تبديل العملة في الشمال المحرر
بقلم : درويش خليفة
هذا القرار العشوائي والاعتباطي يجعلني اتسأل هل صدوره من شدة التعطش لنصر يزلزل النظام ام لفرض نفوذ حكم العمائم على من تبقى من الشعب السوري ؟
كم نحن كعرب متعطشون للانتصارات بسبب سياسة حكامنا الانبطاحية والتي استغلها حزب الله في عام الفين وستة عندما أظهر للمجتمع العربي والإسلامي بأنه الوحيد قادر على أن يعيد لهم مجدهم بعد الانتكاسات المتلاحقة بدءً من دخول الدولة العثمانية الحرب العالمية الاولى بجانب الألمان وخسارة كافة أراضيها في البلاد العربية لصالح بريطانيا وفرنسا مروراً بتقسيم فلسطين لدولتين عبرية وعربية حسب قرار الامم المتحدة في عام الف وتسعمائة وثمانية واربعين وانتهاء بحرب الإستنزاف كما سماها الرئيس الراحل عبد الناصر عام الف وتسعمائة وثمانية وستون الى حرب الثلاثة وسبعون التي لم تأتي ثمارها سوى باستعادة القنيطرة السورية وميناء السويس المصرية أي استعادة اراضً بالأصل مغتصبة .
لايوجد أحد يقبل بالخسارة الكل يسعى للنصر ولكن هل عملنا على أستراتيجية توصلنا للنصر وتمكنا من تنمية مجتمعاتنا وتركز على فئة الشباب الذين يمثلون 40% من نسبة سكان الدول العربية ؟
سنضيق محور التساؤلات ونتكلم عن الشباب السوري هل هم منخرطون في المجتمع ومكوناته الاجتماعية والاقتصادية وفي صنع القرار؟
لفهم هذين المحورين لا بد لنا من معرفة وتحليل، من هم شريحة الشباب العربي، وما هي السمات والخواص والقدرات التي تتمتع بها هذه الشريحة الواسعة من شباب وشابات الوطن العربي ، وهل يسهم الشباب في التنمية والتطور ام إنهم أصبحوا عبئً على دول المهجر الأوروبية .
أعيدوا للشباب دوره لينتج لكم النصر بعد أن أورثتمونا عقوداً من سنين العار سنين حلمنا فيها أن ننعم بسلام يمكنا من تنمية مجتمعاتنا ومن أعادته للصفوف الاولى علماً أننا نملك مقومات النجاح ونملك الإرادة لذلك ولكنكم تعيقوننا بقرارتكم وتسلطكم ….
وفي عودتنا لموضوعنا الأساسي هل خرج الشباب السوري الحر من عباءة حزب البعث والعصابة الحاكمة ليجد نفسه في حضرة العمائم التي تلعب دور السلطة في مناطق سيطرة الثوار والتي تسن وتشرع كما يحلو لها دون الرجوع لأصحاب الاختصاص او كما يرضي الداعم لمشاريعها التعبوية بعيداً عن التفكير بمصير مئات العوائل التي تعيش بالحد الأدنى وفي ظروف الموت البطيء .
مالذي ينتظر سورية وحريتها المكبوتة والمدماة ؟
هل يقتصر مصيرها على تغيير العملة فقط أم أنها ستكون بداية لاحتلال لا نعرف ماهيته بعد لبلد باتت مركز حجوزات للسفر إلى الجنة !