دور المرافق والخدمات العمومية في مواجهة الفقر وتحسين مستوى التنمية البشرية

مؤلف جماعي شارك فيه مجموعة من الباحثين المميزين‬‎ ضمن مبادرة دعم الشباب الباحثيين لتأليف كتب جماعية برعاية #المركز_الديمقراطي_العربي ألمانيا – برلين

من أجل تأسيس التواصل والتفاعل بين الثقافات المختلفة وتشكيل مجتمع علمي يضم باحثين من المحيط إلى الخليج  إضافة إلى معالجة المشاكل الحضارية المشتركة والرؤى المستقبلية وفق متغيرات مستمرة.

تنسيق : د. عبد الحق اهندار – باحث في الجغرافيا –  المغرب

نسخة “pdf”-

دور المرافق والخدمات العمومية في مواجهة الفقر وتحسين مستوى التنمية البشرية

الطبعة الأولى “2022″ –من  كتاب: – دور المرافق والخدمات العمومية في مواجهة الفقر وتحسين مستوى التنمية البشرية

جميع حقوق الطبع محفوظة #المركز_الديمقراطي_العربي ولا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو اي جزء منه أو تخزينه في نطاق إستعادة المعلومات أو نقله بأي شكل من الأشكال، دون إذن مسبق خطي من الناشر .

تقديم:

يعد الوصول والاستفادة من مجموعة شاملة من المرافق والخدمات العمومية أمرا ضروريا لتحقيق أهداف التنمية البشرية المستدامة في مختلف جوانبها (الاقتصادية والاجتماعية والثقافية)، وضمان تكافؤ الفرص بين المناطق الحضرية والقروية، وبين مختلف فئات وشرائح المجتمع.

ويشكل الوصول العادل ودون قيود إلى مختلف أصناف المرافق والخدمات سواء الاجتماعية أو الصحية أو التعليمية أو الإدارية… حقا أساسيا من حقوق الإنسان نصت عليه المواثيق الدولية، بدءا بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة 1948 والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية سنة 1962، إلى اتفاقية حقوق المرأة  1979 واتفاقية حقوق الطفل 1989، وصولا إلى الجيل الجديد من حقوق الإنسان، وقد صادقت معظم الدول العربية على هذه الاتفاقيات، إذ أنها أصبحت ملزمة باتخاذ كافة الاجراءات والتدبير لتوفير المرافق والخدمات العمومية، مع ضمان عدالتها وكفايتها وكفاءتها بهدف للاستجابة لحاجات الأفراد والجماعات.

وتؤكد نتائج الدراسات التي انجزت في موضوع المرافق والخدمات العمومية سواء على المستوى الدولي أو على صعيد المنطقة العربية تأثيرها على النمو والتنمية، حيث توجد علاقة قوية ما بين الاستثمار في المرافق والخدمات العمومية والتنمية، إلا أن هذه العلاقة ستبقى محل جدال ونقاش كبير، إذ أن تأثيرها الفعلي على محاربة الفقر والمساواة وتحسين مستوى التنمية البشرية لازال موضع تساؤل كبير، على الرغم من أن هناك إجماع على ان الاستثمار في  المرافق والخدمات العمومية في ظل الظروف المناسبة يساهم في الحد من الفقر وعدم المساواة المكانية والمجتمعية.

إن القيمة العلمية للبحث في موضوع المرافق والخدمات العمومية تتجسد في كونها ملتقى ومنبعا لحقول معرفية، بتداخل فيها البعد النظري بالتطبيقي الإجرائي، كما تختلف المناهج والأدوات المعتمدة في مقاربة الظاهرة باختلاف المشارب والتخصصات العلمية كعلم الجغرافيا وعلم الاقتصاد والسوسيولوجيا والأنثروبولوجيا والقانون… وغيرها. فالمرافق والخدمات العمومية تساهم في هيكلة وتنظيم المجال الذي يحتضنها وتحسين نوعية حياة الأفراد والجماعات وتأهيلهم للمساهمة في نهضة المجتمع وتنميته، فهذه الظاهرة هي ظاهرة تهم كل فرد من أفراد المجتمع من أصحاب القرار والمنظمات غير الحكومية وجمعيات المجتمع المدني والساكنة المحلية… إذ أنها ظاهرة مجتمعية بامتياز لا يمكن لأي باحث في حقول العلوم الإنسانية والاجتماعية ان يتجاهلها أو يستغني عنها.

وإذ نقترح على الباحثين والفاعلين والجمعيات وكل المهتمين بموضوع “دور الخدمات والمرافق العمومية في مواجهة الفقر وتحسين مستوى التنمية البشرية” من مختلف أنحاء الوطن العربي، فإن منطلقنا من ذلك فيما أثبتته ثورة الجغرافيا وباقي صنوف العلوم الإنسانية والاجتماعية في معالجة مشكلات وظواهر اجتماعية (إنسانية) بمسألتها وتحليلها وتفسيرها واقتراح حلول وتوصيات علمية تطبيقية لأصحاب القرار والمخططين من أجل التخطيط السليم للقضايا التي تطرح مشكلات على المجتمع بغية تخططيها تخطيطا سليما للإجابة للحاجات المتنوعة والمتزايدة والمواطنين وتنميتها في إطار تنمية مستديمة لإشباع حاجات الأجيال المقبلة، وخاصة في ظل النمو الديمغرافي المتزايد.

فهرس المحتويات 

• الناشر: المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية