساعة متأخرة ليل السبت قبل اندلاع الاشتباكات حث فيه كل الأطراف على ”التهدئة وضبط النفس والتمسك بلغة الحوار الهادئ“.
كان جنوب اليمن، المستعمرة البريطانية السابقة حتى عام 1967، دولة مستقلة قائمة بذاتها عاصمتها عدن حتى عام 1990 عندما تم توحيد الشمال والجنوب بقيادة الرئيس (السابق) علي عبدالله صالح.
وبعد اربع سنوات قامت في جنوب اليمن حركة تمرد انفصالية انتهت باحتلال القوات الشمالية للجنوب. ولم تندمل بعد ندوب تلك الحرب، ولا تزال تداعياتها تغذي الميول الانفصالية.
وفي خضم الفوضى التي اعقبت تنحي صالح في 2012 على وقع التظاهرات المعارضة، دعم الحراك الجنوبي القوات الحكومية التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف به دوليا في المعارك ضد الحوثيين والموالين لصالح الذي قتل في 2017 بأيدي الحوثيين.
وفي اذار/مارس 2015 تقدم الحوثيون باتجاه عدن ثاني مدن البلاد حيث كان لجأ الرئيس هادي بعد هروبه من الاقامة الجبرية في صنعاء. وساعد التحالف العربي بقيادة السعودية القوات الموالية لهادي على طرد المتمردين من عدن في تموز/يوليو 2015، ومن خمس محافظات اخرى.
وتلقى القوات الموالية لهادي دعم لجان “المقاومة الشعبية” ومسلحي القبائل الذين حملوا السلاح بوجه تقدم المتمردين باتجاه مناطقهم. ويطالب الحراك زمن بانفصال جنوب اليمن، وقد وضعوا شروطا عدة مقابل دعمهم لهادي.
وجاءت اعمال العنف التي سجلت الاحد في اعقاب تظاهرات دعا اليها “المجلس الانتقالي الجنوبي” وهو هيئة مستقلة تطالب بالحكم الذاتي في المحافظات الجنوبية.
يحتج هؤلاء على الاوضاع المعيشية في المدينة، وكانوا منحوا الرئيس، عبر من يمثلهم سياسيا، مهلة زمنية للقيام بتغييرات حكومية، متهمين سلطته بالفساد.
ولا تعترف حكومة هادي بالمجلس المكون من 26 عضوا، بينهم حكام خمس محافظات جنوبية ووزيرين في الحكومة. وكان محافظ عدن عيدروس الزبيدي اعلن عن هذه الحركة الانفصالية في الجنوب في ايار/مايو الماضي ردا على اقالته قبل شهر من قبل هادي.
وكان هادي اقال الزبيدي والوزير في الحكومة هاني بن بريك في خطوة اعتبرت انها تعكس الانقسامات في صفوف مناصريه. وقد لعب الرجلان دورا اساسيا في اعادة الامن الى عدن والمحافظات المجاورة بعد الهجوم الذي شنه الحوثيون.
ويحظى القادة الجنوبيون بدعم الامارات، الشريك القوي في التحالف العربي بقيادة السعودية الذي بدوره يدعم هادي.
وقد ساهمت الامارات في تمويل وتسليح وتدريب قوات الامن الجنوبية التي قاتلت الجهاديين في المنطقة والتي تتهمها المنظمات الحقوقية بممارسة تجاوزات وانتهاكات.
ونقلت وكالة الانباء السعودية عن التحالف العربي دعوته “كافة المكونات السياسية والاجتماعية اليمنية إلى التهدئة وضبط النفس، والتمسك بلغة الحوار الهادئ”.وكالات