الدراسات البحثيةالمتخصصة

متطلبات إرساء دبلوماسية عربية موحدة في ظل حتمية إصلاح جامعة الدول العربية

اعداد الدكتور : عبد المومن بن صغير – أستاذ جامعي دائم

برتبة أستاذ محاضر بكلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة سعيدة (الجزائر)

  • بحث خاص في المجلة الدولية للعلوم السياسية الي تصدر عن “المركز الديمقراطي العربي”

ملخص المداخلة:

تسعى المنظمات الإقليمية عموما إلى تكريس إرادة الدول الأطراف في تحقيق أهداف مشتركة وتتمثل في تعزيز التعاون والاعتماد المتبادل المتكافئ ،كما تعمل على العيش مع بعضها البعض في إطار السلم والأمن الدوليين ومواجهة التهديدات الخارجية ،كما تهدف إلى تحقيق هدفها الأسمى وهو الوحدة والاندماج في كتلة واحدة.

وباعتبار جامعة الدول العربية هي إحدى هذه المنظمات الإقليمية، والتي هي امتداد لعمل واختصاص المنظمات الدولية،لها نفس أهداف المنظمات الإقليمية الأخرى ،حيث أنها جاءت من ولأجل توثيق الصلات بين الدول الأعضاء فيها،وصيانة استقلالها والتخلص من الهيمنة الاستعمارية،والعمل على منع نشوب النزاعات الداخلية وترقية العلاقات العربية –العربية من أجل تحقيق الوحدة العربية ،نظرا لما تمتلكه هذه الدول من مؤهلات وإمكانات التكامل الضرورية سواء منها : الجغرافية ،الاقتصادية، والاجتماعية ، أو التاريخية الحضارية.

ولعل ما يحقق ذلك الهدف الأسمى هو: توحيد العمل الدبلوماسي المشترك،في إطار الحفاظ على مصالح الدول العربية .

رغم مرور أكثر من نصف قرن على إنشاء جامعة الدول العربية ،وعلى الرغم من توافر كل هذه المؤهلات والإمكانات التي بإمكانها تعزيز تفعيل العمل المشترك في إطاره القومي،وعلى الرغم من طول التجربة  والخبرة التي عاشتها (الجامعة جامعة الدول العربية) في مختلف المجالات،إلا أنها ما زالت بعيدة كل البعد عن أداء الدور الذي أنشأت من أجله ،فهي ما فتئت تتعرض إلى النقد الشديد سواء من حيث آليات العمل ، ودرجة الالتزام، ونوعية وطبيعة إصدار القرارات،بالإضافة إلى أنها أخفقت في توحيد الصف العربي وتحقيق الوحدة المنشودة من قبل الشعوب العربية،وهذا من خلال الواقع الذي تعيشه ،وبقيت مشلولة وقاصرة عن مختلف القضايا المصيرية التي لها علاقة وطيدة مع الأمن القومي (لاسيما القضية الفلسطينية) ،وحتى رد العدوان على الدول الأعضاء مثل ما هو الشأن بالنسبة (لحالة العراق) وسورية في ظل التحولات التي يشهدها النظام الدولي الذي تطبعه العولمة وما ينجر عنها من إفرازات وانعكاسات سلبية على الدول النامية عامة والدول العربية خاصة.

ضف إلى ذلك ما تزايدت الخطورة والتحديات على كينونة النظام الإقليمي العربي من جراء الخلافات والنزاعات ومظاهر التجزئة وموجات التغير التي يشهدها حاليا العالم العربي.

ولعل من أهم السبل للخروج من هذا المأزق لا بد من إصلاح جامعة الدول العربية ميثاق وأجهزة ، وفي إطار هذا الإصلاح لا بد من إرساء دعائم لدبلوماسية عربية مشتركة تستلهمها من ميثاق جامعة الدول العربية بعد الإصلاح.

Summary

       Regional organizations generally seek to devote the will of States to achieve common goals and to promote cooperation and equal and mutual dependence, is also working to live with each other in the context of international peace and security and deal with external threats, and aims to achieve its ultimate goal is the unity and integration in a single block.

As the Arab League, is one of these regional organizations, which are an extension of the work and expertise of international organizations, have the same objectives and other regional organizations, where they came from and closer links between Member States, and maintaining independence and get rid of colonial rule, and work to prevent internal conflicts Upgrading to Arabic and Arab relations to achieve Arab unity because these countries have the necessary qualifications and potential for integration, both including: geographic, economic, social, cultural or historical.

Perhaps it is to achieve this ultimate goal: the unification of the joint diplomatic action in the context of preserving the interests of the Arab countries.

       Although more than half a century after the creation of the Arab League, and despite the availability of all these skills and abilities that can enhance the activation of a joint action in the national context, and despite the duration of the experience and expertise that has seen the University League of Arab States in various areas, but it is still far from the performance of the role that established for him, they were subjected to severe criticism as in terms of mechanisms of action and the level of commitment, quality and nature of issuing decisions, the more they have failed to unify Arab ranks and achieve the unity desired by the Arab peoples, and this in reality, and was left paralyzed and confined to a variety of crucial issues that have to do close to national security (especially the Palestinian issue), and even responded aggression Member States, as is the case (the case of Iraq) and Syria in light of the changes occurring in the international system that you print globalization and dragged by the secretions and negative consequences for the general developing countries, including Arab countries.

       Add to that the increased risk and challenges to the Arab regional system as a result of disputes and conflicts and manifestations of retail and waves of change that are currently underway in the Arab world.

Perhaps one of the most important ways to overcome this impasse must be the reform of the Charter and equipment of the Arab League, in a part of that reform is needed to lay the foundations for an animated Arab diplomatic common Charter of the Arab League after.

الكلمات  المفتاحية: الدبلوماسية العربية الموحدة-العمل الدبلوماسي المشترك-الربيع العربي –مشروع الشرق الأوسط –دبلوماسية الألفة-الدبلوماسية القومية

مقدمة:

     -تسعى المنظمات الإقليمية عموما إلى تكريس إرادة الدول الأطراف في تحقيق أهداف مشتركة وتتمثل في تعزيز التعاون والاعتماد المتبادل المتكافئ ،كما تعمل على العيش مع بعضها البعض في إطار السلم والأمن الدوليين ومواجهة التهديدات الخارجية ،كما تهدف إلى تحقيق هدفها الأسمى وهو الوحدة والاندماج في كتلة واحدة.

وباعتبار جامعة الدول العربية هي إحدى هذه المنظمات الإقليمية[1]، والتي هي امتداد لعمل واختصاص المنظمات الدولية،لها نفس أهداف المنظمات الإقليمية الأخرى ،حيث أنها جاءت من ولأجل توثيق الصلات بين الدول الأعضاء فيها،وصيانة استقلالها والتخلص من الهيمنة الاستعمارية،والعمل على منع نشوب النزاعات الداخلية وترقية العلاقات العربية –العربية من أجل تحقيق الوحدة العربية ،نظرا لما تمتلكه هذه الدول من مؤهلات وإمكانات التكامل الضرورية سواء منها : الجغرافية ،الاقتصادية، والاجتماعية ، أو التاريخية الحضارية[2].

ولعل ما يحقق ذلك الهدف الأسمى هو: توحيد العمل الدبلوماسي المشترك،في إطار الحفاظ على مصالح الدول العربية .

رغم مرور أكثر من نصف قرن على إنشاء جامعة الدول العربية ،وعلى الرغم من توافر كل هذه المؤهلات والإمكانات التي بإمكانها تعزيز تفعيل العمل المشترك في إطاره القومي،وعلى الرغم من طول التجربة  والخبرة التي عاشتها الجامعة جامعة الدول العربية في مختلف المجالات،إلا أنها ما زالت بعيدة كل البعد عن أداء الدور الذي أنشأت من أجله ،فهي ما فتئت تتعرض إلى النقد الشديد سواء من حيث آليات العمل ، ودرجة الالتزام، ونوعية وطبيعة إصدار القرارات،بالإضافة إلى أنها أخفقت في توحيد الصف العربي وتحقيق الوحدة المنشودة من قبل الشعوب العربية،وهذا من خلال الواقع الذي تعيشه ،وبقيت مشلولة وقاصرة عن مختلف القضايا المصيرية التي لها علاقة وطيدة مع الأمن القومي (لاسيما القضية الفلسطينية) ،وحتى رد العدوان على الدول الأعضاء مثل ما هو الشأن بالنسبة (لحالة العراق) وسورية في ظل التحولات التي يشهدها النظام الدولي الذي تطبعه العولمة وما ينجر عنها من إفرازات وانعكاسات سلبية على الدول النامية عامة والدول العربية خاصة.

ضف إلى ذلك ما تزايدت الخطورة والتحديات على كينونة النظام الإقليمي العربي من جراء الخلافات والنزاعات ومظاهر التجزئة وموجات التغير التي يشهدها حاليا العالم العربي.

