الشرق الأوسطعاجل

مراقبون:يتوقع أن تشهد إسرائيل ربما اليوم تصعيداً لانتهاج “قبضة حديدية” في فلسطين

قُتل مستوطنان وأصيب اثنان آخران، مساء اليوم السبت، في عملية طعن نفذها شاب فلسطيني بالبلدة القديمة في القدس المحتلة، حيث استشهد فور إطلاق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار عليه. وأفاد القناة العبرية الثانية، أن المستوطنين قتلا بعد إصابتهما بجروح حرجة للغاية، بينما لا تزال إصابة ثالثة في حالة الخطر الشديد، وإصابة أخرى في حالة طفيفة.

وذكرت القناة أن العملية وقعت عند باب الأسباط في البلدة القديمة، بعدما طعن منفذ العملية أحد المستوطنين المسلحين، وحاول نزع مسدسه، ثم أطلق النار صوب زوجته واثنين آخرين. ووفقًا للمتحدثة باسم شرطة الاحتلال لوبا السمري، فإن المستوطنين هم يهود سياح أجانب، كانوا في طريقهم إلى الحائط الغربي للمسجد الأقصى، الذي يسميه اليهود بحائط “المبكى”.

وذكرت السمري في بيان صحافي، أن أحد القتيلين في بداية الاربعينيات من عمره، وصل إلى المستشفى وهو في حالة الخطر الشديد، وسرعان ما فارق الحياة. وقالت السمري إن منفذ العملية يدعى مهند شفيق حلبي (19 عاماً) من مدينة البيرة، وأصاب جنود الاحتلال الشهيد بشكل مباشر في رأسه، ما أدى لاستشهاده على الفور.

إلى ذلك، نفذت قوات الاحتلال عمليات دهم وتفتيش لمنازل الفلسطينيين ومحلاتهم التجارية المجاورة لمكان تنفيذ العملية، ونفذت عمليات اعتداءات واسعة على المارة والأهالي. وتحدثت مصادر إسرائيلية عن موت اثنين من المستوطنين بشكل سريري، وتم نقل المصابين جميعاً إلى مستشفيات إسرائيلية في القدس، ووصفت إصابتهم بالخطيرة وبالغة الخطورة.

وفي السياق ذاته، ادعت شرطة الاحتلال في بيان لها أن الشاب هو فلسطيني من سكان محافظة رام الله والبيرة، وسط الضفة الغربية، وقد تمكن من الاستيلاء على سلاح أحد الجرحى الذين جرى طعنهم وهم سياح يهود، وبدأ بإطلاق النار بشكل عشوائي تجاههم، ثم أطلقت شرطة الاحتلال باتجاهه النار ما أدى إلى استشهاده.

ويتوقّع مراقبون أن تشهد إسرائيل مطلع الأسبوع المقبل، وربما اليوم، تصعيداً في دعوات إضافية من وزراء من الليكود وليس من أحزاب المتدينين والمستوطنين فقط، لانتهاج “قبضة حديدية” وتشريع وتسهيل أوامر إطلاق النار في الضفة الغربية، بعد الركون إلى عزل القدس كلياً عن الضفة الغربية، وربما أيضاً، عن القرى والأحياء الفلسطينية التي ضمّتها إسرائيل بعد الاحتلال مباشرة إلى منطقة نفوذ بلدية الاحتلال.

وتشكّل الحرب و”الانفلات” الأمني للمستوطنين برعاية قوات الاحتلال، أوّل امتحان عملي على أرض الواقع للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، والذي هدّد بعدم التزام السلطة بالاتفاقيات مع إسرائيل، “إذا واصلت حكومة بنيامين نتنياهو سياستها الاستيطانية والتهرب من المفاوضات”. كذلك ستكون الأيام المقبلة مصيرية في تحديد حركة الشارع الفلسطيني، وإذا ما كانت الأراضي المحتلة ستدخل مرحلة جديدة، ينهار فيها التعاون الأمني بين قوات السلطة الفلسطينية وبين قوات الاحتلال.

وفيما يقف الجانب الفلسطيني الرسمي مرتبكاً، تأتي عملية مقتل المستوطنيْن لتساعد نتنياهو في دعايته ضد السلطة واتهامها في التحريض، وبالتالي “تسهيل” عملية رضوخه لمطالب المستوطنين “الأمنية والاستيطانية”، كما صاغها وزير التربية والتعليم، زعيم البيت اليهودي، نفتالي بينت، والتي تتلخّص بإقامة حي أو مستوطنة جديدة قرب مكان وقوع العملية من جهة، وإطلاق يد الجنود وجيش الاحتلال في مواجهة الفلسطينيين، بما في ذلك التساهل مع السلاح الذي يحمله المستوطنون بحجة الدفاع عن النفس، من جهة أخرى.وكالات

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى