الانقلاب العسكري 25 تشرين الأول في السودان المواقف الداخلية والخارجية
اعداد : بشرى جاسم محمد – باحثة ماجستير متخصصة في الشأن الافريقي (بغداد)
- المركز الديمقراطي العربي
مقدمة:
شهدت الفترة الانتقالية الأخيرة بالسودان، الذي يسجل عمرها عامين، أكثر من محاولة انقلابية، كان أخرها في 25 تشرين الأول 2021، إلا أن ما حدث في السودان من انقلاب لم يكن مفاجئا بالنسبة للأزمة السياسية التي تمر بها البلاد، فالصراع المتصاعد بين مكوني الحكم العسكري والسلطة المدنية، والذي بلغ ذروته خلال الأسبوعين الماضيين، كان ينذرا بالصراع بين أنصار كل من المكون العسكري والمكون المدني في مجلس السيادة الانتقالي، إذ تسابق كل منهما في حشد وتنظيم الاعتصامات، وسواء كانت المحاولة الانقلابية الأخيرة في السودان ناجحة أم فإنها تحمل في طياتها الكثير من الاسباب والابعاد فضلاً عن المواقف الداخلية والخارجية على الاوضاع الراهنة في السودان.
سنحاول من خلال الورقة البحثية هذه دراسة الانقلاب العسكري في السودان الذي وقع يوم 25 تشرين الأول في ضوء دراسة أهم الأسباب والابعاد فضلاً عن المواقف الداخلية والخارجية الناتجة عن الانقلاب هذا، ومن خلال المحاور الآتية:
المحور الأول/ أسباب الانقلاب العسكري.
كان من أحد اسباب تصاعد التوترات السياسية هو الاعتصامات التي بدأت في 16 تشرين الأول 2021 أمام القصر الجمهوري في العامة السودانية، التي دعت له مجموعة الميثاق الوطني لقوى الحرية والتغيير والتي تضم: ( كيانات حزبية وحركات مسلحة، أبرزها حركة تحرير السودان بزعامة حاكم دارفور مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم وزير المالية الحالي) مطالبة بحل حكومة حمدوك وتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة من التحالف، وكذلك وصول كيانات الشرق إلى الخرطوم لدعم الاعتصام أمام القصر الجمهوري، إذ شارك مئات الآلاف من الشعب في مظاهرات حاشدة يوم 21 تشرين الأول 2021 في ذكرى أول ثورة سودانية أطاحت بحكم العسكر يوم 21 تشرين الأول 1964، تلبيةً لدعوات صادرة عن لجان المقاومة والكيانين المنقسمين داخل قوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم)، ووصفت المظاهرات التي وصفت بـ ( المليونية) جاءت بعد انسداد الأفق السياسي، ووصول شراكة المدنيين والعسكر إلى طريقٍ شبه مسدود، وظهور مجموعة من الائتلاف الحاكم تطالب باستقالة الحكومة وتوسيع قاعدة مشاركة التحالف العريض في السلطة.
طالب المتظاهرين المعتصمين في يوم 22 تشرين الأول 2021، بحل الحكومة الانتقالية والإسراع في وتيرة الإصلاحات الديمقراطية، بعدها طرح حمدوك خريطة طريق تتكون من ( 10 محاور) للخروج من الأزمة السياسية في البلاد تقوم على وقف التصعيد والدعوة للحوار، وفي ضوء ذلك اجتمع المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان في يوم 23 تشرين الأول 2021، في الخرطوم لبحث الأزمة السياسية، ضمّ الاجتماع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، والمبعوث الأميركي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان، ولكن الاجتماع انتهى من دون إعلان نتائج.
تضاربت التصريحات من الخرطوم بشأن الاتفاق على حل مجلسي السيادة والوزراء، وسط الاحتجاجات المطالبة بحل السلطة القائمة والإسراع في وتيرة الإصلاحات الديمقراطية، في هذه الاثناء اقتحم محتجون مبنى وكالة السودان للأنباء في الخرطوم وهم يهتفون ضد قوى الحرية والتغيير ومنع القوى من عقد مؤتمر صحفي.
وبينما أغلق أنصار تحالف قوى الحرية والتغيير- مجموعة الميثاق الوطني مبنى وزارة الثقافة والإعلام بالعاصمة الخرطوم، ووضعوا حواجز ( إسمنتية) أمام أبوابها، وأعلنوا الوزارة منبرا حرا، اعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يرحب بخريطة الطريق التي أعلنها حمدوك لإنهاء الأزمة في البلاد، من أجل الحفاظ على الانتقال الديمقراطي في السودان، وفي 24 تشرين الأول 2021 أعلنت واشنطن تقديم مقترحات، لحل الأزمة السياسية الراهنة، وتعهد رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان بدراستها مع رئيس مجلس الوزراء.
وفي وسط هذه الاحداث المتداخلة اعتقل الجيش السوداني، رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وأغلب أعضاء مجلس الوزراء والمدنيين من أعضاء مجلس السيادة والعديد من المسؤولين والعاملين بقطاع الإعلام في25 تشرين الأول 2021، وسط الحديث عن انقلاب عسكري يجري تنفيذه.
المحور الثاني/ ملامح الانقلاب العسكري في السودان.
تتمثل الملاح الأولى للانقلاب الذي حدث في السودان يوم 25 تشرين الأول في :
- إعلان تجمع المهنيين السودانيين، بيان في فجر الثلاثاء ٢٥ تشرين الأول، عن تحرك عسكري يهدف للاستيلاء على السلطة، إن ذلك يعني العودة للحلقة الشريرة من حكم التسلط والقمع والإرهاب، وتقويض ما انتزعه الشعب عبر نضالاته وتضحياته في ثورة ديسمبر المجيدة.
- اعتقلت قوة من الجيش حمدوك وعدد من الوزراء والمسؤولون المدنيين ونقلهم إلى مكان مجهول بعد رفض حمدوك تأييد الانقلاب.
- انقطاع خدمة الإنترنت تماما في البلاد وقطع رجال بزي عسكري الطرق التي تربط وسط العاصمة السودانية بكل من خرطوم بحري وأم درمان، المدينتان المحاذيتان للعاصمة.
- إعلان عبد الفتاح البرهان الذي يرأس المرحلة الانتقالية والذي قاد الانقلاب في السودان الأثنين حل مجلس السيادة والحكومة برئاسة عبد الله حمدوك وفرض حالة الطوارئ في السودان وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وتجميد عمل لجنة التمكين.
- علق البرهان عن العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية، وأوضح أنه سيتم تشكيل برلمان من شباب الثورة وحكومة كفاءات مستقلة تحكم البلاد حتى موعد إجراء الانتخابات في تموز 2023.
- أطلاق القوات عسكرية الرصاص على متظاهرين رافضين للانقلاب العسكري أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم.
المحور الثالث/ الأبعاد الداخلية للمحاولة الانقلابية.
وبعد مرور ساعات على إعلان الانقلاب العسكري تصاعدت الاحداث، وشمل الانقلاب على ابعاد واسعة تمثلت بـالآتي:
- اقتحام الجيش السوداني مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان وتحتجز عددا من العاملين.
- تجري الترتيبات لفعاليات تصعيدية كبرى من قبل تحالف قوى الحرية والتغيير السوداني وملئ الشوارع بالسودانيين لإفشال سيطرة الجيش على السلطة.
- تعليّق واشنطن المساعدة مالية لدعم السودان اقتصاديا بنحو( 700 مليون دولار) بعد سيطرة العسكريين على الحكم، وحضّت على إعادة السلطة فورا للحكومة المدنية، ووجوب إعادة السلطة إلى الحكومة الانتقالية التي يقودها مدنيون والتي تمثّل إرادة الشعب.
- إضراب وعصيان موظفي البنك المركزي رفضا للانقلاب العسكري، ورغم سيطرة الجيش السوداني على مقاليد الحكم في البلاد بعد الإطاحة بالحكومة المدنية، مازال أنصار الحكومة يسيطرون على وزارة الإعلام.
- سقوط ضحايا من المتظاهرين ثلاثة مهم قتلى، بينما سقط أكثر من 80 مصابا في الأحداث التي يشهدها السودان اليوم الثلاثاء 25 تشرين الأول .
- دعوات تجمع المهنيين السودانيين، الأحزاب السياسية أخرى إلى احتجاجات وعصيان مدني في البلاد، وطالب التجمع عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي إلى والخروج للشوارع، والإضراب العام عن العمل وعدم التعاون مع الانقلابين، والعصيان المدني في مواجهتهم.
- إغلاق المطارات، بعد ساعات من بيان البرهان، إذ قررت السلطات السودانية تعليق جميع الرحلات الجوية القادمة والمغادرة من مطار الخرطوم حتى يوم 30 تشرين الأول، بسبب الظروف التي تمر بها البلاد، وأن قرار تعليق الرحلات يشمل كذلك جميع مطارات السودان، لكنه أشار إلى أن الأجواء السودانية ستظل مفتوحة أمام الطيران العابر؛ إذ يغلق المتظاهرون والجنود معظم الطرق بالحجارة وإطارات السيارات المشتعلة. ويفصل سور حديدي المطار عن الشوارع الرئيسية للخرطوم.
- انشقاقات في وزارة الخارجية، أدان سفراء الخرطوم لدى فرنسا وبلجيكا وسويسرا إجراءات الجيش السوداني ضد الحكومة الانتقالية، بعدما بعثت وزيرة الخارجية في الحكومة الانتقالية (مريم المهدي) برسالة إلى نظرائها في الدول الأفريقية والعربية والغربية أبلغتهم فيها بأن رئيس الحكومة الشرعي عبد الله حمدوك وأعضاء حكومته في مكان غير معلوم حتى اللحظة، وادان سفراء السودان لدى فرنسا والاتحاد الأوروبي وسويسرا ومكتب الأمم المتحدة -في بيان مشترك على فيسبوك- بأشد العبارات الانقلاب العسكري على الثورة المجيدة.
المحور الرابع/ المواقف الداخلية من الانقلاب.
وتمثلت بـردة فعل بعض القوى السياسية والاحزاب السودانية على الانقلاب:
أولاً:- تجمع المهنيين، وصف ما حدث بـ انقلاب من القوات العسكرية على المكون المدني والوثيقة الدستورية، إذ أن المكون العسكري يخنق الحكومة منذ فترة من خلال الأزمات الاقتصادية والتعاون مع النظام السابق، وناشد الجماهير للخروج للشوارع واحتلالها وإغلاق كل الطرق والإضراب العام وعدم التعاون مع الانقلابيين والعصيان المدني في مواجهتهم.
ثانياً:- الحزب الشيوعي السوداني، تواصل (علي محجوب)، القيادي والمقيم في لندن، مع الجالية السودانية المعارضة ومع البرلمانات والأحزاب الحاكمة حول العالم من أجل توضيح صورة ما يحدث في البلاد، وإدانة الانقلاب العسكري، ووجه محجوب التحية للشعب السوداني الذي قاوم الدكتاتورية على مر العصور، مؤكدا أن المظاهرات قد بدأت في الشارع بالفعل، وأن هناك تأييد واسع لإقامة الاضراب وإعلان العصيان المدني، وأن المصارف هددت بوقف خدماتها حال وقع انقلاب عسكري، وأن الأطباء أعلنوا الإضراب عن العمل إلا لاستقبال الحالات الحرجة، وأكد محجوب أن مظاهرات إحياء ذكرى ثورة أكتوبر تؤكد رفض الشعب السوداني للحكم العسكري، ومتوعدا بامتداد العصيان المدني في أنحاء السودان كله لشل الحياة بالكامل، حتى تسليم السلطة للمدنيين.
ثالثاً:- حزب المؤتمر، وصف ( كمال عمر) القيادي بحزب المؤتمر، ما يحدث بأنه صراع سياسي بين مجموعة الحرية والتغيير مع العسكر، وإن ما يحدث هو اعتداء على الوثيقة الدستورية، إلا أنه لم يستخدم لفظ انقلاب عسكري لتوصيف الأحداث، مشيرا إلى أن قوى الحرية والتغيير اتفقت مع الجانب العسكري من السلطة على تعطيل المحكمة الدستورية والسلطة التشريعية، وبالتالي غابت أي مرجعية لفض الخلافات السياسية وحسمها، مما فتح الباب لفرض الرأي بالقوة، أكد دعم حزبه للمكونات المدنية في السلطة ضد السلطة العسكرية ، وانتقد بشدة موقف قوى الحرية والتغيير التي أعطت تنازلات ضخمة للعسكريين، مقابل ضمان موقعهم في السلطة، وهم من مكنوا العسكر، ويتوقع أن لا يكون هناك انقلاباً عسكرياً كاملاً، بل توسيع الحاضنة السياسية للمشاركين في الحكم لتشمل قوى أكثر وعدد أحزاب أكبر، مؤكداً أن الشارع السوداني عموماً يرفض عودة الحكم العسكري مرة أخرى.
رابعاً:- حزب الأمة القومي، أدان هذه التحركات وقال بأقوى العبارات الانقلاب والاعتقالات التي تجري الآن وهي محاولة انقلابية أيا كانت المبررات وانتهاك للوثيقة الدستورية وعمل غير شرعي، ودعا الشعب السوداني للخروج فوراً لمقاومة الانقلاب الذي يجري.
المحور الخامس/ المواقف الخارجية.
أولاً: – مواقف القوى الدولية:
- الولايات المتحدة، قلقة حيال التقارير عن سيطرة الجيش على الحكومة الانتقالية، مشيرة إلى أن ذلك يتعارض مع الإعلان الدستوري (الذي يحدد إطار العملية الانتقالية) وتطلعات الشعب السوداني للديمقراطية، وانها قلقة حيال الاجراءات التي اتخذها العسكر ضد المديين، وتدين الاعمال التي تقوض الانتقال الديمقراطي في السودان، وان الانقلاب العسكري يتعارض مع الاعلان الدستوري للمرحلة الانتقالية في السودان.
- روسيا، أكد نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، ( دميتري بوليانسكي)، قبيل لحظات من بدء جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي حول تطورات الأوضاع في السودان، لماذا نقول على ما حدث بالسودان انقلاباً عسكرياً؟! ولماذا لا يكون انتقالاً للسلطة، لقد رأينا ذلك من قبل في السودان قبل عامين عندما تم التحرك لعزل الرئيس السابق عمر البشير، كما أن العنف يرتكبه طرفان، في إشارة إلى أن المحتجين يقومون بالأمر ذاته.
- بريطانيا، تدين الانقلاب وتعتبره خيانة غير مقبولة للشعب السوداني وانتقاله الديمقراطي، ويجب على قوات الأمن هناك إلى الإفراج عن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك وغيره من الزعماء المدنيين وستتم محاسبة من لا يحترمون حق الاحتجاج دون خوف من العنف.
- فرنسا، تدين اعتقال مسؤولين مدنيين في السودان، ويجب احترام مكانة رئيس الوزراء والقادة المدنيين، أعربت عن دعمها للحكومة الانتقالية السودانية ودعت إلى الإفراج الفوري عن رئيس الوزراء والقادة المدنيين واحترام مكانتهم.
- ألمانيا، تدين محاولة الانقلاب في السودان وتدعو إلى وقفها فورا، ودعوة جميع المسؤولين عن الأمن والنظام في السودان إلى مواصلة انتقال السودان إلى الديموقراطية واحترام إرادة الشعب، يجب إنهاء محاولة الإطاحة (بالحكومة) على الفور.
ثانياً:- مواقف الدول الافريقية:
- مصر، أكدت مصر على أهمية تحقيق الاستقرار والأمن للشعب السوداني والحفاظ على مقدراته والتعامل مع التحديات الراهنة، بالشكل الذي يضمن سلامة هذا البلد الشقيق. وشددت مصر على أن أمن واستقرار السودان جزء لا يتجزء من أمن واستقرار مصر والمنطقة، ودعت كافة الأطراف السودانية إلى تحمل المسؤولية وضبط النفس لتغليب المصلحة العليا للوطن والتوافق الوطني.
- الجزائر، استنكرت المحاولة الانقلابية التي حصلت في السودان والتي تتنافى مع الاتفاق السياسي والنصوص التأسيسية لاتفاقيات الخرطوم واتفاقية جوبا للسلام، وقالت الخارجية في بيان إنه في الوقت الذي كانت فيه الشعوب الإفريقية تعتبر بأن عهد الانقلابات والتغيرات غير الدستورية التي كانت تتراكم قد ولى في إفريقيا، شهد السودان مؤخرا محاولة انقلاب تستنكرها وتدينها الجزائر باعتبارها تتنافى مع الاتفاق السياسي والنصوص التأسيسية لاتفاقيات الخرطوم واتفاقية جوبا للسلام، المندرجة ضمن عملية الانتقال الناتجة عن الإدارة التوافقية للـطراف المدنية والعسكرية السودانية، ودعت الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي إلى تكثيف الجهود من أجل التأكيد على تعزيز عملية إرساء الديمقراطية في إفريقيا وتمسك الدول الأعضاء بالمبادئ الأساسية للاتحاد الإفريقي، لا سيما رفض أي تغيير غير دستوري للحكومات وأي استيلاء على السلطة بالقوة لضمات احترام سيادة الدول واستقلالها وسلامتها الإقليمية ووحدتها الوطنية ومكاسب شعوبها الشقيقة لا سيما الحوكمة الرشيدة.
- إثيوبيا، تتابع حكومة إثيوبيا التطورات في السودان، ينبع ذلك بشكل خاص من الروابط الأخوية القوية التي كانت قائمة بين شعبيهما منذ قرون، إذ لعبت الحكومة الإثيوبية دوراً هاماً في التوسط بنجاح في تشكيل حكومة ائتلافية تتألف من عنصريها المدني والعسكري، واعتماد الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية، ولذلك فإن حكومة إثيوبيا تدعو جميع الأطراف إلى الهدوء ووقف التصعيد في السودان، وبذل كل جهد ممكن من أجل إنهاء هذه الأزمة سلميا، ضرورة احترام التطلعات السيادية لشعب السودان وعدم تدخل الجهات الخارجية في الشؤون الداخلية للسودان.
ثالثاً:- مواقف الدول الاقليمية ودول الخليج:
- تركيا، أعلنت أنها نشعر بقلق بالغ إزاء الأنباء المتعلقة بمحاولة الانقلاب في السودان في 25 أكتوب2021، وتؤكد على أن تلتزم جميع الأطراف في السودان بالالتزامات الواردة في إطار الإعلان الدستوري والامتناع عن تعطيل العملية الانتقالية.
- السعودية، تدعو إلى ضبط النفس والتهدئة في السودان، وتتابع بقلق واهتمام بالغ الأحداث الجارية في جمهورية السودان الشقيقة، ودعت السعودية، في بيان أوردته وكالة الانباء السعودية ( واس) إلى أهمية ضبط النفس والتهدئة وعدم التصعيد، والحفاظ على كل ما تحقق من مكتسبات سياسية واقتصادية، وكل ما يهدف إلى حماية وحدة الصف بين جميع المكونات السياسية في السودان الشقيق.
- الامارات، أكدت الامارات على أهمية حماية سيادة ووحدة السودان، وحرصها على استقراره بما يحقق مصلحة وطموحات شعبه في التنمية والازدهار، والحفاظ على ما تحقق من مكتسبات سياسية واقتصادية في السودان.
- قطر، دعت كافة الأطراف إلى عدم التصعيد، واحتواء الموقف وتغليب صوت الحكمة، والعمل بما يخدم مصلحة الشعب السوداني الشقيق نحو الاستقرار والعدالة والسلام، إعادة العملية السياسية إلى المسار الصحيح تحقيقا لتطلعات الشعب السوداني.
- البحرين، ابدت إيمانها بـقدرة القوى السياسية السودانية على تجاوز هذه الأزمة بالحوار والتفاهم، وضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار والسلم في السودان.
- الكويت، دعت كافة الأطراف إلى تغليب الحكمة وضبط النفس والتهدئة، وتجنب التصعيد بما يصون المصالح العليا للسودان ويحفظ أمنه واستقراره ومكتسباته السياسية والاقتصادية، ويحقق آمال وتطلعات شعبه الشقيق ويصون وحدته.
رابعاً:- مواقف المنظمات الاقليمية:
- الاتحاد الأفريقي، دعا رئيس مفوضية الاتحاد ( موسى فقي) إلى الحوار الفوري بين الجيش السوداني والمدنيين بعدما اعتقلت قوات الأمن عددا من الشخصيات المدنية في الحكومة الانتقالية، كما أدان الاتحاد سيطرة الجيش السوداني على السلطة وحلّ الحكومة الانتقالية ورفض بشكل كامل تغيير الحكومة غير الدستوري الذي اعتبره أمراً غير مقبول وإهانة للقيم المشتركة والمعايير الديموقراطية للاتحاد الإفريقي، ورحّب بالإفراج عن رئيس الوزراء عبدالله حمدوك الذي أوقفه صباح الاثنين عسكريون وأفرجوا عنه مساء الثلاثاء، ودعا للإفراج الكامل وغير المشروط عن جميع المعتقلين، بينهم الوزراء والمسؤولون المدنيون الآخرون.
- للأمم المتحدة، قلقة جداً بشأن التقارير حول انقلاب جارٍ ومحاولات لتقويض عملية الانتقال السياسي في السودان.
- الجامعة العربية، جامعة الدول العربية، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية ( أحمد أبو الغيط) عن بالغ القلق إزاء تطورات الأوضاع في السودان وطالب جميع الأطراف السودانية بالتقيد بالوثيقة الدستورية التي تم توقيعها في 2019.
- منظمة التعاون الإسلامي، دعت الأمانة العامة للمنظمة جميع الأطراف السودانية الى الالتزام بالوثيقة الدستورية وبما تم الاتفاق عليه بشأن الفترة الانتقالية، وأكد الأمين العام للمنظمة ( يوسف بن أحمد العثيمين) على أن الحوار هو السبيل لتجاوز الخلافات تغليبا للمصلحة العليا للشعب السوداني، ولتحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار والتنمية الازدهار.
- الاتحاد الأوروبي، يدعو الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف والشركاء الإقليميين إلى إعادة عملية الانتقال إلى المسار الصحيح
خاتمة:
مما سبق يمكن القول أن ما يجري انقلاب عسكري سواء كان فاشل أو ناجح، فأنه نتج عن تحرك المكون العسكري رغبة في السلطة ، وبالرغم من أن البعض اطلق على ما حدث تسمية الانقلاب ورفض البعض الآخر هذه التسمية، إلا أن كل طرف ممن اطراف الصراع سواء المدني أو العسكري كان يتلقى والتأييد التي تقف خلفه القوى الخارجية، والتي تعمل على تحقيق هدف أو اكثر عن طريق دعم احدى مكونات السلطة الانتقالية ضد الاخرى، ويمكن التماس ذلك بصورة واضحة من ردة فعل بعض القوى الدولية رداً على ما يجري في السودان، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية المؤيدة للانتقال الديمقراطي وتقديم كافة الوسائل الممكنة لتسيير عملية التحويل الديمقراطي بل وحتى فرض العقوبات في حال تعثر هذا الانتقال أو الاخلال به؛ لإدارة السلطة المدنية للبلاد وعدم السماح للعسكر بقيادة البلاد خاصة بعد الاحاطة بنظام البشير الذي كان يقف على رأسه العسكر، بينما تقف قوى دولية أخرى خلف العسكر ودعمهم من أجل زعزعة الامن والاستقرار السياسي من أجل خلق مبرر السيطرة، ويمكن ان نجد ذلك واضحا في القوى الذي رفضت تسمية ما يحدث اليوم بأنه انقلاب عسكري وتصفه بتوسيع السلطة أو انه انتقالاً للسلطة أو وتوسيع الحاضنة السياسية لتشمل قوى أخرى وظهر ذلك بالموقف الروسي خلال جلسة مجلس الامن الدولي .
الهوامش :
- مقداد خالد، مظاهرات 21 أكتوبر بحسابات الربح والخسارة لأطراف الحكم بالسودان، مركز دراسات الجزيرة، 23/10/2021، متاح على الرابط التالي: ( 3/11/2021):
- تظاهرات 21 أكتوبر الخرطوم تغلق الجسور وتنشر الجيش، سكاي نيوز عربية، 21 تشرين الاول، متاح على الرابط التالي: ( 3/11/2021):
- السودان.. تحركات عسكرية واعتقال أغلب أعضاء مجلس الوزراء، آر تي عربية، 25/10/2021، متاح على الرابط التالي: ( 5/11/2021):
- الأمم المتحدة تتعهد بدعم السودان لإنجاح التحول الديمقراطي، وكالة السودان للأنباء (سونا)، 22/10/2021، متاح على الرابط التالي: ( 5/11/2021):
https://suna-sd.net/read?id=725756
- يوسف محمود، انقلاب السودان وتداعياته.. قراءة في مواقف دول الخليج، الخليج أونلاين، 26/10/2021، متاح على الرابط التالي: ( 5/11/2021):
- محمد جميل احمد، السودان… رهانات ما بعد 30 أكتوبر، اندبندنت عربية، 31 تشرين الاول، متاح على الرابط التالي: ( 5/11/2021):
- مبعوث أمريكي: الجيش السوداني مارس “ضبط النفس” في مواجهة الاحتجاجات، رؤى سويسرية، 2 نوفمبر، متاح على الرابط التالي: ( 5/11/2021):
- انقلاب السودان: مقتل 3 متظاهرين في “مليونية 30 أكتوبر” والجيش يعزل العاصمة، bbc عربية، 30 اكتوبر، متاح على الرابط التالي: ( 5/11/2021):
https://www.bbc.com/arabic/middleeast-59059388
- المواقف العربية والعالمية تجاه “انقلاب” الجيش السوداني على حكومة حمدوك، rt عربية، 25/10/2021، متاح على الرابط التالي: ( 5/11/2021):
- تغطية متواصلة للتطورات في السودان: إدانة دولية وسقوط قتلى ،DW عربية، 25/10/ 2021، متاح على الرابط التالي: ( 5/11/2021):
- مجلس حقوق الإنسان الأممي يدعو إلى “عودة فورية” للحكومة المدنية في السودان، فرانس 24، 6/11/2021، متاح على الرابط التالي: ( 6/11/2021):
- محمود سامي، عمق إستراتيجي وقضايا مصيرية.. تساؤلات حول الموقف المصري من “الانقلاب” في السودان، الجزيرة نت، 26/10/2021، متاح على الرابط التالي: ( 6/11/2021):
- سامر إلياس، التحالف مع الدكتاتوريات ودعم الانقلابات ركيزة أساسية لسياسات روسيا، موقع سوريا، 29/10/2021، متاح على الرابط التالي: ( 6/11/2021):