تحليل :إسرائيل تحتل أجندة المرشحين المحتملين للرئاسة الأميركية
تصدرت الخطابات المتعلقة بإسرائيل، والآراء حول العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، للمرشحين المحتملين، أجندة بعض وسائل الإعلام من وقت لأخر.
تحتل العلاقة مع إسرائيل مكانة خاصة في مواقف المرشحين المحتملين للرئاسة الأمريكية، نظراً لأن الشرق الأوسط يحظى بمكانة هامة على أجندة السياسة الخارجية للمرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية، المزمع إجراؤها في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2016.
وتبرز “الخبرة الدبلوماسية”، للمرشحة المحتملة عن الحزب الديمقراطي “هيلاري كلنتون”، إلى الواجهة، حيث تمتلك خبرة سياسية تؤهلها لنيل أصوات اليهود الأميركيين، في حين أن النهج ” اليساري”، للمرشح المحتمل الآخر عن الحزب “برني ساندرس”، قد لا يتماشى مع الإدارة الإسرائيلية.
وقال “آرون ديفيد ميلر”، نائب رئيس برنامج الشرق الأوسط في مركز، “وودرو ويلسن” للدراسات، في مقال له بمجلة “فورن بوليسي، إن “كلينتون التي تعد أبرز الشخصيات المرشحة عن الحزب الديمقراطي، أكدت في جميع المناسبات أنها ستواصل العلاقات مع إسرائيل كما ينبغي أن تكون”.
ووصف كلينتون بأنها سياسية محنكة، تتقن اللغة السياسية والدبلوماسية، بشكل يمكنها من عدم اتخاذ أي خطوات من شأنها خسارة أصوات اليهود في أميركا.
وفي مقالة لها مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بمجلة ” فورورد”، إحدى أهم صحف اليهود الأمريكيين، أشارت كلينتون أن العلاقات بين الشعبين الأمريكي والإسرائيلي أبعد من السياسة.
وقالت: “خلال زيارتي الأولى إلى إسرائيل عام 1981، ظهر رابط عاطفي داخلي حيال هذا البلد وشعبه، وإعجاب بالديمقراطية القوية التي أسسها الإسرائيليون في منطقة مليئة بالعداوات”.
وجددت كلينتون في مقالتها استمرارها الدفاع عن “حل الدولتين”، فيما لم تتطرق إلى مسألة المستوطنين اليهود، التي شكلت إحدى مواضيع الجدل بين إدراة أوباما ونتنياهو، إلا أنها كانت قد قالت في حوار مع قناة، “سي إن إن”، عام 2014، إن “أكثر موضوع يزعجني من الإدارة الإسرائيلية هو المستوطنون”.
وتطرقت كلينتون عدة مرات إلى موضوع أمن دولة إسرائيل في مقالتها، في حين أن موقعها الرسمي على الانترنت الخاص بالحملة الانتخابية، تطرق إلى العلاقات مع إسرائيل وأمنها ثلاث مرات.
أمّا المرشح الديمقراطي “برني ساندرز”، المولود في نيويورك لأب يهودي مهاجر من بولندا، فمعروف بنظرته السياسية “المعارضة” و”الاشتراكية”، طوال سيرته السياسية، حيث أشار الصحفي الإسرائيلي، “آكيفا آلدار”، إلى أنه من غير المقبول بالنسبة لليهود، اعتبار ساندرز أن إسرائيل استخدمت القوة المفرطة، وذلك خلال عدوانها على قطاع غزة عام 2014.
كما يعتبر ساندرز، أول سيناتور يعلن عدم ذهابه للاستماع إلى كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أثناء كلمته أمام الكونغرس في الثالث من آذار/ مارس الماضي، وعليه رأى آلدار، أن ساندور يمكن أن لا يكون المرشح المفضل ليهود إسرائيل.
منافسة بين المرشحين الجمهوريين المحتملين
وينتقد المرشحون الجمهوريون السياسات الخارجية للإدارة الأميركية، التي يقودها الديمقراطيون حالياً، وهو ما يعتبره “ميلر” أمراً طبيعياً.
ويعد “دونالد ترامب”، أحد أبرز المرشحين الجمهوريين حالياً، حيث أصدر إعلاناٍ في شهر آب/ أغسطس الماضي تحت عنوان “حل ترمب لفلسطين”، تضمن فكرة نقل دولة فلسطين إلى بورتوريكو، وهو ما أثار سخرية الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء.
كما قال ترامب في كلمة له، خلال حملته الانتخابية بنفس الشهر: “أحب إسرائيل كثيراً، وسأقاتل من أجل إسرائيل”.
وفي مطلع كانون الأول/ سبتمبر الجاري، أشار ترامب إلى ضرورة إبداء إسرائيل القليل من التضحيات، إذا كان ذلك سيتحقق سلام، وهو ما لاقى انتقاداً حادً من منافسه الجمهوري، ماركو روبيو، الذي وصف ذلك بأنه خطأ قاتل، وعدم فهم للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية.
ووفقاً لآخر استطلاعات للرأي، يوصف المرشح الجمهوري المحتمل، “تيد كروز”، بأنه صديق مقرب لإسرائيل، وسياسي “محافظ”، إذ كتبت صحيفة “جورساليم بوست” الإسرائيلية اليومية، اليمينية المعروفة، في شهر تشرين الاول/ أكتوبر، واصفة، أنه “أكثر المدافعين عن إسرائيل في مجلس الشيوخ”.
ونقلت الصحيفة عن كروز في لقائها معه قوله، إن “العائق الحقيقي أمام السلام هم الفلسطينيون الذين يرفضون وجود إسرائيل كدولة يهودية”.
من جانبه، رأى المرشح الجمهوري المحتمل، ماركو بوبيو، المعروف بنهجه اليميني، أن “الإسلام الراديكالي” هو مصدر المشاكل في الشرق الأوسط، كما قال في كلمة له بمنتدى التحالف اليهودي الجمهوري مطلع الشهر الحالي، في حال أصبحت رئيساً، “سأبذل قصارى جهدي، من أجل بقاء القدس عاصمة لإسرائيل”، حيث اعتبر الصحفي آلدار، أن روبيو يمكن أن يكون الأكثر ترجيحاً من قبل تل أبيب مقارنة بترامب.