“دمقرطة الفن” وواقع الإبداع التّشكيلي التونسي في ظلّ تغيُّب النقد
The "democratization of art” and the reality of Tunisian artistic creativity in the absence of criticism
اعداد : نادية غمّوري، دكتوره في علوم وتقنيات الفنون، باحثة في جامعة القيروان، تونس.
- المركز الديمقراطي العربي –
-
مجلة الدراسات الثقافية واللغوية والفنية : العدد العاشر تشرين الثاني – نوفمبر “2019”، وهي مجلة دولية محكمة تصدر عن #المركز_الديمقراطي_العربي المانيا- برلين.
- تعنى بنشر الدراسات والبحوث في التخصصات الأنثروبولوجيا واللغات والترجمة والآداب والعلوم الاسلامية والعلوم الفنية وعلوم الآثار.كما تعنى المجلة بالبحوث والدراسات الاكاديمية الرصينة التي يكون موضوعها متعلقا بجميع مجالات علوم اللغة والترجمة والعلوم الإسلامية والآداب، وكذا العلوم الفنية وعلوم الآثار، للوصول الى الحقيقة العلمية والفكرية المرجوة من البحث العلمي، والسعي وراء تشجيع الباحثين للقيام بأبحاث علمية رصينة.
Journal of cultural linguistic and artistic studies
للأطلاع على البحث “pdf” من خلال الرابط المرفق :-
ملخّص :
يعتبر الفنّ التّشكيلي بمختلف تنوّعاته التّعبيريّة محرّكا أساسيّا للنّهوض بالمجتمع. وهو يلامس جلّ مجالات الحياة بصفة مباشرة، إذ يتّسم بجدّيّة إيقاعاته الّتي تتغلغل وتؤثّر في سلوكيات الأفراد وردود أفعالهم الّتي تحدد اتجاهاتهم. فهو بالأساس قوّة نافذة في تغيير النّسيج الاجتماعي وتنشيط ديناميكيّته.
ولكن هذه الحقائق تظلّ تشكو قصورا، في البلدان العربيّة عموما والبلاد التّونسيّة خصوصا. فعلاقة الفنان بمجتمعه لازالت تشكو بعض النّفور. خاصّة وأنّ الممارسة الإبداعيّة تكاد تظلّ إبداعا مخفيّا جرّاء التفاعل العقيم الّذي أحيانا يلتزم السّلبيّة ولا يقوم بدوره في استنطاق مخبوءات العمل الفنّي.
وهو ما سنشير إليه في نص هذه الدّراسة، الّتي سنحاول من خلالها توجيه الأنظار للوضع المأزوم في السّاحة التّشكيليّة التّونسيّة اليوم، لعدّة أسباب تتمحور أغلبها حول قصور الاهتمام بقطاع الجماليات البصريّة وضعف مدوّنة نقديّة تسجّل تحرّكات هذه المادّة.
إنّ موضوع هذه المداخلة بالأساس يسلّط الضّوء على وضعيات تسيير المشهد الثّقافي الّتي يشوبها بعض العوز، لأسباب قد تكون مشتركة بين هذا وذاك: بين مقترحات في الإبداع التّشكيلي قد لا تغازل مكنون الواقع وقد لا تتناسب مع المميزات الفكرية للفئات المجتمعيّة المقصودة في ظل ضعف المادّة النّقديّة. وبين غياب التّأطير وعدم إيلاء الدّعم الكافي للمشروع الفني من قبل سلطة الإشراف، والّذين لهم علاقة في تحديد الوضع الرّاهن والبحث في حلول للنهوض به.
تهدف هذه الدّراسة إلى طرح إشكالية آليات الإبداع الفني وكيفيّة انتشاره في تونس، وحول عمليّات التلقّي في ظلّ هشاشة المادّة النّقديّة، … أسباب قد تؤدّي إلى تأزّم المشهد الثّقافي وبالنّتيجة تأزّم التّنمية المستدامة داخل النّسيج المجتمعي في البلاد التونسية.
Abstract:
Plastic art is considered an essential means of society’s progress, with all its expressing sorts. It touches most life aspects in direct way. As it is characterized by the seriousness of its rhythms, this goes deep into and affects the behaviors and reactions of individuals, which determine their attitudes. It’s essentially an effective power helping to change society and making it more energetic.
However generally speaking, these facts have limits in Arab world and particularly in Tunisia. Therefore, the relationship between the artist and his society/community suffers from disharmony, considering the fact that creative works are hidden to some extent due to negative views towards the fathom of art.
This is exactly what we will point to ours study, in which we will focus on the crisis in the field of plastic creativity in Tunisia in the present. This is ascribed to many reasons. Most of them revolve around the lack of interest in the visual aesthetics and the weakness of the evaluation of this subject.
The topic of this intervention sheds light essentially over the situation of monitoring the cultural activity which has some limits. This can be caused by shared factors; between proposals in plastic creativity, which may not provoke reality and cannot be in harmony with the cultural characteristics of targeted of the communities in the context of the shortage of the evaluation and criticism processes.
Since there is a lack of supervision and enough support of the artistic project by the concerned authorities, who are responsible for determining the present situation and the search for possible solutions to boost this sector.
This study aims to raising the issue of artistic creativity and how it can be spread in Tunisia and the processes of receiving such art, considering the weakness of criticism and evaluation these are causes which can lead to the multiplication of the problems in cultural world. These factors may lead to the deterioration of the cultural framework and thus a crisis which may face the sustainable development within the Tunisian social fabric.