بعض الجوانب من التراث الثقافي اللامادي بقبيلة السماعلة الشفهي أنموذجا
اعداد : الصافي عبد الرزاق[1] – المركز الديمقراطي العربي
مقدمة:
يعتبر التراث الثقافي اللامادي جوهر والإنسان والمعبر عن هويته، ولا تخفى على أحد أهميته خصوصا بعد الاعتراف الذي حضي به من طرف المنظمات الوطنية والدولية، فقبيلة السماعلة تمتلك امتدادا تاريخيا وحضاريا وثقافيا مهما في المجال القبلي االورديغي، وهذا الإرث يعتبر المرآة العاكسة لقيم وتمثلات وثقافة وتاريخ القبائل في تفاعلها مع المجال، ومن هذا التراث اللامادي الثقافي يشكل الشفهي جزءا رئيسيا لدى الساكنة والمعبر عن همومها ومعاناتها وأفراحها خاصة أنها ابتكرتها في تفاعلها مع تضاريس ومناخ وحيوان المنطقة.
- أهمية البحث:
- قد تسهم نتائج البحث الحالي في تكوين تصور علمي عن مدى أهمية التراث اللامادي في حياة
الفرد والمجتمع.
- إغناء الدراسات المرتبطة بهذا الجانب نظرا للخصاص الموجود، وإحداث تراكم معرفي حول
الموضوع.
- بناء أدوات جديدة للبحث في هذا المجال وتوضيح طريقة استخدامها والنتائج المترتبة عنها.
- تسليط الضوء على مجتمعات وعلى خصوصيات ثقافية كانت قد تناست أو في طريق النسيان.
- توجيه نظر الباحثين القادمين إلى إيلاء هذا النوع من البحوث أهمية كبيرة والتأكيد عليهم لكونه
يسعى إلى حفظ الذاكرة الجماعية.
خامسا: أهداف البحث:
- الأهداف العملية: الاهتمام بالمعيش اليومي الذاكراتي الشفهي لكونه يشكل ذاكرة الإنسان وهوية
المجال، سيمكن من دراسة المجال، كما أنه ينبغي الحفاظ عليه للأجيال المقبلة لأنه يشكل هويتها.
- الأهداف العلمية: تنويع مقاربات دراسة المجتمعات من خلال النبش في التراث اللامادي الشفهي
الذاكراتي.
- مشكلة البحث وفرضياته ووسائله وأدواته:
تسعى هذه المقالة المتواضعة إلى دراسة المجتمعات دراسة وصفية تقوم على رصد أدق تفاصيل حياة الإنسان اليومية والمرتبطة بالتراث الشفهي الذي تختزنه ذاكرات الإنسان السمعلي بمنطقة وادي زم وورديغة عامة، والذي كان يستند عليه في تحقيق المتعة والترفيه وإعمال العقل، ومن هنا كانت الإشكالية المحورية لموضوع البحث هي؛ ما هي خصائص بعض التراث الشفهي السائد بمدينة وادي زم قبيلة السماعلة أنموذجا؟
ومن أجل الإجابة عن هذه الإشكالية طرحنا مجموعة من التساؤلات الفرعية على الشكل التالي:
- هل يمكننا أن نتوقع بأن السماعلة تحتوي على تراث شفهي ترفيهي؟
- ما هي خصائص هذا التراث الشفهي؟
- هل يمكن للتراث الشفهي تحقيق المتعة والترفيه في ظل ظروف المجال؟
وللإجابة عن هذه الإشكالية اعتمدنا على وسائل وأدوات منها:
المقابلة والملاحظة والمشاركة والتسجيل، حيث حرصت أشد الحرص على تسجيل وتدوين الأشياء في أدق تفاصيلها كلما سنحت الفرصة بذلك، من خلال تسجيل يعتمد على الملاحظة والمشاركة، تسجيل لتفاصيل حياة الإنسان اليومية بكل دقة، وفي ذلك قد يرى البعض إطنابا وعدم الفائدة، وفيه أرى تدقيقا واستفاضة في البحث عن الخصوصية التراثية اللامادية للإنسان بالمنطقة.
- ما هي خصائص التراث الثقافي اللامادي الشفهي بالسماعلة؟
- ما هي أدوار هذا التراث في تحقيق المتعة والترفيه؟
وللإجابة عن هاته الإشكالية استندنا على منهج تاريخي وصفي، يهدف إلى إبراز خصائص الألغاز والتحاجي في حياة الفرد والمجتمع.
المحور الأول: التراث: مفهومه، أهميته، أقسامه
- لغة:
- لفظ التراث اسم مشتق من ورث بالكسر، في الماضي والمضارع، كوعد يعد. يقال: ورث فلانا وورث منه.
- التراث في اللغة مصدر من الفعل ورث وهو ما يخلفه الرجل لورثته، وهو الميراث أيضا أي ما يتركه الإنسان لورثته الذين أتوا من بعده.
- أهمية التراث وضرورته:
- التراث صلة وصل بين الوارث والموروث، بين القديم والجديد، بين الأصالة والمعاصرة.
- يندرج مفهوم التراث في أنه امتداد السلف في الخلف واستمرار ما ورثه الأبناء والأحفاد عن الآباء
والأجداد، بمعنى أنه نقطة انطلاق نحو المستقبل.
- اقسام التراث:
- التراث المادي: يشمل المباني الاثرية وما تكشفه الحفريات وتضمه المتاحف ويمثل عموما الآثار
الثابتة مثل بقايا المدن والعمائر الدينية والمعالم المعمارية والتحصينات العسكرية والمنشئات المائية والزراعية والمدافن…، والآثار المنقولة مثل المنحوتات والمواد المنقوشة والمخطوطات والمسكوكات والأدوات الفخارية والزخرفية والزجاجية والمنسوجات والأسلحة وأدوات الزينة، والموروثات الحرفية والصناعية والمعمارية.
- التراث اللامادي أو الاجتماعي: تراث حياتي قوامه قواعد السلوك والعادات المجتمعية والأمثال
والتقاليد ومنظومة القيم الاجتماعية، وهي تشكل بناء خلقيا متماسكا طويل الدوام، كبير الضغط والتأثير على الأفراد وإن يكن مقيما وراء الشعور والوعي في غالب الأحيان. ويشمل التراث اللامادي:
- الموروثات الشفهية كالحكايات والأمثال والأزجال واللهجات.
- العادات والسجايا والأزياء وغيرها من التقاليد الاجتماعية.
- الفنون الشعبية كالغناء والموسيقى والرقص والأهازيج.
- التراث الفكري: قوامه ما قدمه السابقون من علماء وكتاب ومفكرين ومسؤولين سياسيين كانوا
شهودا على عصورهم ومبدعين من خلالها فهو” الإرث الثقافي الذي وصل إلى الأمة عبر العصور، وليد تفاعل الأجيال، مكونا ما بلغته في مضمار المعرفة والخبرة، وفي مجال العقل والروح، وعلى صعيد العاطفة والذوق، مما يمثل عبقريتها، ويبرز نبوغها ويبلور دورها، أي ما صدر عنها من إبداعات وإسهامات في مختلف الميادين الفكرية والأدبية والفنية وما إلى ذلك من مهارات دقيقة”[2].
يمكننا أن نعطي تعريفا عاما شاملا للتراث انطلاقا مما قاله محمد عابد الجابري الذي يعرف التراث على انه “خزان للأفكار والرؤى والتصورات تأخذ منه الأمة ما يفيدها في الحاضر أو ما هو قابل لأن يعين على حركة التقدم”[3]، كما يعرفه بأنه كل ما هو حاضر فينا او معنا من الماضي سواء ماضينا او ماضي غيرنا، سواء القريب منه أم البعيد”[4].
المحور الثاني: البنية الطبيعية والبشرية؛
- الموقع:
تقع قبيلة السماعلة في وسط المغرب، ﺗﺣد ﺷﻣﺎﻻ ﻣن طرف ﻗﺑﺎﺋل زﻋﯾر وزيان، و ﺷرﻗﺎ ﺑﻧﻲ زﻣور، وﺟﻧوﺑﺎ ﺑﻧﻲ ﺳﻣﯾر بينما غربا تحدها ﺑﻧﻲ ﺧﯾران، وﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﺟزءا ﻣن ورديغة الكبرى كما يسميها صالح شكاك، وهي تنتمي لبلاد تادلا العليا. و بالضبط الى مجال ما كان يعرف ببلاد تامسنا وفيها يقول حسن الوزان: ”تامسنا اقليم تابع لمملكة فاس, يبتدئ غربا عند أم الربيع وينتهي إلــــى أبي رقراق شرقا, والاطلس جنوبا وشواطئ المحيط شمال… كان فيه أربعين مدينة وثلثمائة قصر”[5].
ويعطي إبن خلدون تحديدا عاما للإقليم بقوله؛ ”تامسنا البسيط الفيج، ما بين سل ومراكش أوسط بـــلد المغرب الأقصى وأبعدها عن الثنايا المفظية إلى القفار”.[6]
- تضاريس:
تقع قبيلة السماعلة في هضبة الفوسفاط، وهي المنطقة متوسطة الارتفاع حسب قول بيروني ؟إذ تصل إلى حوالي 928. “ويعد الاقليم الجبلي الممتد بطول بلاد زايان على الضفة اليسرى لكرو أكثر إنخفاضا، و لايتعدى (900م)عند السماعلة، و(800م)عند بني خيران (في الكرن 901م)، وفي تاكربيت (845)على التوالي”[7].
لابد من أن نقول بأن هذا المجال الذي يعيش فيه الإنسان السمعلي يتميز بقسوة تضاريسه، “في تعارض مطلق مع بلاد زايان الوعرة والمتعرجة والغابوية جزئيا، تظهر هضبة تادلا كلها مستوية وذات عراء مقنط. وقلما تقطع التموجات رتابة الارض. وثمة مجاري عديدة نحتت هذه المنضدة، لكن لانتستطيع الكشف عنها الا بالوصول الى حواشيها نفسها ،وهي خنادق مفاجئة ومواتية لنصب الكمائن والفخاخ والتي جعلت من الاقليم لمدة طويلة مهلكة حقيقية ومكانا خطيرا… وفي الشتاء تنكشف على سطح الهضبة كميات من الحجارة والحصى، سواء لان هذه الهضبة تشكلت كليا من الصخور وأعطتها مظهر صحراء… أو لأن الأرض سميكة وخصبة ومختلطة بكثير من الأحجار…”[8].
المناخ:
يتميز مناخ بكونه مناخ قاري ،هذا مايوضحه مصطفى بن بوعزة الديكي في كتابه وادي زم الشهيدة وطنية ورجال:”بتصف بالحرارة صيفا والبرودة شتاء لاقترابه من سلسلة الاطلس المتوسط وسهول تادلة الشاسعة وجبال مولاي بوعزة ومايليها من جهة اخرى .الشيئ الذي جعله ممرا للعواصف الهوج والرياح العاتية والعواصف التي تخلف ضحايا كل سنة في الارواح والممتلكات”[9].
- المبحث الثاني: الإطار البشري:
قبيلة السماعلة من القبائل العربية التي استوطنت هضبة الفوسفاط وحسب إبن خلدون فإن هذه المنطقة إرتبط تعميرها بالهجرات العربية إلى المغرب وخصوصا هجرة بني هلال، حيث يقول: “هؤلاء الأحياء بالمغرب لهذا العهد فيهم بطون من قرة والعاصم، وغلب عليهم جميعا اسم جشم بن معاوية ابن بكر بن هوزان، وكان أصل دخولهم إلى المغرب أن الموحدين لما غلبوا على افريقية أذعنت لهم هؤلاء القبائل من العرب طوعا وكراهية، ثم كانت فتنة ابن غانية فأجلبوا فيها وإنحرفوا عن الموحدين، وراجعوا الطاعة لعهد المنصور،فنقل جمهور هؤلاء القبائل الى المغرب …ونقل جشم هؤلاء الدين غلب اسمهم على من معهم من الاحياء وانزلهم تامسنا”[10]
إن “تادلا موطن قبائل متعددة وعمارة واسعة “وتحدد دائرة المعارف الإسلامية عدد القبائل العربية القاطنة بهضاب إقليم تادلا في ست قبائل: “ويقطن إقليم الهضاب ست قبائل على شيء من البداوة” أصلها عربي وهي: أرديغة، وبنو خيران، وبنو زمور، وسماعلة، وبنو موسى، وتعيش في وادي زم وبجعد أو بجد، وإسمه الفصيح أبو الجعد، ودار ولد زيدوح”[11]
ويمكننا ان نشير إلى صالح شكاك الذي إعتبر قبيلة سماعلة وقبائل أخرى مجاورة لها عربية حيث يقول: “وفي مقام أخر ليست ورديغة سوى أحد بطون بني جابر شملت قبائل السماعلة وبني خيران وأولاد بحر، وورديغة هي ذات الهمة أم عبد الوهاب رفيق ابي زيد الهلالي وزوجة جابر الهلالي قائد عرب الهجرة الهلالية الى المغرب الاقصى”[12]
وتشمل قبيلة السماعلة مجموعة من القبائل الصغرى، وهي:
- اولاد فنان وتشمل ستة أفخاد وتمانية دواوير
- السيالغة وتضم خمس فخدات وخمس دواوير
- الحوازم تحتوي على خمس أفخاد
- أولاد الديك تشمل ثلاثة أفخاد وثلاث دواوير
- الطرش يوجد فيها ستة أفخاد وثمانية دواوير
- البراكسة ويوجد فيها خمسة فخدات وخمسة دواوير.
- العشاشكة ويوجد بها تمانية أفخاد.
المحور الثالث: نماذج من التراث الثقافي اللامادي بقبيلة السماعلة؛
- الأوصاف والنعوت:
الحديث عن الأسماء[13] والنعوت، يقودنا إلى الحديث عن اختلاف الدلالات، فهناك الأسماء التي لها علاقة بالمرجعية الدينية الإسلامية، تيمنا بأسماء الله سبحانه وتعالى، وتيمنا بفضائل السيرة النبوية الكثيرة، وهو ما يجعلنا نقول أن الأسماء والألقاب الشخصية تحمل في طياتها “معاني، بعضها لها دلالة تاريخية، أو لأصحابها مكانة خاصة والعكس صحيح. إن الفرق بين اللقب والاسم هو أن لقب الشخص قد يستمر لعهود طويلة، ما دام نسله مستمر، يتوارثه الأحفاد أبا عن جد، فهو بذلك حفظ للذاكرة واستمرار لسلالة معينة ومحددة، إنه الماضي والحاضر والمستقبل، وقد تتوارثه القبيلة كلها أو أفراد منها.
كذلك يميز اللقب الفرد داخل الجماعة والدولة، عكس الاسم الذي يميز صاحبه فقط داخل الأسرة، حيث يستخدمه الأب للتمييز بين أولاده، خاصة عندما يتوجه إليهم، أو يتحدث عنهم في غيابهم، بدل أن يستعمل الإيماءة أو انعطاف الصوت. كما أن الاسم سرعان ما يختفي بوفاة صاحبه”[14].
من الألقاب المنتشرة في مجال الجنوب المغربي منذ عهد الحماية إلى اليوم نجد؛ فُرورُو وهو لقب أعطي لجد إحدى العائلات يدل على عدم التريث في اتخاذ القرار، وقد استمر هذا اللقب إلى اليوم لدى العائلة الكبيرة والصغيرة، كما نجد لقب بَزَيطَم وهو لقب يدل على الرجل الشحيح منذ العهد الاستعماري ولازالت الأسرة تلقب به وتعرف بآيت بزيطم. كما نجد لقب خُوريبيقَا وهو الأخر يدل على عدم التريث في اتخاذ القرارات ولازالت العائلة إلى اليوم تسمى بهذا اللقب، كما نجد لقب العَوَرْ وهو يشير إلى الشخص المصاب بالعمى في أحد عينيه، بالإضافة إلى شوركْلي، وهو لقب يشير إلى الشخص الذي يأكل كثيرا ولا يهتم للآخرين أثناء الأكل، وكذا لقب البَحْليسْ وهو لقب للشخص الذي ينافق كثيرا وله مئة وجه، ولزال هذا اللقب إلى اليوم يطلق على العائلة بشكل كبير، ولقب سْليتَا والمقصود به الشخص الذي لا يستطيع القيام بالأعمال الشاقة ويتخذ الحجج الواهية، كما أن العديد من أصحاب هاته الألقاب لم يعد لهم انزعاج من سماعها، بل وأن العديد منهم اتخذها نسبا له، فنجد على سبيل المثال أسرة كانت تلقب باسم جدتها المسماة رابحة، ومن أجل تجاوز ذلك أطلقوا على أنفسهم اسم برابح، وهناك من لم يغيرها رغم انتسابهم إلى جدتهم على سبيل المثال ولاد زروالة، بالإضافة إلى من لقب باسم جده مثل ولاد بن عاشير، ولاد المعطي، ولاد موحا او بارك، ولاد محمد، ولاد الحاج الحسن.
تنتشر مجموعة من الأسماء الدينية بالجنوب المغربي، يمكننا أن نذكر على سبيل المثال لا الحصر: عبد الرزاق، عبد الباسط، عبد الرحمان، عبد الله، عبد الواحد، عبد الصمد، عبد السلام، عبد القادر، عبد المغيث، عبد الغفور، عبد الغني، عبد الخالق… إضافة إلى محمد، وأحمد، والمصطفى، وأمين، هي اذا أسماء ترتبط بالدين الإسلامي، “باعتبار أن الأحاديث النبوية كانت تحث على اختيار الأسماء الحسنة، لكون المسلم سيدعى باسمه يوم القيامة، ومن حق الابن على أبيه أن يحسن اختيار اسم له- خير الأسماء ما عبد وحمد-“[15].
زد على ذلك أسماء بنات الرسول صلى الله عليه وسلم، مثل فاطمة، زينب، خديجة، إضافة إلى فاطنة التي هي تحريف لفاطمة، وميمونة التي هي الأخرى تحريف لأم المؤمنين.
وفي نفس المنحى والسياق وغير بعيد عن ما هو ديني بكثير، أطلق سكان الجنوب المغربي أسماء أخرى تفاؤلا ببعض الأيام والشهور، والمناسبات الدينية التي تحظى بأهمية كبيرة لدى المسلمين، على سبيل المثال لا الحصر: بو جمعة، جمعة، الخميس، مولود، مولودة. كما نجد أسماء تبين أنها أسماء تفاؤلية، ترمز إلى الجمال وأخرى طالبة للأمن والسلام والعيش في سعادة، رغم كل المخاطر التي تهدد الحياة، من أمثلتها زروالة، ميمونة، وجميلة، وحفيظة، عيشة، زهرة، عبد الحفيظ، عبد الفتاح، صالحة، سعدية، محجوبة، الباتول، والبشير.
ونجد مجموعة من الأسماء لنساء، تتلصق أسماءهن بأسماء آبائهم، على سبيل المثال لا الحصر: فاطنة قريش، بَارْكَة َحْمَيْدَة َ، فاطنة أحمد، فاطنة العربي. إذ “تتحكم في اختيار الألقاب والأسماء مجموعة من العوامل، بعضها ذاتي، بينما الأخرى تخضع لعوامل شتى، ومنها مثلا المحيط الاجتماعي المتمثل في العادات والتقاليد، ثم الجانب الديني والإثني وشكل وصورة الفرد، إضافة إلى المزاج والعامل النفسي، والطموح والمناسبات واللغة، والبعد والقرب من الحضارة، والموقع الجغرافي والمكانة الاجتماعية، والقانون والوظيفة والحرفة”[16].
وبخصوص النعوت، فهي تصف الإنسان، منها التي تجمع الرجل والمرأة، على سبيل المثال لا الحصر؛ طَيَاشْ أي افراد قلائل من الناس، وَأَلْغَاشِي؛ والمقصود به شخص واحد، ثم نجد زْطِيوْنَح، وَدْحَيْكةَ، وبُيْعَا، وَقْجَيْمَةَ، وذلك لما يقوم به الشخص من تصرف غير لائق، الذي يتصف بالسداجة يطلق عليه دْحَيْكَةَ، والذي يتميز بالخوف، قْجَيْمَةَ، والذي يتميز بترترته بَيْعَا، كما نجد الذي يخدم مصالح الناس وليست له قيمة ذاتية لنفسه يسمى بِزْطِيوْنَحْ، كما نجد سَبْسَبْ الذي يطلق على الرجل ضعيف الوزن أو المرأة ضعيفة الوزن، بالإضافة خْدِيعَةَ التي تعني المرأة المتسخة والبشعة.
ونجد صفات أخرى مثل: جْيَدْ أي انه كريم ومعطاء، وَمْحَثَثْ أي أنه فقير لدرجة كبيرة، وَمْدَرْدَك أي الشخص الغني، وَأَلْحَارْ أي الذي يتميز بأنفة كبيرة، ويقوم بإنجاز عمله في الوقت المطلوب وبشكل جيد. وَنَاضِي أي الذي كما سبقت الإشارة ينجز عمله بالشكل المطلوب، وَحْرَشْ أي الذي يتميز بعنفه مع غيره، وَمْبَلْطْ والمقصود به الشخص الغبي، وَمَاضِي ومؤداه الشخص البخيل، وَمْكَيْلِيبْ أي الشخص الذي لايستخدم عقله. وَدَغْمُوُمِي والمقصود به الشخص الأسود، وَصْفْرِيطِي أي الشخص الأبيض، وَعْرَيْوَةَ أي الشخص الذي لم يحقق أي شيئ في حياته لا المادية ولا الشخصية. وَغُشْمِي أي أنه ساذج، أَلْجَنْسْ أَلْكْرَيْطِيطْ، أي أن الشخص يهان بقبيلته التي ينتمي اليها من خلال قول هذا النعت الذي يدل على البخل. كما يطلق نعت إوَا مُوبْلا هَذِي على الشخص الذي يتميز بافتعاله للمشاكل.
لا خمار أننا نجد نعوت أخرى ك مْبَنْدَدْ ونعت بَارْزْ وهو نعت يطلق على الشخص الذي يجد جماعة ما سواء عائلة أو غيرها تزاول في عمل معين وهو يظل ينظر إليهم مرتديا لباسا أنيقا، لذلك يطلق هذا النعت عليه حتى تتحرك فيه الأنفة ويشاركهم العمل. ونعت أَلْكُرْحْ أو قَلْتْ أَلْفَرْحْ ويطلق على الشخص الثرثار الذي يتقن الكلام ولا يقوم بأعماله على الوجه المطلوب، كما نجد نعت حَزْمُوُنِي أُو رَزْمُوُني أولا تْعَوْلُوُشْ عْليَ يتم نعت به الشخص الذي يقول لأهله أحضروا لي المعدات لأزاول نشاطا معينا مثلا حفر بئر فيتم إحضار الفأس وكل ما يحتاج إليه، لكنه ما إن يبدأ العمل حتى يقول لن أكمل لقد تعبت. بالإضافة إلى نعت وَشَاشْ أي أنه شخص أناني. وَخْرَيْبِيقَةَ يطلق هذا النعت على الذي ليس له تخطيط محكم في حياته بمعنى انه غير عارف بما يقوم به.
ونجد مجموعة من الصفات التي لها علاقة بالحيوانات، تطلق على الانسان، يمكننا ذكرها على الشكل التالي: جْرَيْوُ تْبَاعْ، تطلق على الذي ليست له قرارات ذاتية، فهو فقط تابع لأحد معين أو لمجموعة ما، حْمَارْ أَلَعَوْدَاتْ يطلق على الشخص الذي يتميز بحجمه الكبير ووزنه الكبير، كْلَيْبْ أَلْغَابَا، يقال هذا النعت للشخص الذي يتميز بقصر قامته، لكن مع ذلك فهو يتميز بعدوانيته وشراسته، ونعت دْحَيْشْ نْوَادْرْ، والمقصود به الشخص الذي يزور الناس من أجل الأكل.
“بالصحراء أيضا، وارتباطا بمصادر التأثير الأجنبي الذي ألقى بظلاله وظلامه بفعل التواجد الكولونيالي بالمنطقة، نجد كنايات كثيرة اخترقت –قسرا- هوية إنسان الصحراء، منها: الموتشو، خوسيفة، النيكْرُ، ماريا، دغباجة، الرُوخُ… وغير هذه النماذج كثير. إضافة إلى ذلك، ثمة أسماء وكنايات نسائية كثيرة مركبة كسَلًمْ بوها، وأم الخير وأم الفظلي، واحجبُوها، ومنت اخوالها ومعناها أنها تربت وشبت عند أخوالها. وفي هذا السياق يبرز المثل الحساني التالي: “اللي جاع يْكيس اخوالُ، واللي عْرا يْكيسْ اعمامُ”، ثم غْليجيله (ومعناها: أغلى جيلها)، تضاف إليها أسماء رجالية ك: سيد أحمد، محمد سالم/ محمد مولود، محمد فاضل، علي سالم، سالم بركة، سيد القوم، سيد العالم، أحمد بابا، محمد فيه البركة.. فضلا عن أخرى مفردة، منها: لحبيب، بلال، باهي، يسلمُ، الرًاكبْ…”[17].
ناهيك أننا نجد نعت قَيْبَارو كَيْدَارْ وهو نعت يطلق على الشخص المتميز بقوته نسبة إلى الحصان الذي يتميز بالقوة.بالإضافة إلى كل هذا نجد كلمات التعجب على سبيل المثال: أَنَرِي، أَوِيلِي، بْيَاضْتْ، كْحَالْتْ. نجد أهل الجنوب عند الالتقاء يسألون عن أحوال بعضهم بقول عبارات متعددة منها :شِيبَاسْ مَكَانْ، وَالُوبَاسْ وعند الرغبة في السؤال عن الأهل يقولون عبارة كِدَارُوا تَوْعْكُمْ.
- السحر: “إن أي مجتمع كيف ما كان نوعه لا يخلو من معتقدات، فهي كثيرة ومتنوعة
وتكون محفوظة في المتخيل الاجتماعي، ويبدو أن السحر هو أعظم هذه المعتقدات، ولا نختلف مع علماء الاجتماع والإنسان الذين استنتجوا أن السحر هو نتاج حاجات طبيعية مشتركة، كامنة في أعماق النفس البشرية المعقدة”[18].
ينتشر السحر بشكل كبير في المنطقة، إذ “يهيمن الحب على حياة المرأة المغربية كلها. ويولد تعدد الزوجات الرائج، والاختلاط في الحريم، والدعارة سهلة التعاطي وغير المنبوذة، كمية كبيرة من مظاهر الغيرة المتسمة بالعنف. وبهدف نيل الغلبة على منافسة مفضلة من قبل الزوج، تلجأ المرأة إلى الممارسات السحرية الأكثر غرابة. وتبعا لهذا، فالساحرة والسحر والحداد يضطلعون بأدوار بالغة الأهمية في المجتمع المغربي”[19].
وينقسم إلى نوعين سحر الخير وسحر الشر؛ فالأول يقوم به فقهاء ملتزمون تجاه من قصدهم ممن أصيبوا بألم في الرأس أو مشكل جنسي كالثقاف أو غياب التفاهم بين الزوجين، أو مرض الأطفال الصغار بالجعرة أو المس للكبار والصغار، أو تأخر في الإنجاب…، وسحر الشر الذي يقوم به بعض الفقهاء الغير ملتزمين، لذلك كانت تتم زيارة الفقهاء والشوافة لمدهم بكل مايمكنهم من مجابهة الشر الذي يحيط بهم، ومن بين مظاهر السحر:
- التوكال: “من فعل أكل، وعندما تستعمل في العامية المغربية، يقصد بها أكل السم في الطعام أو
الشراب، دون علم الضحية. وكلمة توكال كلمة غامضة تخيف في المغرب، وتعني بالتعبير الدارج كل ما يتم دسه للإنسان في الطعام أو الشراب من مواد سامة بغية إلحاق الأذى به. والتوكال ظاهرة قديمة ورد ذكرها في كثير من المصادر المتعلقة بتاريخ المغرب (نجدها مثلا عند ابن الأحمر في روضة النسرين، وفي مصادر أخرى)، وعند بعض الأطباء الأجانب الذين زاروا المغرب، كما هو الشأن عند لامبريير الذي تحدث في رحلته عن تسمم بعض حريم السلطان. وكان المغاربة يعتقدون أن من علامات التوكال، الشعور المستمر بالتعب والوهن، وتقشر الجلد وتساقط الشعر من مختلف مواضع الجسم والسهو والنسيان بالإضافة إلى النحول والهزال وتتابع نوبات القيء”[20].
كانت عملية دس التوكال للشخص المستهدف تتم بواسطة إعداد الكسكس الذي يصل إلى درجة إعداده بيد الميت، وهنا نجد رواية شفهية تقول أن رجلا توفيت أمه ومن شدة حبه لها ذهب لينام بالقرب منها في المقبرة وبمجرد وصوله وجد امرأة تعمل على تقطيع يد أمه فطلبت منه أن يسترها[21]، وهناك رواية أخرى تقول؛ أن رجلا عين في منصب إداري “شيخ القبيلة” وقام بدعوة عدد من الوجهاء والأصدقاء، ولتضمن زوجته بقاء كلمة زوجها “شيخ القبيلة” مسموعة قامت بإحضار يد ميت واستعملتها في إعداد الكسكس، وأثناء ذلك رأها احد الضيوف وامتنع عن الأكل واخبر أصدقائه بالإشارة فانصرفوا دون تناول الأكل[22].
بالإضافة إلى مجموعة من المواد السامة، والتي أيضا يتم مزجها في الحريرة بالإضافة إلى القهوة والسم[23]، “وقد قسم شارنو المواد التي كانت تستعمل في التسمم إلى مواد ذات أصل حيواني وأخرة ذات أصل نباتي، وثالثة ذات أصل معدني، ويدخل ضمن الصنف الأول، الذبابة الهندية والحرابي والضفادع والغربان وبيض الزواحف… أما الصنف الثاني فيضم البصيلة أو العنصل، والدفلة، وشدق الجمل، وبيض الغول، والداد… ونجد في الصنف الثالث الرهج والزئبق والزنجار…”[24] بالإضافة إلى الأظافر وماء رجل ودم الحيض، وتراب عدة مقابر واضافر الموتى وعظامهم وشعرهم ومياه غسل الميت، وقطع من ملبوسات الميت…[25].
لعل أسباب هذه الممارسات تتجلى في الحسد والكراهية بسبب العداوة حول الإرث، أو بسبب صرامة الرجل وعدوانيته، فيكون حب الانتقام طاغيا على الشخص ليقوم بهاته الأعمال الشريرة، أو بسبب الحب…
يعتبر يوم عاشوراء من الأيام الخطيرة جدا اذ يلجأ العديد من السحرة الى ممارسة مجموعة من الطقوس الشيطانية، ف”بغية تجديد طاقتهم السحرية، يدفع إبليس السحرة إلى ولوج المساجد وتدنيس سجادة الإمام. كما أنهم يستعملون مخيض اللبن أو حليبا رائبا للوضوء ويتبولون على القرآن، ويدنسون صهاريج الماء الساخن في الحمامات التقليدية العمومية”[26].
في ليلة عاشوراء يلجأ السحرة والساحرات إلى ممارسة عدة طقوس فالساحرات تسدلن شعورهن وتمتطين قصبة تركض بين القبور، مع إطلاق البخور في مختلف ارجاء المقبرة لجلب الجن، فتظهر مجموعات الجن بعد أن تكون قد التزمت بعدم ممارستها للجنس لفترة زمنية محددة، أو أن تكون عذراء، ومن الواجب عليها بعد رؤيتهم عدم المبادرة إلى التحدث معهم هي الأولى بل تترك لهم الفرصة للحديث أولا، وبعد اجتماع الجن حولها يبدؤون في سؤالها عن مبتغاها، “وحينها، تعرض طلباتها: خير لفلانة وأذى ضد فلان. وهم يستجيبون دوما لرغباتها. وبعدها، تتوجه إلى النجوم وتقول لها:
“السلام عليكم نْجوم الليل كلْكم آتيوني ثلاثين مَنكم عشرة صفرا، عشرة حمرا أو عشرة إيخَطفوا لي كَلب (قلب) فْلان بن فْلانة واخا يكون في بْلاد النصارى.
وتزامنا مع أقوالها هذه، تفتل فتيلة فوق ركبتيها، تشعلها لاحقا في فانوس كهدية للنجوم. وعقب ذلك، تتوجه إلى القمر، وهو ما يلزمها، لينجح مسعاها، بالوقوف جنب قبر حديث الحفر، سبق أن حطت عليه قصعة كبيرة من الطين مليئة بالماء.
ثم تتوجه للقمر قائلة:
“يالكَمرة، يا طالعة من لَمْرارة (ماء البحر المر)،
يا لابْسة الدنيا كي الكَرارة (كيس لتخزين القمح)،
آتيني ثْلاثة من موضع الكَزارة (جزارون)،
إيجيبوا لي فلان بن فلانة
واخا إيكون في بغداد”[27].
وتعمل على إخراج الميت من قبره واضعة إياه على ركبتيه وممسكة بيده للقيام بفتل الكسكس بالماء الذي كان في “الكصعة” الموضوعة على القبر بعد أن اقتنعت أن القمر نزل من السماء وانطفأ في تلك الكصعة، وأصبح الماء ساخنا ذو رغوة كبيرة فتعمل على ملء قنينة تحتاج إليها طيلة السنة في إعمال الخير والشر، لتبدأ في فتل الكسكس بيد الميت بهذا الماء كما سبق وقلنا.
“يتوفر الكسكس المفتول بهذه الطريقة على خاصيات سحرية قوية المفعول. فإذا تناولة عشيق متقلب الأهواء في علاقته بالنساء، فإنه يقتل في قلبه حب كل امرأة أخرى غير التي أدمجته له في الطعام؛ أو زوج حاد الطبع وكثير التأنيب، فإنه يحوله إلى رجل صموت مثل الميث؛ أو زوج غيور، فإنه يُعمي عينيه عن كل خطايا زوجته. وإذا خلط هذا الكسكس ببول يهودي أحمق أخرجه صاحبه من مثانته يوم السبت، وقلامة أظافر، وخصلات مسروقة تساقطت من شعر عدوة أو منافسة وتراب مقبرة، فإنه يغدو طعاما مؤذيا يسمم، ببطء وسرية ووثوق، المرأة التي تتناول منه بضع حبات. ويسمي المغاربة الكسكس المهيأ وفق الوصفة الأخيرة “طْعام”[28].
- التخطية: تتمثل في وضع السحر أمام المسحور ليمر فوقه، خاصة أمام بيته أو في الطريق التي
يمر منها بشكل كبير.
- الرش: تتم عبر رش الماء والحناء أمام باب البيت جلبا للخير، أو بعض الأشياء الأخرى لإلحاق
الأذى بالشخص المعني عبر ذكر اسم الشخص المعني سبع مرات[29].
وكما أسلفنا هناك عدة طقوس ترتبط بالحب وأخرى ترتبط بالحالق الأذى، وفي هذا السياق تتحدث الدكتورة ليجي عن طقوس او عزائم الحب قائلة:
“شَيرت عْليك بتَشييرة
خَليت في كَلبكْ التحْييرة
كيف الخماس مْعا لَمْطيرة
كيف العَوْد معا التلجيمة
أنا نعجة أنتَ لَخْروف
مُونْتي مونْت الحَكام
بْغيت منكم كَلمة
شيرت عليك بْسُكر بين سنيك
نوارة بين عيْنيكم
إيغلبني عليكم
شيرت عليك بنجمة لَعْشا
شيرت عليك بَالخَماسة
أنا لالة النًسا.
شيرت عليك بالحنة الحنينة
مْشطت كَرنين
واحد لْبَا، واحد لْرَزقي
شيرت عليك بْوثيب غواش (ودعة)
ما تْصاعبيشي عْليا، ما تْروح شي عند الناس
ثَقفتك بتَثقيفة
لَجمتك بْتَلجيمة
تَرْفد كْلامي أو تخلي كْلام الناس
شَديت فُمك عْلى لَخْطا
أو إيديك على لَعْصا
في هذه العزيمة، تتوجه الساحرة تارة إلى الجن، وتارة إلى الرجل الذي تنجز العمل السحري لصالحه أو ضده، مستعملة لغة غامضة إراديا”[30].
- طقوس محاربة العين والحسد في بالجنوب المغربي:
لقد كان الحسد وراء وقوع اول جريمة على سطح البسيطة، عندما قام قابيل بقتل أخيه هابيل، بعدما قدم كل منهما قربانا لله تعالى فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل الذي اتصف بالحسد وقام بقتل أخيه، مصداقا لقوله عز جلاله؛ “وتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين”[31].
وبسبب الحسد قام قابيل الذي اتصفت نفسه بالحسد بقتل أخيه حقدا وحسدا لقوله تعالى؛ ” فطوعت له نفسه، قتل أخيه فقتله، فأصبح من الخاسرين”[32].
“العين: جاء في لسان العرب: أن تصيب الإنسان بعين، وعان الرجل يعينه عينا، فهو عائن، والمصاب معين ومعيون، ويقصد بالعين عند عامة الناس أن من الأشخاص من عينه شريرة إذا نظرت إلى شيء وأعجبها، أصيب لتوه بأذى خطير. وقد يكون المعيان حاسدا أو معجبا”[33].
تعتبر العين جزءا رئيسا من الحسد إن لم تكن لصيقة به، ويعرف في هذا السياق ابن منظور العين بقوله؛ “العين أن تصيب الإنسان بعين، وعان الرجل يعينه عينا، فهو عائن، والمصاب معين ومعيون”[34]، نتيجة لخوف الناس من العين، لجأوا إلى ممارسة مجموعة من الطقوس الكلامية، ويحتمون بعبارات قولية بدوية حقة، تنتمي إلى الثقافة الشعبية، فالعين بالنسبة لهم شر يجب محاربته خاصة أنها تسبب الأذى للشيء أو الشخص المعان، “وعرف ابن خلدون العين بقوله؛ الإصابة بالعين وهو تأثير من نفس المعيان عندما يستحسن بعينه مدركا من الذوات أو الأحوال، ويفرط في استحسانه وينشأ عن ذلك الاستحسان حينئذ أنه يروم معه سلب ذلك الشيء عمن اتصف به فيؤثر فساده، ورأى وسترمارك أن العين كانت تخشاها شعوب مختلفة، ويبدو الإيمان في التأثير الفعلي للعين الشريرة متشابها عند الساميين والآريين وشعوب البحر المتوسط، وكان المغاربة في فترة الحماية يستحضرون دائما مجموعة من الأقوال عن العين، مثل العين حق والسحر حق، أو إن العين تخلي المنازل وتعمر القبور، أو إن نصف البشرية يموت بالعين، أو ثلثا المقابر أودت بمن فيها العين”[35].
فهذا الشخص المتميز بحسده له نظرات شريرة وخطيرة تسبب الأذى والشر لمن نظرت إليه، خاصة وأن هذا الشخص له “عينين غائرتين مع التقاء الحاجبين عند جذر الأنف”[36]، لذلك كان السكان بوادي زم يخشون الحديث عن النعم التي تتوفر لديهم سواء في صحة أجسادهم أو في نجاحات أبنائهم وثرواتهم، فالخطر كل الخطر أن يتحدث الشخص عن النعم التي انعم الله تعالى عليه بها، ولعل خطورتها تتضح أكثر من قول بوجمعة رويان؛ “عندما حكى عن ذلك الرجل الذي تعجب من صخرة كبيرة فانفلقت في الحال وانفجرت شظايا”[37].
خلاصة الكلام يقوم أهل الجنوب المغربي بمحاربة العين والحسد التي تسبب الأذى للإنسان والحيوان، “فالعين ترتبط بالحسد بطريقة مباشرة، لذلك كان للإنسان أن ينهج عمليات وقائية، هذه العمليات الوقائية نجدها … تنحو منحيين: الاتجاه الأول يتجه إلى المقاربة الدينية المحضة التي تنهل من القرآن والسنة بعيدا عن الأعمال المنهي عنها، في حين تتجه المقاربة الثانية إلى جهة أخرى تتقاطع مع الديني وتدخل في جانب الممارسات المحرمة، ونقصد هنا أنها تذهب في اتجاه السحر والشعوذة، لذلك نجد الأفراد ينخرطون في هذه الازدواجية، إنه من خلال الملاحظة يبدو أن الأفراد لا يفرقون بين ما هو ديني أو غير ديني لأن التقاليد والأعراف قد اندمجت فأصبحت كل الطقوس الخاصة بالعين بالنسبة إليهم واحدة وكأن مصدرها ديني. فالعين هي عين الحسد والسوء في التمثل الشعبي، هذه العين إما أنها تقتل أو تصيب فتعيب، لذلك لابد للإنسان أن يقدم البسمبلة والتسبيح والصلاة على النبي كلما أراد أن يبدي إعجابه بشيء ما، فالعين حسب الاعتقاد قد تؤدي إلى المرض أو الموت أو إفلاسا لإنسان في حياته المالية والمعيشية أو الأسرية أيضا، لذلك فإن مختلف المبحوثين عبروا بصراحة أن العين تقيس كل شيء، حتى الماشية والفلاحة، لذلك خلقوا تحصينات تكتب على الورق أو تزين الجسد أو تعلق في المنازل أو تبخر، لكن مجملها يتعلق بالحجاب والحرز”[38].
في سياق ذلك فالأطفال الصغار ومباشرة بعد ولادتهم يتم تعليق “سُرَةَ” بأيديهم ممتلئة بِ “ألْشَبَةَ” و”الملح” و”أَلْحَرْمَلْ” و”أَلْفَيْجَلْ” وَ”كْرَيْشْ” محاربة للعين التي يمكن أن تصيبه، كما يتم وضع نفس الشيء في أيدي العرسان والعرائس، بالإضافة إلى أنها تعلق في أعناق البهائم التي تتميز بجماليتها حتى لا تصيبها العين، مثل كبش الغنم، أو الحصان، الجمل…، إذ أن العين تتسبب “كما درج الناس على الاعتقاد بذلك، في أمراض غامضة وغير محددة، وتمس الحيوانات الأليفة النشيطة، والسوائم الجميلة المظهر، فتصيبها بأذى قد يؤدي إلى هلاكها كأن عين المعيان تفرغ على ما تنظر إليه مادة غير مرئية كالسم الذي ينبعث من عين الأفعى، وقد قيل قديما: إن العين تدني الرجال من أكفانها والإبل من أوضامها”[39]. لذلك يتم ترديد مجموعة من العبارات كلما رأوا أو التقوا برجل أو امرأة مشهورة بحسدها وبعينها الشريرة على سبيل المثال لا الحصر؛
- خمس وخمسين فعينيك والسات تعميك.
- يعطيك العم ودواه فسما
- يعطيك لبل ولبالي والدعوة لمْحالي
- يعمي عين لمتعين، أو: خمس فعينين لمتعين
- سمك تحت كدمك
- اللبن والرغوَ واجمل بو ذروَ[40].
- عَيْنَكْ فِي حَافْرَكْ أُوُ جَنْ إعَافْرَكْ: بمعنى أن عينك تعود لك والحافر، يقصد به رجل الحيوان، أي
أن تعود هاته العين إلى صاحبها وينال عقابا من الجن.
- أَلْخَمْسَةَ أُوُ أَلْخْمَامْسْ أُوُ أَلْحَرْمَلْ فِي أَلْكْمَامْسْ: يقولها سكان وادي زم وبواديها لمحاربة العين
الخبيثة، ولذلك لجئوا إلى الإشارة بالأصابع الخمسة، لذلك قيل الخمسة أي الأصابع الخمس، والخمامس أيضا أصابع أخرى، تدخل للعيون وتعميها، أما بخصوص “أَلْحَرْمَلْ”، فهو عبارة عن حبوب تتبخر بها النساء والرجال تجنبا لعين كل حاسد.
- عَيْنْ أَلْمْرَا فِيهَا جَمْرَةَ أُوُ عَيْنْ أَلرَاجْلْ فِيهَا جَاجْلْ: مؤذى هذه التعويدة، أي أن امرأة التي تتميز
بعينها الخبيثة، يقومون بالدعاء عليها بأن تعمى بالجمر، كما هو الشأن بالنسبة للرجل الذين يتمنون له العمى، بتطاير شظايا الحديد الذي يقوم الحداد بدقه أثناء صنعه لسكة الحرث أو الفأس…[41].
- عَيْنْ أَلْحَسُودْ فِيهأ عُودْ: أي أن تعمى العين الحاسدة بعود، ويخلص المحسود من شرها.
- خَمْسَةَ فِي عَيْنْ الشَيْطَانْ: يعتبر سكان الجنوب المغربي الحاسد مثل الشيطان، ينغص عليهم
نعمتهم.
بخصوص الأطفال الصغار الذين يولدون حديثا، فيتم وضع سرة صغيرة في أيديهم ممتلئة بالقصبر، والحرمل، والشبة، وأَلْفِيجَلْ. وعندما يمرض الطفل، تعتقد الأم أن عينا قد أصابته، فتلتجأ إلى إحضار مَجْمَرْ، والشبة والحرمل، وتمرره على رأس الطفل ثلاث مرات، مرددة:
- عَيْنْ الرَاجْلْ فِيهَا مَنْجَلْ.
- عَيْنْ المْرَا فِيهَا جَمْرَةَ.
عند ترديدها لهاته العبارات تلقي بحجر الشبة والحرمل في المجمر وتضع الطفل بين يديها متخطية به المجمر ثلاث مرات مراقبة في نفس الآن والحين ذوبان شبة وسط المجمر، وعندما تتخذ الشبة شكلا مقعرا، تعمد إلى إطفائها وسط إناء ماء فوق رأس الطفل، قائلة: طْفِيتْ عينْ الحَاسْدْ كِيفْمَا طْفِيتْكْ.
الأطفال الذين يصلون إلى مرحلة “أَلطْهَارَةَ”، فهم الآخرون تلصق بأيديهم سرة تتكون من شْبَة َوَحَرْمَلْ وَقُصْبُرْ، كْرَيْشْ أَلْنُقْرَةَ تجنبا للعين.بل وحتى الرجال الكبار عندما يرى رجلا شخصا معروف بعينه الخبيثة، فهو يقلب رجله، بمعنى يوجه سافلة رجله لذلك الشخص الحاسد، دون أن يعلم، فباعتقاد سكان الجنوب هذا الطقس يخلص من العين، وتعليق حدوة الفرس أو الحمار على الشيء المراد حمايته من العين، وإلصاق “حجابات” يتم صنعهم عند أَلْفْقِيهْ “طَالْبْ مَنْ طُلْبَةَ”، في عنق أو يد الإنسان أو الحيوان المراد حمايته.
إذا يمكننا القول، بأن الشخص الحاسد يخلق ضررا لمرضه النفسي بمحيطه الذي ينتمي إليه، لذلك يتم إتخاذ مجموعة من الممارسات، مجموعة من المسائل الدينية كقراءة القران وأيضا طقوس أخرى، تحميهم هذا الأذى.
وغير بعيد عن هاته الطقوس، نجد أهل الجنوب يؤمنون باللعنة” فهذه الأخيرة تتواجد في كل المجتمعات، ويعود تاريخها إلى ديانات قديمة، لكن مع دخول الإسلام تم تحيينها، ويمكن القول أننا نجد… ثلاث من الصيغ الخاصة باللعنة، من بينها تلك الخاصة بالأولياء والمجاذيب والتي تطفوا وتطغى حسب ما لاحظناه في المقابلات التي قمنا بتحليلها، فعندما يقف الإنسان في حضرة ضريح أو قبر ولي أو مجذوب فيجب أن يسلم نيته أو يكون قصده خيرا، أما إذا نوى الشر أو تحدث في الولي بكلام نابي أو غير محترم فإنه لاشك حسب المعتقد سيتعرض للشر وستعصف به اللعنة فيما لا يحمد عقباه، فكثير من الحكايات صادفنها تتحدث عن أفراد قاموا بمس الولي أو سرقوا من ضريحه شيء أو مسو قبره بشيء أو غير ذلك من الأفعال، وكل ما سيصيبه بعد ذلك في حياته اليومية يتصوره الأفراد كما لو أنه لعنة من ذلك الولي”[42]. وهو ما يجعل فاعل الجرم بين نارين إما أن يموت أو يشل أحد أطرافه أو تعمى عينيه. دون أن نغفل اللعنة المترتبة عن الجان والعفاريت والتي تتجلى في مس أماكنهم وحرماتهم من خلال صب الماء المغلي في الأماكن المظلمة أو صب الماء البارد على النار المشتعلة في الحطب، بالإضافة إلى اللعنة المترتبة عن السخط والرضى الذي يقوم به الأب أو الأم تجاه الأبناء، كما أن من المتعارف أن الساكنة تقول فيه “دعاوي والديه”، بالإضافة إلى أن هاته الدعاوي تستمر لتضرب أبناء الأبناء فيقال “ساعيها ليهم بوهم أو سعاتها ليهم مهم”، مما يحتم أهمية طاعة الإباء والأجداد في كل أوامرهم ونواهيهم وتلبية رغباتهم.
- الفال (الفأل):
تنتشر بقبيلة السماعلة مجموعة من الاعتقادات المرتبطة بالفأل، فإن إستيقظ الرجل باكرا من أجل الخروج إلى التسوق والتقى في طريقه بقط أسود قال “صباح الله”، وإن التقى بأحد مشهور بعينه الشريرة “قلب حذاءه الأيسر” تجاه الشخص المقصود، وحين يحك يده اليمنى يعتقد أنه سيعطي المال، وإن حكته يده اليسرى فسيحصل على المال، كما هناك اعتقادات أخرى حول الأشخاص الذين يتحدثون عنك بالخير أو الشر، فان أحسست بحكة في حاجبك الأيمن فدليل على أن الناس يتحدثون عنك بالخير، والعكس إن أحسست بحكة في يدك اليسرى، و”ينذر الألم الخفيف في القدم اليسرى بأن خبرا سيئا سيصل إلى علمك. وإذا كان شخصان يتحدثان بينهما وعطس ثالث، فهذا إثبات بأن كلامهما صادق. ويقول المغاربة في مثل هذه النازلة: “في العطسة الحق”[43].
وان كان ينوي القيام بعمل مصيري مثل الزواج أو شراء أرض وتعثر أو إنزلق فذلك دليل على أن العمل الذي ينوي القيام به غير صالح وينبغي أن يعدل عن قراره، كما أن الوادزميون يعتقدون كثيرا أنهم أثناء الحديث في قضية معينة وسمع صوت أذان إحدى الصلوات فهو دليل على صحة وجمالية ذلك الحديث، وان كانوا يتحدثون عن احدهم بسوء فذلك دليل على صحة كلامهم فيه من خلال القول قال الفال “الله اكبر” مع مسك الأذن اليمنى، كما أنهم يتنبؤون بالفأل في أخد عودين صغيرين جدا، أو حجرتين مختلفتين في اللون ويحتكمون إلى احدهم من خلال القول اختر ما يعجبك بعدما يكون قد تقرر ان كل حجارة تعني أن الأمر جيد أو سيئ وقبل الشروع في ذلك يقول الشخص المختار؛ “أبابا مسعود أضراب العود يا ربي تجيبني في الكود”، ويختار فان كان الاختيار هو الذي يريد قال الحمد لله، وان كان العكس قال يا ربي السلامة.
- خاتمة:
يحفل التراث المغربي عامة وتراث قبيلة السماعلة خاصة في شقه اللامادي الثقافي بمجموعة من المميزات التي تعكس ثقافة وهوية الإنسان في تفاعله مع التضاريس التي يستوطنها، ثقافة شعبية خالصة توارثها الإنسان بالجنوب المغربي عبر أزمان طويلة ومتعاقبة تبين عراقة وأصالة الساكنة وقدمها، رغم ما أصبح يهددها اليوم من طمس بسبب الزحف السريه للعولمة والتي تهدد المجتمعات بالقضاء على ذاكرتها الثقافية الهوياتية، مما أصبح يفرض اليوم قبل أي زمن مضى بذل الجهود في سبيل صونها وحفظها للأجيال المقبلة حتى لا تصير نسيا منسيا.
البيبليوغرافيا
- القرآن الكريم.
- حسن الوزان، وصف افريقيا ج1، دار الغرب الإسلامي ط2/1983.
- عبد الرحمان ابن خلدون، “تاريخ ابن خلدون ” ج 6 دار الفكر1981.
- المالكي الملكي بن الجيلالي “ثورة القبائل ضد الاحتلال “منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين واعظاء جيش التحرير، 2014.
- مصطفى بن بوعزة الديكي، وادي زم الشهيدة وطنية ورجال، مطبعة الاندلس، الدار البيضاء 1981.
- مصطفى عربوش، من تاريخ منطقة إقليم تادلة وبني ملال، مكتبة الطالب 1409/1989 الطبعة الأولى 1989.
- صالح شكاك، المغرب العميق ورديغة الكبرى 1873- 1956 مساهمة في دراسة تاريخ الجهات بالمغرب المعاصر، تقديم: د. محمد كنبيب، الطبعة الأولى 2010.
- محمد عابد الجابري، التراث والحداثة دراسات.. ومناقشات، الطبعة الأولى، بيروت، تموز/ يوليو 1991.
- عبد الرحيم بن سلامة، المملكة المغربية تعريف بالمدن والقرى والقبائل والأسر والجهات،
بييليوغرافيا، مطبوعات الجمعية المغربية للتضامن الإسلامي، الطبعة الثانية شتنبر 2015، منشورات دار الأمان، مطبعة الآمنية- الرباط.
- عبد المجيد أمريغ، كلية الاداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر اكادير، رتيبة ريكلمة، كلية
اللغات والفنون والعلوم الإنسانية القطب الجامعي ايت ملول، جامعة ابن زهر، تطور الألقاب كتراث لا مادي في المغرب عبر التاريخ، مجلة ليكسوس، دورية مغربية محكمة متخصصة في التاريخ والعلوم الإنسانية(ISSN : 2605-6259).
- إبراهيم الحيسن، إثنوغرافيا الكلام، إثنوغرافيا الكلام الشفاهية ومأثورات القول الحساني، مطبعة Pixel Print TanTan، الطبعة الأولى 2012.
- محمد قروق كركيش، التدين الشعبي بقبائل شمال المغرب دراسة سوسيوأنثروبولوجية ميدانية قبيلة
أنجرة أنموذجا، المجلة الدولية لنشر البحوث والدراسات، المجلد الثاني، الإصدار التاسع عشر،(IJRSP)، تاريخ الإصدار: 20 مايو 2021م.
- الدكتورة ليجي، المعتقدات والطقوس الشعبية للمغاربة قبل مائة عام، ترجمة: سعيد عاهد، نشر
دار القلم العربي للنشر والتوزيع بلوك ج رقم 190 المغرب العربي القنيطرة- المغرب، الطبعة الأولى: 2022.
- بوجمعة رويان، الطب الكولونيالي الفرنسي بالمغرب 1912 1956، منشورات الرباط نت،
الطبعة الثانية 2020.
- بوجمعة رويان، جوانب من ثقافة المرض لدى المغاربة خلال فترة الحماية، (ص. 91- 107)،
اعمال ندوة تكريم الأستاذ إدريس العمراني الحنشي: قضايا في تاريخ المغرب الفكري والاجتماعي، التاريخ الميلادي: 2010، الدار البيضاء، رقم المؤتمر 21، جامعة الحسن الثاني، كلية الاداب والعلوم الإنسانية.
- أبو الفضل جمال الدين محمد ابن منظور، لسان العرب، الجزء 13.
- باللغة الفرنسية:
- Westermarck (E), Survivances paiennes dans la civilisation mahométane, Payot, Paris, 1935.
- الرواية الشفهية:
- أمبريكة حميميد، يوم 06/09/2023، على الساعة 10:30.
- رواية شفهية لبوشتى وديعي، يوم 22/07/2021، على الساعة 16:00.
- رواية شفهية للسيد الفقيه الحاج عزوز الصافي، يوم 15/07/2022، على الساعة 12:50.
- رواية شفهية حدهم الغرودي، 90 سنة، يوم 22/07/2021، على الساعة 17:00
- رواية شفهية للسيدة مسعودة الحمادية، 70 سنة، يوم 06/12/2021، على الساعة 16:00.
[1]طالب باحث بسلك الدكتوراه، جامعة محمد الخامس، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، تحت إشراف الدكتورين الفاضلين؛ الأستاذ خليل السعداني، والأستاذ سيدي محمد معروف الدفالي.
[2]عباس الجراري، الثقافة من الهوية الى الحوار، ص. 15-16.
[3]محمد عابد الجابري، التراث والحداثة دراسات.. ومناقشات، الطبعة الأولى، بيروت، تموز/ يوليو 1991، ص. 38.
[4]محمد عابد الجابري، نفسه، ص. 45.
[5]حسن الوزان، وصف افريقيا ج1، دار الغرب الإسلامي ط2/1983 ص. 194.
[6]عبد الرحمان ابن خلدون، “تاريخ ابن خلدون ” ج 6 دار الفكر1981ص. 37.
[7]المالكي الملكي بن الجيلالي “ثورة القبائل ضد الاحتلال “منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين واعظاء جيش التحرير، 2014، ص.41.
[8]المالكي الملكي، م. س، ص.42.
[9]مصطفى بن بوعزة الديكي، وادي زم الشهيدة وطنية ورجال، مطبعة الاندلس، الدار البيضاء 1981، ص. 23.
[10]عبد الرحمان ابن خلدون، م. س، ص. 37.
[11]مصطفى عربوش، من تاريخ منطقة إقليم تادلة وبني ملال، مكتبة الطالب 1409/1989 الطبعة الأولى 1989، ص. 124.
[12]صالح شكاك، م. س، ص. 34.
[13] عبد الرحيم بن سلامة، المملكة المغربية تعريف بالمدن والقرى والقبائل والأسر والجهات، بييليوغرافيا، مطبوعات الجمعية المغربية للتضامن الإسلامي، الطبعة الثانية شتنبر 2015، منشورات دار الأمان، مطبعة الآمنية- الرباط، ص. 239.
[14]عبد المجيد أمريغ، كلية الاداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر اكادير، رتيبة ريكلمة، كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية القطب الجامعي ايت ملول، جامعة ابن زهر، تطور الألقاب كتراث لا مادي في المغرب عبر التاريخ، مجلة ليكسوس، دورية مغربية محكمة متخصصة في التاريخ والعلوم الإنسانية(ISSN : 2605-6259)، ص. 33.
[15]عبد المجيد أمريغ، كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر اكادير، رتيبة ريكلمة، كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية القطب الجامعي ايت ملول، جامعة ابن زهر، م. س، ص. 33.
[16]عبد المجيد أمريغ، كلية الاداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر اكادير، رتيبة ريكلمة، كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية القطب الجامعي ايت ملول، جامعة ابن زهر، م. س، ص. 33.
[17] إبراهيم الحيسن، إثنوغرافيا الكلام، إثنوغرافيا الكلام الشفاهية ومأثورات القول الحساني، مطبعة Pixel Print TanTan، الطبعة الأولى 2012، ص. 306.
[18]محمد قروق كركيش، التدين الشعبي بقبائل شمال المغرب دراسة سوسيوأنثروبولوجية ميدانية قبيلة أنجرة أنموذجا، المجلة الدولية لنشر البحوث والدراسات، المجلد الثاني، الإصدار التاسع عشر،(IJRSP)، تاريخ الإصدار: 20 مايو 2021م، ص. 220.
[19]الدكتورة ليجي، المعتقدات والطقوس الشعبية للمغاربة قبل مائة عام، ترجمة: سعيد عاهد، نشر دار القلم العربي للنشر والتوزيع بلوك ج رقم 190 المغرب العربي القنيطرة- المغرب، الطبعة الأولى: 2022، ص. 176.
[20]بوجمعة رويان، الطب الكولونيالي الفرنسي بالمغرب 1912 1956، منشورات الرباط نت، الطبعة الثانية 2020، ص. 73.
[21]رواية شفهية لبوشتى وديعي، يوم 22/07/2021، على الساعة الرابعة زوالا.
[22]رواية شفهية للسيد الفقيه الحاج عزوز الصافي، يوم 15/07/2022، على الساعة 12:50.
[23]بوجمعة رويان، م. س، ص. 74.
[24]بوجمعة رويان، م. س، ص. 74.
[25]حدهم الغرودي، 90 سنة، رواية شفهية يوم 22/07/2021، على الساعة الخامسة مساءا.
[26]الدكتورة ليجي، م. س، ص. 177.
[27]الدكتورة ليجي، م. س، ص. 178.
[28]المرجع نفسه، ص. 178- 179.
[29]رواية شفهية للسيدة مسعودة الحمادية، 70 سنة، يوم 06/12/2021، على الساعة الرابعة زوالا.
[30]الدكتورة ليجي، م. س، ص. 179- 180.
[31]سورة المائدة، الآية 27
[32]سورة المائدة، الآية 35
[33]بوجمعة رويان، جوانب من ثقافة المرض لدى المغاربة خلال فترة الحماية، (ص. 91- 107)، اعمال ندوة تكريم الأستاذ إدريس العمراني الحنشي: قضايا في تاريخ المغرب الفكري والاجتماعي، التاريخ الميلادي: 2010، الدار البيضاء، رقم المؤتمر 21، جامعة الحسن الثاني، كلية الاداب والعلوم الإنسانية، ص. 93.
[34]أبو الفضل جمال الدين محمد ابن منظور، لسان العرب، الجزء 13، ص. 301.
[35]بوجمعة رويان، الطب الكولونيالي الفرنسي، م. س، ص. 72.
[36]Westermarck (E), Survivances paiennes dans la civilisation mahométane, Payot, Paris, 1935, p. 75.
[37]بوجمعة رويان، الطب الكولونيالي الفرنسي، م. س، ص. 72.
[38]محمد قروق كركيش، التدين الشعبي بقبائل شمال المغرب دراسة سوسيوأنثروبولوجية ميدانية قبيلة أنجرة أنموذجا، المجلة الدولية لنشر البحوث والدراسات، المجلد الثاني، الإصدار التاسع عشر،(IJRSP)، تاريخ الإصدار: 20 مايو 2021م، ص. 224.
[39]بوجمعة رويان، الطب الكولونيالي، م. س، ص. 73.
[40] إبراهيم الحيسن، م. س، ص. 324.
[41] راوية شفهية للسيدة امبريكة حميميد، أستاذة مادة الاجتماعيات، يوم 04/09/2023، على الساعة 10:30.
[42]محمد قروق كركيش، م. س، ص. 225.
[43]الدكتورة ليجي، م. س، ص. 276.