الدراسات البحثيةالعلاقات الدوليةالنظم السياسي

الأستراتيجية الأمريكية اتجاه القارة الأفريقية “دراسة تحليلية”

اعداد : جارش عادل – باحث دكتوراه دراسات استراتيجية بالمدرسة العليا للعلوم السياسية (ENSSP) بالجزائر العاصمة، مختص في القضايا المتعلقة بالاستراتيجية والأمن والصراع.

  • المركز الديمقراطي العربي

 

المقدمة:
تعتبر القارة الإفريقية أو “القارة السوداء” أحد القارات الخمس التي تتميز بعدة خصائص تكشف لنا مظاهر التباين و التنوع و التموقع الجغرافي المميز لها مما جعلها منذ القدم محل أطماع القوى الاستعمارية التقليدية، أما حاليا فهي بمثابة كرة تتنافس عليها مجموعة من القوى الكبرى لتحقيق مصالحها وتهدف من خلالها إلى تأمين المستقبل باعتبارها خزان كبير للثروات ،غير أن بعض المفكرين اعتقدوا أن الولايات المتحدة الأمريكية انفردت رائدة في هذا التنافس منذ نهاية الحرب الباردة عبر إستراتيجية وخطط طموحة تكفل لها حماية مصالحها و تأمين مستقبلها لتحريك اقتصادها.

موضوع مثل هذا النوع يجعلنا نسلط الضوء عليه مرتكزين على مجموعة من النقاط الرئيسة التي تجعلنا ندرك ونفهم حقيقة الإستراتيجية الأمريكية في إفريقيا .

الإشكالية المقترحة:
 كيف تضمن الولايات المتحدة الأمريكية تحقيق أهدافها الإستراتيجية في القارة الإفريقية في ظل تنافس القوى الكبرى عليها ؟

و لتبسيط هذه الإشكالية سوف يتم تفكيكها إلى مجموعة من الأسئلة،و هي كما يلي :
 السؤال الأول : ما هو الإطار العام الذي يمكن من خلاله دراسة الإستراتجية الأمريكية ؟
 السؤال الثاني : ما هي أبعاد الإستراتيجية الأمريكية اتجاه القارة الإفريقية ؟ و كيف تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تحقيقها؟

الفرضيات المختبرة:
 الفرضية الأولى : ارتباط الإستراتيجية الأمريكية بالمصلحة رافقها اتساع الحيز الجغرافي لنطاق الأمن الأمريكي ؟
 الفرضية الثانية : اختزان إفريقيا لكمّ هائل من الموارد جعل الولايات المتحدة الأمريكية تضع خطط طموحة لبسط هيمنتها على القارة في ظل اهتمام دولي واضح و متصاعد بالقارة الإفريقية.

المناهج المستعملة:

المنهج التاريخي : يقوم هذا المنهج على رصد أحداث تاريخية معينة،و قد تم الاعتماد عليه من خلال التطرق إلى كل من السياق التاريخي للإستراتيجية الأمريكية والعلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإفريقيا.

المنهج الوصفي : يقوم هذا المنهج على جمع الحقائق والمعلومات ووصفها وتعريفها وتوضيحها من خلال تحديد خصائص و أبعاد الظاهرة المدروسة ،وقد تم الاعتماد عليه في هذه الدراسة من خلا عدة نقاط أساسية مثل: التطرق إلى أهم خصائص الإستراتيجية الأمريكية في التطبيق.

الخطة المقترحة :
المقدمة:

الفصل الأول : مدخل مفاهيمي حول الإستراتيجية الأمريكية

  • المبحث الأول : السياق التاريخي للإستراتيجية الأمريكية
  • المبحث الثاني : الخطوط (الملامح،الأطر) العامة للإستراتيجية الأمريكية
  • المبحث الثالث : خصائص (مميزات) الإستراتيجية الأمريكية في التطبيق

الفصل الثاني : دراسة تحليلية للإستراتيجية الأمريكية في إفريقيا

  • المبحث الأول : السياق التاريخي للعلاقات الأمريكية في القارة الإفريقي
  • المبحث الثاني : تطبيقات الإستراتيجية الأمريكية في القارة الإفريقية
  • المبحث الثالث : أهداف الإستراتيجية الأمريكية

الفصل الأول: مدخل مفاهيمي حول الإستراتيجية الأمريكية
لكل دولة في العالم إستراتيجية معينة تعكس تصوراتها وقيمها ومصالحها في الداخل والخارج سعياً منها إلى تحقيق البعد الرابع (الاستمرارية)، و ينطبق هذا التوصيف على الولايات المتحدة الأمريكية(USA) التي تسعى جاهدةً إلى بناء إستراتيجية كونية تضمن من خلالها تحقيق أهدافها البراغماتية.
ومن هذا المنطلق سوف نحاول في هذا الفصل التعرف على الإستراتيجية الأمريكية من خلال رصد السياق التاريخي لهذه الإستراتيجية والتعرف على أهم أبعادها ومميزاتها.

المبحث الأول : السياق التاريخي للإستراتيجية الأمريكية
ليس للإستراتيجية الأمريكية تاريخ كما يعتقد البعض و إنما هي حديثة النشأة و لا سيما أنها دولة حديثة العهد مقارنة بالإستراتيجيات الشرقية و الأوروبية والتي تعود إلى آلاف السينين و ما قبل الميلاد.

و يمكن تقسيم السياق التاريخي للإستراتيجية الأمريكية إلى عدة مراحل كما يلي :
المرحلة الأولى : من إعلان الدولة1648 م إلى غاية الحرب العالمية الأولى 1914 م.

ما يميز الفكر الاستراتيجي الأمريكي هنا أن له مساهمة قليلة نتيجة لما يلي :
 الاستعمار البريطاني
 عدم تورط الولايات المتحدة الأمريكية في الحروب
 البعد الجغرافي
 سياسة العزلة ومبدأ “مونروا” في فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى

المرحلة الثانية : من نهاية الحرب العالمية الاولى1919 م إلى غاية الحرب العالمية الثانية 1939م

في هذه الفترة ساهمت الولايات المتحدة في تجسيد نظرية الأمن الجماعي(Collective Secuirty) من خلال ما يلي:
 مبادئ وودر ولسن (W,Willson ) الأربعة عشر.
 تأسيس عصبة الأمم (League Nations) لحفظ السلم و الأمن الدوليين(1).
المرحلة الثالثة: من نهاية الحرب العالمية الثانية(WW2) إلى غاية تفكك الإتحاد السوفييتي (USR)

تدعى هذه المرحلة بالعصر الذهبي للفكر الاستراتيجي الأمريكي( The Golden Age)،بحيث تميز الفكر الإستراتيجي الأمريكي بما يلي :
 خزان فكري استراتيجي هائل (مفكرين ،مؤسسات إستراتيجية وبحثية متعاقدة مع الجيش مثل مؤسسةRAND).
 مأسسة الإستراتيجية و هيكلتها كعلم
 التجسير بين فكرية التفكير و المؤسسات الرسمية خاصة الحكومة و وزارة الدفاع
 بناء إستراتيجية عالمية تحكمها المصلحة بعيدة المدى انطلاقاً من تعددية المتغيرات( المتغرالاقتصادي،السياسي،العسكري…) في الجانب الاقتصادي تعمل على تنميط العالم نقديأ و تجارياً انطلاقاً من صندوق النقد الدولي(IMF) ومنظمة التجارة العالمية(WTO) التي كانت سابقاً عبارة عن اتفاقيات الغات (GATT)،و في الجانب الثقافي تعمل على نشر القيم الغربية المشبعة بأفكار الحرية والمساواة … ،أما سياسياً المساهمة في تأسيس و تشجيع قيام نظم ديمقراطية ترعى حقوق الإنسان كما تدعي ،و في الجانب العسكري تعمل نشر الأساطيل البحرية ،والقواعد العسكرية و الدول الحليفة،و الأحلاف انطلاقا من عدة استراتيجيات كالاحتواء،التدمير المؤكد،الضربة الثانية……(2).

المرحلة الرابعة : بعد تخلص روسيا من فقراءها (تخلص روسيا من فقراءها).

إن زوال الخطر الشيوعي منذ مؤتمر مالطا 1989 م جعل الإستراتيجية الأمريكية تبنى على ما يلي:
 إعادة استقطاب العلاقات الدولية باسم العولمة.
 تأسيس نظام دولي جديد تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية.
 منع تنامي قوى إقليمية تهدد أمن ومصالح الولايات المتحدة ومحاربة قوى الشر و الدول المارقة.
 الحفاظ على تفوق الولايات المتحدة العسكري عالَميًّا ،و هو ما يتطلب عدم التغاضي أبدًا عن المصالح الأمنية طويلة الأمد عندما تفرض تخفيضات على ميزانية الدفاع؛ أي: لا بد من الحفاظ على قدرة التدخل بكفاءة وسرعة في أي وقت وأي مكان في العالم.
 دعم الحلفاء والشركاء مثل: أوروبا وحلف شمال وبعض القوى الصاعدة مثل: تركيا والبرازيل وإندونيسيا والهند.
 استخدام المساعدات الخارجية كوسائل سياسية وأداة للضغط: وذلك بطريقة تعزز وتوثق الارتباط مع أهداف واستراتيجيات أوسع للولايات المتحدة.
 الاستثمار في “الأدوات اللازمة لممارسة النفوذ”: وذلك ضمن نطاق مشاركة عالمية واسعة.عبر الشركاء المتعددين المنظمات غير الحكومية والشركات متعددة الجنسيات….
 إثارة الشوكة الإثنية والقبلية والعرقية..،بهدف إيجاد مبررات للتدخل الإنساني.
 تحديث منظومات الأسلحة.
 التعامل مع الدول اللامتماثلة ودعم الحلفاء “من ليس معنا فهو ضدنا”.
 الحرب على الإرهاب بعد أحداث11سبتمبر 2001 م عبر الضربة الوقائية و الإستباقية.
 إحياء الكياسة والمرونة في التعامل مع النزاعات لاسيما في فترة الرئيس أوباما( M.Obama) و تكريس لعبة تقسيم الأدوار بغرض الحفاظ على الأحادية القطبية وهذا كله عبر استعمال “القوة الذكية”.
 المحافظة على منجم الذهب “إسرائيل”التي ترى فيها وسيلة لتطبيق أفكارها ومصالحها(3).

المبحث الثاني:الخطوط العامة للإستراتيجية الأمريكية
يمكن إبراز أهم ملامح الإستراتيجية الأمريكية باختصار فيما يلي:
 بناء التحالفات على شاكة حلف الناتو لتنفيذ سياساتها ضمن منطقة قوس الأزمات
 الاعتماد على المنظمات الدولية منن اجل إحداث التوازن مع المنافس وينطبق هذا التوصيف على محاولات الولايات المتحدة جلب الحلفاء لتبرير ولتنفيذ سياستها في سو ريا في ظل وجود معارض روسي قوي.
 استخدام القوة في حالة تعرض مصالحها للخطر في أي مكان بالعالم ،و بالتالي هنا نلاحظ أن التفكير الاستراتيجي الأمريكي يجمع بين التهديد و استخدام القوة.
 القراءة الجيدة للأطراف الدولية بالاعتماد على إسرائيل كقاعدة ثابتة لا يُمكن المساس بها
و روسيا مثلاً كمقياس ثابت لاستمرار الحرب الباردة والصين كعدو وخيم مستقبلي وإيران عدو أداة لسياستها و أمريكا اللاتينية كعمق استراتيجي و إفريقيا كخزان موارد مستقبلي.
 التدخل في شؤون الدول باسم حقوق الإنسان في منطقة قوس الأزمات* (4).

المبحث الثالث : خصائص الإستراتيجية الأمريكية في التطبيق
تتميز الإستراتيجية الأمريكية بما يلي:
 النسبة : ترتبط بالواقع وتكون عبر التدرج.
 بعيدة المدى: هي لا تفكر في الماضي والوقت الآتي بل تحاول استشراف المستقبل عبر مجموعة من الاحتمالات 50سنة.
 توفر الأدوات والإمكانات اللازمة، وهي إستراتيجية تبحث دائماً عن أفضل طريقة وبأكثر فعالية واقل تكلفة لتطبيق طموحاتها.
 الدمج بين القوة الصلبة والناعمة.
 استغلال لحظة النضج والقراءة الجيدة للوضع ومن ثم اختيار اللحظة المناسبة لتنفيذ إستراتجيتها فهي مثلاً حاصرت العراق اقتصاديا و من ثم أضعفته و استغلت فيما بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 م للتدخل في العراق كذريعة (النمر،الغزال،كأنموذج).
 البحث عن المصلحة
 ثابتة لا تتغير بتغيير الرؤساء(5).

الفصل الثاني:دراسة تحليلية للإستراتيجية الأمريكية في إفريقيا
تعتبر إفريقيا خزان موارد ضخم لم يُكتشف بعد لذلك اتجهت أطماع الدول إليها و بالأخص الولايات المتحدة و بكثرة لاسيما في العشرية الأخيرة.
و من هذا المنطلق سندرس في هذا الفصل العلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة الأمريكية و القارة الإفريقية وتطبيقات الإستراتيجية الأمريكية في القارة وأبرز أهدافها.

المبحث الأول: السياق التاريخي للعلاقات الأمريكية الإفريقية
يمكن تقسيم السياق التاريخي للسياسات الأمريكية اتجاه القارة الإفريقية إلى ثلاث مراحل أساسية:

المرحلة الأولى : منذ تأسيس دولة الولايات المتحدة خلال القرن 18 م إلى الحرب العالمية الأولى سنة 1914م.
وقد تميزت بضعف الارتباط بين الجانبين نتيجة لسياسة العزلة التي اتخذتها الولايات المتحدة إلا أن هذا لم يمنعها من القيام بمعاهدات مع دول إفريقية كمعاهدة سبتمبر 1795م بين الأسطول الجزائري وبينها لحماية السفن التجارية الأمريكية في البحر الأبيض الموسط) كما أن الولايات المتحدة حاولت غزو شمال إفريقيا من خلال معركة طرابلس 1801م.

المرحلة الثانية : منذ بداية الحرب العالمية الأولى إلى الخمسينيات
باختصار يمكن القول أنها تعاملت مع القارة الإفريقية على أنها منطقة نفوذ لدول الاستعمار

المرحلة الثالثة : كانت في فترة الحرب الباردة ومع اشتداد الاستقطاب بين المعسكرين،سعت فيها الولايات المتحدة لاحتواء الأنظمة في المنطقة مثل نظام الأبارتيد في جنوب إفريقيا ،كما تعددت الزيارات الأمريكية للقارة ،فكانت أول زيارة لرئيس أمريكي للقارة “فرانلكين روزفلت”بغامبيا و المغرب 1943 م بعد حضوره مؤتمر الدار البيضاء و زيارة جيمي كارتر لليبريا ونيجيريا في 1978م .

المرحلة الرابعة : بعد تفكك الإتحاد السوفييتي (USSR).
و هي مرحلة توسيع النفوذ، حيث تعاملت الإدارة الأمريكية مع إفريقيا باعتبارها “المستقبل” لذلك فهي تسعى بقوة لبناء محور (أديس أبابا/الو،م،أ) بالإضافة إلى 12 دولة أخرى مثل: جنوب إفريقيا ،ليبيريا ،نيجيريا،إثيوبيا،مصر…

المبحث الثالث : تطبيقات الإستراتيجية الأمريكية في إفريقيا
في البداية لابد من أن نعلم أن صناع القرار الأمريكيين يرون إفريقيا هي “المستقبل”+”خزان موارد”+القابلية للاستعمار”، وبالتالي فإن إستراتجيتهم في التطبيق كما يلي:

الجانب السياسي العسكري
 سياسة الإسقاط الرأسي ودعم الأنظمة التي تراعي المصالح بغض النظر عن طبيعتها مثل نظام حسني مبارك في مصر،وزين العابدين في تونس .
 استخدام إسرائيل كوسيلة لتثبيت سياساتها في القارة لاسيما في الشرق الإفريقي للتحكم في نهر النيل ومنبع حياة أكبر الدول العربية مصر لإضعاف دولة من دول الطوق من جهة و من جهة أخرى تفتيت سلة الغذاء العربي السودان .
 نشر بؤر التوتر في الدول التي لا تخدم مصالحها .
 نشر المبادئ الديمقراطية والثقافة والتعليم ….على أسس براغماتية.
 زرع قواعد عسكرية لحماية شبكة المصالح الأمريكية في المنطقة مثل: قاعدة طانطان في المغرب على المحيط الأطلسي وقاعدة مقديشو في الصومال….
 إنشاء قوة مشتركة مع الدول الإفريقية
 بيع السلاح كونها اقتصاد قائم على الصناعة العسكرية(6) .
الجانب الاقتصادي:
 زرع دويلات الشركات في المناطق التي ترى فيها مورد يحرك اقتصادها
 السيطرة على النفط خاصة أنه في إفريقيا هناك 21 دولة منتجة للنفط،و تسعة في آسيا و 9في أوروبا و 10 في القارة الأمريكية(7) .
 الاستثمار لاسيما في الدول المركزية (المحورية) ومن ثم الانتقال إلى الدول الارتكازية كالدول الخليجية لتنفيذ سياساتها.
 سياسة المشروطية كورقة رابحة من خلال التأثير على المؤسسات الدولية الاقتصادية التي بدورها تؤثر على الدول الإفريقية ولاسيما أن هذه الأخيرة غارقة في الديون.

الجانب الاجتماعي والثقافي:
تعمل الولايات المتحدة على تصدير ثقافة الرجل الأمريكي إلى القارة و محاولة أمركتها من خلال نشر ثقافتها العلمية والتعاون الأكاديمي مع الدول الإفريقية ،إلا أن هذه الدول ثقافياً أغلبها يغلب عليه الطابع الفرانكفوني الذي تحاول الولايات المتحدة إزاحته.

المبحث الثالث: الأهداف الإستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية

تسعى الولايات المتحدة من خلال إستراتيجيتها إلى تحقيق مجموعة من الأهداف أهمها مايلي:
 محاولة السيطرة على الموارد الهيدروكربونية والمعدنية والباطنية الموجودة في إفريقيا باعتبارها تمثل المستقبل في تصورها فمختلف الدراسات تثبت أن إفريقيا في القرن القادم لن تصبح إفريقيا التخلف في ظل وجود عدة دول تحقق نسب عالية من النمو كنيجريا(10%) وإثيوبيا(7%)…
 تثبيت التوجه الأمريكي لاسيما في حوض النيل والقرن الإفريقي لتضييق النطاق على السودان ومصر وحماية الأمن الإسرائيلي
 نشر القيم و الأفكار الغربية ومواجهة مد الأفكار والدعايات الشيوعية والصينية
 تقزيم دور الدول العربية في إفريقيا ، و العمل على تشويه الصورة العربية لدى الشعوب الإفريقية بكل السبل مثل: تهمة الاتجار بالعبيد(8) .

الخاتمة:
و في الأخير نستطيع القول أن الإستراتيجية الأمريكية في إفريقيا هي إستراتيجية تتحكم فيها المصالح بدرجة أولى لهذا فهي تدرك أن السيطرة على إفريقيا يعني ضمان المستقبل لتحريك اقتصادها لهذا فهي تخطط لبرامج طموحة تحقق لها المصالح في ظل منافسة شرسة من الطرف الصيني الذي يسيطر على القارة اقتصادياً وفرنسا ثقافياً.

الإحالات:
(1)- كوثر عباس عبد الربيعي،”السياسة الأمريكية اتجاه القارة الإفريقية – الأبعاد والدلالات – “، مجلة المرصد الدولي ، الرياض: العدد 15 كانون الأول،2010م،ص(2-5).
(2)- لهيب عبد الخالق،بين انهيارين الإستراتيجية الأمريكية الجديدة،مركز الكاشف للمتابعة والدراسات الإستراتيجية،ص 2.
http: // www alkashif.org. //

(3)- زينب عبد العظيم،الإستراتيجية الأمريكية العالمية واستمرار الحرب ضد الإرهاب،مركز الحضارة للدراسات السياسية،ص(824-836).
http://ww docordesk.com//
(4) – المرجع نفسه،ص(824-856).
* منطقة قوس الأزمات: تعرف أيضاً بهلال الأزمات أو هلال عدم الاستقرار،وهي تلك المنطقة الموجودة في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية والتي تمتد من الفلبين والفيتنام و تمر على طنجة حتى كولومبيا كما أنها تشمل كل المنطقة العربية والقارة الإفريقية ومنطقة جنوب آسيا وبعض المناطق في أوروبا الشرقية وما يميز هذه المنطقة أنها غنية بالثروات الطبيعية وبالتالي فهي المحرك الاقتصادي للولايات المتحدة مما جعلها تعمل على نشر أكبر عدد من القواعد العسكرية في هذه المنطقة.
(5)- كوثر عباس عبد الربيعي، المرجع السابق،ص (12-23).
(6)- المرجع نفسه،ص(824-856).
(7)- أيمن، شبانة .”النفط الأمريكي عندما تتحرك السياسة الأمريكية وراء الموارد”، مجلة إفريقيا قارتنا، القاهرة،العدد2،فيفري 2013م ،ص3 .
(8)- كوثر عباس عبد الربيعي، المرجع السابق،ص 5 .

3.7/5 - (4 أصوات)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى