الانقسامات داخل “نداء تونس” تنتج حزب جديد قائم على الشباب والمرأة والديمقراطية
أعلن الأمين العام المستقيل من حزب نداء تونس، محسن مرزوق، اليوم الأربعاء، اعتزامه تأسيس حزب سياسي جديد، سيتم إشهاره رسميًا في مارس / آذار المقبل.
وقال مرزوق في مؤتمر صحفي بالعاصمة تونس، “المشروع الوطني العصري يحتاج تأسيس من جديد ويوم 10 الجاري هناك اجتماع نعلن فيه رسميًا انفصالنا التام، عن نداء تونس وسنعلن عن مسار تنظيمي مستقل”.
وتابع “في 2 مارس المقبل سيعلن عن الحزب أو الجبهة السياسية الجديدة لأننا محتاجين لسياسة جديدة قائمة على الشباب والمرأة والديمقراطية، مشروع عصري ومفتوح وقائم على الحريات، ليس حزبًا محنطًا( في اشارة لحزب نداء تونس)”. وأكد مرزوق أنه سيعلن عما وصفه بـ “نداء جديد”.
ويأتي الشقاق داخل نداء تونس- وهي حركة علمانية تشكلت بعد انتفاضة 2011 التي أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي- في توقيت حرج إذ تسعى تونس جاهدة لاحتواء عنف المتشددين وتحقيق نمو اقتصادي.
وزادت الانقسامات داخل نداء تونس منذ العام الماضي بعد خلاف دب بين جناح من الحزب يقوده ابن السبسي وآخر بزعامة محسن مرزوق الناشط اليساري وأحد مؤسسي الحزب.
ويقود مرزوق مجموعة من 30 عضوا بنداء تونس في البرلمان هددوا بالاستقالة بسبب ما قالوا إنها محاولات من حافظ قائد السبسي لتغيير اللوائح من أجل التمتع بمزيد من السيطرة على الحزب. ونفى الرئيس تلك المزاعم.
ويرى المؤيدون لمرزوق محاولة من السبسي لتوريث السلطة وإعادة النظام السلطوي الذي ميز حكم بن علي رغم أن حلفاء الرئيس نفوا أي مزاعم بأنهم يسعون لأن يصبح ابنه في موضع نفوذ.
وقال مرزوق للصحفيين يوم الأربعاء إن الجناح الذي يقوده لم يعد أمامه أي خيار. وأضاف أن أعضاءه حاولوا بطريقة إيجابية الوصول لتوافق لكن الحوار لم يمض مثلما كان ينبغي له.
ويشغل نداء تونس 82 مقعدا في البرلمان المؤلف من 217 مقعدا. ومن شأن انفصال 30 عضوا من أعضاء الحزب أن يجعل حزب النهضة الإسلامي أكبر كتلة في المجلس بمقاعده البالغ عددها 69. ويشغل بقية المقاعد أعضاء من أحزاب أصغر.
ووضعت تونس دستورا جديدا وتتبع سياسة توافقية حظيت بالإشادة بوصفها نموذجا للتحول الديمقراطي منذ الإطاحة بحكم بن علي. ونجت تونس من اضطرابات عنيفة عانت منها دول أخرى في المنطقة منذ انتفاضات الربيع العربي في 2011.
لكن وبعد ثلاث هجمات كبيرة شنها المتشددون العام الماضي تواجه تونس صعوبات للتعامل مع تحديات أمنية قوية. وتحتاج البلاد لإصلاحات لخفض الإنفاق العام وتوفير فرص اقتصادية كان الكثير من التونسيين يأملون في أن تحققها انتفاضتهم.
وبرز حزب نداء تونس كقوة سياسية في 2013 وقاد احتجاجات ضد حكومة شكلها حزب النهضة. وتفوق نداء تونس على النهضة في انتخابات 2014 ثم مضى ليشكل ائتلافا مع منافسه.