تحديد إشكالية البحث :

لعل من أهم السبل للخروج من ما ألت إليه وضعية العالم العربي في الوقت الراهن، لا بد من إصلاح جامعة الدول العربية ميثاق وأجهزة ، وفي إطار هذا الإصلاح لا بد من إرساء دعائم لدبلوماسية عربية مشتركة تستلهمها من ميثاق جامعة الدول العربية بعد الإصلاح .وعلى هذا الأساس يمكن طرح إشكالية رئيسية للورقة البحثية وتجلى فيما يلي:

ما هي متطلبات إرساء دبلوماسية عربية موحدة ومشتركة في ظل حتمية إصلاح جامعة الدول العربية ؟

وتندرج ضمن هذه الإشكالية الرئيسية ، التساؤلات الفرعية التالية:

  • *-ما هو مفهوم العمل الدبلوماسي المشترك؟ وما هي مجالات استخدامه؟
  • *-ما هي العراقيل التي تقف حجر عثرة  ولا زالت تحول دون تحقيق جامعة الدول العربية للعمل الدبلوماسي المشترك؟
  • *-ما هي التحديات المستقبلية لجامعة الدول العربية في تفعيل الدبلوماسية العربية الموحدة والمشتركة تتماشى وخدمة مصالح الشعوب العربية ؟

للإجابة على هذه الإشكالية الرئيسية والتساؤلات الفرعية، انتهجت الخطة التالية:

  • المحور الأول: مفهوم العمل الدبلوماسي المشترك ومجالات استخدامه  في إطار جامعة الدول العربية
  • المحور الثاني: العراقيل التي حالت دون تحقيق جامعة الدول العربية للعمل الدبلوماسي المشترك
  • المحور الثالث: جامعة الدول العربية وتوحيد العمل الدبلوماسي (متطلبات إرساء دبلوماسية عربية موحدة).
  • المحور الرابع: التحديات المستقبلية لجامعة الدول العربية في تفعيل الدبلوماسية العربية

خاتمة.

المحور الأول: مفهوم العمل الدبلوماسي المشترك ومجالات استخدامه  في إطار جامعة الدول العربية

يعتبر العمل العربي المشترك هو ذلك النشاط الذي تقوم به مجموعة من الدول العربية الأعضاء في منظمات إقليمية،مثل جامعة الدول العربية،وذلك في مختلف المجالات والميادين، سواء تعلق الأمر بالعمل السياسي ،أو بالعمل الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي ،انطلاقا من الاهتمامات المشتركة.

01-مفهوم العمل العربي الديبلومماسي المشترك:

يقصد بالعمل المشترك العربي هو ذلك العمل الذي يتجاوز عمل الدولة وحدها إلى المساهمة من قبل عدة دول تجمعها صفة العضوية داخل منظمة إقليمية ،ويشتركون في أسس قومية ،وتسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف والالتزام بالمبادئ التي ترتكز عليها المنظمة الإقليمية ،انطلاقا من واقع قائم،،وسعيا إلى تحقيق أهداف محددة،أنية،أو مرحلية،أو إستراتيجية ،تصب جميعها في أفق تغيير ذلك الواقع تغيرا جزئيا أو كليا .

وكما هو معلوم أن المجتمع الدولي انتقل من الدبلوماسية التقليدية إلى الدبلوماسية الحديثة ويندرج ضمن هذا النوع من الدبلوماسية المعاصرة دبلوماسية المنظمات ،التي أصبحت تكتسي أهمية كبيرة في النظام الدولي ، وهي التي أصبح يتخذ فيها القرارات شاملة وتهم جميع الدول الأعضاء في المنظمة.

ودبلوماسية جامعة الدول العربية هي من قبيل هذا النوع من الدبلوماسية الحديثة (دبلوماسية المنظمات الإقليمية).

وبالرجوع إلى ميثاق جامعة الدول العربية،نجده نص على موضوع العمل العربي المشترك الذي يقتضي توثيق الصلات بين الدول الأعضاء وتنسيق خططها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية .(وهذا ما نص عليه ميثاق جامعة الدول العربية) .

02-مجالات استخدام العمل العربي المشترك في إطار جامعة الدول العربية:

يتألف ميثاق جامعة الدول العربية من عشرين مادة ،تتعلق بأغراض الجامعة ،وأجهزتها ، والعلاقات فيما بين الدول الأعضاء ،وغير  ذلك من الشؤون ،ويتصف الميثاق بالشمولية والتنوع الواسع في تحديد مجالات العمل العربي المشترك،ويفتح الباب أمام الدول الراغبة فيما بينها ،في تعاون أوثق وروابط أقوى ،مما نص عليه الميثاق ،أن تعقد بينها من الاتفاقات ما تشاء لتحقيق هذه الأغراض .

ورغم أن ميثاق جامعة الدول العربية لم يشر صراحة إلى العمل الدبلوماسي العربي المشترك،إلا أن يستشف من خلال قراءة مواد ميثاق الجامعة بأن العمل الدبلوماسي المشترك يندرج ضمن العمل العربي المشترك .

ولقد نصت المادة الثانية من ميثاق[3] جامعة الدول العربية على أنه : (الغرض من الجامعة توثيق الصلات بين الدول المشتركة فيها ،وتنسيق خططها السياسية ،تحقيقا للتعاون بينها وصيانة لاستقلالها وسيادتها ،والنظر بصفة عامة في شؤون البلاد العربية ومصالحها،وكذلك من أغراضها تعاون الدول المشتركة فيها تعاونا وثيقا بحسب نظم كل دولة منها وأحوالها في الشؤون التالية:

  • 01-الشؤون الاقتصادية والمالية ،ويدخل في ذلك التبادل التجاري والجمارك،والعملة ،وأمور الزراعة والصناعة.
  • 02-شؤون المواصلات ،ويدخل في ذلك السكك الحديدية ،والطرق والطيران ، والملاحة والبرق والبريد.
  • 03-شئون الثقافة .
  • 04-شؤون الجنسية ،والجوازات والتأشيرات ، وتنفيذ الأحكام وتسليم المجرمين.
  • 05-الشؤون الاجتماعية .
  • 06-الشؤون الصحية .

وقد تم الإشارة إلى العمل العربي المشترك في قمة تونس 2004 ،وأكد القادة العرب فيها تمسكهم بالإصلاح باعتمادهم “وثيقة الإصلاح” وبالعمل العربي المشترك باعتماد ” وثيقة العهد والوفاق” التي قدمتها السعودية ،واعلان تونس كما اتفقوا على إدخال تعديلات على ميثاق الجامعة العربية للمرة الأولى منذ عام 1945.

المحور الثاني: العراقيل التي حالت دون تحقيق جامعة الدول العربية للعمل الدبلوماسي المشترك

إن الحرص على جامعة الدول العربية،والإيمان بقدرتها على تطوير العمل العربية المشترك ، وخاصة الدبلوماسي منه، والارتقاء به يقتضي كشف جوانب القصور لمعالجتها وتشخيص مواطن الضعف لتلافيها والوقوف على مبررات إصلاح[4] جامعة الدول العربية حاليي في ضوء الأحداث المتلاحقة في الساحة الدولية ،وأيضا الأحداث الداخلية لبعض الدول العربية التي باتت تشكل أنظمتها وإدارة شؤونها السياسية إحدى التهديدات الخطيرة الموجهة لاستقرار هذه الدول ،واختلال الأمن الاستراتيجي العربي .

إن البحث عن أسباب الإخفاق يبقى ذا أهمية على المستويين : الداخلي المتمثل في مدى تأثير البيئة الداخلية لجامعة الدول العربية في تفعيل العمل الدبلوماسي المشترك .

والمستوى الخارجي ، والذي يتجلى في دور الأطراف الخارجية في عرقلة مسار العمل الدبلوماسي العربي المشترك (دولة إسرائيل[5] نموذجا). هذا من جهة ومن جهة أخرى يمكن أن يتعدى أسباب هذا الإخفاق إلى الجانب النظري والعملي.

*-فمن الناحية النظرية: يبدو أن ميثاق جامعة الدول العربية في صياغته الحالية عاجز عن تحقيق الأهداف المرجوة (قصور ميثاق جامعة الدول العربية).

*-ومن الناحية العملية: فإن أجهزة الجامعة تفتقد إلى الفعالية المطلوبة .

ومن بين أهم العراقيل التي تعترض جامعة الدول العربية عن أداء مهامها وخاصة المتمثلة في توحيد العمل العربي الدبلوماسي نذكر:

أولا:-ابتعاد الجامعة عن التطلعات الوحدوية:

على الرغم من أن جامعة الدول العربية هي  من أقدم المنظمات الإقليمية نشأة[6] ،حيث تزامن قيامها مع نهاية الحرب العالمية الثانية فكان تأسيسها على يد بعض الدول المستقلة آنذاك،والى غاية اليوم  رغم مرور أكثر من نصف قرن عن إنشائها،إلا أنها ابتعدت عن الطموح العربي (تحقيق نوع من الوحدة بين الدول العربية،خاصة فيما يتعلق بالعمل الدبلوماسي العربي المشترك).

وكما هو مسلم به ،ليس بإمكانها الارتقاء إلى مرتبة التجسيد الفعلي إلا عندما تتمكن القيادة السياسية في كل دولة عربية من تجسيد التطلعات الشعبية والتفاعل معها والتصرف على أساسها،ويمكن تجسيد العمل الدبلوماسي العربي الموحد والمشترك من خلال التطلع على الأوضاع الآتية[7]:

أ-إن قيام منظمة دولية إقليمية قادرة على تحقيق التضامن والتلاحم والانصهار بين أعضائها  الارتفاع عن العنعنات والترفع وتغليب المصلحة القومية على الأهواء الشخصية وبمدى إيمانها بأهمية الجامعة والدور الذي ينبغي أن تلعبه.

وإذا كان نجاح كل منظمة مرهون بنجاح الأنظمة في دولها ،فإن نجاح هذه الأنظمة يوم على مدى التزامها بالمصلحة القومية،فهناك مصالح مشتركة تقوم على الدفاع عن مقتضيات الأمن القومي العربي،وهذه الأخيرة تستدعي وجود عمل دبلوماسي عربي موحد ومشترك، والذي هو بدوره يحتاج متطلبات إرسائه ،بالإضافة إلى توفير الحد الأدنى من الحرية الشرعية لشعوبها، والتنازل عن جزء من سيادتها.

ب-إن الكيانات السياسية العربية ،التي نشأت بتدبير أجنبي،وبحدود مصطنعة أصبحت حريصة على سيادتها واستقلالها،حتى كاد البحث في إمكان تحويل الجامعة إلى مشروع لاتحاد العربي،أو في إمكان التخلص من أفات النزعة المحدودة لكل دولة عربية أن يصبح أمرا متعذرا،ولهذا كل المشاريع الرامية إلى تطوير عمل الجامعة أو إصلاحها سيصطدم بعراقيل وعقبات يصعب التغلب عليها.

ج-إن جامعة الدول العربية بحكم الظروف التاريخية،والأوضاع الجغرافية والتغيرات السياسية والاقتصادية والروابط القومية والثقافية ،هي منظمة ذات طبيعة مزدوجة،إنها إقليمية لأنها تظم دول متجاورة تنتشر فوق إقليم معين ،وهي قومية لأنها تظم دول تنتمي إلى قومية واحدة وتراث واحد ومصير مشترك،وبالتالي سبب الأزمة التي تعانيها الجامعة يكمن في الصراع بين هذين الجانبين (الإقليمية- القومية).

د-إن محاولة بعض الحكم على الجامعة العربية، أو التعرف إلى مدى التزامها ببعض القيم او المعايير من خلال المقارنة بينها وبين بعض المنظمات الدولية الإقليمية وعبر مطالبتها بالاقتداء بالتجربة الأوروبية(الاتحاد الأوروبي مثلا) ،هذا الأخير يمتاز بقوة الدبلوماسية الأوروبية الموحدة والمشتركة من خلال مقدرته على قوة التفاوض مثل ما حدث لبعض الدول العربية حينما دخلت في شراكة معه ،لذلك أية محاولة للمقارنة بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي هي محاولة فاشلة ، وذلك لعدة أسباب نوردها فيما يلي :

  • *-لأن الجامعة تتميز بانتماء قومي ،وتراث حضري مشترك ومصالح اقتصادية ومصيرية مترابطة لا وجود لها،متجمعة في أية منظمة دولية إقليمية أخرى.
  • *-لأنها تتعرض لخطر صهيوني استعماري استيطاني عنصري توسعي يهدف إلى اقتلاع شعب وتغيير هوية أمة عريقة.
  • *-لانها سبقت في الولادة والوجود المنظمات الإقليمية الكبرى.
  • *-لان التعاون القومي خارج الأطر الفيدرالية أو الكونفديرالية كان نادرا.
  • *-لأن التجارب التنظيمية والمؤسساتية في حقل التعاون العربي كانت ولا تزال معدومة ،فالاتحاد الأوروبي مثلا يبني هوية من خلال المؤسسات الأوروبية، أما جامعة الدول العربية فلديها هوية، ولكنها بحاجة إلى مؤسسات.

ه-إن جامعة الدول العربية بوضعها الراهن،لم تعد صالحة أو مؤهلة لتحقيق طموحات الدول العربية لتحقيق الوحدة والتكامل العربي في جميع المجالات،والسبب الجوهري في ذلك هو تعرض الجامعة منذ تأسيسها لسلسلة طويلة من الضعف ومظاهر العجز، و يكفينا الاستشهاد بأربعة منها على الصعيد السياسي:

  • – المثل الأول هو الأزمات و الخلافات العربية التي لا تهدأ، و عجز الجامعة على إيجاد الحلول لها. فالحروب العربية الأهلية لا تتوقف. و الصراع العربي مع الدول المجاورة قائم على قدم و ساق[8].
  • -و المثل الثاني هو افتقاد الزعامة القيادية. و هذا الافتقاد هو أحد الأسباب الرئيسية للمعاناة

و التشتت و الضياع في الوطن العربي و في الجامعة العربية. و قد حاول أكثر من قطر عربي، اختلاس هذه الزعامة أو الاستيلاء عليها، فلم يوفق.

  • و المثل الثالث هو استمرار التصادم بين بعض الثنائيات على صعيد التعامل و السلوك في الجامعة العربية.
  • – و المثل الرابع هو الصمت الرهيب الذي تلتزمه الجامعة إزاء الأحداث و التطورات الكبرى على الساحة العربية. وإذا أتيح لها الإفصاح فبكلمات عامة أو غامضة و لا تؤثر.(كموقف العرب اتجاه العدوان الصهيوني في فلسطين).

ثانيا:-  مدى تأثير البيئة الداخلية لدول الجامعة العربية على زعزعة تجسيد العمل الدبلوماسي العربي المشترك :

تعتبر العوامل الداخلية للدول العربية إحدى العوامل المؤثرة[9] في تجسيد وتفعيل فكرة العمل الدبلوماسي العربي المشترك،ويظهر ذلك جليا من خلال الأوضاع العربية التي لازالت تعاني من حالة التفكك والضعف العربي نتيجة الخلافات العربية –العربية،وسعي بعض الدول العربية للمنافسة على موقع الصدارة، وأخذ الدور الريادي والمحوري على صعيد العمل العربي المشترك،بدل الالتفاف حول مدى توحيد الجهود والتنسيق فيما بين الدبلوماسيات لكل دولة عربية في إطار توحيد الرؤى والأبعاد الإستراتيجية للدبلوماسية العربية المشتركة .

وذلك من أجل التأثير في قرارات الصادرة من الجامعة تجاه أي أزمة عربية، بالإضافة إلى التكتلات العربية الأجنبية التي ما فتئت تأثر سلبا على العمل الدبلوماسي المشترك،وسياسة الأحلاف التي انتهجتها الدول العربية في بناء علاقات على حساب العمل العربي المشترك ، مما أدى إلى إتباع سياسية حيادية أحيانا،وكذا اتخاذ قرارات فردية اتجاه قضايا عربية،تتناسب مع وجهات النظر الأجنبية تبعا للمصالح المشتركة.

وهناك نماذج مختلفة من البيئة العربية الداخلية والتي أثرت على أداء ومواقف الدبلوماسية العربية تجاه الأحداث الراهنة وعلى رأسها مجلس التعاون الخليجي ،ففي ظل غياب العديد من الفاعلين على الساحة العربية، كمصر والعراق وسوريا أدت الاحتجاجات الشعبية في دول الربيع العربي إلى زيادة شعور دول الخليج بأن أمن المنطقة قد بات مهددا أكثر من ذي قبل،خاصة بعد اندلاع اضطرابات البحرين التي أدت إلى دخول قوات درع الجزيرة إليها،ووصول لاحتجاجات الشعبية إلى اليمن ،أي إلى الحدود الجنوبية الغربية للمملكة العربية السعودية ،مما جعل الدول الخليجية حساسة اتجاه التغيرات العميقة المحيطة وموقفها كان متأججا ومتناقضا من الاحتجاجات الشعبية في دول الربيع العربي،فكان حياديا في تونس ومصر،أما في ليبيا بدا الأمر مختلفا فقد تدخلت قطر والسعودية الثوار ضد النظام الليبي ،والطلب المتكرر من المجتمع الدولي ومجلس الأمن للتدخل العسكري لحسم الأمور لصالح الثوار،أما في البحرين فقد اعتبرت الأمر شأنا داخليا مما دفعها إلى إرسال قوات درع الجزيرة لاحتواء الأزمة .

وقد أثرت كل هذه الظروف على جعل مواقف الدول العربية الأخرى تتسم بالتردد حول المسار الذي يجب أن تتبعه في دعم الاحتجاجات[10] في هذه الدولة أو تلك، حيث قادت دولة قطر الدعوة للتدخل الدولي لإنهاء حكم القذافي عندما بدأت تلك الاحتجاجات الشعبية في ليبيا،،لكن بوصول الثورة إلى البحرين،قادت المملكة العربية السعودية توجها خاصا بدول مجلس التعاون الخليجي وبعيدا عن السماح لجامعة الدول العربية للتدخل ،وخاصة من قبل إصرار كل من السعودية وقطر والإمارات والبحرين،وقد بررت ذلك بأنه لا يسمج للجامعة بالتدخل في تلك المنطقة،لأن الأمر لا يعدو أن يكون سوى شأنا داخليا خاصا،وتدخل مجلس التعاون الخليجي لدعم الحكومة الملكية البحرينية وتم تبرير التدخل في إطار التضامن السني ضد التخريب الشيعي.

ثالثا:-دور الأطراف الخارجية الأجنبية في عرقلة مسار العمل الدبلوماسي العربي المشترك :

تتجلى أهم الأطراف الخارجية الأجنبية والتي باتت تشكل هاجسا لدى جامعة الدول العربية عامة،وتجسيد العمل الدبلوماسي العربي المشترك خاصة،نذكر من أهمها: دولة إسرائيل،السياسة الإيرانية والتركية .

أ-إسرائيل والصراع العربي المستمر :

يعتبر الصراع العربي الإسرائيلي من أكثر الصراعات التاريخية الممتدة ،أي التي تزيد عن خمسين عاما المتواصلة ،وبالطبع تمتد جذور ومصادر الصراع إلى أواخر القرن التاسع عشر ،وحتى قيام الكيان الصهيوني في فلسطين عام 1948 ،ويتميز الصراع العربي الإسرائيلي عن غيره من الصراعات بأنه يشمل مختلف الجوانب الإستراتيجية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية وغيرها،

وتكاد إسرائيل تكون من الدول المنفردة في العالم والتي تصر على إعادة الهيكلة التامة للنظام الإقليمي الرئيسي وللنظم الإقليمية الفرعية المحيطة بها،فهي تزعم أن هناك ضرورة قصوى لتفجير وإزالة النظام الإقليمي العربي ،بل ولتفتيت الكيان القومي العربي .

ورغم التسويات السياسية التي تمت حتى الآن بين إسرائيل من جهة وكل من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية تعتبر تسويات ملغومة ومتوترة وتتضمن في داخلها مصادر لعودة الصراع أكثر من مصادر الخاصة بالتسوية الدائمة والشاملة والمستقرة .

يظهر الصراع العربي الإسرائيلي المستمر من خلال المظاهر التالية:

  • -المحاولات الإسرائيلية المستمرة لمضاعفة الانقسام العربي:وذلك بالتحديد المسبق للدول التي ستتفاوض معها إسرائيل .
  • -ارتباط المشاريع الصهيونية بالمصالح العربية ارتباطا مباشرا .
  • -تعدد أشكال وأنواع الصراع العربي الإسرائيلي[11] من : صراع عسكري،النووي ،الاقتصادي المائي،الاستيطان الإسرائيلي ،الثقافي ، الديني.

-تصدير[12] مشروع الشرق الأوسطي إلى الوطن العربي،وهذا المشروع يعتبر أكبر التحديات الراهنة على الإطلاق التي تواجهها جامعة الدول العربية ،ورغم كل المناورات ومحاولات التمويه والتأثير والترويج وإخفاء أهدافه المتسترة ،وعقد العديد من المؤتمرات ، واستخدام وسائل الإعلام الجد متطورة ،إلا أنه لم تستطيع أن تخفي حقيقة الدوافع الكامنة وراء هذا المشروع الضخم والتي كان من ورائه الحلف الأمريكي الصهيوني .

ولعل كم الوثائق والأبحاث والدراسات التي قدمت في الندوة التي أقامتها اللجنة المصرية لمقاومة التطييع سنة 1996 تحت عنوان 🙁الشرق أوسطية مخطط أمريكي صهيوني).

وقد برهنت خلالها على نحو قاطع وبما لا يدع مجالا للشك أن ذالك المشروع كما وصفه الدكتور إبراهيم سعد الدين 🙁أن مشروع الشرق الأوسطي الأمريكي الصهيوني هو مشروع للإخضاع).

في حين وصفه الدكتور محمود عبد الفضيل بأنه(المشروع الشرق الأوسطي صياغة إسرائيلية بدعم أمريكي بهدف بناء ما أسماه شيمون بيريز الشرق الأوسط الجديد الذي تلعب فيه إسرائيل دورا رئيسيا قياديا وتكون بمثابة الوسيط والوكيل المعتمد بين المراكز الرأسمالية المتقدة في الغرب).

ب-السياسات الإيرانية التركية و موقفها من الربيع العربي ومدى تأثيرها على الدبلوماسية العربية:

هناك قوى إقليمية تسعى دائما إلى تشكيل الشرق الأوسط بعيدا عن أي دعم خارجي،وهو ما يتضح جليا من خلال السياسات الإيرانية- التركية ويفتح أفاقا جديدة للتعامل وفق رؤى سياسية ممنهجة تهدف للسيطرة على المنطقة العربية،ومن ثمة تقزيم دور جامعة الدول العربية، وذلك بجعل دورها هامشي .

وقد لعبت السياسة الإيرانية-الأمريكية دور مركزي في مختلف القضايا المتعلقة بالمنطقة .

وكمثال على ذلك ، فالصراع الإيراني –الإماراتي قلل من فرص التلاحم العربي ، للسعي الحثيث للتأثير في المنطقة العربية بشكل محوري،فالموقف الإيراني تجاه الاحتجاجات الشعبية كان متناقض ،وفقا للمصالح المشتركة ، والعلاقات الدبلوماسية بين إيران وكافة بلدان الثورات ،خلاف للموقف الإيراني تجاه الاحتجاجات الشعبيبة في كل من :البحرين وسوريا ،والذي جاء مختلفا تمام مؤيد للأولى بسبب مطالب سكان الشيعة ،وذلك ورافض للثانية ،بسبب المحافظة على الحليف الإستراتيجي السوري في المنطقة .

أما موقف تركيا[13] من تجاه الثورات متناقضة،مثل الحالتين الليبية والسورية،بسبب حفاظها على مصالحها الاقتصادية بالمنطقة ،بالإضافة للارتباك الواضح في السياسة الخارجية التركية تجاه الثورات في مصر ،واليمن وليبيا وسوريا،وستستمر في سياستها الخارجية،تجاه المنطقة العربية بشكل قوي،وستحاول جاهدة أخذ دور محوري على حساب جامعة الدبلوماسية العربية،واستضافتها لمؤتمرات المجلس الانتقالي السوري خير دليل على ذلك، لذلك دعت تركيا الحكومات العربية إلى القيام بإصلاحات ،وأعلنت وقوفها بوضوح نسبيا إلى جانب المحتجين،إدراكا منها أن الأنظمة العربية القديمة باتت على مشارف السقوط،وستستمر في أخذ المواقف تجاه القضية الفلسطينية لكسب تأييد الشارع العربي،والوقوف في وجه إسرائيل بالمنطقة.

انطلاقا مما سبق ذكره،يمكن القول بأن الدول الأجنبية دائما تسعى بصورة مستمرة لإحباط كل محاولة جادة لأي توجه عربي يهدف لتعزيز التعاون العربي المشترك ،لأن هذه الدول تعتقد أن أي تعاون عربي قائم على أسس يؤدي لحدوث أضرار سلبية في المصالح الحيوية للقوى الخارجية،فالدول الأجنبية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية،وروسيا الاتحادية والاتحاد الأوروبي ليس من مصلحتهم وجود دبلوماسية عربية موحدة ،لذلك فهي تسعى للهيمنة على المنطقة العربية بشتى الوسائل والطرق ،على الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تهيمن على النظام الدولي الراهن في الجانب الاستراتيجي والسياسي والاقتصادي، وخاصة بعد انتهاء الحرب الباردة،وانهيار الاتحاد السوفياتي،وترى أن أي توجه عربي مشترك لتعزيز التعاون العربي ،وخاصة الدبلوماسية العربية الموحدة سيؤثر لا محال سلبا على نفوذها ومصالحها في المنطقة العربية،فهي تحبذ التعامل مع الدول العربية بشكل فردي وانتقالي لا جماعي متناسق ،بهدف إخضاع هذه الدول للنفوذ الأجنبي ،وإضعاف الإرادة السياسية العربية.

رابعا:-مدى تأثير تداعيات الربيع العربي على جامعة الدول العربية ومسألة توحيد الدبلوماسية العربية:

         يظهر تأثير تداعيات الربيع العربي على جامعة الدول العربية ومسألة توحيد الدبلوماسية العربية من خلال النقاط التالية:

01-التوجه الحديث لبعض التكتلات الإقليمية نحو بعث تجسيد فكرة التكامل العربي وتوحيد العمل  العربي المشترك من خلال تولد شعور لدى شعوب الدول العربية التي حدثت فيها الثورات مثل ما هو الشأن بالنسبة لتونس ،من إمكانية الإقرار بضعف جامعة الدول العربية،وإحداث بدائل مؤسساتية إقليمية أو بالأحرى التكتلات الإقليمية مثل الاتحاد ألمغاربي، ومجلس التعاون الخليجي .

*-فبنسبة للاتحاد ألمغاربي ،مع حدوث الربيع العربي مباشرة، عرفت منطقة المغرب العربي تحركات مكثفة توحي بوجود رغبة حقيقية في بعث الروح وضخ دماء جديدة في الاتحاد ألمغاربي ،وإعادته إلى  الواجهة من جديد بعد غياب دام سنوات بسبب فتور العلاقات الثنائية بين الدول الموقعة على اتفاقية مراكش لسنة 1989 ، وقد شكلت تداعيات الربيع العربي إلى إحياء الضمير بين دول المغرب العربي ،وبذلك أعلن المغرب الأقصى عن رغبته في تفعيل الاتحاد وفتح الحدود مع الجزائر ، كما أعلنت الجزائر أيضا عن مدى رغبتها في إعادة تفعيل الاتحاد ،وكنتيجة لذلك فقد أفرزت تداعيات الربيع العربي نوعا من الإرادة السياسية لقادة دول المنطقة ومدى وعيها بالتحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية .

من خلال ما سبق ذكره، حول النقطة السابقة بالذات،أن سعي الدول المغاربية إلى إحياء من جديد الاتحاد المغاربي كتكتل إقليمي، هو في حقيقة الأمر توجيه صفعة لجامعة الدول العربية ، وتأكيد فشلها الذريع نحو احتواء مصالح الدول العربية والدفاع عنها.

*-بالنسبة لمجلس التعاون الخليجي: لقد انعكست تداعيات الربيع العربي على تفاعلات دول المجلس وخياراته في علاقاته مع القوى الإقليمية والدولية، والتي تأثرت مصالحها هي الأخرى كثيرا بفعل هذه الثورات[14] وتداعياتها ،كذلك تفاعل المجلس ودوله مع هذه التداعيات خوفا من حدوث الثورات مماثلة في ظل سكوت جامعة الدول العربية.

وكان من نتيجة ذلك أن تم إعطاء قدر أكبر من الاهتمام لمشروع مجلس التعاون الخليجي وضرورة تطويره أكثر فأكثر،والبحث عن حلفاء أو شركاء جدد ضمن إعادة ترسيم خرائط التحالفات وأن يكون لها دور أساسي في توحيد العمل العربي المشترك ومن ثمة توحيد دبلوماسية عربية مشتركة تكون قادرة على الدفاع بصرامة وجدية عن مصالح الأمة العربية.

ولذلك نجد أن تداعيات الربيع العربي على مستوى فعالية مجلس التعاون الخليجي قد أحدثت بالفعل مجموعة من التطورات على صعيد العلاقات التعاونية (العلاقات الثنائية) بتدافع المجلس لمعالجة الأزمة في البحرين ،والدعم الكامل لها،وأما على مستوى التفاعلات الجماعية انعكست على فعالية أداء الوظائف ،فكان التصدي الأمني والعسكري للأزمة في البحرين والحرص على احتواء الأزمة في عمان عن طريق تقديم معونات مالية سخية،كما تم الاتجاه نحو توسيع عضوية مجلس التعاون الخليجي يظم كل من الأردن،والمغرب في محاولة لتأسيس منظومة توازن قوى إقليمية عربية جديدة (بين المشرق والمغرب).

02- أثر قيام منظمات وتكتلات إقليمية أخرى على مسيرة التعاون العربي المشترك :

      منذ نشوء منظمات إقليمية عربية أخرى (مجلس التعاون الخليجي سنة 1981، الاتحاد المغاربي سنة 1989، ودول إعلان دمشق سنة 1991،والجدل قائما ويثور حول مدى تأثير هذه المنظمات سلبا وإيجابا على أداء الجامعة العربية عامة، والعمل العربي  المشترك ،خاصة، وعلى وجه التحديد العمل الدبلوماسي المشترك.

وقد اختلفت وتباينت الآراء في هذا وتفرقت على اتجاهات ثلاثة[15]:

*-الاتجاه الأول: ويرى أن الترابط بين هذه الأقطار من شأنه أن يسهل إقامة الوحدة العربية الكبرى التي ستكون حينذاك بين عدد أقل من الوحدات،وبالتالي فإن هذه التجمعات الفرعية خطوة نحو الهدف الكبير.

*-الاتجاه الثاني :والرافض مطلقا لهذه التجمعات ،ويرى أنها تحمل مخاطر توسيع نطاق التفتت ومدخلا لترسيخ الانقسام والعزلة وتقسيم الوطن العربي إلى نواة مغلقة.

الاتجاه الثالث: وسط لا يرى إمكانية إلغاء القومي ما هو محلي،وأنه يجب تقبل الفكرة مع وضع ضوابط لها لكي تكون هذه التجمعات وحدات محلية مندمجة تؤدي إلى الوحدة لا أن تكون عقبات في سبيلها[16].

 ومهما يكن ودون الاعتماد على هذه الاتجاهات وتباين تفسيراتها،فإننا سنطرح الأسئلة التالية:

  • *-هل أفادت العمل العربي المشترك بما فيه العمل الدبلوماسي العربي المشترك؟ .
  • *-هل دعمت الجامعة العربية أم أضعفتها ؟
  • *-هل استطاعت تقريب المسافة نحو تحقيق الوحدة العربية أم العكس؟

بالرجوع إلى ما هو معروف عن هذه المنظمات والتكتلات العربية الإقليمية،وما هو مجسد في نطاق العلاقات الدولية يمكن أن نشير إلى أنه يعاب عليها من عدة نواحي نذكر أهمها[17]:

*-إن لم تكن هذه المنظمات الإقليمية العربية قد أضرت بالفعل بالعمل العربي المشترك عامة ،وبالعمل الدبلوماسي العربي المشترك على وجه الخصوص فإنها بالقطع لم تفده أو تنفعه على أي نحو.

*-أنها كذلك بالقطع لم تدعم جامعة الدول العربية ،بل في بعض الحالات كانت سببا في تعطيل مسارها نحو العمل الدبلوماسي العربي المشترك،فالوضع الحالي للجامعة أضعف مما كانت عليه في أي وقت مضى…وقد لا تكون هذه المنظمات الإقليمية العربية مسئولة مسؤولية مباشرة عن هذا الضعف ،إلا أنه لا يمكن أن نقر باستبعاد أنها كانت أحد أسباب الضعف.

*-أن هدف الوحدة لم يكن في يوم من الأيام أبعد منالا مما هو عليه الآن.

وسواء كانت هذه التجمعات مسؤولة عن هذا كله أم لا…فإنها بالنسبة للجامعة العربية والعمل العربي المشترك لم تحقق أيا من الانجازات أو الأهداف القومية التي عنيت بإبرازها والتأكيد عليها في وثائق تأسيس كل منها .

غير انه بالنظر لنشاطات هذه المنظمات الإقليمية العربية الفرعية ،وبالاستشهاد لما هو في الواقع نجد أن هذه المنظمات كانت تحبذ وتميل دائما لأن تكون نشاطاتها بمنأى عن الجامعة العربية ،كما كان كل نظام من الأنظمة الإقليمية يتم نشاطه بمعزل عن التنسيق مع أجهزة الجامعة.

 ومن مظاهر أهم سلوك وممارسات هذه المنظمات التي كانت تتم بمعزل عن جامعة الدول العربية نذكر منها :

  • *-عدم حرص أي منها (عدا دول إعلان دمشق) على إشراك الجامعة في اجتماعاتها أو على الأقل إخطارها على نحو منظم بنشاطاتها .
  • *-تغليب الاعتبارات الذاتية على الاعتبارات القومية .
  • *-أنه ينطبق عليها صفة الأندية المغلقة على أعضائها.
  • *-غلبة طابع الاستعلاء والاعتزاز بالثروة (دول مجلس التعاون الخليجي) في تعامله مع الدول والأقطار العربية الأخرى.

خامسا:-ضعف النظام العربي الإقليمي وأثره المباشر على تشتيت العمل الدبلوماسي العربي المشترك:

يمكن إرجاع أسباب[18] ضعف النظام الإقليمي العربي بسبب غياب الاتفاق والتضامن بين الدول العربية وكثرة الخلافات السياسية ، وعموما يمكن إجمال أهم مظاهر ضعف النظام الأمني الإقليمي العربي[19]:

أ-انعدام توافق العربي على مستوى مجلس جامعة الدول العربية بشكل أساسي من خلال مناقشة القضايا والتصويت على القرارات التي تصدر عنه ، وعدم القدرة على تنفيذها ، بالإضافة إلى وجود تكتلات داخل مؤسسات جامعة الدول العربية التي نجم عنها عدم توافق في الآراء لدرجة إصدار القرارات دون إلزامية ، أو في شكل بيان ختامي أو توصيات مؤجلة في معظم الحالات.

ب- اتسمت العلاقات العربية- العربية منذ نشأة جامعة الدول العربية بالانحلال وعدم التوافق ،حيث  يوجد نداء شعبي ومشاريع سياسية للقيادات العربية من أجل الوحدة ، لكن في كل مرة تقف الخلافات العربية البينية حاجزا أمام تحقيق مشروع الوحدة[20] .

ج-هشاشة وضعف الاقتصاد العربي لتوافر مجموعة من الأسباب البسيطة والمعقدة في نفس الوقت ،وذلك لوجود مركز القرار خارج المنطقة العربية ، أو تعدد مراكز القرارات الجماعية ، وعدم جدية تطبيقها ، وفشل الاتفاقيات الخاصة بالوحدة الاقتصادية وتكاملها[21].

د-تقييد المجال الدفاعي والعسكري الذي يعتبر أبرز عائق للأمن الإقليمي العربي ، وذلك من خلال ضعف الإمكانيات العسكرية ومحدودية الصناعات الحربية للدول العربية ، رغم نفقاتها في هذا المجال .

03-صلابة العلاقات[22] بين إسرائيل والقوى العظمى الكبرى ( بريطانيا العظمى وأمريكا)، فأمريكا تعتبر بقاء إسرائيل وأمنها التزاما قوميا ، وبريطانيا لعبت دورا أساسيا في خلقها ( وعد بلفور المشئوم 1917). وهناك حقيقة تؤمن بها القوى الكبرى  هو أنه لا يمكن البتة أن تهزم إسرائيل في منطقتها .

04-حالة التشتت العام الذي يعاني منها العالم العربي خاصة بعد أزمة الخليج الثانية،وما ترتب عنها من انهيار للجبهة الشرقية،وتضاعف الأعباء المالية والارتباطات السياسية والعسكرية والاقتصادية لدول الخليج اتجاه الدول العربية،وسيطرة الهموم الاقتصادية والاجتماعية على اهتمامات الحكم في الدول العربية بوجه عام ،ولما له من انعكاسات سلبية على توجه تلك الدول إلى توحيد جهودها نحو إرساء دبلوماسية عربية مشتركة.

كما أن هناك عراقيل تضاف إلى التي ذكرنها ،إلا أنها تتعلق خصوصا بالجانب العملي والتطبيقي في مهمة الدبلوماسية في حد ذاتها نوجزها فيما يلي[23]:

سادسا:غياب ثقافة “العمل العربي المشترك”في التربويات الدبلوماسية ،وفي أفضل الحالات ،فإن هذه الثقافة لم تعد في أولويات الأجندة السياسية العربية الراهنة .

سابعا:العمل البيروقراطي الدبلوماسي الرتيب ،والميل نحو الاكتفاء بمهمة نقل المعلومات ،بدلا من تحليلها،وتقديم خيارات وبدائل بفوائدها وتكاليفها ،وفرصها وتهديداتها.

ثامنا: تقاعس الدبلوماسية العربية بعامة،عن الاهتمام بتدريب أفرادها ،وتنمية مهارتهم في الدبلوماسية الإقليمية والمتعددة الأطراف وتوسيع معارفهم وتعميق وعيهم والتزامهم بقضايا ومؤسسات العمل العربي المشترك .

تاسعا: قلة عدد المتخصصين في الشؤون العربية بخاصة في عدد البعثات الدبلوماسية العربية،رغم تزايد الأعباء الملقاة على عاتق السفارات ،وتعدد الحقوق المسئولة عنها واتساع المجالات الجديدة،والتي تدخل في نطاق العمل الدبلوماسي المعاصر .

-عاشرا: اتساع ظاهرة استغناء بعض الدول عن “خدمات الدبلوماسية”في مقابل تزايد الاعتماد على “خدمات الأجهزة ومراكز البحث الأجنبية”وعلى الوقوع تحت تأثيرات إعلام مرئي ،متدفق في معلوماته وتحليلاته ،متنوع في مصادره ومتعاظم في نفوذه وسطوته.

لقد فرض تفجر ثورات الاتصال والمعرفة والتكنولوجيا الحديثة المتطورة على الدبلوماسية إحداث تغيير كبير في طبيعة دورها ،وآليات عملها ،ومستلزمات نجاحها،ويبدو حتى الآن،أن التغيير ما زال بطيئا أو غير مستدرك في الحقل الدبلوماسي العربي.

الحادي عشر:ضعف استيعاب القواعد والأساليب العصرية في التنظيم الإقليمي العربي ،وفي مؤسسات العمل المشترك.

الثاني عشر:هشاشة آليات النظام العربي ،الذي تحقق له التوازن المستقر ،من خلال تمكينه من اكتساب فعالية عالية نسبية للتكيف وللقدرة على استيعاب تأثير متغيرات الطارئة على المناخ العام الذي يحيط بأداء العمل العربي المشترك. ومن أزمة لأخرى تبعاً للمصالح والأهواء والعلاقات البينية بين الدول العربية ، لكن يمكن ذكر أهم الخطوط العريضة لهذه التحديات [24]:
أولا : وجود اثنان وعشرون سياسة خارجية عربية متناقضة عن بعضها ومنقسمة فيما بينها ، فلكل دولة عربية سياستها الخارجية التي تديرها وفق نمط معين وفي إطار مصلحة معينة

لا تلتقي دوما ، حتى في القضايا المصيرية ، مع السياسات الخارجية للدول العربية الأخرى .
ثانياً : الخلافات والنزعات التي تجمع الدول العربية أكثر بكثير من عوامل الوحدة البينية ، إذ قلما تتوحد السياسات الخارجية العربية فيما بينها على شأن قومي يصب في مصلحتها العربية ، بسبب تناقض المصالح واختلاف التوجهات الخارجية لكل دولة عربية منفردة .
ثالثاً : كثرت التدخلات الخارجية في النظام الإقليمي العربي وفي سياسات الدول العربية ، بسبب خلافات الأنظمة العربية الشخصية والسياسية ، وتأطير العلاقات العربية – العربية في إطار الرضا الأمريكي عن دول النظام المقبولة أو المنبوذة .
رابعاَ : شيوع وهيمنت العلاقات العربية مع دول غير عربية على حساب العلاقات البينية ، إذ في معظم الأحيان توصف العلاقات الخارجية لكل دولة عربية مع دول الجوار الإقليمي أو دول أوروبا أو الولايات المتحدة بصورة تفوق علاقات الدولة العربية مع محيطها العربي ، وهذا يفسح المجال أمام التداخل والاختلاف في السياسات الخارجية ، وبالتالي في رسم دبلوماسية عربية موحدة .

خامسا: في ظل التحديات المستقبلية والتطورات السياسية الراهنة والمصاحبة والملازمة للعولمة ،تستطيع الدبلوماسية العربية ،إن وعت وأرادت، أن تسهم بدور في عقلنة السياسات المحلية للدول العربية ،وتقديم بدائل وخيارات ،أكثر التصاقا بظاهرة التعاون العربي المشترك بجميع مجالاته وأنماطه، لا سيما العمل الدبلوماسي العربي المشترك.

وفي لغة وفن الدبلوماسية،يمكن تصور عدة دبلوماسيات المأمول منها أن تلعب دورا في الحيلولة دون تباطؤ أو تعثر العمل العربي المشترك ،وتطويره وحفزه على التأقلم مع التحديات الجديدة ومن أهمها[25]:

01-الدبلوماسية القومية نه من الضروري، اقتناع مؤسسات الدبلوماسية العربية بوجود “دبلوماسية اقليمية”، أو من خلال التدريب المكثف على شؤون الإقليم (الوطن العربي)، وعلى قضايا التكامل الإقليمي والقومي واستراتيجيات الدفاع والأمن القومي، فضلا عن قضايا الدبلوماسية الإقليمية المتعددة الإطراف، والتكيف الايجابي الفاعل والجمعي مع المتغيرات الدولية ذات التأثير العام في مجمل الوطن العربي ومكانة الأمة ومصالحها..

من الاقتراحات الجديرة بالاهتمام، اقتراح إنشاء “أكاديمية دبلوماسية عربية” في إطار جامعة الدول العربية، أو “توفير برامج تدريب منهجية ومنتظمة، بهدف توفير بناء القدرات “برؤية مشتركة” وتحقيق التفاعل بين الدبلوماسيين العرب”.

وهناك مبادرة وليدة، نجحت في وضع آلية مناسبة، “أسهم معهد الإمارات الدبلوماسي، في اقتراحها وبلورتها”، وتقديمها إلى المعاهد الدبلوماسية العربية، تتمحور حول إنشاء “منتدى للمعاهد الدبلوماسية العربية” ولإدارات التدريب بوزارات الخارجية”، للتشاور وتبادل الخبرات والبرامج، وبلورة فكر دبلوماسي عربي معاصر، وتنسيق المواقف في منتديات المعاهد والأكاديميات الدبلوماسية الدولية، خاصة “المنتدى الدولي لمديري وعمداء المعاهد والأكاديميات الدبلوماسية”. وقد أثمرت هذه المبادرة، عقد أول دورة لهذا المنتدى العربي للمعاهد الدبلوماسية، برعاية كريمة من وزارة الخارجية المصرية، ومعهد الدراسات الدبلوماسية المصري، وذلك في 18 ابريل/نيسان 2004 في القاهرة. وقد حضر هذا الاجتماع رؤساء معاهد وإدارات التدريب الدبلوماسي في كل من مصر، السعودية، والأردن والبحرين والكويت والإمارات وسلطنة عمان وسوريا والجزائر واليمن. ومن المقرر عقد الدورة الثانية للمنتدى في ربيع 2005 في الرياض، واتفق على عقد الاجتماعات بشكل دوري “سنويا”.

2- دبلوماسية الألفة:

رغم كثرة اللقاءات العربية المشتركة، فإن الخشية إن تنتهي إلى نوع من “وهم الألفة” كما يسميها بعض المثقفين العرب. وتستطيع الدبلوماسية العربية، تصحيح هذه الظاهرة، وتحويلها إلى “حقيقة الألفة”، خاصة ان الكثير من القضايا التي تدرج على جداول إعمال الاجتماعات العربية، لا تناقشها دوائر صناعة القرار العربية، إما بسبب قلة الخبرة، أو الصلاحيات، أو ضيق الوقت. وبالتالي فإن عبء شرح هذه القضايا، وتقديمها إلى كبار المسئولين العرب، تقع على كاهل الدبلوماسيين.

03- الدبلوماسية الوقائية:

إن وجود دبلوماسية وقائية نشطة ومبادرة، عارفة وواعية، يمكنها الحيلولة دون حدوث “إرباك” أو حتى “ضرر” يلحق بالعمل العربي المشترك الفرعي “مجلس التعاون لدول الخلية العربية” أو القومي. خاصة إذا ما تحركت في الوقت المناسب، للوقاية من الأزمات الطارئة، والتوترات المفاجئة، التي تعرقل أو تشوش المناخ التعاوني العربي.

إن التحديات غير العادية التي تواجه مجمل الدول العربية، فرادى ومنظومة، تتطلب استجابات شديدة التفاني، وبعيدة المدى.

04- دبلوماسية العولمة:

هناك مهارات ومعارف مستجدة، تتطلب من الدبلوماسي العربي اكتسابها، والإلمام بها، من خلال التدريب والتعلم والممارسة، من أبرزها الإلمام بمفردات العولمة والدبلوماسية الاقتصادية، وبقضايا ذات الصلة بالعولمة، وقضايا معاصرة ساخنة كحقوق الإنسان والبيئة وغسل الأموال والجريمة والإرهاب والمخدرات وما يرتبط بهذه القضايا من عناصر التوتر الإقليمي والدولي، فضلا عن قضايا القانون الدولي الإنساني والهجرة، والتدخل الإنساني، وحوار الثقافات والأديان، والمسائل المثارة على أجندات دولية في ظروف وملابسات مختلفة، كمسائل الأقليات في العالم العربي والإصلاح والحريات الدينية وتمكين المرأة وغيرها.

وقد صارت هذه القضايا من الأركان الأساسية للعمل الدبلوماسي، ولا يجوز الاستهانة بها على أساس أنها لا تدخل في الاختصاص المباشر للدبلوماسي.

دبلوماسية أممية:

إن الوضع الراهن، بقطبيته الأحادية الأمريكية، وبسيطرة العسكرة على العلاقات الدولية، قد سلب الأمم المتحدة وغيرها من المنابر الدولية والإقليمية (الجامعة العربية) دورها في تنظيم العلاقات الإقليمية والدولية، وفي هذا الإطار يبرز السؤال حول دور الدبلوماسية العربية في توازن واستقرار النظام الدولي، وعقلنة ودمقرطة العلاقات الدولية، كما يتطلب التفكر في ما يتوجب على الدبلوماسية العربية ان تعيه وان تعمله، في مواجهة هذه المخاطر:

أ توجهات إستراتيجية دولية، لتفكيك المنطقة العربية إلى طوائف ومذاهب واثنيات وقوميات فرعية، وترسيخ هذا التفكك في نظم دستورية وقانونية وسياسية على الطراز الطائفي اللبناني، بمعنى آخر تركيب دويلات طائفية وعشائرية واثنية، تتناحر وتتقاتل.

ب مخاطر إعادة رسم خريطة الوطن العربي، من خلال آليات القوة العسكرية او من خلال الديناميكية السياسية الأجنبية بأفكار التغيير الشامل للوطن العربي من داخله.

ت مخاطر تقليص وجود دور جامعة الدول العربية وتحييد تأثيراتها، لكي لا تشكل قيدا على توجهات التفكيك والتركيب وإعادة رسم الخريطة القومية.

ث مخاطر انفراط التنسيق بين الدبلوماسيات العربية، سواء في مسائل رئيسية على الساحة الدولية، خاصة المسائل المطروحة في اجتماعات الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة ووكالاتها كقضايا الفقر والأمن والسلام والاستقرار وتقسيم القوة في العالم، او في مسائل ذات صلة بإعادة بناء الأمم المتحدة، وزيادة مشاركة الدول العربية في عملية صنع القرار على المستوى الدولي. إضافة إلى قضايا ومبادرات غربية (بخاصة أوروبية) ذات صلة بالحوار والإصلاحات في المنطقة العربية والشراكة والتحالفات الإستراتيجية مع دولها.

وأخيرا.. هناك حاجة ماسة لتخليص النظام العربي من ازدواجية التعامل مع قضية “السيادة” النظام العربي يقبل ويخضع لما تقرره المنظمات الدولية والدبلوماسية الدولية بشأن قضايا سياسية وقانونية واقتصادية، لكنه لا يقبل ان تتعامل الدبلوماسية العربية مع هذه القضايا او تناقشها عربيا، مثل قضايا حقوق الإنسان والوصفات الاقتصادية والعمالة العربية وغيرها.

إن بلورة موقف دبلوماسي عربي بشأنها، سيعزز أولا العمل العربي المشترك، ويقوي الموقف العربي معنويا في البيئة الدولية والمؤسسات الدولية.

الخاتمة:

         وفي الأخير وعلى ضوء ما سبق ذكره، إن صناعة دبلوماسية عربية موحدة ،لن يتأتى له الوصول في ظل ما يشوب جامعة الدول العربية من مساوئ وعيوب كثيرة حالت دون تحقيق هذه الجامعة لأهدافها وللمبادئ التي جاءت لتكريسها حتى يتم الوصول إلى الوحدة العربية والتكامل في جميع الميادين ،ولن يتم ذلك إلا عبر قنوات العمل العربي المشترك،الذي بات يهدد العالم الغربي والكيان الصهيوني ،لأن تحقق ذلك سوف يؤثر على المصالح الحيوية لهما ،لذلك مطلوب للحذر من العالم الغربي بناء دبلوماسية عربية مشتركة وموحدة تكون قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية للمصالح القومية العربية، ومن جهة أخرى لها القدرة التفاوضية مع هذا العالم الخطير ،وقصد الوصول إلى ذلك ارتأيننا تقديم بعض المقترحات والتوصيات .

التوصيات المقترحة:

إن الجامعة كمنظمة إقليمية و قومية، تحتاج إلى تطوير كبير يتناول المفاهيم و الهيكلة

 و الأجهزة و الميثاق و أساليب العمل. و الجميع ينتظرون من مؤسسة القمة العربية المستقبلية الاضطلاع لهذه المهمة الملحة و الشاقة، و يتمنون أن يتم ذلك على الصعيد التالي:

01. إيجاد مؤسسات جديدة قادرة على تعزيز نشاط الجامعة، سواء أنصّ الميثاق عليها أم لا، مثل محكمة العدل العربية، و الآلية الكفيلة بالوقاية من المنازعات بين الدول العربية و إدارتها و تسويتها سلميا.لتجسيد العمل الدبلوماسي العربي الموحد والمشترك.

02.تعديل ميثاق الجامعة: الذي لا يزال إلى غاية اليوم يثير اهتمام قادة الدول العربية نتيجة وجود توجه مؤداه أن تعديل ميثاق جامعة الدول العربية من شأنه أن يساعد على تدعيمها ،وعلى تجديد أجهزتها ويساهم في تخليصها من الشلل الذي أعاقها عن أداء مهامها.

03 ضرورة تغيير قاعدة التصويت في إطار الجامعة و التخلي عن مبدأ الإجماع في اتخاذ القرارات.

04 ضرورة تطوير التنظيم الإداري و الهيكلي للجامعة.

05 ضرورة تطوير شبكة العمل العربي المشترك.

06 ضرورة تعزيز دور ممثلي المجتمع المدني في الأمانة العامة.

07 وجوب توافر الإرادة السياسية.

08 إيجاد حل للعجز المالي الذي تعاني منه الجامعة باستمرار.

09– إحداث تغيير جذري في الكادرات الوظيفية في دوائر الجامعة.

10- إدخال مبدأ الإلزام و الالتزام في تنفيذ القرارات و الاتفاقيات في نطاق الجامعة.

11- إيجاد آلية عربية لفضّ المنازعات بين الدول العربية بالطرق السلمية.

12- تعهد كلّ دولة عربية باعتماد خطط وطنية.

13--إصلاح ومعالجة عدم التزام الدول العربية بتنفيذ تعهداتها إزاء العمل العربي المشترك بسبب غياب آلية داخل جامعة الدول العربية تمكنها من إلزام أعضائها بتنفيذ ما يتفقون عليه،وذلك باستحداث آلية تشرف على تنفيذ القرارات.

14--ضرورة التنسيق بين دبلوماسية كل دولة من الدول العربية مع جامعة الدول العربية،وذلك في إطار توحيد الرؤى حول القضايا التي من الممكن أن تكون لها علاقة مع مستقبل ومصير الشعوب العربية خصوصا عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي ومختلف المصالح القومية ذات الاهتمام المشترك بين الدول العربية.

15--في مجال التنسيق بين الدبلوماسيات الدول العربية على حدى ،ينصح بإنشاء معهد عربي للدبلوماسية ويكون تحت إشراف جامعة الدول العربية ويكون في مقرها وليس في مقر أحد الدول العربية.

16-على جامعة الدول العربية أن تسعى بالتراضي وبالتوافق لوضع أسس ومعايير موحدة للسياسات الخارجية للدول العربية تسهل مهمة توحيد العمل الدبلوماسي العربي المشترك على أن لا تخرج عن نطاق الاتفاقيات الدولية المنظمة للعمل الدبلوماسي والقنصلي تبعا لامتداد المنظمات الإقليمية للمنظمات الدولية .

17-الاتفاق على آلية فعالة وملزمة لتسوية النزاعات بين الدول الأعضاء بما في ذلك ضرورة وتطوير مجلس السلم والأمن العربي ،وعدم تجاهله وإعطائه صلاحيات واسعة على اعتبار أن هذا المجلس يعد أحد أهم الآليات المهمة للجامعة العربية ،والذي يمكن أن يلعب دورا مهما في حل الخلافات العربية وتسويتها بالإضافة إلى تفعيل محكمة عدل عربية، حتى لا نفتح المجال للأطراف الخارجية الأجنبية للتدخل في الشؤون العربية للمصالح القومية ،لأن ذلك سيؤدي إلى تعميق الخلافات بين الدول العربية بدل تسويتها.

18-على جامعة الدول العربية أن تتحمل على عاتقها مسئولية الاهتمام بتدريب أفرادها ،وتنمية مهارتهم في الدبلوماسية الإقليمية والمتعددة الأطراف وتوسيع معارفهم وتعميق وعيهم والتزامهم بقضايا ومؤسسات العمل العربي المشترك .

19-العمل على زيادة تكوين عدد المتخصصين في الشؤون العربية بخاصة في عدد البعثات الدبلوماسية العربية،رغم تزايد الأعباء الملقاة على عاتق السفارات ،وتعدد الحقوق المسئولة عنها واتساع المجالات الجديدة،والتي تدخل في نطاق العمل الدبلوماسي المعاصر.

20-العمل على ضرورة تدريب الدبلوماسيين العرب على  استيعاب القواعد والأساليب العصرية في التنظيم الإقليمي العربي ،وفي مؤسسات العمل المشترك.

و رغم ترهل الجامعة أو ضعفها أو تقصيرها فإنها لا تزال عند المتفائلين محطّ آمال متبقية لأمة تبحث عن آمال، و أنها استطاعت، رغم الأعاصير، أن تحافظ على وجودها. و لكن هناك من يرى أن استمرارها في النهج الذي اتبعته حتى الآن سيؤدي إلى إعلان فشلها

و إغلاق أبوابها. و لعل قيام بعض التجمعات الإقليمية العربية، على هامشها ينطوي على ضعف الثقة بها.

قائمة المراجع :

الكتب:

– د، حسن أبو طالب،نظم التعاون الفرعية بين الدول العربية وإحياء النظام العربي،1997.

– أسامة المجدوب ، العولمة والإقليمية (مستقبل العالم العربي في التجارة الدولية ) ، الطبعة الثانية ، الدار المصرية اللبنانية ، بيروت ، لبنان ، 2001.

– أحمد البرقاوي  وآخرون ،  الأمن القومي  في عالم متغير بعد أحداث 11 سبتمبر ، مكتبة مدبولي ، القاهرة ، مصر ، 2003.

– عتلم (محمد حازم). المنظمات الدولية الإقليمية. دار النهضة العربية. .مصر، طبعة3. 2006.

– د ليلى بن حمودة محاضرات في المؤسسات و العلاقات الدولية.،جامعة يوسف بن خدة، الجزائر، 2007-2008.

– د، نجيب بن عمر عوينات،إصلاح جامعة الدول العربية،جامعة المجمعة، المملكة العربية السعودية،بدون سنة الطبع .

– د/ محمد الجذوب،التنظيم الدولي، النظرية والمنظمات العالمية والٌإقليمية المتخصصة ،منشورات الحلبي الحقوقية بيروت، لبنان، الطبعة 08 ، 2006.

مجموعة من الباحثين، الحركات الاحتجاجية في الوطن العربي،مركز دراسات الوحدة العربية،الطبعة الأولى، 2011.

– أحمد داود أوغلو،العمق الاستراتيجي موقع تركيا ودورها في الساحة الدولية،مركز الجزيرة للدراسات ،الطبعة الأولى، 2013.

– عبد الله عيسى عبده عيسى الشريف،دور جامعة الدول العربية في الثورات العربية،دراسة حالتي، سوريا وليبيا،الطبعة الأولى، 2013.

02-الرسائل الجامعية:

– عبد الرحمن حسيبة ، تحديات الأمن القومي العربي ، مذكرة ديبلوم الدراسات العليا المتخصصة في الإستراتيجية PGS  ، قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية ،  كلية العلوم السياسية والإعلام ، جامعة الجزائر ، 2008.

– الدين فاطمة الزهراء،جامعة الدول العربية وموقفها من الربيع العربي،مذكرة ماستر ،تخصص تنظيم سياسي وإداري، قسم العلوم السياسية،كلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة ورقلة، 2012-2013.

02-المقالات والأبحاث:

-محمد وفاء حجازي،الجامعة العربية بين الإبقاء والإلغاء،دراسة قدمت لندوة :(الوحدة العربية في ضوء مشروع الاتحاد العربي، التي أقامها ملتقى الحوار الثوري الديمقراطي، القاهرة، المنعقد في 14-17 مارس 1998.

– د، يوسف الحسن،الدبلوماسية العربية، مجلة إيلاف الإلكترونية،لندن، 2001 الصادرة في: 21 ماي 2001.

– حسان حمدان العلكليم ، التحديات التي تواجه الوطن العربي في القرن الواحد والعشرين ، المجلة العربية للعلوم السياسية العدد 19 ، مركز دراسات الوحدة العربية ، لبنان ، 2008.

-عبد العزيز خنفوسي، وعبد المومن بن صغير، الوضع القانوني للحصار المفروض على غزة في إطار أحكام القانون الدولي المعاصر، ورقة بحثية مشارك بها ضمن فعاليات الملتقى الوطني الثالث حول: القانون الدولي الإنساني والحصار على غزة،يومي 22-28 نوفمبر ،2011، بكلية الحقوق والعلوم السياسية، بجامعة حسيبة بن بوعلي.

ياسر قطيشات،التحديات التي تواجه بناء دبلوماسية عربية موحدة ،الحوار المتمدن، مجلة السياسة والعلاقات الدولية ،العدد  3297،المؤرخ في 06-03-2011.

د، عبد الكريم سليمان وادي،الربيع العربي وانعكاساته على الدبلوماسيبة العربية ،الأسباب والمبررات جريدة،مجلة أمد،للإعلام السنة الثامنة ، 2014 ، المؤرخة في : 04-12-.2014.12.

01–يقصد بالمنظمة الإقليمية كل هيئة دولية تخلق عن طريق اتفاقية دولية جماعية أطرافها الجدول بغية تحقيق أهداف محددة ومشتركة للدول الأعضاء بها ،بحيث يصير هنا إلى الإرادة الذاتية لهذه العيئة أن تمكنها من الاضطلاع  بالمهام المنوطة بها ،دون أن يرتب ذلك بأي حال بسيادة الدول الأعضاء .أنظر 0 صفحة 18و 19.

02- يتجلى ذلك بوضوح من خلال  تعريف أخر  للمنظمة الدولية الإقليمية التي تعكس أسس القومية العربية الموحدة ، وهي  تلك المنظمة التي يقتصر تكوينها و اختصاصها على نطاق جغرافي محدد، أي أنها تجمع دول منطقة جغرافية معينة، و هي عبارة عن تضامن سياسي بين دول تجمع عادة بينها عدة عوامل أهمها الأصل الحضارة و التاريخ و الإيديولوجية و المصالح المشتركة مثل جامعة الدول العربية.أنظر د ليلى بن حمودة محاضرات في المؤسسات و العلاقات الدولية.،جامعة يوسف بن خدة، الجزائر، 2007-2008 نظام ل م د.

أنظر ميتثاق جامعة الدول العربية [3]

أنظر د، نجيب بن عمر عوينات،إصلاح جامعة الدول العربية،جامعة المجمعة، المملكة العربية السعودية، [4]

  5  أنظر أسامة طلفاح، فشل الدبلوماسية العربية،الحوار المتمدن،المحور مواضيع وأبحاث سياسية، العدد 2520،المؤرخ في 08-01-2009.

   6-أنظر الدين فاطمة الزهراء،جامعة الدول العربية وموقفها من الربيع العربي،مذكرة ماستر ،تخصص تنظيم سياسي وإداري، قسم العلوم السياسية،كلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة ورقلة، 2012-2013.ص 01.

-انظر أنظر د ليلى بن حمودة محاضرات في المؤسسات و العلاقات الدولية.المرجع السابق ص 35.[7]

8أنظر د/ محمد الجذوب،التنظيم الدولي، النظرية والمنظمات العالمية والٌإقليمية المتخصصة ،منشورات الحلبي الحقوقية بيروت، لبنان، الطبعة 08 ، 2006،ص –ص 413،414.

10-أنظر د، عبد الكريم سليمان وادي،الربيع العربي وانعكاساته على الدبلوماسيبة العربية ،الأسباب والمبررات جريدة،مجلة أمد،للاعلام السنة الثامنة ، 2014 ، المؤرخة في : 04-12-.2014.12

10-أنظر للمزيد من التفاصيل حول حركة الاحتجاجات في الدول العربية التي حدث فيها مايسمى بالربيع العربي، مجموعة من الباحثين، الحركات الاحتجاجية في الوطن العربي،مركز دراسات الوحدة العربية،الطبعة الأولى، 2011،ص 50 وما بعدها .

11-لمزيد من التفاصيل حول أشكال وصور وأبعاد الصراع العربي الإسرائيلي راجع، د، أحمد ثابت،جوانب الصراع العربي الإسرائيلي ومجالاته،. جزيرة نت.

12- محمد وفاء حجازي،الجامعة العربية بين الإبقاء والإلغاء،دراسة قدمت لندوة :(الوحدة العربية في ضوء مشروع الاتحاد العربي، التي أقامها ملتقى الحوار الثوري الديمقراطي، القاهرة، المنعقد في 14-17 مارس 1998،ص 74.

13-أنظر أحمد داود أوغلو،العمق الاستراتيجي موقع تركيا ودورها في الساحة الدولية،مركز الجزيرة للدراسات ،الطبعة الأولى، 2013،ص 73..

.14--أنظر عبد الله عيسى عبده عيسى الشريف،دور جامعة الدول العربية في الثورات العربية،دراسة حالتي، سوريا وليبيا،الطبعة الأولى، 2013.،ص 153.

15-أنظر محمد وفاء حجازي،الجامعة العربية بين الإبقاء والإلغاء،دراسة قدمت لندوة :(الوحدة العربية في ضوء مشروع الاتحاد العربي، التي أقامها ملتقى الحوار الثوري الديمقراطي، القاهرة، المنعقد في 14-17 مارس 1998،ص 83..

-أنظر د، حسن أبو طالب،نظم التعاون الفرعية بين الدول العربية وإحياء النظام العربي،1997 .[16]

محمد وفاء حجازي،الجامعة العربية بين الإبقاء والإلغاء،المرجع السابق،ص،ص 83-84. [17]

18-أنظر عبد العزيز خنفوسي، وعبد المومن بن صغير، الوضع القانوني للحصار المفروض على غزة في إطار أحكام القانون الدولي المعاصر، ورقة بحثية مشارك بها ضمن فعاليات الملتقى الوطني الثالث حول: القانون الدولي الإنساني والحصار على غزة،يومي 22-28 نوفمبر ،2011، بكلية الحقوق والعلوم السياسية، بجامعة حسيبة بن بوعلي، شلف، ص

19- أنظر : أسامة المجدوب ، العولمة والإقليمية (مستقبل العالم العربي في التجارة الدولية ) ، الطبعة الثانية ، الدار المصرية اللبنانية ، بيروت ، لبنان ، 2001 ، ص ، ص : 125 ، 126.

20- أنظر : عبد الرحمن حسيبة ، تحديات الأمن القومي العربي ، مذكرة ديبلوم الدراسات العليا المتخصصة في الإستراتيجية            PGS  ، قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية ،  كلية العلوم السياسية والإعلام ، جامعة الجزائر ، 2008 ، ص:75.

 -21- أنظر : حسان حمدان العلكليم ، التحديات التي تواجه الوطن العربي في القرن الواحد والعشرين ، المجلة العربية للعلوم السياسية العدد 19 ، مركز دراسات الوحدة العربية ، لبنان ، 2008 ، ص : 102

22- أنظر : أحمد البرقاوي  وآخرون ،  الأمن القومي  في عالم متغير بعد أحداث 11 سبتمبر ، مكتبة مدبولي ، القاهرة ، مصر ، 2003 ، ص –ص: 202-207.

23-أنظر د، يوسف الحسن،الدبلوماسية العربية، مجلة إيلاف الإلكترونية،لندن، 2001 الصادرة في: 21 ماي 2001.

   24-أنظر ياسر قطيشات،التحديات التي تواجه بناء دبلوماسية عربية موحدة ،الحوار المتمدن، مجلة السياسة والعلاقات الدولية ،العدد

3297،المؤرخ في 06-03-2011.

   25- د، يوسف الحسن،الدبلوماسية العربية، مجلة إيلاف الإلكترونية،لندن، 2001 الصادرة في: 21 ماي 2001.

المشار إليه في الموقع الإلكتروني:

– See more at: http://www.elaph.com/NewsPapers/2005/2/43053.htm#sthash.Yzn6QyF5.dpuf.

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى