التسويق المستقبلي: ما السر وراء وصول أمازون إلى مصر؟

"أول العشرة، وبما أن موعد وصول المولود الجديد قد أصبح قريبًا، إليك هدية جديدة يقدمها لك فريق عملاق التجارة "أمازون"، بمجرد أن تصلك هذه الرسالة من شركة أمازون، لربما تقول في قرارة نفسك، أي مولود؟ هل هذه مجرد خدعة من شركة "أمازون" من أجل الترويج لمنتجاتها؟

التسويق المستقبلي: ما السر وراء وصول أمازون إلى مصر؟

وفي اليوم التالي، ستجد طردًا قد وصل إليك يحمل على غلافه نفس العبارة "أول العشرة"، أو عبارات مغايرة ولكنها في ذات السياق، فتتساءل حينها، حقا هذا الطرد لي؟ اجل الحقيقة أن الطرد جاء مخصصًا لك وفقًا للعنوان الذي أدخلته على موقع الشركة "أمازون"، وحتمًا سيجعلك فضولك تسارع لتفحص محتوى الطرد؛ لتجد بداخله علبة حليب وبعض الحفاضات وأشياء أخرى قد تجعلك تقف مذهولًا من هول الصدمة، وهذا بالفعل ما يسمى التسويق المستقبلي.

من الجلي أن عملاق التجارة اختار الموقع الاستراتيجي والسوق الأكثر اتساقًا وتحقيقا لأهدافه للهيمنة وفرض سيطرته طولًا وعرضًا والقضاء على الشركات التجارية الصغيرة منها والكبيرة، خاصة في ظل التطور التكنولوجي والانفتاح الرقمي واعتماد العديد من الدول الناشئة على إدخال تقنية البلوكتشين في أنظمتها بهدف تحسين اقتصادها، ولكن هل للتقنيات التكنولوجيا تأثير كبير على أقتصاد الدول؟ للتعرف أكثر حول مبادئ تقنية البلوكتشين، طالع معنا: اراب فاينانشيال

 

قراءة أفكار المستهلك

اعتمدت عملاق التجارة منذ فترة وجيزة على استراتيجية جديدة لتسويق منتجاتها قائمة على الفكرة المستقبلية، حيث أرسلت عدة رسائل إلكترونية تحمل عنوان "هدية في طريقها إليك"، حتى لو لم يكن للمستهلك أي مشتريات أو لوائح من الموقع، ولم يطول الأمر كثيرًا حتى سارعت أمازون للعدول عن فكرتها مبررة أن خلل تقني ساهم في وصول الرسائل الإلكترونية للمستخدمين، وذلك بعدما أعرب المستخدمين عن انزعاجهم من رسائل عملاق التجارة، ولكن لنضع مبرر الشركة جانبًا، فعملاق التجارة يستطيع التنبؤ بكل ما تريد شراءه من الموقع بمجرد الدخول إلى الموقع والبحث عنه.

منذ بزوغ فجر الحضارات، سارع البشر لفهم سلوك بعضهم البعض، فالتجار أصبحوا يتنبؤون بحاجات ومطالب المستهلكين من أجل تلبية رغباتهم، وكذلك السياسي الذي يسوق لحملته الانتخابية وفقًا لميول وآراء الجماهير، وكذلك أيضًا الجنرال الذي يتنبأ بسلوك الأعداء، ومن هنا نستنتج أن تحليل السلوك أصبح استراتيجية هامة ومعتمدة، فلا مجال للخطأ.

يكمن السر في التحليل السلوكي في التعرف على الأحداث والتي بدورها تشكل طريقًا يسلكه المستخدم عبر شبكة الإنترنت، فكل نقرة على جهاز الهاتف، أو الحاسوب، وكل قراءة لمنشور ما على الإنترنت، وكل تطبيق ومقطع فيديو تشاهده، أو كل محاولة للشراء من خلال الإنترنت يتم تتبعها وتسجيلها بشكل منفرد لكل مستخدم، ويتم بكل تأكيد استخدامها في عمليات تحليل السلوك.

تعتمد شركة "أمازون" وبشكل رئيسي على بيانات المستخدمين في تحليل سلوكياتهم، كما تهتم الشركة بمعرفة المراحل الخاصة التي تحدث فيها تغييرات جذرية في حياة المستخدمين وسلوكهم الشرائي، لذا تحاول دائمًا عرض منتجاتها بطريقة صحيحة؛ لكي تكسب عميل لسنوات طويلة.

 

أمازون في مصر: فما ترتيبها في السوق المستقبلي؟

في ظل التطور الرهيب الذي تعتمده شركة أمازون على عكس الشركات التجارية الأخرى التي أصبحت قاب قوسين أو أكثر لإعلان إفلاسها، سارعت أمازون لفتح مقرًا لها في مصر والتي تعتبرها بيئة خصبة للاستثمار بسبب موقعها الاستراتيجي في ترتيب السوق المستقبلي، حيث تحل مصر في المرتبة الثانية في الأسواق المستقبلية وفقًا لما صرح به موقع "Business Insider"، ولكن ماذا ستضيف أمازون لمصر؟

تخطط شركة أمازون لجعل مصر مركزًا رئيسيًا لصناعة منتجاتها في دول الشرق الأوسط وفقًا للتقنيات الصناعية التكنولوجية المتطورة للشركة، بحسب ما صرحت به مديرة سياسات الشرق الأوسط في شركة أمازون "داليا النصر".

 

أخطاء البداية ليست معيارًا للحكم على التجربة

عبر الجمهور المصري عن امتعاضه الشديد من موقع الشركة غير المنظم والذي يفتقر إلى العروض المميزة، مقارنة بمواقع الشركة الأخري في الدول الأجنبية، حيث شعر العديد من المستخدمين المصريين أن الموقع لا يعتبر إرضاء المستهلك أولوية قصوى بالنسبة له، ولكن في حقيقة الأمر، من الخطأ أن تكون التجربة الأولى للشركة معيارًا للحكم على نجاحها أو فشلها، فشركة أمازون معروفة بثقلها في السوق، وهذه ما هي إلا مجرد بداية فقط.

 

(Prime Air): خيار أمازون المستقبلي

تضع شركة أمازون أمامها هدفًا حقيقيًا للتغلب على عيوبها في إيصال الطلبات للعملاء خلال فترة وجيزة، فبعد أن كان العملاء بحاجة للإنتظار لليومين أو أكثر لاستلام طلباتهم، أصبح الآن بإمكانهم الحصول على طلباتهم في غضون ساعات.

منذ عام 2019، عملت شركة أمازون على إطلاق خدمة جديدة لتوصيل الطلبات للمستخدمين بواسطة طائرة متنقلة بدون طيار تطلق عليها اسم "Prime Air"، وكان من المحتمل أن تبدأ الشركة بإيصال الطلبات لأصحابها خلال وقت قليل من الطلب في حال لم يتجاوز حجمه 3 كيلو جرام، إلا أن بعض المشكلات التقنية حالت دون ذلك.

تعمل الشركة في الوقت الحالي على دراسة طرق عديدة لتحسين خدمات إيصال الطلبات للأفراد خلال مدة لا تتجاوز الـ 30 دقيقة، فعلى غراره متاجرها المتطورة والتي تتيح للمستخدمين طلب منتجاتهم من خلال التطبيق وإيصالها إليهم خلال فترة وجيزة لا تقل عن 12 ساعة ولا تزيد عن 24 ساعة، تتطلع الشركة لإيصال منتجاتها من مستودعاتها بواسطة الطائرات بدون طيار للمستخدمين خلال فترة قصيرة جدًا بواسطة الطائرات في نطاق جغرافي لا يزيد عن 15 كيلومتر، ومن المحتمل أن نرى هذه الخدمة خلال وقت قصير جدًا في المحافظات المصرية كافة.

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
6af9cdd53e769c1e17f1d787e9f0e2c2