الشرق الأوسطعاجل

أمريكا تعين مسؤولاً لبدء رفع العقوبات الاقتصادية ضد إيران

قال البيت الأبيض يوم الاثنين إنه يرى مؤشرات على تعاون إيران مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأرجع الفضل إلى العقوبات الدولية التي فرضت بسبب برنامج طهران النووي.

وسئل المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست عن تفتيش الوكالة لمجمع بارشين العسكري وإبلاغها عن “تقدم كبير” في تحقيقها بشأن الأنشطة النووية الإيرانية في الماضي. وقال للصحفيين “لطالما رفضت إيران التعاون مع أي نوع من التفتيش أرادت الوكالة الدولية القيام به.”

وأضاف “نتيجة للضغوط الدولية التي تزايدت مع مرور الوقت .. لا سيما بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة وجعلت باقي المجتمع الدولي ينضم إليها فيها .. نرى حاليا مؤشرات على أن إيران تتعاون مع مفتشي الوكالة الدولية.”

ADVERTISING

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، الاثنين، إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، عين السفير الأمريكي السابق في بولندا ستيفن مول للإشراف على التنفيذ والبدء في عملية رفع العقوبات الاقتصادية ضد إيران، بموجب الاتفاق النووي المبرم بين طهران والأطراف الغربية الست.

وذكرت الصحيفة أنه وبعد انقضاء الوقت المسموح فيه للكونغرس بعرقلة الاتفاق النووي مع إيران الخميس الماضي، بدأت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في التحرك بحزم لوضع الاتفاق في حيز التنفيذ وأشارت إلى أن إدارة أوباما عينت سفير أمريكا سابقًا لدى بولندا، لقيادة جهود الولايات المتحدة لتنفيذ الاتفاق.

وأضافت الصحيفة أن الكونغرس كان أمامه 60 يومًا للتصويت برفض الاتفاق، لكنه ومع انقضاء تلك المدة، تم تخصيص يوم 18 أكتوبر القادم ليصبح يوم إقرار واعتماد الاتفاق، حيث سيبدأ من هذا اليوم تنفيذ بنوده والالتزام بها، من قبل إيران والدول العظمى المشاركة في توقيعه.

وتحدثت الصحيفة عن أن أمريكا ستقوم في 18 أكتوبر، بإصدار قرارات لرفع كل القوانين والحالات التي تشمل فرض عقوبات وقيود على إيران، وذلك كجزء من التزامها بالاتفاق، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي سيقوم هو الآخر باتخاذ خطوات مشابهة استعدادًا للبدء في تخفيف العقوبات.

قال يوكيا أمانو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الاثنين إن عينات بيئية أخذت من موقع عسكري إيراني مشيرا إلى “تقدم كبير” في التحقيق الذي تجريه الوكالة في أنشطة طهران النووية السابقة.

ويمثل التفتيش على مجمع بارشين العسكري جزءا محوريا من تحقيق الوكالة الذرية لمعرفة إن كانت إيران قد أجرت في السابق تجارب تتعلق بتطوير أسلحة نووية. ولم تمنح إيران للمفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة حق الوصول إلى مجمع بارشين طيلة عشر سنوات.

وينتظر أن تقدم الوكالة بنهاية العام الحالي تقييما عن “الأبعاد العسكرية المحتملة” للبرنامج النووي الإيراني. ويعد التقرير عاملا حاسما في تطبيق اتفاق تاريخي أبرم بين إيران والقوى العالمية الست في يوليو تموز سيجري بموجبه فرض قيود على برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات الدولية عليها.

ADVERTISING

وقال أمانو إنه ورئيس إدارة الضمانات التي تنفذ عمليات التفتيش زارا مبنى في موقع بارشين لم تراقبه الوكالة من قبل إلا عن طريق صور الأقمار الصناعية. وقال أمانو في بيان تلاه بنفسه على الصحفيين في فيينا حيث مقر الوكالة “داخل المبنى رأينا دلائل على تجديدات جرت في الآونة الأخيرة. لم تكن هناك أي معدات في المبنى.”

ولم تحدد الوكالة الذرية المبنى أو موقعه داخل مجمع بارشين الضخم حيث تعتقد مخابرات غربية أنه كان مسرحا لتجارب ذات صلة بتفجير قنابل نووية أجرتها طهران قبل ما يزيد على عشر سنوات. لكن إيران رفضت مرارا هذه التقارير المخابراتية واعتبرتها “مختلقة.”

لكن الوكالة الذرية في تقرير لمجلس حكامها الشهر الماضي قالت إن أنشطة لاحظتها في موقع داخل بارشين منذ عام 2012 قد تقلل من قدرتها على التحقق من نوع النشاط الذي مورس هناك. وكرر أمانو هذه النقطة مرارا يوم الاثنين.

وتقول الوكالة إن هذه الملاحظات تشتمل على بناء ما يبدو أنه ملحق صغير لمبنى ووجود لمركبات وما يبدو أنها مواد بناء.

وفي تقرير سري للمجلس يوم الاثنين حصلت رويترز على نسخة منه قال أمانو إن المبنى الذي أضيف إليه الملحق الصغير “لم يكن محل الاهتمام.” وقال التقرير “بعد الزيارة لم يكن هذا الملحق مصدر قلق للوكالة.”

وتعرضت الوكالة لانتقادات بسبب اتفاق سري مع إيران يحكم عملية التفتيش في بارشين. ويقول منتقدون إن هذا الاتفاق يقوض قدرة الوكالة على تفتيش مجمع بارشين المترامي الأطراف.

وقال دبلوماسيون غربيون إنه بموجب الاتفاق سيجمع العينات فنيون إيرانيون بحضور خبراء من الوكالة الذرية في بارشين للإشراف على العملية ومراقبتها.

وقال أمانو إن العينات أخذت قبل زيارته موقع بارشين العسكري يوم الأحد. ولم يوضح بالضبط كيفية جمع العينات لكنه قال إن “الجانب الإيراني لعب دورا في عملية أخذ العينات.”

وقالت الوكالة إن عليها التزاما قانونيا بالحفاظ على سرية تفاصيل الاتفاق لكنها أكدت أنه اتفاق مناسب من الناحية التقنية وسيضمن عدم التلاعب بالعينات.

وقال أمانو “يمكن للوكالة أن تؤكد سلامة عملية نقل العينات وصحة العينات التي أخذت من نقاط مختلفة مهمة للوكالة في موقع محدد في بارشين.” وأضاف “تحققت الوكالة من العينات بفضل استخدام عملية تحقق معروفة. نفذت العملية تحت مسؤوليتنا ومراقبتنا.” وقال أيضا إن العينات نقلت إلى فيينا للتحليل.

لكن إيران قللت فيما يبدو من دور الوكالة الذرية. ونقل عن بهروز كمال أفندي المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية قوله يوم الاثنين إن خبراء الطاقة النووية الإيرانيين قد جمعوا العينات من بارشين دون حضور مفتشي الأمم المتحدة.

وقال لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية “أخذ خبراء إيرانيون العينات من مواقع معينة في منشأة بارشين هذا الأسبوع دون حضور مفتشي الوكالة الذرية.” وأضاف قوله “لقد طبقوا القواعد والمعايير وقدمت العينات لخبراء الوكالة الذرية.” ولم يستبعد كمال أفندي حضور مفتشي الوكالة الذرية في عمليات جمع العينات مستقبلا.

وفي البيان الذي قدم للصحفيين قال تيرو فارخورانتا رئيس إدارة الضمانات في الوكالة الذرية إن أحد العناصر المهمة في عملية جمع العينات هو أنها تمت “تحت رقابة متواصلة وفائقة”. لكن حين قرأ فارخورانتا البيان مباشرة بعد حديث أمانو لم تكن هذه الفقرة موجودة.

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى