رئيس جنوب إفريقيا في إيران لتقوية العلاقات بين البلدين في السياسة والتجارة
أعلن مكتب رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما أنه وصل إلى إيران يوم الأحد لتعزيز روابط السياسة والتجارة والاستثمار بعد رفع العقوبات الدولية عن الجمهورية الإسلامية هذا العام.
وتأمل جنوب إفريقيا أن تستفيد من سوق متعطش للاستثمار في ظل إنهاء تجميد أصول إيرانية بقيمة عشرات المليارات من الدولارات وأن تستفيد الشركات العالمية التي منعت في السابق من العمل في إيران.
وقالت وسائل إعلام إيرانية إن البلدين وقعا ثماني اتفاقيات للتعاون في مجالات من بينها التجارة والصناعة والاستثمار والزراعة والموارد المائية ومجال أبحاث النفط والتنمية. ولم تتوافر تفاصيل عن الاتفاقات.
وقالت وسائل إعلام إيرانية إن البلدين دعيا إلى تعزيز التعاون في مجال المخابرات في إطار محاربة الإرهاب.
بدأ الرئيس الجنوب افريقي جاكوب زوما الاحد زيارة دولة الى ايران، هي الثانية لرئس جنوب افريقي منذ الثورة الاسلامية عام 1979، هدفها تقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
وزيارة زوما التي يرافقه خلالها وفد مهم من الوزراء ورجال الاعمال كانت سبقتها في تشرين الثاني/نوفمبر زيارة نائب الرئيس سيريل رامافوزا.
كان نيلسون مانديلا اول رئيس اسود جنوب افريقي وبطل الكفاح ضد التمييز العنصري قد زار طهران عام 1992 بعد سنتين من خروجه من السجن حيث قضى 27 عاما.
وتمت زيارته قبل عملية انتخابه رئيسا عام 1994 التي تلتها اعادة العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية التي قطعت اي صلة لها مع النظام العنصري في جنوب افريقيا.
وزار مانديلا ايران مجددا قبل اشهر من تركه السلطة عام 1999، وفق ما ذكر موقع الرئاسة الافريقية.
وقال الرئيس الايراني محمد روحاني مستقبلا زوما في طهران “لطالما كان الشعب الايراني قريبا من الشعب الجنوب افريقي في نضاله ضد التمييز العنصري.
واضاف ان نيلسون مانديلا الذي توفي في 5 كانون الاول/ديسمبر 2013 عن 95 عاما، تم “تكريمه” في ايران كما حصل في جنوب افريقيا.
واثنى زوما على دور ايران “الاستثنائي” في الكفاح ضد النظام العنصري، قائلا ان “الجنوب افريقيين استوحوا من الثورة (الاسلامية) عام 1979 التي اظهرت ان التحرر ممكن”. قبل فرض العقوبات الدولية عليها بسبب برنامجها النووي عام 2006، كانت ايران المزود الاول لجنوب افريقيا بالنفط.
ورفعت هذه العقوبات في 16 كانون الثاني/يناير اثر اتفاق دولي على البرنامج النووي الايراني بين الدول الكبرى وطهران التي تسعى الى استعادة مكانتها كمصدر للنفط الى كبرى الاقتصاديات الافريقية.
وتم توقيع ثمانية اتفاقات بين جنوب افريقيا وايران في مختلف المجالات، بدءا بالتجارة مرورا بالطاقة والزراعة. وامل روحاني في انشاء خط جوي مباشر بين طهران وجوهانسبورغ تسهيلا للتبادلات الاقتصادية والسياحية.
وقال ان “جنوب افريقيا، انطلاقا من موقعها، يمكنها ان تشكل منصة انطلاق تتيح لايران الاتصال بجزء كبير من القارة الافريقية”.
وامل ايضا في ازدهار السياحة “بين بلدينا اللذين يمتلكان مقومات جذب استثنائية”.
ودعا زوما الذي يفترض ان يزور الثلاثاء اصفهان (وسط) احدى المدن الايرانية التاريخية، نظيره الايراني الى زيارة جنوب افريقيا في اقرب وقت.
قال روحاني “اليوم بعد الاتفاقيات النووية ورفع العقوبات عن إيران هناك منافسة حادة بين الدول الآسيوية والأوروبية لإبرام اتفاقيات تعاون مع إيران لكننا لن ننسى أبدا أصدقاءنا المقربين من مرحلة فرض العقوبات.”
وتبحث بريتوريا مشروع بناء مصفاة لتكرير النفط الخام الإيراني بغية تعزيز إمداداتها النفطية وتخفيف اعتمادها على الشركات الأجنبية.وكالات