احدث الاخبارعاجل

سقوط الطائرة الروسية – الأهداف التداعيات والنتائج

اعداد الباحث : قتيبة قاسم العرب  – المركز الديمقراطي العربي

 

 

إن سقوط الطائرة الروسية شكل ضربة على الرأس لروسيا الاتحادية متهمة إسرائيل بالتسبب بذلك وبالمقابل إسرائيل وأمريكا تبرر السبب الأعمق هو الوجود الإيراني وتهديد أمن إسرائيل هذه الضربة  أرادتها  إيران بأيادي سورية  لكي تخلط الأوراق وتعيد توازن التحالفات فالنظام السوري مستاء جدا من الروس بسبب عدم تزويده بصواريخ حديثة للتصدي للطيران الإسرائيلي  أو لمنعه بسبب الإحراج الشعبي لدى مؤيديه وإيران مستاءة للسماح بضرب مقراتها بسورية بموافقة روسية بشرط الإخبار والتنسيق مع إسرائيل  فروسيا تلعب دور المصالح مستغلة موقع سورية الجيوسياسي بالمنطقة وهي حليفة التناقضات  بمصطلح (الأصدقاء الأعداء) )

أي حليفة للنظام وإيران وبنفس الوقت صديقة لإسرائيل وايضآ تربطها مصالح اقتصادية  بتركيا وتبيع أسلحة للسعودية وقطر  فلقد حاولت روسيا لعب دور التوازن بالمنطقة مقابل الاستفادة الاقتصادية من جميع الأطراف بالإضافة للهدف العميق هو موقع سورية عسكريا ضد الناتو وحماية نظام الأقليات بسورية  بمباركة الكنيسة الأرثوذكسية بروسيا  فالموضوع ليس له علاقة لا بالشعب السوري أوبمكافحة الإرهاب ولو لا الموافقة الإسرائيلية لما تدخلت روسيا بشكل مباشر بالحرب بسورية فانطلق عملياتها بعد زيارات متبادلة بين روسيا وإسرائيل وزيارة الرئيس بوتين للكنسية الأرثوذوكسية للمباركة فانطلقت العمليات الجوية بسورية .

والسؤال هل أسقطت إيران الطائرة الروسية ؟

  • الأهداف: 

الموقف المحرج الآن للروس إن إسقاط طائرتها وعلى يد حلفائها سيفقد الروس الاستمرار بلعبة التوازنات فالروس يتهمون إسرائيل باستغلال وجود الطائرة الروسية متناسين استغلال إيران لذلك والتي تلقت ضربات موجعة بالغارات الإسرائيلية الأخيرة واسقطوا الطائرة الروسية بأيادي سورية حيث تسيطر إيران على إدارة المخابرات الجوية بسورية ويعتبر قادتها هم الأكثر تعصبا دينيا كاللواء جميل الحسن   حيث سارع النظام لإحالة الضباط للتحقيق وإطلاق الإشاعة عن مرض اللواء  جميل الحسن حتى يعزل وأحرجوا الروس والغاية هي أن يكون لروسيا موقف نهائي لمنع الضربات الإسرائيلية والرد على إسرائيل وتسليم سورية الصواريخ الحديثة وبدورها حماية القواعد الإيرانية بسورية والذي سيؤدي لبدء الخلاف الروسي الإسرائيلي بالمنطقة وبالتالي بداية نهاية الدور الروسي بالتوازنات أو السكوت واستمرار إسرائيل بإنهاء الوجود الإيراني بسورية عندها  ستبدأ  إيران العمل ضد روسيا داخل سورية فارتباط النظام وإيران دينيا أعمق من الارتباط الروسي الذي ثمنه المصالح الاقتصادية والمال  .

التداعيات  :

رغم المحاولات الروسية لتشكيل حلف ثلاثي روسي سوري إسرائيلي بالمنطقة ولكن لا بد من خروج إيران لإنضاج هذا الحلف  فالنظام غير قادر على ذلك إلى الآن وبالتالي بداية فقدان التوازن الروسي وحماية أمن إسرائيل وربطه بحماية النظام بسورية في ظل وجود لاعب أساسي وهو الأمريكي بالمنطقة وهو الذي يحمي أمن إسرائيل أولا  والذي سيستغل فقدان التوازن الروسي بالمنطقة  وينهي دوره وبالتالي تغيير الأوراق بالمنطقة وبداية نهاية النظام بسورية  فالنظام بين أمرين أحلاهما مر بين الحلف الثلاثي روسي سوري إسرائيلي وبين إيران وفي كلا الحالتين سيدفع الثمن ناهيك عن حلف بديل أمريكي عربي إسرائيلي بالمنطقة وبداية نهاية الدور الإيراني بها وبكلا الحالتين إيران خارج الحلفين وهي لن تسمح للنظام بذلك ونهايتها بسهولة وبالتالي أصبح من الصعب على الروس البقاء بنفس الوضع ولا بد من أن يحسموا أمرهم  فهم أصدقاء لأطراف تحارب بعضها وتعمل ضد بعضها وتختلف بالمصالح  وتستفيد روسيا اقتصاديا من الجميع  وبالتالي إيران لن تستسلم بسهولة ولها مصلحة بإسقاط الطائرة الروسية وخلط الأوراق.

النتائج :

بداية نهاية الدور الروسي بالمنطقة عسكريا  في حال محاولة منع إسرائيل من استهداف إيران بسورية ونهاية التكليف والموافقة الإسرائيلية للتدخل العسكري الروسي وبداية تدخل الحلف الأمريكي العربي  الإسرائيلي بسورية ونهاية الملف الإيراني والنظام معا  فسياسيا لن تتمكن روسيا من لعب دور حقيقي إلى الآن بسبب انحيازها للنظام وتبني أي اقتراح للنظام حتى لو كان منفصم عن الواقع ودعمه بنظرياته الفاشلة ضد الشعب السوري ومحاورة دول لجلب معارضين تؤثر عليهم وليس ممثلي التيارات الحقيقة بسورية صاحبة الحل بعد الحرب وعلى روسيا الاتحادية أن تنهي الملف السوري بأقصر مدة ممكنة  بحل سياسي وأن تقدم تنازلات للشعب السوري وممثليه الحقيقيين فدورها قارب على النهاية والعد التنازلي قد بدأ  لأنها تعرف جيدا أن أمن إسرائيل بالمنطقة فوق أي اعتبار قبل أن تتسبب بحرب عالمية لتناقض مصالح (الأصدقاء الأعداء)   فبرأينا جميع الأطراف في المنطقة دون استثناء تتصارع على من يحمي أمن إسرائيل ويقدم عروضه مثل المناقصات التجارية بمن فيها إيران والنظام والقرار النهائي لإسرائيل والتي على ما يبدو حسمت أمرها بنهاية الدور الإيراني ونهاية مختار الحراسة (الأسد )وبداية حلف عربي أمريكي إسرائيلي بالمنطقة سيغير وجه الشرق الأوسط .

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى