الإعلام العربي والغربي ودوره في تشكيل ثقافة المجتمع
اعداد الباحثة : أية عبد الله أحمد النويهي – المركز الديمقراطي العربي
المقدمة :-
الثقافة نور يضيء أمام الإنسان سبل الحياة، ويجعله يرى على مصباح العقل وبوعي أقرب إلى التمام، ما له وما عليه من حقوق وواجبات, ولأن الثقافة نورٌ فأن الرؤية تصح في مناخها وتدق، ويثبت الوعي حق الآخر ووجوده في مقابل الأنا والتزاماتها، كذلك يضاء في صبحه درب التعامل مع السلطة والتعرف على حدود مالها وعليها، وما تمثله وما ينبغي أن تمتثل له من واجبات، بوصفها ممثلة للجماعة وخادمة لها.
ولما كانت الثقافة دعوة متجددة للمعرفة، والمعرفة تقيم أسس الوعي، وبالوعي يتجدد أفق الحرية، فالثقافة على هذا فعل يقوم بالتنوير, متعلق بالحرية ومبنيٌ عليها, وهكذا تغدو الحرية شرطاً من شروط الفعل الثقافي وفاعلية الثقافة، وتكاد تكوّن روح مناخ التواصل الخلاق الذي لا بد من توافره ليقوم تفاعل بناء بين أطراف الفعل الثقافي، ولتكتمل دائرة الثقافة ودورتها في تسوياتها المختلفة، بدءاً بالفرد وانتهاء بالشعب مروراً بالبيئة التي يرد إليها فضلاً كبيراً()
تطورت وسائل الاتصال، وتعددت في السنوات الأخيرة تطورًا هائلا بفضل التقدم العلمي والثورة التكنولوجية التي شهدها القرن العشرون , فأصبحت وسائل الإعلام تمارس دورًا جوهريًا في إثارة اهتمام الجمهور بالقضايا والمشكلات المطروحة ، حيث تعد وسائل الإعلام مصدرًا رئيسًا يلجأ إليه الجمهور في الحصول علي معلوماته عن كافة القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية بسبب فاعليته الاجتماعية وانتشاره الواسع وقدرته على الوصول ومخاطبة القسم الأعظم من التكوين المجتمعي ،الذي يمتلك الإمكانية على التأثير الذي لا يأخذ صورة مباشرة وإنما يقوم بتشكيل الوعي الاجتماعي بصورة غير مباشرة، وبصورة متسرعة غير ملحوظة دون مقدمات.
كما يمثل الإعلام عنصرًا مؤثرًا في حياة المجتمعات باعتباره الناشر، والمروج الأساسي للفكر والثقافة، ويسهم بفاعلية في عملية تشكيل الوعي الاجتماعي للأفراد إلى جانب الأسرة والمؤسسات التعليمية والمؤسسات المدنية , بل إنه في كثير من دول العالم أحد منتجي الثقافة عن طريقه التفاعل والتأثير الإنساني المتبادل، وفى السنوات الأخيرة اكتسبت وسائل الإعلام باختلافها أبعادًا جديدة زادت من قوة تأثيرها على الأفراد والجماعات, بالإضافة إلى ذلك أن الإعلام باعتباره مؤسسة اجتماعية هامة في المجتمعات البشرية يحمل معاني اقتصادية وسياسية،وحظي موضوع وسائل الإعلام باهتمام العديد من المفكرين والأكاديميين والباحثين لما له من دور في إثارة اهتمام الجمهور بالقضايا والمشكلات المطروحة , لذا انطلقت هذه الدراسة للتعرف على دور وسائل الإعلام في تشكيل الوعي الاجتماعي لدي الشباب, وتنبع أهمية الدراسة في أنها قد تسهم في فهم طبيعة دور وسائل الإعلام على الوعي الاجتماعي , ولا بد من الاعتراف بأن الشباب العربي هو أكثر فئات المجتمع تأثرًا بعمليات الغزو الثقافي نتيجة للانفجار المعرفي الهائل، وتطور وسائل الإعلام الجماهيرية، وبالذات الفضائيات التي توصف وسائل الإعلام بوصفها الراهن إذا تمثل متغيرًا اجتماعيا، وثقافيًا مهامًا في حياة الشباب، فهو المصدر الرئيسي للمعلومات والتعلم وهو أحد مصادر عمليات تشكيل الوعي الاجتماعي في عصر العولمة الإعلامي
الفصل الأول :- الإطار النظري
- المبحث الأول، مشكلة البحث:
يتطور عالمنا اليوم بلا شك تطورا سريعا، حتى أصبحت الدراسات الأكاديمية لا تستطيع مواكبة كل هذه التغييرات الناتجة من هذا التطور الهائل في جميع مجالات الحياة والتي تحتاج بين فترة وأخرى إلى إعادة الدراسة والتقييم على ضوء المتغيرات المنظورة وغير المنظورة، وما يهمنا هنا هو التطور التكنولوجي في مجال الاتصال والمعلومات والبث الفضائي المباشر، والاستخدام الواسع لهذه التكنولوجيا الحديثة، والانتشار الكبير للفضائيات العربية وما تقدمه من برامج خصوصاً الثقافية منها، وهل تلبي الحاجة وترضي الهدف والغاية منها، وعلى الرغم من هذا الاستخدام الواسع فلا زالت القنوات الفضائية العربية تواجه تحديات كبيرة سواء من حيث الإنتاج أو طبيعة هذا الإنتاج ومضمونه، والأهم علاقة هذا المنتج من برامج ثقافية مع المتلقين أي الجمهور، وهناك من يتحدث بصوت عال عن الاختراق الثقافي وما شابه ذلك من الأطروحات التي أصبحت اليوم موضوعاً ثانوياً نتيجة هذا التطور السريع والذي يصيب جميع الأمم والدول كبيرها وصغيرها والذي لا مفر منه, أن الغلبة بالتأكيد لمن يمسك بالسلطة الإعلامية مادياً وسياسياً، بل ومن يمتلك هذه التكنولوجيا المتطورة.
ورغم أن بحثنا مهتم بالشأن الثقافي لكن العلاقة تبدو أنها وطيدة مع الجوانب الأخرى، فأن الشركات العالمية التي تحتكر السوق العالمية من إنتاج وتصدير التكنولوجيا والمنتج الثقافي الإعلامي، وهي برامج معدة بعناية، لها أهدافها المعروفة سواء السياسية أو الثقافية والاجتماعية وتسعي دول العالم الخارجي لتحقيق أهداف سياستها الخارجية من خلال التعامل مع شعوب الدول الأخرى بدلاً من التعامل مع حكوماتها من خلال استخدام أدوات وتقنيات الاتصال الحديثة، حيث يمكن اليوم أن تصل إلى قطاعات كبيرة أو مؤثرة من السكان في هذهِ البلاد، وأن تقوم بإعلامهم والتأثير في اتجاهاتهم، ويمكن أحياناً أن تحرضهم على سلوك طريق معين).()
هذا الكلام يجعلنا مهتمين بالشأن الإعلامي عموماً والجانب الثقافي خصوصاً، وعلى القائمين في الاتصال في كافة ميادين وسائل الإعلام معرفة هذه الحقيقة والعمل على ضوئها.
يرصد البحث واقع البرامج الثقافية في القنوات الفضائية العربية ودورها في تشكيل الوعي الثقافي لدى المشاهد العربي ويتم متابعة ذلك عبر الأسئلة الأتيه:
لعب التلفزيون منذ اختراعه دوراً خطيراً على كافة المستويات الاجتماعية والسياسية والثقافية، وحتى قبل أن يتحول إلى العصر الفضائي، أما اليوم فهذا الدور قد كبر وتعاظم وتعددت مندياته إلى آفاق لا يمكن حصرها في أطروحة واحدة وإذا أردنا اليوم أن نتناول جانباً واحداً من ذلك ونعني به البرامج الثقافية في القنوات الفضائية العربية فهو الدور الأهم.
( حيث أصبحنا سكان قرية عالمية واحدة، وساد هذا العالم الذي نعيش فيه التزام كامل أصبح كل إنسان فيه موضع عناية الآخرين، وذلك بفضل وسائل الاتصال بالجماهير الحديثة وفي مقدمتها التلفزيون)() ، هذا ما قاله عالم الاجتماع والإعلامي البارز مارشال ماك لوهان في ستينيات القرن الماضي، أي قبل انتشار القنوات الفضائية، تحققت تلك الرؤية اليوم وفي رأيه أن عصور البشرية قد قسمت تبعاً لوسائل الاتصال التي عمت كلاً منها، فالعصر القبلي هو العصر الذي كان فيه الاتصال من الفم إلى الأذن، أنه عصر الكلام المنطوق والاتصال المباشر أو شبه المباشر, والعصر الإلكتروني عصرنا الذي نعيش فيه، هو عالم الفواصل الذي ألغى الخطبة المؤدية إلى التحجر والجمود, فالعصر الإلكتروني في رأي مارشال ماك لوهان قد وضع حداً لسيطرة العين على سائر الحواس ليعيش الفرد من الآن فصاعداً بكلِ حواسه.()
2- المبحث الثاني، الحاجة ودوافع البحث:
يأتي بفعل الأهمية التي ينطوي عليها التلفزيون بوصفه أبرز الوسائل الاتصالية والإعلامية والثقافية اليوم، ومع التحولات التي طرأت على المشهد السمعي و البصري عالميا وعربيا والتي لا تنحصر في البعد التقني فحسب، بل أصبح العامل الأساس في بناء رؤية فكرية شاملة للحياة المعاصرة عبر إشاعة الوعي وإغناء الفكر وتجدد المفاهيم وتحقيق الأثر إذ أن التعامل مع ما هو مسموع ومرئي تتولد عنه علاقات جديدة بمصادر الثقافة والإعلام، وهي علاقة متفاوتة التأثير والتفاعل سلبا وإيجابا لاسيما مع تعميم الملكية الفردية لأجهزة البث والاستقبال وتعدد القنوات الفضائية وانفتاح نوافذ المشاهدة وتنوع ما توفره تقنيات الاتصال الحديثة من معلومات ومضامين ثقافية.
لقد شهد العالم والمنطقة العربية ظهور عدد كبير من القنوات الفضائية وأحدثت هذهِ الفضائيات العديد من التحولات الملموسة، كما حدثت تحولات في العديد من المفاهيم والقيم, وأن هذه التحولات بمختلف أبعادها أصبحت اليوم تعكس حالة العلاقات القائمة بين الاقتصاد والاتصال من أجهزة وخدمات.
وبفعل هذا كله تجاوز الإنتاج السمعي والبصري والتمويل الثقافي ومسالك التوزيع حدود الفضاء الجغرافي التقليدي لتصبح أوسع اتصالا واستهدافا لأوسع الفئات في ظل عولمة امتدت إلى تركيبة الأنماط الثقافية والقيم والممارسات السلوكية فأحدثت تغييرات جوهرية شملت الوظائف الاجتماعية للثقافة من ناحية والاستراتيجيات التربوية ومواقع النفوذ والتأثير من ناحية أخرى.
إن البرامج الثقافية التي تستهدف فئات مختلفة من المشاهدين بمختلف أصنافها وفي جميع مراحل إنتاجها وعبر أشكال إبلاغها ليست بمعزل عن هذه التحولات وأبعادها، فهي تدخل في صلب الصراع الإعلامي الثقافي وأنها وثيقة الصلة بالمقومات الأساسية لهوية المشاهد العربي وبناء شخصيته ووعيه وأفق مستقبله، كما أنها إحدى مصادر التنشئة الاجتماعية نظرا لطول الوقت الذي بات يقضيه المشاهد أمام شاشة التلفزيون، هذا المارد الضوئي الذي يتميز باعتماده على حاسة البصر إذ يمكننا القول أننا نعيش عصر الثقافة البصرية والتي من خلالها يكتسب الإنسان ثمانية أعشار معلوماته كما تؤكد ذلك البحوث والدراسات العلمية، وتصبح 35% عند استخدام الصورة والصوت في وقت واحد كما تصل مدة الاحتفاظ بهذه المعلومات إلى نسبة 55%، وفق هذه المعطيات يعد التلفزيون من بين وسائل الاتصال الأخرى الأهم والأخطر من ناحية التربية والتوجيه والتنمية والتأثير الواسع.
3- المبحث الثالث، أهداف البحث:
يهدف البحث إلى معرفة مدى التأثير الذي تفعله أو ممكن أن تحدثه المواد والبرامج الثقافية التي تقدمها القنوات الفضائية المصرية والعربية والعالمية وهل تسهم في التذوق الفني والجمالي.
الفصل الثاني :-الإطار المفاهيمي:
- 1- المبحث الأول، ماهيّة التلفزيون اليوم:
أن للتلفزيون مكانة خاصة في حياتنا المعاصرة، فقد دخل كل بيت وأصبحنا مدمنين على مشاهدة البرامج التي تعرضها القنوات الفضائية و التلفزيون اليوم وسيلة إعلامية له مميزات وخصائص كثيرة منها انتشاره الواسع إضافة لما يقوم به من تقديم المتعة والترفيه وإمكانيته على التأثير على الجميع حيث من يشاهده كافة فئات المجتمع من فقير وغني، من متعلم وأمي، من كبير وصغير، وتزداد مشاهدة التلفزيون في الدول النامية عنه في الدول المتقدمة وخاصة بين الشباب بسبب زيادة نسبة الأمية والظروف الاقتصادية الصعبة والبطالة ووقت الفراغ الكثير وعدم توفر وسائل اللهو الأخرى مما يدفع بهم إلى الجلوس طويلاً أمامه، وهو قد أصبح وسيلة مهمة للتوجيه وتزويد المواطنين بالخبرات والمهارات والقيم الإنسانية والروحية ولنقل الثقافة إلى المجتمع ككل، وهو وسيلة للإنتاج الثقافي، وأن كل ما يبثه له تأثير ثقافي معين سواء كان هذا التأثير سلبياً أم إيجابياً.
فلم يعد التلفزيون وسيلة للترفيه واللهو وقضاء الوقت فقط، فاليوم التلفزيون وسيلة لا غنى عنها تستخدم لإيصال ما نريد إيصاله للجماهير ذات الثقافة المحدودة أو المنعدمة من قيم ثقافية وجمالية جديدة سواء من خلال الترفيه أو من خلال برامج جادة بأسلوب يسهل عليهم متابعته, فالتلفزيون من أكثر أدوات التثقيف فعالية.
لقد أرتبط مضمون التلفزيون بثقافة الصورة، حيث تعمل المواد المصورة على نقل وتكوين قيم ثقافية للمشاهدين.
لقد عرف مصطفى حجازي ثقافة الصورة بأنها ( “الثقافة التي تتوسل لغة جديدة هما لغة الصورة، وأبجدية الحواس، مما يكاد يشكل قطعية فعلية مع الثقافة المكتوبة وعقلانيتها, و ثقافة الصورة التي تقدمها محطات كبريات الشركات الإعلامية الخاصة تحولت الثقافة إلى مشروع ربحي أساسا ) ()
بينما يعرف محمد الجابري ثقافة الصورة بأنها ( ثقافة إشهارية إعلامية سمعية وبصرية تصنع الذوق الاستهلاكي-الإشهار التجاري-، والرأي السياسي- الدعاية الانتخابية-، وتشيد رؤية خاصة للإنسان، والمجتمع، والتاريخ، إنها ثقافة الاختراق، التي تقدمها العولمة بديلاً من الصراع الأيديولوجي…إنها تسعى إلى تسطيح الوعي بهدف تكريس نوع معين من الاستهلاك، لنوع معين من المعارف والسلع والبضائع.)()
أن ثقافة الصورة اليوم من خلال القنوات الفضائية والتي تبثها بمضامين وأشكال متنوعة ذات تأثير عميق في كافة الاتجاهات على الجمهور المتلقي، فهي تستفد من التطور الهائل الذي حدث بسبب استمرار استخدام وسائل التقنية ولكن للأسف هذا التأثير ليس دائماً إيجابياً.
أن عصرنا بلا شك جعل الإنسان متعباً من قسوة الحياة وشدة الصراع والركض لتأمين لقمة العيش، فنحن مرهقون عصبياً متوترون من نمط الحياة الجديدة، وهذا ما يجعلنا نلجأ إلى التلفزيون لساعاتٍ طويلة ونقلل من المطالعة التي كانت أساس ثقافتنا لقرونٍ عديدة.
2- المبحث الثاني، مفاهيم ومصطلحات البحث الأساسية:
• الثقافة:
يقول زكي محمود (أن الثقافة لم تعد تسوية العود الذي يركب عليه سنان الرمح ليصلح للقتال بل أصبحت في تسوية الفكر ليصبح بفطنته وذكائه قادراً على حل مشكلات الحياة، وتثقيف العقل بما يتفق مع الحضارة الجديدة, وكانت اللغة هي أول الوسائل التي عنتها الثقافة).()
أن مفهوم الثقافة اليوم هو مفهوم متعدد المعاني وهذه المسألة يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار عند كل تساؤل عن علاقات الثقافة أو الثقافات وتأثيراتها، وهنا لابد من تداخلات تأثير الثقافة من خلال العلاقة العضوية بين الفرد والجماعة وبين الداخل والخارج أي بين جماعة وأخرى وبين الماضي والحاضر.
وقد عرفت المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو) الثقافة بأنها( جميع السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية، التي تميز مجتمعاً بعينه، أو فئة اجتماعية بعينها، وهي تشمل الفنون والآداب وطرائق الحياة، كما تشمل الحقوق الأساسية للإنسان، ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات)()
2- مفهوم وسائل الإعلام:
جميع الوسائل والأدوات التي تنقل إلي الجماهير Mass media يقصد بوسائل الإعلام المتلقيةو ما يجري من حولها عن طريقة السمع والبصر. (
وهناك من يري أن وسائل الإعلام هي: ” التي تتجسد في الراديو، والتلفزيون،
والصحف والمجلات، والكتب، والسينما، والإعلان. وهي من أهم المؤسسات المرجعية التي تؤثر في شخصية، وقيم، وأفكار، وممارسات الشباب على مستوى الأمد البعيد
• الوعي الاجتماعي :-
” مجموعة من المفاهيم والتصورات والآراء والمعتقدات الشائعة لدى الأفراد في بيئة اجتماعية معينه والتي تظهر في البداية بصورة واضحة لدى مجموعة منهم تم تبنيها الآخرون؛ لإقناعهم بأنها تعبر عن موقفهم”
4– الإعلام الثقافي:
الإعلام الثقافي، مصطلح جديد يقوم على أساس فهم طبيعتي الإعلام والثقافة، وهو فهم ينبع من جوهر مشترك لهما وهو “الاتصال”، فالإعلام الثقافي هو عملية يتم من خلالها إرسال مادة أو رسالة ثقافية معينة إلى المتلقي، مع النتائج المترتبة على ذلك، وهذا بالضرورة يتضمن التفاعل، وإذا كانت مهمة الإتصال بأنه يقوم بنقل المعاني عن طريق الرموز من المرسل إلى المرسل إليه، فأن الإعلام الثقافي هو نقل المضمون الثقافي عن طريق الرموز في وسائل الإعلام، فالفكرة الرئيسية في الإعلام الثقافي هي الأشتراك في الإطار الثقافي الذي يتضمن جوانب الثقافة وما يعيه منها أفراد المجتمع.
د. سهير سيد أحمد جاد- رسالة الدكتوراه – جامعة القاهرة –كلية الإعلام – أشراف د. سمير محمد حسين، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة- د. سلوى أمام، المدرس بقسم الإذاعة بكلية الإعلام- سبتمبر 1984م.
هدف الدراسة:
الوصول إلى مدى نسبة البرامج الثقافية بالتلفزيون المصري إلى نسبة البرامج الترفيهية والسياسية، وأيضاً معرفة أسهام البرامج الثقافية في التذوق الفني والجمالي والتعامل مع وسائل الفنون والثقافة الأخرى وكيفية الترويج لها، وهل تتجه مستويات التعبير اللغوي في البرامج الثقافية في التلفزيون المصري نحو اللغة العربية الفصحى أكثر من أتجاهها نحو اللغة الدارجة أو العامية؟، كما أستهدفت الباحثة من دراستها معرفة مدى حرص البرامج الثقافية بالتلفزيون على إرضاء الأذواق والميول والتخصصات المختلفة عن طريق تنوع البرامج وأستخدام الأشكال التلفزيونية المختلفة.
منهج الدراسة، تعد هذه الدراسة من البحوث الوصفية والمنهج المستخدم فيها ينقسم إلى منهج تاريخي، حيث تتعرض الدراسة لنشأة وتطور البرامج الثقافية بالتلفزيون
وكان من نتائج الدراسة ما يلي:
– تدور نسبة 50,16% من موضوعات البرامج الثقافية في تلفزيون جمهورية مصر العربية حول الثقافة الفنية، سواء كان ذلك في مجال الثقافة المسرحية أو السينمائية أو الموسيقية أو فنون الباليه والفنون التشكيلية.
– أن البرامج الثقافية التي تدور موضوعاتها حول المعارف العامة بلغت نسبتها 24,12% من مجموع الموضوعات التي أجريت عليها الدراسة، أما نسبة موضوعات الثقافة العلمية فجاءت نسبتها 15,97%، والتي تعني بالأدب وقضاياه بنسبة 9,75% من موضوعات البرامج الثقافية التي أدريت عليها الدراسة.
– ووجدت الباحثة تقارباً بين فترتي التحليل عامي 1981و 1984م، من حيث ترتيب الموضوعات دلت نتائج الدراسة التحليلية على أن نسبة كبيرة من البرامج الثقافية تعمل على تحقيق القيم الجمالية والفنية في العروض المقدمة بها والمنقولة إليها من مجالات الفنون الأخرى بهدف رفع مستوى الإحساس بالجمال والتذوق للفن في المجتمع.
– وتوصلت الدراسة إلى وجود علاقة بين طبيعة الموضوعات التي تدور حولها البرامج الثقافية وبين نوعية القائمين بالاتصال.
– وهنالك نسبة كبيرة من البرامج الثقافية تحرص على تحقيق الذاتية الثقافية لمصر.
الفصل الثالث :- دور كلا من الإعلام المصري والعربي والغربي في تشكيل ثقافة المجتمع
- المبحث الأول :- الإعلام المصري
إن الإعلام بصوره المختلفة يلعب دوراً كبيرا في حياتنا بل وفى تشكيل الرأي العام () وخاصة عندما تكون الصورة غير واضحة بقدر الذي يتيح لنا أخد قرارا تحديد رؤيته , الإعلام أداة خطيرة، وأثرها لا يكاد يخفى ولا ينكر، ولذا لم تكن وليدة عصر من العصور، بل استخدمت تقريبا منذ كان الإنسان, وإذا تساءلنا عن دور الإعلام في المجتمع، وما يستطيع أن يسهم به الإعلام في بناء المجتمع وتطويره، فإن الإجابة أكبر وأوسع من أن تحتويها عبارة محددة, ذلك لأن المجتمع – كل مجتمع إنساني – يقوم أساسًا على الاتصال بين أفراده وجماعاته، وكل اتصال بين البشر يحمل في ثناياه ضربًا أو ضروبًا من الإعلام ولا شك أن الإعلام إذا استكمل مقوماته ووسائله الصحيحة وأحسن استخدامه وتوجيهه في مجتمع ما، كان قوة دافعة كبرى للبناء والتطور والنهوض بالمجتمع حيث الثورة الإعلامية أو تكنولوجيا الإعلام التي يشهدها العالم قد قلبت كل الموازين وأضحى الإعلام ركيزة أساسية في بناء الدولة بل بات يعتبر من مقومات ورموز السيادة الوطنية ، والتقنيات الحديثة ,ولان “الإعلام أداة فاعلة ومنظومة متكاملة ” ، فلا بد من تفعيل أدائه لترسيخ بناء الدولة وترسيخ الثوابت الوطنية لديها ولدى مواطنيها .
تعدّ وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة مصدرًا مهمًا من مصادر التوجيه والتثقيف في أي مجتمع، وهي ذات تأثير كبير في جماهير المتلقين المختلفين، المتباينين في اهتماماتهم وتوجهاتهم ومستوياتهم الفكرية والأكاديمية والاجتماعية.
وهذا ما يكسبها أهميتها في عملية بناء المجتمعات، ويمكن الزعم بأنها احد العناصر الأساسية في المساهِمة في تشكيل ملامح المجتمعات. وإذا كان دور وسائل الإعلام في أي بيئة مجتمعية يتحدد بالأثر الذي تستطيع أن تحدثه فيها، فمن الممكن أن نقسّم وسائل الإعلام باعتبار تأثيرها في المجتمعات قسمين: قسم مؤثر وفاعل، وقسم غير مؤثر وغير فاعل قد يكون سلبي أو ايجابي .
الأول: الإعلام المتحير: وهو الإعلام الذي لا يعتمد على الحقائق المجردة ويجنح إلى الدعاية لمذهب سياسي أو خط معين عن طريق التلفيق والتزوير، ومثل هذا الإعلام سرعان ما يفقد ثقة الجماهير، وحتى إذا تضمن بعض الحقائق فإن الجماهير تنظر إليها بعين الريبة والشك والحذر.
الثاني: الإعلام القاصر: وهو إعلام يعتمد على الحقائق المجردة، ولكنه يفشل في تحقيق التأثير المطلوب بتلك الحقائق لدى الجمهور, وغالبًا ما يرجع ذلك إلى خطأ الأسلوب الإعلامي المستخدم.
وليس من شك في أن الخطورة الكبرى للإعلام لا تكون بقدر ما تكون الأثر السيئ والبالغ السوء, حين يتخذ الإعلام وجهة غير بناءة، أو وجهة متجردة من المثل والقيم العليا, وهو ما نشهده في بعض المجتمعات الرأسمالية الغربية من تقويض البنيان الاجتماعي وتفشي الميل العدواني إلى الجريمة، وقد كان ذلك نتيجة مباشرة للإعلام المتحرر من القيم الخلقية وتعاليم الأديان السماوية، والذي لا يحده قيد في اندفاعه نحو تحقيق الكسب المادي في سباق الرأسمالية الطاحن المسعور,الإعلام كمصدر للمعلومات فقد أكدت البحوث الميدانية أن الإعلام هو المصدر الأساسي للقادة السياسيين والدبلوماسيين وكل من لهم صلة بالعملية السياسية في المجتمع، ويلعب الإعلام دوراً مهما في عملية التفاوض يوفر رؤية أولية للأطراف المشاركة في عملية التفاوض.
الإعلام كأداة: يعد الإعلام أداة من أدوات خلق رأي مساند أو معارض للقضية محل التفاوض أو لطرف من أطراف التفاوض، حيث يلعب دوراً مهما في مجال خلق رأي عام مساند أو معارض لقضية يدور حولها التفاوض وخلق اتجاهات معارضه أو مؤيدة للقضية محل التفاوض أو لأحد أطراف التفاوض.
الإعلام أداة للتفاوض: يمكن استخدام الإعلام كأداة من أدوات التفاوض بأحد الصور التالية:
الصورة الأولى: استخدامه كأداة من أدوات الضغط:
- ويتم ذلك من خلال تسريب بعض الأخبار والمعلومات التي يود أحد الأطراف أو لا يرغب في نشرها قبل التوصل إلى الاتفاق النهائي.
- من خلال تقديم إخبار كاذبة تمثل إحراجاً لأحد الأطراف المعنية في عملية التفاوض.
- تسريب أخبار عن التوصل إلى نتائج قبل نهاية التفاوض.
الصورة الثانية: استخدام الإعلام كأداة لفرض موقف معين على أحد الأطراف وذلك من خلال دفعه إلى تبني موقف سياسي معين.
الصورة الثالثة: استخدام الإعلام كأداة من أدوات التلاعب بالمواقف وذلك من خلال تجاهل هذه الحقائق وطرح آراء ومعلومات وأفكار جديدة.
كما هناك إستراتيجية يعتمد عليها التفاوض الدولي عند التعامل مع الإعلام أثناء الأحداث، ونكتفي هنا بذكرها كمفاهيم دون التعرض لتفاصيلها ، وهي:
- 1- إستراتيجية تجاهل الإعلام.
- 2- إستراتيجية الاهتمام بالإعلام , إستراتيجية التعتيم الإعلامي والضغط على الإعلاميين.
-الإعلام والسياسة الخارجية:
تحاول الدول من خلال وسائل الإعلام الدولية وكافة وسائل الإعلام المتاحة والملائمة التأثير على الرأي العام الأجنبي لكسب تأييده لقضاياها وتبحث الدبلوماسية النشطة عن التأييد غالباً خارج الحدود القومية وبهذا يرتبط الإعلام بالدبلوماسية جيداً.
ولعل التطور المستمر للمكاتب الإعلامية للدول المختلفة في الخارج يظهر بشكل جلي أهمية الإعلام والدعاية السياسية والتسويق السياسي على حد سواء في خدمة سياسات الدول الخارجية وخدمة أهدافها الدبلوماسية وعّبر الوزير الأمريكي “دين رسك” عن أهمية الدور الإعلامي في خدمة أهداف السياسة الخارجية الأمريكية بقوله ” لا غنى عن الإعلام للسياسة الخارجية للولايات المتحدة .
دور الأعلام في تدعيم الأمن وإدارة الحكم :
يتضح الدور الكبير والخطير الذي يستطيع الإعلام أن يسهم به في تطوير المجتمع بشتى فئاته وقطاعاته، وحل مشكلاته، ومن ذلك ما يلي:
• وصل المواطن بكل ما يعنيه في المجالات التي تتصل باهتماماته المختلفة.
• نقل الخبرات وتنمية المهارات في مختلف مجالات النشاط الإنساني معاونة قطاعات الخدمات المختلفة في تأدية رسالتها (مثل قطاع الصحة، وقطاع التعليم، والإنتاج.
• الإسهام في حل مشكلات المجتمع بإلقاء الضوء عليها، والتوعية بها، واقتراح أفضل الحلول لمعالجتها.
• رفع مستوى الثقافة وتطوير الفكر العام للمجتمع
• تكوين الرأي العام المستنير إزاء قضايا المجتمع الداخلية والخارجية من خلال توفير المعلومات الصحيحة والكافية وعرض مختلف الآراء الواعية الصادقة.
وهكذا نرى أنه لا يمكن فصل الإعلام عن أي من جوانب الحياة اليومية في المجتمع، ذلك أن الإعلام يحمل على عاتقه مهمة نقل وتطوير “الإرث الحضاري” والإرث الاجتماعي من جيل إلى جيل، وهي مهمة دائبة يومية، بل إنها تكاد تكون مهمة “الخطبة”.
ففي كل لحظة تتسابق وكالات الأنباء إلى الحصول على كل خبر جديد من أقصى الأرض إلى أقصاها، وينكبّ عليه الخبراء المختصون بالدرس والتحليل ثم تطيره وسائل الإعلام إلى جماهير الناس كتابة وإذاعةً وصورة, وبهذا يكون الإعلام أشبه ما يكون بجامعة كبرى مفتوحة لها مناهجها اليومية المتجددة والمتغيرة مع الظروف والأحداث، والمتطورة بتطور الحاجات والاهتمامات، والمتسعة باتساع الوعي العام والنشاط العام للمجتمع فاصبح دوره فى كل مجالات الحياة من صحة لسياحه لسياسه لاجتماع حتى ترويج السلع والماكولات تعتمد على الاعلام والتاثير بالراى العام ولذا علينا أن نجند هذا السلاح الخطير ذة الحدين من أجل الاصلح للمجتمع والظروف التى تنهض ببلدنا وتحقق لها الاستقرار والسكينه ورفع الانتاج والتطوروالرفاهيه التى نصبوا اليها
وغاية القول أن الإعلام سلاح ذو حدين:
فإذا أُحسن استخدامه وتوجيهه كان ركيزة تطور يجد فيه أفراد المجتمع ينبوع المعارف ومصدر التوجيه والإرشاد والتوعية فيما يعني لهم من مشكلات، يجدون فيه العون على تربية أبنائهم وإسعاد أسرهم وتحقيق انتمائهم إلى مجتمعهم.
أما إذا اتخذ الإعلام تلك الوجهة التي تعتمد على الإثارة المجردة التي نشهدها في بعض المجتمعات الغربية فلا شك أنه يمثل أداة تخريب وانحلال، بالرغم من تطوره وتقدمه وفعاليته
• المبحث الثاني :-الإعلام العربي : (دور الاعلام العربي في تشكيل ثقافة التغيير)
بداية لابد من التمييز بين مفهومي التغير () و التغيير ، فالاول يذهب الى التحول والتبدل التلقائي غير المخطط له والذي لاتعرف نتائجه الا عند وقوعها ، وبالتالي فالتحولات في الوظائف والادوار والقيم وغيرها سواء اكانت سياسية ام اجتماعية ام اقتصادية ام ثقافية قد تكون سلبية اوايجابية ، ما يحمل الافراد والمجتمعات الفاعلة والحيوية على القيام بمحاولات تعزيز للتحولات الايجابية ، والتخطيط لعمليات تغيير في الحالات التي يكون فيه الواقع سلبيا ، وعلى هذا يكون التغيير عبارة عن نسق منظم من الجهود البشرية للتصدي للواقع غير المرغوب فيه باشكاله المختلفة ، ما يعني ان التغيير هو رد فعل على جانب من ظاهرة طبيعية في حياة المجتمعات تؤدي الى معطيات سلبية هي حصيلة تفاعلات عشوائية لمكونات الحياة البشرية، وبالتالي فانه يسعى الى تحقيق مصالح المجتمع من خلال ارساء نظم جديدة واشكال جديدة من العلاقات ، بما يتوافق مع تطلعات المجتمع ورغباته في مواكبة التطورات التي تشهدها البيئة الاقليمية والدولية ، وذلك لن يتم الا عبر مكافحة القيود والمحددات القائمة وازالتها والتأثير فيها . وتتخذ تلك المحددات والقيود اشكالا مختلفة فقد تكون :
• انظمة سياسية استبدادية بكل ما تنطوي عليه النظم الاستبدادية من تغييب للمفاهيم السياسية المعاصرة لحقوق الانسان .
2 ــ منظومات ثقافية غير مستنيرة ، لاتتوافر على قدرات تمكنها من تفعيل عناصر ثقافية ايجابية في مرجعياتها التاريخية ،اوانغلاقها على ذاتها بشكل لايكون بمقدورها التفاعل مع ثقافات فاعلة راهنا .
3 ــ اوضاع اقتصادية راكدة لم تتح للافراد حياة كريمة ، او مستوى معين من الرفاهية ، فضلا عن سوء الخدمات وغيرها . 4
ــ حياة اجتماعية تتحكم بها ثقافة سائدة تنطوي على تقابيد واعراف بالية ، تحد من قدرات الانسان على الابداع ، وتحرمه من الاستمتاع بحريته ، فارضة عليه انواعا مختلفة من الوصاية التي تتبرقع باشكال دينية وسياسية. ان هذه المعوقات والمحددات تشكل تحديات مصيرية تقف حائلا امام ممارسة المجتمع لانسانيته وتحد من ادواره الفاعلة في تمكين المجتمع من التطور ، ما يجعل الجمود والتخلف ابرز سمات هذه المجتمعات ، بشكل تغتال فيه جميع صور الابداع الفردية التي تظهر بين آونة واخرى على قلتها ، فضلا عن اجبار الفرد على الاختباء خلف جماعات او منظومات او مؤسسات معينة لضمان استقرار معيشته او لحماية نفسه من التهديدات التي يتعرض لها ، بما يحوله الى حامي ومحمي في الوقت نفسه،الامر الذي يقود الى تقوية هذه الحصون ويجعلها عصية على التغيير الى جانب ما تتوافر عليه هذه الجماعات والمؤسسات من قدرات دفاعية ذاتية بحكم فاعلية تأثير هذه القدرات في المنظومة الاجتماعية . ولذلك فان التغيير ليس امرا هينا اذا لم تتوافر شروطه الموضوعية ، متمثلة بثقافة التغيير
والوعي بالتغيير ، اذا ما اريد لهذا التغيير ان يكون ايجابيا يختصر فيه الزمن وتقل فيه الكلف والجهود .
ذلك ان حدوث أي تغيير من دون تحلي المجتمع بثقافة التغيير وتبلور الوعي به ، فأنه غالبا ما يفضي الى الفوضى وان كان القائمين على التغيير قد استندوا الى رؤية واهداف واضحة . فالمجتمع هو وسيلة التغيير وهدفه ، وان اية عملية تغيير لاتستثمر طاقات المجتمع لايمكنها النجاح على الاطلاق. ويأتي التغيير في احيان معينة نتيجة هيجان شعبي يأخذ شكل انتفاضات وثورات ، كما هو حاصل في ما يطلق عليه بـ ( الربيع العربي ) ، لكن مثل هذا التغيير الذي يعبر عن اعتراض وتذمر جماهيري ازاء الواقع بجميع مفرداته اختزلت اهدافه بالديمقراطية وآليات الوصول الى السلطة والتخلص من النظام السياسي القائم ، بوصفه المسؤول عن كل ما حصل في هذا الواقع وهو بالفعل كذلك.
واصبح الحديث عن الواقع الحياتي المتردي على هامش الحديث عن الديمقراطية وآلياتها ، بالرغم من ان اغلبية المجتمع تريد واقعا اقتصاديا وخدميا مناسبا من دون ان تتملكه رغبة في الممارسة الديمقراطية ، انه يبحث عن العدالة الاجتماعية تحديدا ، بصرف النظر عمن توصله الممارسة الديمقراطية الى سدة الحكم .
ان التغيير الذي حصل في البلاد العربية لايمكن وصفه الا برد فعل على الواقع ، و يعكس وعيا اجتماعيا به ،لكنه لايتم بالضرورة عن وعي بالتغيير ،فضلا عن ان الوعي بهذا الواقع لم يكن شاملا لجميع ابعاده ، بل اقتصر على المحسوس منه فحسب ، ذلك ان المجتمعات التي لم تنل قدرا كافيا من التعليم لن يكون بمقدورها تحسس ما ينطوي عليه الواقع من ترد غير منظور ، وبالتالي لن يتشكل لها الوعي الذي يحملها على العمل الفاعل لتغييره . ان الوعي بالتغيير يفترض ان تكون هناك ثقافة مجتمعية بالتغيير . بدلالة عدم تبلور رؤية مستقبلية واضحة للتغيير في الربيع العربي ، ولم تكن هناك جهات محددة قد خططت لهذا التغيير ، بل ان التغيير برمته جاء انفجاريا غلبت عليه الانفعالات ، من دون ان يكون هناك ادراك مسبق لتداعياته وبخاصة السلبية منها ، اذ انطلق هذا الانفعال من كره راسخ في نفوس وعقول الجماهير للنظام السياسي العربي نتيجة الممارسات القمعية التي قام بها هذا النظام طوال مدة بقائه بالحكم ، وعدم قدرته على توفير الحياة الهانئة التي تصبو اليها الجماهير ، بخاصة وان المجتمع بدأ منذ اواخر التسعينيات يجري عمليات مقارنة بين حياته وتلك التي تحياها المجتمعات المتقدمة .
ان هدف الانتفاضات يتمثل في جوهره بتحسين نمط الحياة ، وليس الرغبة الجماهيرية بممارسة الديمقراطية السياسية ،ومثل هذا الهدف قد يتحقق باجراءات اصلاحية تدريجية وصولا الى تغيير النظام السياسي ، لكن ان يقفز التغيير من المطالبة بتحسين نمط الحياة الى تهديم نظام سياسي بكل ما ينطوي عليه هذا التهديم من مخاطر تطول مختلف المنظومات الاخرى بحكم التأثير المتراكم للمنظومة الساسية في المنظومات الاخرى ، فذلك التغيير من دون شك لن يحقق اهدافه الحقيقية , بل قد يقود الى اوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية اسوء من تلك التي كان عليها ، وفي احسن احواله يحقق له بعض المكتسبات في جوانب معينة ، ويحرمه من مكتسبات كان قد حققها في ازمنة سابقة ، كتحقيق الحرية السياسية وغياب الحرية الاجتماعية ، او التخلص من وصاية الدولة والوقوع تحت وصاية تيارات دينية متشددة ، او تراجع سيادة القانون والاستعانة بالقبيلة والطوائف لحماية الافراد ، ومما يثبت ان جوهر الانتفاضات هو تحسين الحياة الاجتماعية وليس تحقق الديمقراطية السياسية هو عدم قيام انتفاضات في الدول العربية الخليجية , بأستثناء حالة البحرين التي لها ظروفها ودوافعها التي لامجال للتطرق اليها. واذا كان للتغيير اهميته الكبيرة للمجتمعات المتخلفة وتلك التي في طور النمو للارتقاء بها نحو الافضل ، فلابد لهذا التغيير من ثقافة لئلا يعود التغيير بالمجتمعات نحو الخلف بدل التقدم الى الامام ، ومن هنا يبدأ عمل المؤسسات المعنية بتشكيل هذه الثقافة التي من المؤكد انها ستصطدم بالكثير من المعوقات التي تشكل تحديات كبيرة امام شيوع ثقافة التغيير .
ويشكل الاعلام ابرز الوسائل التي يمكن الاستعانة بها في تشكيل ثقافة التغيير العربية ، وقد اتضحت في التغييرات العربية فاعلية الاعلام في تعبئة الجماهير على التغيير الذي افضى الى نتائج مهمة ، ما يقتضي من المعنيين دراسة وتأمل الادوار المؤثرة التي قام بها الاعلام العربي او ذاك الناطق بالغة العربية في هذه الاحداث , مع الاخذ بالحسبان الاجندات الخارجية العربية والاجنبية التي وقفت وراء هذه التعبئة , فضلا عن التفاعل غير المسبوق للجماهير مع الاعلام ، بالرغم من غياب ثقافة التغيير لدى الاوساط الجماهيرية ، ما جعل الجماهير فريسة لاعلام يتناغم مع رغباتها بالشكل الذي دفعها باتجاهات غير محسوبة وربما تتقاطع مع مصالحها الاساسية . ومع ان هناك ادوارا مفترضة لوسائل الاعلام في تنمية ثقافة التغيير ، الا ان وسائل الاعلام العربية لم تمارس هذه الادوار بالشكل الفاعل والمؤثر خلال عقود ما بعد الاستقلال وبخاصة في المجالين السياسي والاقتصادي ، وكانت ادواره خجولة في اطار الثقافة الاجتماعية ومقموعة ذاتيا ازاء المؤسسة الدينية ، اما ادواره الثقافية فظلت حبيسة الجوانب الادبية دون ان تمتد الى الثقافة السائدة التي هي احوج ما تكون الى التغيير من غيرها , ومن المؤكد ان اسبابا كثيرة تقف وراء ضألة الدور الاعلامي العربي الذي يتحمل مع العامل السياسي تبعة التخلف والجمود الذي عليه عالمنا العربي .
3- المبحث الثالث :- الاعلام الغربي :-
- دور وسائل الإعلام في تشكيل المجتمع
تعدّ وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة مصدرًا مهمًا من مصادر التوجيه والتثقيف في أي مجتمع، وهي ذات تأثير كبير في جماهير المتلقين المختلفين، المتباينين في اهتماماتهم وتوجهاتهم ومستوياتهم الفكرية والأكاديمية والاجتماعية.
وهذا ما يكسبها أهميتها في عملية بناء المجتمعات، ويمكن الزعم بأنها احد العناصر الأساسية في المساهِمة في تشكيل ملامح المجتمعات , وإذا كان دور وسائل الإعلام في أي بيئة مجتمعية يتحدد بالأثر الذي تستطيع أن تحدثه فيها، فمن الممكن أن نقسّم وسائل الإعلام باعتبار تأثيرها في المجتمعات قسمين: قسم مؤثر وفعال، وقسم غير مؤثر وغير فعال.
كما يمكن تفريع القسم الأول منهما إلى اتجاهين: سلبي وإيجابي، وذلك باعتبار الهدف الذي يسعى إليه القائمون على كل اتجاه، ولأن الإيجابية والسلبية من الأحكام النسبية، ليست ثابتة أو محددة.
فإن الضابط الذي يُستخدم هذين الحكمين على أساسه هنا هو ضابط الانسجام مع متطلبات الهوية العربية الإسلامية في ما يُقدَّم إعلاميًا عبر القنوات المختلفة، من حيث طبيعة المادة المقدمة، وما ترسخه من قيم فكرية وثقافية واجتماعية.
ويختلف القسم الثاني، وهو قسم وسائل الإعلام غير المؤثرة عن الاتجاه السلبي من القسم الأول في الجوهر الأساسي للموضوع، وهو حقيقة الدور الذي يؤديه كل منهما في تشكيل المجتمع وبنائه؛ فوسائل الإعلام غير المؤثرة أو الفاعلة لا تؤدي أي دور في المجتمع، وبالتالي لا تقوده إلى أي اتجاه, وهي غير معنية بما تقدمه للمجتمع وأفراده، ولا تقوم بأكثر من التوصيل لكن دون أسس واضحة، ودون معرفة حقيقية بما يجب أن يقدم، وما يجب أن تكون له الأولوية من بين ما يقدم , والقائمون على مثل هذا النوع من وسائل الإعلام هم الذين دخلوا السلك الإعلامي إما مصادفة، أو دون رغبة أصيلة في الممارسة الإعلامية، أو دون هدف أو وعي حقيقي بالدور الذي تتحمل المؤسسة الإعلامية عبئه، لتكون ذات فائدة ونفع للمجتمع.
أما الاتجاه السلبي من القسم ذي التأثير في المجتمع فيختلف من حيث وجود الهدف، ووضوح الرؤية والوسيلة أو الأداة التي تساعد على تحقيق الهدف، والقائمون عليه لا يتحركون خبط عشوائي إنما وفق خطط ومنهجيات مدروسة بعناية، وهم يملكون تصورًا واضحًا لما يريدون الوصول إليه، ويسعون جاهدين إلى تحقيقه -أو هكذا يبدو- وكأنهم يريدون أن ينشروا ثقافة أو فكرًا أو نمطًا حياتيًا وسلوكيًا بين أفراد المجتمع.
وإذا كان ضابط الإيجابية والسلبية -كما تحدد في هذا المقال- هو الانسجام مع متطلبات الهوية العربية والإسلامية فإن الكثيرين يمكن أن يتفقوا على أن ما يُقدم إعلاميًا عبر الوسائل المختلفة المتوافرة في الدولة، والمتكاثرة -أو المتوالدة- يومًا بعد يوم يتوزع ما بين قطبي السلب والإيجاب.
لقد كان من الأولى أن يُستغَل الإعلام المسموع لتوعية الأجيال الشابة بقضايا أمتها وبواقعها المعاصر، لتنشأ نشأة مختلفة عما نراه اليوم بين شبابنا، الذين يتعرضون لتسطيح إعلامي يأخذهم نحو الانشغال بالأمور التافهة والشكلية، ويلهيهم عن القضايا المهمة والمصيرية، فنتج لدينا جيل جميل الشكل لكنه مجوّف.
إن حالة الخواء الثقافي والفكري التي نلاحظها في كثير من شبابنا هذه الأيام لم تأتِ من فراغ، ولكنها نتيجة ما يتعرض له هؤلاء الشباب من قِبَل وسائل إعلام إما لا تعرف حقيقة دورها وأثرها في المجتمع، أو أنها تعرف ذلك وتدركه جيدًا وتوظف تلك المعرفة وذلك الإدراك لإنشاء جيل من الشباب الأجوف، اللاهي بملذات الحياة وشكلياتها.
وكأن الدنيا أصبحت محصورة فيها، فأصبحنا نكرسها ونرسخ الاهتمام بها عبر وسائل إعلامنا الموقرة في كل لحظة، وبكل وسيلة، لا نوفر جهدًا ولا وقتًا، غافلين عن القضايا الحقيقية والأمور المصيرية التي يجب أن نوجه إليها شبابنا كي يكونوا عدّة لنا في المستقبل وسط عالم ملئ بالمتغيرات.
إن الإعلام أمانة ومسؤولية، والمؤسسة الإعلامية كالمؤسسة التربوية من حيث أثرها في تشكيل بنية المجتمعات ورسم ملامحها، وقد يتفوق أثر المؤسسة الإعلامية على التربوية نتيجة عوامل مختلفة، منها طبيعة المادة التي تقدمها كل منهما ومدى مناسبتها لأهواء المتلقين.
توصيات الدراسة بما يأتي:
• العمل على مشاركة خبراء في مجال الإعلام والتربية وعلم النفس والاجتماع والقانون والتاريخ حيث تتكامل جهودهم ورؤاهم في إعداد مواد إعلامية إيجابية يحقق نشرها وعرضها بالوسائل الإعلامية المختلفة آثارا إيجابية على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع.
• تحديد الأهداف الإعلامية المطلوبة بدقة وتقسيمها مرحلياً وزمنياً بحيث يشعر الناس بأن هناك مشكلة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحياتهم وحياة أبنائهم وسلامتهم وسلامة المجتمع وأمنه، وتكامل هذه الأهداف مع أهداف مؤسسات التنمية الاجتماعية، والسعي لتحقيقها على نحو متزامن.
• غالباً ما تعالج المضامين الخارجة عن المألوف (التمرد على الآباء، الكذب في إطار الأسرة، السرقة….) معالجة مبهرة، في حين ينبغي أن تعالج القيم الأخرى معالجة أكثر إبهاراً، وهو ما ينبغي أن يكون هدفاً محورياً أمام صناع الإعلام والاتصال, وذلك من خلال رسم خارطة القيم المجتمعية والأسرية والسعي لتحقيها، حيث يمثل التمرد على القيم جزءاً من الثقافة الغربية، في حين في بلادنا يعد العدل القيمة الأولى
• الجدولة الجيدة لمضامين النشاط الإعلامي بما يحقق الاستمرارية والاتساق والشمول والتنوع والتركيز، فلا يكفي عرض المضامين المتنوعة في الوسائل المتنوعة، ولا بد أن تتعدد النشاطات الإعلامية ويكمل بعضها بعضاً، كأن تناقش الصحف والتلفزيون ومواقع شبكة الإنترنت القيم التي تعرضها الدراما، في أثناء عرضها وبعد الانتهاء منه، وعقد ندوات ومحاضرات في المدارس والجامعات لتوضيح القيم التي عرضتها وما المقصود منها.
• عند تداول ما تنشره وسائل الإعلام والاتصال موضوعياً، يمكن استبدال المعلومات الخطأ حول كثير من الأشياء بمفاهيم صحيحة ودقيقة، تصحيح الخطأ قبل شيوعه أجدى من معالجة آثاره.
• العمل على تحسين صورة الأسرة والقيم الأسرية في وسائل الإعلام والاتصال المختلفة من خلال برامج متخصصة، مع تأكيدها في البرامج العامة والإنتاج الفيلمي.
• مسارات إعادة بناء النظام الإعلامي المصري في ضوء التحول الديمقراطي الثوري المسار الأول: هو المسار التشريعي، وهو يتعلق بتغيير جذري ديمقراطي وجوهري لمجمل القوانين المرتبطة بحرية الصحافة والتعبير عموما، والمرتبطة بالإعلام المرئي والمسموع على وجه الخصوص، مثل تغيير قانون اتحاد الإذاعة والتليفزيون )مع التركيز الواضح على إلغاء حالة الاحتكار لعملية البث الممنوحة من الاتحاد كقيد سياسي وأمني استخدم أسوأ استخدام في العهد البائد(، وتغيير قوانين الاتصالات، والمناطق الحرة الإعلامية، والأدوار النافذة لأجهزة الأمن والمرفق القومي للاتصالات، واتحاد الإذاعة والتليفزيون… إلخ.
• المسار الثاني: هو إعادة بناء النظام الإعلامي القومي أو الحكومي على أساس تحويله من نظام الإعلام الموجه التابع تبعية مطلقة للدولة )أسوأ أنواع الإعلام قاطبة، وتراجع في العالم كله بعد سقوط الاتحاد السوفيتي السابق( إلى نظام إعلام الخدمة وهو النظام المطبق في العديد من الدول الأوروبية الديمقراطية )بريطانيا ،Public service TV & Radio العامة كندا، وألمانيا.. إلخ(، وهو نظام إعلامي محصن من الخضوع للاعتبارات التجارية-الاستهلاكية ،ABC وأستراليا ،BBC والإعلانات، وضغوط جماعات المصالح، عن طريق تأمين مصادره المالية من خلال الاشتراكات التي يدفعها المواطنون والتي تؤمّ نها الدولة لجهاز بث الخدمة العامة، ومحصن من التدخل السياسي الحكومي في سياساته التحريرية والبرامجية، أيا كان نوع الحزب الحاكم أو الحكومة القائمة، بتكوين إداري-تنظيمي، يقوم على الفصل التام بين مجلس الأمناء أو مجلس الإدارة الذي يتحاور مع السلطة السياسية القائمة، وبين الإدارة العامة وإدارات التحرير والبرامج المستقلة تماما في كل قراراتها، وفي طريقة إنفاقها على التغطيات الإعلامية وهي تقدم تقريرا عن الموازنة لمجلس الأمناء والإدارة، وليس للسلطة السياسية، ولكن لا تقدم تقري را عن إدارتها المختصة، أو قراراتها التحريرية، كما يضمن استقلالها التحريري بميثاق صحفي، تلتزم الحكومة بمقتضاه )وأحيان ا يكون في صورة تشريع برلماني ملزم( بعدم التدخل بأية صورة من الصور في عمل هيئة البث العامة، كما يلتزم مجلس الأمناء أو الإدارة بالدفاع عن حرية المدير العام ورئيس التحرير والبرامج وكل عناصر العملية الإعلامية في اتخاذ القرارات التحريرية ونوع التغطية، مادامت ملتزمة بالقواعد المهنية المتعارف عليها من الموضوعية والتوازن والدقة… ومادامت ملتزمة بمواثيق الشرف الإعلامية المهنية التي يضعها المهنيون في الهيئة بأنفسهم، أو مواثيق الشرف المتفق عليها في كل المؤسسات الإعلامية والصحفية الدولية مثل عدم الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة، وعدم الاعتداء على العقائد والأديان، وعدم خدش الحياء والآداب العامة… إلخ.
• إعادة الاعتبار للأخبار والشؤون الجارية، يشمل مهمة إعادة بناء نظام الإعلام المملوك للدولة، وإعادة هيكلته، وإعادة على News and Current Affairs Industry الاعتبار إلى صناعة الأخبار وشؤون الساعة أو الشؤون الجارية الترفيه التافه المسطح للوعي الجمعي المصري، لمبرر إغراق الشباب ببرامج المسابقات والمنوعات، وحصر الأخبار في أخبار مسؤولي الدولة، وعملية غسيل المخ والتضليل السياسي. وبدون الاهتمام بالأخبار والشؤون الجارية وتأمين تدفق حر للمعومات للشعب المصري، وتوفير منبر حرّ لكل وجهات النظر السياسية والثقافية ولأطراف الحياة العامة، وهم الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني، فإن فقدان المصداقية .
المراجع :- باللغة العربية:
• ألين هيوم، حرية الصحافة، مجلة قضايا الديمقراطية، مجلة إليكترونية تصدرها وزارة الخارجية الأمريكية، المجلد 10، العدد 2، ديسمبر 2005.
• أندرو بوديفان، دور وسائل الإعلام في بناء الديمقراطية وتعزيزها، في المؤتمر الدولي السادس للديمقراطيات الجديدة والمستعادة ” بناء القدرة في سبيل تحقيق الديمقراطية والسلام والتقدم الاجتماعي ” الورقة رقم 10، الدوحة – قطر 29 أكتوبر- 1 نوفمبر 2006.
• حسين عبد الغني، كيف يمكن إعادة هيكلة الإعلام المملوك للدولة؟ تحديات التحول الديمقراطي في مصر خلال المرحلة الانتقالية، مؤتمر بالتعاون بين مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان وصندوق الأمم المتحدة للديمقراطية .) 27 يوليو/تموز 2011 – بأسبانيا، )القاهرة: 26 FRIDE ومركز العلاقات الدولية والحوار الخارجي UNDEF
• سليمان صالح، الإعلام والتطور الديمقراطي في مصر (1982-1992) في المؤتمر السنوي الأول للباحثين الشباب: التطور السياسي في مصر 1982-1992، محمد صفي الدين خربوش (محرر)، مركز البحوث والدراسات السياسية، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، 1994، ص 635 .
• شاكر عبد الحميد، عصر الصورة- السلبيات الايجابيات، عالم المعرفة، العدد ٣١١ ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداري، . ٣٩٠- الكويت، ٢٠٠٥ .ص
• صفوت العالم، دور وسائل الإعلام في الإصلاح السياسي بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية 2005، الأهرام، مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، 2005،ص 4.
• عاطف عدلي العبد، الاتصال والراي العام ، دار الفكر العربي، القاهرة ١٩٩٣ .ص ٢٤٥-255
• عبد الفتاح عبد النبي ,تكنولوجيا الثقافة والإتصال بين النظرية والتطبيق ,القاهرة :العربي للنشر والتوزيع ,1990.
• عبد الغفار رشاد القصبي ، الاتصال السياسي والتحول الديمقراطي، ( القاهرة: مكتبة الآداب، 2007) ص 43.
• فاروق أبو زيد، إصلاح الإعلام المصري، مجلة المحيط الثقافي، المجلس الأعلى للثقافة، وزارة الثقافة، العدد 46، أغسطس 2005، ص55.
• http://www.ahewar.org/m.asp?i=1876
المراجع :باللغة الأجنبية :
• Shelton Generate. “ Democracy , Journalism and Systems Perspectives From East and West “ , inx , Hao and S.K , Data Ray (eds ) , issues and challenges in Asian Journalism , (Singapore: Marshall Cauendish , 20006 ) pp. 1-24
• W. Bennett. Lance. “The media and democratic development: The Social Basis of political communication”, in Patrick H. O, Neil(Ed) communicating democracy: the media and political Transition. (Boulder: Lynne Renner – 1998) pp.195-207.
3- Stanford Unger J. The role of a free press in Strengthening Democracy: in Democracy and the mass media, Lichtenberg J (ed) New York: Cambridge, 1990, p. 368.
4- Elizabeth, Fox, Latin American Broad Casting and the State: Friend and Foe: in Communicating Democracy: the media and political Transition, p. H, O, Neil. (Ed) (Boulder: Lynne Reiner – 1998) , pp.21-30.
• Adam, Jones, The press in Transition: A comparative Study of Nicaragua , South Africa , Jordan – and Russia , (Germany , Hamburg: Deutsches Oversee – institute, 2002) , pp.408-496 .
• Groan , Hayden, and Charles Okigbo , “ The media and the Two waves of Democracy ; in media and democracy in Africa ” , G. Hayden, M. Leslie and F.F Ogudimu, (e.ds) (New Brunswick, N, J: Transaction Publishers, 2002) pp29-50.
• James , Carron , ” Mass media and democracy revisited ” in: James , Carron and Michael , Gurevitch , (eds) Mass media and Society , (London, Edward Arnold , 1996) ,pp. -81 -104.
• Richard Gunther, Anthony Mughan, ” The political Impact of the media: a Reassessment ” , in Richard Gunther and Anthony Mughan , (eds) Democracy and the Media , (Cambridge: Cambridge university press , 2000) , pp. – 402-447