الصرخي يكشف صراع أميركا والسعودية وإيران في العراق وشرعنة السيستاني لما يريدُه الأقوى
كتب : حكيم التميمي
إعلامي في مكتب المرجع الصرخي الحسني
أعلن المرجع العراقي الصرخي الحسني عن تقييمه للأحداث وكشفه للتدخلات الخارجية الأخيرة من أميركا والسعودية وإيران في العراق موضحاً علاقتها ومدى تأثيرها في الأحداث من تظاهرات وإعتصامات، فيما بيّن تفسيره لإتفاق تلك الدول ومعهم السيستاني على رفض إقالة رئيس البرلمان.
وقال الصرخي في استفتاء حمل عنوان (أميركا والسعودية وإيران…. صراع في العراق) “ذكرنا سابقاً أن ما يحصل من تظاهرات واعتصامات يرجع الى التغرير والتخدير وتبادل الأدوار فلا نتوقع منها أي اصلاح، فراجع ما ذكرناه في موضعه”
وأكد أن “اميركا والسعودية وإيران وغيرها تبرر تَدخّلها في العراق بأنها تفعل ذلك من أجل مصالحها وأمنها القومي وتنفيذاً لمشاريعها الخاصة أو العامة، ولكن بماذا يبرر السياسيون الخونة خيانتهم للعراق وشعبِه وعملِهم من أجل تنفيذ مصالح ومشاريع الدول الأخرى؟!”
وبيّن أن القراءة الأولية للأحداث الأخيرة تشير الى “إنّ التظاهرات والاعتصامات الأولى عند أبواب الخضراء كانت بتأييد ومباركة ودعم القطب الثالث الجديد المتمثّل بالسعودية ومحورها الذي يحاول أن يدخل بقوةٍ في العراق والتأثير في احداثه ومجريات الأمور فيه، منافساً لقطبي ومحوري أميركا وإيران.”
وأضاف “أما الاعتصام الثاني للبرلمانيين فالظاهر أنه بتأييد ومباركة ودعم بل وتخطيط إيران لقلب الأحداث رأساً على عقب وإفشال وإبطال مخطط ومشروع محور السعودية وحلفائها، وقد نجحت ايران في تحقيق غايتها الى حدٍّ كبير.”
وأوضح قائلا “أما الاعتصامات الأخيرة عند الوزارات فلا تختلف عن سابقاتها في دخولها ضمن صراعات اقطاب ومحاور القوى المتدخلة في العراق فلا يُرجى منها أيّ خير لشعب العراق.”
ودعا الرموز والقيادات المؤثرة إلى صحوة ضمير قائلا “أرجو وأدعو الله تعالى أن تحصلَ صحوةُ ضميرٍ حقيقية عند الرموز والقيادات المؤثرة فتكون صادقة وصالحة لقيادة الجماهير نحو التغيير والإصلاح الجذري الكلي وتحقيق الخلاص، وسنكون جميعا معهم.”
ولفت إلى أنه “إنْ حصلَ إتفاق بين دول مَحاور الصراع على حلٍّ أو شخصٍ معيّن، فإنّه يرجع الى التنافس والصراع المسموح به فيما بينهم والذي يكون ضمن الحلبة والمساحة التي حدّدتها أميركا، فالخيارات محدودة عندهم، وبعد محاولة أحد الأقطاب تحقيق مكسب معين، وتمكّن القطب الاخر من إفشال ذلك، فإنهم سيضطرّون الى حلٍّ وسطي ومنه الرجوع الى ما كان!!”
وأوضح أن “اتفاق السيستاني معهم فلأن وظيفته لا تتعدى ذلك، أي لا تتعدى مطابقة وشَرْعَنة ما يريدُه الأقوى، فكيف اذا كانت الأطراف المتصارعة كلها قد اتفقت على أمر معين؟!”
يذكر أن المرجع الصرخي كان قد أصدر استفتاءً بعنوان (اعتصام وإصلاح…. تغرير وتخدير وتبادل أدوار) أكد خلاله أن الإصلاح الذي يدعو إليه السياسيون ليس بإصلاح بل لعبة للضغط والكسب أو للتغرير والتخدير وتبادل الأدوار قد أذنت به أميركا وإيران، مبينا أن هذا المشهد سيتكرر الى أن تقرّر أميركا تغيير قواعد اللعبة السياسية في العراق، أو أن ينهض شعب العراق ويلتحق بالشعوب الحرة مقتلِعًا كل جذور الفساد.