مراجعة وتحرير: د. طالب عبد الجبار الدّغيم – المركز الديمقراطي العربي
أرسل الباحث الأمريكي جون بي والترز تقريراً اِستخباراتياً إلى اللجنة الإستراتيجية للدفاع الوطني الأمريكي، ومن ثم نَشرَه معهد هدسون Hudson Institute ومجلة فورين أفيرز الأمريكي بعنوان: هزيمة المحور الصاعد
يقول مؤسس معهد هدسون هيرمان كان: “في بعض الأحيان، لحل مشكلة ما عليك أن تجعلها أكبر.. ولهزيمة محور المعتدين الصاعد، تحتاج الولايات المتحدة الأمريكية إلى إلقاء نظرة كبيرة على ساحة اللعب، والاستفادة من قوتها العسكرية والاقتصادية والمعلوماتية لمواجهة التهديد الموحد الذي تفرضه الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية على النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة”.
… وقد استخلصت من التقرير النقاط الآتية:
أولاً: لا يوجد بديل عن النصر: إذا أرادت أمريكا ردع الحرب على المدى الطويل ، فإنها تحتاج إلى السماح للتوترات بالارتفاع على المدى القصير، وتتلخص الخطوة الأولى في تنفيذ السياسات الكفيلة بإعادة تسليح المؤسسة العسكرية الأميركية، والحد من النفوذ الاقتصادي للصين، وتجنيد تحالف أوسع لمواجهة الصين. وتحتاج واشنطن إلى الاستجابة للجيل القادم من الاضطرابات الجيوسياسية ممثلاً بصعود محور الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية، والاعتراف بالحاجة إلى طاقة رخيصة وفيرة، وواقعية تجارية جديدة، واختراقات الذكاء الاصطناعي.
ثانياً: تحتاج واشنطن إلى إعادة ضبط ستراتيجياتها الدفاعية والاقتصادية والدبلوماسية لتحقيق مباراة ضد المحور: إنه يجب على الولايات المتحدة تطوير قدرات قتالية متقدمة تمنحها مزايا غير متماثلة على خصومها. مع التكنولوجيا المتفوقة والمفاهيم التشغيلية المبتكرة، بالإضافة إلى تحفيز الاستثمارات في الصناعة المحلية، وخاصة في القطاعات التي من شأنها تعزيز قاعدة التصنيع، ومساعدة واشنطن على فرض سيطرة أكبر على سلاسل التوريد التي تدعم الإنتاج العسكري. وواشنطن لديها حلفاء وشركاء، لذلك تحتاج إلى التأكيد على المشاركة الثنائية، والتحالفات الصغيرة بدلاً من محاولة العمل من خلال عمليات متعددة الأطراف مترامية الأطراف.
ثالثاً: يجب على الولايات المتحدة إعادة اكتشاف السلام من خلال القوة: وقد تقدم السيناتور روجر ويكر (R-MS) بتقرير عنوانه “السلام في القرن الحادي والعشرين من خلال القوة”، وهو الذي يضع استراتيجية لاستعادة الردع العسكري الأميركي. وأضاف في تقريره: لا يمكن لجيش أميركي واحد يناسب الجميع أن يواكب الصين في حين يحافظ أيضاً على التزامات أميركا تجاه حلفائها وشركائها العالميين. ولاستعادة هذه الميزة، يتعين على المؤسسة العسكرية الأميركية أن تَستفيد من التكنولوجيات القائمة والناشئة لتطوير “قوة تحوط” من شأنها أن تقلل من المخاطر التي قد تواجهها واشنطن أثناء غزو تايوان، وتمكن من تكوين جيش أميركي أكثر مرونة. ولأن محور الخصوم اكتشف بأن الطريقة الأكثر مباشرة لكسر النظام الذي تقوده واشنطن، تتلخص في تقويض مصداقية التحالفات العسكرية الأميركية من خلال الهجمات التقليدية والتهديدات النووية. ولذلك يجب على واشنطن تكييف موقفها الاستراتيجي، وتكوينها لمواجهة هذا التهديد وإقناع الخصوم بأنهم لا يستطيعون التفوق عليها أو تصعيدها.
تاريخ التقرير: 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2024م
رابط التقرير: