السودان يختتم استفتاء اقليم دارفور وسط مقاطعة من المعارضة
اغلقت مراكز الاقتراع ابوابها في اقليم دارفور الاربعاء في الاستفتاء على الوضع الاداري للاقليم المضطرب، فيما اشاد مسؤولون بنجاح عملية التصويت رغم الانتقادات الدولية ومقاطعة المعارضة.
اختتم أهل دارفور يوم الأربعاء التصويت في استفتاء على إعادة توحيد ولايات المنطقة الواقعة بغرب البلاد وسط مقاطعة من جماعات معارضة تتهم الحكومة بالتلاعب بالأصوات لإبقائها مقسمة.
وساهم قرار الحكومة السودانية بتقيسم دارفور لثلاث ولايات عام 1994 في إذكاء شعور بعدم الرضا أدى في النهاية لاندلاع قتال. ويقول متمردون وكثير من أبناء قبيلة الفور إن الانفصال سمح للخرطوم بإضعافهم وحكمهم.
وقال مسؤولون إن الإقبال كان كبيرا على التصويت الذي يقدمه السودان كتنازل كبير. ويتوقع إعلان النتائج الأسبوع المقبل.
وقال عمر علي جماع رئيس مفوضية الاستفتاء الإداري لدارفور متحدثا لرويترز “تم إغلاق جميع مراكز الاقتراع فى كل مناطق دارفور وبذلك تنتهى مرحلة الاقتراع.
“حسب التقارير التى وصلتنا هناك نسبة إقبال كبيرة ومشاركة واسعة من الناخبين ونتوقع أن تكون نسبة الاقتراع عالية.”
وبدأ الصراع في دارفور عام 2003 حين حملت قبائل أكثرها غير عربية السلاح ضد الحكومة واتهموها بالتمييز.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 300 ألف شخص قتلوا في دارفور وإن هناك 4.4 مليون شخص يحتاجون للمساعدة وأكثر من مليونين ونصف المليون مشرد.
وهدأ العنف خلال السنوات الماضية لكن الأعمال المسلحة لم تتوقف وصعدت السلطات السودانية هجماتها على المتمردين العام الماضي. وفر 130 ألف شخص على الأقل من القتال في منطقة جبل مرة بوسط دارفور منذ منتصف يناير كانون الثاني وحده.
وتتهم جماعتا التمرد الرئيسيتان بدارفور- وهما حركة العدل والمساواة وجيش تحرير السودان- الحكومة بالتلاعب بالأصوات لصالحها لإبقاء دارفور إقليما مقسما لعدة ولايات.
ودعت الجماعتان أعضاءهما لمقاطعة الاستفتاء وسبق لهما القول إن أي تسوية سياسية ينبغي أن تتحقق أولا وحذرتا من أن التصويت في الاستفتاء لن يؤدي إلا لمزيد من العنف.
وقال بعض ممن اختاروا عدم التصويت إن الاستفتاء لا يقدم إجابات لما يقلقهم.
وقال أحمد آدم البالغ من العمر 43 الذي يقيم في معسكر للنازحين داخل الإقليم “نحن لا نحتاج لاستفتاء نحن بحاجة للغذاء والمياه والحماية من المليشيات.. بالنسبة لإنسان جائع لا يهمه أن تكون دارفور إقليما أو ولايات.. أموال الاستفتاء كان من الأفضل أن تخصص لإطعام النازحين بدلا من ضياعها بلا معنى.”
وخلال الأسبوع الحالي عبرت الولايات المتحدة عن “قلقها العميق” بشأن “التسجيل غير الملائم” في الاستفتاء. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان “إذا جرى الاستفتاء بموجب القواعد والظروف الحالية.. فسيؤدي لتقويض عملية السلام الجارية حاليا.”
ورأى آخرون سببا لإعادة توحيد دارفور في ولاية واحدة.
وقالت نادرة الطاهر وهي طالبة جامعية عمرها 21 عاما “أنا أؤيد نظام الولايات وأدليت بصوتي لذلك الخيار ولا نريد الإقليم الواحد لأن الولايات تجعل الخدمات فى الصحة والتعليم أفضل.”
ويقول محللون ودبلوماسيون إن الحكومة تعارض وحدة دارفور خوفا من أن يمنح هذا للمتمردين أرضية للسعي نحو الاستقلال مثلما فعل الجنوب في 2011 حيث استقل بمعظم الاحتياطيات النفطية في البلاد.