الشرق الأوسطتحليلاتعاجل

رفع العقوبات وعودة إيران لسوق النفط يثير الرعب عند العرب ؟

-المركز الديمقراطي العربي

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الأحد إن الاتفاق النووي الذي أبرم بين إيران والقوى العالمية الست يمكن استخدامه نموذجا لحل المشاكل الإقليمية. وجاءت تصريحات روحاني بعد يوم من رفع العقوبات الدولية المفروضة على بلاده.

وخلال مؤتمر صحفي بثه التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة انتقد روحاني أيضا السعودية قائلا إن الرياض هي مصدر المشاكل مع طهران ودعا المملكة لتغيير تصرفاتها في المنطقة.

وأضاف أيضا أنه يتوقع نمو اقتصاد إيران خمسة في المئة في السنة المالية الإيرانية المقبلة التي تبدأ في مارس آذار وأضاف ان طهران وواشنطن لن تعيدا العلاقات الاقتصادية كاملة بعد الاتفاق النووي.

وأثار العرب جدلاً كبيراً بعد رفع العقوبات عن إيران وبدء سريان الاتفاق النووي.

حيث شكل رفع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، عقب بدء سريان الاتفاق النووي، مادة دسمة بالنسبة لرواد وسائل التواصل، خصوصا في السعودية، الذين اعتبروا أن الخطوة تعكس نوعاً من التذمر الغربي تجاه بلادهم، واستفزازاً لدول المنطقة بدعم عدوهم اللدود، المتورط في إغراق المنطقة بحروب طائفية لا مؤشرات على أنها ستضع أوزارها في القريب العاجل.

ودشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة، هاشتارج #أمريكا_ترفع_عقوبات_إيران، الذي نال تفاعلا كبيرا وقفز لواجهة أكثر المواضيع سخونة في الساعات التي أعقبت إعلان رفع العقوبات.

غالبية المغردين، ربطوا القرار الأمريكي الذي وقعه الرئيس أوباما، بتداعيات أزمة النفط العالمية، مؤكدين أن الغرب بات يملك البديل النفطي عن دول الخليج، في مناطق تسيطر عليها أذرع إيران في منطقة الشرق الأوسط.

وذهب مدونون آخرون، إلى التأكيد على أن السعودية كان بإمكانها أن تهز الاقتصاد الأمريكي، وفق معادلة بسيطة يشرحها أحد المتفاعلين بقوله “لو تفك المملكه ارتباط النفط بالدولار لانهار اقتصاد أمريكا، وتعلمت حسن الأدب والانضباط .

وبينما كشف أحد المغردين أن لعبة المصالح طغت على موضوع رفع العقوبات، خصوصاً وأن “واشنطن كانت تنتظر اتفاق إيران النووي لإبرام عقود بيع الأسلحة من أجل إنعاش اقتصادها ! #أمريكا_ترفع_عقوبات_إيران“.

قد يقود إطلاق العنان لصادرات إيران النفطية بعد تحررها من العقوبات الدولية إلى هبوط أكبر لأسعار الخام تحت مستوى 30 دولارا للبرميل. غير أن المتعاملين في السوق يقولون إن تحركات الأسعار ستكون محدودة يوم الاثنين لأن رفع القيود التجارية كان منتظرا إلى حد بعيد.

ويوم السبت قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران وفت بالتزامتها بكبح برنامجهاالنووي لتعلن الولايات المتحدة على الفور إلغاء العقوبات التي خفضت صادراتها نحو مليوني برميل يوميا من ذروة ما قبل العقوبات في 2011 إلى أكثر قليلا من مليون برميل يوميا.

وأججت مؤشرات متزايدة منذ نحو شهر على أن التحرك لرفع العقوبات سيأتي مبكرا عما كان يتوقعه المتعاملون من قبل موجة بيع دفعت برنت للهبوط 24 بالمئة منذ بدايةالعام مسجلا أكبر خسائره منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.وأبدت إيران أملها في زيادة صادرات الخام عقب رفع العقوبات نحو مليون برميل يوميا في غضون عام إلا أن معظم المحللين يتوقعون زيادة بين 200 و500 ألف برميل يوميا في غضون ستة أشهر من رفع العقوبات.

وقال ريتشارد نفيو من مركز سياسة الطاقة العالمية في جامعة كولومبيا “إيران حرة الان في بيع أي كميات من الخام بأي سعر تستطيع الحصول عليه.” غير أن معظم المحللين لا يتوقعون رد فعل قويا مع فتح الأسواق بعد عطلة نهاية الأسبوع.

وقال أمريتا سن من إنرجي آسبكتس للاستشارات “لن يكون الاتفاق الإيراني مفاجئا للسوق لأنه كان متوقعا منذ فترة طويلة. أقول إن هذه الخطوة كانت في الحسبان وأثرت في الأسعار بالفعل. قد يحدث رد فعل تلقائي طفيف وتفتح الأسواق على هبوط في ظل الاتجاه النزولي السائد في الوقت الحالي لكن أجد صعوبة في توقع تأثير أكبر من ذلك.”

لكن عددا من المتعاملين يتساءلون إذا كان المستقبل يخبئ قدرا من التعافي بعد أن دفعت الشائعات الأسعار للهبوط لاسيما إذا حبذ المتعاملون الذين راهنوا على الهبوط جني جزء من الأرباح. فقد زادت المراكز المدينة في العقود الآجلة بنيويوك لدى صناديق كبرى لأكثر من مثليها لتسجل مستوى قياسيا يفوق 200 ألف عقد منذ منتصف أكتوبر تشرين الأول حين كان سعر النفط يقترب من 50 دولارا.

وتفتح أسواق النفط أبوابها في الساعة 2300 بتوقيت جرينتش اليوم الأحد لكن أحجام التداول قد تكون ضعيفة بسبب عطلة مارتن لوثر كينج في الولايات المتحدة غدا الاثنين. ونزل خام غرب تكساس الوسيط نحو ستة بالمئة يوم الجمعة إلى 29.42 دولار وأغلق عند أقل من 30 دولارا للمرة الأولى منذ عام 2003.

وقال فيليب ستريبل كبير محللي السوق في آر.جيه.أو فيوتشرز في شيكاجو يوم الجمعة بعد أن كان قرار رفع العقوبات في حكم المؤكد “أعتقد أننا سنرى تعافيا كبيرا في أسعار الخام لترتفع دولارين أو ثلاثة أو أربعة إلى منتصف الثلاثينات.”

إلا أن البعض الآخر قد يركز على ضخ ما يصل إلى 500 ألف برميل يوميا من النفط الإيراني قريبا في الأسواق التي بها تخمة من المعروض تبلغ نحو مليون برميل يوميا بالفعل.

ويوم السبت قال مهدي عسلي مندوب إيران لدى أوبك إن بلاده لن تحجم عن رفع الإنتاج على عكس تصريحات مسؤولين آخرين قالوا إن إيران لن تغرق الأسواق بالخام في وقت تعاني فيه السوق من تخمة.

ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء عنه قوله “لم نقلص خططنا بشأن زيادة الإنتاج بعد رفع العقوبات. سيرتفع بواقع 500 ألف برميل يوميا خلال وقت قصير.”

ومازال السؤال عن قدرة قطاع النفط الايراني المتعطش للاستثمار على زيادة الإنتاج سريعا بلا جواب. ويقول عدد من المحللين ومصادر في القطاع إن تعافي الإنتاج قد يكون بطيئا.

وقال نفيو “أتوقع أن يتمكنوا من إضافة ما بين 300 و500 ألف برميل يوميا في السوق ومن المرجح أن تكون هناك طفرة أولية لتصريف المخزونات” في إشارة للنفط الإيراني غير المبيع الموجود في الصهاريج على متن 12 ناقلة نفط عملاقة.

وحتى بدون عودة النفط الإيراني يحذر البعص من أن توقعات السوق للمستقبل القريب مازالت قاتمة للغاية في غياب أي أسباب تدعم ما هو أكثر من تعاف قصير الأجل إن حدث.

وحدد الاقتصادي المتخصص في النفط فيليب فرلجر خمسة عوامل رئيسية تدفع النفط للهبوط هي تباطؤ الاقتصاد العالمي ومقاومة لا تلين من منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة وتوافر مخزونات نفط يمكن اللجوء إليها كملاذ أخير والإمدادات الضخمة والطقس الشتوي المعتدل وما نجم عنه من ضعف استهلاك وقود التدفئة.

وقال “جميع العوامل التي تضغط على الأسعار للهبوط ستظل قائمة يوم الاثنين. سيستمر الاتجاه النزولي في السوق النفطية العاملة – أي بدون نيويورك. لا أعلم ماذا سيحدث في نيويورك.”

قال أمير حسين زماني نائب وزير النفط الإيراني يوم الأحد إن بلاده مستعدة لزيادة صادراتها من النفط الخام 500 ألف برميل يوميا وذلك بعد ساعات من رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران.

وخرجت إيران من عزلة اقتصادية استمرت لسنوات يوم السبت حينما رفعت القوى العالمية العقوبات بعد التأكد من أن إيران قلصت برنامجها النووي.

ونقل موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية عن زماني قوله “في ضوء الأوضاع بالسوق العالمية والفائض الحالي فإن إيران مستعدة لزيادة صادراتها من النفط الخام 500 ألف برميل يوميا.”

وعودة إيران إلى سوق نفطية متخمة بالفعل أحد العوامل التي ساهمت في هبوط أسعار الخام العالمية التي نزلت عن 30 دولارا للبرميل الأسبوع الماضي وذلك للمرة الأولى منذ 12 عاما.وكالات

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى