اثر العلاقات الامريكية – الروسية علي السياسة الخارجية الروسية تجاه الازمة السورية
اعداد الباحثة : بسنت السيد محمود السمان – المركز الديمقراطي العربي
اشراف : د. دلال محمود
اثر العلاقات الامريكية الروسية علي السياسة الخارجية الروسية تجاه الازمة السورية ” 2009-2016″
اولا:المقدمة
لم تكن المنطقة العربية بعيدة عن صراع المصالح ما بين القوي الكبرى في النظام الدولي فروسيا حاضرة في قضايا المنطقة العربية لما لها من اهمية مضاعفة،بالنظر الي ما تمثله من ميراث الامبراطورية السوفييتية التي ظلت تحتل مكانة القطب العالمي ففي ظل عالم ثنائي القطبية لأكثر من نصف قرن وعلي الرغم من حقيقة انتهاء صراع القطبية وظهور عالم جديد مختلف ومغاير.
فلقد شهدت العلاقات الامريكية الروسية العديد من التغيرات والتطورات منذ انتخاب الرئيس اوباما كرئيس للولايات المتحدة الامريكية وجاء هذا تزامنا مع الازمة الجورجية التي كانت بمثابة حدا فاصلا في محور العلاقات الامريكية الروسية حيث انها اصابت العلاقات بين البلدين بصدمة كبيرة اكثر من أي ازمة اخري مند نهاية الحرب الباردة.
ولعل الموقف الاكثر تشددا لروسيا تجاه “الربيع العربي “هو موقفها من الثورة السورية فمن اللحظة الاولي رفضت موسكو أي ادانة لممارسات بشار الاسد وقامت بتبني الرواية الرسمية للنظام التي تنفي وجود الثورة وتسوق ما يجري في سوريا علي انه مواجهة مع مجموعات مسلحة متطرفة. (1)
فقد رغبت روسيا في استعادة مكانتها ودورها علي المسرح الدولي بعد انفراد الولايات المتحدة الامريكية بالنظام الدولي منذ انهيار الاتحاد السوفييتي وعلي الرغم من دلك مازال التنافس قائما بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا وان تفاوت هذا التنافس بين الحين والاخر ولكن تظهر بوضوح ملامح هذا التنافس في القضية السورية حتي انه تباين تفسير كلا منهما بشأن هده القضية حيث رفضت روسيا توجيه ضربة عسكرية امريكية اسرائيلية وهذا بسبب ما تمثله سوريا كمنطقة نفود لروسيا.
لكن محور العلاقات الامريكية الروسية اتخذت مسارا جديدا بعد اعادة انتخاب الرئيس اوباما كرئيس للولايات المتحدة الامريكية للمرة الثانية حيث سعي فلاديمير بوتين الذي حظي بدعم الكرملين له بوضع بداية جديدة مع نظيره بالبيت الابيض حيث ان العلاقات بين البلدين تطورت بصورة ملحوظة في الاعوام الاخيرة مقارنة بما كان سائدا في الماضي من عدم الثقة المتبادلة بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية وهذا ما يمكن ان نطلق عليه “المسار الجديد”.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)محمود خليفة جودة،البحث عن المكانة – روسيا بوتين وميلاد نظام عالمي جديد،(القاهرة:المكتب العربي للمعارف،2016)
ثانيا: المشكلة البحثية
اتضح في الآونة الاخيرة الصعود الروسي ولعبها دور فعال علي الساحة الدولية بالأخص في منطقة الشرق الاوسط حيث تمثل القضية السورية اهمية كبيرة لكلا من روسيا والولايات المتحدة الامريكية اولا بالنسبة لروسيا فلها اهمية كبيرة لروسيا بسبب علاقتها بنظام الاسد ونفودها هناك ولكن تتمثل اهمية سوريا بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية في الامور الامنية للحفاظ علي امن اسرائيل واستقرار المنطقة ويظهر بوضوح التعاون بين البلدين خلال عام 2014،في ضمان اكتمال نزع السلاح الكيميائي السوري والالتزامبقرارها والوصول الي تسوية نهائية لإنهاء الحرب السورية ولذلك تختص هذه الدراسة بالإجابة علي السؤال الرئيسي وهو الي أي مدي تؤثر العلاقات الامريكية الروسية علي السياسة الخارجية لروسيا واتضح هذا في تعاملها مع الازمة السورية.
الاسئلة الفرعية:
- ما هي التغيرات التي طرأت علي العلاقات الامريكية الروسية خلال الادارة الاولي للرئيس اوباما؟
- كيف اثرت الادارة الثانية للرئيس اوباما علي مجري العلاقات الامريكية الروسية؟
- ماهي اهداف روسيا تجاه منطقة الشرق الاوسط؟
- ما الذي تهدف اليه روسيا تجاه القضية السورية؟
- الي أي مدي يوجد توافق او خلاف في محور العلاقات ما بين امريكا وروسيا؟
- هل تتطور العلاقات الامريكية الروسية سلبا ام ايجابا؟
ثالثا: اهمية الدراسة
ترجع اهمية هده الدراسة من الناحية العلمية الي كون سوريا لها اهمية كبيرة لروسيا بسبب علاقتها بنظام الاسد ونفودها هناك هذا بالإضافة الي روسيا اصبحت الي حد بعيد في استعادة مكانتها كقطب دولي يسعي لاستعادة منطقة نفوده التقليدية فهذه الدراسة تختص بتحليل السياسة الخارجية الروسية في ضوء الحديث عن محددات هذه السياسة والياتها واهدافها تجاه منطقة الشرق الاوسط التي تؤثر بشكل كبير علي نمط تلك السياسة ونظرا لقلة المراجع العربية المتعلقة بالسياسة الروسية حيث ان اغلب الراسات تتوافر باللغة الانجليزية.
اما عن الاهمية العملية فترجع اهمية هذه الدراسة الي كونها دراسة ترتبط بتفاعل قطبين دوليين ممثلين في روسيا والولايات المتحدة الامريكية تجاه قوة اقليمية مثل سوريا كذلك يمكن الاستفادة من هذه الدراسة في معرفة المناخ الحاكم للسياسة الروسية وكيفية توثيق الصلة بين روسيا والعالم العربي والدي بدوره يمكن صانعوا القرار في البلاد العربية من معرفة كيفية ادارة العلاقات مع روسيا وكيفية تطويرها.
رابعا: منهج الدراسة
في هذه الدراسة سيتم استخدام منهجي الوصفي والمقارن
فسوف يتم الاعتماد علي المنهج الوصفي نظرا لأهمية هذا المنهج في تحديد الوحدات الاساسية التي تتألف منها الظاهرة لتحقيق الفهم الصحيح لها والسعي لاكتشاف الوسائل الملائمة للقياس الكمي لمختلف العناصر والمكونات لهذه الوحدات والظواهر.
كما ان استخدام المنهج الوصفي يساعد علي فحص وتمحيص العوامل المختلفة المحيطة بالظواهر محل الدراسة ومحاولة الاحاطة بعدد كبير من الابعاد والعلاقات للانتقال من المستوي البسيط الي المستوي المركب وما يرتبط ذلك من صياغة عدد من النتائج والتعميمات والتوصيات التي ترشد عملية البحث في هذا المجال. كما انه يوفر قدرا هائلا من المعلومات التي تعد رصيدا هاما يمكن ان يستفيد منه الباحثين والعلماء ،وتمثل هذه المعلومات اهمية خاصة في تطور العلم ذاته من خلال ما توفره من قاعدة اساسية لبناء وصياغة الفروض والمفاهيم والتصورات والاحاطة بالمتغيرات المختلفة كما ان البحث الوصفي يفيد في اختيار المؤشرات وفي التعريف الاجرائي للمفاهيم ومن ثم في بناء المقاييس الفعلية التي يعتمد عليها البحث والمؤشرات والمتغيرات هي الاساس الدي تقوم عليه الدراسات التجريبية.(1)
اما عن المنهج المقارن
فيتم استخدام هذا المنهج للمقارنة ما بين الادارة الاولي والثانية للرئيس اوباما وهذا المنهج يمكن من اكتشاف اوجه التوافق والاختلاف ما بين الادارتين وتأثير هذا علي السياسة الخارجية الروسية تجاه القضية السورية. فالمقارنة بمعناها العام تعني الوقوف علي اوجه الاختلاف والاتفاق بين الظواهر ،أي انها مطلب رئيسيي في التحليل العلمي لهذه الظاهرة فالمقارنة متضمنة بطبيعتها في اية محاولة للتحقيق من صحة الفروض ، ولتحقيق هدف العلم في دراسة التباين والاختلاف او التماثل والتشابه بين الظواهر وتحديد الشروط والظروف التي تقف وراء هذا الاختلاف والاتفاق. كدلك تعد المقارنة ضرورة منهجية يتطلبها التعميم ، كما ان العلاقات السببية يمكن اكتشافها من خلال ذلك التنوع في الظروف التي تتيحها المقارنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)عبد الغفار رشاد القصبي،مناهج البحث في العلوم السياسية،(القاهرة:كلية الاقتصاد وة
خامسا: الدراسات السابقة
المحور الاول:العلاقات الامريكية الروسية
(1)كتاب فريد زكريا المعنون ب”عالم ما بعد امريكيا”:
فالمحفز الرئيسي لتوجهات السياسة الخارجية الروسية يتمثل في رغبة روسيا في استعادة مكانتها في النظام الدولي فهذه السياسة تهدف الي جعلها عضوا فاعلا في المجتمع الدولي ولكن توجد عدد من الصعوبات والمعوقات التي تعوق صعود روسيا مستقبلا وهي كالتالي:
- السياسية غير المستقرة حيث منذ تولي الرئيس بوتين ثار جدل واسع حول مستقبل النظام السياسي في روسيا حيث راي البعض القرارات التي قام بوتين باتخاذها منذ تولي الرئاسة في 2008 وعودته مرة اخري ادت الي اضعاف الرقابة علي الرئاسة والتخلص من مصادر المعارضة السياسية والاقتصادية (١)
- التوقف عن ممارسة وسائل الامبريالية القديمة ، واساليبها المكررة اذ لا تزال روسيا غير قادرة علي التخلص من منهجها التاريخي المعتمد علي مناورات القوة الخشنة.
- السهولة لاستدراك روسيا الي سباق للتسلح قد يقضي علي أي محاولة لنهضة روسيا.
(2)كتاب محمود خليفة جودة المعنون ب”البحث عن المكانة –روسيا بوتين وميلاد نظام عالمي جديد.
اشار الكاتب في هذا الكتاب الي ان العلاقات الامريكية الروسية تمر بمرحلة من التوترات اثر موقف موسكو من الازمة الاوكرانية ، وضمها لشبه جزيرة القرم ,ودعمها للانفصاليين الاوكرانيين في المقابلفرضت الدول الغربية عقوبات اقتصادية علي موسكو ,هذا الامر الذي دشن حسب العديد من منظري العلاقات الدولية عودة لأجواء الحرب الباردة بين البلدين.(٢)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1)سامي السلامي،تجليات ازمة اوكرانيا :تحركات روسيا لمواجهة الضغوط الغربية ,(القاهرة ,مجلة السياسة الدولية,العدد201,يوليو2015)ص179
٢)جيمس كوين ليفن,”تطور العقيدة العسكرية الروسية وتاثيراتها علي القوي الغربية “عرض احمد محمود مصطفي(القاهرة:مجلة السياسة الدولية ,اغسطس2015).
ثانيا: المحور الثاني
السياسة الخارجية الروسية
(1)دراسة بعنوان “روسيا في الشرق الاوسط”:صديق ام عدو؟تناول الباحث من خلال هذه الدراسة ما هي الاهداف الروسية في المنطقة العربية وما هي التغيرات التي حدثت علي الساحة الروسية في هذه الفترة وغيرت من التوجه الروسي تجاه منطقة الشرق الاوسط وما هي الاهداف الرئيسية والملامح لمرحة ما بعد انهيار السوفييتية تجاه الشرق الاوسط .(1)
(2)كتاب “الاستراتيجية الروسية بعد الحرب الباردة وانعكاساتها علي المنطقة العربية”،2009
وقد استفادت الدراسة من الكتاب في التعرف علي سمات الاستراتيجية الروسية خلال فترة حكم كلا من بوتين ويلستين.بالاضافة الي التعرف علي المتغيرات المؤثرة في الاستراتيجية الروسية سواء المتغيرات الداخلية او الخارجية ، وكذلك التعرف علي اهداف الاستراتيجية الروسية ووسائلها. الاستفادة من النماذج التطبيقية للاستراتيجية الروسية وخاصة الاستراتيجية الروسية.(2)
(3)لبني عبد الله محمد علي يس عبدالله السياسة الخارجية لروسيا تجاه الشرق الاوسط مند(2011-2014)
هذه الدراسة تخلص الي ان بوتين يتبع في سياسته الخارجية المنهج القائم علي نظرية “توازن القوي”التي تتعامل روسيا وفقا لهذا المنهج علي انها من ضمن القوي الكبرى في النظام الدولي فروسيا تسعي جاهدة الي تحويل النظام الدولي من نظام احادي القطبية متمثل في الولايات المتحدة الامريكية الي نظام متعدد القوي كما ان روسيا اصبحت لا تنظر الي الغرب علي انها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Andrej Kreutz,”Russia in the Middle East:Friend or Foe?”(New York:Green Wood publishing Group,2007).(1)
(2)لمي مضر الامارة،”الاستراتيجية الروسية بعد الحرب الباردة وانعكاساتها علي المنطقة العربية”،بيروت:مركز دراسات الوحدة العربية،2009.
عدو الي روسيا بل تسعي جاهدة الي توثيق وتعزيز التعاون والاستثمارات التجارية مع دول الغرب وهذا ما يعبر عنه اتخاذ روسيا لموقف محايد تجاه علاقتها بالدول الاوروبية.(1)
فأصبحت روسيا في مكانة اعلي مما كانت عليه منذ انهيار الاتحاد السوفييتي هذا في الوقت الدي انخفضت فيه مكانة الولايات المتحدة الامريكية نسبيا في قيادة حركة النظام العالمي وظهور قوي اسيوية مثل الهند والبرازيل والصين مما ادي الي تدعيم تحول النظام الدولي نحو التعددية القطبية بدلا من القطبية الاحادية متمثلة في الولايات المتحدة الامريكية.(٢)
(4)احمد عبدالله الطحلاوي ،استعادة الدور: المحددات الداخلية والدولية للسياسة الروسية
اشار الكاتب الي اهم اهداف السياسة الخارجية الروسية في هذه المرحلة وهي كالتالي(1):
- اضفاء الطابع القومي علي السياسة الخارجية الروسية والتأكيد علي ضرورة استرداد روسيا المكانة التي افتقدتها مند قيامها وانهاء الانفراد الامريكي بموقع القمة فحسب الرؤية للقيادة الروسية يجب اتباع خطة استراتيجية وعقلانية تقضي الي احلال التعددية القطبية محل القطبية الاحادية.
- السعي الي علاقات متميزة وتعاون استراتيجي مع اصدقاء الاتحاد السوفييتي السابقين لاسيما الهند وايران والصين.
- محاولة الاتفاق مع دول الجوار الاقليمي حول الاسس التي يقوم عليها السلام والاستقرار في المنطقة.
- اتباع مبدأ الواقعية في التفكير وزيادة التعاون وتعزيز العلاقات مع الكومنولث الدول المستقلة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- neelwafarat.com/itempag-mobile.aspx?=books
- لبني عبد الله محمد علي يس عبدالله السياسة الخارجية لروسيا تجاه الشرق الاوسط مند(2011-2014)
٣)democraticac.de/?p=16397
ثالثا: المحور الثالث يتضمن اثر العلاقات الامريكية الروسية مسار السياسة الخارجية الروسية تجاه الازمة السورية
(1)كتاب محمد بن سعيد الفطيسي المعنون ب” المفاجأة الروسية”
هذا الكتاب يتناول بشكل عام التحولات الدولية الجيوستراتيجية والجيوبوليتيكية التي من المتوقع ان يتشكل النظام الدولي في القرن الحادي والعشرين من خلالها،بالاضافة الي ان الكاتب اشار الي محاولته في رصد تحركات الامبراطورية الامبريالية أي الولايات المتحدة الامريكية ،فقد كان هدفه الرئيسي هو تسليط الضوء علي التحولات الروسية المفاجئة علي مختلف الاصعدة وذلك من خلال دراسة العوامل والاسباب التي ادت الي بروزها من جديد علي الساحة الدولية.(١)
هذه الدراسة توصلت الي ان روسيا لا تسعي الي تحقيق مكاسب سياسية او ممارسة دور امني او عسكري ينافس الوجود الامريكي المكثف في المنطقة العربية ، وانما الي شراكة استراتيجية بالمعني الاقتصادي والتقني ذات عائد اقتصادي.(٢)
(٢)دراسة بعنوان “نظام عالمي جديد بدور روسي مؤثر”
وقد توصلت هذه الدراسة الي ان التناقض الاستراتيجي وازمة الثقة هي السمة الغالبة للعلاقات بين البلدين وهذا سيلقي الضوءعلي العديد من الازمات الاقليمية.وقد كان هذا التأثير اوضح ما يكون علي مسار الاحداث في سوريا وفي تعثر التحالف الدولي ضد داعش التي تشكك روسيا في اهدافه الحقيقية وتري انه قد يستهدف قصف مواقع في سوريا ودعم بعض القوي داخلها تمهيدا لتقسيمها الي دويلات(٣)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١) محمد بن سعيد الفطيسي،المفاجأة الروسية ،(سلطنة عمان:مؤسسة صوت القلم العربي،2009).(2)دراسة بعنوان “حدود الدور الروسي في منطقة الشرق الاوسط”
٢)نورهان الشيخ،”حدود الدور الروسي في منطقة الشرق الاوسط”،(مجلة افاق سياسية،العدد167 مايو 20114)
٣)نورهان الشيخ ،”نظام عالمي جديد بدور روسي مؤثر”،(مجلة افاق سياسية،العدد168 ابريل 2014
سادسا : تقسيم الدراسة
الفصل الاول:العلاقات الامريكية الروسية
- المبحث الاول:الادارة الاولي للرئيس اوباما.
- المبحث الثاني:الادارة الثانية.
الفصل الثاني: السياسة الخارجية الروسية.
- المبحث الاول:اهداف روسيا تجاه منطقة الشرق الاوسط.
- المبحث الثاني: هداف روسيا تجاه القضية السورية.
الفصل الثالث: اثر العلاقات الامريكية الروسية علي السياسة الخارجية الروسية تجاه القضية السورية.
- المبحث الاول:نقاط التوافق او الخلاف بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية.
- المبحث الثاني: هل العلاقات بين البلدين تتطور سلبا
الفصل الاول : المبحث الاول
اثر الادارة الاولي للرئيس الامريكي باراك اوباما علي مسار العلاقات الامريكية الروسية:
فبعد تولي الرئيس الامريكي باراك اوباما منصبه في يناير ٢٠٠٩ عمد الي اتباع استراتيجية ( اعادة الامور الي الصفر) بالسياسة الامريكية تجاه روسيا لا تقوم علي لشخصيات وانما تستند الي المصالح القومية حيث اكد اوباما في تصريحا له علي مواصلة التعاون مع روسيا وبالفعل اسفرت هذه السياسة عن منافع بالنسبة لمصالح الامن القومي الامريكي وكذلك المصالح التجارية حيث سيتم الاشارة اليكيف اثرت الادارة الاولي لاوباما علي اتجاه العلاقات بين امريكا وروسيا في الفترة من( ٢٠٠٩-٢٠١٣) نحو التعاون وتبادل المصالح وهذا ما سيتضح في السطور المقبلة.
فمستقبلالعلاقات بين البلدين لم يعد محكوما فقط بحالة التنافس علي الهيمنة بين البلدين او بالمصالح التجارية والاقتصادية او بالاستراتيجية العسكرية والامنية لهما؛ ففي كل الاحوال يستطيع كلا منهما تحقيق قدر من التوازن في مجمل العلاقات بينهما رغم الافتقار الي الثقة المتبادلة علي الصعيد السياسي وتزايد حدة القضايا الخلافية بينهما حيث تعتبر العلاقات الروسية الامريكية محدودة ، ولا تضع روسيا تطوير هذه العلاقات علي قائمةاولوياتها ، فحجم التجارة بين الدولتين ليس ضخما كما انهما لا يتقاسمان حدودا مشتركة ، ويشتركان فقط في محادثات حول القضايا الاستراتيجية الدولية ،وسنقوم بالتركيز علي هدف البحث وهو العلاقات ما بين البلدين في كل مراحل انسجامها وتدهورها كيف اثرت علي السياسة الخارجية الروسية وتحديدا تجاه الازمة السورية.(١)
شهدت العلاقات الامريكية الروسية مسارات متعرجة بداية من الحرب الباردة حرب القوقاز، استقلال كوسوفو ،تجارب روسيا الناجحة للصواريخ عابرة القارات، ازمة القرم واوكرانيا واخيرا التدخل العسكري الروسي في سوريا بدعوي مكافحة الارهاب، فبعد فوز باراك اوباما بانتخابات ٢٠٠٨ قام اوباما بإجراء مراجعة شاملة للسياسات الخاصة بروسيا وكان المسؤول عن عملية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١)اندريه باكليتسكي ،”النظام الامني: كيف تعيد روسيا تشكيل سياستها الخارجية؟ “,(مركز المستقبل : اتجاهات الاحداث ،العدد الاول ،اغسطس٢٠١٤).ص١٤
المراجعة ” مايكل ماكفول” الاستاذ لجامعة ستانفورد فكان هدف الادارة الاولي لأوباما هو مباشرة العلاقات الثنائية مع موسكو والتوصل الي معاهدة جديدة للحد من التسلح النووي.
فاستراتيجية اوباما الجديدة تجاه روسيا تسمي باستراتيجية اعادة الامور الي الصفر وفي يوليو عام ٢٠٠٩ ذهب اوباما الي موسكو لبدء تنفيذ استراتيجيته تجاه موسكو وفي نفس العام قامت وزيرة الخارجية الامريكية ” هيلاري كلينتون “(١)بعقد اجتماعا مع وزير الخارجية الروسي ” سيرغي
لافروف ” وكانت ترغب من وراء هذا اللقاء اعادة تشغيل العلاقات بين البلدين والتي وصلت لأسوء حالاتها في زمن جورج بوش الابن الا انهما لم يتمكنا من التوصل الي نتائج ايجابية بصدد الملفات المتنازع عليها.
وفي ابريل ٢٠١٠ قامت الولايات المتحدة الامريكية بالتوقيع علي معاهدة جديدة للحد من الاسلحة الاستراتيجية مما ادي الي تقليص الترسانتين النوويتين الامريكية والروسية وفي نفس العام ايدت روسيا قرار مجلس الامن بفرض عقوبات جديدة كاسحة علي ايران وعطلت بيع نظام الصواريخ المضادة للطائرات اس 300 الروسية الصنع لطهران(٢)
الا انه في العام نفسه حدث ما يسمي بحرب الجواسيس ،اذ كشفت اجهزة الامن الروسية عن شبكة من عملاء تابعين لواشنطن ولكن ردت واشنطن علي هذا الاتهام بقولها انهم جواسيس روس.
ثم جاءت احداث ليبيا لتغير مسار العلاقات بين البلدين اذ قامت الولايات المتحدة الامريكية باستغلال قرار روسيا الخاص بتحفظها علي قرار مجلس الامن الدولي بفرض حظر جوي ليتم تدمير البلد بحجة حماية المدنيين وهذا ما عارضته روسيا.
فمن الملاحظ ان العلاقات بين البلدين كانت تسير علي ما يرام نتيجة للاستراتيجية المتبعة من قبل الادارة الاولي لأوباما وتمكنها من التواصل مع روسيا في المسائل تخص البلدين مثل خفض التسلح النووي ، مكافحة الارهاب ،في حين ظلت لقضايا الخلافية بين كلا من روسيا والولايات المتحدة الامريكية الي حد كبير كما هي.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١)احمد دياب ،”اوباما واعادة صياغة العلاقات الامريكية – الروسية ” ، (القاهرة:مجلة السياسة الدولية ،العدد ١٧٦، ابريل ٢٠٠٩) ص٢٢٩.
٢)http://fekr-online.com/index.php/article/بين-التصعيد-والتوافق
الفصل الاول : المبحث الثاني
اثر الادارة الثانية لاوباما علي مسار العلاقات الامريكية الروسية في الفترة ما بين (٢٠١٣-٢٠١٦) :
اتبعتواشنطنسياساتٍبدت،فيمظهرها،تراجعية،وانطوتعلىإغراءاتٍلمزيدمنالاندفاعوالتورط.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١) http://rawabetcenter.com/archives/25017
لم يعد احد في الشرق ولا في الغرب يشك في موت الوفاق بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الامريكية وقد حازت الاستراتيجية الدولية لفلاديمير بوتين علي اهتمام كبير علي كل من الصعيد الاكاديمية ودوائر السياسة ،فهنام اجماع قوي علي مؤمن بنوايا ومعتقدات الرئيس بوتين ورغبته في استعادة مكانة الاتحاد السوفييتي(١)
اولا تداعيات الازمة الأوكرانية علي العلاقات الامريكية الروسية:
نظرا لكون اوكرانيا تحظي بأهمية خاصة لدي الولايات المتحدة باعتبارها ورقة ضغط يمكن استخدامها في المستقبل للضغط بها علي روسيا تجاه عدد من القضايا الشائكة بين الطرفين كالبرنامج النووي الايراني ،ثم الازمة السورية ،كما تكمن اهمية اوكرانيا بالنسبة للولايات المتحدة في ضمها لحلف الناتو بهدف فرض مزيد من الحصار علي روسيا حيث تعتبر اوكرانيا جزءا من الحيط الحيوي الروسي .
فبدأت ادارة اوباما آنذاك بوضع خطة من شانها تقريب اوكرانيا من الاتحاد الاوروبي وابعادها عن الكتلة الاقتصادية التي انشاها بوتين والتي تدور في فلك روسيا ودوما كانت اوكرانيا الخط الاحمر الحقيقي بالنسبة لروسيا وهذا ما قاله “جاك اف ماتلوك” الذي عمل سفيرا أمريكيا لدي موسكو خلال الفترة من (١٩٨٧-١٩٩١) ان الاحتجاجات المتصاعدة علي مدي سنوات جعلت بوتين يشعر بان الغرب يحاصره بجيران معاديين.
بدأت الازمة الاوكرانية في نوفمبر ٢٠١١ حيث تظاهر العديد من امصار المعارضة في ” كييف” العاصمة الاوكرانية تحديدا في ميدان الاستقلال وذلك اعتراضا علي القرار الخاص بتجميد المفاوضات بشان اتفاقية الشراكة بين اوكرانيا والاتحاد الاوروبي(٢) فالمتظاهرين لم يقتنعوا بالأسباب التي اعلنها رئيس الوزراء الاوكراني والممثلة في اسباب اقتصادية فهذه الاتفاقية
سيترتب عليها اخطار جسيمة علي الاقتصاد لعدم قدرتها علي خوض المنافسة مع المنتجات الاوروبية مرتفعة الجودة ولكن كانت هذه الاسباب المعلنة لتجميد اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الاوروبي اعتبرته المعارضة بمثابة تخلي عن نهج التكامل والاندماج الاوروبي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١)Andrei P .Tsygankov,Vladimir putin’s Vision of Russia as a Normal GreatPower,(Post-Soviet Affairs ,2005)133-134
٢)http://www.dohainstitute.org/content/b60322dd-337d-4ff3-82c4-9226293af194
وتطورت مطالب المعارضة الي حد المطالبة برحيل الرئيس الاوكراني ” فيكتور يانوكوفيتش” واقالة حكومته واتسعت المظاهرات واشترك بها طلاب الجامعات ولكن في المقابل خرجت الالافمؤيدة لبقاء الرئيس الاوكراني واتجهوا الي ميدان الدستور امام مقر البرلمان ولكن سرعان ما تحولت المظاهرات الي اعمال عنف وشغب.
ثم جاء قرار البرلمان الاوكراني بعزل الرئيس واجراء انتخابات رئاسية ولكن قوبل هذا القرار بالرفض من جانب الرئيس الاوكراني واعتبره انقلابا واكد علي عزمه للقيام بجولة في جنوب شرق البلاد وهي منطقة القرم التي تتمتع بالحكم الذاتي ويسكنها اغلبية من اصل روسي وهذا ما يؤكده استقرار يانو كفيتش في هذه المنطقة يدل علي امكانية تقسيم اوكرانيا وهذا ما بدا بالفعل بانفصال القرم وانضمامها لروسيا الاتحادية.(1)
وفي ٢٠١٣ تردت العلاقات بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا الي ادني مستوي بسبب منح بوتين حق اللجوء لموظف وكالة الامن القومي الامريكي (سنودن) في يوليو ،وفي مقابل ذلك قام الرئيس الامريكي باراك اوباما بإلغاء لقاء القمة وكانت بمثابة المرة الاولي التي يتم بها الغاء لقاء قمة امريكية مع الكرملين علي مدي خمسين عاما.
فرغم زوال التناقض الأيديولوجي بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا بتفكك الاتحاد السوفييتي ووجود مصالح وتفاهمات مشتركة بين البلدين الا ان التناقض الاستراتيجي والمصلحي ما زال قاءما،فمع تولي فلاديمير بوتين للسلطة استطاعت روسيا ان تفيق من غفلتها وتستعيد نشاطها الاقتصادي وبدأت في استرداد اوكرانيا واستقطابها الي وضع اكثر توازنا في سياستها الخارجية فمنذ قيام الثورة البرتقالية في اوكرانيا في ٢٠٠٤ بدا واضحا لروسيا رغبة الولايات المتحدة في مزاحمة نفوذها.
فروسيا متخوفة تماما من الشراكة الاوكرانية الاوروبية التي تدعمها الولايات المتحدة نظرا لكون برنامج الشراكة الشرقية بين الاتحاد الاوروبي والجمهوريات السوفييتية السابقة علي انها محاولة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١)http://ara.reuters.com/article/worldNews/idARACAEA1L08D20140222
لعزل هذه الجمهوريات عن موسكو واجهاض حلم بوتين بضم هذه الجمهوريات في اطار اتحاد اقتصادي علي غرار الاتحاد الاوروبي.(١)
وفي نوفمبر ٢٠١٣ تم الاطاحة برئيس الاوكراني ودعمت الولايات المتحدة الامريكية المعارضة بشكل كبير ولكن رفضت روسيا الاعتراف بالحكومة الجديدة في كييف واعتبرت ما حدث ما هو الا انقلابا غير شرعيا واعتبرت الحكومة الجديدة المسؤول الاول عن تنامي التطرف والفاشية في اوكرانيا ،فأعلنت روسيا عن اجراء استفتاء لضم شبه الجزيرة لروسيا بعد ان قام بقيادة حركة القطاع الايمن ديمتري ياروش الذي تعتبره موسكو ارهابيا ويوجد اسمه ضمن المطلوبين دوليا وتهديده بنسف انا بيب الغاز الروسية الي اوروبا وبالفعل نجحت موسكو في ضم شبه الجزيرة اليها.(٢)
الموقف الامريكي من الازمة الاوكرانية:
كان الدور الامريكي حاضر منذ بداية الازمة وهذا كان واضحا في قيام عضو الكونجرس الامريكي السابق والمرشح السابق للرئاسة “جون ماكين” باعتلاء منصة المعارضة في ميدان الاستقلال واكد علي دعم واشنطن الكامل للمتظاهرين وتأييد رغبتهم في الاندماج مع الاتحاد الاوروبي ،كما قامت ” جين بساكي” المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية بإمكانية قيام الولايات بفرض العقوبات علي اوكرانيا اذا تم استخدام القوة ضد المتظاهرين ،بالإضافة الي التقاء وزير الخارجية الامريكي جون كيري مع بعض زعماء المعارضة علي هامش القمة الامنية المنعقدة في المانيا في بداية فبراير ٢٠١٤(٣)
كما ايدت امريكا استيلاء المعارضة علي السلطة واعترفت بالحكومة الجديدة وبدأت في التعامل معها باعتبارها السلطة الشرعية الوحيدة في البلاد.
تأثير الازمة الاوكرانية علي العلاقات الامريكية الروسية:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢)http://www.alriyadh.com/928215
٣)http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=407844&r=0
- تم طرد روسيا من مجموعة الثماني دول وذلك ردا علي ضمها لشبه جزيرة القرم.
- صرحت الولايات المتحدة الامريكية بان ضم شبه الجزيرة لروسيا يتعارض مع القانون الدولي.
- الغاء التدريبات البحرية المشتركة مع الولايات المتحدة الامريكية.
ثانيا : تداعيات الازمة السورية علي العلاقات الامريكية الروسية:
بداية الازمة السورية ارتفع الدعم الروسي لنظام بشار الاسد بشكل كبير كما قامت بتوجيه ضربات جوية روسية لدعم قوات الاسد علي الارض ،ولكن لم تكن هذه الضربات في اطار التحالف الدولي الذي شكلته امريكا ضد تنظيم داعش وانما كان فعلا منفرد من جانب روسيا لدعم بشار الاسد.
واستغلت روسيا حالة الضجر المسيطرة علي الاوروبيين من جراء ازمة اللاجئين السوريين بالإضافة لانشغال القوي الاقليمية العربية بحرب اليمن ،وانتشار حركات التطرف والارهاب ،وفشل التحالف الدولي في اخضاع تنظيم الدولة الا ان هذا التدخل الروسي في سوريا بدا مقبولا ومعترفا به نظرا للظروف السابق الاشارة لها ولكنه القي مزيد من الظلال علي واقع العلاقات الامريكية الروسية .
وفي عام ٢٠١١ مع بداية الثورة السورية صرح الرئيس الامريكي باراك اوباما بان الرئيس السوري بشار الاسد فقد شرعيته خاصة بعد ما تعرضت له السفارة الامريكية في سوريا من هجوم ومع بداية التصعيد قدمت الولايات المتحدة الامريكية المساعدات الي الجيش الحر لتقوية شوكته امام النظام السوري، في اكتوبر ٢٠١١ قامت كلا من روسيا والصين باستخدام حق النقض ( الفيتو) ضد القرار الصادر من مجلس الامن.(١) والذي ينص علي فرض العقوبات علي سوربا علي غير رغبة كلا من امريكا والاتحاد الاوروبي وفي عام ٢٠١٢ استخدمت روسبا والصين للمرة الثانية حق النقض ضد قرار الصادر من مجلس الامن بناءا علي قرار عربي يدين العنف ويدعم خطة الدول العربية لإنقاذ الموقف في سوريا.
وبعام ٢٠١٢ تحديدا في يونيو تم عقد لقاء في جينيف بين روسيا وامريكا واتفقا فيه علي وجود حكومة مشتركة بين النظام والمعارضة ولكن لم يتحقق هذا الاتفاق علي ارض الواقع.
اوجه الشبه ولاختلافبين كلا منالازمتينوتأثيرهما علي محور العلاقات بين البلدين:
نقاط الاتفاق:
اتفق كلا من الرئيس الامريكي والروسي علي ضرورة التوصل الى:
١)http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2012/02/120204_syria_un_session.shtml
(١)سوريا: خيارات الحل السياسي للازمة السورية، بالإضافة الي التنسيق بين البلدين بشان العمليات العسكرية.
(٢) اوكرانيا: اتفقا كلا من اوباما وبوتين علي الضرورة الملحة لتطبيق اتفاق مينسك لتسوية النزاع بأوكرانيا
نقاط الاختلاف:
(١)سوريا: تناقضت مواقف الرئيسين بسان مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد وبشان العمل معه لمواجهة التنظيم الارهابي داعش ، وكذلك حول اسباب ظهور داعش فالرئيس اوباما يتحدث كما لو ان هذا التنظيم وجد من لا شيء وبشكل مفاجئ في حين الرئيس الروسي اشار الي ان هذا التنظيم لم يأتي من لا شيءلي ان هذا التنظيم استخدم كأداة ضد الانظمة غير المرغوب بها وتمكن من مليء الفراغ الذي نتج عنه الفوضى في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ،كما استفاد من الاحتلال الامريكي للعراق في ٢٠٠٣ بانضمام الالاف من جنود الجيش العراقي.كما اختلفا حول مسالة منح السلاح فالولايات المتحدة تقدم السلاح لكافة فصائل المعارضة اما روسيا فتقدم السلاح للجيش النظامي وفقا لعقود رسمية سابقة وفي سبتمبر ٢٠١٥ قامت القوات الجوية الروسية بقصف مواقع داعش بطلب رسمي من الحكومة السورية.(١)
(٢) اوكرانيا: تمسك الرئيس الامريكي بتحميل روسيا مسؤولية هذه الازمة التي نشأت من جراء انتشار الثورات الملونة والاطاحة بالرئيس الشرعي للبلاد.
العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين البلدين خلال الادارة الثانية للرئيس الامريكي باراك اوباما:
فالولايات المتحدة وروسيا مستمرتان في التعاون في عدة مجالات بغض النظر عن توسيع امريكا لدائرة العقوبات علي روسيا الا ان ما زال التعاون مستمر بين البلدين في مجالات عدة كمجال الطيران، الاسلحة ،صناعة الآلات ، مجال امن المعلومات وهناك عدة امثلة علي هذا التعاون الدائم بين الطرفين كشركة “Bell” الامريكية التي وقعت اتفاقا مع مصنع اورال للطيران المدني التابع للمؤسسة الحكومية الروسية Rostec” “برئاسة سيرغي شيميزوف المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين .(٢)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1)http://www.noonpost.net/content/5493
٢)امريكا تتناسي العقوبات علي روسيا عندما بصي الامر في مساحتها ،قناة روسيا اليوم نقلا عن مجلة دير شبيغل الالمانية ،١ يويو ٢٠١٥
وطبقا لتصريح رئيس غرفة التجارة الامريكية في روسيا الكسيس رودزيانكو حيث اشار الي ان في الوقت الذي تراجع فيه حجم التجارة الخارجية للاتحاد الاوروبي مع روسيا بمقدار الثلث ،فان
حجم التبادل التجاري بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية تراجع بمسبة ٦ ٪ فقط والعقوبات الامريكية قد طالت المجالات التي كان التبادل التجاري فيها صغيرا في الماضي مثل المنتجات الحربية ووفقا للإحصاءات والبيانات فان حصة روسيا من التجارة الخارجية مع الولايات المتحدة تبلغ حوالي ٣.٧ ٪ فقط.(1)
التبادل التجاري لروسيا مع الولايات المتحدة الامريكية طبقا لقيمة الواردات ( بالدولار) ونسبة شركتها من اجمالي الصادرات:)2)
العام | ٢٠١٢ | ٢٠١٣ |
القيمة بالدولار | ٢٩٧.٦،٥٠٥،١٥ | ٧١١.٠٢،٧١٧،١٦ |
النسبة من اجمالي الصادرات | ٤.٩٪ | ٥.٣١٪ |
التبادل التجاري لروسيا مع الولايات المتحدة الامريكية طبقا لقيمة الصادرات (بالدولار)ونسبة شراكتها من اجمالي الصادرات:
العام | ٢٠١٢ | ٢٠١٣ |
القيمة بالدولار | ٣٢٤.٢٣،٠٢٢،١٣ | ٠٥٦.١٥،١٧٧،١١ |
النسبة من اجمالي الصادرات | ٢.٤٨٪ | ٢.١٢٪ |
وفي نوفمبر عام ٢٠١٦ وعلي خلفية توتر العلاقات بينهم حيث قررت موسكو مقاطعة قمة الامن النووي وتبع ذلك في ديسمبر تصويت الكونجرس الامريكي علي قرار رفض منح التمويل لتامين المواد النووية بالاتحاد الروسي وهذا ما رد عليه الروس بعدها بأيام لإنهاء التعاون في
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١)http://arabic.arabianbusiness.com/politics-economics/2015/jun/8/389444/
2) محمود خليفة جودة ،البحث عن المكانة – روسيا بوتين وميلاد نظام عالمي جديد ،(القاهرة: لمكتب العربي للمعارف،2016).
كافة المجالات المتعلقة بالأمن النووي ،حيث كان البرنامج التعاون النووي بين البلدين يضمن التمويل اللازم لتامين المواد النووية في روسيا وبلدان الاتحاد السوفييتي السابقة حتي لا تستطيع
الجماعات المتطرفة والاجرامية الوصول الي المواد النووية.(1)
وبالفعل نجح البرنامج المتفق عليه من قبل الولايات المتحدة الامريكية في ابطال ٧.٦٠٠ راس نووية ، وتدمير حوالي ٩٠٠ صاروخ عابر للقارات واكثر من ٦٥٠ صاروخ باليستي يطلق من الغواصات ،تطوير الاجراءات الامنية ل٢٤ مفاعلا نوويا وازالة كافة الاسلحة النووية الموجودة في اوكرانيا وكازاخستان.
وهذا البرنامج يعرف باسم “نان لوجار” علي اسم السيناتور الديمقراطي سام نان والسيناتور الجمهوري ديك لوجار وهذا البرنامج يعتبر من انجح برامج حظر انتشار الاسلحة التي قادتها الولايات المتحدة وروسيا منذ اشهر ،حيث ابلغ الروس المسؤولين الامريكيين بانهم يرفضون الدعم الامريكي المقدم لهم مسبقا لحماية المخزون الروسي من اليورانيوم والبلوتينيوم لينهوا بذلك التعاون الامريكي الروسي لاستمرار السلام والاستقرار بين البلدين .(2)
واذا نظرنا الي تصاعد الاخطار العسكرية خاصة المواجهات بين القوات الشرقية والغربية فتقوم موسكو وواشنطن باستثمار اموال طائلة لتطوير ترساناتهما النووية بعد فترة من الاستقرار النسبي في تسعينيات القرن الماضي وهذا ما يشير الي عودة التوتر النووي بين البلدين في ظل تعطيل التعاون وغياب الاتصال الوثيق بين الطرفين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1)http://elbadil.com/2016/03/31/%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%B1%D9%81%D8%B6-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D8%AD%D8%B6%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D9%88%D9%8A-%D9%88%D8%A7/
2)http://www.noonpost.net/content/5493
الفصل الثاني : المبحث الاول
أهداف السياسة الخارجية الروسية تجاه منطقة الشرق الاوسط
اهتمام روسيا بمنطقة الشرق الاوسط يأتي من منطق الاستجابة للموقع الجيوسياسي الذي يفرض عليها كقوة عظمي ان تهتم بالاعتبارات الاقليمية والعالمية المحيطة سواء كانت هده الاعتبارات تمثل مصادر تهديد او اقامة علاقات اقتصادية او كمجال للحركة والنفود ،فروسيا تعمل بكل استطاعتها علي استعادة مكانتها كقوة عظمي علي الساحة الدولية وهذا ما يفرض عليها اعادة رسم مصالحها واهدافها في منطقة الشرق الاوسط ففي هذا المبحث سوف نعرض اهم الاهداف التي تسعي السياسة الخارجية الروسية لتحقيقها في منطقة الشرق الاوسط.
■الاهداف الجيوسياسية والامنية
اذا نظرنا تجاه هذه الاهداف من منظور استراتيجي عسكري نجد ان روسيا تسعي الي التقليل من حجم اي تهديدات من المحتمل حدوثها علي حدودها الجنوبية وعندما تولي الرئيس فلاديمير بوتين اعلن انه علي روسيا ان تقوم ببناء سياستها الخارجية علي تعريفا واضحا للأولويات القومية ومن البراغماتية والفعالية الاقتصادية ونظرا لاشتراك روسيا في حدودها مع 15 دولة وليس لدولة اخري مثل روسيا مثل هذا التنوع السياسي والديني (١) ولكن حال هذا الامر من امكانيتها في تشكيل سياسة خارجية موحدة بعيدة الامد.
وبالنظر الي منطقة الخليج العربي فمازالت موسكو تضع في اعتبارها امكانية وقوع خطر او حدوث حالة من عدم الاستقرار في دول الخليج العربي حيث ان موسكو لها حدود مع العديد من البلدان العربية الاسلامية فروسيا تكون حذرة من مسالة التسييس المحتمل للإسلام في منطقة الخليج العربي وهذا ما يترتب عليه من صراعات في المنطقة.
ولكن اذا اردنا ان نفسر التقارب الروسي تجاه منطقة الشرق الاوسط نفسره برغبة روسيا في العمل علي مزاحمة الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة وتحول دون انفرادها بها فتسعي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روسيا لان تتخلص من كونها قوة عالمية ولكن من الدرجة الثانية وتعمل علي اعادة تشكيل ميزان القوة العالمي وجعله يتجه باتجاه التعددية القطبية فالاستراتيجية الروسية الخاصة بالأهداف الجيوسياسية تتمثل في عدد من الاعتبارات منها)١).
- سعي روسيا لتوفير الامن للحدود الجنوبية نتيجة الفشل الحادث من جانب روسيا وغيرها من الدول المستقلة في ايجاد مؤسسات ذات كفاءة ورقابة علي استخدام القوة من خلال تسوية النزاعات وبالأخص النزاعات ذات المشاعر الاسلامية.
- دخول روسيا في المنطقة ما هو الا سياسة وقائية لمنع الاندفاع الاسلامي او ما يوصف بالتهديد الاسلامي.
- تهدف روسيا من المنطقة الي محاولتها في ايجاد كتلة من الدول تقف الي جانبها في مواجهة القطبية الاحادية من قبل الولايات المتحدة الامريكية والعمل علي اعادة تشكيل ميزان القوة العالمي بتوجيهه نحو التعددية القطبية.
- ادراك روسيا انها لكي تفرض هيمنتها علي اسيا الوسطي يجب ان تطور علاقاتها مع ايران وبالتالي تستعملها كورقة ضغط علي الولايات المتحدة الامريكية.
■ثانيا :الاهداف الاقتصادية
ازدادت اهمية منطقة الشرق الاوسط بالنسبة لروسيا وهدا يرجع الي المخزون النفطي حيث ان العديد من الدراسات اثبتت ان الاستهلاك الداخلي لروسيا من النفط سوف يزداد لدرجة التي ستضطر فيها روسيا للاستيراد حيث تعتبر روسيا منطقة الخليج العربي خاصة المملكة العربية السعودية حليفا لها وليس منافسا في سوق الطاقة العالمية وقد تفاعلت الحاجة الي النفط مع الحاجة الي اقامة علاقات اقتصادية وتجارية واسعة لتحقيق هدفين اساسيين :
اولهما الاعتماد علي دول الخليج العربي كمصدر للمواد الاولية التي لا يتمتع الاتحاد السوفييتي باكتفاء ذاتي بها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١) http://thesis.univ-biskra.dz/1416
ثانيهما استثمار العلاقات التجارية لأغراض الاستفادة المالية للحصول علي العملات الصعبة.
فروسيا تسعي جاهدة لعمل شراكة استراتيجية مع دول المنطقة ذات عائد اقتصادي مباشر لروسيا من جهة وعائد تنموي حقيقي لدول المنطقة من جهة اخري فتتمثل اهداف روسيا الاقتصادية في منطقة الشرق الاوسط بثلاث قطاعات رئيسية الا وهي: النفط (الغاز)،التعاون التقني في المجالات الصناعية،التعاون العسكري فسيتم الاشارة الي مجالات التعاون بين روسيا ودول المنطقة.(١)
اولا:نظرا لمشاركة روسيا في منطقة الاوبيك ودعمها في 2001 فكرة اقامة حوار بين الدول المصدرة والمستوردة للنفط فبالتالي التعاون ما بين روسيا ودول المنطقة يتم في اطار تحقيق استقرار في السوق النفطية وضمان حد ادني لأسعار النفط ودلك من خلال التحكم في الانتاج.
ثانيا: امتلاك روسيا للتكنولوجيا والخبرة اللازمة في مجال تنقيب واستخراج البترول فهذا الامر يلاقي اقبالا شديدا من قبل شركات النفط الروسية للعمل في مجال التنقيب والاستثمار في قطاع النفط في دول المنطقة بالإضافة الي كون دول المنطقة تمثل سوقا مهمة ذات قوي استيعابية للصادرات الروسية من السلع المعمرة مثل الآلات والمعدات.
ويتضح ذلك من خلال تأكيد الرئيس فلاديمير بوتين علي ضرورة تركيز الدبلوماسية الروسية علي الجانب الاقتصادي للعلاقات الخارجية الروسية مع مراعاة مصالح روسيا باعتبارها دولة كبري فالاهم حاليا بالنسبة لروسيا هو العمل علي جدب الاستثمارات وخاصة الاستثمارات الخليجية وتنشيط العلاقات التجارية ومنها تجارة السلاح حيث تعتبر دول المنطقة سوقا هاما لهده التجارة.
المصالح المشتركة ما بين روسيا ودول المنطقة فيما يلي:
- الاسهام في زيادة حصيلة الصادرات النفطية بما يؤمن الاستقرار الاجتماعي في روسيا والدول النفطية في المنطقة.
- ابتكار اليات للأمن البيئي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١)http://www.alarab.co.uk/m/?id=24832
- تامين السيطرة الاستراتيجية علي المصادر والثروات الطبيعية اثناء الازمات.
- السيطرة علي اسعار النفط لاستعداد الاقتصاد العالمي لمرحلة “ما بعد النفط”(1)
- العمل علي انهاك الولايات المتحدة الامريكية استراتيجيا من خلال مزاحمتها كقوة كبري وذات تأثير في منطقة الشرق الاوسط ودلك للعمل علي اعادة تشكيل ميزان القوة العالمي علي الرغم من معرفة موسكو التامة بانها لا تستطيع معادلة القوة العسكرية والاقتصادية الامريكية في اي وقت قريب كما انها تسعي للاستفادة من حالات الفشل العسكري المتكررة للولايات المتحدة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط وعلي راسها احتلال العراق في زيادة مكاسبها ونفودها في المنطقة وتحاول ان تكسب روسيا هدا الوضع لصالحها من خلال سعيها للتقارب من دول المنطقة خاصة لإدراكها بان الاحتلال الامريكي للعراق وافغانستان يعتبر بمثابة شوكة في نعش التفردية الاحادية الامريكية وبالتالي يخرق فراغا سياسيا في النظام العالمي الجديد.(2)
بعد ان تم الاشارة الي اهم الاهداف التي تسعي لها السياسة الخارجية الروسية تجاه منطقة الشرق الاوسط سيتم بعد دلك الاشارة الي اهم الوسائل التي تستخدمها روسيا في سبيل تنفيد تلك الاهداف .
■اولا الوسائل الدبلوماسية
فالدبلوماسية تعتبر احد الادوات المستخدمة لتحقيق الدولة اهداف السياسة الخارجية ودلك نظرا للدور الدي تلعبه للتخفيف من حدة النزاعات كما انه يفضل استخدامها في اوقات السلم وبالنظر الي الجانب الروسي في توظيف هده الاداة لتحقيق مصالحها حيث توالت الزيارات سواء من الجانب الروسي او من طرف مسئولي دول المنطقة الي موسكو وهذا ما يزيد من ثقة شعوب دول المنطقة في الدبلوماسية الروسية التي تستند الي قواعد القانون الدولي.
واستخدام روسيا للأداة الدبلوماسية يظهر في رفض موسكو رفضا قاطعا اي تدخل خارجي مباشر او غير مباشر في الازمة السورية بالإضافة الي استخدامها لحق الفيتو3 مرات داخل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١) http://saidaonline.com/newsg.php?go=fullnews&newsid=50785
٢) http://rawabetcenter.com/archives/8387
مجلس الامن لمنع هذا الامر بالإضافة الي موقفها تجاه الملف النووي الايراني فقد وضعت خطوط لا تميل عنها ازاء الملف وهي عدم تأييد التعامل العسكري مع الازمة باي شكل وعدم تأييدها لفرض عقوبات اقتصادية شاملة ضد ايران بشكل يؤثر علي المصالح الروسية مع ايران.(١)
■ثانيا الوسائل الاقتصادية
في مرحلة ما بعد الحرب الباردة تحول الاهتمام من القضايا الايدولوجية والعسكرية الي الاهتمام بالقضايا الاقتصادية فيتم استخدام هده الوسيلة لزيادة الاستثمارات،الحصول علي اسواق جديدة،كما ان المساعدات والاستثمارات الاقتصادية تؤثر ايجابيا في معيشة الافراد داخل الدول المستقبلة للمساعدات فقد اهتمت روسيا بتطوير علاقتها الاقتصادية مع دول المنطقة حيث تمثل دول المنطقة سوقا هاما للصادرات الروسية مثل الآلات والمعدات والحبوب ومن امثلة دلك العراق كانت اكبر شريكا تجاريا لروسيا حتي الاحتلال الامريكي لها في 2003 فبلغت الديون الروسية علي العراق حوالي 8 مليارات دولار واغلبها تعود لصفقات مبيعات السلاح ومن بعدها تأتي مصر حيث بلغ اجمالي التبادل التجاري ما بين مصر وروسيا 2 مليار دولار عام 2008 وفي عام 2002 تم توقيع اتفاقية حول مجلس الاعمال الروسي العربي بين الغرفة التجارية الصناعية في روسيا الاتحادية والاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية.
■ثالثا: الوسائل العسكرية
تعتبر الوسيلة العسكرية هي الخيار الاخير الدي يمكن ان تلجا اليه الدولة لتحقيق اهداف السياسة الخارجية والتي يستحيل تحقيقها بأية من الوسائل السابقة سواء الوسائل الاقتصادية والوسيلة الدبلوماسية فتستخدم الوسيلة العسكرية عندما يتعلق الامر بمواقف دولية ذات صلة بمتطلبات الامن القومي.
فاستخدام هذه الوسيلة يكون في حدود ضيقة نظرا للعواقب الوخيمة التي تنتج عنها خاصة في ظل انتشار اسلحة الدمار الشامل ويتم توظيفها في اطار مجموعة من الصيغ منها تقديم المساعدات العسكرية ،مبيعات الاسلحة.
فبالتطبيق علي الجانب الروسي نجد ان روسيا استخدمت مبيعات السلاح كأحد الادوات التي تعتمد عليها لتنشيط علاقتها مع دول المنطقة باعتبارها سوقا مهما للسلاح الروسي ومن امثلة دلك الصفقة التي تم عقدها لإمداد سوريا ب 36 وحدة من نظام “بانتسير- س1” بالإضافة التي توقيع اتفاقية بين روسيا والمملكة العربية السعودية عام 2008 للتعاون في المجالين العسكري والتقني.
وما يثير القلق ايضا وجود نوع من الارتباط الديني والعرقي والثقافي بين الشعوب القوقازية وشعوب اسيا الوسطي وبين هاتين الدولتين(تركيا وايران)ولكن يجب ان نأخذ في الاعتبار اتجاه روسيا لتوثيق الصلة بينها وبين ايرا باعتبارها ورقة ضغط علي الولايات المتحدة الامريكية وليس هدا فقط بل ان تقارب روسيا تجاه ايران يرجع الي رغبة روسيا للعمل علي تحجيم طهران في استخدامها للورقة الاسلامية بين مسلمي روسيا والدين يقدر عددهم بحوالي 2 مليون.
السياسة الامريكية المتبعة تجاه منطقة الشرق الاوسط :
بالسياسة الامريكية تجاه الشرق. تنطلق من مرتكزين الاول: اتخاذ القرار السليم بعد تجربة جميع للمسارات والبدائل المتاحة ، اما المركز الثاني : اعتمادها علي دور المؤشرات الامنية والاستخباراتية حيث تعمل هذه المؤشرات من ثوابت يتمحور هدفها الرئيسيفي خدمة المصالح الامريكية بغض النظر عن مصالح دول المنطقة.
والخطير في السياسة الامريكية تجاه الشرق الاوسط انها تحاول ان تمسك بكافة خيوط اللعبة وتعمل في خفاء اكثر مما تعمل في العالمية اعتمادا علي ( السياسة الباطنية) ففي الوقت الذي تعامل فيه الحكومات والمنظمة العربية الشرعية اتعامل. سرا مع الجماعات الاسلام السياسي التي يمارس بعضها الارهاب ويرغب بعضها في الوصول الي السلطة بالقوة.
فاتباع امريكا هذه الاستراتيجية يأتي من منطلق اهدافها محددة :
- ورغبتها في عدم وجود قيادات عربية محسوبة علي واشنطن مثل مبارك ، زين العالمين وانما تحرص علي ان يأتي الي السلطة من هو يعتمد علي واشنطن بشكل اساسي وهذا ما ظهر علي غرار جماعة الاخوان المسلمين(١)
- اضعاف القدرات العسكرية للدول العربية وتحول دون امتلاكها لقدرات عسكرية وقتالية عالية او امتلاكها لأسلحة متطورة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١) http://m.aawsat.com/home/article/296941/د-عبد-العزيز-بن-عثمان-بن-صقر/الاستراتيجية-الأميركية-في-الشرق-الأوسط-ثوابت
الفصل الثاني: المبحث الثاني
اهداف السياسة الخارجية الروسية تجاه سوريا
اولا: اليات السياسة الخارجية الروسية :
- العمل في المجال الدولي لمنع الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها الاقليميين من استصدار اي قرار من مجلس الامن للتدخل في سوريا بهدف الاطاحة بنظام الاسد وهذا يتضح في موقف موسكو باستخدامها لحق (النقض) الفيتو ضد اي قرار للإطاحة بالأسد.
- سعي روسيا للترويج لحل سياسي تدريجي تجاه الازمة السورية من خلال الحوار ما بين المعارضة السورية والنظام السوري بدون اي تدخل خارجي ولذلك لابد ان نشير الي مبادرو السلاح الكيماوي السوري حيث منذ بداية الثورة السورية قامت الولايات المتحدة الامريكية بالإعلان انه اي محاولة تصدر من جانب نظام الاسد لاستخدام السلاح الكيماوي سيكلفه الكثير وسيعرضه الي ضربة عسكرية امريكية اي ان استخدام السلاح الكيماوي بمثابة خط احمر علي نظام الاسد الا يتعداه.(١)
ولكن قام الاسد باستخدام السلاح الكيماوي في منطقة الغوضة في ٢١ اغسطس ٢٠١٣ واسفر هذا عن مقتل ما يقرب من ١٤٠٠ ضحية من المدنيين ولكن اذا دققنا النظر نجد ان ليست هذه المرة الاولي التي يستخدم فيها النظام السوري السلاح الكيماوي ولكن تم استخدامه ١١ مرة في وقت سابق، وجراء ما حدث في منطقة الغوطة دفع الولايات المتحدة الامريكية الي التصعيد وتهديد سوريا بضربة عسكرية لمجاوزته الخط الاحمر.
فعلي الصعيد الدولي قامت الولايات بحشد مشاركة دولية لتوجيه الضربة العسكرية ضد النظام السورياما علي المستوي المحلي فسعي الرئيس الي محاولة اقناع الكونجرس الامريكي للموافقة علي توجيه الضربة العسكرية ،لذلك لاقت المبادرة الروسية ترحيبا كبيرا من جانب النظام السوري والرئيس الامريكي علي حدة لذلك اتفق كلامن وزير الخارجية الامريكي”جون كيري”ونظيره الروسي”سيرغي لافروف”في سبتمبر عام ٢٠١٣ علي تنفيذ المبادرة الروسية وينص الاتفاق علي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١) https://democraticac.de/?p=16397
- انضمام دمشق الي معاهدة حظر الاسلحة الكيماوية.
- افصاح دمشق عن حجم ومواقع اسلحتها الكيماوية ومصادرها.
- ان يتاح لمفتشي حظر الاسلحة الكيماوية التحقق من ذلك.
- تحديد الكيفية التي يتم بها تدمير الاسلحة الكيماوية بالتعاون مع المفتشين الدوليين.
وفي حالة امتنع النظام السوري عن تنفيذ البنود الواردة في الاتفاق تصدر في حقه عقوبات دولية من مجلس الامن بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، فهذه المبادرة الروسية اتاحت لأوباما الابتعاد عن مسالة التورط في المأزق السوري فالمبادرة الروسية لنزع السلاح الكيماوي قد وفرت فرصة امتصار دبلوماسي امام العالم يتيح اجبار النظام علي التخلي عن السلاح الكيماوي من ناحية ،ويتيح لأوباما عدم التورط في توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري من ناحية اخري.
اما عن نتيجة المبادرة الروسية حيث لم تنجح في التخلص من السلاح الكيماوي في الموعد المحدد وهو النصف الاول من عام ٢٠١٤ وذلك لوجود عدد من التحديات :
- قيام النظام السوري بإخفاء بعض من ترساناته الكيماوية وماطل في تسليم كل المعلومات الخاصة بالنظام السوري.
- صعوبات نزع السلاح نظرا لكون هذه العملية معقدة من الناحية التقنية ومكلفة من الناحية المادية.
ولهذا يمكن القول ان المبادرة الروسية جاءت لإيجاد مخرج مناسب لكل الاطراف المتورطة غي الازمة السورية كما اثبتت روسيا عودتها كقوة مؤثرة علي الساحة الدولية.
ثانيا: محددات السياسة الخارجية الروسية تنقسم الي محددات داخلية ومحددات خارجية :
- المحددات الداخلية
المحدد السياسي:
هذا المحدد يتعلق بدور ورؤية الرئيس في تشكيل السياسة الخارجية حيث ان رئيس الدولة هو الذي يحدد الخطوط العريضة واتجاهات السياسة الخارجية الداخلية والخارجية للبلاد فبوتين يتبع سياسة وسط تجمع بين اليمين واليسار حيث اتباع بوتين لهذه السياسة جمعت الي جانبه المؤيدين لسياسته وقللت من حجم المعارضة الروسية حيث يؤخذ علي حكم بوتين النزعة التسلطية فالنظام الروسي هو نظاما رئاسيا ولكنه يفتقد الي حد بعيد وجود احزاب سياسية فعالة حيث يقوم النظام السياسي الروسي علي الشخصية المطلقة.(١)
المحدد الاقتصادي:
فورثت روسيا من الاتحاد السوفييتي سوء الاوضاع الاقتصادية فمنذ مجيء بوتين حيث كان الاقتصاد الروسي في حالة يرثي لها مت تفاقم الديون وعجز الحكومة عن سداد رواتب الجنود والموظفين ولكن قام بوتين بتبني نظام خاص بالإصلاح الاقتصادي يهدف الي رفع معدل نمو الناتج المحلي الاجمالي وتخفيض اعتماد الروس علي الصادرات من الخارج مما ادي الي زيادة متوسط الدخل للفرد الروسي.
المحدد العسكري:
فقد ورثت روسيا من الاتحاد السوفييتي ترساناته النووية حيث تحتل المركز الثاني من حيث القوة النووية،ولكن مع مجيء بوتين عمل علي تحسين الوضع الماديلأفراد القوات المسلحة الروسيةوتطوير القدرات البرية والبحرية والجوية الروسية بالإضافة الي زيادة عدد الجيش الروسي.
- المحددات الخارجية:
المحددات الاقليمية(٢)
بعد سقوط الاتحاد السوفييتي حاولت روسيا الهيمنة علي الاقاليم المجاورة ومنع اي تدخلات خارجية في هذه المنطقة فبدأت بالتعاون مع الصين والهند في مجالات الشراكة الاقتصادية والعسكرية ،بالإضافة الي اعلان البرلمان الاوكراني انفصال شبه جزيرة القرم عن اوكرانيا وضمها الي روسيا وهذا ما نتج عنه زيادة العقوبات المفروضة علي روسيا من قبل الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١)https://democraticac.de/?p=16397
المحددات الدولية
فمنذ سقوط الاتحاد السوفييتي بدأت الولايات في فرض سيطرتها علي العالم حيث بدا حلف شمال الاطلنطي ( الناتو) بالتوسع والانتشار في العالم ثم قامت الولايات المتحدة الامريكية باحتلال افغانستان ٢٠٠١ ،والعراق ٢٠٠٣ ولكن حاولت روسيا استعادة مكانتها علي الساحة الدولية من خلال التحالفات مع الدول الكبرى مثل الهند ، الصين ، اليابان لا حول العالم من احادي القطبية الي عامل متعدد الاقطاب.(١)
لسوريا مكانة جيوسياسية خالصة في الاستراتيجية الروسية لكون سوريا مكانا مهما لتعظيم مصالحها وامنها القومي هدا بالإضافة الي انها موطئ قدم علي شواطئ البحر المتوسط حيث يتيح للأسطول البحري الروسي منفذا هاما من البحر الاسود الي البحر المتوسط.
اولا يفسر بعض المراقبين خصوصا الروس منهم ان دعم روسيا لنظام الاسد يأتي من شعورها بالخيانة فيما حدث في ليبيا في 2011 حيث بعد ان امتنعت كل من الصين وروسيا علي التصويت في مجلس الامن علي قرار فرض حظر جوي علي ليبيا(١) ولكن في المقابل دعمت كل من الولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو المعارضة الليبية مما ساعد في الاطاحة بنظام القذافي ويفسر البعض هذا الامر عدم رغبة روسيا في تكرار السيناريو الليبي.
ثانيا المصالح الاقتصادية الروسية في سوريا حيث دكرت صحيفة موسكو تايمز ان الاستثمارات الروسية في البنية التحتية والطاقة والسياحة السورية تقدر بحوالي 19.4 مليارا دولار في 2009هدا بالإضافة الي عقود التسلح المشتركة فيما بينهم تقدر بحوالي 4 مليارات دولار وعقود الدفاع الروسية في سوريا والتي تبلغ حوالي 5.5 بليون دولار معظمها كان موجه لتحديث القدرات الجوية في سوريا والدفاعات الجوية وبلغت اجمالي الصادرات من الاسلحة الروسية لسوريا حوالي 1 مليار دولار في 2011.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١) https://www.google.com.eg/search?q=محددات+السياسة+الخارجية+الروسية&oq=محدد&aqs=chrome.0.69i59j69i57j69i59j0.2496j0j4&client=ms-android-a
rchos&sourceid=chrome-mobile&ie=UTF-8
ثالثا تخوف روسيا من انتشار عدوي الثورات العربية الي المحيط الحيوي لروسيا فمخاوفها تجاه هذه المنطقة هي مخاوف جيواسترتيجية وامنية في الاساس وتأكيدا علي دلك ما جاء به علي لسان وزير الخارجية لافروف حيث اكد علي ان سوريا اهم دول المنطقة بالنسبة لروسيا وان اي
زعزعة للاستقرار سينتج عنها عواقب وخيمة تطال بها مناطق بعيدة جدا عن سوريا نفسها فمع حدوث اي زعزعة للأمن والاستقرار داخل سوريا فسيؤثر علي استقرار مناطق اخري وبالتالي سيؤدي لصعوبات بالمنطقة كلها وتهديد حقيقي للأمن الاقليمي وبالتالي سيؤثر علي انظمة دول اسيا الوسطي والقوقاز مثل أذربيجان وكازاخستان والشيشان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١) http://islamonline.net/13579
ويمكن ان نشير الي اهداف السياسة الخارجية الروسية تجاه سوريا كالاتي
- تامين النفود الروسي علي البحر المتوسط في سوريا باعتبارها البلد العربي الاخير الحليف لروسيا في الشرق الاوسط
- العمل في الفضاء الامريكي المباشر بإقامة قواعد عسكرية علي الحدود مع تركيا ودلك لإقامة توازن مع النفود الامريكي في اوكرانيا.
- مواجهة الجماعات المتطرفة في الشرق الاوسط لمنعهم من العودة الي روسيا وايضا الاقتراب اكثر من الحدود مع تركيا البلد صاحب النفود والتأثير علي مقاتلي القوقاز واسيا الوسطي .
- الحفاظ علي حليف روسيا الرئيس بشار الاسد في سوريا والحفاظ علي منظومة الجيش السوري الحليف العربي القديم للاتحاد السوفييتي ومن بعده روسيا.(١)
- العمل علي تعزيز التحالف مع ايران في سوريا التي تشكل المنفذ البحري لطريق الحرير الحيوي (لكل من الصين وروسيا وايران) للوصول الي المياه الدافئة علي البحر المتوسط .
- حماية مصالح روسيا في سوريا حيث ان لموسكو مصالح استراتيجية وعسكرية كبيرة في سوريا وخصوصا القاعدة العسكرية التابعة للبحرية الروسية في مدينة طرطوس والموجودة هناك مند فترة الاتحاد السوفييتي.
- الحفاظ علي المصالح الاستراتيجية روسيا حيث بعث الرئيس فلاديمير بوتن رسالة للعالم كله مفادها ان روسيا لا تزال قوة يعتد بها علي الساحة الدولية وخصوصا بعد ان تم الاطاحة بحلفاء مثل صدام حسين ومعمر القذافي.
- رغبة روسيا في انشاء نظام متعدد الاقطاب اوعلي اقل تقدير ثناءي القطبية.
- رفع الدعم للرئيس بوتين داخليا حيث ان العقوبات الاقتصادية المفروضة علي روسيا بعد ضمها لشبه جزيرة القرم وتدني اسعار النفط دفع الملايين من المواطنين الروس للدخول في الطبقة الفقيرة والعمليات في سوريا تشغل الناس عن الاوضاع الداخلية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١) http://www.addiyar.com/article/1045594-خمسة-اهداف-روسية-في-سوريا
العلاقات الثقافية بين البلدين
حيث ان روسيا تعتبر سوريا اقرب الحلفاء لها لمدة تزيد عن اكثر من اربعين عاما كما ان عدد كبير من النخب السورية درست في كبري المؤسسات التعليمية الروسية مثل “جامعة موسكو الحكومية”وجامعة الصداقة بين الشعوب” ،كما تم الاشارة الي المواطنين السوريين بانهم بمثابة اصدقاء وحلفاء للروسيين في البث الاذاعي الروسي(١)
وعندما قامت الانتفاضة السورية في ٢٠١١ كام هناك حوالي ١٠٠.٠٠٠ مواطن روسي يعيش علس الاراضي الروسية ونظرا للدعم الروسي لنظام الاسد فكان المواطنين الروسيين مستهدفين ولقي القبض علي اثنين من المواطنين الروس كانوا يعملون لدي شركة حميشو وطالب المجهولون الشركة بدفع الاموال مقابل الافراج عن الاسري المحتجزين.
المصالح التجارية بين البلدين:
بعد تولي بوتين والاسد السلطة زاد حجم تجارة الاسلحة بين البلدين فوفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام حيث شكلت مشتريات سوريا من الاسلحة الروسية ما يقرب من ٧٨ ٪ما بين عامي ٢٠٠٧ و٢٠١٢ كما وصلت المبيعات من الاسلحة الروسية الي سوريا ما بين عامي ٢٠٠٧ و ٢٠١٢ الي حوالي ٤.٧ مليار دولار ،بالإضافة الي استثمارات الشركات الروسية التي تقدر بحوالي ٢٠ مليار دولار في مشروعات سورية خلال عام ٢٠٠٩.
التحالف العسكري بين البلدين:
اعلنت وزارة الدفاع الروسية عن قيام التمارين البحرية بالبحر الابيض المتوسط حيث وصفها المسؤولون الروس بانها الاكبر في تاريخ روسيا كما ان مساءلة تطوير قوة بحرية فعالة علي الاراضي السورية بمثابة احد اولويات السياسة الخارجية الروسية فسقوط نظام الاسد يعني خسارة روسيا لقاعدتها العسكرية الوحيدة خارج الاتحاد السوفييتي السابق(٢).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١) http://alwatan.sy/archives/6831
٢)http//elbadil.www.grenc.com/a/ziadShawesh/show_Myarticle.cfm?id=13460
وتعتمد روسيا في تنفيذها لهذه الاهداف علي خطة استراتيجية تتضمن مرحلتين كالتالي:
- العمل علي تامين القاعدة العسكرية في اللاذقية حيث تم الانتهاء من وضع الرادارات في السلسلة الجبلية للساحل السوري ،ونشر دبابات ني٩٠ الحديثة حول القاعدة العسكرية في اللاذقية ونقل عشرات الاطنان من المعدات العسكرية المتطورة عبر جسر جوي بين روسيا وسوريا .
- الاعتماد علي الجيش السوري علي الارض وتقديم الدعم اللوجيستي دون التورط في حرب برية من خلال قيام موسكو بتقديم الدعم الجوي والمعلوماتي وفتح الاقمار الصناعية الروسية لطائرات السوخوي السورية.
الفصل الثالث: المبحث الاول
التوافق الضمني ام الصراع الضمني
اصبحت سوريا ساحة لصراع وعراك دولي قبل ان تكون ساحة للعراك السياسي من اجل ارساء حلول سياسية للازمة السورية حيث دخلت الازمة السورية منعطفا جديدا مع التكتيكات الاخيرة التي حدثت في مواقف عديد من الاطراف الدولية في مسار المقترحات التي يتم تقديمها من قبل الاطراف الفاعلة علي مسرح الاحداث حيث تسارع الأحداث المتصلة بالأزمة السورية وعنوانها هو ” تعزيز روسيا من تواجدها العسكري في سوريا” فالطرف الروسي اصبح موجودا علي الارض السورية بالقوة العسكرية والتقنية وحاضرا في المشهد السياسي ،حيث ترغب روسيا من وراء الازمة فرض ميزان قوي جديد علي الارض وهذا ما يقود الي تسوية سياسية تنسجم مع القراءة الروسية لبيان جنيف (١) .
فسوريا هي الورقة التي تحرص من خلالها روسيا للعودة الي نادي الكبار في السياسة الدولية فهي بمثابة فرصة ذهبية للعودة الي عصر التحالفات الذي يؤدي الي حالة من الفوضى وليس الاستقرار خاصة بعد معاناة الاتحاد السوفييتي من حالة الاحتقار السياسي من قبل واشنطن وهذا ما ظهر في حرب امريكا علي العراق والدرع الصاروخي الامريكي في بولندا واخيرا الحرب في اوكرانيا، حيث تعاملت واشنطن مع موسكو علي انها دولة عادية وليست عضوا في مجلس الامن ومن كبار صانعي السياسة في العالم.
أيا كانت درجة صعوبة التوصل الي حل توافقي بين مختلف الاطراف فان التدخل الروسي حرك المياه الراكدة وغير حالة الجمود السياسي التي كانت سائدة ووصل الي افاق واقع جديد للتوصل الي اتفاق سياسي اقليمي دولي حول الاوضاع السورية ،وتحول معه الجانب الروسي من مجرد ضامن للنظام السوري من الخارج الي شريك نشط في السعي لإيجاد حل للازمة.
فيعتبر التردد الامريكي وعدم الرغبة في التدخل المباشر وتجنب الانخراط في حرب جديدة بالشرق الاوسط فهو الثغرة الاستراتيجية التي نفذ منها الروس الي اتخاذ القرار بالتدخل العسكري المباشر في سوريا ، فالتعامل الامريكي ازاء الازمة السورية لم يكن فعالا حيث تري الدول الاوروبية ان ثمة ارتباكا ملحوظا في تعامل الولايات المتحدة الامريكية مع الملف السوري وهذا ما ظهر في عدم اتخاذها خطوات جدية فيما يخص مسالة التدخل العسكري الروسي في سوريا.
التدخل العسكري الروسي في سوريا :)١)
الاوروبيين يعترفون علنا بان التدخل الروسي غير من مجري الصراع في سوريا فوزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي صرحت بان التدخل الروسي بالتأكيد غير من قواعد اللعبة حيث قام الروس بفرض انفسهم كلاعب رئيسي لا يجوز باي شكل من الاشكال تجاوز مصالحه ،فالأوروبيين قد توصلوا الي قناعة تامة بان محاربة تنظيم داعش الارهابي يتطلب خضورا عسكريا علي الاراضي السورية علي عكس التوجهات الامريكية التي ترفض اي حضور او تدخل عسكري في سوريا.
ونظرا لعدم قدرة الدول الاوروبية علي القيام بعمليات عسكرية برية خارج حدودها بدون غطاء امريكي فقد وجدت التدخل السوري فرصة لا تعوض لإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش الارهابي وهذا ما اعلنته المستشارة الالمانية”انجيلا ميركل” في اكتوبر ٢٠١٥ ان الحرب المستمرة في سوريا يمكن انهاؤها فقط بمساعدة روسيا(٢)
ويمكن ان نشير الي استراتيجية اوباما والتي يطلق عليها “الاستراتيجية الاوسطية” فالتغاضي الامريكي عن التوغل الروسي في سوريا لا يدل علي تراجع الولايات المتحدة الامريكية امام طموحات بوتين في المنطقة ،ولا دليل علي التردد الاميركي ايضا وانما هو دلالة جديدة علي تمسك اوباما باستراتيجيته لتحقيق اهداف بلاده دون توريط جيشه باي حروب جديدة او اي انخراط مباشر في صراعات الشرق الاوسط وذلك بالاعتماد علي الوكلاء الاقليميين في ادارة الصراعات بالمنطقة العربية وضرب الاعداء والخصوم ببعضهم البعض فيمكن ان نشير الي ثلاثة اهداف التي يرغب اوباما في تحقيقها من وراء التدخل العسكري الروسي في سوريا كالاتي:
- محاربة التنظيمات التي صنفتها امريكا بالجماعات الارهابية ولكن محاربتها بأموال وطائرات روسية دون ان تتكلف واشنطن اية تكاليف اقتصادية او بشرية والاهم من ذلك ما تتعرض له موسكو من خسائر اخلاقية حيث ستتحول روسيا الي عدو لغالبية الشعوب العربية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١)مسعود الحناوي ،” سوريا ومقدمات الحرب العالمية “، الاهرام ١٦/١٠/٢٠١٥
٢)محمد السيد سليم ،” لماذا تعارض امريكا الدور الروسي في سوريا “، الاهرام ١٥/١٠/٢٠١٥
- تواجد دولة عاقلة الي حدا ما تتفاوض مع الغرب وحلفاءه نيابة عن الاسد الذي فقد شرعيته كنظام سياسي يمكن التفاوض معه حيث بعد التدخل الروسي اصبح نظام الاسد رهينة لموسكو وخيارات الكرملين.
- التخفيف من نفوذ ايران في سوريا اذ يمثل تدخل روسيا انها حليفا اول للنظام وفاعلا اساسيا للصراع اذ اصبح الدعم الروسي للنظام يتعدى الدعم الايراني.(١)
دوافع واهداف التدخل العسكري الروسي في سوريا:
- رغبة روسيا في استعادة مكانتها والعمل علي تجميع معالم الهوية القومية الروسية بعد ان اعلن بوتين في خطابه امام الدوما ٢٠٠٥ بان انهيار الاتحاد السوفييتي هو بمثابة كارثة جيوسياسية وخاصة بعد شعور القيادة الروسية الجديدة بان كلا من الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي لم تكتفي بتفكيك الاتحاد السوفييتي بل انها تهدف الي ابعد من ذلك وهو اختراق الفضاء الروسي عسكريا واقتصاديا وسياسيا، وهذا الفضاء من المنظور الروسي ( الحديقة الخلفية الجيوسياسية لروسيا الاتحادية) فهذا المخطط يهدف الي حصار روسيا وعزلها، فبالتالي لم يكن امام روسيا سوي ان تقوم بدعم نظام حليف لها في المياه الدافئة لكي تتمكن روسيا من الحفاظ علي تواجد قواعد روسية علي الشواطئ السورية.(2)
- رغبة روسيا غي اخبار واشنطن بانها قوة لن يستهان بها والتوقف عن انشاء انظمة في الدول المجاورة التي تشكل تهديدا لمصالح روسيا كما انها خطت خطوة للأمام باتجاه حلف شمال الاطلنطي مما يسهل من انضمامها لهذا الحلف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1)http://www.aljazeera.net/news/survey/2015/9/30/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%8A%D8%AE%D8%AF%D9%85-%D9%85%D9%86
2)
- اعتبارات تتعلق بالمخاوف الامنية الذاتية حيث اعلن الرئيس الروسي ان الذهاب لمحاربة الارهاب في سوريا هو بمثابة دفاعا عن الامن القومي الروسي قبل ان ينتقل هذا الارهاب الي بلاده.
اما اذا نظرنا الي الموقف الامريكي من التدخل الروسي في سوريا:
فمنذ تفجر الازمة السورية في مارس ٢٠١١ لم تكن واشنطن حريصة علي فرض تسوية سياسية سريعة بل كانت الازمة فرصة سانحة لواشنطن للعمل علي اشراف الاطراف الداخلية والاقليمية عسكريا وتعميق تناقضاتها السياسية ،فالإدارة الامريكية كانت تشجع من البداية تسليح قوي المعارضة السورية دون حدوث اي تورط عسكري مباشر من جهة وايجاد حلول سياسية وامنية من جهة اخري واتضح هذا عندما دعت وزير الخارجية الامريكية ” هيلاري كلينتون” اطراف المعارضة الي عدم ترك السلاح او تسليمه.(1)
ولكن بعد اربع سنوات بعد ان اتضح فشل المواجهة العسكرية حيث فشلت الحكومة السورية في انهاء الازمةوفي نفس الوقت لم تنجح بعض قوي المعارضة التي فضلت عسكرة الحراك الشعبي ولكنها لم تتمكن من اسقاط النظام ولكن خيارها ادي الي تصعيد العنف وفتح ابواب سوريا علي مصر مما جعلها عرضة للجماعات الارهابية المسلحة المتطرفة كتنظيم القاعدة وداعش.
فالدبلوماسية الامريكية اكدت علي اولوية المسار السياسي فجاء تصريح وزير الخارجية الامريكي ” جون كيري” في ابريل ٢٠١٥ علي ان الحل في سوريا يتطلب في نهاية المطاف التفاوض مع الرئيس بشار الاسد(٢).
تقييملنتائج التدخل الروسي:
- ادي التدخل الروسي الي الاجتماع الدولي الاقليمي الثاني المعقد يوم ٣٠/١٠/٢٠١٥ فضم الاجتماع ممثلي وزراء خارجية ١٧ دولة من بينها مصر وقطر وايران وايطاليا والمانيا والامارات والصين وبريطانيا بالإضافة الي حضور منظمات دولية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١)سليم نصار ، بوتين يحيي امجاد الإمبراطورية الروسية ، الحياة ،٣١/١٠/٢٠١٥
٢)د.صبحي غندور ، سوريا ..اولوية امريكية ، البيان، الخميس ٦ اغسطس ٢٠١٥
- لبحث مبادئ لحل الازمة وتم اصدار بيان يتضمن البنود الاتية:
- وحدة الدولة السورية وسلامة اراضيها والحفاظ علي استقلالها.
- الشعب السوري هو وحده يستطيع ان يقرر مستقبل سوريا.
- من المبكر الحديث عن النجاح في التوصل الي تسوية سياسية ولكن التقاء مختلف الاطراف اوجد حالة من التوازن المتبادل بين الاطراف المتصارعة وهذا ما يهيئ لوضع يسمح بالحلول الوسط والتنازلات المتبادلة.
- استطاعت القيادة الروسية ان تواجه عقدة استمرار نظام بشار الاسد فاصبح هناك قناعة روسية بانه ليس له مستقبل علي المدي البعيد ولكنها تري ضرورة تواجده في المرحلة الانتقالية لإحداث نوع من الانتقال المرن للأوضاع في سوريا.
- التدخل الروسي مثل ارباكا لجميع الاطراف المتصارعة مما جعلهم يعيدون حساباتهم السياسية (١)
موقف الدول الاوروبية من التدخل الروسي في سوريا:
تشهد الدول الاوروبية حالة من الارتباك سواء في مواجهة الارهاب او التوصل الي تسوية للمشكلة السورية هذا الامر الذي شجع روسيا علي التدخل العسكري في سوريا تحت لافتة محاربة الارهاب والحفاظ علي النظام وكانت روسيا تهدف من وراء تدخلها في سوريا حماية مصالحها واثبات نفوذها بالإضافة الي محاولة ملء الفراغ الناتج عن السلوك الامريكي، وكذلك فيما يبدو من دلائل عديدة علي نية الولايات المتحدة الامريكية في الانسحاب من سوريا وتركها في عهدة روسيا علي اساس توافق ضمني علي خطوط عامة يلتزم بها الطرفين.
ومن هنا تبلور الاقتناع بان دخول القوات الروسية الي سوريا يرفع الحرج عن الاطراف الغربية المترددة وغير الفاعلة ولاتعرف ماذا تفعل حيال الازمة السورية كما انه يمثل عملية انقاذ للمجتمع الدولي الذي وجد نفسه في عنق الزجاجة وما عاد يعرف سبيلا للخروج منها،بل ويستبعد البعض ان يكون قد تم التفاهم مع روسيا حول عملية التدخل دون الاتفاق علي مداها وحجمها وذلك من واقع الشواهد والاعتبارات الاتية:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١)سليم نصار ، بوتين يحيي امجاد الإمبراطورية الروسية ، الحياة ،٣١/١٠/٢٠١٥
المجتمع الدولي ينظر بعين الارتياح الي النفوذ الروسي في سوريا اكثر من النفوذ الايراني لكون روسيا ليست دولة ممانعة ولاتمارس موقفا معاديا تجاه إسرائيل و ايمانها بضرورة التفاوض لحل الازمة علي عكس ايران التي ينظر اليها للمجتمع الدولي علي انها تشكل قوة اقليمية ممانعة ومعادية للتمدد الإسرائيلي بالإضافة الي تأييد الشعب السوري للتعامل مع الروس لكونهم لا يريدون تغيير اسلوب حياتهم او العبث بهويتهم كما ان الجانب الروسي يسعي الي عملية تسوية وليست تسوية شاملة لكون مفهوم العملية يرجئ التنافس ويؤجل مظاهر التناقض بين الاطراف المتنازعة .
الاحداث الاخيرة في فرنسا تغير الموقف في سوريا برمته :
وهنا يجب ان نلاحظ ان الاحداث الاخيرة في فرنسا غيرت الموقف برمته وتغير من مفاهيم ومعتقدات كانت مطروحة في ظروف مختلفة ولتثبت للمجتمع الدولي صعوبة تطويع هذه التنظيمات الارهابية او استغلالها لان اهدافها ثابتة وخطرها قائم علي الجميع مع بيانها علي ان الحرب الداخلية علي الارهاب لا تقل اهمية عن الحرب الخارجية ولتفرض ضرورة تغير كافة السيناريوهات المطروحة لمواجهة التدخل الروسي في سوريا ويظهر ذلك في التطورات التالية:(1)
- طغت الاحداث الارهابية في فرنسا علي مسالة التدخل الروسي في سوريا مما جعل اولويات القوي الغربية تتغير من مواجهة هذا التدخل الي التنسيق المشترك والتعاون الجماعي من اجل مكافحة الارهاب في سوريا.
- التنسيق ما بين فرنسا وسوريا في اطار استخباراتي ومعلوماتي ضد تنظيم داعش وذلك لمشاركتهما في المعاناة من ارهاب ذلك التنظيم.
- استجابة مؤتمر فيينا لضرورة التوافق العام حول خارطة الطريق خاصة في ظل المناخ الدولي الذي فرضته احداث باريس مع استبعاد الموضوعات الخلافي. مثل تنحي القيادة السياسية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١)حسين عبد العزيز ،الدور الامريكي التركي بعد تدخل روسيا في سوريا ، الحياة ، ١٤/١٠/٢٠١٥
- تكثيف العمليات العسكرية الروسية والفرنسية والامريكية والبريطانية عن طريق الغارات الجوية والصواريخ بعيدة المدي علي مدينة الرقة التي يتخذها تنظيم داعش كعاصمة له.
- موافقة الغرب علي اقتراح روسيا بضرورة انشاء تحالف لقتال داعش يضم كافة القويالمعنية ذات المصلحة ،وهو الامر الذي يعد ليس فقط اعتراف دولي بالتواجد العسكري الروسي في سوريا وانما قبولا ضمنيا من قبل الغرب بمشاركة روسيا في هذا التحالف خاصة وان قواته البرية موجودة بالفعل علي ساحة القتال.
ولكن هنا نتساءل هل التدخل الروسي يخدم سوريا؟ وهل هذا التدخل الروسي دليل علي ضعف الموقف الامريكي في حل الازمة ام انها ترغب في استدراك موسكو للتورط في الازمة؟
فالتدخل العسكري الروسي في سوريا لم يأتي نتيجة ضعف امريكا وانما ربما خطا تكتيكي امريكي حيث عدد كبير من المفكرين يرجحوا ان واشنطن تسعي من خلال موقفها الغير حاسم والفضفاض الي خلط الاوراق بانتظار متغيرات جديدة تقع علي الارض السورية.
المناقشات بين امريكا وروسيا حول الازمة السورية :
تم عقد اجتماعا ما بين الرئيسين الامريكي ونظيره الروسي واتفقا علي اجراء مناقشات لجيشين البلدين بشان العمليات من المحتمل حدوثها في سوريا ولكنهما اختلفا بشان مستقبل الاسد ،فبعد اقل مت شهرين من بدء تطبيق نظام وقف اطلاق النار في سوريا يوم ٢٧ فبراير ٢٠١٦ تم التوصل الي اتفاق ما بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية حول تفاهم كلا من البلدين عن بدء تطبيق وسريان القرار النهائي بوقف اطلاق النار فينظر الي حالة وقف اطلاق النار التي تم الاتفاق عليها هي بمثابة خطوة نحو الامام لتحسين العلاقات الروسية الامريكية ،فلابد من الاشارة الي التنسيق القائم ما بين القوات المسلحة الروسية والامريكية بشان وقف اطلاق النار ضد المجموعات الغير ارهابية وهذا ما صدر عن البنتاغون في ١٨ فبراير لوزارة الدفاع الروسية.
فالدلائل تشير للي حقيقة ان كلا من القوتين العظميتين لا ترغب بعودة الحرب الباردة من جديد وانما الي ضرورة التنسيق والتعاون بينهما بشان كافة المسائل محل الخلاف ولاشك ان هناك توافقا ضمنيا ما بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا تجاه الازمة السورية.
المفاوضات الاخيرة :
فقد اكد المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات فالانتهاكات والاعمال العدائية التي يرتكبها الايرانيون والروس والنظام السوري والميليشيات المسلحة فهذا اختراق تام للهدنة المقرر تنفيذها والالتزام بها ولكن هذه الخروقات ستمنع اي عملية سياسية كما تم تسجيل عدد الخروقات من قبل النظام وحلفاؤه في مختلف المناطق السورية حيث استمرت مروحيات النظام في استهداف المناطق الاهلة بالسكان لشن غارات بالبراميل المتفجرة فقد تم انتهاك ما يقرب من 26 منطقة تابعة للمعارضة المعتدلة من قبل النظام السوري التي راح ضحيتها مئات الجرحى والقتلى.
الفصل الثالث: المبحث الثاني
هل تتطور العلاقات الروسية الامريكية بشكل سلبي ام ايجابي
مستقبل العلاقات الروسية الامريكية يتأرجح بين التعاون والصراع ، فالعلاقات الروسية الامريكية لا تسير علي وتيرة واحدة كما ان مستقبل العلاقات ما بين البلدين لم تعد محكومة بحالة الهيمنة والتنافس او بالمصالح التجارية والاقتصادية او بالاستراتيجية العسكرية والامنية لهما؛ ففي كل الاحوال يستطيع كلا الطرفين تحقيق قدر من التوازن في مجمل العلاقات في العقود المقبلة رغم الافتقار الي الثقة المتبادلة علي الصعيد السياسي، والتعاون بينهما يصب في مصلحة البلدين ،حيث يقلل من المتصارعة والدخول في سباق للتسلح مكلف لكلاهما ويكبدهما المزيد من الضغوطفمن الجدوى للدولتين لوجود تفاهمات فيما بينهم ووجود تعاون مشترك فيما يتعلق بالقضايا الخلافية بالنظام الدولي فهناك حاجة للتعاون بينهما لحل المسائل العالمية كالبيءة،الهجرة،المخدرات،الطاقة كما افرز التحويل في النظام الدولي بعد نهاية الحرب الباردة بروز اهمية العالم الاقتصادي في العلاقات الدولية وتراجع اهمية القوة العسكرية(١)
حيث تعتبر من اكثر القضايا الخلافية بين امريكا وروسيا هي مسالة عودة الدور الروسي الي الشرق الاوسطوسنركز هنا علي القضية السورية :
حيث تعتبر روسيا وريثة الاتحاد السوفييتي فترغب روسيا في استعادة مكانتها كمنافس للولايات المتحدة الامريكية علي الساحة الدولية حيث عمل بوتين علي جعلها تستعيد مكانتها اقتصاديا وساعد في ذلك ارتفاع اسعار البترول فانعكس هذا علي الاقتصاد الروسي بشكل ايجابي، وبالتركيز عليالقضية السوريةوالتي يتناولها البحث حيث تمثل القضية السورية اهمية كبري لروسيا بسبب علاقاتها بنظام بشار الاسد والنفوذ الروسي في سوريا،اما عن اهمية القضية السورية بالنسبة الولايات المتحدة الامريكية فترتبط بالحفاظ علي امن إسرائيل واستقرار المنطقة وظهر التعاون بين الطرفين في سوريا خلال عام ٢٠١٤ في ضمان اكتمال نزع السلاح الكيميائي السوري والوصول الي تسوية سياسية لإنهاء الحرب السورية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1)قط سمير ،الاستراتيجية الاقتصادية الصينية في افريقيا : فترة ما بعد الحرب الباردة “قطاع النفط نموذجا” رسالة ماجيستير ( الجزائر، جامعة لخضر باتنه ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ، ٢٠٠٨)ص١
وتشعر سوريا بمزيد من الارتياح بسبب اقتراب واشنطن من وجهة النظر الروسية فلا موسكو ولا واشنطن تريدان ان تكون سوريا ساحة لتدريب المتطرفين ،الذين يشكلون خطرا كبيرا علي كل من روسيا والغرب تأكيدا علي ان الاوضاع السورية سيمتد تأثيرها الي القوي الاقليمية خاصة المملكة العربية السعودية وايران، حيث سيؤثر الصراع في القوي الاقليمية اكثر من تأثيره في امريكا وروسيا لذلك كلا من الطرفين الامريكي والروسي يسعي للتوصل الي افضل النتائج التي تخدم مصالحه.(١)
فانه يمكن القول انه علي الرغم من انتشار بؤر الاحتقان بين الطرفين الروسي والامريكي في مختلف ارجاء خريطة العلاقات الروسية الامريكية فان هذا لا يلغي قدرة الطرفين علي داب الصراع ولهذا فان مستقبل العلاقات الثنائية يتأرجح بين ثلاث سيناريوهات محتملة كالتالي:
السيناريو الاول:التصعيد الشامل
هذا المسار مسار صراعي فمن المتوقع ان تشهد العلاقات الروسية الامريكية المزيد من الاحتكاكات والتوترات وذلك في ظل رغبة الاتحاد السوفييتي في استعادة مكانتها واتجاهها نحو تطوير قدراتها وانفاقها العسكري وهذا ما تعتبره الولايات المتحدة الامريكية مصدر تهديد رئيسي للأمن القومي الامريكي وتخوف الولايات من اقامة تحالف استراتيجي مع الصين والذي يتوقع الخبراء ان تحتل المرتبة الاولي اقتصاديا بحلول عام ٢٠٥٠.
حيث يتحقق هذا السيناريو بانخراط الطرفين الروسي والامريكي في حرب باردة جديدة علي غرار الحرب الباردة التي كانت ما بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتي التسعينات من القرن العشرين ولكن من الناحية الواقعية فهذا السيناريو غير مرجح نظرا لما يرتبط بالطبيعة الاستراتيجية لمجالات التعاون المشتركة بين البلدين(٢) ، فأمريكا قد خسرت قدرا كبيرا من هيبتها علي مستوي العالم لقيامها بعدد من الممارسات المخالفة لقواعد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- محمود خليفة جودة ، مرجع سابق ص131-134
٢)http://www.siyassa.org.eg/NewsQ/3249.aspx
القانون الدولي المتفق عليها مثل قيامها بغزو العراق في ٢٠٠٣ وحيث تم ذلك بدون تفويض او قرار صادر من مجلس الامن وهذا ما يقلل من قدرتها علي حشد كتلة كالكتلة التي كونتها خلال الحرب الباردة.
كما ان روسيا تسعي الي استعادة مكانتها ونفوذها علي خلفية انهيار الاتحاد السوفييتي ،فروسيا غير مؤهلة للدخول في حرب باردة جديدة لان هذا سيقف حائلا امام المساعي الروسية وتظهر نية موسكو في عدم الرغبة في التورط في حرب باردة جديدة من خلال تصريحات وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” الذي اعلن عن انتهاء الحرب الباردة بين الطرفين كما ان مجالات التعاون بينهما لا يستطيع اي من الطرفين الاستغناء عنها خصوصا مسالة مواجهة الارهاب، منع انتشار سباق التسلح، نزع الاسلحة النووية.
ونجدا ن الصراع بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا تتسبب فيه العوامل الاتية:
- (١)تصاعد القوة الروسية
- (٢)استمرارية الحديث عن توسيع حلف الناتو
- (٣)نوعية القيادة الروسية التي تنظر الي دور روسيا من منظور الدور القيصري او السوفييتي وليس من منظور الشريك التابع للغرب.
- (٤)الدعم الروسي الذي توجهه روسيا الي للبرنامج النووي الايراني ورفض كافة المطالب بإنهاء الدعم الروسي لإيران حيث تستفيد روسيا من دعم البرنامج النووي الايراني كورقة ضغط علي الولايات المتحدة الامريكية.
- (٥)استمرارية القول باستكمال مشروع الدرع الصاروخية الامريكي الذي يعتبر تهديدا مباشرا للأمن الروسي.(1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1)http://elbadil.com/2016/05/13/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A-%D9%8A%D8%B5%D9%84-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7/
السيناريو الثاني: التوافق الكامل
فمن الناحية الواقعية فهذا السيناريو من الصعب ان يتحقق وهذا ما عبر عنه وزير الخارجية الروسي ” سيرغي لافروف” بان العلاقات الروسية الامريكية قد بلغت ادني مستوي لها ولكن اذا دققنا النظر في هذا السيناريو نجد انه اذا تغاضي كلامن الطرفين عن نقاط الخلاف وان التعاون سيصب في مصلحة كلا من الطرفين ويحقق مصالح واهداف كلا منهما وبالتالي يقلل من احتمالات دخولهما في سباق للتسلح فمن الافضل لهما التوصل الي تسوية بشان القضايا
الخلافية بينهما ،فلابد من التوصل الي حلول بشان عدد من المسائل العالمية كالهجرة،المخدرات،الطاقة ،التهريب.(١)
بالإضافة الي ان احداث الحادي عشر من سبتمبر اوجدت نقاط تفاهم مشتركة بين البلدين خاصة في مسالة مواجهة الارهاب الدولي وظهور اهمية التعاون في المجال الاقتصادي وتراجع اهمية القوة العسكرية.
ومن العوامل المؤدية للتعاون ما بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا:
- (١)تراجع القوة الامريكية.
- (٢)سياسات اوباما القائمة علي التهدئة والاتجاه نحو التعاون.
- (٣)القضايا العالمية التي تحتاج الي تعاون مشترك بين البلدين.
- (٤)الرغبة الروسية بالتوصل الي تفاهمات مشتركة وحل المسائل المعلقة.
- (٥)الايمان من قبل الطرفين الامريكي والروسي بان ما يجب ان يحكم العلاقات البيئية هو توازن المصالح بدل من توازن القوي.
السيناريو الثالث: التوافق النسبي
حيث من المتوقع ان العلاقات الروسية الامريكية لا ترقي الي حد التعاون والتقارب الاستراتيجي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١)http://fekr-online.com/index.php/article/بين-التصعيد-والتوافق:-الأزمة-السورية-وسيناريوهات-العلاقات-الروسية-الأمريكية
في المستقبل كما لن تصل الي حد المواجهة العسكرية خاصة في ظل (حالة الردع النووي بين)كما ان هذا السيناريو الاكثر واقعية حيث يتمثل هذا السيناريو في تعزيز المصالح المشتركة بين واشنطن وموسكو خاصة وان العقوبات الاقتصادية الامريكية المدعومة من قبل حلفاء الولايات لن يكون لها اي اثر ملموس وواضح علي دولة كبيرة الحجم مثل روسيا لما يتوافر لديها من الاكتفاء الذاتي من مواردها الاساسية .
ففي النهاية نجد ان روسيا لا تطرح نفسها كبديل للولايات المتحدة الامريكية فكل القضايا تتم بالتنسيق بينهما فروسيا لا تريد ان تدخل في مواجهة مع الجانب الامريكي فهناك علاقة بين السياسة الخارجية الروسية في منطقة الشرق الاوسط وبالأخص تجاه الازمة السورية وطبيعة العلاقات الامريكية الروسية ،فعندما تتوتر العلاقات بين البلدين تتجه السياسة الروسية نحو اعاقة تحركات امريكا في المنطقة ،وعندما تتجه نحو التحسن تتجه السياسة الروسية نحو التنسيق مع التحركات الامريكية بالمنطقة.
راي الباحثة:
فبعد ان تم الاشارة الي السيناريوهات المحتملة لمسار العلاقات الامريكية الروسية فاعتقد ان العلاقات الامريكية الروسية ستتجه في المستقبل نحو التفاهم والتوافق النسبي بين البلدين حيث ان كلا من الولايات المتحدة الامريكية وروسيا لا ترغب بالتورط في حرب باردة جديدة.
سابعا :
قائمة المراجع (المراجع باللغة العربية):
اولا:الكتب
(1)السيد امين شلبي،الوفاق الامريكي السوفييتي (1963-1976)،(القاهرة:الهيئة المصرية العامة للكتاب،1981).
(2)بافل جلينيكوف ،ثعالب الكرملن ،ترجمة منجب يونس،(دمشق:دار علاء الدين،ط2،2009).
(3)بروستر كزديني،نظرة شاملة علي السياسة الخارجية الامريكية ،ترجمة ودوده بدران ،(القاهرة:الدار الدولية للنشر والتوزيع ،1991).
(4)خليل حسين،النظام العالمي الجديد والمتغيرات الدولية ،(بيروت:دار المنهل،ط1،20091).
(5)روري مكريدس،مناهج السياسة الخارجية في العالم،ترجمة حسن صعب ،(بيروت:دار الكتاب العربي،1966).
(6)سعيد حقي ،مبادئ العلاقات الدولية،(الاردن:دار وائل للنشر والتوزيع،2008).
(7)سوسن العساف،استراتيجية الردع .. العقيدة العسكرية الامريكية الجديدة والاستقرار الدولي،(بيروت:الشبكة العربية للابحاث والنشر ،2008).
(8)عاطف عبد الحميد معتمد ،استعادة روسيا مكانة القطب الدولي ..ازمة الفترة الانتقالية،(بيروت:الدار العربية للعلوم،2010).
(9)لمي مضر الامارة،“الاستراتيجية الروسية بعد الحرب الباردة وانعكاساتها علي المنطقة العربية”،بيروت:مركز دراسات الوحدة العربية،2009.
(10)ليليا شيفتسوفا،روسيا بوتين،ترجمة بسام شيحا ،(القاهرة:مكتبة مدبولي،2006).
(11)محمد السيد سليم ،تطور السياسة الدولية في القرنين التاسع عشر والعشرين،(القاهرة:دار الفجر الجديد للنشر والطباعة ،القاهرة ،ط2 ،2009).
(12)محمد بن سعيد الفطيسي،المفاجأة الروسية ،(سلطنة عمان:مؤسسة صوت القلم العربي،2009).
(13)محمود خليفة جودة ،البحث عن المكانة – روسيا بوتين وميلاد نظام عالمي جديد ،(القاهرة:المكتب العربي للمعارف،2016).
(14)نورهان الشيخ،السياسة الروسية تجاه الشرق الاوسط في القرن الحادي والعشرين ،(جامعة القاهرة :مركز الدراسات الاوروبية ،2010).
(15)نورهان الشيخ،صناعة القرار في روسيا والعلاقات العربية الروسية،(بيروت:مركز دراسات الوحدة العربية،1998).
(16)هاني شادي ،التحول الديمقراطي في روسيا من يلتسين الي بوتين- التجربة والدروس في ضوء الربيع العربي،(القاهرة:دار العين للنشر،2013).
(17)هايل عبد المولي طشطوش،مقدمة في العلاقات الدولية ،(الاردن،جامعة اليرموك،قسم العلوم السياسية،2010).
(18)يوري أي فيدروف،التوجهات المختلفة في الفكر الاستراتيجي الروسي،(ترجمة:مروة بري امام)،ن(القاهرة:المنتدي العربي للدفاع والتسليح،مارس206).
ثانيا:الدوريات
(1)السيد امين شلبي،وسياسة روسيا الخارجية”،السياسة الدولية العدد175،يناير2009،المجلد 44.
(2)اميل امين،”عالم ما بعد الازمة :عودة للحرب الباردة ام نظام جديد يتشكل؟،(مركز الحوار للدراسات السياسية والاعلامية :مجلة الحوار،العدد2،ابريل2014).
(3)اولجبك كازانوف،”مصالح حيوية :الابعاد التاريخية والاستراتيجية للازمة الروسية الاوكرانية “،(الامارات :مركز المستقبل للدراسات والابحاث والدراسات المتقدمة ،مجلة اتجاهات الحدث،العدد7،فبراير2015)
(4)باسم راشد ،”تهديد جيوستراتيجي:حسابات القطب الروسي في الازمة الاوكرانية “،(القاهرة:مجلة السياسة الدولية:العدد196،ابريل2014)
(5)جيمس كوين ليفن,”تطور العقيدة العسكرية الروسية وتاثيراتها علي القوي الغربية “عرض احمد محمود مصطفي(القاهرة:مجلة السياسة الدولية ,اغسطس2015).
(6)حميد حمد السعدون ،”الدور الدولي الجديد لروسيا”،(جامعة بغداد،مجلة دراساتدولية،العدد42،ب ت).
(7)حيدر علي حسين ،جامعة المستنصرية،”رؤية مستقبلية لتحولات القطبية الدولية “،(جامعة بغداد:مجلة المستنصرية للدراسات العربية والدولية،العدد43،ب ت).
(8)خالد ممدوح العزي،”سياسة روسيا في دول العالم العربي”،الحوار المتمدن،6/4/2012،عدد3690.
(9) خليل شبر غلامي،”الولايات المتحدة وروسيا:مشاركة ام مواجهة استرتيجية،مختارات ايرانية، عدد214 سبتمبر 2001.
(10)سعيد السعيدي،تداعيات الازمة الروسية – الجورجية علي العلاقات الروسية الامريكية ،(جامعة بغداد،مجلة الدراسات الدولية،العدد42، ب ت).
(11)سليم طالع علي ،”مقومات القوة الامريكية واثرها علي النظام العالمي “،(جامعة بغداد:مجلةدراسات دولية ،العدد42،ب ت).
(12)السيد امين شلبي ،بوتين وسياسة روسيا الخارجية ،(القاهرة:مجلة السياسة الدولية ،العدد175،يناير2009).
(13)عبد العزيز مهدي الراوي،”توجهات السياسة الخارجية الروسية في مرحلة ما بعد الحرب الباردة “،(جامعة بغداد :مجلة دراسات دولية،العدد35).
(14)عبد المنعم المشاط،النظام الدولي والتحول الي التعددية التوافقية”،(القاهرة:مجلة السياسةالدولية،العدد177،اكتوبر2009).
(15)عبد الناصر حندلي ،”النظريات التفسيرية للعلاقات الدولية بين التكيف والتغير في ظل تحولات عالم ما بعد الحرب الباردة”،(الجزائر:جامعة محمد خضير بسكرة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،مجلة الفكر،العدد5،ب ت).
(16)عجلان ابراهيم ،الازمة الاوكرانية …سيناريوهات ما بعد الاستفتاء “،(مركز الحوار للدراسات السياسية والاعلامية :مجلة الحوار،العدد2، ابريل 2014).
(17)عزت سعد الدين ،تكاليف المنافسة :التحديات امام مكانة روسيا في الاستراتيجية العالمية ،(القاهرة:مجلة السياسة الدولية،العدد195،يناير2014 ).
(18)عصام عبد الشافي ،”الثورة المكبوتة :عوائق التغير الشامل في السعودية وسوريا “،(القاهرة :مجلة السياسة الدولية ،العدد184،ابريل 2011).
(19)علاء سالم ،تأثير العوامل الخارجية في مسار الازمة السورية “،(القاهرة :مجلة السياسةالدولية ،العدد188،ابريل 2012).
(20)محمود خليفة جودة ،السياسة الخارجية الامريكية تجاه ازمة القرم:الملامح والمحددات”،(مركز الحوار للدراسات السياسية والاعلامية :مجلة الحوار ،عدد اكتوبر 2014).
(21)مصطفي بخوش ،”مضامين ومدلولات التحولات الدولية بعد الحرب الباردة “،(الجزائر:جامعة محمد خيضر بسكرة ،مجلة العلوم االانسانية،العدد الثالث ،اكتوبر 2002).
ثالثا:الرسائل العلمية
(1)احمد سيد حسين،”دور القيادة السياسية في اعادة بناء الدولة –دراسة حالة روسيا في عهد بوتين”، رسالة ماجيستير (جامعة القاهرة:كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، 2013).
(2)اماني عبد اللطيف محمد محمود،“التحول الديمقراطي في روسيا الاتحادية (1990-2008)”، رسالة ماجيستير (جامعة القاهرة:كلية الاقتصادوالعلوم السياسية ،2011).
(3)تراث فايز دبانية ،“السياسة الخارجية الروسية تجاه الوطن العربي بعد انتهاء الحرب الباردة 1991-2001”، رسالة ماجيستير (الجامعة الاردنية:كلية الدراسات العليا، 2003).
(4)درية شفيق بسيوني ،“تطور العلاقات الامريكية السوفييتية واثر دلك علي الاوضاع العامة للحرب الباردة “، رسالة ماجيستير غير منشورة (جامعة القاهرة :كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ،1974).
(5)سعيد حسين محمود ،“التطورات الراهنة في النظام الدولي واثرها علي مبدأ حظر استخدام القوة في العلاقات الدولية”، رسالة دكتوراة (جامعة القاهرة:كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ،2005).
(6)علي الله حكمت الله ،”السياسة الخارجية الروسية(2001-2010) دراسة مقارنة ازاء الازمتين الافغانية والعراقية”، رسالة ماجيستير، (جامعة القاهرة:كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، 2012).
(7)مصطفي امين مصطفي ،“العلاقات الروسية الجورجية مند عام 1991”، رسالة ماجيستير (جامعة القاهرة :كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ،1975).
(8)مني حسين احمد القلاف،“السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه روسيا الاتحادية الفترة (من 2000حتي 2008)”، رسالة دكتوراة (جامعة القاهرة:كلية الاقتصاد والعلوم السياسية،2012).
(9)مني دردير محمد احمد ابو عليوة ،”السياسة الخارجة الروسية تجاه ايران خلال الفترة (2000-2011)”، رسالة ماجيستير (جامعة القاهرة:كلية الاقتصاد والعلوم السياسية،2013).
(10)مي مضر الامارة ،“الاستراتيجية الروسية بعد الحرب الباردة وانعكاساتها علي المنطقة العربية”، رسالة دكتوراة منشورة (لبنان:مركز دراسات الوحدة العربية،2007).
(11)نرمين عزت عوض ،“الاستمرار والتغير في السياسة الخارجية الروسية تجاه دول اسيا الوسطي والقوقاز (1991-2010)”، رسالة ماجيستير (جامعة القاهرة :كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ،2013).
(12)نورهان الشيخ،دور النخبة الحاكمة في اعاة هيلة السياسة الخارجية دراسة للحالة الروسية(1985-1996)،رسالة دكتوراة،(جامعة القاهرة:كلية الاقتصاد والعلوم السياسية،2000).
رابعا:المواقع الالكترونية
- بلقنة القوقاز ،سلسلة احداث جارية،العدد الاول،حزب البعث العربي الاشتراكي،تشرين الثاني2008،انظر الرابط التالي:
http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?serial=222195&eid=35
- عادل عبد السلام،”خلفيات احداث القوقاز الحالية …ابعاد الازمة ومستقبل المنطقة”،نشر في 18 سبتمبر 2008،انظر الرابط التالي:
http://www.aljazeera.net/knowledgegate/opinions/2008/9/18
- عبد الستار قاسم ،”سياسة روسيا فيالمنطقة العربية الاسلامية”.
http://www.shebacss.com/docs/statu ss001-09.pdf
- فلاح علي،”روسيا قطب دولي جديد ستضع نهاية الي الابد لنظام القطب الواحد”.
http://lakkhbaaar.org/home/2011/11/1188266.html
- قيس العبيدي ،”الصراع الروسي الجورجي في اوسيتيا الجنوبية نظرة جيبولوتيكية”،نشر في 9 نوفمبر 2008،انظر الرابط التالي:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=152833
- محمد عباس ناجي،ايران والازمة السوية…خيارات صعبة وخطوات ضرورية”ز
http://www.doggruhaberarapca.com/makae/makale-1260.html
- محمود حمدي ،”قراءة في الموقف الامريكي تجاه الازمة السورية”،الاهرام المصري،انظر الرابط التالي:
http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?serial=1097996&eId=1875
- نورهان الشيخ،”العلاقات الروسية- الامريكية:تفاهات تكتيكية في اطار اتناقضات استرتيجية”،كراسات استرتيجيةلدخول13/2/2016
http:digital.ahram.org.eg/articles.aspx?serial=96382&eid=15388
ثانيا:المراجع باللغة الانجليزية
First:books:
1)AlexanderTarasov,Arms control in Russiatoday,Comparative Strategy,(Taylor and Francis:2000).
2)Antonenko.Oksana,Pinnik.Kathryn,Russia and the European Union:Prospects for a newRelationship,(Washington:TaylOr&Francis,2005).
3)Bellacqua. James,(The Future of China-RussiaRelations,USA:University Press of Kentucky,2012).
4)Charles W. Kegley ,Shannon L. Blanton, WorldPolitics: Trend and Transformation (, Wadsworth Publishing ,14 edition,2012).
5)Christopher Hill ,The changing politics of foreign politics, Palgrave Macmillan ( New York:first published ,2003).
6)Marshall I. Goldman,Petrostate: Putin,power, andthe new Russia ,( USA :Oxford University Press,2010).
7)Morton Kaplan, system and process in international politics,(New York:John Wiley and sons,1972).
8)Morton . A Kaplan ,System and process in international politics ,(New York,1957).
9)Noam Chomsky, World Orders Old and New(USA: Columbia University Press, Copy 3,2003).
10)sipri Year book(2010) the military expenditure.
Second:scientific periodicals
1)Allan Patience ,Imaging middle powers ,(Australian Journal of International affairs Vol.68,No.2,2014).
2)Azar Gat ,”The Return of Authoritarian Great Powers”,(Foreign Affairs,Vol.86,No.4 Jul.-Aug.,2007).
3)HannesAadomeit, Russia as a′great power′ in World Affairs: Imaggess and Reality, (Royal Institute of Internationall affairs Vol.71,No.1,Jan.,1995).
4)Iver B. Neumann, ” Russia as a great power”,(Journal of International Relations and Development Volume 11,Number2,2008).
5)J0seph S. Nye,the Changing nature of Wworld Power ,(Political Science Quartely, Vol . 105,No .2 Summer.1990).
6)KonstaninZamyatin, “The Education Reform in Russia and its Impact on Teaching of the Minority Languages :An Effect of Nation – Building?”,(Journal on Ethnopolitics and Minority Issues in EuropeVol 11,No1,2012).
7)Richard N. Haass,The age of Non polarity:What Will Follow U.S. Dominance,(Foreign Affairs,Vol.87,No.3,May- Jun,2008).
8)S . Neil Macfarlan ,”The′R′ in BRICs:is Russia an emerging power?”,(Royal Institute of international\Affairs,Vol.82,No.1,Jan,2006).