هل تثير وفاة آية الله كني ووضع خامنئي الصحى بالصراع على السلطة فى ايران.؟
توفي رئيس مجلس الخبراء في إيران بعد أن ظل في غيبوبة منذ أشهر مخلفا فراغا في المؤسسة الوحيدة التي تملك صلاحية انتخاب أو عزل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية. واستبعد مسؤولون ومحللون أن تثير وفاة آية الله محمد رضا مهدوي كني (83 عاما) التي أوردتها وسائل الإعلام الإيرانية أي تغيير مباشر في السياسة أو الصراع على السلطة. لكن صحة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي أصبحت تحت المجهر إثر خضوعه لعملية في البروستاتا الشهر الماضي وجعلت أي تغيرات في الهيئة التي ستنتخب سلفه مسألة حساسة ومراقبة عن كثب. وأناط الدستور الإيراني بمجلس الخبراء في حال وفاة أو استقالة أو عزل المرشد الأعلى صلاحية اتخاذ الخطوات اللازمة “في أقرب مهلة ممكنة لتعيين مرشد جديد”. ولم يمارس المجلس -الذي أنشئ عام 1979 إثر قيام الجمهورية الإسلامية في إيران- صلاحياته في عزل المرشد الأعلى لكنه تحول إلى ساحة محتملة للصراع بين الأحزاب المتنافسة في هيكل السلطة المعقد في ايران. ويعتقد بعض الخبراء أن ضمان الأغلبية في مجلس الخبراء اثر انتخاب اعضائه في أوائل عام 2016 سيساعد على تعزيز موقع مؤيدي الرئيس الحالي حسن روحاني الذي وجه إيران لخوض مفاوضات دقيقة مع الغرب بشأن برنامجها النووي. وقال المحلل السياسي منصور مروي “إذا تمكن التيار الواقعي والمعتدل من تأمين أغلبية في الانتخابات البرلمانية وانتخابات مجلس الخبراء فمن الأكيد ان اليد الطولى في الساحة السياسية الإيرانية ستكون لهم.”
في مارس آذار حذر رجل الدين المحافظ آية الله أحمد جنتي من خطة “للاستيلاء على مجلس الخبراء” عاكسا مخاوف لدى الموالين للمرشد الأعلى من احتمال خسارة قبضتهم على السلطة. وفي حال تحققت هذه المخاوف فمن شأن هذا التطور أن يسبب خللا في توازن القوى الذي سعى خامنئي إلى ترسيخه في السنوات الخمس والعشرين الماضية. وحرص المرشد الأعلى للثورة الاسلامية منذ تسلم منصبه اثر وفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية في ايران آية الله الخميني على عدم حصول أي مجموعة – بما في ذلك حلفاؤه المحافظون- على ما يكفي من السلطة لتهديد موقعه. ويسيطر خامنئي على القضاء وقوات الأمن والحرس الثوري ومجلس الخبراء الذي يشرف على القوانين ويختار مرشحي الانتخابات فضلا عن وسائل الإعلام الرسمية والمؤسسات التي تسيطر على حصة كبيرة من الاقتصاد. وقال المحللون إن رجل الدين البارز آية الله محمد هاشمي شهرودي سيستمر في منصبه كرئيس بالوكالة لمجلس الخبراء المؤلف من 86 رجل دين ينتخبهم الشعب كل ثماني سنوات. وإلى جانب المجلس يتوقع أن يلعب الحرس الثوري الإيراني دورا أساسيا في اختيار المرشد الأعلى المقبل وهي المؤسسة التي تتبع مباشرة للمرشد والتي رسخت موقعها أكثر في السياسة الإيرانية في السنوات الأخيرة.