تداعيات خروج بريطانيا على القدرات الدفاعية للاتحاد الأوروبي
قالت مصادر بوزارة الدفاع الفرنسية إن فرنسا تخشى أن تخفض بريطانيا حجم طموحاتها العسكرية فور خروجها من الاتحاد الأوروبي لتترك جارتها لتولي دور القوة الكبيرة الوحيدة بالمنطقة.
ونشر وزير الدفاع جان إيف لو دريان مقالة بصحيفة ديلي تليجراف البريطانية الأربعاء حث فيه البريطانيين على البقاء في الاتحاد الأوروبي وشدد على أهمية العلاقات الدفاعية لبريطانيا مع شركائها الأوروبيين في ظل مواجهة الغرب لجماعات متشددة في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وقال في المقال “أوروبا ستكون أقوى بوجود المملكة المتحدة كما ستكون المملكة أكثر أمنا وتأثيرا إذا بقت معنا.”
وبعد التصويت بالخروج من الاتحاد قالت المصادر إن فرنسا لا تزال تأمل في استمرار العلاقة بشكل ما.
وقال أحد المصادر “لدينا شريك رئيسي واحد في أوروبا عندما يتعلق الأمر بالدفاع وهو المملكة المتحدة. هذا أفضل بلد لنشر قوات في الخارج عند الضرورة ومعه يمكننا القيام بتعاون على مستوى عال في الصناعات الدفاعية.”
وقال المصدر “كل هذا يحتاج للاستمرار لأنه يصب في مصلحتنا. نود أن نتأكد أنه بعد هذا التصويت لن تنسحب المملكة المتحدة استراتيجيا وأنها ستظل لاعبا على الساحة الدولية.”
كان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند قال في وقت سابق من يوم الجمعة إنه سيتم الحفاظ على علاقات بلاده الوثيقة مع بريطانيا في مجال الدفاع. وقالت الوزارة إنه سيتم تحديد الموقف بشكل أكثر تفصيلا في الأيام القادمة.
اكد الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ الجمعة في بروكسل ان بريطانيا ستبقى شريكا “قويا وملتزما” للحلف، بعد قرارها التاريخي الخروج من الاتحاد الاوروبي.
وقال ستولتنبرغ ان “بريطانيا ستبقى حليفا قويا وملتزما للحلف الاطلسي وستواصل لعب دورها القيادي داخل حلفنا”.
وتعتبر بريطانيا من كبار اركان الحلف الاطلسي وهي تملك قوة الردع النووي وجيشا قادرا على الانتشار في الخارج. وهي ايضا حليف مقرب من الولايات المتحدة التي تقيم معها “علاقة خاصة”.
واضاف ان “حلفا قويا موحدا ومصمما يبقى عامل استقرار اساسي لعالم تعصف به الازمات، ومفتاحا رئيسيا للسلام والامن الدوليين”.
ووعد بان يبقى الحلف على “تنسيق وثيق” مع الاتحاد الاوروبي الذي ينتمي 22 من اعضائه ال28 (مع بريطانيا) الى الاطلسي.
وقال امين عام الحلف انه تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون الجمعة حيث اكد له ان لندن “ليست ملتزمة فقط مع الحلف الاطلسي لكن ايضا لمصلحة التعاون بين الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي”.
من جانبها اعتبرت فرنسا الجمعة ان بريطانيا يجب ان تبقى “شريكا مهما” في مجال الدفاع وعدم الانسياق وراء الميل “للانكفاء الاستراتيجي”.
وقال مقربون من وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان انها احد “الشركاء الوحيدين (الاوروبيين مع فرنسا) الذي يملك القدرات والارادة للحفاظ على جهاز دفاع موثوق ونشط على المستوى الدولي”.وكالات