الشرق الأوسطعاجل

ليبيا على حافة الانهيار ومفاوض بارز من حكومة طرابلس ينسحب من محادثات سلام

أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى ليبيا برناردينو ليون أن الوضع في ليبيا بات على حافة الانهيار وأن عدد النازحين يبلغ مئات الآلاف ويزداد باستمرار.

وقال ليون في جلسة استماع بمجلس الأمن حول تقريره عن ليبيا الأربعاء 26 أغسطس/آب إن عدد النازحين يزداد بسبب غياب الخدمات الطبية والأدوية فضلا عن انقطاعات طويلة للكهرباء في مناطق كثيرة.

وأضاف أن عدد النازحين داخل البلاد يقدر بمئات الآلاف، مشيرا الى أنهم على استعداد لمغادرة البلاد في أي لحظة متوجهين الى أوروبا عبر البحر، معرضين بذلك حياتهم للخطر.

ودعا المسؤول الأممي أطراف الصراع في ليبيا الى حماية المدنيين وإطلاق سراح المخطوفين، معتبرا أن المصالح الضيقة عرقلت الحوار في ليبيا.

وأكد أن تنظيم “الدولة الإسلامية” يهدد الاستقرار في ليبيا والمنطقة.

من جهته شدد إبراهيم الدباشي، مندوب ليبيا في الأمم المتحدة على ضرورة تشكيل حكومة توافق وطني قادرة على انجاز مهامها، معتبرا أن ما تم تحقيقه في الحوار السياسي حتى الآن يعتبر انجازا هاما. ودعا الدباشي مجلس الأمن الى مساعدة الحكومة الليبية في بسط سيطرتها على البلاد.

انسحب مفاوض بارز من أحد البرلمانين المتنافسين في ليبيا يوم الأربعاء من محادثات ترعاها الأمم المتحدة بشأن تشكيل حكومة وحدة وذلك قبل يوم من جولة جديدة من المفاوضات.

وتحاول الأمم المتحدة إقناع الفئات المتحاربة منذ شهور بتشكيل حكومة وحدة وإنهاء الاقتتال في أنحاء البلاد بعد مرور اربع سنوات على الإطاحة بمعمر القذافي.

وكانت الأمم المتحدة قررت عقد جولة مفاوضات جديدة في المغرب لإقناع الأطراف بإقرار اتفاق هذا الشهر لكن البرلمان الذي يوجد مقره في طرابلس يرفض حتى الآن توقيعه.

ووقع مجلس النواب المنتخب ومقره في الشرق مع الحكومة المعترف بها دوليا التي فرت من طرابلس قبل عام اتفاقا مبدئيا الشهر الماضي.

وقال البرلمان الذي يوجد مقره في طرابلس والمعروف باسم المؤتمر الوطني العام في موقعه الإلكتروني إن النائب الذي انسحب يوم الأربعاء هو رئيس وفد طرابلس صالح المخزوم. وقال ايضا إنه استقال من منصب نائب رئيس المؤتمر الوطني العام.

ولم يذكر المؤتمر الوطني سببا لكن حزب العدالة والبناء الذي ينتمي إليه المخزوم عزا في بيان منفصل هذه الخطوة إلى خلافات بينه وبين رئيس المؤتمر نوري أبو سهمين بشأن أسلوب إدارة محادثات الأمم المتحدة.

ولم يرد تعقيب فوري من الأمم المتحدة أو يتضح هل ستمضي محادثات المغرب قدما يوم الخميس لكن عضوا آخر في وفد طرابلس قال إن استقالة المخزوم سيكون لها أثر.

وقال النائب محمد معذب إن المخزوم لديه القدرة على التعامل على وجه السرعة مع ردود الأفعال من الطرف الآخر للحوار ويعلم كيف يفكرون.

قال مسؤولون في ليبيا إن خدمات الاتصالات الأرضية انقطعت يوم الأربعاء في مدن المنطقة الشرقية بعد أن ألحق مجهولون الضرر بالكابلات البحرية في منطقة يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في مؤشر إضافي على انهيار مقومات الدولة.

وتتخبط ليبيا في فوضى عارمة وسط صراع بين حكومتين تتحالفان مع فصائل مختلفة على السلطة منذ أربع سنوات بعد الاطاحة بمعمر القذافي مما سهل لتنظيم الدولة الإسلامية توسيع رقعة سيطرته مستغلا الفراغ الأمني.

وأدت حالة الفوضى إلى تخفيض معدلات انتاج الكهرباء والغاز والنفط إلى مستويات هزيلة كما أعاقت استيراد القمح والمواد الغذائية والأدوية ودفعت السفارات الاجنبية وشركات الخطوط الجوية لوقف نشاطها هناك.

وأعلنت وزارة الاتصالات والمعلوماتية الليبية في بيان على صفحتها على فيسبوك أن “شركة هاتف ليبيا تعلن عن توقف الاتصالات الهاتفية عن المنطقة الشرقية والجنوبية نتيجة أعمال متعمدة بمحطة الكابل البحري سرت ويتعذر حاليا صيانة العطل لدواعي أمنية.” ولم تحدد الوزارة الجهة المسؤولة عن العطل.

كما أعلنت الشركة القابضة للاتصالات “بكل أسف انقطاع خدمات الاتصالات بمدن المنطقة الشرقية ابتداء من منطقة سرت حتى مدينة طبرق وذلك بسبب الانقطاع في المقسمات الرئيسية الواصلة بين المنطقة الغربية والمنطقة الشرقية المارة بمدينة سرت وذلك نتيجة للظروف الراهنة التي تمر بها المدينة.”

وتمكن تنظيم الدولة الإسلامية من بسط سيطرته على عدد من المناطق في ليبيا بينها مدينة سرت حيث شنت الحكومتان المتنازعتان عددا من الغارات على مواقعه.

وتراجعت خدمات الهاتف النقال بدورها خصوصا في المناطق النائية خلال مراحل النزاع جراء انقطاع الكهرباء المستمر والنقص في قطع الغيار.وكالات

 

 

 

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى