مقالات

التقارب المصري الايراني..صدمة اقليمية و مفاجأة دولية

بقلم:  نرمين طارق دويدار

 

تقارب مصري ايراني بدأت تظهر ملامحه شيئا فشيئا , تقارب كان مستحيلا بين البلدين طيلة عقود طويلة و لكن علي غير المتوقع يتضح اننا في بداية مرحلة تفاهم بين طرفين علي الأغلب كانا الد الأعداء في السياسة الخارجية .

العلاقات المصرية الايرانية ظلت لأكثر من ثلاث عقود لغز محير يحتاج الي من يفك طلاسمه , و ذلك منذ حالة القطيعة و الجمود بين الطرفين في اعقاب اندلاع ثورة الخميني في عام 1979 و حدوث تبادل الأتهامات و التصريحات العدائية بين الطرفين . و لكن كانت الصدمة حاليا عودة العلاقات و علي ما يبدو بشكل قوي !

اسباب ظهور هذا التقارب

ظهر هذا التقارب عقب انحياز مصر الي الموقف الروسي و ميلها الي الرؤية الروسية تجاه ملف القضية السورية , ظهر تمركز جديد للموقف المصري داخل المحور الايراني و كذلك مع حلفاؤه , الأمر الذي ينذر بتنامي العلاقات المصرية الايرانية و ذلك بالتأكيد لأن ايران هي الوجه الاخر لروسيا في الأراضي السورية , فكلاهما سرطان ينهش في جسد الأمة السورية فقط تأكيد مطامعهما ولو كان ذلك علي حساب شعب بريء كل تهمته هي مناداته بحقوقه !

من اهم العلاقات التي يجب التركيز عليها في هذا التقارب هو تهديد المصالح السعودية في المنطقة . و القضاء علي جهود الرياض في محاولة نشر و تفعيل الدور السني الأقليمي , كما ان هذا التقارب سوف يهدد طموحات السعودية في تفعيل تحالف اسلامي عسكري تكون نواته دولة سنية و اهمهما  : مصر و تركيا . كما ان ذلك يمثل رعب للرياض كون مصر تعد عمق استراتيجي هائل للسعودية .

تزايد العلاقات المصرية الأيرانية

بدأ ان يظهر هذا التقارب و يتزايد عندما استقبل المساعد الخاص لرئيس البرلمان الايراني ” حسين امير عبد اللهيان ” . الرئيس الجديد لمكتب رعاية المصالح المصرية ” ياسر عثمان ” و الذي تولي هذا المنصب موخرا خلفا ل ” خالد عمارة ” .

وبعد نحو اسبوع واحد , حدث لقاء تم وصفه بالتاريخي بين وزير الخارجية المصري ” سامح شكري ” و نظيره الايراني ” محمد جواد ظريف ” , حدث هذا اللقاء في نيويورك علي هامش اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة .

اوضحت الخارجية المصرية ان اللقاء تناول عدد من الملفات الأقليمية اهمها القضية السورية , حيث اكد الطرفان المصري و الايراني علي اهمية التوصل الي حل فوري لوقف اطلاق النار و اجبار جميع الأطراف في سوريا عليه !!

اكدت الخارجية الايرانية في هذا اللقاء علي ضرورة حدوث المزيد من الاتصالات و المحادثات بين القاهرة و طهران في القضايا العالمية عامة والأقليمية خاصة .

بشائر لعلاقات مستقبلية و تعاون مستمر

عقب تسلم السفير ياسر عثمان مهام عمله في طهران , اصدرت صحيفة خرسان الايرانية بحث حول شكل العلاقات المصرية الايرانية و مراحل الانحدار و التطور فيها علي مدي السنوات الماضية .

اكدت الصحيفة ان العلاقات منذ عام 2009 اخذت شكل غير مستقر بالمرة و خاصة بعد تولي محمد مرسي الحكم في مصر .

و اكدت الصحيفة علي اهمية تنامي العلاقات في المستقبل مابين البلدين خاصة بعد لقاء وزراء خارجية الدولتين .

ميلاد فجوة بين مصر و السعودية

بداية ظهور توترات مصرية سعودية , من المعروف ان السعودية تحمل راية المذهب السني في المنطقة كذلك هي معارضة شرسة لنظام بشار الاسد و لن ترضي ابدا سوي بأطاحة هذا النظام العلوي الفاسد .

بدأت ان تولد هذه الفجوة عقب ادلاء وزير الخارجية المصري ” سامح شكري ” تصريحات لصحف مصرية ان مصر لا تقف الي جانب الموقف السعودي تجاه الأزمة السورية كما ان مصر ترفض تغير نظام الحكم هناك !

الكثير و الكثير من التوقعات حول هذا التقارب المصري الايراني , ولكن هذه التوقعات مختلفة , لذلك اعتقد انه في الأيام القليلة القادمة سوف تتبلور ملامح هذا التعاون و سوف تظهر الأمور جليا ما اذا كان هذا التقارب شيء جاد و حتمي ام انه فقط نقطة ضغط من احد الطرفين او ربما كلاهما…!

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى