كيف يمكن للباحث أن يكتب مقالا علميا
بقلم : أ.د عمار بوحوش – أكاديمي وباحث جزائري
- المركز الديمقراطي العربي
إن أفضل طريقة للتعلم هي الممارسة والتعود على البحث والتعرف على المواضيع التي تشغل بال الإنسان والتعرف على كنهها، والمثل العربي يقول إذا عرفت السبب بطل العجب. وعليه، فإن الخطوة الأولى في كتابة أي بحث، هي وضع الإشكالية لأي موضوع يشغل ذهن الباحث وبدون وجود مشكلة واضحة المعالم، لا يمكن تحقيق أية نتيجة ومن المستحيل التعرف على جوهر الموضوع الذي تشغل ذهن الباحث.
نستخلص من ما تقدم، أن فهم المشاكل بطريقة صحيحة وواقعية يتطلب وضع الإشكالية، وكذلك وضع الفرضية لها، أي وضع إجابات أولية أو مؤقتة للموضوع، في انتظار القيام بالدراسة للتعرف على الحقيقة وتبيان ما هو صحيح وما هو خاطئ في الفرضية، بعد التحري والتعمق في دراسة الموضوع.
وفي الحقيقة، أن أهم نقطة رئيسية في البحث هي جمع البيانات وتوثيق المعلومات، لأن الرصيد المعرفي هو الذي يحدد نوعية وجودة البحث أو ضحالته وتفاهته. ليكن من الواضح في ذهن كل باحث أن غزارة المعلومات هي التي تفسح المجال للباحث لكي يكون مبدعا ورائعا في التحليل وإثراء الموضوع الذي يكتبه. إن غزارة المعلومات والحقائق تساعد الباحث على الوصول إلى هدفه المنشود والمتمثل في التعرف بموضوعية عن أسباب المشكلة وأنواع الحلول المقترحة من طرف الباحث. وبكلمة بسيطة، فالطبيب الذي يعالج مريضا يعاني من مشكلة، لابد أن يقوم بتشخيص المريض ويتعرف على جميع الحقائق التي يحصل عليها من المريض، وآنذاك يمكنه توصيف الدواء الناجع للداء الذي يعاني منه.
نوعية البحث مرتبطة بالمنهج العلمي الملائم للموضوع
- كثيرا ما يظهر الباحثون نوعا من الحيرة والتساؤل:
أي منهج ينبغي الاعتماد عليه لدراسة الموضوع. وفي الحقيقة، أن نوعية البحث تفرض على كل كاتب أن يعتمد على المنهج أو المناهج التي تلائم موضوعه. فمن يريد أن يكتب عن الصين وهو لم يزرها أو يراها، فإنه يتعين عليه أن يستعين بالمنهج الوصفي، وذلك من خلال قراءة الكتب والوثائق المتعلقة بالصين، أي أنه يصف الصين من خلال ما قرأه وتعرف عليه من باحثين آخرين. ومن أراد أن يقوم بدراسة ميدانية للتعرف على حقيقة ما هو موجود في أرض الواقع، أو التعرف على رأي المواطنين في موضوع معين، يتعين عليه أن يقوم بتحرير استبيان ويوزعه على المعنيين بموضوعه، ومن خلال البيانات التي يحصل عليها والملاحظات التي يسجلها عن الموضوع، يستطيع أن يتعرف على وجهات نظر المستجوبين. أما من أراد أن يدرس وضعية معينة، فعليه أن يختار منهج دراسة الحالة، ويتعرف على خصوصية البيئة والظروف المحيطة بالموضوع. وبطبيعة الحالة فإن ما هو موجود في بيئة معينة، ليس بالضرورة أن نفس الشيء يوجد في بيئات أخرى. ومن أراد أن يكتب بحثا في التاريخ، فإنه يتعين عليه أن يعتمد على المجلات والكتب والوثائق العلمية بحيث يكون موضوعه موثق من مصادر أولية ومصادر أولية. ولهذا نسمي هذا المنهج بالمنهج الوثائقي أو المنهج التاريخي.
الإبداع في البحث وإثراء الموضوع
إن أكبر غلطة يرتكبها الباحث في حياته هي جهله بما كتب في الموضوع من طرف باحثين آخرين في موضوعه. ولهذا يتعين على الباحث أن يستعين بمنهجية أدب الدراسة (Review of literature) أو مراجعة جميع الكتب والمقالات والأطروحات التي كتبت في موضوعه، ويتعين عليه أن يشير إلى كل موضوع مشابه لبحثه، ويثبت ذلك في أدب الدراسة، ويبين بوضوح أن موضوعه ليس تكرار لبحث آخر، وأنه سيقوم بتغطية جوانب أخرى لم يتعرض إليها من سبقوه من الباحثين في موضوعه الجديد. ولهذا، فإن جميع الأساتذة المقيمين للبحوث الجامعية، يذهبون مباشرة إلى عنوان أدبيات الدراسة للتعرف على قدرات الباحث في الاطلاع والإلمام بما كتب عن موضوعه، ومن خلال ذلك يصدرون أحكاما أولية على موضوع البحث، لأنه من خلال قراءة المراجع التي اعتمد عليها، يتضح مدى قدرة الكاتب على إثراء موضوعه وتنوع المراجع التي اعتمد عليه، ويتأكد كل مقيم للبحث من سلامة البحث وعدم تكرار النتائج السابقة التي توصل إليها من سبق وكتب في الموضوع.
توثيق المعلومات هو الذي يعطي المصداقية للبحث
في عصر التواصل الاجتماعي والتقدم التكنولوجي، أصبحت المعرفة متوفرة بغزارة في كل موضوع، سواء كانت تلك المعرفة نابعة من بيئة المؤسسات الداخلية، أو نابعة من الانترنيت والكتب والمقالات العلمية. المهم، أن المراجع متوفرة بكثرة لكن المشكل يكمن في إيجاد الوقت الكافي للقراءة وتدوين المعلومات لأن العبرة هي بتوثيق المعلومات وتسجيلها في كراريس مبوبة بحيث يسهل استغلالها والاستفادة منها بأقل جهد ممكن.
وما ينبغي التأكيد عليه هنا هو أن مصداقية البحث تنبع من قدرة الباحث على توثيق المعلومات في الهوامش وفي البيبليوغرافيا. ولعلني لا اكشف سرا إذا قلت أن تقدم الجامعات الأمريكية في العلوم ينبع من المصداقية والجدية في العمل. فالناس مقتنعون بأن النتائج التي يتوصل إليها الباحثون صادقة لأنها مدعمة بالوثائق والمراجع التي تثبت صحة ما يقولون، لماذا ؟ لأن التوثيق العلمي جيد ومصادر المعلومات صحيحة، والمؤسسات الحكومية والخاصة تتسابق لتطبيق النظريات الجديدة، وتعمل في إطار الشفافية والمنافسة النزيهة في مجال الإبداع ومراكز الأبحاث العلمية.
ما يهمنا في هذا الموضوع هو توثيق المعلومات في الهوامش والإشارة إليها بصفة دقيقة للتأكد من صحة المعلومات التي اعتمد عليها كل باحث. ولهذا، فإن حجج إثبات الحقائق وتدوينها في الهوامش تعتبر قاعدة أساسية لخلق المصداقية في الأبحاث والنتائج التي يتوصل إليها أي باحث يتمتع بكفاءة علمية. ولهذا يحرص الباحثون على إعطاء أهمية كبيرة لتوثيق المعلومات في الهامش، والبحث الجيد دائما هو البحث الموثق بدقة علمية.
إن نوعية الهوامش تختلف باختلاف التخصصات العلمية. ففي علم القانون، مثلا نستعمل نظام الباب، الفصل، المبحث، المطلب، لأن علم القانون يحتوي على محاور، بنود، وأرقام في الفقرات، ولهذا لابد من استعمال نظام الباب. أما في العلوم السياسية والعلوم الاجتماعية بصفة عامة، فإننا نستعمل نظام الفصل، والعناوين الرئيسية تكتب بحروف غليظة، والعناوين الفرعية بحروف صغيرة، وما هو متفرع عنها يكتب بحروف صغيرة جدا. أما الهوامش فإن ترقيمها يختلف من نوع إلى آخر، حيث نلاحظ أن:
- الهامش الذي يبدأ فيه الترقيم من البداية إلى النهاية.
- الهامش الذي يتم فيه الترقيم من بداية الفصل إلى نهايته.
- الهامش الذي يتم فيه الترقيم على كل صفحة فقط، وميزة هذا النوع من الترقيم أن إعادة مراجعة وإعادة ترقيم الباحث لا تتطلب إعادة ترقيم جميع الهوامش لأن الترقيم يتم على كل صفحة.
- الهامش الذي يتم داخل المتن، وهذا يكتفي فيه الباحث بالإشارة إلى لقب الباحث، وسنة النشر والصفحة (بين قوسين). لكن العملية الجوهرية في هذا النوع من التهميش أنه لابد من وجود قائمة بأسماء المراجع في آخر البحث ( وهذه القائمة تختلف عن قائمة المراجع أو البيبليوغرافيا ).
- التوثيق في آخر الكتاب أو الأطروحة، سواء في كل فصل، أو في الكتاب، يفرض علينا أن نغير عملية التهميش، بحيث نكتب: مراجع الفصل الأول، ومراجع الفصل الثاني، ونضع التوثيق هنا، لأن التوثيق في الأخير لم يعد يحمل اسم الهوامش.
- التهميش حسب نظام هارفرد، يختلف عن عمليات التهميش في الأسفل، لأنه يتم التهميش فيه في الجانب، وهناك توضع المعلومات الخاصة بكل وثيقة.
الشيء المهم في التوثيق هو استعمال نظام واحد من أول البحث إلى آخره، فلا ينبغي الخلط بين هذا النوع من الهوامش والهوامش الموجودة في أسفل البحث.
تسلسل المعلومات في البحث
إن الباحث الذكي هو الذي يعرف كيف يرتب المعلومات الضرورية في بحثه بالتسلسل. ففي المقدمة، يتعرض الباحث إلى إبراز أهمية موضوعه والإشكالية التي يطرحها والفرضيات الأولية أو المؤقتة للبحث، وأدب الدراسة. ثم ينتقل بشكل مسلسل في الفصل الأول حيث يتعرض إلى النظريات المتوفرة عن موضوعه، والنتائج التي توصل إليها الباحثون من قبله، والحقائق المتوفرة عن هذا الجزء من البحث. أما في الفصل الثاني، فإنه يركز على الجوانب التطبيقية والميدانية للموضوع، حيث يعالج الموضوع بعمق ودقة ويبرز جميع الحقائق المتوفرة عنه. وفي الفصل الثالث والأخير، يقيم الباحث النتائج التي توصل إليه والتبريرات التي تثبت صحة أو بطلان الفرضيات الأولية للدراسة. إنه يتعين على الباحث في هذا الجزء أن يجيب على التساؤلات المطروحة في الإشكالية، ويكتب خاتمة البحث وما توصل إليه من نتائج. وإذا كتب خلاصة (Summary or Résumé) فهي عبارة تلخيص للموضوع وفي بعض الأحيان نسميها Abstract، وهي تختلف عن الخاتمة التي تجسد نتائج البحث.
ما معنى المنهجية وما معنى البحث العلمي ؟
- هناك حقائق ينبغي أن يستوعبها الباحث قبل أن ينهمك في كتابة بحثه وهي كالتالي:
يتعين على كل باحث يرغب في معالجة أي موضوع أن يفهم جيدا: ما معنى المنهجية ؟
المنهجية في جوهرها استعمال الطريقة الصحيحة لمعالجة أي موضوع بحيث يتم التخطيط بطريقة منطقية للتوصل إلى النتيجة المرجوة من دراسة الموضوع بسلبياته وإيجابياته، بإيجابياتها وسلبياتها.
إنها طريقة عمل تعتمد على أساس ضبط وسيلة العمل وتحديد الأهداف المتوخاة من برنامج العمل. وعلى سبيل المثل، فإذا كانت الحكومة الجزائرية تسعى لانتهاج سياسة صحيحة للقضاء على السكن في البيوت القصديرية وتوفير السكن الصحي لمواطنيها، فإنه يتعين عليها أن تختار أي منهج تعتمد عليه لتوفير السكن الجيد لمواطنيها.
- هل توفر السكن لكل محتاج ؟
- هل توفر السكن للقاطنين للساكنين في البيوت القصديرية ؟
- هل تكتفي بمساعدة الذين شرعوا في البناء وتعذر عليهم استعمال بناء مساكنهم ؟
- هل توفر المساعدة المالية للسكان الذين يعيشون في الريف ولم يأتوا إلى العاصمة وكونوا البيوت القصديرية ؟
- هل تنتهج الحكومة سياسة إعطاء الأولية للعائلات أو للشباب غير المتزوجين ؟
- هل ستتكلف ببناء المساكن وعلى المواطنين دفع ثمن المسكن على أقساط بانتظام ؟
إن اختيار أي أسلوب عمل أو منهجية واضحة المعالم سيترتب عنها نتائج مصيرية وإحداث زلزال في خزينة الدولة من الناحية المالية، ولكن في جميع الحالات على الكومة أن تقرر ما هي المنهجية الصحيحة التي تمكنها من حل مشكل السكن بأخف الأضرار.
إن المتمعن في دراسة المنهجية التي أقرتها الحكومة الجزائرية سيلاحظ، أن النظام السياسي تبنى سياسة التهدئة وشراء السلم الاجتماعي وتوفير السكن للمواطنين الضعفاء ماليا بثمن رمزي، والدولة تتحمل أعباء مالية باهظة ومنهكة لخزينة الدولة. وفي هذه الحالة يتعين على الباحث أن يدرك أن لكل أسلوب عمل له عواقبه الوخيمة على خزينة الدولة أو المال العام. وبما أن الدولة تحصل سنويا على حوالي 40 مليار دولار من ريع البترول، فهي لا تحتاج إلى فرض ضرائب جديدة لتمويل السكن، ولا تلتجئ لفرض ضرائب كبيرة على المواطنين وتدخل في عداوة معهم ! إن النتيجة الحتمية لمنهجية توفير السكن للمواطنين بأسعار زهيدة فتحت الشهية لرجال الأعمال لكي يستثمروا في هذا القطاع بغزارة ويحصلوا على رشاوي كبيرة ويتسببوا في إنهاك خزينة الدولة إلى درجة أن الحكومة التجأت لطبع نقود بطريقة غير تقليدية !
وبالنسبة لاستعمال كلمة البحث العلمي، يتعين على كل باحث أن يعرف جيدا لماذا نقول البحث ” العلمي ” ؟ في هذه الحالة، ينبغي أن ندرك أن كلمة ” علمي ” تعني توظيف المعرفة وتحويلها من نظرية إلى نتائج ملموسة ومجسدة لتحقيق ما يحتاجه المجتمع. فالعلم هنا يعني استعمال المعرفة وتحويلها إلى نتائج ملموسة يحتاجها المجتمع. وهذا يعني أن المعرفة بدون توظيفها لصالح المجتمع لا تعني شيئا. فما فائدة أن تعرف بدون أن تطبق.
مواصفات البحث الجيد
- الاعتماد على النفس في الكتابة وعدم انتهاج سياسة النقل الحرفي وعدم الإفراط في الاقتباس.
- الأمانة العلمية، أي نقل المعلومات بموضوعية ونزاهة.
- استعمال المصادر الحديثة، أي عدم الاكتفاء بالمراجع التي تجاوزها الزمن وصارت بالية.
- التسلسل في الأفكار، وحسن ربط الجمل بعضها ببعض. إن عدم الدقة في التعبير وتداخل الأفكار والخروج عن الموضوع تشوه البحث.
- استعمال الجمل القصيرة بدلا من كتابة الجمل الطويلة المملة والتي تفسد المعنى.
- الابتعاد عن المغالاة في الاقتباس، وخاصة من المشرف على البحث أو كاتب معين.
- تطابق عنوان البحث مع المحتوى، وبهذا تبرز قيمة البحث لأن الباحث ركز على جوهر الموضوع.
- التأكيد من الإجابة على الأسئلة المطروحة في الإشكالية لأن العبرة بالخواتم، والباحث الذي ينهي بحثه بدون الإجابة على التساؤلات، يسيء إلى نفسه وإلى بحثه.
- التوصيات في البحث غير مطلوبة، لأن الباحث يعالج موضوعا، ولم يكلفه أي أحد بتقديم التوصيات.
- تحويل خطة البحث إلى فهرس للموضوعات بعد إنجاز الورقة البحثية. وفي العادة يكون الفهرس في بداية البحث أو نهاية الدراسة، لأن وجود فهرس يسهل عملية إلقاء نظرة شاملة على الموضوع.
- التأكد من ترتيب الجداول والأشكال في المتن، ووجودها في الملاحق. وليكن في علم الباحث أن الجداول هي التي توجد بها إحصائيات وأرقام، أما الأشكال فهي التي توجد بها رسوم توضيحية (Legend).
- القيام بمراجعة شاملة لهوامش البحث بحيث تكون عملية التوثيق مستوفية جميع شروط التوثيق، أي كتابة الاسم واللقب، فاصلة، ثم عنوان الكتاب الذي يوضع سطر تحته أو يكتب بحروف غليظة. وفي حالة المقال أو الأطروحة، فلابد من كتابة العنوان بين مزدوجين. وعليه، فعنوان الأطروحة يكتب مثل المقال بين مزدوجين لأنه غير منشور، ثم مدينة النشر (وليس بلد النشر)، فاصلة، ثم تاريخ النشر، فاصلة، ثم رقم الصفحات التي تم أخذ المعلومات منها.
- إذا كانت الوثيقة أطروحة، فلابد من نشر خلاصة أو ABSTRACT باللغة الأجنبية إذا كان المقال بالعربية، أو كتابة خلاصة بالعربية إذا كان المقال مكتوبا بلغة أجنبية. وفي العادة تكون الخلاصة في حدود 600 كلمة للأطروحة و200 كلمة للمقال الذي يتم إعداده للنشر في مجلة علمية.
- بالنسبة للمراجع أو البيبليوغرافيا، فإنه يستحسن أن تكتب بحروف أبجدية مرتبة (B.C.D.E.) وهذا بطريقة تختلف عن كتابة الهوامش، أي لابد من كتابة اللقب أولا، فاصلة الاسم، فاصلة، ثم عنوان الكتاب أو المقال أو الأطروحة.
- لابد من تصليح الأخطاء اللغوية والمطبعية والنحوية، وفي حالة صعوبة القيام بذلك، فعلى الباحث أن يستعين بخبير في اللغة لكي يغربل البحث ويتخلص من الشوائب الموجودة به.
هذه هي، باختصار، صفات البحث الجيد، نرجو أن تكون مفيدة لكل باحث، والله ولي التوفيق.